مفدي زكريا 1908-1977 شاعر الثورة الجزائرية ومؤلف النشيد الوطني الجزائري قسما الذي تضمن أبدع تصوير لملحمة الشعب الجزائري الخالدة
تعليمه
في بلدته تلقّى دروسه الأولى في القرآن ومبادئ اللغة العربيّة. بدأ تعليمه الأول بمدينة عنابة حيث كان والده يمارس التجارة بالمدينة ثم انتقل إلى تونس لمواصلة تعليمه باللغتين العربية والفرنسية وتعلّم بالمدرسة الخلدونية، ومدرسة العطارين درس في جامعة الزيتونة في تونس ونال شهادتها.
حياة الشاعر المجيد
هو الشيخ زكرياء بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى، و قد ولد يوم الجمعة 12 جمادى الأولى 1326 هـ، الموافق لـ 12جوان 1908م، ببني يزقن، أحد القصور السبع لوادي مزاب، بغرداية، في جنوب الجزائر من عائلة تعود أصولها من مدينة البيض وبالظبط من مدينة الأبيض سيدي الشيخ
لقبه زميل البعثة الميزابية والدراسة الفرقد سليمان بوجناح
بـ: "مفدي"، فأصبح لقبه الأدبي مفدي زكريا الذي اشتهر به كما كان يوَقَّع
أشعاره "ابن تومرت"، حيث بداء حياته التعلمية في الكتاب بمسقط رأسه فحصل
على شيء من علوم الدين واللغة ثم رحل إلى تونس وأكمل دراسته بالمدرسة
الخلدونية ثم الزيتونية وعاد بعد ذالك إلى الوطن وكانت له مشاركة فعالة في
الحركة الأدبية والسياسية ولما قامت الثورة إنضم إليها بفكره وقلمه فكان
شاعر الثورة الذي يردد أنشيدها وعضوا في جبهة التحرير مما جعل فرنسا تزج به
في السجن مرات متوالية ثم فر منه سنة 1959 فأرسلته الجبهة خارج الحدود فجال في العالم العربي وعرف بالثورة وافته المنية بتونس سنة 1977 ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه فكان هو شاعر الثورة.
حياته العملية
انضم إلى صفوف العمل السياسي والوطني منذ أوائل الثلاثينات. كان مناضلاً نشيطاً في صفوف جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين. كان عضواًأساسياّ في حزب نجمة إفريقيا الشمالية. كان عضواً في حزب الشعب. كان عضواً في جمعية الانتصار للحريات الديمقراطية. انضم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني الجزائري.
سجنته فرنسا همة فعالة في النشاط الأدبي والسياسي في كامل أوطان المغرب
العربي. عمل أميناً عاماً لحزب الشعب. عمل رئيساً لتحرير صحيفة "الشعب"
الداعية لاستقلال الجزائر في سنة 1937م. واكب شعره بحماسة الواقع الجزائري، بل الواقع في المغرب العربي في كل مراحل الكفاح منذ سنة 1925م حتى سنة 1977م داعياً إلى الوحدة بين أقطارها.وهو شاعر ملتزم.
سجنته فرنسا همة فعالة في النشاط الأدبي والسياسي في كامل أوطان المغرب
العربي. عمل أميناً عاماً لحزب الشعب. عمل رئيساً لتحرير صحيفة "الشعب"
الداعية لاستقلال الجزائر في سنة 1937م. واكب شعره بحماسة الواقع الجزائري، بل الواقع في المغرب العربي في كل مراحل الكفاح منذ سنة 1925م حتى سنة 1977م داعياً إلى الوحدة بين أقطارها.وهو شاعر ملتزم.
نشاطه السياسي والثقافي
أثناء تواجده بتونس واختلاطه بالأوساط الطلّابية هناك تطورت علاقته بأبي اليقضان وبالشاعر رمضان حمود،
وبعد عودته إلى الجزائر أصبح عضوا نشطا في جمعية طلبة مسلمي شمال إفريقيا
المناهضة لسياسة الإدماج، إلى جانب ميوله إلى حركة الإصلاح التي تمثلها
جمعية العلماء انخرط مفدي زكريا في حزب نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب
الجزائري وكتب نشيد الحزب الرسمي "فداء الجزائر" اعتقل من طرف السلطات
الفرنسية في أوت 1937 رفقة مصالي الحاج وأطلق سراحه سنة 1939 ليؤسس رفقة باقي المناضلين جريدة الشعب لسان حال حزب الشعب، اعتقل عدة مرات في فيفري 1940 (6 أشهر) ثم في بعد 8 ماي/أيار 1945 (3 سنوات) وبعد خروجه من السجن انخرط في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، انضم إلى الثورة التحريرية في 1954 وعرف الاعتقال مجدّدا في نيسان/أفريل 1956.
سجن بسجن بربروس "سركاجي حاليا" مدة 3 سنوات وبعد خروجه من السجن فرّ إلى
المغرب ثم إلى تونس أين ساهم في تحرير جريدة المجاهد إلى غاية الاستقلال.
اشتهر مفدي زكريا بكتابة النشيد الرسمي الوطني "قسما"، إلى جانب ديوان
اللهب المقدس، وإلياذة الجزائر
مفدي زكريا شاعر الثورة الجزائرية
أوّل قصيدة له ذات شأن هي "إلى الريفيّين" نشرها في جريدة "لسان الشعب" بتاريخ 6 مايو 1925م،
وجريدة "الصواب" التونسيّتين؛ ثمّ في الصحافة المصريّة "اللواء"،
و"الأخبار". واكب الحركة الوطنيّة بشعره وبنضاله على مستوى المغرب العربيّ
فانخرط في صفوف الشبيبة الدستوريّة، في فترة دراسته بتونس، فاعتقل لمدّة
نصف شهر، كما شارك مشاركة فعّآلة في مؤتمرات طلبة شمال إفريقيا؛ وعلى مستوى
الحركة الوطنيّة الجزائريّة مناضلا في حزب نجم شمال إفريقيا، فقائدا من
أبرز قادة حزب الشعب الجزائريّ، فكان أن أودع السجن لمدّة سنتين 1937-1939.
غداة اندلاع الثورة التحريريّة الكبرى انخرط في أولى خلايا جبهة التحرير
الوطنيّ بالجزائر العاصمة، وألقي عليه وعلى زملائه المشكّلين لهذه الخليّة
القبض، فأودعوا السجن بعد محاكمتهم، فبقي فيه لمدّة ثلاث سنوات من 19 أبريل 1956م إلى 1 فبراير 1959م.
بعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب، ومنه انتقل إلى تونس، للعلاج على يد فرانز فانون،
ممّا لحقه في السجن من آثار التعذيب. وبعد ذلك كان سفير القضيّة
الجزائرية. في سنة 1965 كان ضد الانقلاب العسكري أو بما يسمى التصحيح
الثوري الذي قام به هواري بومدين وزير الدفاع آنذاك ضد الرئيس أحمد بن بلة
يوم 19 جوان 1965. أين أستولى هواري بومدين على السلطة في الجزائر، فطرد
مفدي زكريا من الجزائر.
وفاته
توفي يوم الأربعاء 2 رمضان 1397 هـ، الموافق ليوم 17 أغسطس 1977م، بتونس، ونقل جثمانه إلى الجزائر، ليدفن بمسقط رأسه ببني يزقن ولاية غرداية. مدينة بجنوب الغربي الجزائري
إنتاجه الأدبي
<li>تحت ظلال الزيتون (ديوان شعر) صدرت طبعته الأولى عام 1965م.
</li><li>اللهب المقدس (ديوان شعر) صدر في الجزائر عام 1983م صدرت طبعته الأولى في عام 1973م.
</li><li>من وحي الأطلس (ديوان شعر).
</li><li>إلياذة
الجزائر (ديوان شعر) وقد كانت الغاية من هذا العمل هو كتابة التاريخ
الجزائري وازالة ما علق به من شوائب وتزييفات، وقد اشترك في وضع المقاطع
التاريخية كل من مفدي زكريا الذي كان متواجد بالمغرب ومولود قاسم نايت بلقاسم الذي كان بالجزائر إضافة إلى عثمان الكعاك
المتواجد حينها في تونس. وتتكون الإلياذة من ألف بيت وبيت تغنت بأمجاد
الجزائر، حضارتها ومقاوماتها لمختلف المستعمرين المتتاليين عليها وكانت أول
مرة يلقي الإلياذة أو البعض منها لأتها حينها لم تكن قد بلغت الألف بيت بل
كانت تبلغ ستمائة وعشرة أبيات ألقاها في افتتاح الملتقى السادس للفكر
الإسلامي في قاعة المؤتمرات من قصر الأمم أمام جمع غفير من بينهم الرئيس هواري بومدين،
مناسبة أخرى اقترنت بإلقاء هذه الأبيات واختيار التاريخ موضوعا لها، وهي
الاحتفال بالعيد العاشر لاسترجاع الحرية والذكرى الألفية لتأسيس مدينة الجزائر والمدية ومليانة على يد بلكين بن زيري.
- له عدد من دواوين الشعر لا زالت مخطوطة تنتظر من يقوم بإحيائها.
