السؤال : أنا طالب سنة أولى في الجامعة ، وأدرس "
كورس " في علم الأحياء ، وتعلمنا من خلال هذا " الكورس " نظرية التطور
التي تقول إن الإنسان كان في الأصل قرداً ، ولكني لا أؤمن بهذه الخزعبلات
، لكن ماذا بالنسبة للنباتات ، والحيوانات ، هي تنطبق عليها نظرية التطور
فعلاً ، لأن بعض الطلاب هنا ، والدكاترة : يجرون البحوث ، تلو البحوث في
إثبات أن بعض فصائل النبات ، وبعض فصائل الطيور : مرت بمراحل تطور مختلفة
. أنا في شك من هذا الموضوع بالكلية ؛ لأني لا أريد أن أصدق شيئاً إلا
بدليل من الشرع ، فهل هناك دليل على هذا الكلام من الكتاب أو السنَّة ؟ .
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
قد
تبين اليوم لكثير من العقلاء أن نظرية دارون الإلحادية قد أصبحت في مزبلة التاريخ ،
وقد فنَّدها علماء الغرب الكافر قبل علماء الإسلام ؛ لمخالفتها للمعقول ، وللأديان
.
وقد
جاء في " الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة " – بعد الكلام
عن تلك نظرية – ( 2 / 940 ، 941 ) :
ويتضح مما سبق :
أن
نظرية " داروين " دخلت متحف النسيان بعد كشف النقاب عن قانون " مندل " الوراثي ،
واكتشاف وحدات الوراثة – الجينات - باعتباره الشفرة السرية للخلق ، واعتبار أن "
الكروموسومات " تحمل صفات الإنسان الكاملة ، وتحفظ الشبه الكامل للنوع .
ولذا يرى المنصفون من العلماء أن وجود تشابه بين الكائنات الحية دليل واضح ضد
النظرية ؛ لأنه يوحي بأن الخالق واحد ، ولا يوحى بوحدة الأصل ، والقرآن الكريم يقرر
بأن مادة الخلق الأولى للكائنات هي الماء ، ( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن
مَّاء ) النور/ 45 ، ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) الأنبياء/ 30
.
وقد
أثبت العلم القائم على التجربة : بطلان النظرية بأدلة قاطعة ، وأنها ليست نظرية
علمية على الإطلاق .
والإسلام ، وكافة الأديان السماوية تؤمن بوجود الله ، الخالق ، البارىء ، المدبِّر
، المصور ، الذي أحسن صنع كل شيء خلقه ، وبدأ خلق الإنسان من سلالة من طين ، ثم
خلقه من نطفة في قرار مكين ، والإنسان يبقى إنساناً بشكله ، وصفاته ، وعقله ، لا
يتطور ، ولا يتحول ، ( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) .
انتهى
ثانياً:
لا
يختلف نقض تلك النظرية في الحيوان والنبات ، وقد نقض أهل الاختصاص القول بالتطور في
الحيوان والنبات بما يجعل تلك النظرية غير قابلة للاستمرار بها بحثاً ، فضلاً عن
تصديقها ، واعتقادها .
ومن
هذه الأدلة – فيما يتعلق بالحيوان والنبات موضوع السؤال - :
أولاً: إن الواقع الذي نشاهده يتنافى مع ما أسماه " داروين " بـ " البقاء للأصلح "
، فالأرض بما قطعته من مراحل في عمرها المديد ، تعج بـ " الأصلح ، وغير الصالح " ،
من شتى أصناف الحيوانات ، ولو كان قانونه صحيحاً : لكان من أبسط مقتضياته الواضحة :
أن يتجاوز موكب السباق بين الكائنات الحية نقطة البدء على أقل تقدير مهما فرضنا
حركة التطور بطيئة ، ولكن ها هي ذي نقطة البدء لا تزال تفور بكائناتها الضعيفة
المختلفة ، ولا تزال تتمتع بحياتها ، وخصائصها ، كما تمتعت بها الكائنات الحية
السابقة ، مِثلاً بمِثل ، وعلى العكس من ذلك نجد حيوانات عليا كالديناصورات انقرضت
، بينما ظلت الحشرات الدنيا كالذباب والبرغوث باقية ، وبقي من هم أضعف من هؤلاء ،
يقول البروفسور الفرنسي "
Etienme Rebaud
" في كتابه : " هل يبقى الصالح أم غير الصالح " ( ص 40 ) : " لا وجود للانتخاب
الطبيعي في صراع الحياة بحيث يبقى الأقوياء ويزول الضعفاء ، فمثلاً : ضب الحدائق
يستطيع الركض بسرعة ؛ لأنه يملك أربعة أرجل طويلة ، ولكن هناك في نفس الوقت أنواع
أخرى من الضب لها أرجلٌ قصيرة حتى لتكاد تزحف على الأرض ، وهي تجر نفسها بصعوبة ...
