انظر: خط زمني لتاريخ لبنان
تاريخ لبنان قديم قدم البشرية ومثل كل بلاد المشرق العربي ذكر لبنان في أقدم الآثار المكتشفة في المنطقة. موقعه على ساحل البحر المتوسط وتوسطه الطرقات التجارية بين أوروبا وآسيا وأفريقيا جعله مرتع لثقافات عديدة أعطته أهمية تاريخية. ومنذ القدم سكنته شعوب قدمت من الأراضي الداخلية ومن خلف البحار.
خلال توالي العصور، خضع لبنان لموجات من السيطرة الخارجية لشعوب ودول أتت من كل الأصقاع. ومنهم قدماء المصريين والأشوريون والبابليون والفرس والإغريق والرومان والعثمانيون والفرنسيون.
لبنان الحالي له طابع ثقافي عربي مطعم بتأثير غربي وفرنسي على الخصوص. ولفترة طويلة كان لبنان الدولة الوحيدة ذات الأكثرية المسيحية في الوطن العربي إلا أن الأكثرية المسيحية أخذت بالانخفاض أمام المسلمين مما جعل لبنان يمر بالعديد من الخضات السياسية من أجل السيطرة علي مقاليد الحكم. وفي 14 أذار 2005 قامت تحالفات جديدة في لبنان تحاول ايجاد صيغ لتعايش الطوائف والثقافات المختلفة بعيدا عن تأثير فكرة الأكثرية الطائفية معتمدين أفكار جديدة مثل الحكم التوافقي وذلك للحفاظ على الطابع التعددي للوضع اللبناني.
التاريخ القديم (ما قبل 636م)
هناك آثار تدل أن مناطق غربي آسيا ومنها لبنان كانت مستوطنة منذ العصر النياندرتالي[1]. إلا أنه لا يوجد الكثير من الدراسات عن الإنسان الأول الذي عاش على السواحل الشرقية للبحر المتوسط الا البقايا العظمية والادوات الحجرية التي دلت أنه سكن الكهوف. ودلت هذه الآثار أن هذا الإنسان كان أقرب إلى الغوريللا، قصير القامة وبديت الجسم، ثخين العظم مقوص الظهر، قصير الأصابع وغليظها. كان يعيش في الكهوف في جماعات قليلة وكان يأكل النياتات ولحم الحيوان. وتدل الآثار أنه عاش منذ 180,000 عاما[2].
يعود ذكر تاريخ لبنان المدون إلى 5000 سنة. وكان سكان هذا الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط من الكنعانيين الساميين من سام بن نوح. دعا الإغريق سكان هذه المناطق بالفوي*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-*وس (phoinikies) والتي تعني البنفسجيين وذلك نسبة للون البنفسجي الذي طغى على ألبستهم وللصباغ الأرجواني الذي اشتهروا به. وهكذا عرفوا بالفينيقيون في الآثار القديمة[3]. كما سمي أهل مناطق البقاع بالأمورو نسبة إلى الشعوب الأمورية التي أتت من جزيرة العرب واستوطنت بادية الشام[4].
إلا أن اهالي هذه البلاد أطلقوا على أنفسهم اسم "تجار من صيدا" وعلى بلادهم باسم "لبنان" بسبب موقعه وطبيعته.
قدس الأقداس الأبيض بالكرنك
خلال الفترة الفينيقية، كانت شعوب غربي آسيا مؤلفة من ممالك مستقلة كل في مدينة ساحلية. وكانت تشتهر كل مدينة بحسب صنعة أبناءها. فمدينتي صيدا وصور اشتهرتا بتجارتيهما البحرية. أما مدينة جبلا التي اشتهرت ببييلوس (واليوم تعرف بمدينة جبيل) فاشتهرت بمراكزها الدينية وتجارتها مع مصر القديمة ما بين 2686ق.م و 2181 ق.م بحيث صدّرت خشب شجر الأرز وزيت الزيتون والنبيذ واستوردت الذهب من وادي النيل. واشتهرت مدينة بيريتوس (الاسم ألإغريقي لبيروت) بتجارتها ومراكز العبادة.
[عدل]المصريون
خلال مطاردة المصريون للهكسوس في عهد الدولة الحديثة الفرعونية في مصر، ضم تحتمس الثالث للسيادة المصرية الساحل الشرقي للبحر المتوسط بالكامل، بالإضافة إلى المدن الفينيقية، مؤسسًا بذلك أول إمبراطورية في التاريخ تمتد من تركيا شمالا والصومال جنوبا، والعراق شرقا، وليبيا غربا[5].
[عدل]الفينيقيون
وبنهاية القرن الرابع عشر ما قبل الميلاد، ضعفت الدولة الحديثة مما أعطى الفنيقيين الفرصة ليستقلوا عنهم في بداية القرن 12 ق.م. وبقى استقلال الفنيقيين للعقود الثلاث التي تلت، فازدهرت المنطقة وفرضت وجودها التجاري على حوض المتوسط.
في هذه الفترة، استعمل الفنيقيون أحرفا أبجدية لتسهيل تجارتهم ومخاطبتهم للشعوب الأخرى. وهذه الأحرف اعتمدت على ترميز مخارج الأصوات بدلا من تصور للمعاني التي كانت معتمدة في الكتابة في ذلك الزمن. وعلَّم الفنيقيون الكتابة لشعوب البحر المتوسط مستعملين أحرفهم فيما عرف بالأحرف الأبجدية.
وفي هذه الفترة وسّع الفنيقيون تجارتهم لتشمل، بالإضافة للنسيج، المعادن والزجاج. كما برعوا في تشكيل المعادن وتشكيل الزجاج وفي الملاحة البحرية. كما اسسوا المستعمرات في حوض المتوسط مثل قبرص، رودوس، كريت وقرطاجنة. كما دارت سفنهم حول القارة الأفريقية الآف السنين قبل البحارة البرتغاليين. واستمر ازدهار الشعب الفنيقي حتى الغزو الأشوري.
[عدل]الأشوريون
استولى الأشوريون (875 - 608 ق.م) علي الساحل الشرقي للمتوسط وقضوا على ازدهار الفنيقيين. حاول سكان صور وبيبلوس الانتفاضة على حكم ألأشوريون في القرن 8 ق.م إلا أن تغلث فلاسر اخضعهم وفرض جزية قاسية. وحاولت صور الانتفاضة ضد سرجون الثاني إلا انه اخضعها في سنة 721 ق.م. وقام اسرحدون (681ق.م) بتدمير وسبي سكان صيدا وبناء مدينة جديدة على أنقاضها.
[عدل]البابليون والفرس
بنهاية القرن الثامن ق.م ضعف الأشوريون مما سمح للبابليين بالقضاء عليهم وإنشاء دولة قوية في بلاد ما بين النهرين. وخلال الحكم البابلي، قاومت مدينة صور لمدة 13 عاما حصارا قويا من ِقِبل نبوخذنصرالبابلي قبل أن يفتحها ويأسر أهلها.
أنهى الفرس الأخمينيون حكم البابليين في عهد قوروش مما جعل الفينيقيين يخضعوا لهم. وساند الفنيقيون الفرس بحروبهم ضد ألإغريق وخاصة باستعمال مراكبهم في المعارك البحرية. إلا انهم انتفضوا على دارا الأول بسبب مآسي الجزية المفروضة عليهم.
[عدل]حكم الأغريق
عند انتصارات الملك الإغريقي الاسكندر المقدوني على الفرس في عام 333 ق.م، رحب الفنيقيون به فاتحا لبلادهم. إلا أن أهل صور رفضوا طلبه لتقديم ذبائح في معبد ملكارت مما دفعه لتدمير الجزيرة بعد 8 أشهر من الحصار. تأثر الفينقيون كثيرا بالثقافة الإغريقية مما أعطاهم طابعا مختلفا عن بقية شعوب المنطقة. بعد موت الإسكندر، تبع الفنيقيون الدولة السلوقية. إلا أن المنطقة تأثرت بالنزاعات بين القادة الاغريق.[6]
[عدل]نزوح بني عاملة إلى لبنان
وفي القرن الثالث ما قبل الميلاد، وقعت حادثة سيل العرم وانهيار سد مأرب وضياع مملكة سبأ المعروفة في التاريخ. وبسبب هذه الكارثة، هاجرت قبيلة عاملة بن سبأ بن يشجب بن قحطان من اليمن إلى أطراف الشام فيما عرف بجبل عامل[7]. وهي منطقة الهضاب في جنوب لبنان المشرفه على البحر المتوسط وفلسطين وعرف سكانها باسم أهل جبل عامل.
[عدل]الرومان
في سنة 64 ق.م أنهى القائد بومبي حكم السلقيون وضم المدن الفينيقية لحكم الرومان. ونعمت المدن الفنيقية بالازدهار الاقتصادي والفكري والثقافي. كما مَنح الرومانيون أهل مدن صيدا وصور وبيبلوس المواطنية الرومانية. كما بنى الرومان الصروح والهياكل مثل معبد بعلبك ودار الحقوق والحمامات العامة في بيروت والهياكل في صور. وازدهرت التجارة حيث صدَّر الفينيقيين خشب شجر الأرز والعطور والمجوهرات والنبيذ وعبَّدوا الطرق.
[عدل]البيزنطيون
في سنة 395 ق.م تبعت منطقة لبنان الدولة البيزنطية مما تابع ازدهارها لقرن كامل. وفي القرن السادس الميلادي ضرب البلاد زلازل التي دمرت العديد من معالمها كهيكل بعلبك ومدرسة الحقوق في بيروت وقتل 30,000 من سكانها.
[عدل]الموارنة
في عهد البيزنطيين، حصل صراع بين المسيحيين حول طبيعة السيد المسيح. وكان القديس مارون من أشد المقاومين لعقيدة الطبيعة الواحدة واتفقوا مع ثوابت المجمع الخلقيدوني الذي انعقد عام 451م. أدى هذا الاختلاف إلى مجازر عنيفة انتهت بمقتل أكثر من 3300 راهب ماروني في ديرالقديس مارون وأفاميا. دفعت هذه المجازر إلى هروب أتباع القديس مارون جنوبا إلى مرتفعات جبل لبنان التي أمنت لهم حماية طبيعية. ومذاك الوقت أستوطن الموارنة جبال لبنان الوعرة وبنوا الأديرة في صخوره.
[عدل]المردة
في نفس فترة انتقال الموارنة إلى لبنان، تواجد في لبنان قوم سمي بالمردة. اختلف على نسبهم فمن قال أنهم من ال[جراجمة] ومنهم من نسبهم إلى الموارنة الذين نزحوا إلى تلك الجبال. إلا أن ما اتفق عليه أن المردة كانوا مقاتلين شديدو البأس مرهوبو الجانب عاشوا في لبنان وجعلوه حصينا.[8] [9]
[عدل]العصر الإسلامي (636م-1920م)
قامت الفوضي في منطقة لبنان بسبب الزلازل، الجزية القاسية والإختلافت الدينية في القرن السادس الميلادي مما أضعف الدولة البيزنطية وفتح البلاد أمام المسلمون القادمون من الجزيرة العربية. أرسل أبو بكر الصديق قواته لفتح بلاد الشام. وفي سنة 636م دحر القائد الإسلامي خالد بن الوليد القوات البيزنطية في موقعة اليرموك مما فتح له بلاد الشام ومنها لبنان.
[عدل]الخلافة الأموية
بعد انتصار معركة اليرموك، عُيٍّن معاوية ألأموي حاكما على سوريا والتي كانت تشمل لبنان. طلب معاوية من اهل لبنان بناء السفن من أجل مواجهة آلة الحرب البحرية البيزنطية كما أوقف غزوات المردة الأقوياء في جبال لبنان الذين ناصروا الروم بعد معاهدة صلح مع البزنطيين ودفع الجزية لهم. خلال هذة الفترة، استوطن العديد من القبائل العربية مناطق ساحل لبنان للحد من التدخل البيزنطي. أول القبائل العربية التي استقدمت إلى لبنان كانو اللمعيون الذين سكنوا كفرسلوان.
[عدل]تشيُّع أهل جبل عامل
مقال تفصيلي :جبل عامل
تذكر بعض المصادر الشيعية أنه في عهد الأمويين، تشيع اهل جبل عامل على يد أبي ذر الغفاري الذي نفاه معاوية إلى جبل عامل[10]. ومنذ ذلك الحين سمي أهل جبل عامل بالمتاولة أحد أهم أسماء الشيعة الإمامية وهي جمع متوالي، وهي مشتقة على القياس من توالى، أي تتابع، أو مشتقة على غير القياس من كلمة تولى اي اتخذ وليّا. من الجدير ذكره ان اهل جبل عامل يعود نسبهم إلى قبيلة عاملة اليمنية وهم من أقدم من سكن لبنان.