من شعر مفدي زكريا
</li><li>النشيد الوطني الجزائري نظم بسجن بربروس في الزنزانة 69، بتاريخ 25 أبريل 1955 ولحّنه الملحن المصري محمد فوزي
</li><li>نحن طلاب الجزائر
</li><li>نشيد العلم كتبه بدمه وأهداه للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
</li><li>نشيد الشهيد نظم بسجن بربروس في الزنزانة رقم 65 يوم 29 نوفمبر 1937 وفي 1956 طلبت جبهة التحرير الوطني الجزائرية من المحكوم عليهم بالإعدام أن يرددوه قبل الصعود للمقصلة.
مطلع من إلياذة الجزائر:
و اليوم إخواني إخترت لكم إحدى روائعه متمنيا أن تنال إعجابكم
إلياذة الجزائر
جزائر يا مطـلع المعجزات * * * و يا حجـة الله في الكـائنات
و يا بسمة الرّب في أرضـه * * * و يا وجهه الضاحك القسـمات
و يا لوحـة في سجلّ الخـلو* * * د تموج بها الصور الحالمات
و يا قـصة بثّ فيها الوجود * * * معـاني السـموّ بروع الحياة
و يا صفحة خطّ فـيها البـقا * * * بنار و نور جـهـاد الأبـاة
و يا للـبطولات تغزو الـدنا * * * و تمنحـها القيـم الخـالدات
و أسطورة ردّدتـها الـقرون * * * فهـاجت بأعـماقنا الذكريات
و يا تربـة تاه فـيها الجلال * * * فتـاهت بهـا القمم الشامخات
و ألقى النهايـة فـيها الجمال * * * فهـمنا بأسـرارها الفاتـنات
و أهوى على قدميها الزمـان * * * فأهـوى على قدميـها الطغاة
شغلنا الورى ، و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جزائـر يا بدعـة الـفاطـر * * * و يـا روعة الصانع القادر
و يا بـابل السحر من وحيها * * * تـلقّب هـاروت بالساحر
و يا جـنة غار منـها الجنان * * * و أشغـله الغـيب بالحاضر
و يا لـجة يستـحمّ الجمــا * * * ل و يسبح في موجها الكافر
ويا ومضة الحب في خاطري * * * و إشراقـة الوحي للشـاعر
و يا ثورة حـار فيها الزمان * * * و في شعبـها الهادىء الثائر
و يا وحدة صهـرتها الخطو * * * ب فقامت على دمـها الفائر
و يا همـة ساد فيـها الحجى * * * فلـم تـك تقنـع بالـظاهر
و يا مثـلا لصفـاء الضمير * * * يجـل عن المـثل السائـر
سـلام على مهرجان الخلود * * * سـلام على عيـدك العاشر
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جزائـر يـا لحـكايـة حـبي * * * و يا من حمـلت السـلام لـقلبي
و يا من سكبـت الجمال بروحي * * * و يا من أشعـت الضياء بـدربي
فلـولا جمـالك ما صحّ ديـني * * * و ما أن عـرفت الـطريق لربي
و لـولا الـعقيدة تغـمر قـلبي * * * لمـا كـنت أومـن إلاّ بـشعـبي
و إذا ذكـرتـك شـعّ كـيـاني * * * و أمـا سـمعـت نـداك ألـبي
و مهـما بعـدت و مـهما قربت * * * غرامـك فـوق ظـنوني و لـبيّ
فـفي كـل درب لـنا لـحمـة * * * مـقدسـة من وشـاج و صـلب
و في كـلّ حي لـنا صـبـوة * * * مرنـحة مـن غـوايـات صـب
و في كـل شـبر لـنا قـصة * * * مجـنـحة مـن سـلام و حـرب
تـنبـأت فيـها بـإلـيـاذتي * * * فـآمن بـي وبـها الـمـتـنـبي
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جـزائر أنـت عروس الـدنا * * * و مـنك استـمدّ الصباح السنا
و أنت الـجنان الـذي وعدوا * * * و إن شـغـلونا بـطيب المنى
و أنت الـحنان و أنت الـسما * * * ح ، و أنت الطماح و أنت الهنا
و أنت الـسمو و أنت الضميــــر الصريح الـذي لـم يخن عهدنا
و مـنك اسـتمد الـبناة الـبقـــــــاء فكـان الخلود أساس البنا
و ألهـمت إنـسان هـذا الـزمـــان، فـكان بـأخلاقـنا مـومـنا
و علّـمـت آدم حـب ّ أخيـــــه، عـساه يـسير عـلى هـدينا
صنـعت الـبطولات من صلب شـعب، سـخي الدمـاء فرعتِ الـدّنا
و عبّـدت درب النجاح لشعب * * * ذبـيح فلـم ينـصهر مـثلـنا
و مـن لم يوحـد شتـات الصفــوف ، يـعجـل بـه حـمقه للـفنا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أفي رؤيـة الله فـكرك حـائر * * * و تـذهل عن وجهه في الجزائر؟
سـل البـحر و الزورق المستها * * * م ، كـأن مـجاديفه قـلب شاعر
و سـل قبـة الحـور نـم بها * * * مـنار عـلى حـورها يـتآمـر
سـل الـورد يـحمل أنـفاسها * * * لحيدر مـثل الحـظوظ الـبواكر
و أبـيار تـزهو بـقديـسـها * * * رفائـيل يخـفى انـسلال الجآذر
تـبـاركـه أمّ إفـريـقـيـا * * * على صلوات الـعذارى السواحر
و يحـتار بـلكور في أمـرها * * * فتـضحك منـه الـعيون الفواتر
و في القصبة امتد ليل السهارى * * * و نهـر المجـرة نـشوان ساهر
و في سـاحة الشـهداء تـعالى * * * مـآذن تجلـو عـيون الـبصائر
و في كـل ّ حيّ غـوالي المنى * * * و في كلّ بيت : نشـيد الـجزائر
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نـرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
سل الأطلس الفرد عن جرجرا * * * تعـالى يشـدّ السـمـا بالثرى
فيـختـال كـبرا تـنافـسه * * * تكجـدا فلا يـرجع القـهقرى
تلـوّن وجـه الـسمـاء بـه * * * فأصـبـح أزرقـها أخـضرا
و تجثو الثلوج على قدميــه ، خـشـوعـا فـتسـخـر منه الذرى
هـو الأطـلس الأزلـي الذي * * * قضى العمر يصنع أسد الشرى
و تسمـو بـأوراس أمـجاده * * * فتصدع في الكون هذا الـورى
فيـا مـن تـردّد فـي وحـدة * * * بمغربـنا و ادّعـى ، و امترى
أما وحّـد أطلـسنا الـمغـربي * * * مـعاقـلنـا بـوثيق العرى ؟..