وهذه الأنواع تملك البنية الجسدية نفسها حتى بالنسبة لأرجلها ، وتتناول الغذاء نفسه
، وتعيش في البيئة نفسها ، فلو كانت هذه الحيوانات متكيفة مع بيئتها : لوجب عدم
وجود مثل هذه الاختلافات بين أجهزتها " .
وعلى عكس مفهوم الانتخاب الطبيعي فإن كل هذه الأنواع ما تزال حية ، وتتكاثر ،
وتستمر في الحياة ، وهناك مثال : الفئران الجبلية التي تملك أرجلاً أمامية قصيرة ،
وهي لا تنتقل إلا بالطفر في " حركات غير مريحة " ، ولا تستطيع كثير من الحشرات
الطيران رغم امتلاكها لأجنحة كبيرة ، فالأعضاء لم توجد في الأحياء كنتيجة لتكيف هذه
الأحياء مع الظروف ، بل على العكس فإن ظروف حياتها هي التي تتشكل وفقاً لهذه
الأعضاء ووظائفها .
ثانياً: إذا كان التطور يتجه دائماً نحو الأصلح : فلماذا لا نجد القوى العاقلة في
كثير من الحيوانات أكثر تطوراً وارتقاءً من غيرها ، ما دام هذا الارتقاء ذا فائدة
لمجموعها ؟ ولماذا لم تكتسب القردة العليا من القوى العاقلة بمقدار ما اكتسبه
الإنسان مثلاً ؟ فالحمار منذ أن عُرف إلى الآن ما زال حماراً .
لقد
عرض " داروين " لهذه المشكلة في كتابه ، ولكنه لم يُجب عليها ، وإنما علَّق بقوله :
" أصل الأنواع " ( ص 412 ) :
"
إننا لا ينبغي لنا أن نعثر على جواب محدود ومعين على هذا السؤال ، إذا ما عرفنا
أننا نعجز عن الإجابة عن سؤال أقل من هذا تعقيداً " .
ثالثاً: وقد ثبت لدى الدراسة أن كثيراً من نباتات " مصر " ، وحيواناتها ، لم تتغير
عن وضعيتها خلال قرون عديدة متطاولة ، ويتضح ذلك من الأنسال الداجنة المنحوتة في
بعض الآثار المصرية القديمة ، أو التي حفظت بالتحنيط ، وكيف أنها تشبه كل الشبَه
الصور الباقية اليوم ، بل ربما لا تكاد تفترق عنها بفارق ما .
والأمثلة كثيرة في هذا الموضوع .
رابعاً: هذه النظرية لا تخضع لتجربة ، أو مشاهدة : المشاهدة الإنسانية لم ترصد أي
ارتقاء أو أدنى اعتلاء .
لم
ترصد البشرية في أي وقت عبر الزمن أي كائن ما قد تحول إلى كائن آخر بالترقي ، أو
بالتطور ، خاصة وأنه يوجد العلماء المتخصصون الذين يراقبون أدنى تغيير حديث في
المظهر الخارجي لتلك الكائنات أو تركيبها الداخلي - انظر كتاب الأسترالي
Denton
... " .
انتهى
من
مقال بعنوان " نقد نظريات التطور " بقلم : الدكتور محمد برباب .
http://www.55a.net/firas/arabic/print_details.php?page=show_det&id=1366
وفي
المقال زيادة بيان ، ونقدٌ للدارونية الجديدة ، وأنه قد اكتشفت من الحفريات ما "
أوقع الداروينية الجديدة في ما يسمَّى بـ " أزمة الداروينية الجديدة " ، خصوصاً وأن
هذه الأخيرة تلح على أن جميع الأنواع النباتية والحيوانية تتطور وبدون استثناء " .
