السؤال:
تركت صيام شهر رمضان هذا العام ، وكنت أظن أن الله هو سبب كل المصائب التي
أصاب بها ، فهل لي من توبة ؟ وهل يجب علي أن أنطق الشهادة من جديد؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
نسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك ، ويغفر ذنبك ، ويشرح صدرك للإيمان والهدى ، ويصرف
عنك ظن السوء بربك وخالقك ، فإنه لا أعجب من الإنسان يظن بربه السوء ، وقد أنعم
عليه وتفضل بآلاف النعم ، التي أعظمها نعمة الإسلام ، ونعمة العقل ، فاصطفاه من
خلقه ولم يجعله كافرا ، وأنعم عليه فجعله إنسانا يعقل ويتدبر ليس كالبهائم
والمجانين ، ثم وضع في بدنه ونفسه من النعم ما لا يحصيه إلا الله .
ومن نعمه سبحانه : أنه يبتلي عبده ببعض المصائب ليكفر عنه من سيئاته ، أو ليزيد في
درجاته ، أو ليذكره بالعودة إليه والوقوف بين يديه ، فكم من مُعْرِضٍ عن الله كانت
المصيبة سبباً في عودته وأوبته ، ثم في سعادته وفرحه .
وإذا أيقن العبد بأن الله تعالى أرحم به من كل أحد ، رضي بقضائه ، وصبر على بلائه ،
ورجى الفرج فيما عنده .
فتأمل أخي في نعم الله عليك ليزداد شكرك له واعترافك بفضله ، واعلم أنه لا يصيبك
بلاء إلا وفيه خير لك .
قال صلى الله عليه وسلم : (
مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا
أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا
مِنْ خَطَايَاهُ ) رواه البخاري (5642) ومسلم (2573).
وروى الترمذي (2399) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ
بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى
اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) .
وروى الترمذي (2398) وابن ماجه (4023) عَنْ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ :
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً ، قَالَ :
(الْأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى
حَسَبِ دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ
فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ
بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ)
وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
ثانياً :
من قام بقلبه بغض الله تعالى أو التسخط من قضائه أو ظن السوء به – عياذا بالله من
ذلك - ، فليجدد إسلامه وينطق الشهادتين وليجتهد في الإحسان والعمل الصالح .
ولا يلزمه قضاء الصوم الذي تعمد تركه ؛ لأنه عبادة مؤقتة بوقت معين فمن تعمد تركها
في وقتها لم تقبل منه بعد ذلك ، ولأن الإسلام يهدم ما كان قبله من الذنوب .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ما حكم المسلم الذي مضى عليه أشهر من رمضان
يعني سنوات عديدة بدون صيام مع إقامة بقية الفرائض وهو بدون عائق عن الصوم أيلزمه
القضاء إن تاب ؟ .
فأجاب : "الصحيح : أن القضاء لا يلزمه إن تاب ؛ لأن كل عبادة مؤقتة بوقت إذا تعمد
الإنسان تأخيرها عن وقتها بدون عذر : فإن الله لا يقبلها منه .
وعلى هذا ؛ فلا فائدة من قضائه ، ولكن عليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويكثر من العمل
الصالح، ومن تاب تاب الله عليه " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (19/87)
.
نسأل الله أن يزيدك إيمانا
وهدى .
والله أعلم .
تركت صيام شهر رمضان هذا العام ، وكنت أظن أن الله هو سبب كل المصائب التي
أصاب بها ، فهل لي من توبة ؟ وهل يجب علي أن أنطق الشهادة من جديد؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
نسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك ، ويغفر ذنبك ، ويشرح صدرك للإيمان والهدى ، ويصرف
عنك ظن السوء بربك وخالقك ، فإنه لا أعجب من الإنسان يظن بربه السوء ، وقد أنعم
عليه وتفضل بآلاف النعم ، التي أعظمها نعمة الإسلام ، ونعمة العقل ، فاصطفاه من
خلقه ولم يجعله كافرا ، وأنعم عليه فجعله إنسانا يعقل ويتدبر ليس كالبهائم
والمجانين ، ثم وضع في بدنه ونفسه من النعم ما لا يحصيه إلا الله .
ومن نعمه سبحانه : أنه يبتلي عبده ببعض المصائب ليكفر عنه من سيئاته ، أو ليزيد في
درجاته ، أو ليذكره بالعودة إليه والوقوف بين يديه ، فكم من مُعْرِضٍ عن الله كانت
المصيبة سبباً في عودته وأوبته ، ثم في سعادته وفرحه .
وإذا أيقن العبد بأن الله تعالى أرحم به من كل أحد ، رضي بقضائه ، وصبر على بلائه ،
ورجى الفرج فيما عنده .
فتأمل أخي في نعم الله عليك ليزداد شكرك له واعترافك بفضله ، واعلم أنه لا يصيبك
بلاء إلا وفيه خير لك .
قال صلى الله عليه وسلم : (
مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا
أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا
مِنْ خَطَايَاهُ ) رواه البخاري (5642) ومسلم (2573).
وروى الترمذي (2399) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ
بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى
اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) .
وروى الترمذي (2398) وابن ماجه (4023) عَنْ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ :
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً ، قَالَ :
(الْأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى
حَسَبِ دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ
فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ
بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ)
وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
ثانياً :
من قام بقلبه بغض الله تعالى أو التسخط من قضائه أو ظن السوء به – عياذا بالله من
ذلك - ، فليجدد إسلامه وينطق الشهادتين وليجتهد في الإحسان والعمل الصالح .
ولا يلزمه قضاء الصوم الذي تعمد تركه ؛ لأنه عبادة مؤقتة بوقت معين فمن تعمد تركها
في وقتها لم تقبل منه بعد ذلك ، ولأن الإسلام يهدم ما كان قبله من الذنوب .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ما حكم المسلم الذي مضى عليه أشهر من رمضان
يعني سنوات عديدة بدون صيام مع إقامة بقية الفرائض وهو بدون عائق عن الصوم أيلزمه
القضاء إن تاب ؟ .
فأجاب : "الصحيح : أن القضاء لا يلزمه إن تاب ؛ لأن كل عبادة مؤقتة بوقت إذا تعمد
الإنسان تأخيرها عن وقتها بدون عذر : فإن الله لا يقبلها منه .
وعلى هذا ؛ فلا فائدة من قضائه ، ولكن عليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويكثر من العمل
الصالح، ومن تاب تاب الله عليه " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (19/87)
.
نسأل الله أن يزيدك إيمانا
وهدى .
والله أعلم .