أمـا طـوّقـتـنا سـلاسـلـه * * * فطوّق تاريـخنا الأعـصرا ؟؟
و كم فـوقـه انتـظمت قـمـم * * * فهـل كـان يـعقد مؤتمرا ؟؟
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و في باب واديـك أعمـق ذكرى * * * أعـيش بأحـلامها الـزرق دهـرا
بها ذاب قلـبي كذوب الـرصـا * * * ص ، فأوقد قلبي ، و شعبي جـمرا
و ثـورة قلـبي كـثورة شعبي * * * همـا ألهـماني فأبـدعت شـعـرا
إذا الـقلب لم ينـتفـض للـجمـــال ، و لم يبل في الحب حلوا و مـرا
فلا تـثـقنّ بـه في النضـــــال ، و لا تعتـمد في المـهمات صـخرا
و لا يكـتم السـرّ إلاّ الـمشو * * * ق ، و من لـم يهم ليس يكتم سـرا
و حـرب القلـوب كحرب الشعو* * * ب و من صدق الوعد أحرز نصرا
و علـّمني الحـبُّ حبََّ الـفدا * * * فـكنت بـحبيّ و شـعبي بـرّا
و يشـهـد لي فـيـه وادي قـريــشِ سـلـوا قـلبـه فـهو مني أدرى
و دـيري* الـذي كنت أتلو به * * * صلاتي - مع الليل - سراّ و جهرا
شغلنا الورى ،وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
عرجـنا ننـافح بايـنام* ضحى * * * كأنا اغتصبنا لهـامان صـرحا
نسـائل أشـجاره الفـارعــا * * * ت ، حديث النجوم فتبدع سحرا
و يلـتف سـاق بسـاق فنصبو * * * فيـغمرنا ملـتقى الفـكر نصحا
كأن عـمالـق بايـنام جـمـع * * * ببـاريس يـبني لفييتنام صلحا
كـأن الإلـه الـجميل تـجـلى* * * فأغـرق بايـنام حسـنا و أوحى
يتـيه بـه النـجم* بيـن النـجـــوم دلالا فـيطلع في اللـيل صبحا
تمـوج مـع الشـمس أسراره * * * و سر الهـوى ماثـلا ليس يمحى
فكـم بات يبـكي به مـوجـع * * * و يسـفح دمـعا فيـغمر سـفحا
و كـم من جريح الفؤاد اشتكى * * * فأثخن بايـنام في الصبـح جرحا
و كم من صريع الغواني تداوى * * * بأنسـام باينـامذ فـازداد لفـحا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتلـه كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
سجا الليل في القصبة الرابضه * * * فأيـقـظ أسـرارها الـغامضه
و بيـن الـدروب و بين الثنايا * * * عـفـاريت مـائجـة راكضه
و مـلء سراديـبها الـكافـرا * * * تِ ، تصاغ قـراراتنا الرافضه
فيـحتار بيـجار في أمـرهـا * * * و يـحسبـها مـوجة عـارضه
فيفـجؤُ بيجارَ إصـرارُ شعب * * * و تـدمغـه الحـجة الـناهضه
و يـأبى عـليّ رضـوخ الجنا * * * ن ، فتسـمو بـه روحه الفائضه
كـأن اشتـباك الـسطوح جسو * * * ر ، بها امتـدت الثورة الفارضه
كـأن المـضايق فـيها خلـيج * * * تمـور بـه السـفن الخـائضه
و يلـتف جـار بـجار كـما * * * تعـانقت المـهج النـابـضـه
فـكانت على خـط حـرب الخــلاص ، و أعـمارِ أعـدائـنا قابضه
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و بلـكور للمـجد شـقّ طريقه * * * و حـظّ مـعالـمها في السـويـقه
و عجـل أقـدار يوم الخلاص * * * و كـان يـحـاسـبـها بالـدقيقه
فأيـقن مـاسو و كـان تـغابى * * * و ما عـاد يـجـهل ماسو الحقيقه
و عاجل سـالان صحو السـكـارى فـبـدد أحـلام مـايـو الـصفيـقه
و سوستال بالرعب طار شعاعا * * * فغـصّ ، و ما اسـطاع يبلـع ريقه
و رجّـت حواجـزهم بالـغلا * * * ةِ ، غـريق يـشـد بـذيـل غريقه
تشـيعهم أدمـع الـعاشـقـا * * * ت ، و هيهات تجدي دموع العشيقه
و يضـحك فـوروم ، من حيو * * * ان ، غـواه السـراب فضـلّ طريقه
و مـن خائـرين كـأعجاز نخل* * * ضـمائـرهم في الـمـزاد رقـيقـه
و حـسب الجـزائر أبطال بلكو * * * ر و القـصبة الحـاملـين الـوثيقه
شغلنا الورى و ملكنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و حـمام ملـوان مـلّ المـجـونا * * * و أنـهى غـوايـتـه و الفـتونا
و فضّـل خـوض الـحمام بـديلا * * * عـن المسـتحـِمات و العـائمينا
و قـد عـاش دربـا لحـلو الأماني * * * فأصـبح دربـا يـلاقي المـنونا
و كان كـمـين الضـبا و الـذئاب * * * فصـار لـصيد الذئاب كـمـينا
و غـاصت بـه ثـورات الـهوى * * * فـفجـرت الـعـزم في الثائرينا
و أعـلن توبـتـه في الجـبا ل * * * ، فكان الرصاص القصاص الضمينا
و مـدّ اليـمين لـداعي الـفـدا * * * فأقـسـم أن لا يـخون الـيمـينا
و شـمّر يـرفض دنيـا الملاهي * * * و ينـفـض عنـه غـبار السنينا
و أضـفى الجـمال عـليه جلالا * * * و كـان الجـلال عـليـه ضـنينا
هي الأرض...أرض الجزائر...مهما * * * غـوت و صبت ..أبـدا لن تـخونا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نـرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و حمام ريغة بيـن الروابي * * * ترنح طوع الهوى و التصابي
يصعّـد في الجـو أنـفاسه * * * عبيرا و أحشـاؤه في التهاب
و تغـلي المواجد في صدره * * * تـطارحها نـزوات الشباب
يحـاول كتـمان أسـراره * * * فتفـضحـه خائـنات الحُباب
أيخـفي هواه و في راحتيه * * * تموج المحاسن ملء الرّحاب؟
و يختال بين يديه اخضرارا * * * شواهق تزجي ركاب السحاب
مـدامعه يُتـداوى بـهـا * * * كمـا يُتـداوى بحلو الرُّضاب
و أنفاسـه تغمر الصّب دفئا * * * فينـسى حرارة يـوم الحساب
و منها استمدّ المجاهد عزما * * * فـراغ الدُّنا بالعجيب العجاب
و فجّـر ثورته مـن لظاها * * * و سار على هديـها في الغلاب
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
شريـعتنا كـجلال الشـريعة * * * كـمالاتها راسـخات ضـليعه
كـأن الـذي شرع الصالـحا * * * ت ، أقام الدليل فأعلى الشريعه
و عـمّر فيـها "بني صـالح" * * * فزكىّ الصـلاح جمال الطبيعه
تطـلّ جواسـقها الضـارعـات شـواخـص تحـمد ربّ الصنيعه
كـذوب النـجوم على قـدميـــها فيـبدع مـنها الـزمان ربيعه
و تاه الصـنوبر كبرا و عجبا * * * على القمـم الشامخات الرفيعه
و من تـك فيه الأصالة طبعا * * * تجبـه الجذوع الطوال مطيعه
و فـاخر بالأرز لبـنان وهما * * * و خلّـد فيه الأغـاني البديعه
و لـولا تواضـع أطـلسـنا * * * لكانت جـزائـرنا في الطليعه
إلا أن حـرمة مـا بـيـننا * * * و ما بـين لبنـان كانت شفيعه
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
تسـلّق إيعـكورن و اغز السها * * * و طـاول به سدرة المنتهى
فيخـجل هـامان من صـرحه * * * و يعجز أن يبـلغ المشتهى
و عـانق بـجايـة في نـخوة * * * يعانـق حـناياك سرّ البها
و ناج بزغـواط سـرّ الظـبا * * * تناغك من حلق يتشي المها
عجـائبها السـبع لا تـأتلـي * * * تتـيه فيحـتار فيها النهى
و وادي الهوى و الهواء بسرتا * * * يزكي مسـيد الهوى خلفها
تهـدهـده النـســمات كـأ * * * م تهدهد طوع الكرى طفلها
و في جبل الوحش تاهت بلادي * * * شمـوخا فأحنى الزمان لها
فلـو شاء ربك وصف الجنـا * * * ن ، ليغري الأنام بها شبها
أضاع بـها ذو الحـجى رشده * * * و لـو لم يخـف ربـه ألها
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أمانا ربـوع الندى و الحـسب * * * أمـانا تلمـسان مغـنى الأدب
تمـاوج وهـران في أصـغريـك و فـاس ، فـأبدع فـيـك النسب
و تـاه الـوريـط بـشــلاله * * * يـلقن زرياب مـعنى الطرب
و أغـرى الـملوك بحب الملو * * * ك فأخلص في حبها كلّ صب
و لـولا عـناصـر ملـيانـة * * * و عيـن النسور لكنت العجب
تلـمسان أنت عـروس الـدنا * * * و حلم الليالي و سلوى المحب
بحـسنك هـام أبـو مـديـن * * * و في معبـد الحب شاد القبب
و أجـرى بـك الـروم ساقية * * * بها أسـكر الحسن بنت العنب
و في مـشور المجد أذن موسى * * * و خـلّد زيـان مجـد العرب
و نافـح فـردوسك ابن خميس * * * و يحي ابن خلدون فيك التهب
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نـرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و سبّــح لله مــا في السما * * * وات و الأرض مـلء شفائف شفا
كأنـك تصـغي بـها للخـلـيـل و مـوسى الـكليم يـرتل صـحـفـا
كـأنّ مشـارفـها الـحالمـا * * * ت الـضواحـك ألـف يغازل ألفا
كـأن الـبليدة للـورود تفشي * * * حـديث الـغـرام فـيزداد لـهفا
و تـهفو الـمدية شـوقا إلـيه * * * تـطارحه صـفوة الكـأس صرفا
و يهـتز قصر البخاري هياما * * * و يصبو البـخاري فتـحجل جلفا
أبـا لـغوطتين يـباهي الـشـــام و أغـواطـنا بالـشآم اسـتخـفا
كـأن حـدائـقـه الـعابـقا * * * نـوافج مـسك تـضوعن عـرفا
و في رحـب ِتلْـغَمْت تاه الغز * * * ال على الشمس يختال لطفا و ظرفا
و يـحفـظ مـيزاب لوح الجلا * * * ل فيصبح ميزاب في اللـوح حرفا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
تقـدّس واديـك منـبع عزي * * * و مسقط رأسي و إلـهام حسّي
و ربض أبي ...و مرابع أمي * * * و مغنى صباي و أحلام عرسي
و فـخر الجزائر فيك تناهت * * * مكارم عرب و أمجـاد فـرس
و أحـفاد أول مـن ركـزوا * * * سيـادة أرض الجـزائر أمس
دمـاء ابـن رستم ملء الحنايا * * * صوارخ يلـهبن عـزّة نفسي
و عـرق الأصالة طهّر طبعي * * * و نور الـهداية أذهب رجسي
و كـرمت باسم المفاخر قومي * * * و شرفت باسم الجزائر جنسي
إذا للـكريهة نادى الـمنادي * * * بذلت حيـاتي و ودّعت أنسي
و إن للـسخاء استجاب كريم * * * ففي الـجود لقنت أروع درس
و إن شيـدوا للـبقاء و الخلود * * * جعلت وفـائي دعـائـم أس
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
ألا مـا لهـذا الحساب و مالي ؟ * * * و صـحراؤنا نـبع هـذا الجمـال
هـنا مهبـط الـوحي للـكائنا * * * ت ، حيال النخيل و بين الـرمـال
و مـهد الـرسالات للـعالــميــن و نـور الـهدى و مـصب الكـمـال
هـنا العـبقـريات و المعجزا * * * ت و صرح الشموخ وعرش الجلال
تـبادلنا الـشمس إشـعـاعـها * * * و يلهـمـنا الصفـو نـور الـهلال
و نـعدو فنـسبـق أحـلامـنا * * * و نـهـزأ مـن وثـبات الـغـزال
و جـنبـنا الـغدر مـاء الغدير * * * و حـذرنا الـظل نـهـج الضـلال
و عوّدنا الصدق راعي المواشي * * * و علـمنا الصّبـر صـبر الـجمال
و أخـرجت الأرض أثـقالـها * * * فـطار بـها العـلم فـوق الخـيال
تـوفّـر للـشـعـب أقـداره * * * و تـكفي الجـزائر ذل الـسـؤال
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
فـيا أيـها الناس هذي بلادي * * * و مـعبد حـبي و حلم فؤادي
و إيـمان قلبي و خالص ديني * * * و مبـناه في ملتي و اعتقادي
بـلادي أحـبـك فــوق الظنــون ، و أشدو بحبك في كل نادي
عـشقت لأجـلك كـل جميل * * * و همت بحبك في كـل وادي
و مـن هام فـيك أحبّ الجمـــال و إن لامه الغشم قال : بلادي !