والله أعلم
كورس " في علم الأحياء ، وتعلمنا من خلال هذا " الكورس " نظرية التطور
التي تقول إن الإنسان كان في الأصل قرداً ، ولكني لا أؤمن بهذه الخزعبلات
، لكن ماذا بالنسبة للنباتات ، والحيوانات ، هي تنطبق عليها نظرية التطور
فعلاً ، لأن بعض الطلاب هنا ، والدكاترة : يجرون البحوث ، تلو البحوث في
إثبات أن بعض فصائل النبات ، وبعض فصائل الطيور : مرت بمراحل تطور مختلفة
. أنا في شك من هذا الموضوع بالكلية ؛ لأني لا أريد أن أصدق شيئاً إلا
بدليل من الشرع ، فهل هناك دليل على هذا الكلام من الكتاب أو السنَّة ؟ .
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
قد
تبين اليوم لكثير من العقلاء أن نظرية دارون الإلحادية قد أصبحت في مزبلة التاريخ ،
وقد فنَّدها علماء الغرب الكافر قبل علماء الإسلام ؛ لمخالفتها للمعقول ، وللأديان
.
وقد
جاء في " الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة " – بعد الكلام
عن تلك نظرية – ( 2 / 940 ، 941 ) :
ويتضح مما سبق :
أن
نظرية " داروين " دخلت متحف النسيان بعد كشف النقاب عن قانون " مندل " الوراثي ،
واكتشاف وحدات الوراثة – الجينات - باعتباره الشفرة السرية للخلق ، واعتبار أن "
الكروموسومات " تحمل صفات الإنسان الكاملة ، وتحفظ الشبه الكامل للنوع .
ولذا يرى المنصفون من العلماء أن وجود تشابه بين الكائنات الحية دليل واضح ضد
النظرية ؛ لأنه يوحي بأن الخالق واحد ، ولا يوحى بوحدة الأصل ، والقرآن الكريم يقرر
بأن مادة الخلق الأولى للكائنات هي الماء ، ( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن
مَّاء ) النور/ 45 ، ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) الأنبياء/ 30
.
وقد
أثبت العلم القائم على التجربة : بطلان النظرية بأدلة قاطعة ، وأنها ليست نظرية
علمية على الإطلاق .
والإسلام ، وكافة الأديان السماوية تؤمن بوجود الله ، الخالق ، البارىء ، المدبِّر
، المصور ، الذي أحسن صنع كل شيء خلقه ، وبدأ خلق الإنسان من سلالة من طين ، ثم
خلقه من نطفة في قرار مكين ، والإنسان يبقى إنساناً بشكله ، وصفاته ، وعقله ، لا
يتطور ، ولا يتحول ، ( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) .
انتهى
ثانياً:
لا
يختلف نقض تلك النظرية في الحيوان والنبات ، وقد نقض أهل الاختصاص القول بالتطور في
الحيوان والنبات بما يجعل تلك النظرية غير قابلة للاستمرار بها بحثاً ، فضلاً عن
تصديقها ، واعتقادها .
ومن
هذه الأدلة – فيما يتعلق بالحيوان والنبات موضوع السؤال - :
أولاً: إن الواقع الذي نشاهده يتنافى مع ما أسماه " داروين " بـ " البقاء للأصلح "
، فالأرض بما قطعته من مراحل في عمرها المديد ، تعج بـ " الأصلح ، وغير الصالح " ،
من شتى أصناف الحيوانات ، ولو كان قانونه صحيحاً : لكان من أبسط مقتضياته الواضحة :
أن يتجاوز موكب السباق بين الكائنات الحية نقطة البدء على أقل تقدير مهما فرضنا
حركة التطور بطيئة ، ولكن ها هي ذي نقطة البدء لا تزال تفور بكائناتها الضعيفة
المختلفة ، ولا تزال تتمتع بحياتها ، وخصائصها ، كما تمتعت بها الكائنات الحية
السابقة ، مِثلاً بمِثل ، وعلى العكس من ذلك نجد حيوانات عليا كالديناصورات انقرضت
، بينما ظلت الحشرات الدنيا كالذباب والبرغوث باقية ، وبقي من هم أضعف من هؤلاء ،
يقول البروفسور الفرنسي "
Etienme Rebaud
" في كتابه : " هل يبقى الصالح أم غير الصالح " ( ص 40 ) : " لا وجود للانتخاب
الطبيعي في صراع الحياة بحيث يبقى الأقوياء ويزول الضعفاء ، فمثلاً : ضب الحدائق
يستطيع الركض بسرعة ؛ لأنه يملك أربعة أرجل طويلة ، ولكن هناك في نفس الوقت أنواع
أخرى من الضب لها أرجلٌ قصيرة حتى لتكاد تزحف على الأرض ، وهي تجر نفسها بصعوبة ...
