أ . ث - جدة :
نشأ الكابتن ( أرسيناس ) وتعلَّم في بيئة نصرانية في العاصمة مانيلا ، قدم إلى
المملكة العربية السعودية للعمل كمدرب سباحة ، وكان أول اتصال له بالمسلمين ،
بدأ يتعرف عليهم ، ويقف على أحوالهم وعاداتهم وتقاليدهم ، وكان من بين الذين
يدربهم على السباحة طفل لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره ، يقول عن نفسه : ( كنت
أرى في تصرفات هذا المسلم الصغير التزاماً شديداً ؛ فهو هادئ الطبع ، منظم في
حياته ، لم يعدني مرة بشيء ويخلف هذا الوعد ، وكان يحرص على أداء الصلوات في
أوقاتها ، وكنت أراه يكثر من قراءة القرآن في أوقات الراحة .. لقد كان هذا
المسلم الصغير يتمتع بذكاء وقَّاد ، وقوة ملاحظة عجيبة ؛ فبمجرد أن لاحظ أنني
أراقب تصرفاته وأرتاح لصحبته أحضر لي عدداً من الكتيبات المترجمة إلى اللغة
الإنجليزية والتي تتحدث عن الأديان والمقارنة بينها ، كما أهدى لي نسخة من
المصحف المترجم ، وقال لي المسلم الصغير : عندما تقرأ هذه الكتب ، ستعرف السر
وراء تصرفاتي المنضبطة .. وكانت هذه أول مرة أقرأ فيها عن الإسلام ، ومع كثرة
قراءاتي بدأت أقف على حقائق كانت غائبة عن كثيرين أمثالي ، لقد تأثرت كثيراً
بما قرأت ، وخصوصاً عندما قرأت المصحف المترجم ، وكان ما قرأته عن وجود إله
واحد خالق يتفق مع ما أفكر فيه وأقتنع به ، لقد انجذبت إلى الإسلام وأسلمت ،
وسميت نفسي ( عبد الكريم ) وكان السبب في ذلك سلوك هذا المسلم الصغير الذي يرجع
الفضل له – بعد الله عز وجل – في تعريفي بالإسلام .