السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة رثاء للشاعر / علي بن سعد الزهراني
في الفقيد سالم الزهراني رحمة الله عليه
______________________
من نعزّي ياسالمًا فيك إنّا
كلنا اليوم فيك أهلُ العزاءِ
انعزي أباك من بين قومٍ
كلهم في المصاب كالآباءِ؟
هل نعزي فيك أمًا وأختًا ؟
أم نعزي فيك كل النساءِ ؟
أم شقيقٌ وصاحبٌ وابنُ عمٍ
وابن خالٍ وسائرُ القرناءِ ؟
أم نعزي مكلومةً في حفيدٍ ؟
نعيُهُ مثلُ طعنةٍ نجلاءِ
لم تكن تحتمل فراقُ حبيبٍ
كان في الحب حاملاً للواءِ
انعزي فيك عمًا وخالاً ؟
أم نعزي بقية الأقرباءِ ؟
مارأينا الفرق بين المُعَزي
والمُعَزَى فالكلُ أهل بلاءِ
في محبتك قد أسرت قلوبا
كيف لايؤسَرُ الورى بالسخاءِ !
أي حب بذلته دون شح
انزوى منه سائر البخلاءِ ؟
انعزي البر في فقد رمزٍ
كان في بره من الاكفاءِ ؟
كنت في بر والديك إماما
كنت عونا لسائر الضعفاءِ
كنت للرحم واصلا ومحبا
كارها كل قاتل للصفاءِ
انعزي الأرض في فقد كَفٍ
شرعت في البناء تلو البناءِ ؟
انعزي الكرام في خير ند
ارتقى الامس سلم العلياءِ ؟
انعزي بشاشة قد تجلت
واطلت من وجهك الوضّاءِ ؟
سالم لم نراك إلا بشوشا
تلك والله عادة العظماءِ
ياابا فارس إليك مني سلام
وعزاء ظمنته في دعائي
قد وجدناك صابرا بيقين
شامخا مثل قمة شمّاءِ
مؤمن بالقضاء فالكل يومًا
سوف يُحمل في آلةٍ حدباءِ
غير أن العزاء فيما فقدنا
أنه كان ذو يدٍ بيضاءِ
ولأم الفقيد صدق عزائي
سالم كان حولها كالضياءِ
كان كالسمع والنواظر منها
كان في كفها كوصف الدواءِ
كلما اقبلت تنادي بنيها
جاءها سالمٌ قبيل النداءِ
ايه ياسالم الحبيب فإني
احمل الحزن في ثنايا رثائي
إن جُلَّ الصفات فيك حياةٌ
تتساما بنورها في الفضاءِ
قِيَمٌ قل أن تجدها بجيلٍ
خاض دربًا بخطوةٍ عرجاءِ
انني يابنيّ قلب وروح
وانا مؤمن بهذا القضاءِ
فانا كلما شردت بفكريٍ
في صباحٍ كان او في مساءِ
انبرى طيفَك الجميل امامي
باسمًا يكسوه حسنُ البهاءِ
فرق مابيننا بأنك حيٌ
بخصال احيتك في النبلاءِ
وسلكنا نحن كل طريق
طمعا أن يكون درب ثراءِ
فحظوظ النفس فينا ممات
رغم أنّا ندب في البيداءِ
قد ملأنا العقول من كل فن
وفقدنا بصيرة العقلاءِ
فالقلوب التي تروم وئامًا
تتلوى من وطأة الشحناءِ
فالقريب اليوم قد ضاق ذرعا
بالقريب المحب والأصدقاءِ
قد وقفنا دون اصلاح شأن
وأجدنا فن الجدل والمراءِ
وحكمنا ظلمًا على الخصم لمّا
احتكمنا إلى شريعة الأهواءِ
وقطعنا ماكان للوصل أولى
ووصلنا ماوصله كالغثاءِ
اعرفت الان كم نحن جوعى ؟
كم غنياً يعيش كالبؤساءِ ؟
هل يُعزَى في ميتٍ وهو حيٌ ؟
إن حسن الاخلاق رمز البقاءِ
حُق لي أن أُعزيك فينا
نحن موتى وأنت في الأحياءِ
قصيدة رثاء للشاعر / علي بن سعد الزهراني
في الفقيد سالم الزهراني رحمة الله عليه
______________________
من نعزّي ياسالمًا فيك إنّا
كلنا اليوم فيك أهلُ العزاءِ
انعزي أباك من بين قومٍ
كلهم في المصاب كالآباءِ؟
هل نعزي فيك أمًا وأختًا ؟
أم نعزي فيك كل النساءِ ؟
أم شقيقٌ وصاحبٌ وابنُ عمٍ
وابن خالٍ وسائرُ القرناءِ ؟
أم نعزي مكلومةً في حفيدٍ ؟
نعيُهُ مثلُ طعنةٍ نجلاءِ
لم تكن تحتمل فراقُ حبيبٍ
كان في الحب حاملاً للواءِ
انعزي فيك عمًا وخالاً ؟
أم نعزي بقية الأقرباءِ ؟
مارأينا الفرق بين المُعَزي
والمُعَزَى فالكلُ أهل بلاءِ
في محبتك قد أسرت قلوبا
كيف لايؤسَرُ الورى بالسخاءِ !