وهذه الأنواع تملك البنية الجسدية نفسها حتى بالنسبة لأرجلها ، وتتناول الغذاء نفسه
، وتعيش في البيئة نفسها ، فلو كانت هذه الحيوانات متكيفة مع بيئتها : لوجب عدم
وجود مثل هذه الاختلافات بين أجهزتها " .
وعلى عكس مفهوم الانتخاب الطبيعي فإن كل هذه الأنواع ما تزال حية ، وتتكاثر ،
وتستمر في الحياة ، وهناك مثال : الفئران الجبلية التي تملك أرجلاً أمامية قصيرة ،
وهي لا تنتقل إلا بالطفر في " حركات غير مريحة " ، ولا تستطيع كثير من الحشرات
الطيران رغم امتلاكها لأجنحة كبيرة ، فالأعضاء لم توجد في الأحياء كنتيجة لتكيف هذه
الأحياء مع الظروف ، بل على العكس فإن ظروف حياتها هي التي تتشكل وفقاً لهذه
الأعضاء ووظائفها .
ثانياً: إذا كان التطور يتجه دائماً نحو الأصلح : فلماذا لا نجد القوى العاقلة في
كثير من الحيوانات أكثر تطوراً وارتقاءً من غيرها ، ما دام هذا الارتقاء ذا فائدة
لمجموعها ؟ ولماذا لم تكتسب القردة العليا من القوى العاقلة بمقدار ما اكتسبه
الإنسان مثلاً ؟ فالحمار منذ أن عُرف إلى الآن ما زال حماراً .
لقد
عرض " داروين " لهذه المشكلة في كتابه ، ولكنه لم يُجب عليها ، وإنما علَّق بقوله :
" أصل الأنواع " ( ص 412 ) :
"
إننا لا ينبغي لنا أن نعثر على جواب محدود ومعين على هذا السؤال ، إذا ما عرفنا
أننا نعجز عن الإجابة عن سؤال أقل من هذا تعقيداً " .
ثالثاً: وقد ثبت لدى الدراسة أن كثيراً من نباتات " مصر " ، وحيواناتها ، لم تتغير
عن وضعيتها خلال قرون عديدة متطاولة ، ويتضح ذلك من الأنسال الداجنة المنحوتة في
بعض الآثار المصرية القديمة ، أو التي حفظت بالتحنيط ، وكيف أنها تشبه كل الشبَه
الصور الباقية اليوم ، بل ربما لا تكاد تفترق عنها بفارق ما .
والأمثلة كثيرة في هذا الموضوع .
رابعاً: هذه النظرية لا تخضع لتجربة ، أو مشاهدة : المشاهدة الإنسانية لم ترصد أي
ارتقاء أو أدنى اعتلاء .
لم
ترصد البشرية في أي وقت عبر الزمن أي كائن ما قد تحول إلى كائن آخر بالترقي ، أو
بالتطور ، خاصة وأنه يوجد العلماء المتخصصون الذين يراقبون أدنى تغيير حديث في
المظهر الخارجي لتلك الكائنات أو تركيبها الداخلي - انظر كتاب الأسترالي
Denton
... " .
انتهى
من
مقال بعنوان " نقد نظريات التطور " بقلم : الدكتور محمد برباب .
http://www.55a.net/firas/arabic/print_details.php?page=show_det&id=1366
وفي
المقال زيادة بيان ، ونقدٌ للدارونية الجديدة ، وأنه قد اكتشفت من الحفريات ما "
أوقع الداروينية الجديدة في ما يسمَّى بـ " أزمة الداروينية الجديدة " ، خصوصاً وأن
هذه الأخيرة تلح على أن جميع الأنواع النباتية والحيوانية تتطور وبدون استثناء " .
والله أعلم