لأجل بلادي عصرت الـنـجـوم و أترعت كأسي و صغت الشوادي
و أرسلت شعري يسوق الخطى * * * بساح الفدا يوم نادى المـنادي
و أوقفـت ركب الزمان طويلا * * * أسـائله : عن ثـمود و عاد
و عن قصة المجد من عهد نوح * * * و هـل إرم هي ذات العماد ؟
فأقـسم هـذا الزمـان يـمينا * * * و قال : الجزائر.. دون عناد !
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وقـفـنا نحـيي بـها ألف عام * * * و نقـري زيري الـعظيم السلام
فـقام بـولوغـين في عـيدنا * * * يـهـزّ الـدّنا و يـروع الأنـام
و سـيبوس فـاض فتـاه دلالا * * * يعانـق زيري المـليك الـهمـام
بـولوغين إن صانها فيرموس * * * و حازت إكـوسيوم أقصى المرام
و هب ّ الأمـازيغ من دوناطو * * * س تصول و تزجي الخميس الهمام
فـأبناء مـازيغ قـادوا الـفدا * * * و خـاضوا المـعامع يوم الصدام
و سـاقوا المقادير طوع خطاهم * * * و شـادوا البـناء و أقـروا النظام
رعى الله عـشرا تنافس عشرا * * * و صـان ذمـاما تـراعي الذماما
و بـورك يوليـوز في حالتيه * * * فـما الفـجـر إلا ولـيد الـظلام
و جـلت بطولات أرض الجزا * * * ئر مهـد الأسـود و ربـع الكرام
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نـردده كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
دعـوا ماسـينيسا يـردد صدانا * * * ذروه يـخـلـد زكـيَّ دمـانـا
و خـلوا سـفاكس يحكي لروما * * * مدى الدّهر كيف كسـبنا الـرهانا
و كيـف غـدا ظـافرا ماسينيسا * * * بـزامة لـم يرض فيها الـهوانا
و كـم سـاومـوه فـثار إبـاء * * * و أقـسم ألا يـعيـش جـبـانا
و ألـهمه الحـب نـيل المعالي * * * و قد كان -مثلي- يهوى الحـسانا
و مـن صنعت روحه سوفينيزبا * * * جديـر بأن يتـحدى الـزمـانا
تـغذيه حبـا و فنـا و عـلمـا * * * و تنـبيـه ما قـد يكون و كـانا
فـجاء يغـورطا على هـديـه * * * بحـكم الجـماهير يفـشي الأمانا
و قـال :مـديـنة رومـا تبـا * * * ع ، لـمن يـشتريها !فهـزّ الكيانا
و وحّـد سيـرتا بأعطاف كاف * * * و أولى الأمـازيغ عـزاّ و شـأنا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتلـه كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
صـمود الأمـازيـغ عبر القـرو * * * ن غـزا النيرات و راع النجوما
فـكم أزعـجوا نائبـات الليـالي * * * و كـم دوخوا المـستبد الـظلوما
سـلوا طبـرية يـذكر تبـيريـــــوس تيـكفرنـاس يوالي الهـجوما
ثمـان سنـوات يصـارع رومـا * * * فـدق الـمسامير في نعش روما
و أوحـى له الأطـلس الـوحدو * * * ي ، فوحـدنا فانطلـقنا رجـوما
سلـوا بربـروس يجـيبكم فراكـســـن من جـرجرا كيف أجلى الغيوما
و قالوا : أراديـون بالكاف أودى * * * هل الموت عيسى ؟ يداوي الكلوما
و هـذا أغـوستنس بالاعـتـر * * * افات حير - عبر الزمان - الفهوما
و أسـقف بونـة أصبـح قـد * * * يس قـرطاج مـذ بث فيها العلوما
و كان أغـستـنس فـجر البـــــلاد و كـان بـها الفـيلسوف العظيما
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أشـرشال !هلاّ تـذكرت يوبا ؟ * * * و من لقبوا عرشك القيصريه ؟
و من مصـروك فنافست روما ؟* * * و شرفـت أقطارنا المـغربيه
لـمـاذا يُلقـب يـوبا بـثان؟ * * * أما حقق السـبق في المدنيه ؟
و باهى بـشرشال جـنة عدن * * * و زان حـدائـقها السـندسيه
أمـا كان أول من خطّ رسما * * * لوجه جـزيرتـنا الـعربـيه ؟
أما شـاد يوبا بشـرشال للعلم * * * أوّل جـامـعـة أثـريــه ؟
و هـذا أبـولوس كان طبيبا * * * يدين لـه العـلم بالـعبقـريه
و أبـدع في قـصص الحيوا * * * ن ، فأثر في القـصص الأمويه
و كان الأفـارق في منتداهم * * * برومـا يخـصونه بالتـحيـة
و كان أبـولوس قاضي روما * * * ليمـناه تـرفـع كـلّ قضـيه
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أولئـك آبـاؤنا منـذ عـيسى * * * و كـان محـمد صـهرا لـعيـسى
و لاح الصـباح فهز السكارى * * * و أجلى الندامى ، و رض الكـؤوسا
و أيـقظ حلـم الليـالي الحبالى * * * و أسـرج في الكـائـنات الـشموسا
و أهوى على البغي يذرو الجذو * * * ع ، و يـغرس في الجبروت النفوسا
و حـذر آدم ظـلـم أخـيـه * * * و سوى الحـظوظ و أعلـى الرؤوسا
و أخـرج حـواء من رمـسها * * * فألهـمت الـروح هـذي الرمـوسا
لئـن حـارب الـدين خـبث الــنفــوس ، فلم يـغمط الدين هذي النفوسا
و لـم نـك نـنكـر آبـاءنـا * * * أكانـوا نصارى !!أكانوا مـجوسا !!
و هـل كان بربر إلا شـقيقـا * * * لجـرهم ؟ هـلا نسـينا الـدروسا ؟
إذا عـرّب الـدين أصلابـنا * * * فـما زال أحـمد صهـرا لعيسى !
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتله كالصـلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وهِـبنا العروبـة جنسا و دينا * * * و إنـاّ بمـا قد وُهـبنا رضـينا
إذا كـان هـذا يـوحّد صـفاّ * * * و يـجمع شمـلا رفـعنا الجبينا
و إن كان يعرب يرضى الهوا * * * ن ، و يلبس عارا ...أسأنا لظنونا
و قلنا : كـسيلة كـان مصيبا * * * و كـاهنة الـحيّ أعـلـم منّـا!
