السؤال:
هل ثبت نسب القصيدة اللامية في العقيدة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية ؟ هل في
أبياتها ما يخالف مذهب أهل السنة والجماعة ؟ وأي الأبيات ؟ ما معنى الشطر
الثاني من البيت الثالث : " ومودة القربى بها أتوسل " ؟ أرجو تزويدي بقول
الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله في هذا الموضوع إن وجد . جزاكم الله خيرا .
الجواب :
الحمد لله
اختلف أهل العلم المتأخرون في صحة نسبة القصيدة " اللامية " لشيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله ، وذلك على قولين :
القول الأول : تصحيح نسبتها إليه ، وهذا ظاهر كلام كثير من أهل العلم ، منهم :
الشيخ نعمان الألوسي في كتابه " جلاء العينين في محاكمة الأحمدين "، والشيخ عبد
العزيز بن ناصر الرشيد في شرحه على الواسطية ، والشيخ أحمد بن عبد الله المرداوي
الذي شرح القصيدة في كتاب أسماه : " اللآلئ البهية في شرح لامية شيخ الإسلام ابن
تيمية "، ولكنه قال في المقدمة عن هذه الأبيات إنها " تنسب لشيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله "، وقد علق عليها الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ، وغيرهم كثير .
وأهم ما يستدل به لهذا القول ما يلي :
1-شهرة هذه النسبة بين أهل العلم .
2-جود القصيدة في مخطوط بين كتب ورسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية وإن كان هذا المخطوط
لم يكتب عليه أنه من كلام شيخ الإسلام ، ولكن مكانه يشير إلى مؤلفه .
القول الثاني : إنكار نسبتها إليه .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"
الظاهر أنها لا تصح أصلا عن الشيخ " انتهى.
"
شرح السفارينية " (ص427-428) طبعة دار البصيرة ، تحت شرح البيت رقم (102)
ويمكن أن يستدل لهذا القول بما يلي :
1-
أن أحدا من أهل العلم المتقدمين الذين ترجموا لشيخ الإسلام ابن تيمية وسردوا أسماء
مصنفاته لم يذكروا هذه القصيدة في مؤلفاته ، فكيف يمكن إثبات نسبة كتاب لأحد
العلماء ولم ينسبه إليه تلاميذه الذين اعتنوا بمصنفاته ، بل ولا أحد ممن ترجم له من
أصحاب كتب التراجم.
2-جاء في أحد أبيات هذه القصيدة ما يلي :
قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ الكتابَ وراءَهُ *** وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ
الأخطَلُ .
وهذا البيت نفسه نقله شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في " مجموع الفتاوى " (6/297)
عازيا إياه لأحد المنشدين ، فقال : " وقد أنشد فيهم المنشد ...." انتهى.
والأمر ربما كان يحتاج إلى مزيد من البحث والتحري في شأن هذه النسبة .
يقول الشيخ علي العمران حفظه الله :" لامية شيخ الإسلام نشرها الأخ خالد
اللحيدان
معتمدا على عدة نسخ خطية متأخرة ، وذكر بعض أدلة ثبوتها ، وإن كنت لا أوافقه على
الجزم بنسبتها إليه ، بل فيه نظر كبير .
ثم وقفت على نسخة خطية منها على طرة مجموع فيه فتاوى لابن تيمية
بخط أحد أبناء عمومة ابن تيمية ، بتاريخ (762) ، في غاية الجودة والنفاسة ،
لكنه لم
يجزم بنسبتها لشيخ الإسلام ، فيبقى أن تجمع هذه الدلائل والقرائن إذا أردنا الجزم
بإثباتها أو نفيها " انتهى.
نقلا عن هذا الرابط :
http://saaid.net/leqa/17.htm
وأما عن نص هذه القصيدة ، فهو :
يا
سائلي عن مذهبي وعقيدتي *** رزق الهدى من للهداية يسأل
اسمع كلام محقق في قوله *** لا ينثني عنه ولا يتبدل
حب
الصحابة كلهم لي مذهب *** ومودة القربى بها أتوسل
ولكلهم قدر وفضل ساطع *** لكنما الصديق منهم أفضل
وأقول في القرآن ما جاءت به *** آياته فهو القديم المنزل
وجميع آيات الصفات أمرُّها *** حقاً كما نقل الطراز الأول
وأرد عهدتها إلى نقّالها *** وأصونها من كل ما يُتخيل
قبحاً لمن نبذ القرآن وراءه *** وإذا استدل يقول قال الأخطل
والمؤمنون يرون حقاً ربهم *** وإلى السماء بغير كيف ينزل
وأقر بالميزان والحوض الذي *** أرجو بأني منه رياً أنهل
وكذا الصراط يمد فوق جهنم *** فموحد ناج وآخر مهمل
والنار يصلاها الشقي بحكمة *** وكذا التقي إلى الجنان سيدخل
ولكل حي عاقل في قبره *** عمل يقارنه هناك ويسأل
هذا
اعتقاد الشافعي ومالك *** وأبي حنيفة ثم أحمد ينقل
فإن
اتبعت سبيلهم فموفق *** وإن ابتدعت فما عليك معول
وقوله في القصيدة : " حب الصحابة كلهم لي مذهب *** ومودة القربى بها أتوسل ": يعني
أن حب الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من العبادات والقرب التي نتقرب بها
إلى الله تعالى ، ونتوسل بها إليه ، فإن التوسل بالأعمال الصالحة جائز باتفاق
العلماء ، وهذا البيت من هذا الباب .
والله أعلم .