[عدل]الخلافة العباسية
استولى العباسيون على الحكم من ألأمويين سنة 750م وضموا لبنان لحكمهم. في بداية هذا العهد، استوطن الإرسلانيون في لبنان عام 756م. فرض العباسيون ضرائب قاسية على لبنان مما دفع اللبنانيين القيام بالعديد من الانتفاضات. وفي القرن العاشر اعلن الامير الصوري علاقة استقلاله عن العباسيين إلا أن حكمه انتهى مع استلاء الفاطميين على الحكم.
[عدل]تأثير الحكم العربي
<!(بحاجة للترتيب والازادة)>
سبَب التنوع الحضاري
ملجاء للمضطهدين
بدء حضور الموارتة إلى قاديشا
لجوء الملكيين
تحول إلى غريغ اورثوذكس
نشوء الدروز
انتشار الفلسفة والاداب والعلوم (هارون الرشيد)
من علماء لبنان: الطبيب رشيدالدين والفقهي العوضي والفيلسوف قسطا بن لوقا
ازدهار مينائي صور وطرابلس
كان الحكم العربي في لبنان لينا مع المسيحيين واليهود. فرض عليهم الضرائب واعفهم عن الخدمة العسكرية.
[عدل]الصليبيون
خلال الحملات الصليبية (1096م - 1291م)، أبدى الصليبيين اهتماماً بمدن ساحل لبنان وسيطروا عليها تدريجياً. فبعد تأسيس ممكلة بيت المقدس في مدينة القدس توجهوا لطرابلس واستولوا عليها في عام 1109م. ثم على بيروت وصيدا في عام 1110م. وأخيراً صور عام 1124م. خلَّف الصليبيون وراءهم العديد من القِلاع في لبنان مثل قلعة طرابلس وقلعة شقيف وقلعة سان جيل.
خلال هذه الحملات، تجاوب الموارنة مع ثقافة الصليبيين وتحولوا إلى مرجعية البابا في روما بعدما كانوا يخالفونه الرأي والمعتقد.
وبما أن الفرنسيين كانو يشكلون عصب الحملات الصليبية بدأت العلاقات المارونية-الفرنسية تتوطت منذ ذلك الحين ولا سيما بعد مجيء ملك فرنسا القديس لويس التاسع إلى الشرق [11]
المماليك=== المماليك === تمحور القرن الثالث عشر الميلادي بالصراعات بين الصليبيين من الشمال (أوروبا) والمغول من الشرق (أي هضاب آسيا) والمماليك من الجنوب (أي من مصر) والتي انتهت بغلبة المماليك.
المماليك كانو عبيد أحضرهم الأيوبيين من جبال القوقاز بين بحر قزوين والبحر الأسود. استولوا على الحكم من الأيوبيين وحكموا لبنان لقرنين من الزمن. ما بين القرنين ال11 وال 13 ميلادي، استوطن شيعة سورية والعراق والجزيرة العربية مناطق شمال البقاع وكسروان والجبال شمالي بيروت. انتفضوا الشيعة والدروز على المماليك عام 1291 مستغلين انشغاهم بالحروب مع الصليبيين. وفي عام 1308 استعاد المماليك السيطرة عليهم مما أجبر الشيعة على ترك منطقة كسروان والنزوح إلى جنوب لبنان. وخلال العصر المملوكي انتعشت تجارة مدينة بيروت وأصبحت من أهم موانئ التجارة بين أوروبا والوطن العربي. وفي هذه الفترة، أتت القبائل العربية التالية واستوطنت مناطق مناطق وادي التيم وساحل بيروت والشوف: الشهابيون، التلحوقيون، المعنيون وآل نكد.
[عدل]الحكم العثماني
في عام 1516 سيطرت جيوش السلطان سليم الأول على لبنان وعلى المناطق الجبلية من سوريا وفلسطين، وعهد بإدارة هذه المناطق لفخر الدين الأول وهو أمير من الأسرة المعنية الذي قدم الولاء للباب العالي. ولقد أزعجت الأتراك محاولاته التي كانت ترمي إلى التملص من دفع الجزية. فقرروا بسط النفوذ المباشر على البلاد، ولكن ملاك الأراضي والفلاحيين اللبنانيين على السواء قاوموا ذلك، وفي عام 1544 توفي فخر الدين في بلاط باشا دمشق مسموما، وكذلك قتل ابنه قرقماز في عام 1585 أثناء قتاله للعثمانيين.
عام 1590 اعتلى فخر الدين الثاني نجل قرقماز السلطة، وكان سياسيا ماهرا حتى وصف بأنه تلميذ لميكافيلي، حيث كان يتقنع بأقنعة الدرزية والمسيحية بحسب حاجته، فقام بدفع الجزية للسلطان وتقاسم معه الغنائم الحربية، فعينه السلطان والياً على جبل لبنان والمناطق الساحلية التابعة له، وكذلك قسم كبير من سوريا وفلسطين.
[عدل]الأسرة الشهابية
ضم بشير الثاني (1795 - 1840) جبيل في الشمال ووادي البقاع إلى حكمه. وفي 1819 عين حاكم جديد في عكا هو عبد الله باشا، الذي فرض جزية كبيرة على لبنان، فثار الفلاحون ورفضوا دفع الضرائب لبشير الثاني ولم يستطع جمع المبلغ الملطلوب، ولم يستطع السيطرة على الأوضاع إلا بمساعدة الشيخ جنبلاط.
في عام 1822 هرب بشير إلى مصر وإستلم الجنبلاطيون الزمام الفعلي للأمور. ولكن بشير ما لبث أن عاد ونكل بآل جنبلاط وآل أرسلان، وفي عام ،1831 لدى وقوع لبنان في سيطرة محمد علي، كان بشير حليفا وتابعا له حتى عام 1840 حيث إضطر لمغادرة لبنان حيث قامت ثورة فلاحية ضده وضد الحكم المصري. عاد ملاك الأراضي الدروز بعد عزل بشير الثاني، فقاومهم الموارنة الذين كانوا قد حلّوا في بعض أراضي الدروز، فتدخلت القوى الأجنبية ودعم الفرنسيون الموارنة ودعم الإنجليز الدروز.
وفي أكتوبر 1841 قام الإقطاعيون الدروز بانتفاضة ضد بشير الثالث الذي عينه الباب العالي، وحصلت مجازر متبادلة، فكانت الغلبة للدروز وسيطروا على جنوب لبنان.
أرسل الحاكم العثاني قواته إلى لبنان فعزل بشير الثالث وتحولت امارة لبنان إلى ولاية عثمانية عادية وعين عمر باشا واليا عليها. قمع عمر باشا الدروز فأرسل ثمانية من شيوخ الدروز إلى بيروت وعاد الموارنة الذين هربوا من المناطق الجنوبية بعد أحداث 1841.
تدخلت القوى الأجنبية في لبنان مرة أخرى، وأجرى الحاكم التركي استفتاء في صيف 1842 أظهر ان الموارنة يريدون إمارة لبنان بحاكم من إسرة الشهاب وأظهر الدروز رغبتهم بالحكم التركي المباشر، ولكن ما لبثوا ان إنتفضوا في أكتوبر 1842 مطالبين بإطلاق سراح الشيوخ واستقالة عمر باشا، فسحق عمر باشا الانتفاضة وأحرق قصر آل جنبلاط.
[عدل]حوادث 1845
جنود لبنانيون من أيام المتصرفية
كان التوزيع الطائفي للبنان غير متجانس، فكان في القسم الشمالي (كسروان) كان كل السكان تقريبا من الموارنة، وفي الوسط (المتن) كان الموارنة يشكلون الأغلبية الساحقة مع وجود بعض القرى الدرزية، وفي الشوف كان الفلاحون خليطا من الدروز والموارنة، أما الإقطاعيون في الشوف فكانوا من الدروز، وقام الحكم العثماني بتوزيع الوظائف بين قائمقامين على أساس طائفي، ووقعت كسروان تحت سلطة قائمقام ماروني، بينما إعتبرت بقية المناطق "مناطق مختلطة"، وإعتبر مسيحيو المناطق المختلطة بأنهم يجب أن يخضعوا بصورة مباشرة لقائمقام مسيحي، وأصر الإقطاعيون الدروز بأنه لا يمكن وجود سلطتين في مكان واحد، وأن موارنة الشوف يجب أن يخضعوا لقائمقام درزي، وحمي وطيس الخلاف حتى إقترح القنصل الفرنسي في سبتمبر 1844 تعيين عمدتان أو وكيلان في كل قرية مختلطة، واحد للمسيحيين وآخر للدروز، وخضع الموارنة في الشوف للقائمقام الدرزي، إلا أنه كان بإمكانهم تقديم الشكاوى ضد أعمالة إلى القائمقام المسيحي بواسطة وكيلهم، وبتعيين قائمقام درزي في الشوف، عاد شيوخ الدروز إلى إقطاعياتهم، وبدأ الفلاحون الموارنة بالانتفاضة على الإقطاعيين الدروز بقيادة لجنة سرية في دير القمر في مايو 1845، ولكن الانتفاضة شملت عامة الدروز ولم تنحصر في الإقطاعيين فبدأت موجة من المذابح والمذابح المعاكسة بين الطائفتين، ووقف الباب العالي العثماني إلى جانب شيوخ الدروز، وكنتيجة لذلك إمتدت الانتفاضة إلى شمال لبنان حيث هب الفلاحون الموارنة ضد الطبقة الحاكمة (المارونية كذلك) في الشما وعمت الانتفاضة جميع لبنان وأخليت العديد من القرى الدرزية والمارونية، ولكن الثورة قمعت قبيل خريف 1845، ووضع نظام جديد للحكم بمشاركة القناصل الأجانب، لم يلغ ازدواجية سلطة القائمقامية وازدواج الوكلاء في القرى، بل وأضاف له مجلس لدى القائمقام له وظائف قضائية ويملك الحق في الإشراف على توزيع وجباية الضرائب، ويكون مكون من عشرة اشخاص، مارونيين ودرزيين وسنيين وإثنان من الروم الأرثوذكس وإثنين من الروم الكاثوليك، مما عمق الخلافات الدينية وأعطى ذريعة لتدخل الدول الأجنبية للتدخل بشؤون لبنان بشكل دائم.
[عدل]انتفاضة الفلاحين بكسروان 1858 -1860 وأحداث الستينات 1860
مخيم للاجئين مسيحيين خلال أحداث 1860
ثار الفلاحون اللبنانيون الموارنة بشكل خاص على الإقطاعيين اللبنانيين، وقاد الثورة طانيوس شاهين وهو بيطري حداد وشملت مناطق كسروان والمتن والفتوح وكانت خلعت السلطة الإقطاعية بالكامل وأحلت محلها نظام شعبي بقيادة طانيوس شاهين، ومرة أخرى إمتدت الانتفاضة لتشمل الموارنة في مناطق الإقطاع الدرزية، فبدأ الإقطاعيون الدروز بتسليح فصائل المتطوعين الدروز مرة أخرى، وفي 1860 تحولت الانتفاضة إلى مذبحة شاملة جديدة، ففي 22 مايو أطلقت مجموعة من الموارنة النار على دروز عند بوابة بيروت، فقتل درزي وجرح اثنان فبدأت موجة جديدة من الحرق والذبح المتبادل في جميع أنحاء لبنان، ودمرت في الفترة بين 29 و31 أيار/مايو فقط حوالي 60 قرية في ضواحي بيروت، وإمتدت الاضطرابات في حزيران/يونيو إلى المناطق المختلطة في الجنوب والجبل الشرقي، وحاصر الدروز أثناء الأحداث أديرة وإرساليات كاثوليكية فأحرقوها، وإمتدت الأحداث إلى دمشق حيث حصلت مذبحة ضد المسيحيين، وحتى بعلم ومساهمة من الجنود الأتراك في الفترة بين 9 و 11 تموز/يوليو، وتكبد كل من المسيحيين والدروز وبقية الطوائف الإسلامية خسائر فادحة[12].
[عدل]الحملة الفرنسية
بروتوكول 1861 ونظام المتصرفية
النظام الأساسي
الحركة التثقيفية
[عدل]اتفاقية سايكس بيكو
اقتسمت بريطانيا وفرنسا المشرق العربي (سوريا والعراق)، ووقع لبنان وسوريا تحت الاستعمار الفرنسي الذي قسم سوريا إلى الأقطار الأربعة المعروفة اليوم بسوريا ولبنان والأردن وفلسطين.
[عدل]الانتداب الفرنسي (1920-1946)
تقسيم الانتداب لبلاد الشام عام 1920
أثناء الحرب العثمانية الإيطالية، وصلت السفن الحربية الإيطالية عام 1912 إلى مقربة من بيروت وأطلقت نيرانها على السفن الراسية في الميناء، مما سمح لفرنسا بالإعلان أن لها مصالح خاصة في سوريا ولبنان وأنها لن تتخلى عن مواقعها التقليدية فيهما ولا عن حقها بالدفاع عن مصالحها. وسنة 1918 أعلنت عصبة الأمم فرض الوصاية على البلاد التي انتزعت من الدولة العثمانية فيما عرف بالانتداب. وكان هدف الانتداب مساعدة الدول على النهوض وتأسيس القوانين لإنشاء دول حديثة. وبحسب تقسيم اتفاقية سايكس بيكو انتدبت فرنسا للاشراف على منطقة سورية والتي شملت لبنان.