فأهـلا و سهـلا بأبـناء عمّ * * * نـزلتم جـزائرنـا فـاتحـينـا
و مـرحى لعقـبة في أرضنا * * * ينيـر الحـجى و يشـيع الـيقينا
و يعـلي الصوامع في القيروا * * * ن ، و يرفعـها للـدفاع حـصونا
يبـث المراحل في كـلّ فـجّ * * * فـراعت أسـاليبـه الـعالمـينا
و بادره السـمر تـبرا بـملح * * * و ما كان فـزّان عنـه ضـنيـنا
و ما كان جـوهر إلاّ مـدينـا * * * لعقـبة ..يوم اسـتقـلّ السـفيـنا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و هـال ابـن رستم ألا نسود * * * و نـبني كـيـانا لنـا مـستـقلا
فـقام بـتيهرت يـعلي الـلوا * * * ء ، و يرسي نظاما و ينـشر فضلا
يـوجه حـكم الـبلاد الـشرا * * * ة ، بوحي الـشريعة حـقا و عدلا
و يجـعل أمر الجماعة شورى * * * و حـق انتخـاب الإمـامة فـصلا
فـلم يـك للتـبعـيات ذلـيلا * * * و لم يـك بالعـصبـيات يـبـلى
فـدوّخ بـغـداد في أوجـها * * * فكانـت لتيـهـرت بغـداد ظـلا
و فاض بها العلم يجلو العـقو * * * ل ، و يغـمر أرض الـجزائر نبلا
و تـاه الـربيـع بـجناتـها * * * يـهـادي تـلمسـان وردا و فـلاّ
فكـان ابـن حمّـاد من وحيها * * * كأوصـافـها عبـقريـا و فـحلا
و أفـلح خـلد أمـجـادهـا * * * فـأفـلـح أفـلـح قـولا و فـعلا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتلـه كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و إن تسـألوا عن بـني الأغلب * * * سـلوا الزاب عن جاره الأقرب
و طـبنة هـل تـذكرين ابن الـحـســين التميمي و تاريخه القرطبي
و عـند مسيـلة.. علـم الـيقـيــن ، بـمن حـققوا وحـدة المغرب
يرى الفاطـميون شعر ابن هـا * * * رون كـما يخلق اللحن للمطرب
و أبـدع حـتى تـنـبأ مثـلي * * * و لـم يتـقوّل ...و لـم أكذب
عـلام يُـلقـب أنـدلـسـيـا * * * فـتى مغـربي ، أصيل الأب؟؟
فـكم حـسدونا عـلى مـجدنا * * * و جـاروا عـلى البلد الطيب !
و كـم بالـجزائر من معجزات * * * و إن جـحدوها و لـم تُكـتب !
و قالوا : الـرسالات مـن مـشرق الـشمس لـكن يـخالفهم مـذهبي
و لـو أرسـل الله مـن مغرب * * * نبـيا...إذن كـذّبوا بـالـنبي!!
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و في قـدس جـناتنا الناضرة * * * وجـوه إلى ربـها ناظـره
تـمدّ الـمعـزّ لـدين الإلـه فيـصنـع جـوهـر و الـقاهـره!
و يـستلهم الـنيل من أرضنا * * * صفانا ، و أخلاقنا الطـاهره
و يـجري رخـاء على هدينا * * * يـواكب أفـضالنا الزاخره
و تُفـهم رمسـيس معنى انعتا * * * ق الشعوب ، جزائرنا الـثائره
هو الـنيل خـلد عـشر قـرو * * * ن ، و باركنا الـسنة الـعاشرة
و كـم شـابه النيـل بحر دما * * * نا ، تمور به المهج الفـائره!!
و كـم ضارعـت في الـفدا كيلوبترا جمـيلات ثـورتـنا الهـادره !
و نحن الأمازيغ نرعى الذما * * * م ، و لا نجحد الفضل و الآصره
و نكـبر مصـرَ و أحرارها * * * و مـن آزروا حـربنا الظافره !
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
بـولوغـين يا من صنعت البقا * * * سنـحفظ عـهـدك و الـموثقا
فيـريموس أم أنت من شادها ؟ * * * فحـيّرت الـغرب و الـمشرقا
بنـيت الجـزائر فوق السـما * * * ك ، فكانت لـمعراجنا المرتقى
غـرست بهـا ذوب أكـبادنـا * * * و مـن دمـنا غصنـها المورقا
عـلا بالمـدية تـاج الـجـلا * * * ل ، فـأعلى بـمليانة المرفـقا
و من هـدهد الصـدر بالتـوأميـن ، قـضى للـجزائـر أن تعشـقا
دلال الـمدية أعـيا الـملـو * * * ك ، و كـم خاطبٍ ودّهـا أخفقا
تنـازعـهـا الـروم و المـسلمـون ، و حـاول زيـان أن يـسـبـقا
و كـاد ابن تـوجيـن و ابن مـريـن بـنـار الـمديـة أن يـحـرقا
مـلائكـة الله ..هـل نقلوها ؟؟ * * * أجـل ..مـن رأى حسنها صدقا
شغلنا الورى ، و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أيـا ومضـة من جلال الشريعه * * * و يـا هـبة من هـبات الطبيعه
أشـاع ابن يـوسف فيـك الصلا * * * ح ، و وشى الجمالُ رباك البديعه
أزكـار أم أنت عـش العـقـا * * * ب ؟ أم الصقر منك استمد ضلوعه ؟
أم الـعاشق المـستهام المـعنى * * * بنبع العـناصر أجـرى دمـوعه ؟
أم الـحب رقّ لمـجنون ليلى ؟ * * * فرش بـعين النـسور صريـعه
أشـادك بومـبي مقوقس روما ؟ * * * أم أن بـولوغين رب الصنيـعه ؟
فأغـرى بمـليانة الـطامعيـن * * * و ما كنت للـطامعـين وديـعه !
فـما ارتـاح فـيك بنو هنـدل * * * و ولـىّ ابـن عائشة بالـفجيعه
جـرى مثـل واديك ناديك علما * * * فبـوأ أحـمد فيـك الـطلـيعه
و أقـطع يعـقوب أحـمد أغما * * * ت ، و النبل في ابن مرين طيعه
شغلنا الورى ، و ملأنا الدنا
بشـعر نـرتله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
</li>جزائر يا مطـلع المعجزات * * * و يا حجـة الله في الكـائنات
و يا بسمة الرّب في أرضـه * * * و يا وجهه الضاحك القسـمات
و يا لوحـة في سجلّ الخـلو* * * د تموج بها الصور الحالمات
و يا قـصة بثّ فيها الوجود * * * معـاني السـموّ بروع الحياة
و يا صفحة خطّ فـيها البـقا * * * بنار و نور جـهـاد الأبـاة
و يا للـبطولات تغزو الـدنا * * * و تمنحـها القيـم الخـالدات
و أسطورة ردّدتـها الـقرون * * * فهـاجت بأعـماقنا الذكريات
و يا تربـة تاه فـيها الجلال * * * فتـاهت بهـا القمم الشامخات
و ألقى النهايـة فـيها الجمال * * * فهـمنا بأسـرارها الفاتـنات
و أهوى على قدميها الزمـان * * * فأهـوى على قدميـها الطغاة
شغلنا الورى ، و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جزائـر يا بدعـة الـفاطـر * * * و يـا روعة الصانع القادر
و يا بـابل السحر من وحيها * * * تـلقّب هـاروت بالساحر
و يا جـنة غار منـها الجنان * * * و أشغـله الغـيب بالحاضر
و يا لـجة يستـحمّ الجمــا * * * ل و يسبح في موجها الكافر
ويا ومضة الحب في خاطري * * * و إشراقـة الوحي للشـاعر
و يا ثورة حـار فيها الزمان * * * و في شعبـها الهادىء الثائر
و يا وحدة صهـرتها الخطو * * * ب فقامت على دمـها الفائر
و يا همـة ساد فيـها الحجى * * * فلـم تـك تقنـع بالـظاهر
و يا مثـلا لصفـاء الضمير * * * يجـل عن المـثل السائـر
سـلام على مهرجان الخلود * * * سـلام على عيـدك العاشر
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جزائـر يـا لحـكايـة حـبي * * * و يا من حمـلت السـلام لـقلبي
و يا من سكبـت الجمال بروحي * * * و يا من أشعـت الضياء بـدربي
فلـولا جمـالك ما صحّ ديـني * * * و ما أن عـرفت الـطريق لربي
و لـولا الـعقيدة تغـمر قـلبي * * * لمـا كـنت أومـن إلاّ بـشعـبي
و إذا ذكـرتـك شـعّ كـيـاني * * * و أمـا سـمعـت نـداك ألـبي
و مهـما بعـدت و مـهما قربت * * * غرامـك فـوق ظـنوني و لـبيّ
فـفي كـل درب لـنا لـحمـة * * * مـقدسـة من وشـاج و صـلب
و في كـلّ حي لـنا صـبـوة * * * مرنـحة مـن غـوايـات صـب
و في كـل شـبر لـنا قـصة * * * مجـنـحة مـن سـلام و حـرب
تـنبـأت فيـها بـإلـيـاذتي * * * فـآمن بـي وبـها الـمـتـنـبي
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جـزائر أنـت عروس الـدنا * * * و مـنك استـمدّ الصباح السنا
و أنت الـجنان الـذي وعدوا * * * و إن شـغـلونا بـطيب المنى
و أنت الـحنان و أنت الـسما * * * ح ، و أنت الطماح و أنت الهنا
و أنت الـسمو و أنت الضميــــر الصريح الـذي لـم يخن عهدنا
و مـنك اسـتمد الـبناة الـبقـــــــاء فكـان الخلود أساس البنا
و ألهـمت إنـسان هـذا الـزمـــان، فـكان بـأخلاقـنا مـومـنا
و علّـمـت آدم حـب ّ أخيـــــه، عـساه يـسير عـلى هـدينا
صنـعت الـبطولات من صلب شـعب، سـخي الدمـاء فرعتِ الـدّنا
و عبّـدت درب النجاح لشعب * * * ذبـيح فلـم ينـصهر مـثلـنا
و مـن لم يوحـد شتـات الصفــوف ، يـعجـل بـه حـمقه للـفنا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أفي رؤيـة الله فـكرك حـائر * * * و تـذهل عن وجهه في الجزائر؟
سـل البـحر و الزورق المستها * * * م ، كـأن مـجاديفه قـلب شاعر
و سـل قبـة الحـور نـم بها * * * مـنار عـلى حـورها يـتآمـر
سـل الـورد يـحمل أنـفاسها * * * لحيدر مـثل الحـظوظ الـبواكر
و أبـيار تـزهو بـقديـسـها * * * رفائـيل يخـفى انـسلال الجآذر
تـبـاركـه أمّ إفـريـقـيـا * * * على صلوات الـعذارى السواحر
و يحـتار بـلكور في أمـرها * * * فتـضحك منـه الـعيون الفواتر
و في القصبة امتد ليل السهارى * * * و نهـر المجـرة نـشوان ساهر
و في سـاحة الشـهداء تـعالى * * * مـآذن تجلـو عـيون الـبصائر
و في كـل ّ حيّ غـوالي المنى * * * و في كلّ بيت : نشـيد الـجزائر
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نـرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
سل الأطلس الفرد عن جرجرا * * * تعـالى يشـدّ السـمـا بالثرى
فيـختـال كـبرا تـنافـسه * * * تكجـدا فلا يـرجع القـهقرى
تلـوّن وجـه الـسمـاء بـه * * * فأصـبـح أزرقـها أخـضرا
و تجثو الثلوج على قدميــه ، خـشـوعـا فـتسـخـر منه الذرى
هـو الأطـلس الأزلـي الذي * * * قضى العمر يصنع أسد الشرى
و تسمـو بـأوراس أمـجاده * * * فتصدع في الكون هذا الـورى
فيـا مـن تـردّد فـي وحـدة * * * بمغربـنا و ادّعـى ، و امترى
أما وحّـد أطلـسنا الـمغـربي * * * مـعاقـلنـا بـوثيق العرى ؟..