هل ثبت نسب القصيدة اللامية في العقيدة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية ؟ هل في
أبياتها ما يخالف مذهب أهل السنة والجماعة ؟ وأي الأبيات ؟ ما معنى الشطر
الثاني من البيت الثالث : " ومودة القربى بها أتوسل " ؟ أرجو تزويدي بقول
الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله في هذا الموضوع إن وجد . جزاكم الله خيرا .
الجواب :
الحمد لله
اختلف أهل العلم المتأخرون في صحة نسبة القصيدة " اللامية " لشيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله ، وذلك على قولين :
القول الأول : تصحيح نسبتها إليه ، وهذا ظاهر كلام كثير من أهل العلم ، منهم :
الشيخ نعمان الألوسي في كتابه " جلاء العينين في محاكمة الأحمدين "، والشيخ عبد
العزيز بن ناصر الرشيد في شرحه على الواسطية ، والشيخ أحمد بن عبد الله المرداوي
الذي شرح القصيدة في كتاب أسماه : " اللآلئ البهية في شرح لامية شيخ الإسلام ابن
تيمية "، ولكنه قال في المقدمة عن هذه الأبيات إنها " تنسب لشيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله "، وقد علق عليها الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ، وغيرهم كثير .
وأهم ما يستدل به لهذا القول ما يلي :
1-شهرة هذه النسبة بين أهل العلم .
2-جود القصيدة في مخطوط بين كتب ورسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية وإن كان هذا المخطوط
لم يكتب عليه أنه من كلام شيخ الإسلام ، ولكن مكانه يشير إلى مؤلفه .
القول الثاني : إنكار نسبتها إليه .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"
الظاهر أنها لا تصح أصلا عن الشيخ " انتهى.
"
شرح السفارينية " (ص427-428) طبعة دار البصيرة ، تحت شرح البيت رقم (102)
ويمكن أن يستدل لهذا القول بما يلي :
1-
أن أحدا من أهل العلم المتقدمين الذين ترجموا لشيخ الإسلام ابن تيمية وسردوا أسماء
مصنفاته لم يذكروا هذه القصيدة في مؤلفاته ، فكيف يمكن إثبات نسبة كتاب لأحد
العلماء ولم ينسبه إليه تلاميذه الذين اعتنوا بمصنفاته ، بل ولا أحد ممن ترجم له من
أصحاب كتب التراجم.
2-جاء في أحد أبيات هذه القصيدة ما يلي :
قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ الكتابَ وراءَهُ *** وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ
الأخطَلُ .
وهذا البيت نفسه نقله شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في " مجموع الفتاوى " (6/297)
عازيا إياه لأحد المنشدين ، فقال : " وقد أنشد فيهم المنشد ...." انتهى.
والأمر ربما كان يحتاج إلى مزيد من البحث والتحري في شأن هذه النسبة .
يقول الشيخ علي العمران حفظه الله :" لامية شيخ الإسلام نشرها الأخ خالد
اللحيدان
معتمدا على عدة نسخ خطية متأخرة ، وذكر بعض أدلة ثبوتها ، وإن كنت لا أوافقه على
الجزم بنسبتها إليه ، بل فيه نظر كبير .
ثم وقفت على نسخة خطية منها على طرة مجموع فيه فتاوى لابن تيمية
بخط أحد أبناء عمومة ابن تيمية ، بتاريخ (762) ، في غاية الجودة والنفاسة ،
لكنه لم
يجزم بنسبتها لشيخ الإسلام ، فيبقى أن تجمع هذه الدلائل والقرائن إذا أردنا الجزم
بإثباتها أو نفيها " انتهى.
نقلا عن هذا الرابط :
http://saaid.net/leqa/17.htm
وأما عن نص هذه القصيدة ، فهو :
يا
سائلي عن مذهبي وعقيدتي *** رزق الهدى من للهداية يسأل
اسمع كلام محقق في قوله *** لا ينثني عنه ولا يتبدل
حب
الصحابة كلهم لي مذهب *** ومودة القربى بها أتوسل
ولكلهم قدر وفضل ساطع *** لكنما الصديق منهم أفضل
وأقول في القرآن ما جاءت به *** آياته فهو القديم المنزل
وجميع آيات الصفات أمرُّها *** حقاً كما نقل الطراز الأول
وأرد عهدتها إلى نقّالها *** وأصونها من كل ما يُتخيل
قبحاً لمن نبذ القرآن وراءه *** وإذا استدل يقول قال الأخطل
والمؤمنون يرون حقاً ربهم *** وإلى السماء بغير كيف ينزل
وأقر بالميزان والحوض الذي *** أرجو بأني منه رياً أنهل
وكذا الصراط يمد فوق جهنم *** فموحد ناج وآخر مهمل
والنار يصلاها الشقي بحكمة *** وكذا التقي إلى الجنان سيدخل
ولكل حي عاقل في قبره *** عمل يقارنه هناك ويسأل
هذا
اعتقاد الشافعي ومالك *** وأبي حنيفة ثم أحمد ينقل
فإن
اتبعت سبيلهم فموفق *** وإن ابتدعت فما عليك معول
وقوله في القصيدة : " حب الصحابة كلهم لي مذهب *** ومودة القربى بها أتوسل ": يعني
أن حب الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من العبادات والقرب التي نتقرب بها
إلى الله تعالى ، ونتوسل بها إليه ، فإن التوسل بالأعمال الصالحة جائز باتفاق
العلماء ، وهذا البيت من هذا الباب .
والله أعلم .