في هذه الأثناء قام الملك فيصل باعلان المملكة العربية وعاصمتها دمشق. اندفع مسلمو الساحل اللبناني للمطالبة بالانضمام للدولة العربية.
[عدل]مؤتمر فرساي
في عام 1919 م عقد مؤتمر فرساي الذي حدد توزيع المناطق العثمانية على المستعمرين الجدد وهم بريطانيا وفرنسا. ذهب البطريرك الحويك إلى المؤتمر طالبا استقلال لبنان بينما كان الامير فيصل يتفاوض في المؤتمر على تاسيس المملكة العربية على جميع البلاد جنوبي تركيا بما فيها لبنان. وبطبيعة الحال، اراد مسلمو لبنان الانضمام إلى المملكة العربية.
[عدل]دولة لبنان الكبير
و في أيلول/سبتمبر من عام 1920 أعلن الجنرال غورو قيام دولة لبنان الكبير معلنا بيروت كعاصمة لها. وتمثل علم الدولة في دمج علمي فرنسا ولبنان معاً. ووصفت الدولة الجديدة باسم لبنان الكبير على أساس ضمّ إليه ولاية بيروت مع أقضيتها وتوابعها (صيدا وصور ومرجعيون وطرابلس وعكار) والبقاع مع أقضيته الأربعة (بعلبك والبقاع وراشيا وحاصبيا)، فاتسعت مساحته من 3500 كلم مربع إلى 10452 كلم مربع، وازداد سكانه من 414 ألف نسمة إلى 628 ألفاً [13]
وفي 23 مايو/أيار من عام 1926 أقر مجلس الممثلين الدستور وأعلن قيام الجمهورية اللبنانية. وفي عام 1926 انشأ الفرنسيون الجمهورية اللبنانية، والتي تعبر بداية التاريخ الحديث للبنان وانتخب شارل دباس كأول رئيس للبنان.
[عدل]اللبنانيون والصراع من أجل الاستقلال
[عدل]معارضة المسلمين
كان مسلمو "دولة لبنان الكبير" قد رفضوا، في أكثريتهم، الدولة والكيان الوطني اللبناني، عند نشوئه لثلاثة أسباب هي:
1ـ ان الدولة الجديدة جعلت منهم أقلية، وهم الذين كانوا جزءا من الأكثرية المسلمة الحاكمة في العهد العثماني.
2ـ لأن أمنيتهم، بعد الانسلاخ عن السلطنة العثمانية، كانت الانضمام إلى "دولة عربية"، برئاسة الأمير فيصل، تضم "سوريا الكبرى" أي سوريا الحالية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق.
3ـ لأنهم كانوا رافضين للانتداب الفرنسي على اعتبار انه حكم دولة أوروبية أجنبية.
لم تعترف الحركة الوطنية السورية وممثلوها في لبنان من الزعماء السياسيين المسلمين، بالكيان اللبناني. وفي المفاوضات بين الحكومة الفرنسية والحركة الوطنية السورية في مطلع الثلاثينات، اشترطت فرنسا ان تسلم الحركة الوطنية السورية بالكيان اللبناني لقاء توقيع معاهدة تعترف فيها فرنسا باستقلال سوريا ولبنان. ولقد قبل ممثلو الحركة الوطنية هذا الشرط الأمر الذي أحدث تصدعا في صفوف السياسيين المسلمين "الوحدويين" في لبنان، وراح بعضهم "يتلبنن" مثل خير الدين الأحدب والبعض الآخر يبحث عن صيغة للتوفيق بين ولائه "القومي العربي"، وبين اعترافه بالكيان اللبناني مثل رياض الصلح [14] وبشارة الخوري. ومن عام 1930 إلى عام 1943، راحت "صيغة" رياض الصلح/بشارة الخوري وغيرهم من طلاب الاستقلال ـ تتبلور، إلى ان تحولت إلى ما سمي بالميثاق الوطني اللبناني، وهو يقوم على المعادلة التالية: من أجل بلوغ الاستقلال، على المسيحيين ان يتنازلوا عن مطلب حماية فرنسا لهم، وأن يتنازل المسلمون عن طلب الانضمام إلى الداخل السوري ـ العربي.
[عدل]ثورة بشامون
تمثال رياض الصلح
في بداية الحرب العالمية الثانية وبعد أن بدأت فرنسا تسترسل بالطغيان والسيطرة على المراكز الحساسة مما جعل الحكومة اللبنانية سنة 1943 تتقدم إلى المفوضية الفرنسية مطالبة بتعديل الدستور بما ينسجم مع الأوضاع. وكان هذا الطلب بدعم من البريطانيين الذين حكموا فلسطين والأردن والعراق. وفي 21 أيلول من السنة نفسها فاز الشيخ بشارة الخوري وأصبح رئيسا للجمهورية وألف حكومته رياض الصلح وأعلنوا الاستقلال التام وحولت مشروع تعديل الدستور إلى المجلس النيابي واعتبر هذا القرار تحديا "ساخرا" للمفوض السامي مما جعله يأمر بتعليق الدستور وأرسل ضباطا" إلى رئيس الجمهورية فاعتقلوه مع رياض الصلح وبعض الوزراء والزعماء الوطنيين مثل عادل عسيران، كميل شمعون، عبد الحميد كرامي وسليم تقلا وحجزوهم في قلعة راشيا. عندها قام رئيس المجلس النيابي آنذاك صبري حماده وبعض النواب باجتماع مصغر في قرية صغيرة هي بشامون وألفوا حكومة مؤقتة ورفع العلم اللبناني الذي تكون من ثلاث أقسام الأحمر، الأبيض وفي الوسط ضمن اللون الأبيض شجرة أرز خضراء. وقد أدى هذا النضال إلى استقلال لبنان بتاريخ 22 تشرين الثاني 1943 وبعد ذلك دعم نفسه لبنان بانتسابه إلى جامعة الدول العربية سنة 1947 ثم تم انتسابه إلى هيئة الأمم المتحدة في نفس السنة.
[عدل]استقلال لبنان (1946 إلى الآن)
أعلن استقلال لبنان عن فرنسا في 22 نوفمبر 1943 وتم الاعتراف به في 1 يناير 1944. وإنسحبت القوات الفرنسية في 1946، وتميز تاريخ لبنان منذ الاستقلال بتقلبات سياسية متكررة وفترات من الاستقرار والتزعزع المتوالية.
[عدل]النكبة واتفاقية الهدنة مع إسرائيل
حرب 1948 أو ما يسميه العرب النكبة وما يسميه الإسرائيليون حرب الاستقلال هي حرب حدثت في فلسطين وأدت إلى قيام دولة إسرائيل وتهجير فلسطينيين عن أرضهم حيث هاجمت الجيوش العربية القوات الإسرائيلية في محاولة لاسترداد الاراضي العربية من القوات الاسرائلية. شارك الجيش اللبناني بالمعارك بشكل رمزي. اتى العديد من الفلسطينيين النازحين إلى لبنان والتجؤوا إلى المخيمات اللاجئين في كل المناطق اللبنانية.
انتهى القتال في 7 يناير 1949 بعد استيلاء الجيش الإسرائيلي على معظم منطقة النقب وتطويق القوات المصرية التي كانت مرابطة حول الفالوجة في النقب الشمالي. وبعد نهاية القتال بدأت مفاوضات في جزيرة رودس اليونانية بتوسيط الأمم المتحدة بين إسرائيل من جانب وكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان من جانب آخر. تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة الأربع بين 24 فبراير و20 يوليو 1949، وفيها تم تحديد الخط الأخضر الفاصل.
[عدل]أزمة 1958
في العام 1958 نشأت أزمة لبنانية داخلية بين فريقين أحدهما مؤيد لحلف بغداد ومعارض للوحدة المصرية السورية آنذاك وهو بقيادة الرئيس اللبناني آنذاك كميل شمعون، والآخر فريق المعارضة الموالي للوحدة العربية بين سوريا ومصر، وكان للأزمة أبعاد إقليمية بالإضافة إلى الأبعاد اللبنانية الداخلية لارتباط أطرافها بحلف بغداد في عهد رئيس وزراء العراق نوري السعيد من جهة وبالوحدة السورية المصرية المرتبطة بحركة عبد الناصر من جهة أخرى، بالإضافة للبعد الدولي المرتبط مباشرة بالبعد الإقليمي ألا وهو الصراع بين الولايات الأمريكية المتحدة والإتحاد السوفييتي.
[عدل]حرب 1967
حرب 1967 أو حرب الأيام الستة هي حرب حدثت في حزيران من عام 1967 بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن وبمساعدة لوجستية من لبنان والعراق والجزائر والسعودية والكويت وأنتهت بانتصار إسرائيل واستيلائها على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان. خلفت هذه الحرب شعور عربي بالانهزام مما دفع ببعض الفلسطينيين بتأسيس فصائل مقاومة عرفت بالفدائيين. وكان للفدائيين متحمسون في المخيمات الفلسطينية في لبنان وبين المسلمين والفلسطينيين. وكان أول شهيد للمقاومة هواللبناني خليل عز الدين الجمل الذي اجج الحماس عند اللبنانيين المسلمين لمناصرة العمل الفدائي. ومن تداعيات هذه الحرب قيام حروب الاستزاف بين مصر وإسرائيل التي كان لها تأثير كبير على الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان.
[عدل]أزمة 1969 واتفاقية القاهرة
في سنة 1969 نشبت أزمة بين الجيش اللبناني والقوات المسلحة الفلسطينية التي بدأت تنتشر في لبنان وتقوم بعمليات عسكرية. حاول الجيش اللبناني ظبط الوضع إلا أنه تطور إلى مواجهات عسكرية مما جعل العديد من الدول تتدخل لايجاد حل وبخاصة جمال عبدالناصر. في تشرين الثاني 1969، وقع لبنان "اتفاق القاهرة" مع منظمة التحرير الفلسطينية. وفي هذا الاتفاق "يتنازل" لبنان لـ"المقاومة الفلسطينية" عن سيادته في منطقة العرقوب وانطلاقا من بلدة كفرشوبا شهدت بدايات وتأسيس الحركات الفدائية، ويبيح منها لـ"العمل الفدائي" حرية التحرك من هذه المنطقة ضد إسرائيل.
وفي عام 1970، قامت القوات الأردنية بطرد جميع القوات الفلسطينية من الأردن بعد معارك عنيفة فالتجاء الفلسطينيون إلى لبنان.
[عدل]حرب 1973 واتفاقية كمب دايفيد
حرب أكتوبر أو حرب تشرين أو حرب يوم الغفران هي حرب دارت بين كل من مصر وسوريا من جانب وإسرائيل من الجانب الآخر في عام 1973م. بدأت الحرب في 6 تشرين الأول 1973 بهجوم مفاجئ من قبل جيشي مصر وسوريا على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان.انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974 حيث أذعنت إسرائيل بالموافقة على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
وبنتجة هذه الحرب، وقعت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل عرفت بمعاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل مع كل من الرؤساء أنور السادات والأمريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحيم بيجِن. وهذه المعاهدة جعلت لبنان الساحة الوحيدة التي استخدمها الفلسطينيين لمواجهة إسرائيل.
[عدل]حرب السنتين 1975-1977
طالع المقال الكامل للحرب الأهلية لبنانية.
دارت الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990 وبدأت كصراع بين المسيحيين من جهة والفلسطينيين والحركة الوطنية من جهة أخرى. إلا أن الامور تعقدت واخذ الصراع يتغير ويصبح بين الحلفاء أحيانا أخرى. إلا أن أسباب الصراع الحقيقي كان تغيير الواقع الديموغرافي إذ فقد المسيحيون اكثريتهم مما جعل المسلمون يطالبون بالمشاركة الأكبر في الحكم. وانتهت الحرب باتفاقية الطائف التي اقتسمت الحكم مناصفة بين المسلمين والمسيحيين كما أنتقصت من صلاحيات رئيس الجمهورية ووضعتها في مجلس الوزراء مجتمعين.
[عدل]اجتياح إسرائيل للبنان 1982
في 6 حزيران 1982، قامت إسرائيل باجتاح لبنان واحتلت بيروت في محاولة لايقاف القوات الفلسطينية من مهاجمة اراضيها. تدخل العالم لايقاف العمليات مما دفع الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، بريطانيا وإيطاليا لارسال قوت فصل. انتهى الاجتياح بخروج القوات الفلسطينية والسورية من لبنان وتوقيع اتفاقية 17من أيار الذي لم توقع من قبل لبنان وماتت في المهد. وخلال هذه الاجتياح وقعت مذبحة صبرا وشاتيلا والعمليات الانتحارية ضد مواقع المارينز والقوات الفرنسية.
