السؤال :
ما هي الأمانة التي عرضها الله سبحانه وتعالي علي السماوات والأرض فأبين
أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا .
الجواب :
الحمد لله
عرض
الله تعالى طاعته وفرائضه وحدوده على السموات والأرض والجبال على أنها إن أحسنت
أثيبت وجوزيت ، وإن ضيعت عوقبت ، فأبت حملها إشفاقًا منها أن لا تقوم بالواجب عليها
، وحملها الإنسان ، إنه كان ظلوما جهولا .
هذا
هو تفسير قول الله عز وجل : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا
وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) الأحزاب / 72 .
وتفسير الأمانة بالتكاليف الشرعية هو قول ابن عباس والحسن البصري ومجاهد وسعيد بن
جبير والضحاك بن مزاحم وابن زيد وأكثر المفسرين .
راجع : "تفسير الطبري" (20 /336- 340) – "تفسير ابن كثير" (6 / 488-489) – "الجامع
لأحكام القرآن" (14 /252- 253) – "فتح القدير" (4/437) .
قال
قتادة : الأمانة : الدين والفرائض والحدود .
وقيل : بل عنى بالأمانة في هذا الموضع : أمانات الناس .
وقال بعضهم : الغسل من الجنابة .
وقال زيد بن أسلم : الأمانة ثلاثة : الصلاة ، والصوم ، والاغتسال من الجنابة .
قال
ابن كثير رحمه الله :
"
وكل هذه الأقوال لا تنافي بينها ، بل هي متفقة وراجعة إلى أنها التكليف ، وقبول
الأوامر والنواهي بشرطها ، وهو أنه إن قام بذلك أثيب ، وإن تركها عُوقِبَ ، فقبلها
الإنسان على ضعفه وجهله وظلمه ، إلا مَنْ وفق اللَّهُ " انتهى .
"تفسير ابن كثير" (6 / 489) .
وقال الطبري رحمه الله :
"
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما قاله الذين قالوا: إنه عُنِي بالأمانة في هذا
الموضع: جميع معاني الأمانات في الدين وأمانات الناس وذلك أن الله لم يخص بقوله :
(عَرَضْنَا الأمَانَةَ) بعض معاني الأمانات لما وصفنا" انتهى . "تفسير الطبري" (20
/ 342) .
وقال القرطبي رحمه الله :
"
الأمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال ، وهو قول الجمهور " انتهى .
"الجامع لأحكام القرآن" (14 / 252)
وقال السعدي رحمه الله :
"
جميع ما أوجبه الله على عبده أمانة ، على العبد حفظها بالقيام التام بها ، وكذلك
يدخل في ذلك أمانات الآدميين ، كأمانات الأموال والأسرار ونحوهما ، فعلى العبد
مراعاة الأمرين ، وأداء الأمانتين ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )
" انتهى .
"تفسير السعدي" (ص 547) .
وقال الشنقيطي رحمه الله :
"
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه عرض الأمانة ، وهي التكاليف مع ما يتبعها من
ثواب وعقاب على السماوات والأرض والجبال ، وأنهن أبين أن يحملنها وأشفقن منها ، أي
: خفن من عواقب حملها أن ينشأ لهن من ذلك عذاب الله وسخطه ، وهذا العرض والإباء
والإشفاق كله حق ، وقد خلق الله للسماوات والأرض والجبال إدراكا يعلمه هو جل وعلا ،
ونحن لا بعلمه ، وبذلك الإدراك أدركت عرض الأمانة عليها ، وأبت وأشفقت ، أي : خافت
" انتهى . "أضواء البيان" (36 / 139) .
والخلاصة :
أن
الأمانة المذكورة في هذه الآية الكريمة ، والتي عرضها الله على السماوات والأرض
والجبال ، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ، وحملها الإنسان ، هي التكاليف الشرعية ،
سواء في ذلك حقوق الله تعالى ، وحقوق عباده ، فمن أدى حق الله وحق عباده أثيب ، ومن
فرط في حق الله وحق عباده استحق العقاب .
والله أعلم .
