السؤال:
أخبرني بعض المسلمين أنّ محمدا وعيسى
نبيين عظيمين وأخبروني أنّ السبب وراء عدم ذكر محمد في الإنجيل أنّه قد
وُلد بعد كتابة الإنجيل . حسنا لقد ولد عيسى بعد كتابة التوراة ( العهد
القديم ) ومع ذلك هناك أكثر من 600 إشارة ونبأ فيه لذكر عيسى تحققّت كلها
بينما لا يوجد إشارة لمحمد في كلّ الكتاب المقدّس فكيف يستوي عيسى ومحمد
إذن ؟
الجواب:
الحمد لله
نحن بين أمرين إمّا أنّ الذي قال لك ذلك جاهل لا يُعتدّ بقوله وإمّا أنّ
الادّعاء كذب وافتراء ، فنحن المسلمين نعلم جيدا الآية الكريمة التي يقول
الله تعالى فيها : الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ
الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ
الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(157) سورة الأعراف
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية :
"الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة
والإنجيل" وهذه صفة محمد صلى الله عليه وآله وسلم في كتب الأنبياء بشروا
أممهم ببعثته وأمروهم بمتابعته ولم تزل صفاته موجودة في كتبهم يعرفها
علماؤهم وأحبارهم. كما روى الإمام أحمد حدثنا إسماعيل عن الجريري عن أبي
صخر العقيلي حدثني رجل من الأعراب قال جلبت حلوبة إلى المدينة في حياة
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغت من بيعي قلت لألقين هذا الرجل
فلأسمعن منه قال فتلقاني بين أبي بكر وعمر يمشون فتبعتهم حتى أتوا على رجل
من اليهود ناشر التوراة يقرؤها يعزي بها نفسه عن ابن له في الموت كأجمل
الفتيان وأحسنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنشدك بالذي أنزل
التوراة هل تجد في كتابك هذا صفتي ومخرجي؟" فقال برأسه هكذا أي لا فقال
ابنه إي والذي أنزل التوراة إنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك وإني أشهد أن
لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله فقال "أقيموا اليهودي عن أخيكم" ثم
تولى كفنه والصلاة عليه هذا حديث جيد قوي
وعن عطاء بن يسار قال لقيت عبد الله بن عمرو فقلت أخبرني عن صفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم في التوراة قال أجل والله إنه لموصوف في التوراة كصفته
في القرآن "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا" وحرزا للأميين
أنت عبدي ورسولي اسمك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولن يقبضه الله حتى يقيم
به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتح به قلوبا غلفا وآذانا
صما وأعينا عميا. قال عطاء ثم لقيت كعبا ( وهو مسلم من أهل الكتاب )
فسألته عن ذلك فما اختلف حرفا.. وقد رواه البخاري في صحيحه عن عَطَاءِ
بْنِ يَسَارٍ قَالَ لَقِيتُ عبد الله بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِي
اللَّهم عنهما قُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ قَالَ أَجَلْ وَاللَّهِ
إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ (
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا
وَنَذِيرًا ) وَحِرْزًا لِلأُمِّيِّينَ أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي
سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلا سَخَّابٍ فِي
الأَسْوَاقِ وَلا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو
وَيَغْفِرُ وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ
الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ وَيَفْتَحُ بِهَا
أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا " البخاري . فتح
رقم 2125
ولم يُرسِل الله نبيا من الأنبياء إلا وقد أخذ عليه العهد والميثاق لأن
خرج النبي محمد صلى الله عليه وسام في عهده أن يتابع محمدا صلى الله عليه
وسلم :
قال الله تعالى في سورة آل عمران ( التي لا يدرسها نصراني بقلب مفتوح إلا
أسلم ) : وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ
مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا
مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ
وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ
فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ(81)
قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية :
قيل: أخذ الله تعالى ميثاق الأنبياء أن يصدق بعضهم بعضا ويأمر بعضهم
بالإيمان بعضا; فذلك معنى النصرة بالتصديق.. قال طاووس: أخذ الله ميثاق
الأول من الأنبياء أن يؤمن بما جاء به الآخر..
[و] الرسول هنا محمد صلى الله عليه وسلم في قول علي وابن عباس رضي الله عنهما.
فأخذ الله ميثاق النبيين أجمعين أن يؤمنوا بمحمد عليه السلام وينصروه إن أدركوه, وأمرهم أن يأخذوا بذلك الميثاق على أممهم .
وإذا أردت أن تعرف شيئا من الإشارات إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في
الإنجيل بعد تحريفه ! فنُحيلك إلى كتاب " محمد صلى الله عليه وسلم في
الكتب المقدّسة " أو " ماذا قال الإنجيل عن محمد صلى الله عليه وسلم "
لأحمد ديدات
ونسأل الله لك الهداية .