[عدل]العودة السورية (1983-2005)
عقب الاجتياح الإسرئيلي، سحب السوريون قواتهم إلى البقاع في صيف 1982 مع خروج القوات الفلسطينية. بعدها انتخب الرئيس امين الجميل إثر اغتيال شقيقه الرئيس المنتخب بشير الجميل يوم 14 سبتمبر 1982. وفي 6 شباط 1983 حصلت انتفاضة 6 شباط/فبراير التي قادها رئيس حركة امل نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عام 1984 ضد اتفاق 17 أيار. وعادت الفوضى إلى لبنان بالمعارك الجانبية بين الحلفاء والأعداء مثل معارك أمل ضد الفلسطينيين وحزب الله ومعارك أمل والاشتراكيين ضد المرابطون ومعارك امل مع الاشتراكيين مما جعل عودة القوات السورية مطلوبة فدخلت القوات السوري كقوى ردع عام 1987 لإعادة الهدوء إلى المناطق الغربية من بيروت والجبل.
[عدل]اتفاق الطائف 1989
اتفاق الطائف، هو اتفاق تم التوصل اليه في المملكة العربية السعودية في 30 سبتمبر 1989 في مدينة الطائف. وأنهى هذا الاتفاق الحرب الأهلية اللبنانية، حضره 62 نائباً لبنانياً من أصل 73، 8 من الذين لم يحضروا الاجتماع لم يرتبط تغيبهم بأسباب سياسية وارتبط اسم 3 نواب بالمقاطعة لأسباب سياسية وهم ريمون اده وألبير مخيبر وأميل روحانا صقر.
[عدل]حروب العبثية 1989-1990
في نهاية عهد الرئيس أمين الجميل، كان رئيس الحكومة سليم الحص مستقيلا. وتطبيقا لالدستور اللبناني، استلم قائد الجيش، وكان ميشال عون، رئاسة الحكومة الانتقالية لانتخاب رئيس جمهورية جديد. الآ أن الحص عاد عن استقالته فنشاء وضع غريب بوجود حكومتين في لبنان. واحدة بدعم سوري قوي وأخرى تدعي استقلال القرار اللبناني وذلك بمحاربة السوريين. فأعلن ميشال عون حرب التحرير، بمساعدة القوات اللبنانية. وبعد الاتفاق على انهاء الاعمال العسكرية أو ما سمي باتفاق الطائف. كانت الحرب العبثية الثانية إذ أن القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع رفضت ان تكون الدولة اللبنانية الممثلة بحكومة الجنرال ميشال عون هي صاحبة القرار ,فقررت تلك القوات الاعتراف بهذا الاتفاق وبنتائجه اي انتخاب رئيس جديد للبنان وهو الرئيس رينيه معوض ومع رفض الجنرال عون الاعتراف بالتغيير الجديد مما أدى إلى قيام حرب بين الجيش الموال للجنرال عون والقوات اللبنانية.و خاض الجيش اللبناني حرب ضروس ضد مليشيا القوات اللبنانية، ادت إلى تحجيم تلك المليشيا وإخراجها من العديد من المناطق التي أصبحت خاضعة لحكم الحكومة الانتقالية بقيادة الجنرال عون وتحت سلطة الجيش اللبناني الموال للجنرال عون.
وبعد اجتياح الكويت من قبل حزب البعث العراقي، وشرط لمشاركتهم في الحرب ضد العراق، أخذ السوريون الضوء الأخضر في بسط سيطرتهم على لبنان. وفي تشرين الأول 1990، اجتاحت القوات السورية القصر الجمهوري موقع ميشال عون مما أجبره على الالتجاء إلى السفارة الفرنسية من أجل الحماية. ويعتبر هذا التاريخ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية.
[عدل]لبنان ما بعد الحرب الأهلية
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها.(نوفمبر_2010)
[عدل]الهيمنة السورية
عرفت الفترة الممتدة من 1990 وحتى 2005 بفترة الهيمنة السورية والتي اتسمت بتدخل السوريين بكل تفاصيل الحياة في لبنان وبخاصة تعيين الاشخاص في كل المناصب السياسية والإدارية والأمنية. كما اتسمت باعمال اعادة الاعمار الضخمة وخاصة في وسط بيروت والتي كانت باشراف الرئيس رفيق الحريري. وعادت اجواء الوحدة اللبنانية مع أن الزعماء المسيحيين كانوا في المنفى (أمين الجميل وميشال عون) أو في السجن (سمير جعجع). وخلال هذه الفترة ارتفع الدين العام إلى 40 مليار دولار من دون أن يؤثر على الوضع العام للاقتصاد مما اعتبر باعجوبة اقتصادية.
[عدل]المقاومة الإسلامية
مقال تفصيلي :حزب الله
وخلال هذه الفترة، كان حزب الله يمتن قواعده الشعبية واستراجيته العسكرية في مواجهة إسرائيل. وبدعم لا محدود من إيران وسورية، إنشاء قيادة ومجموعات عسكرية التي قامت بتنفيذ العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان والبقاع الغربي بجدية وفعالية عالية فيما دعي بالمقاومة الإسلامية. وقامت المقاومة بتوجيه ضربات موجعة للقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان والميليشيات العميلة والتي عرفت بميليشيا انطوان لحد. استطاعت المقاومة الإسلامية ان تواجه عدوانا إسرائيليا واسعا عام 1993 م على كل قرى الجنوب وكانت المعادلة تقضي باستمرار انهمار الصواريخ على شمال فلسطين المحتلة طالما استمر العدوان الإسرائيلي. بعدها وفي عام 96 م حققت المقاومة الإسلامية نصرا اخر بعد عدوان نيسان عندما حاولت إسرائيل تغيير معادلة الصواريخ وبعد عمليات وضربات متوالية اضطر جيش الاحتلال لاخلاء مواقعه في منطقة جزين عام 99 م كمقدمة للاندحار عن جنوب لبنان بشكل شبه كامل عام 2000 م، مع بقاء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر تحت الاحتلال، واحتفاظها بعدد من الاسرى اللبنانيين واجساد الشهداء. وفي عام الفين وستة ومع نمو قوة حزب الله العسكرية وتنفيد الأخير لعملية اسر جنديين لمبادلتهما بالاسرى واجساد الشهداء، تذرعت إسرائيل بالعملية وقامت باعتداء غير مسبوق على لبنان مستهدفة المدنيين والبنى التحتية، ودارت حرب لمدة 33 يوما اظهرت خلالها المقاومة تفوقا كبيرا في البر والبحر وصدت الهجوم الإسرائيلي الذي لم يحقق هدفا اعلنه وهو الوصول إلى مياه نهر الليطاني. وبعد 33 يوما انسحبت القوات المعتدية واضطر عدد من القيادات العسكرية إلى الاستقالة وبينهم رئيس الاركان موشيه يعالون، وصولا إلى استقالة رئيس وزراء إسرائيل ايهود اولمرت على خلفية تقرير فينوغراد عن الحرب على لبنان وتبين في خلاصته عدم استعداد الجيش الإسرائيلي للحرب وتضارب القرارات والهزيمة.
[عدل]انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000
مقال تفصيلي :انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000
وفي سنة 2000، اعلن ايهود باراك الانسحاب التام من لبنان وتبع انسحاب الجيش الإسرائيلي جميع القوى اللبنانية المساندة له. واظهرت المقاومة مسؤولية وانظباطية عالية بحيث عومل سكان المناطق الجنوبية باحترام وإنسانية بخلاف ما كان متوقع مما اكسبها احترام اللبنانيين وبخاصة المسيحيين.
[عدل]ثورة الأرز
مقال تفصيلي :ثورة الأرز
بعد معارك سياسية بين اللبنانيين والقوى المتحالفة مع سورية، وتمديد فترة حكم رئيس الجمهورية عن طريق ضغط سياسي غير دستوري، اعلنت الأمم التحدة القرار 1559 الذي صدر في شباط 2004 والذي يطالب بانسحاب القوى الاجنبية منه وحل جميع المليشيات اللبنانية ونزع سلاحها[15]. وفي 14 شباط اغتيل الرئيس رفيق الحريري فقامت المظاهرات تطالب بانسحاب القوات السورية وبقيام محكمة دولية لكشف ومعاقبة قاتلي الرئيس الشهيد. حشد حلفاء سورية مظاهرة ضخمة في 8 أذار في لبنان موجهين التحية للمقاومين وللجيش السوري. في المقابل، قام اللبنانيون المناهضون للوجود السوري بمظاهرة مضادة ضخمة هي الأخرى في 14 أذار، اقيمت بما يعرف بساحة الشهداء ،ويقدر عدد حضورها بحوالي المليون شخص ،اعتبرت هذه المظاهرة الأكبر بالتاريخ من حيث النسمة والكثافة السكانية اجبر السوريين على الانسحاب على اثرها. عرفت هذه الحركة بانتفاضة الأرز. ومن حينها انقسم اللبنانيون إلى فريقين دُعيا بفريق 8 أذار وفريق 14 أذار. وانسحبت القوات السورية في نيسان.
[عدل]عمليات الاغتيال
مقال تفصيلي :شهداء ثورة الارز
وشهد لبنان بعد خروج السوريين سلسلة من عمليات الاغتيال استهدفت العديد من الشخصيات السياسية والاعلامية والعسكرية اللبنانية. كما استشهد العديد من المرافقين أو المارة الابرياء. وقررت الأمم المتحدة إضافة هذه الاغتيالات إلى ملف المحكمة الدولية.
[عدل]الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006
مقال تفصيلي :حرب لبنان 2006
اضرار حرب 2006
في تموز 2006، قام حزب الله بعملية اسر لجنود إسرائيليون فاتخذتها إسرائيل زريعة لمهاجمة لبنان بهجوم عنيف غير مسبوق دمر معظم البنى التحتية اللبنانية ومعظم الضاحية الجنوبية لبيروت. انتهت الاعمال الحربية بفشل إسرائيل في تحقيق اهدافها بالتخلص من قيادة حزب الله فكان الامر انتصاراً كبيراً للمقاومة وحزب الله وعرف هذا النصر بالنصر الإلهي. وبنتيجة المعارك، توسعت مهام اليونيفل لتشمل كل الجنوب، ودخل الجيش اللبناني إلى كامل مناطق الجنوب وأجبرت المقاومة على الانسحاب إلى شمال نهر الليطاني بفعل قرار الأمم المتحدة رقم 1701.
[عدل]معارك نهر البارد
في 20 أيار 2007 كان مخيم نهر البارد، وهو مخيم للاجئين الفلسطينيين شمالي مدينة طرابلس، محور صراع عسكري عنيف بين جماعة فتح الإسلام والقوات المسلحة اللبنانية من جيش وأمن عام. ويعد هذا القتال من أسوأ معارك لبنان الداخلية منذ انتهاء الحرب الاهلية قبل 17 عاماً. استمرت المعارك أكثر من ايار/مايو إلى ايلول/سبتمبر عام 2007 واسفرت عن سقوط نحو 400 قتيل من بينهم 168 عسكريا لبنانيا. وانتهت بالقضاء على المسلحين وتدمير شبه كامل للمخيم.
[عدل]احداث السابع من أيار 2008
مقال تفصيلي :أحداث 7 أيار
في يوم 7 أيار من العام 2008 جرت أحداث في العاصمة اللبنانية بيروت وبعض مناطق جبل لبنان بين المعارضة والموالاة. تعتبر ميدانياً الأكثر خطورة وعنفاً منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990.وكانت إثر صدور قرارين من مجلس الوزراء اللبناني بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي. الأمر الذي اعتبرته المعارضة تجاوزا للبيان الوزاري الذي يدعم المقاومة. ولما كانت الحكومة تعتبر في نظر المعارضة حينها "غير شرعية" بسبب تجاوزها لميثاق العيش المشترك، استعملت القوة لردع الحكومة إلا أنها توقفت بعد إعلان اتفاق الدوحة الذي نص على إقامة حكومة وحدة وطنية وإزالة اعتصام المعارضة من وسط بيروت الذي استمر لأكثر من سنة ونصف لمطالبة الحكومة بالاستقالة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والذي نص اتفاق الطائف على العيش المشترك وضرورة تمثيل الطوائف الكبرى.
[عدل]اتفاق الدوحة
مقال تفصيلي :اتفاق الدوحة
اتفاق الدوحة هو الاتفاق الذي توصلت اليه الفصائل اللبنانية يوم الأربعاء 21 مايو 2008 في الدوحة بقطر. وهو يمثل نهاية لـ 18 شهراً من الأزمة السياسية في لبنان شهدت بعض الفترات منها أحداث دامية. واهم بنود الاتفاق هو انتخاب رئيس جمهورية توافقي، تأليف حكومة فاقية من المعارضة والموالاة والاتفاق على قيام الانتخابات النيابة في أيار 2009.
[عدل]المصالحات
ومع تأليف أول حكومة وحدة وطنية مع الثلث المعطل (أو الضامن)، بدأت في أيلول 2008 مصالحات بين القوى المختلفة بداء بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله. واتخذ سعد الحريري خطوة باتجاه المصالحة في الشمال ومع حزب الله. واعتذر سمير جعجع من ما حصل في الماضي مما فتح المجال لمصالحة بين المسيحيين.