ما هي الأمانة التي عرضها الله سبحانه وتعالي علي السماوات والأرض فأبين
أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا .
الجواب :
الحمد لله
عرض
الله تعالى طاعته وفرائضه وحدوده على السموات والأرض والجبال على أنها إن أحسنت
أثيبت وجوزيت ، وإن ضيعت عوقبت ، فأبت حملها إشفاقًا منها أن لا تقوم بالواجب عليها
، وحملها الإنسان ، إنه كان ظلوما جهولا .
هذا
هو تفسير قول الله عز وجل : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا
وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) الأحزاب / 72 .
وتفسير الأمانة بالتكاليف الشرعية هو قول ابن عباس والحسن البصري ومجاهد وسعيد بن
جبير والضحاك بن مزاحم وابن زيد وأكثر المفسرين .
راجع : "تفسير الطبري" (20 /336- 340) – "تفسير ابن كثير" (6 / 488-489) – "الجامع
لأحكام القرآن" (14 /252- 253) – "فتح القدير" (4/437) .
قال
قتادة : الأمانة : الدين والفرائض والحدود .
وقيل : بل عنى بالأمانة في هذا الموضع : أمانات الناس .
وقال بعضهم : الغسل من الجنابة .
وقال زيد بن أسلم : الأمانة ثلاثة : الصلاة ، والصوم ، والاغتسال من الجنابة .
قال
ابن كثير رحمه الله :
"
وكل هذه الأقوال لا تنافي بينها ، بل هي متفقة وراجعة إلى أنها التكليف ، وقبول
الأوامر والنواهي بشرطها ، وهو أنه إن قام بذلك أثيب ، وإن تركها عُوقِبَ ، فقبلها
الإنسان على ضعفه وجهله وظلمه ، إلا مَنْ وفق اللَّهُ " انتهى .
"تفسير ابن كثير" (6 / 489) .
وقال الطبري رحمه الله :
"
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما قاله الذين قالوا: إنه عُنِي بالأمانة في هذا
الموضع: جميع معاني الأمانات في الدين وأمانات الناس وذلك أن الله لم يخص بقوله :
(عَرَضْنَا الأمَانَةَ) بعض معاني الأمانات لما وصفنا" انتهى . "تفسير الطبري" (20
/ 342) .
وقال القرطبي رحمه الله :
"
الأمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال ، وهو قول الجمهور " انتهى .
"الجامع لأحكام القرآن" (14 / 252)
وقال السعدي رحمه الله :
"
جميع ما أوجبه الله على عبده أمانة ، على العبد حفظها بالقيام التام بها ، وكذلك
يدخل في ذلك أمانات الآدميين ، كأمانات الأموال والأسرار ونحوهما ، فعلى العبد
مراعاة الأمرين ، وأداء الأمانتين ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )
" انتهى .
"تفسير السعدي" (ص 547) .
وقال الشنقيطي رحمه الله :
"
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه عرض الأمانة ، وهي التكاليف مع ما يتبعها من
ثواب وعقاب على السماوات والأرض والجبال ، وأنهن أبين أن يحملنها وأشفقن منها ، أي
: خفن من عواقب حملها أن ينشأ لهن من ذلك عذاب الله وسخطه ، وهذا العرض والإباء
والإشفاق كله حق ، وقد خلق الله للسماوات والأرض والجبال إدراكا يعلمه هو جل وعلا ،
ونحن لا بعلمه ، وبذلك الإدراك أدركت عرض الأمانة عليها ، وأبت وأشفقت ، أي : خافت
" انتهى . "أضواء البيان" (36 / 139) .
والخلاصة :
أن
الأمانة المذكورة في هذه الآية الكريمة ، والتي عرضها الله على السماوات والأرض
والجبال ، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ، وحملها الإنسان ، هي التكاليف الشرعية ،
سواء في ذلك حقوق الله تعالى ، وحقوق عباده ، فمن أدى حق الله وحق عباده أثيب ، ومن
فرط في حق الله وحق عباده استحق العقاب .
والله أعلم .