أي حب بذلته دون شح
انزوى منه سائر البخلاءِ ؟
انعزي البر في فقد رمزٍ
كان في بره من الاكفاءِ ؟
كنت في بر والديك إماما
كنت عونا لسائر الضعفاءِ
كنت للرحم واصلا ومحبا
كارها كل قاتل للصفاءِ
انعزي الأرض في فقد كَفٍ
شرعت في البناء تلو البناءِ ؟
انعزي الكرام في خير ند
ارتقى الامس سلم العلياءِ ؟
انعزي بشاشة قد تجلت
واطلت من وجهك الوضّاءِ ؟
سالم لم نراك إلا بشوشا
تلك والله عادة العظماءِ
ياابا فارس إليك مني سلام
وعزاء ظمنته في دعائي
قد وجدناك صابرا بيقين
شامخا مثل قمة شمّاءِ
مؤمن بالقضاء فالكل يومًا
سوف يُحمل في آلةٍ حدباءِ
غير أن العزاء فيما فقدنا
أنه كان ذو يدٍ بيضاءِ
ولأم الفقيد صدق عزائي
سالم كان حولها كالضياءِ
كان كالسمع والنواظر منها
كان في كفها كوصف الدواءِ
كلما اقبلت تنادي بنيها
جاءها سالمٌ قبيل النداءِ
ايه ياسالم الحبيب فإني
احمل الحزن في ثنايا رثائي
إن جُلَّ الصفات فيك حياةٌ
تتساما بنورها في الفضاءِ
قِيَمٌ قل أن تجدها بجيلٍ
خاض دربًا بخطوةٍ عرجاءِ
انني يابنيّ قلب وروح
وانا مؤمن بهذا القضاءِ
فانا كلما شردت بفكريٍ
في صباحٍ كان او في مساءِ
انبرى طيفَك الجميل امامي
باسمًا يكسوه حسنُ البهاءِ
فرق مابيننا بأنك حيٌ
بخصال احيتك في النبلاءِ
وسلكنا نحن كل طريق
طمعا أن يكون درب ثراءِ
فحظوظ النفس فينا ممات
رغم أنّا ندب في البيداءِ
قد ملأنا العقول من كل فن
وفقدنا بصيرة العقلاءِ
فالقلوب التي تروم وئامًا
تتلوى من وطأة الشحناءِ
فالقريب اليوم قد ضاق ذرعا
بالقريب المحب والأصدقاءِ
قد وقفنا دون اصلاح شأن
وأجدنا فن الجدل والمراءِ
وحكمنا ظلمًا على الخصم لمّا
احتكمنا إلى شريعة الأهواءِ
وقطعنا ماكان للوصل أولى
ووصلنا ماوصله كالغثاءِ
اعرفت الان كم نحن جوعى ؟
كم غنياً يعيش كالبؤساءِ ؟
هل يُعزَى في ميتٍ وهو حيٌ ؟
إن حسن الاخلاق رمز البقاءِ
حُق لي أن أُعزيك فينا
نحن موتى وأنت في الأحياءِ