تاريخ لبنان قديم قدم البشرية ومثل كل بلاد المشرق العربي ذكر لبنان في أقدم الآثار المكتشفة في المنطقة. موقعه على ساحل البحر المتوسط وتوسطه الطرقات التجارية بين أوروبا وآسيا وأفريقيا جعله مرتع لثقافات عديدة أعطته أهمية تاريخية. ومنذ القدم سكنته شعوب قدمت من الأراضي الداخلية ومن خلف البحار.
خلال توالي العصور، خضع لبنان لموجات من السيطرة الخارجية لشعوب ودول أتت من كل الأصقاع. ومنهم قدماء المصريين والأشوريون والبابليون والفرس والإغريق والرومان والعثمانيون والفرنسيون.
لبنان الحالي له طابع ثقافي عربي مطعم بتأثير غربي وفرنسي على الخصوص. ولفترة طويلة كان لبنان الدولة الوحيدة ذات الأكثرية المسيحية في الوطن العربي إلا أن الأكثرية المسيحية أخذت بالانخفاض أمام المسلمين مما جعل لبنان يمر بالعديد من الخضات السياسية من أجل السيطرة علي مقاليد الحكم. وفي 14 أذار 2005 قامت تحالفات جديدة في لبنان تحاول ايجاد صيغ لتعايش الطوائف والثقافات المختلفة بعيدا عن تأثير فكرة الأكثرية الطائفية معتمدين أفكار جديدة مثل الحكم التوافقي وذلك للحفاظ على الطابع التعددي للوضع اللبناني.
التاريخ القديم (ما قبل 636م)
هناك آثار تدل أن مناطق غربي آسيا ومنها لبنان كانت مستوطنة منذ العصر النياندرتالي[1]. إلا أنه لا يوجد الكثير من الدراسات عن الإنسان الأول الذي عاش على السواحل الشرقية للبحر المتوسط الا البقايا العظمية والادوات الحجرية التي دلت أنه سكن الكهوف. ودلت هذه الآثار أن هذا الإنسان كان أقرب إلى الغوريللا، قصير القامة وبديت الجسم، ثخين العظم مقوص الظهر، قصير الأصابع وغليظها. كان يعيش في الكهوف في جماعات قليلة وكان يأكل النياتات ولحم الحيوان. وتدل الآثار أنه عاش منذ 180,000 عاما[2].
يعود ذكر تاريخ لبنان المدون إلى 5000 سنة. وكان سكان هذا الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط من الكنعانيين الساميين من سام بن نوح. دعا الإغريق سكان هذه المناطق بالفوي*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-*وس (phoinikies) والتي تعني البنفسجيين وذلك نسبة للون البنفسجي الذي طغى على ألبستهم وللصباغ الأرجواني الذي اشتهروا به. وهكذا عرفوا بالفينيقيون في الآثار القديمة[3]. كما سمي أهل مناطق البقاع بالأمورو نسبة إلى الشعوب الأمورية التي أتت من جزيرة العرب واستوطنت بادية الشام[4].
إلا أن اهالي هذه البلاد أطلقوا على أنفسهم اسم "تجار من صيدا" وعلى بلادهم باسم "لبنان" بسبب موقعه وطبيعته.
قدس الأقداس الأبيض بالكرنك
خلال الفترة الفينيقية، كانت شعوب غربي آسيا مؤلفة من ممالك مستقلة كل في مدينة ساحلية. وكانت تشتهر كل مدينة بحسب صنعة أبناءها. فمدينتي صيدا وصور اشتهرتا بتجارتيهما البحرية. أما مدينة جبلا التي اشتهرت ببييلوس (واليوم تعرف بمدينة جبيل) فاشتهرت بمراكزها الدينية وتجارتها مع مصر القديمة ما بين 2686ق.م و 2181 ق.م بحيث صدّرت خشب شجر الأرز وزيت الزيتون والنبيذ واستوردت الذهب من وادي النيل. واشتهرت مدينة بيريتوس (الاسم ألإغريقي لبيروت) بتجارتها ومراكز العبادة.
[عدل]المصريون
خلال مطاردة المصريون للهكسوس في عهد الدولة الحديثة الفرعونية في مصر، ضم تحتمس الثالث للسيادة المصرية الساحل الشرقي للبحر المتوسط بالكامل، بالإضافة إلى المدن الفينيقية، مؤسسًا بذلك أول إمبراطورية في التاريخ تمتد من تركيا شمالا والصومال جنوبا، والعراق شرقا، وليبيا غربا[5].
[عدل]الفينيقيون
وبنهاية القرن الرابع عشر ما قبل الميلاد، ضعفت الدولة الحديثة مما أعطى الفنيقيين الفرصة ليستقلوا عنهم في بداية القرن 12 ق.م. وبقى استقلال الفنيقيين للعقود الثلاث التي تلت، فازدهرت المنطقة وفرضت وجودها التجاري على حوض المتوسط.
في هذه الفترة، استعمل الفنيقيون أحرفا أبجدية لتسهيل تجارتهم ومخاطبتهم للشعوب الأخرى. وهذه الأحرف اعتمدت على ترميز مخارج الأصوات بدلا من تصور للمعاني التي كانت معتمدة في الكتابة في ذلك الزمن. وعلَّم الفنيقيون الكتابة لشعوب البحر المتوسط مستعملين أحرفهم فيما عرف بالأحرف الأبجدية.
وفي هذه الفترة وسّع الفنيقيون تجارتهم لتشمل، بالإضافة للنسيج، المعادن والزجاج. كما برعوا في تشكيل المعادن وتشكيل الزجاج وفي الملاحة البحرية. كما اسسوا المستعمرات في حوض المتوسط مثل قبرص، رودوس، كريت وقرطاجنة. كما دارت سفنهم حول القارة الأفريقية الآف السنين قبل البحارة البرتغاليين. واستمر ازدهار الشعب الفنيقي حتى الغزو الأشوري.
[عدل]الأشوريون
استولى الأشوريون (875 - 608 ق.م) علي الساحل الشرقي للمتوسط وقضوا على ازدهار الفنيقيين. حاول سكان صور وبيبلوس الانتفاضة على حكم ألأشوريون في القرن 8 ق.م إلا أن تغلث فلاسر اخضعهم وفرض جزية قاسية. وحاولت صور الانتفاضة ضد سرجون الثاني إلا انه اخضعها في سنة 721 ق.م. وقام اسرحدون (681ق.م) بتدمير وسبي سكان صيدا وبناء مدينة جديدة على أنقاضها.
[عدل]البابليون والفرس
بنهاية القرن الثامن ق.م ضعف الأشوريون مما سمح للبابليين بالقضاء عليهم وإنشاء دولة قوية في بلاد ما بين النهرين. وخلال الحكم البابلي، قاومت مدينة صور لمدة 13 عاما حصارا قويا من ِقِبل نبوخذنصرالبابلي قبل أن يفتحها ويأسر أهلها.
أنهى الفرس الأخمينيون حكم البابليين في عهد قوروش مما جعل الفينيقيين يخضعوا لهم. وساند الفنيقيون الفرس بحروبهم ضد ألإغريق وخاصة باستعمال مراكبهم في المعارك البحرية. إلا انهم انتفضوا على دارا الأول بسبب مآسي الجزية المفروضة عليهم.
[عدل]حكم الأغريق
عند انتصارات الملك الإغريقي الاسكندر المقدوني على الفرس في عام 333 ق.م، رحب الفنيقيون به فاتحا لبلادهم. إلا أن أهل صور رفضوا طلبه لتقديم ذبائح في معبد ملكارت مما دفعه لتدمير الجزيرة بعد 8 أشهر من الحصار. تأثر الفينقيون كثيرا بالثقافة الإغريقية مما أعطاهم طابعا مختلفا عن بقية شعوب المنطقة. بعد موت الإسكندر، تبع الفنيقيون الدولة السلوقية. إلا أن المنطقة تأثرت بالنزاعات بين القادة الاغريق.[6]
[عدل]نزوح بني عاملة إلى لبنان
وفي القرن الثالث ما قبل الميلاد، وقعت حادثة سيل العرم وانهيار سد مأرب وضياع مملكة سبأ المعروفة في التاريخ. وبسبب هذه الكارثة، هاجرت قبيلة عاملة بن سبأ بن يشجب بن قحطان من اليمن إلى أطراف الشام فيما عرف بجبل عامل[7]. وهي منطقة الهضاب في جنوب لبنان المشرفه على البحر المتوسط وفلسطين وعرف سكانها باسم أهل جبل عامل.
[عدل]الرومان
في سنة 64 ق.م أنهى القائد بومبي حكم السلقيون وضم المدن الفينيقية لحكم الرومان. ونعمت المدن الفنيقية بالازدهار الاقتصادي والفكري والثقافي. كما مَنح الرومانيون أهل مدن صيدا وصور وبيبلوس المواطنية الرومانية. كما بنى الرومان الصروح والهياكل مثل معبد بعلبك ودار الحقوق والحمامات العامة في بيروت والهياكل في صور. وازدهرت التجارة حيث صدَّر الفينيقيين خشب شجر الأرز والعطور والمجوهرات والنبيذ وعبَّدوا الطرق.
[عدل]البيزنطيون
في سنة 395 ق.م تبعت منطقة لبنان الدولة البيزنطية مما تابع ازدهارها لقرن كامل. وفي القرن السادس الميلادي ضرب البلاد زلازل التي دمرت العديد من معالمها كهيكل بعلبك ومدرسة الحقوق في بيروت وقتل 30,000 من سكانها.
[عدل]الموارنة
في عهد البيزنطيين، حصل صراع بين المسيحيين حول طبيعة السيد المسيح. وكان القديس مارون من أشد المقاومين لعقيدة الطبيعة الواحدة واتفقوا مع ثوابت المجمع الخلقيدوني الذي انعقد عام 451م. أدى هذا الاختلاف إلى مجازر عنيفة انتهت بمقتل أكثر من 3300 راهب ماروني في ديرالقديس مارون وأفاميا. دفعت هذه المجازر إلى هروب أتباع القديس مارون جنوبا إلى مرتفعات جبل لبنان التي أمنت لهم حماية طبيعية. ومذاك الوقت أستوطن الموارنة جبال لبنان الوعرة وبنوا الأديرة في صخوره.
[عدل]المردة
في نفس فترة انتقال الموارنة إلى لبنان، تواجد في لبنان قوم سمي بالمردة. اختلف على نسبهم فمن قال أنهم من ال[جراجمة] ومنهم من نسبهم إلى الموارنة الذين نزحوا إلى تلك الجبال. إلا أن ما اتفق عليه أن المردة كانوا مقاتلين شديدو البأس مرهوبو الجانب عاشوا في لبنان وجعلوه حصينا.[8] [9]
[عدل]العصر الإسلامي (636م-1920م)
قامت الفوضي في منطقة لبنان بسبب الزلازل، الجزية القاسية والإختلافت الدينية في القرن السادس الميلادي مما أضعف الدولة البيزنطية وفتح البلاد أمام المسلمون القادمون من الجزيرة العربية. أرسل أبو بكر الصديق قواته لفتح بلاد الشام. وفي سنة 636م دحر القائد الإسلامي خالد بن الوليد القوات البيزنطية في موقعة اليرموك مما فتح له بلاد الشام ومنها لبنان.
[عدل]الخلافة الأموية
بعد انتصار معركة اليرموك، عُيٍّن معاوية ألأموي حاكما على سوريا والتي كانت تشمل لبنان. طلب معاوية من اهل لبنان بناء السفن من أجل مواجهة آلة الحرب البحرية البيزنطية كما أوقف غزوات المردة الأقوياء في جبال لبنان الذين ناصروا الروم بعد معاهدة صلح مع البزنطيين ودفع الجزية لهم. خلال هذة الفترة، استوطن العديد من القبائل العربية مناطق ساحل لبنان للحد من التدخل البيزنطي. أول القبائل العربية التي استقدمت إلى لبنان كانو اللمعيون الذين سكنوا كفرسلوان.
[عدل]تشيُّع أهل جبل عامل
مقال تفصيلي :جبل عامل
تذكر بعض المصادر الشيعية أنه في عهد الأمويين، تشيع اهل جبل عامل على يد أبي ذر الغفاري الذي نفاه معاوية إلى جبل عامل[10]. ومنذ ذلك الحين سمي أهل جبل عامل بالمتاولة أحد أهم أسماء الشيعة الإمامية وهي جمع متوالي، وهي مشتقة على القياس من توالى، أي تتابع، أو مشتقة على غير القياس من كلمة تولى اي اتخذ وليّا. من الجدير ذكره ان اهل جبل عامل يعود نسبهم إلى قبيلة عاملة اليمنية وهم من أقدم من سكن لبنان.
[عدل]الخلافة العباسية
استولى العباسيون على الحكم من ألأمويين سنة 750م وضموا لبنان لحكمهم. في بداية هذا العهد، استوطن الإرسلانيون في لبنان عام 756م. فرض العباسيون ضرائب قاسية على لبنان مما دفع اللبنانيين القيام بالعديد من الانتفاضات. وفي القرن العاشر اعلن الامير الصوري علاقة استقلاله عن العباسيين إلا أن حكمه انتهى مع استلاء الفاطميين على الحكم.