أمـا طـوّقـتـنا سـلاسـلـه * * * فطوّق تاريـخنا الأعـصرا ؟؟
و كم فـوقـه انتـظمت قـمـم * * * فهـل كـان يـعقد مؤتمرا ؟؟
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و في باب واديـك أعمـق ذكرى * * * أعـيش بأحـلامها الـزرق دهـرا
بها ذاب قلـبي كذوب الـرصـا * * * ص ، فأوقد قلبي ، و شعبي جـمرا
و ثـورة قلـبي كـثورة شعبي * * * همـا ألهـماني فأبـدعت شـعـرا
إذا الـقلب لم ينـتفـض للـجمـــال ، و لم يبل في الحب حلوا و مـرا
فلا تـثـقنّ بـه في النضـــــال ، و لا تعتـمد في المـهمات صـخرا
و لا يكـتم السـرّ إلاّ الـمشو * * * ق ، و من لـم يهم ليس يكتم سـرا
و حـرب القلـوب كحرب الشعو* * * ب و من صدق الوعد أحرز نصرا
و علـّمني الحـبُّ حبََّ الـفدا * * * فـكنت بـحبيّ و شـعبي بـرّا
و يشـهـد لي فـيـه وادي قـريــشِ سـلـوا قـلبـه فـهو مني أدرى
و دـيري* الـذي كنت أتلو به * * * صلاتي - مع الليل - سراّ و جهرا
شغلنا الورى ،وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
عرجـنا ننـافح بايـنام* ضحى * * * كأنا اغتصبنا لهـامان صـرحا
نسـائل أشـجاره الفـارعــا * * * ت ، حديث النجوم فتبدع سحرا
و يلـتف سـاق بسـاق فنصبو * * * فيـغمرنا ملـتقى الفـكر نصحا
كأن عـمالـق بايـنام جـمـع * * * ببـاريس يـبني لفييتنام صلحا
كـأن الإلـه الـجميل تـجـلى* * * فأغـرق بايـنام حسـنا و أوحى
يتـيه بـه النـجم* بيـن النـجـــوم دلالا فـيطلع في اللـيل صبحا
تمـوج مـع الشـمس أسراره * * * و سر الهـوى ماثـلا ليس يمحى
فكـم بات يبـكي به مـوجـع * * * و يسـفح دمـعا فيـغمر سـفحا
و كـم من جريح الفؤاد اشتكى * * * فأثخن بايـنام في الصبـح جرحا
و كم من صريع الغواني تداوى * * * بأنسـام باينـامذ فـازداد لفـحا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتلـه كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
سجا الليل في القصبة الرابضه * * * فأيـقـظ أسـرارها الـغامضه
و بيـن الـدروب و بين الثنايا * * * عـفـاريت مـائجـة راكضه
و مـلء سراديـبها الـكافـرا * * * تِ ، تصاغ قـراراتنا الرافضه
فيـحتار بيـجار في أمـرهـا * * * و يـحسبـها مـوجة عـارضه
فيفـجؤُ بيجارَ إصـرارُ شعب * * * و تـدمغـه الحـجة الـناهضه
و يـأبى عـليّ رضـوخ الجنا * * * ن ، فتسـمو بـه روحه الفائضه
كـأن اشتـباك الـسطوح جسو * * * ر ، بها امتـدت الثورة الفارضه
كـأن المـضايق فـيها خلـيج * * * تمـور بـه السـفن الخـائضه
و يلـتف جـار بـجار كـما * * * تعـانقت المـهج النـابـضـه
فـكانت على خـط حـرب الخــلاص ، و أعـمارِ أعـدائـنا قابضه
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و بلـكور للمـجد شـقّ طريقه * * * و حـظّ مـعالـمها في السـويـقه
و عجـل أقـدار يوم الخلاص * * * و كـان يـحـاسـبـها بالـدقيقه
فأيـقن مـاسو و كـان تـغابى * * * و ما عـاد يـجـهل ماسو الحقيقه
و عاجل سـالان صحو السـكـارى فـبـدد أحـلام مـايـو الـصفيـقه
و سوستال بالرعب طار شعاعا * * * فغـصّ ، و ما اسـطاع يبلـع ريقه
و رجّـت حواجـزهم بالـغلا * * * ةِ ، غـريق يـشـد بـذيـل غريقه
تشـيعهم أدمـع الـعاشـقـا * * * ت ، و هيهات تجدي دموع العشيقه
و يضـحك فـوروم ، من حيو * * * ان ، غـواه السـراب فضـلّ طريقه
و مـن خائـرين كـأعجاز نخل* * * ضـمائـرهم في الـمـزاد رقـيقـه
و حـسب الجـزائر أبطال بلكو * * * ر و القـصبة الحـاملـين الـوثيقه
شغلنا الورى و ملكنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و حـمام ملـوان مـلّ المـجـونا * * * و أنـهى غـوايـتـه و الفـتونا
و فضّـل خـوض الـحمام بـديلا * * * عـن المسـتحـِمات و العـائمينا
و قـد عـاش دربـا لحـلو الأماني * * * فأصـبح دربـا يـلاقي المـنونا
و كان كـمـين الضـبا و الـذئاب * * * فصـار لـصيد الذئاب كـمـينا
و غـاصت بـه ثـورات الـهوى * * * فـفجـرت الـعـزم في الثائرينا
و أعـلن توبـتـه في الجـبا ل * * * ، فكان الرصاص القصاص الضمينا
و مـدّ اليـمين لـداعي الـفـدا * * * فأقـسـم أن لا يـخون الـيمـينا
و شـمّر يـرفض دنيـا الملاهي * * * و ينـفـض عنـه غـبار السنينا
و أضـفى الجـمال عـليه جلالا * * * و كـان الجـلال عـليـه ضـنينا
هي الأرض...أرض الجزائر...مهما * * * غـوت و صبت ..أبـدا لن تـخونا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نـرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و حمام ريغة بيـن الروابي * * * ترنح طوع الهوى و التصابي
يصعّـد في الجـو أنـفاسه * * * عبيرا و أحشـاؤه في التهاب
و تغـلي المواجد في صدره * * * تـطارحها نـزوات الشباب
يحـاول كتـمان أسـراره * * * فتفـضحـه خائـنات الحُباب
أيخـفي هواه و في راحتيه * * * تموج المحاسن ملء الرّحاب؟
و يختال بين يديه اخضرارا * * * شواهق تزجي ركاب السحاب
مـدامعه يُتـداوى بـهـا * * * كمـا يُتـداوى بحلو الرُّضاب
و أنفاسـه تغمر الصّب دفئا * * * فينـسى حرارة يـوم الحساب
و منها استمدّ المجاهد عزما * * * فـراغ الدُّنا بالعجيب العجاب
و فجّـر ثورته مـن لظاها * * * و سار على هديـها في الغلاب
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
شريـعتنا كـجلال الشـريعة * * * كـمالاتها راسـخات ضـليعه
كـأن الـذي شرع الصالـحا * * * ت ، أقام الدليل فأعلى الشريعه
و عـمّر فيـها "بني صـالح" * * * فزكىّ الصـلاح جمال الطبيعه
تطـلّ جواسـقها الضـارعـات شـواخـص تحـمد ربّ الصنيعه
كـذوب النـجوم على قـدميـــها فيـبدع مـنها الـزمان ربيعه
و تاه الصـنوبر كبرا و عجبا * * * على القمـم الشامخات الرفيعه
و من تـك فيه الأصالة طبعا * * * تجبـه الجذوع الطوال مطيعه
و فـاخر بالأرز لبـنان وهما * * * و خلّـد فيه الأغـاني البديعه
و لـولا تواضـع أطـلسـنا * * * لكانت جـزائـرنا في الطليعه
إلا أن حـرمة مـا بـيـننا * * * و ما بـين لبنـان كانت شفيعه
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
تسـلّق إيعـكورن و اغز السها * * * و طـاول به سدرة المنتهى
فيخـجل هـامان من صـرحه * * * و يعجز أن يبـلغ المشتهى
و عـانق بـجايـة في نـخوة * * * يعانـق حـناياك سرّ البها
و ناج بزغـواط سـرّ الظـبا * * * تناغك من حلق يتشي المها
عجـائبها السـبع لا تـأتلـي * * * تتـيه فيحـتار فيها النهى
و وادي الهوى و الهواء بسرتا * * * يزكي مسـيد الهوى خلفها
تهـدهـده النـســمات كـأ * * * م تهدهد طوع الكرى طفلها
و في جبل الوحش تاهت بلادي * * * شمـوخا فأحنى الزمان لها
فلـو شاء ربك وصف الجنـا * * * ن ، ليغري الأنام بها شبها
أضاع بـها ذو الحـجى رشده * * * و لـو لم يخـف ربـه ألها
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أمانا ربـوع الندى و الحـسب * * * أمـانا تلمـسان مغـنى الأدب
تمـاوج وهـران في أصـغريـك و فـاس ، فـأبدع فـيـك النسب
و تـاه الـوريـط بـشــلاله * * * يـلقن زرياب مـعنى الطرب
و أغـرى الـملوك بحب الملو * * * ك فأخلص في حبها كلّ صب
و لـولا عـناصـر ملـيانـة * * * و عيـن النسور لكنت العجب
تلـمسان أنت عـروس الـدنا * * * و حلم الليالي و سلوى المحب
بحـسنك هـام أبـو مـديـن * * * و في معبـد الحب شاد القبب
و أجـرى بـك الـروم ساقية * * * بها أسـكر الحسن بنت العنب
و في مـشور المجد أذن موسى * * * و خـلّد زيـان مجـد العرب