أخبرني بعض المسلمين أنّ محمدا وعيسى
نبيين عظيمين وأخبروني أنّ السبب وراء عدم ذكر محمد في الإنجيل أنّه قد
وُلد بعد كتابة الإنجيل . حسنا لقد ولد عيسى بعد كتابة التوراة ( العهد
القديم ) ومع ذلك هناك أكثر من 600 إشارة ونبأ فيه لذكر عيسى تحققّت كلها
بينما لا يوجد إشارة لمحمد في كلّ الكتاب المقدّس فكيف يستوي عيسى ومحمد
إذن ؟
الجواب:
الحمد لله
نحن بين أمرين إمّا أنّ الذي قال لك ذلك جاهل لا يُعتدّ بقوله وإمّا أنّ
الادّعاء كذب وافتراء ، فنحن المسلمين نعلم جيدا الآية الكريمة التي يقول
الله تعالى فيها : الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ
الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ
الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(157) سورة الأعراف
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية :
"الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة
والإنجيل" وهذه صفة محمد صلى الله عليه وآله وسلم في كتب الأنبياء بشروا
أممهم ببعثته وأمروهم بمتابعته ولم تزل صفاته موجودة في كتبهم يعرفها
علماؤهم وأحبارهم. كما روى الإمام أحمد حدثنا إسماعيل عن الجريري عن أبي
صخر العقيلي حدثني رجل من الأعراب قال جلبت حلوبة إلى المدينة في حياة
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغت من بيعي قلت لألقين هذا الرجل
فلأسمعن منه قال فتلقاني بين أبي بكر وعمر يمشون فتبعتهم حتى أتوا على رجل
من اليهود ناشر التوراة يقرؤها يعزي بها نفسه عن ابن له في الموت كأجمل
الفتيان وأحسنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنشدك بالذي أنزل
التوراة هل تجد في كتابك هذا صفتي ومخرجي؟" فقال برأسه هكذا أي لا فقال
ابنه إي والذي أنزل التوراة إنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك وإني أشهد أن
لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله فقال "أقيموا اليهودي عن أخيكم" ثم
تولى كفنه والصلاة عليه هذا حديث جيد قوي
وعن عطاء بن يسار قال لقيت عبد الله بن عمرو فقلت أخبرني عن صفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم في التوراة قال أجل والله إنه لموصوف في التوراة كصفته
في القرآن "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا" وحرزا للأميين
أنت عبدي ورسولي اسمك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولن يقبضه الله حتى يقيم
به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتح به قلوبا غلفا وآذانا
صما وأعينا عميا. قال عطاء ثم لقيت كعبا ( وهو مسلم من أهل الكتاب )
فسألته عن ذلك فما اختلف حرفا.. وقد رواه البخاري في صحيحه عن عَطَاءِ
بْنِ يَسَارٍ قَالَ لَقِيتُ عبد الله بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِي
اللَّهم عنهما قُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ قَالَ أَجَلْ وَاللَّهِ
إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ (
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا
وَنَذِيرًا ) وَحِرْزًا لِلأُمِّيِّينَ أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي
سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلا سَخَّابٍ فِي
الأَسْوَاقِ وَلا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو
وَيَغْفِرُ وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ
الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ وَيَفْتَحُ بِهَا
أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا " البخاري . فتح
رقم 2125
ولم يُرسِل الله نبيا من الأنبياء إلا وقد أخذ عليه العهد والميثاق لأن
خرج النبي محمد صلى الله عليه وسام في عهده أن يتابع محمدا صلى الله عليه
وسلم :
قال الله تعالى في سورة آل عمران ( التي لا يدرسها نصراني بقلب مفتوح إلا
أسلم ) : وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ
مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا
مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ
وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ
فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ(81)
قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية :
قيل: أخذ الله تعالى ميثاق الأنبياء أن يصدق بعضهم بعضا ويأمر بعضهم
بالإيمان بعضا; فذلك معنى النصرة بالتصديق.. قال طاووس: أخذ الله ميثاق
الأول من الأنبياء أن يؤمن بما جاء به الآخر..
[و] الرسول هنا محمد صلى الله عليه وسلم في قول علي وابن عباس رضي الله عنهما.
فأخذ الله ميثاق النبيين أجمعين أن يؤمنوا بمحمد عليه السلام وينصروه إن أدركوه, وأمرهم أن يأخذوا بذلك الميثاق على أممهم .
وإذا أردت أن تعرف شيئا من الإشارات إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في
الإنجيل بعد تحريفه ! فنُحيلك إلى كتاب " محمد صلى الله عليه وسلم في
الكتب المقدّسة " أو " ماذا قال الإنجيل عن محمد صلى الله عليه وسلم "
لأحمد ديدات
ونسأل الله لك الهداية .