[عدل]تأثير الحكم العربي
<!(بحاجة للترتيب والازادة)>
سبَب التنوع الحضاري
ملجاء للمضطهدين
بدء حضور الموارتة إلى قاديشا
لجوء الملكيين
تحول إلى غريغ اورثوذكس
نشوء الدروز
انتشار الفلسفة والاداب والعلوم (هارون الرشيد)
من علماء لبنان: الطبيب رشيدالدين والفقهي العوضي والفيلسوف قسطا بن لوقا
ازدهار مينائي صور وطرابلس
كان الحكم العربي في لبنان لينا مع المسيحيين واليهود. فرض عليهم الضرائب واعفهم عن الخدمة العسكرية.
[عدل]الصليبيون
خلال الحملات الصليبية (1096م - 1291م)، أبدى الصليبيين اهتماماً بمدن ساحل لبنان وسيطروا عليها تدريجياً. فبعد تأسيس ممكلة بيت المقدس في مدينة القدس توجهوا لطرابلس واستولوا عليها في عام 1109م. ثم على بيروت وصيدا في عام 1110م. وأخيراً صور عام 1124م. خلَّف الصليبيون وراءهم العديد من القِلاع في لبنان مثل قلعة طرابلس وقلعة شقيف وقلعة سان جيل.
خلال هذه الحملات، تجاوب الموارنة مع ثقافة الصليبيين وتحولوا إلى مرجعية البابا في روما بعدما كانوا يخالفونه الرأي والمعتقد.
وبما أن الفرنسيين كانو يشكلون عصب الحملات الصليبية بدأت العلاقات المارونية-الفرنسية تتوطت منذ ذلك الحين ولا سيما بعد مجيء ملك فرنسا القديس لويس التاسع إلى الشرق [11]
المماليك=== المماليك === تمحور القرن الثالث عشر الميلادي بالصراعات بين الصليبيين من الشمال (أوروبا) والمغول من الشرق (أي هضاب آسيا) والمماليك من الجنوب (أي من مصر) والتي انتهت بغلبة المماليك.
المماليك كانو عبيد أحضرهم الأيوبيين من جبال القوقاز بين بحر قزوين والبحر الأسود. استولوا على الحكم من الأيوبيين وحكموا لبنان لقرنين من الزمن. ما بين القرنين ال11 وال 13 ميلادي، استوطن شيعة سورية والعراق والجزيرة العربية مناطق شمال البقاع وكسروان والجبال شمالي بيروت. انتفضوا الشيعة والدروز على المماليك عام 1291 مستغلين انشغاهم بالحروب مع الصليبيين. وفي عام 1308 استعاد المماليك السيطرة عليهم مما أجبر الشيعة على ترك منطقة كسروان والنزوح إلى جنوب لبنان. وخلال العصر المملوكي انتعشت تجارة مدينة بيروت وأصبحت من أهم موانئ التجارة بين أوروبا والوطن العربي. وفي هذه الفترة، أتت القبائل العربية التالية واستوطنت مناطق مناطق وادي التيم وساحل بيروت والشوف: الشهابيون، التلحوقيون، المعنيون وآل نكد.
[عدل]الحكم العثماني
في عام 1516 سيطرت جيوش السلطان سليم الأول على لبنان وعلى المناطق الجبلية من سوريا وفلسطين، وعهد بإدارة هذه المناطق لفخر الدين الأول وهو أمير من الأسرة المعنية الذي قدم الولاء للباب العالي. ولقد أزعجت الأتراك محاولاته التي كانت ترمي إلى التملص من دفع الجزية. فقرروا بسط النفوذ المباشر على البلاد، ولكن ملاك الأراضي والفلاحيين اللبنانيين على السواء قاوموا ذلك، وفي عام 1544 توفي فخر الدين في بلاط باشا دمشق مسموما، وكذلك قتل ابنه قرقماز في عام 1585 أثناء قتاله للعثمانيين.
عام 1590 اعتلى فخر الدين الثاني نجل قرقماز السلطة، وكان سياسيا ماهرا حتى وصف بأنه تلميذ لميكافيلي، حيث كان يتقنع بأقنعة الدرزية والمسيحية بحسب حاجته، فقام بدفع الجزية للسلطان وتقاسم معه الغنائم الحربية، فعينه السلطان والياً على جبل لبنان والمناطق الساحلية التابعة له، وكذلك قسم كبير من سوريا وفلسطين.
[عدل]الأسرة الشهابية
ضم بشير الثاني (1795 - 1840) جبيل في الشمال ووادي البقاع إلى حكمه. وفي 1819 عين حاكم جديد في عكا هو عبد الله باشا، الذي فرض جزية كبيرة على لبنان، فثار الفلاحون ورفضوا دفع الضرائب لبشير الثاني ولم يستطع جمع المبلغ الملطلوب، ولم يستطع السيطرة على الأوضاع إلا بمساعدة الشيخ جنبلاط.
في عام 1822 هرب بشير إلى مصر وإستلم الجنبلاطيون الزمام الفعلي للأمور. ولكن بشير ما لبث أن عاد ونكل بآل جنبلاط وآل أرسلان، وفي عام ،1831 لدى وقوع لبنان في سيطرة محمد علي، كان بشير حليفا وتابعا له حتى عام 1840 حيث إضطر لمغادرة لبنان حيث قامت ثورة فلاحية ضده وضد الحكم المصري. عاد ملاك الأراضي الدروز بعد عزل بشير الثاني، فقاومهم الموارنة الذين كانوا قد حلّوا في بعض أراضي الدروز، فتدخلت القوى الأجنبية ودعم الفرنسيون الموارنة ودعم الإنجليز الدروز.
وفي أكتوبر 1841 قام الإقطاعيون الدروز بانتفاضة ضد بشير الثالث الذي عينه الباب العالي، وحصلت مجازر متبادلة، فكانت الغلبة للدروز وسيطروا على جنوب لبنان.
أرسل الحاكم العثاني قواته إلى لبنان فعزل بشير الثالث وتحولت امارة لبنان إلى ولاية عثمانية عادية وعين عمر باشا واليا عليها. قمع عمر باشا الدروز فأرسل ثمانية من شيوخ الدروز إلى بيروت وعاد الموارنة الذين هربوا من المناطق الجنوبية بعد أحداث 1841.
تدخلت القوى الأجنبية في لبنان مرة أخرى، وأجرى الحاكم التركي استفتاء في صيف 1842 أظهر ان الموارنة يريدون إمارة لبنان بحاكم من إسرة الشهاب وأظهر الدروز رغبتهم بالحكم التركي المباشر، ولكن ما لبثوا ان إنتفضوا في أكتوبر 1842 مطالبين بإطلاق سراح الشيوخ واستقالة عمر باشا، فسحق عمر باشا الانتفاضة وأحرق قصر آل جنبلاط.
[عدل]حوادث 1845
جنود لبنانيون من أيام المتصرفية
كان التوزيع الطائفي للبنان غير متجانس، فكان في القسم الشمالي (كسروان) كان كل السكان تقريبا من الموارنة، وفي الوسط (المتن) كان الموارنة يشكلون الأغلبية الساحقة مع وجود بعض القرى الدرزية، وفي الشوف كان الفلاحون خليطا من الدروز والموارنة، أما الإقطاعيون في الشوف فكانوا من الدروز، وقام الحكم العثماني بتوزيع الوظائف بين قائمقامين على أساس طائفي، ووقعت كسروان تحت سلطة قائمقام ماروني، بينما إعتبرت بقية المناطق "مناطق مختلطة"، وإعتبر مسيحيو المناطق المختلطة بأنهم يجب أن يخضعوا بصورة مباشرة لقائمقام مسيحي، وأصر الإقطاعيون الدروز بأنه لا يمكن وجود سلطتين في مكان واحد، وأن موارنة الشوف يجب أن يخضعوا لقائمقام درزي، وحمي وطيس الخلاف حتى إقترح القنصل الفرنسي في سبتمبر 1844 تعيين عمدتان أو وكيلان في كل قرية مختلطة، واحد للمسيحيين وآخر للدروز، وخضع الموارنة في الشوف للقائمقام الدرزي، إلا أنه كان بإمكانهم تقديم الشكاوى ضد أعمالة إلى القائمقام المسيحي بواسطة وكيلهم، وبتعيين قائمقام درزي في الشوف، عاد شيوخ الدروز إلى إقطاعياتهم، وبدأ الفلاحون الموارنة بالانتفاضة على الإقطاعيين الدروز بقيادة لجنة سرية في دير القمر في مايو 1845، ولكن الانتفاضة شملت عامة الدروز ولم تنحصر في الإقطاعيين فبدأت موجة من المذابح والمذابح المعاكسة بين الطائفتين، ووقف الباب العالي العثماني إلى جانب شيوخ الدروز، وكنتيجة لذلك إمتدت الانتفاضة إلى شمال لبنان حيث هب الفلاحون الموارنة ضد الطبقة الحاكمة (المارونية كذلك) في الشما وعمت الانتفاضة جميع لبنان وأخليت العديد من القرى الدرزية والمارونية، ولكن الثورة قمعت قبيل خريف 1845، ووضع نظام جديد للحكم بمشاركة القناصل الأجانب، لم يلغ ازدواجية سلطة القائمقامية وازدواج الوكلاء في القرى، بل وأضاف له مجلس لدى القائمقام له وظائف قضائية ويملك الحق في الإشراف على توزيع وجباية الضرائب، ويكون مكون من عشرة اشخاص، مارونيين ودرزيين وسنيين وإثنان من الروم الأرثوذكس وإثنين من الروم الكاثوليك، مما عمق الخلافات الدينية وأعطى ذريعة لتدخل الدول الأجنبية للتدخل بشؤون لبنان بشكل دائم.
[عدل]انتفاضة الفلاحين بكسروان 1858 -1860 وأحداث الستينات 1860
مخيم للاجئين مسيحيين خلال أحداث 1860
ثار الفلاحون اللبنانيون الموارنة بشكل خاص على الإقطاعيين اللبنانيين، وقاد الثورة طانيوس شاهين وهو بيطري حداد وشملت مناطق كسروان والمتن والفتوح وكانت خلعت السلطة الإقطاعية بالكامل وأحلت محلها نظام شعبي بقيادة طانيوس شاهين، ومرة أخرى إمتدت الانتفاضة لتشمل الموارنة في مناطق الإقطاع الدرزية، فبدأ الإقطاعيون الدروز بتسليح فصائل المتطوعين الدروز مرة أخرى، وفي 1860 تحولت الانتفاضة إلى مذبحة شاملة جديدة، ففي 22 مايو أطلقت مجموعة من الموارنة النار على دروز عند بوابة بيروت، فقتل درزي وجرح اثنان فبدأت موجة جديدة من الحرق والذبح المتبادل في جميع أنحاء لبنان، ودمرت في الفترة بين 29 و31 أيار/مايو فقط حوالي 60 قرية في ضواحي بيروت، وإمتدت الاضطرابات في حزيران/يونيو إلى المناطق المختلطة في الجنوب والجبل الشرقي، وحاصر الدروز أثناء الأحداث أديرة وإرساليات كاثوليكية فأحرقوها، وإمتدت الأحداث إلى دمشق حيث حصلت مذبحة ضد المسيحيين، وحتى بعلم ومساهمة من الجنود الأتراك في الفترة بين 9 و 11 تموز/يوليو، وتكبد كل من المسيحيين والدروز وبقية الطوائف الإسلامية خسائر فادحة[12].
[عدل]الحملة الفرنسية
بروتوكول 1861 ونظام المتصرفية
النظام الأساسي
الحركة التثقيفية
[عدل]اتفاقية سايكس بيكو
اقتسمت بريطانيا وفرنسا المشرق العربي (سوريا والعراق)، ووقع لبنان وسوريا تحت الاستعمار الفرنسي الذي قسم سوريا إلى الأقطار الأربعة المعروفة اليوم بسوريا ولبنان والأردن وفلسطين.
[عدل]الانتداب الفرنسي (1920-1946)
تقسيم الانتداب لبلاد الشام عام 1920
أثناء الحرب العثمانية الإيطالية، وصلت السفن الحربية الإيطالية عام 1912 إلى مقربة من بيروت وأطلقت نيرانها على السفن الراسية في الميناء، مما سمح لفرنسا بالإعلان أن لها مصالح خاصة في سوريا ولبنان وأنها لن تتخلى عن مواقعها التقليدية فيهما ولا عن حقها بالدفاع عن مصالحها. وسنة 1918 أعلنت عصبة الأمم فرض الوصاية على البلاد التي انتزعت من الدولة العثمانية فيما عرف بالانتداب. وكان هدف الانتداب مساعدة الدول على النهوض وتأسيس القوانين لإنشاء دول حديثة. وبحسب تقسيم اتفاقية سايكس بيكو انتدبت فرنسا للاشراف على منطقة سورية والتي شملت لبنان.