و نافـح فـردوسك ابن خميس * * * و يحي ابن خلدون فيك التهب
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نـرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و سبّــح لله مــا في السما * * * وات و الأرض مـلء شفائف شفا
كأنـك تصـغي بـها للخـلـيـل و مـوسى الـكليم يـرتل صـحـفـا
كـأنّ مشـارفـها الـحالمـا * * * ت الـضواحـك ألـف يغازل ألفا
كـأن الـبليدة للـورود تفشي * * * حـديث الـغـرام فـيزداد لـهفا
و تـهفو الـمدية شـوقا إلـيه * * * تـطارحه صـفوة الكـأس صرفا
و يهـتز قصر البخاري هياما * * * و يصبو البـخاري فتـحجل جلفا
أبـا لـغوطتين يـباهي الـشـــام و أغـواطـنا بالـشآم اسـتخـفا
كـأن حـدائـقـه الـعابـقا * * * نـوافج مـسك تـضوعن عـرفا
و في رحـب ِتلْـغَمْت تاه الغز * * * ال على الشمس يختال لطفا و ظرفا
و يـحفـظ مـيزاب لوح الجلا * * * ل فيصبح ميزاب في اللـوح حرفا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
تقـدّس واديـك منـبع عزي * * * و مسقط رأسي و إلـهام حسّي
و ربض أبي ...و مرابع أمي * * * و مغنى صباي و أحلام عرسي
و فـخر الجزائر فيك تناهت * * * مكارم عرب و أمجـاد فـرس
و أحـفاد أول مـن ركـزوا * * * سيـادة أرض الجـزائر أمس
دمـاء ابـن رستم ملء الحنايا * * * صوارخ يلـهبن عـزّة نفسي
و عـرق الأصالة طهّر طبعي * * * و نور الـهداية أذهب رجسي
و كـرمت باسم المفاخر قومي * * * و شرفت باسم الجزائر جنسي
إذا للـكريهة نادى الـمنادي * * * بذلت حيـاتي و ودّعت أنسي
و إن للـسخاء استجاب كريم * * * ففي الـجود لقنت أروع درس
و إن شيـدوا للـبقاء و الخلود * * * جعلت وفـائي دعـائـم أس
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
ألا مـا لهـذا الحساب و مالي ؟ * * * و صـحراؤنا نـبع هـذا الجمـال
هـنا مهبـط الـوحي للـكائنا * * * ت ، حيال النخيل و بين الـرمـال
و مـهد الـرسالات للـعالــميــن و نـور الـهدى و مـصب الكـمـال
هـنا العـبقـريات و المعجزا * * * ت و صرح الشموخ وعرش الجلال
تـبادلنا الـشمس إشـعـاعـها * * * و يلهـمـنا الصفـو نـور الـهلال
و نـعدو فنـسبـق أحـلامـنا * * * و نـهـزأ مـن وثـبات الـغـزال
و جـنبـنا الـغدر مـاء الغدير * * * و حـذرنا الـظل نـهـج الضـلال
و عوّدنا الصدق راعي المواشي * * * و علـمنا الصّبـر صـبر الـجمال
و أخـرجت الأرض أثـقالـها * * * فـطار بـها العـلم فـوق الخـيال
تـوفّـر للـشـعـب أقـداره * * * و تـكفي الجـزائر ذل الـسـؤال
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
فـيا أيـها الناس هذي بلادي * * * و مـعبد حـبي و حلم فؤادي
و إيـمان قلبي و خالص ديني * * * و مبـناه في ملتي و اعتقادي
بـلادي أحـبـك فــوق الظنــون ، و أشدو بحبك في كل نادي
عـشقت لأجـلك كـل جميل * * * و همت بحبك في كـل وادي
و مـن هام فـيك أحبّ الجمـــال و إن لامه الغشم قال : بلادي !
لأجل بلادي عصرت الـنـجـوم و أترعت كأسي و صغت الشوادي
و أرسلت شعري يسوق الخطى * * * بساح الفدا يوم نادى المـنادي
و أوقفـت ركب الزمان طويلا * * * أسـائله : عن ثـمود و عاد
و عن قصة المجد من عهد نوح * * * و هـل إرم هي ذات العماد ؟
فأقـسم هـذا الزمـان يـمينا * * * و قال : الجزائر.. دون عناد !
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وقـفـنا نحـيي بـها ألف عام * * * و نقـري زيري الـعظيم السلام
فـقام بـولوغـين في عـيدنا * * * يـهـزّ الـدّنا و يـروع الأنـام
و سـيبوس فـاض فتـاه دلالا * * * يعانـق زيري المـليك الـهمـام
بـولوغين إن صانها فيرموس * * * و حازت إكـوسيوم أقصى المرام
و هب ّ الأمـازيغ من دوناطو * * * س تصول و تزجي الخميس الهمام
فـأبناء مـازيغ قـادوا الـفدا * * * و خـاضوا المـعامع يوم الصدام
و سـاقوا المقادير طوع خطاهم * * * و شـادوا البـناء و أقـروا النظام
رعى الله عـشرا تنافس عشرا * * * و صـان ذمـاما تـراعي الذماما
و بـورك يوليـوز في حالتيه * * * فـما الفـجـر إلا ولـيد الـظلام
و جـلت بطولات أرض الجزا * * * ئر مهـد الأسـود و ربـع الكرام
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نـردده كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
دعـوا ماسـينيسا يـردد صدانا * * * ذروه يـخـلـد زكـيَّ دمـانـا
و خـلوا سـفاكس يحكي لروما * * * مدى الدّهر كيف كسـبنا الـرهانا
و كيـف غـدا ظـافرا ماسينيسا * * * بـزامة لـم يرض فيها الـهوانا
و كـم سـاومـوه فـثار إبـاء * * * و أقـسم ألا يـعيـش جـبـانا
و ألـهمه الحـب نـيل المعالي * * * و قد كان -مثلي- يهوى الحـسانا
و مـن صنعت روحه سوفينيزبا * * * جديـر بأن يتـحدى الـزمـانا
تـغذيه حبـا و فنـا و عـلمـا * * * و تنـبيـه ما قـد يكون و كـانا
فـجاء يغـورطا على هـديـه * * * بحـكم الجـماهير يفـشي الأمانا
و قـال :مـديـنة رومـا تبـا * * * ع ، لـمن يـشتريها !فهـزّ الكيانا
و وحّـد سيـرتا بأعطاف كاف * * * و أولى الأمـازيغ عـزاّ و شـأنا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتلـه كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
صـمود الأمـازيـغ عبر القـرو * * * ن غـزا النيرات و راع النجوما
فـكم أزعـجوا نائبـات الليـالي * * * و كـم دوخوا المـستبد الـظلوما
سـلوا طبـرية يـذكر تبـيريـــــوس تيـكفرنـاس يوالي الهـجوما
ثمـان سنـوات يصـارع رومـا * * * فـدق الـمسامير في نعش روما
و أوحـى له الأطـلس الـوحدو * * * ي ، فوحـدنا فانطلـقنا رجـوما
سلـوا بربـروس يجـيبكم فراكـســـن من جـرجرا كيف أجلى الغيوما
و قالوا : أراديـون بالكاف أودى * * * هل الموت عيسى ؟ يداوي الكلوما
و هـذا أغـوستنس بالاعـتـر * * * افات حير - عبر الزمان - الفهوما
و أسـقف بونـة أصبـح قـد * * * يس قـرطاج مـذ بث فيها العلوما
و كان أغـستـنس فـجر البـــــلاد و كـان بـها الفـيلسوف العظيما
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أشـرشال !هلاّ تـذكرت يوبا ؟ * * * و من لقبوا عرشك القيصريه ؟
و من مصـروك فنافست روما ؟* * * و شرفـت أقطارنا المـغربيه
لـمـاذا يُلقـب يـوبا بـثان؟ * * * أما حقق السـبق في المدنيه ؟
و باهى بـشرشال جـنة عدن * * * و زان حـدائـقها السـندسيه
أمـا كان أول من خطّ رسما * * * لوجه جـزيرتـنا الـعربـيه ؟
أما شـاد يوبا بشـرشال للعلم * * * أوّل جـامـعـة أثـريــه ؟
و هـذا أبـولوس كان طبيبا * * * يدين لـه العـلم بالـعبقـريه
و أبـدع في قـصص الحيوا * * * ن ، فأثر في القـصص الأمويه
و كان الأفـارق في منتداهم * * * برومـا يخـصونه بالتـحيـة
و كان أبـولوس قاضي روما * * * ليمـناه تـرفـع كـلّ قضـيه
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أولئـك آبـاؤنا منـذ عـيسى * * * و كـان محـمد صـهرا لـعيـسى
و لاح الصـباح فهز السكارى * * * و أجلى الندامى ، و رض الكـؤوسا
و أيـقظ حلـم الليـالي الحبالى * * * و أسـرج في الكـائـنات الـشموسا
و أهوى على البغي يذرو الجذو * * * ع ، و يـغرس في الجبروت النفوسا
و حـذر آدم ظـلـم أخـيـه * * * و سوى الحـظوظ و أعلـى الرؤوسا
و أخـرج حـواء من رمـسها * * * فألهـمت الـروح هـذي الرمـوسا
لئـن حـارب الـدين خـبث الــنفــوس ، فلم يـغمط الدين هذي النفوسا
و لـم نـك نـنكـر آبـاءنـا * * * أكانـوا نصارى !!أكانوا مـجوسا !!
