السؤال:
ما رأيكم فيمن ينتقد فيه الحافظ ابن حجر ؟
الجواب:
الحمد لله
" الحافظ ابن حجر رحمه الله وغيره من أهل العلم ليس معصوما عن الخطأ، ولم يعصم أي
واحد منهم .. ولقد كتبت على الفتح بعض الشيء ، من أوله إلى كتاب الحج ، ولاحظت عليه
بعض الملاحظات رحمه الله .
فالمقصود أنه ليس معصوما ، ولم يعصم من هو أكبر منه ، فإذا ظهر الحق ، فالحق هو
ضالة المؤمن ، فإذا قام الدليل على مسألة من المسائل ، وجب الأخذ بما قام عليه
الدليل من كتاب الله ، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن خالف إماما كبيرا ،
أكبر من الحافظ ابن حجر ، بل وإن خالف بعض الصحابة ، فالله يقول : (فَإِنْ
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) النساء/59 ، ولم
يقل سبحانه : ردوه إلى فلان أو فلان ، بل قال : (فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ
وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ
خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) ، وقال سبحانه : (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ
شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) الشورى/10 .
لكن لا بد من التثبت واحترام أهل العلم ، والتأدب معهم .. فإذا وجد المرء قولا
ضعيفا عن أحد الأئمة أو العلماء أو المحدثين المعتبرين ، فإن ذلك لا ينقص من قدرهم
، وعليه أن يحترم أهل العلم ، ويتأدب معهم ، ويتكلم بالكلام الطيب ، ولا يسبهم ولا
يحتقرهم ، ولكن يبين الحق بالدليل مع دعائه للعالم ، والترحم عليه ، وسؤال الله أن
يعفو عنه .
هكذا يجب أن تكون أخلاق أهل العلم مع أهل العلم : يقدرون أهل العلم لمكانتهم ،
ويعرفون لهم قدرهم ومحلهم وفضلهم .
ولكن لا يمنعهم هذا من أن ينبهوا على الخطأ إذا وجدوا خطأ ظاهرا ، سواء كان من
العلماء المتقدمين أو المتأخرين ، ولم يزل أهل العلم يرد بعضهم على بعض إلى يومنا
هذا وإلى يوم القيامة ، يقول الإمام مالك رحمه الله : ما منا إلا راد ومردود عليه ،
إلا صاحب هذا القبر .. يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال الإمام الشافعي رحمه الله : أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس .
وقال الإمام أحمد رحمه الله : عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته ، يعني عن النبي صلى
الله عليه وسلم يذهبون إلى رأي سفيان، يعني الثوري .. وسفيان رحمه الله: إمام
عظيم.. ومع هذا أنكر أحمد على من يترك الحديث، ويذهب إلى رأيه، ثم قرأ الإمام أحمد
رحمه الله قول الله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ
أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النور/63 .
وقال الإمام أبو حنيفة رحمه الله : إذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعلى العين والرأس ، وإذا جاء عن الصحابة رضي الله عنهم ، فعلى العين والرأس ، وإذا
جاء عن التابعين فنحن رجال وهم رجال .
وكلام أهل العلم في هذا الباب كثير .. وبالله التوفيق" انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (26/305) .
ما رأيكم فيمن ينتقد فيه الحافظ ابن حجر ؟
الجواب:
الحمد لله
" الحافظ ابن حجر رحمه الله وغيره من أهل العلم ليس معصوما عن الخطأ، ولم يعصم أي
واحد منهم .. ولقد كتبت على الفتح بعض الشيء ، من أوله إلى كتاب الحج ، ولاحظت عليه
بعض الملاحظات رحمه الله .
فالمقصود أنه ليس معصوما ، ولم يعصم من هو أكبر منه ، فإذا ظهر الحق ، فالحق هو
ضالة المؤمن ، فإذا قام الدليل على مسألة من المسائل ، وجب الأخذ بما قام عليه
الدليل من كتاب الله ، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن خالف إماما كبيرا ،
أكبر من الحافظ ابن حجر ، بل وإن خالف بعض الصحابة ، فالله يقول : (فَإِنْ
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) النساء/59 ، ولم
يقل سبحانه : ردوه إلى فلان أو فلان ، بل قال : (فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ
وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ
خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) ، وقال سبحانه : (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ
شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) الشورى/10 .
لكن لا بد من التثبت واحترام أهل العلم ، والتأدب معهم .. فإذا وجد المرء قولا
ضعيفا عن أحد الأئمة أو العلماء أو المحدثين المعتبرين ، فإن ذلك لا ينقص من قدرهم
، وعليه أن يحترم أهل العلم ، ويتأدب معهم ، ويتكلم بالكلام الطيب ، ولا يسبهم ولا
يحتقرهم ، ولكن يبين الحق بالدليل مع دعائه للعالم ، والترحم عليه ، وسؤال الله أن
يعفو عنه .
هكذا يجب أن تكون أخلاق أهل العلم مع أهل العلم : يقدرون أهل العلم لمكانتهم ،
ويعرفون لهم قدرهم ومحلهم وفضلهم .
ولكن لا يمنعهم هذا من أن ينبهوا على الخطأ إذا وجدوا خطأ ظاهرا ، سواء كان من
العلماء المتقدمين أو المتأخرين ، ولم يزل أهل العلم يرد بعضهم على بعض إلى يومنا
هذا وإلى يوم القيامة ، يقول الإمام مالك رحمه الله : ما منا إلا راد ومردود عليه ،
إلا صاحب هذا القبر .. يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال الإمام الشافعي رحمه الله : أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس .
وقال الإمام أحمد رحمه الله : عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته ، يعني عن النبي صلى
الله عليه وسلم يذهبون إلى رأي سفيان، يعني الثوري .. وسفيان رحمه الله: إمام
عظيم.. ومع هذا أنكر أحمد على من يترك الحديث، ويذهب إلى رأيه، ثم قرأ الإمام أحمد
رحمه الله قول الله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ
أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النور/63 .
وقال الإمام أبو حنيفة رحمه الله : إذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعلى العين والرأس ، وإذا جاء عن الصحابة رضي الله عنهم ، فعلى العين والرأس ، وإذا
جاء عن التابعين فنحن رجال وهم رجال .
وكلام أهل العلم في هذا الباب كثير .. وبالله التوفيق" انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (26/305) .