في هذه الأثناء قام الملك فيصل باعلان المملكة العربية وعاصمتها دمشق. اندفع مسلمو الساحل اللبناني للمطالبة بالانضمام للدولة العربية.
[عدل]مؤتمر فرساي
في عام 1919 م عقد مؤتمر فرساي الذي حدد توزيع المناطق العثمانية على المستعمرين الجدد وهم بريطانيا وفرنسا. ذهب البطريرك الحويك إلى المؤتمر طالبا استقلال لبنان بينما كان الامير فيصل يتفاوض في المؤتمر على تاسيس المملكة العربية على جميع البلاد جنوبي تركيا بما فيها لبنان. وبطبيعة الحال، اراد مسلمو لبنان الانضمام إلى المملكة العربية.
[عدل]دولة لبنان الكبير
و في أيلول/سبتمبر من عام 1920 أعلن الجنرال غورو قيام دولة لبنان الكبير معلنا بيروت كعاصمة لها. وتمثل علم الدولة في دمج علمي فرنسا ولبنان معاً. ووصفت الدولة الجديدة باسم لبنان الكبير على أساس ضمّ إليه ولاية بيروت مع أقضيتها وتوابعها (صيدا وصور ومرجعيون وطرابلس وعكار) والبقاع مع أقضيته الأربعة (بعلبك والبقاع وراشيا وحاصبيا)، فاتسعت مساحته من 3500 كلم مربع إلى 10452 كلم مربع، وازداد سكانه من 414 ألف نسمة إلى 628 ألفاً [13]
وفي 23 مايو/أيار من عام 1926 أقر مجلس الممثلين الدستور وأعلن قيام الجمهورية اللبنانية. وفي عام 1926 انشأ الفرنسيون الجمهورية اللبنانية، والتي تعبر بداية التاريخ الحديث للبنان وانتخب شارل دباس كأول رئيس للبنان.
[عدل]اللبنانيون والصراع من أجل الاستقلال
[عدل]معارضة المسلمين
كان مسلمو "دولة لبنان الكبير" قد رفضوا، في أكثريتهم، الدولة والكيان الوطني اللبناني، عند نشوئه لثلاثة أسباب هي:
1ـ ان الدولة الجديدة جعلت منهم أقلية، وهم الذين كانوا جزءا من الأكثرية المسلمة الحاكمة في العهد العثماني.
2ـ لأن أمنيتهم، بعد الانسلاخ عن السلطنة العثمانية، كانت الانضمام إلى "دولة عربية"، برئاسة الأمير فيصل، تضم "سوريا الكبرى" أي سوريا الحالية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق.
3ـ لأنهم كانوا رافضين للانتداب الفرنسي على اعتبار انه حكم دولة أوروبية أجنبية.
لم تعترف الحركة الوطنية السورية وممثلوها في لبنان من الزعماء السياسيين المسلمين، بالكيان اللبناني. وفي المفاوضات بين الحكومة الفرنسية والحركة الوطنية السورية في مطلع الثلاثينات، اشترطت فرنسا ان تسلم الحركة الوطنية السورية بالكيان اللبناني لقاء توقيع معاهدة تعترف فيها فرنسا باستقلال سوريا ولبنان. ولقد قبل ممثلو الحركة الوطنية هذا الشرط الأمر الذي أحدث تصدعا في صفوف السياسيين المسلمين "الوحدويين" في لبنان، وراح بعضهم "يتلبنن" مثل خير الدين الأحدب والبعض الآخر يبحث عن صيغة للتوفيق بين ولائه "القومي العربي"، وبين اعترافه بالكيان اللبناني مثل رياض الصلح [14] وبشارة الخوري. ومن عام 1930 إلى عام 1943، راحت "صيغة" رياض الصلح/بشارة الخوري وغيرهم من طلاب الاستقلال ـ تتبلور، إلى ان تحولت إلى ما سمي بالميثاق الوطني اللبناني، وهو يقوم على المعادلة التالية: من أجل بلوغ الاستقلال، على المسيحيين ان يتنازلوا عن مطلب حماية فرنسا لهم، وأن يتنازل المسلمون عن طلب الانضمام إلى الداخل السوري ـ العربي.
[عدل]ثورة بشامون
تمثال رياض الصلح
في بداية الحرب العالمية الثانية وبعد أن بدأت فرنسا تسترسل بالطغيان والسيطرة على المراكز الحساسة مما جعل الحكومة اللبنانية سنة 1943 تتقدم إلى المفوضية الفرنسية مطالبة بتعديل الدستور بما ينسجم مع الأوضاع. وكان هذا الطلب بدعم من البريطانيين الذين حكموا فلسطين والأردن والعراق. وفي 21 أيلول من السنة نفسها فاز الشيخ بشارة الخوري وأصبح رئيسا للجمهورية وألف حكومته رياض الصلح وأعلنوا الاستقلال التام وحولت مشروع تعديل الدستور إلى المجلس النيابي واعتبر هذا القرار تحديا "ساخرا" للمفوض السامي مما جعله يأمر بتعليق الدستور وأرسل ضباطا" إلى رئيس الجمهورية فاعتقلوه مع رياض الصلح وبعض الوزراء والزعماء الوطنيين مثل عادل عسيران، كميل شمعون، عبد الحميد كرامي وسليم تقلا وحجزوهم في قلعة راشيا. عندها قام رئيس المجلس النيابي آنذاك صبري حماده وبعض النواب باجتماع مصغر في قرية صغيرة هي بشامون وألفوا حكومة مؤقتة ورفع العلم اللبناني الذي تكون من ثلاث أقسام الأحمر، الأبيض وفي الوسط ضمن اللون الأبيض شجرة أرز خضراء. وقد أدى هذا النضال إلى استقلال لبنان بتاريخ 22 تشرين الثاني 1943 وبعد ذلك دعم نفسه لبنان بانتسابه إلى جامعة الدول العربية سنة 1947 ثم تم انتسابه إلى هيئة الأمم المتحدة في نفس السنة.
[عدل]استقلال لبنان (1946 إلى الآن)
أعلن استقلال لبنان عن فرنسا في 22 نوفمبر 1943 وتم الاعتراف به في 1 يناير 1944. وإنسحبت القوات الفرنسية في 1946، وتميز تاريخ لبنان منذ الاستقلال بتقلبات سياسية متكررة وفترات من الاستقرار والتزعزع المتوالية.
[عدل]النكبة واتفاقية الهدنة مع إسرائيل
حرب 1948 أو ما يسميه العرب النكبة وما يسميه الإسرائيليون حرب الاستقلال هي حرب حدثت في فلسطين وأدت إلى قيام دولة إسرائيل وتهجير فلسطينيين عن أرضهم حيث هاجمت الجيوش العربية القوات الإسرائيلية في محاولة لاسترداد الاراضي العربية من القوات الاسرائلية. شارك الجيش اللبناني بالمعارك بشكل رمزي. اتى العديد من الفلسطينيين النازحين إلى لبنان والتجؤوا إلى المخيمات اللاجئين في كل المناطق اللبنانية.
انتهى القتال في 7 يناير 1949 بعد استيلاء الجيش الإسرائيلي على معظم منطقة النقب وتطويق القوات المصرية التي كانت مرابطة حول الفالوجة في النقب الشمالي. وبعد نهاية القتال بدأت مفاوضات في جزيرة رودس اليونانية بتوسيط الأمم المتحدة بين إسرائيل من جانب وكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان من جانب آخر. تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة الأربع بين 24 فبراير و20 يوليو 1949، وفيها تم تحديد الخط الأخضر الفاصل.
[عدل]أزمة 1958
في العام 1958 نشأت أزمة لبنانية داخلية بين فريقين أحدهما مؤيد لحلف بغداد ومعارض للوحدة المصرية السورية آنذاك وهو بقيادة الرئيس اللبناني آنذاك كميل شمعون، والآخر فريق المعارضة الموالي للوحدة العربية بين سوريا ومصر، وكان للأزمة أبعاد إقليمية بالإضافة إلى الأبعاد اللبنانية الداخلية لارتباط أطرافها بحلف بغداد في عهد رئيس وزراء العراق نوري السعيد من جهة وبالوحدة السورية المصرية المرتبطة بحركة عبد الناصر من جهة أخرى، بالإضافة للبعد الدولي المرتبط مباشرة بالبعد الإقليمي ألا وهو الصراع بين الولايات الأمريكية المتحدة والإتحاد السوفييتي.
[عدل]حرب 1967
حرب 1967 أو حرب الأيام الستة هي حرب حدثت في حزيران من عام 1967 بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن وبمساعدة لوجستية من لبنان والعراق والجزائر والسعودية والكويت وأنتهت بانتصار إسرائيل واستيلائها على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان. خلفت هذه الحرب شعور عربي بالانهزام مما دفع ببعض الفلسطينيين بتأسيس فصائل مقاومة عرفت بالفدائيين. وكان للفدائيين متحمسون في المخيمات الفلسطينية في لبنان وبين المسلمين والفلسطينيين. وكان أول شهيد للمقاومة هواللبناني خليل عز الدين الجمل الذي اجج الحماس عند اللبنانيين المسلمين لمناصرة العمل الفدائي. ومن تداعيات هذه الحرب قيام حروب الاستزاف بين مصر وإسرائيل التي كان لها تأثير كبير على الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان.
[عدل]أزمة 1969 واتفاقية القاهرة
في سنة 1969 نشبت أزمة بين الجيش اللبناني والقوات المسلحة الفلسطينية التي بدأت تنتشر في لبنان وتقوم بعمليات عسكرية. حاول الجيش اللبناني ظبط الوضع إلا أنه تطور إلى مواجهات عسكرية مما جعل العديد من الدول تتدخل لايجاد حل وبخاصة جمال عبدالناصر. في تشرين الثاني 1969، وقع لبنان "اتفاق القاهرة" مع منظمة التحرير الفلسطينية. وفي هذا الاتفاق "يتنازل" لبنان لـ"المقاومة الفلسطينية" عن سيادته في منطقة العرقوب وانطلاقا من بلدة كفرشوبا شهدت بدايات وتأسيس الحركات الفدائية، ويبيح منها لـ"العمل الفدائي" حرية التحرك من هذه المنطقة ضد إسرائيل.
وفي عام 1970، قامت القوات الأردنية بطرد جميع القوات الفلسطينية من الأردن بعد معارك عنيفة فالتجاء الفلسطينيون إلى لبنان.
[عدل]حرب 1973 واتفاقية كمب دايفيد
حرب أكتوبر أو حرب تشرين أو حرب يوم الغفران هي حرب دارت بين كل من مصر وسوريا من جانب وإسرائيل من الجانب الآخر في عام 1973م. بدأت الحرب في 6 تشرين الأول 1973 بهجوم مفاجئ من قبل جيشي مصر وسوريا على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان.انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974 حيث أذعنت إسرائيل بالموافقة على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
وبنتجة هذه الحرب، وقعت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل عرفت بمعاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل مع كل من الرؤساء أنور السادات والأمريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحيم بيجِن. وهذه المعاهدة جعلت لبنان الساحة الوحيدة التي استخدمها الفلسطينيين لمواجهة إسرائيل.
[عدل]حرب السنتين 1975-1977
طالع المقال الكامل للحرب الأهلية لبنانية.
دارت الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990 وبدأت كصراع بين المسيحيين من جهة والفلسطينيين والحركة الوطنية من جهة أخرى. إلا أن الامور تعقدت واخذ الصراع يتغير ويصبح بين الحلفاء أحيانا أخرى. إلا أن أسباب الصراع الحقيقي كان تغيير الواقع الديموغرافي إذ فقد المسيحيون اكثريتهم مما جعل المسلمون يطالبون بالمشاركة الأكبر في الحكم. وانتهت الحرب باتفاقية الطائف التي اقتسمت الحكم مناصفة بين المسلمين والمسيحيين كما أنتقصت من صلاحيات رئيس الجمهورية ووضعتها في مجلس الوزراء مجتمعين.
[عدل]اجتياح إسرائيل للبنان 1982
في 6 حزيران 1982، قامت إسرائيل باجتاح لبنان واحتلت بيروت في محاولة لايقاف القوات الفلسطينية من مهاجمة اراضيها. تدخل العالم لايقاف العمليات مما دفع الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، بريطانيا وإيطاليا لارسال قوت فصل. انتهى الاجتياح بخروج القوات الفلسطينية والسورية من لبنان وتوقيع اتفاقية 17من أيار الذي لم توقع من قبل لبنان وماتت في المهد. وخلال هذه الاجتياح وقعت مذبحة صبرا وشاتيلا والعمليات الانتحارية ضد مواقع المارينز والقوات الفرنسية.