و هـل كان بربر إلا شـقيقـا * * * لجـرهم ؟ هـلا نسـينا الـدروسا ؟
إذا عـرّب الـدين أصلابـنا * * * فـما زال أحـمد صهـرا لعيسى !
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتله كالصـلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وهِـبنا العروبـة جنسا و دينا * * * و إنـاّ بمـا قد وُهـبنا رضـينا
إذا كـان هـذا يـوحّد صـفاّ * * * و يـجمع شمـلا رفـعنا الجبينا
و إن كان يعرب يرضى الهوا * * * ن ، و يلبس عارا ...أسأنا لظنونا
و قلنا : كـسيلة كـان مصيبا * * * و كـاهنة الـحيّ أعـلـم منّـا!
فأهـلا و سهـلا بأبـناء عمّ * * * نـزلتم جـزائرنـا فـاتحـينـا
و مـرحى لعقـبة في أرضنا * * * ينيـر الحـجى و يشـيع الـيقينا
و يعـلي الصوامع في القيروا * * * ن ، و يرفعـها للـدفاع حـصونا
يبـث المراحل في كـلّ فـجّ * * * فـراعت أسـاليبـه الـعالمـينا
و بادره السـمر تـبرا بـملح * * * و ما كان فـزّان عنـه ضـنيـنا
و ما كان جـوهر إلاّ مـدينـا * * * لعقـبة ..يوم اسـتقـلّ السـفيـنا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و هـال ابـن رستم ألا نسود * * * و نـبني كـيـانا لنـا مـستـقلا
فـقام بـتيهرت يـعلي الـلوا * * * ء ، و يرسي نظاما و ينـشر فضلا
يـوجه حـكم الـبلاد الـشرا * * * ة ، بوحي الـشريعة حـقا و عدلا
و يجـعل أمر الجماعة شورى * * * و حـق انتخـاب الإمـامة فـصلا
فـلم يـك للتـبعـيات ذلـيلا * * * و لم يـك بالعـصبـيات يـبـلى
فـدوّخ بـغـداد في أوجـها * * * فكانـت لتيـهـرت بغـداد ظـلا
و فاض بها العلم يجلو العـقو * * * ل ، و يغـمر أرض الـجزائر نبلا
و تـاه الـربيـع بـجناتـها * * * يـهـادي تـلمسـان وردا و فـلاّ
فكـان ابـن حمّـاد من وحيها * * * كأوصـافـها عبـقريـا و فـحلا
و أفـلح خـلد أمـجـادهـا * * * فـأفـلـح أفـلـح قـولا و فـعلا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتلـه كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و إن تسـألوا عن بـني الأغلب * * * سـلوا الزاب عن جاره الأقرب
و طـبنة هـل تـذكرين ابن الـحـســين التميمي و تاريخه القرطبي
و عـند مسيـلة.. علـم الـيقـيــن ، بـمن حـققوا وحـدة المغرب
يرى الفاطـميون شعر ابن هـا * * * رون كـما يخلق اللحن للمطرب
و أبـدع حـتى تـنـبأ مثـلي * * * و لـم يتـقوّل ...و لـم أكذب
عـلام يُـلقـب أنـدلـسـيـا * * * فـتى مغـربي ، أصيل الأب؟؟
فـكم حـسدونا عـلى مـجدنا * * * و جـاروا عـلى البلد الطيب !
و كـم بالـجزائر من معجزات * * * و إن جـحدوها و لـم تُكـتب !
و قالوا : الـرسالات مـن مـشرق الـشمس لـكن يـخالفهم مـذهبي
و لـو أرسـل الله مـن مغرب * * * نبـيا...إذن كـذّبوا بـالـنبي!!
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و في قـدس جـناتنا الناضرة * * * وجـوه إلى ربـها ناظـره
تـمدّ الـمعـزّ لـدين الإلـه فيـصنـع جـوهـر و الـقاهـره!
و يـستلهم الـنيل من أرضنا * * * صفانا ، و أخلاقنا الطـاهره
و يـجري رخـاء على هدينا * * * يـواكب أفـضالنا الزاخره
و تُفـهم رمسـيس معنى انعتا * * * ق الشعوب ، جزائرنا الـثائره
هو الـنيل خـلد عـشر قـرو * * * ن ، و باركنا الـسنة الـعاشرة
و كـم شـابه النيـل بحر دما * * * نا ، تمور به المهج الفـائره!!
و كـم ضارعـت في الـفدا كيلوبترا جمـيلات ثـورتـنا الهـادره !
و نحن الأمازيغ نرعى الذما * * * م ، و لا نجحد الفضل و الآصره
و نكـبر مصـرَ و أحرارها * * * و مـن آزروا حـربنا الظافره !
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
بـولوغـين يا من صنعت البقا * * * سنـحفظ عـهـدك و الـموثقا
فيـريموس أم أنت من شادها ؟ * * * فحـيّرت الـغرب و الـمشرقا
بنـيت الجـزائر فوق السـما * * * ك ، فكانت لـمعراجنا المرتقى
غـرست بهـا ذوب أكـبادنـا * * * و مـن دمـنا غصنـها المورقا
عـلا بالمـدية تـاج الـجـلا * * * ل ، فـأعلى بـمليانة المرفـقا
و من هـدهد الصـدر بالتـوأميـن ، قـضى للـجزائـر أن تعشـقا
دلال الـمدية أعـيا الـملـو * * * ك ، و كـم خاطبٍ ودّهـا أخفقا
تنـازعـهـا الـروم و المـسلمـون ، و حـاول زيـان أن يـسـبـقا
و كـاد ابن تـوجيـن و ابن مـريـن بـنـار الـمديـة أن يـحـرقا
مـلائكـة الله ..هـل نقلوها ؟؟ * * * أجـل ..مـن رأى حسنها صدقا
شغلنا الورى ، و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أيـا ومضـة من جلال الشريعه * * * و يـا هـبة من هـبات الطبيعه
أشـاع ابن يـوسف فيـك الصلا * * * ح ، و وشى الجمالُ رباك البديعه
أزكـار أم أنت عـش العـقـا * * * ب ؟ أم الصقر منك استمد ضلوعه ؟
أم الـعاشق المـستهام المـعنى * * * بنبع العـناصر أجـرى دمـوعه ؟
أم الـحب رقّ لمـجنون ليلى ؟ * * * فرش بـعين النـسور صريـعه
أشـادك بومـبي مقوقس روما ؟ * * * أم أن بـولوغين رب الصنيـعه ؟
فأغـرى بمـليانة الـطامعيـن * * * و ما كنت للـطامعـين وديـعه !
فـما ارتـاح فـيك بنو هنـدل * * * و ولـىّ ابـن عائشة بالـفجيعه
جـرى مثـل واديك ناديك علما * * * فبـوأ أحـمد فيـك الـطلـيعه
و أقـطع يعـقوب أحـمد أغما * * * ت ، و النبل في ابن مرين طيعه
شغلنا الورى ، و ملأنا الدنا
بشـعر نـرتله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر