صديقي قال بأن الشيطان كان من الملائكة وزوجتي تقول بأن هذا غير صحيح . هل يمكن أن تعطيني بعض المعلومات ؟.
الحمد لله
لم يكن إبليس
من الملائكة قطعاً ، ويدل على ذلك أشياء ثلاثة :
تصريح القرآن ، وصفات إبليس الخَلقية ، وصفاته
الخُلُقية .
1. أما تصريح القرآن بذلك ، فقد جاء في قوله
تعالى : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن }
الكهف /50 .
قال الحسن البصري : ما كان إبليس من الملائكة
طرفة عين ، وإنه لأصل الجن ، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر .
رواه الطبري بإسناد صحيح كما قال ابن كثير في " تفسيره "
(3/89).
2. وأما الصفات الخَلقية ، فقد ذكر الله تعالى
أنه خلق إبليس من نار ، فقال { خَلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج
من نار } الرحمن / 14،15 . وثبت في صحيح مسلم (2996) من حديث
عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " خلقت الملائكة من نور
، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم " .
المارج لهب النار الصافي ، أو الذي خالطه الدخان
، ( تفسير السعدي 7/248 ) ، ( لسان العرب 2/365 )
فتبين الفرق بين خلق الملائكة وبين خلق إبليس ،
فعلم قطعاً أنه ليس منهم.
3. وأما الصفات الخُلُقية ، فإن إبليس قد عصى
الله تعالى في عدم سجوده لآدم ، وقد علِمنا من القرآن أن الملائكة لا يمكن لهم أن
يعصون الله تعالى، قال الله عز وجل { لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون }
التحريم / 6 .
وقد ورد عن بعض السلف آثار غير صحيحة منها أنه
طاووس الملائكة ، وأنه من خزنة الجنة ..الخ ، وقد علَّق على ذلك الإمام ابن كثير
فقال :
وقد رُوي في
هذا آثار كثيرة عن السلف وغالبها من الإسرائيليات التي تُنقل لينظر فيها والله أعلم
بحال كثير منها ، ومنها ما قد يُقطع بكذبه لمخالفته للحق الذي بأيدينا ، وفي القرآن
غنية عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة ؛ لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة
ونقصان ، وقد وضع فيها أشياء كثيرة ، وليس لهم من الحفاظ المتقنين الذي ينفون عنها
تحريف الغالين وانتحال المبطلين كما لهذه الأمة من الأئمة والعلماء والسادة
والأتقياء والبررة والنجباء من الجهابذة النقاد والحفاظ الجياد الذين دونوا الحديث
وحرروه وبينوا صحيحه من حسنه من ضعيفه من منكره وموضوعه ومتروكه ومكذوبه وعرفوا
الوضاعين والكذابين والمجهولين وغير ذلك من أصناف الرجال كل ذلك صيانة للجناب
النبوي والمقام المحمدي خاتم الرسل وسيد البشر صلى الله عليه وسلم أن ينسب إليه كذب
أو يحدث عنه بما ليس منه فرضي الله عنهم وأرضاهم وجعل جنات الفردوس مأواهم . أ.هـ
" تفسير القرآن العظيم " (
3/90).
الحمد لله
لم يكن إبليس
من الملائكة قطعاً ، ويدل على ذلك أشياء ثلاثة :
تصريح القرآن ، وصفات إبليس الخَلقية ، وصفاته
الخُلُقية .
1. أما تصريح القرآن بذلك ، فقد جاء في قوله
تعالى : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن }
الكهف /50 .
قال الحسن البصري : ما كان إبليس من الملائكة
طرفة عين ، وإنه لأصل الجن ، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر .
رواه الطبري بإسناد صحيح كما قال ابن كثير في " تفسيره "
(3/89).
2. وأما الصفات الخَلقية ، فقد ذكر الله تعالى
أنه خلق إبليس من نار ، فقال { خَلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج
من نار } الرحمن / 14،15 . وثبت في صحيح مسلم (2996) من حديث
عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " خلقت الملائكة من نور
، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم " .
المارج لهب النار الصافي ، أو الذي خالطه الدخان
، ( تفسير السعدي 7/248 ) ، ( لسان العرب 2/365 )
فتبين الفرق بين خلق الملائكة وبين خلق إبليس ،
فعلم قطعاً أنه ليس منهم.
3. وأما الصفات الخُلُقية ، فإن إبليس قد عصى
الله تعالى في عدم سجوده لآدم ، وقد علِمنا من القرآن أن الملائكة لا يمكن لهم أن
يعصون الله تعالى، قال الله عز وجل { لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون }
التحريم / 6 .
وقد ورد عن بعض السلف آثار غير صحيحة منها أنه
طاووس الملائكة ، وأنه من خزنة الجنة ..الخ ، وقد علَّق على ذلك الإمام ابن كثير
فقال :
وقد رُوي في
هذا آثار كثيرة عن السلف وغالبها من الإسرائيليات التي تُنقل لينظر فيها والله أعلم
بحال كثير منها ، ومنها ما قد يُقطع بكذبه لمخالفته للحق الذي بأيدينا ، وفي القرآن
غنية عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة ؛ لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة
ونقصان ، وقد وضع فيها أشياء كثيرة ، وليس لهم من الحفاظ المتقنين الذي ينفون عنها
تحريف الغالين وانتحال المبطلين كما لهذه الأمة من الأئمة والعلماء والسادة
والأتقياء والبررة والنجباء من الجهابذة النقاد والحفاظ الجياد الذين دونوا الحديث
وحرروه وبينوا صحيحه من حسنه من ضعيفه من منكره وموضوعه ومتروكه ومكذوبه وعرفوا
الوضاعين والكذابين والمجهولين وغير ذلك من أصناف الرجال كل ذلك صيانة للجناب
النبوي والمقام المحمدي خاتم الرسل وسيد البشر صلى الله عليه وسلم أن ينسب إليه كذب
أو يحدث عنه بما ليس منه فرضي الله عنهم وأرضاهم وجعل جنات الفردوس مأواهم . أ.هـ
" تفسير القرآن العظيم " (
3/90).