[عدل]العودة السورية (1983-2005)
عقب الاجتياح الإسرئيلي، سحب السوريون قواتهم إلى البقاع في صيف 1982 مع خروج القوات الفلسطينية. بعدها انتخب الرئيس امين الجميل إثر اغتيال شقيقه الرئيس المنتخب بشير الجميل يوم 14 سبتمبر 1982. وفي 6 شباط 1983 حصلت انتفاضة 6 شباط/فبراير التي قادها رئيس حركة امل نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عام 1984 ضد اتفاق 17 أيار. وعادت الفوضى إلى لبنان بالمعارك الجانبية بين الحلفاء والأعداء مثل معارك أمل ضد الفلسطينيين وحزب الله ومعارك أمل والاشتراكيين ضد المرابطون ومعارك امل مع الاشتراكيين مما جعل عودة القوات السورية مطلوبة فدخلت القوات السوري كقوى ردع عام 1987 لإعادة الهدوء إلى المناطق الغربية من بيروت والجبل.
[عدل]اتفاق الطائف 1989
اتفاق الطائف، هو اتفاق تم التوصل اليه في المملكة العربية السعودية في 30 سبتمبر 1989 في مدينة الطائف. وأنهى هذا الاتفاق الحرب الأهلية اللبنانية، حضره 62 نائباً لبنانياً من أصل 73، 8 من الذين لم يحضروا الاجتماع لم يرتبط تغيبهم بأسباب سياسية وارتبط اسم 3 نواب بالمقاطعة لأسباب سياسية وهم ريمون اده وألبير مخيبر وأميل روحانا صقر.
[عدل]حروب العبثية 1989-1990
في نهاية عهد الرئيس أمين الجميل، كان رئيس الحكومة سليم الحص مستقيلا. وتطبيقا لالدستور اللبناني، استلم قائد الجيش، وكان ميشال عون، رئاسة الحكومة الانتقالية لانتخاب رئيس جمهورية جديد. الآ أن الحص عاد عن استقالته فنشاء وضع غريب بوجود حكومتين في لبنان. واحدة بدعم سوري قوي وأخرى تدعي استقلال القرار اللبناني وذلك بمحاربة السوريين. فأعلن ميشال عون حرب التحرير، بمساعدة القوات اللبنانية. وبعد الاتفاق على انهاء الاعمال العسكرية أو ما سمي باتفاق الطائف. كانت الحرب العبثية الثانية إذ أن القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع رفضت ان تكون الدولة اللبنانية الممثلة بحكومة الجنرال ميشال عون هي صاحبة القرار ,فقررت تلك القوات الاعتراف بهذا الاتفاق وبنتائجه اي انتخاب رئيس جديد للبنان وهو الرئيس رينيه معوض ومع رفض الجنرال عون الاعتراف بالتغيير الجديد مما أدى إلى قيام حرب بين الجيش الموال للجنرال عون والقوات اللبنانية.و خاض الجيش اللبناني حرب ضروس ضد مليشيا القوات اللبنانية، ادت إلى تحجيم تلك المليشيا وإخراجها من العديد من المناطق التي أصبحت خاضعة لحكم الحكومة الانتقالية بقيادة الجنرال عون وتحت سلطة الجيش اللبناني الموال للجنرال عون.
وبعد اجتياح الكويت من قبل حزب البعث العراقي، وشرط لمشاركتهم في الحرب ضد العراق، أخذ السوريون الضوء الأخضر في بسط سيطرتهم على لبنان. وفي تشرين الأول 1990، اجتاحت القوات السورية القصر الجمهوري موقع ميشال عون مما أجبره على الالتجاء إلى السفارة الفرنسية من أجل الحماية. ويعتبر هذا التاريخ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية.
[عدل]لبنان ما بعد الحرب الأهلية
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها.(نوفمبر_2010)
[عدل]الهيمنة السورية
عرفت الفترة الممتدة من 1990 وحتى 2005 بفترة الهيمنة السورية والتي اتسمت بتدخل السوريين بكل تفاصيل الحياة في لبنان وبخاصة تعيين الاشخاص في كل المناصب السياسية والإدارية والأمنية. كما اتسمت باعمال اعادة الاعمار الضخمة وخاصة في وسط بيروت والتي كانت باشراف الرئيس رفيق الحريري. وعادت اجواء الوحدة اللبنانية مع أن الزعماء المسيحيين كانوا في المنفى (أمين الجميل وميشال عون) أو في السجن (سمير جعجع). وخلال هذه الفترة ارتفع الدين العام إلى 40 مليار دولار من دون أن يؤثر على الوضع العام للاقتصاد مما اعتبر باعجوبة اقتصادية.
[عدل]المقاومة الإسلامية
مقال تفصيلي :حزب الله
وخلال هذه الفترة، كان حزب الله يمتن قواعده الشعبية واستراجيته العسكرية في مواجهة إسرائيل. وبدعم لا محدود من إيران وسورية، إنشاء قيادة ومجموعات عسكرية التي قامت بتنفيذ العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان والبقاع الغربي بجدية وفعالية عالية فيما دعي بالمقاومة الإسلامية. وقامت المقاومة بتوجيه ضربات موجعة للقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان والميليشيات العميلة والتي عرفت بميليشيا انطوان لحد. استطاعت المقاومة الإسلامية ان تواجه عدوانا إسرائيليا واسعا عام 1993 م على كل قرى الجنوب وكانت المعادلة تقضي باستمرار انهمار الصواريخ على شمال فلسطين المحتلة طالما استمر العدوان الإسرائيلي. بعدها وفي عام 96 م حققت المقاومة الإسلامية نصرا اخر بعد عدوان نيسان عندما حاولت إسرائيل تغيير معادلة الصواريخ وبعد عمليات وضربات متوالية اضطر جيش الاحتلال لاخلاء مواقعه في منطقة جزين عام 99 م كمقدمة للاندحار عن جنوب لبنان بشكل شبه كامل عام 2000 م، مع بقاء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر تحت الاحتلال، واحتفاظها بعدد من الاسرى اللبنانيين واجساد الشهداء. وفي عام الفين وستة ومع نمو قوة حزب الله العسكرية وتنفيد الأخير لعملية اسر جنديين لمبادلتهما بالاسرى واجساد الشهداء، تذرعت إسرائيل بالعملية وقامت باعتداء غير مسبوق على لبنان مستهدفة المدنيين والبنى التحتية، ودارت حرب لمدة 33 يوما اظهرت خلالها المقاومة تفوقا كبيرا في البر والبحر وصدت الهجوم الإسرائيلي الذي لم يحقق هدفا اعلنه وهو الوصول إلى مياه نهر الليطاني. وبعد 33 يوما انسحبت القوات المعتدية واضطر عدد من القيادات العسكرية إلى الاستقالة وبينهم رئيس الاركان موشيه يعالون، وصولا إلى استقالة رئيس وزراء إسرائيل ايهود اولمرت على خلفية تقرير فينوغراد عن الحرب على لبنان وتبين في خلاصته عدم استعداد الجيش الإسرائيلي للحرب وتضارب القرارات والهزيمة.
[عدل]انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000
مقال تفصيلي :انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000
وفي سنة 2000، اعلن ايهود باراك الانسحاب التام من لبنان وتبع انسحاب الجيش الإسرائيلي جميع القوى اللبنانية المساندة له. واظهرت المقاومة مسؤولية وانظباطية عالية بحيث عومل سكان المناطق الجنوبية باحترام وإنسانية بخلاف ما كان متوقع مما اكسبها احترام اللبنانيين وبخاصة المسيحيين.
[عدل]ثورة الأرز
مقال تفصيلي :ثورة الأرز
بعد معارك سياسية بين اللبنانيين والقوى المتحالفة مع سورية، وتمديد فترة حكم رئيس الجمهورية عن طريق ضغط سياسي غير دستوري، اعلنت الأمم التحدة القرار 1559 الذي صدر في شباط 2004 والذي يطالب بانسحاب القوى الاجنبية منه وحل جميع المليشيات اللبنانية ونزع سلاحها[15]. وفي 14 شباط اغتيل الرئيس رفيق الحريري فقامت المظاهرات تطالب بانسحاب القوات السورية وبقيام محكمة دولية لكشف ومعاقبة قاتلي الرئيس الشهيد. حشد حلفاء سورية مظاهرة ضخمة في 8 أذار في لبنان موجهين التحية للمقاومين وللجيش السوري. في المقابل، قام اللبنانيون المناهضون للوجود السوري بمظاهرة مضادة ضخمة هي الأخرى في 14 أذار، اقيمت بما يعرف بساحة الشهداء ،ويقدر عدد حضورها بحوالي المليون شخص ،اعتبرت هذه المظاهرة الأكبر بالتاريخ من حيث النسمة والكثافة السكانية اجبر السوريين على الانسحاب على اثرها. عرفت هذه الحركة بانتفاضة الأرز. ومن حينها انقسم اللبنانيون إلى فريقين دُعيا بفريق 8 أذار وفريق 14 أذار. وانسحبت القوات السورية في نيسان.
[عدل]عمليات الاغتيال
مقال تفصيلي :شهداء ثورة الارز
وشهد لبنان بعد خروج السوريين سلسلة من عمليات الاغتيال استهدفت العديد من الشخصيات السياسية والاعلامية والعسكرية اللبنانية. كما استشهد العديد من المرافقين أو المارة الابرياء. وقررت الأمم المتحدة إضافة هذه الاغتيالات إلى ملف المحكمة الدولية.
[عدل]الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006
مقال تفصيلي :حرب لبنان 2006
اضرار حرب 2006
في تموز 2006، قام حزب الله بعملية اسر لجنود إسرائيليون فاتخذتها إسرائيل زريعة لمهاجمة لبنان بهجوم عنيف غير مسبوق دمر معظم البنى التحتية اللبنانية ومعظم الضاحية الجنوبية لبيروت. انتهت الاعمال الحربية بفشل إسرائيل في تحقيق اهدافها بالتخلص من قيادة حزب الله فكان الامر انتصاراً كبيراً للمقاومة وحزب الله وعرف هذا النصر بالنصر الإلهي. وبنتيجة المعارك، توسعت مهام اليونيفل لتشمل كل الجنوب، ودخل الجيش اللبناني إلى كامل مناطق الجنوب وأجبرت المقاومة على الانسحاب إلى شمال نهر الليطاني بفعل قرار الأمم المتحدة رقم 1701.
[عدل]معارك نهر البارد
في 20 أيار 2007 كان مخيم نهر البارد، وهو مخيم للاجئين الفلسطينيين شمالي مدينة طرابلس، محور صراع عسكري عنيف بين جماعة فتح الإسلام والقوات المسلحة اللبنانية من جيش وأمن عام. ويعد هذا القتال من أسوأ معارك لبنان الداخلية منذ انتهاء الحرب الاهلية قبل 17 عاماً. استمرت المعارك أكثر من ايار/مايو إلى ايلول/سبتمبر عام 2007 واسفرت عن سقوط نحو 400 قتيل من بينهم 168 عسكريا لبنانيا. وانتهت بالقضاء على المسلحين وتدمير شبه كامل للمخيم.
[عدل]احداث السابع من أيار 2008
مقال تفصيلي :أحداث 7 أيار
في يوم 7 أيار من العام 2008 جرت أحداث في العاصمة اللبنانية بيروت وبعض مناطق جبل لبنان بين المعارضة والموالاة. تعتبر ميدانياً الأكثر خطورة وعنفاً منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990.وكانت إثر صدور قرارين من مجلس الوزراء اللبناني بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي. الأمر الذي اعتبرته المعارضة تجاوزا للبيان الوزاري الذي يدعم المقاومة. ولما كانت الحكومة تعتبر في نظر المعارضة حينها "غير شرعية" بسبب تجاوزها لميثاق العيش المشترك، استعملت القوة لردع الحكومة إلا أنها توقفت بعد إعلان اتفاق الدوحة الذي نص على إقامة حكومة وحدة وطنية وإزالة اعتصام المعارضة من وسط بيروت الذي استمر لأكثر من سنة ونصف لمطالبة الحكومة بالاستقالة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والذي نص اتفاق الطائف على العيش المشترك وضرورة تمثيل الطوائف الكبرى.
[عدل]اتفاق الدوحة
مقال تفصيلي :اتفاق الدوحة
اتفاق الدوحة هو الاتفاق الذي توصلت اليه الفصائل اللبنانية يوم الأربعاء 21 مايو 2008 في الدوحة بقطر. وهو يمثل نهاية لـ 18 شهراً من الأزمة السياسية في لبنان شهدت بعض الفترات منها أحداث دامية. واهم بنود الاتفاق هو انتخاب رئيس جمهورية توافقي، تأليف حكومة فاقية من المعارضة والموالاة والاتفاق على قيام الانتخابات النيابة في أيار 2009.
[عدل]المصالحات
ومع تأليف أول حكومة وحدة وطنية مع الثلث المعطل (أو الضامن)، بدأت في أيلول 2008 مصالحات بين القوى المختلفة بداء بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله. واتخذ سعد الحريري خطوة باتجاه المصالحة في الشمال ومع حزب الله. واعتذر سمير جعجع من ما حصل في الماضي مما فتح المجال لمصالحة بين المسيحيين.