على مرفإ الشعر حطت أناملي ...
لتبحر الكلمات وتغرق مشاعري...
ولكم يا أهل الفصيح أنقل هذه القصائد...
-----------------------
واليوم أقدم لكم قصيدة من وحي أنامل : - امرؤ القيس
- نبذة عن الشاعـــر -
هو امرؤالقيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر الكندي
من شعراء العصر الجاهلي
ولد سنة 130 ق.هـ / 496 م ـ توفي سنة 80 ق.هـ / 544 م
شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر.
قال
الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه،
فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في
نحو العشرين من عمره.
أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في
أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه
فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال:
رحم الله أبي، ضيعني صغيراً
وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر. ونهض
من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً.
كانت
حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر
ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل
العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة.
ثم قصد الحارث بن
أبي شمر الغساني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيره
الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله ثم ولاه
إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها
إلى أن مات.
-------------------------
- القصيدة -
** سما لكَ شوقٌ بعدما كان أقصر**
سما لكَ شوقٌ بعدما كان أقصر | وحلتْ سليمي بطن قو فعرعرا |
كِنَانِيّة ٌ بَانَتْ وَفي الصَّدرِ وُدُّهَا | وَرِيحَ سَناً في حُقّة حِمْيَرِيّة ٍ |
بعَيْنيَّ ظَعْنُ الحَيّ لمّا تَحَمّلُوا | لدى جانبِ الأفلاجِ من جنبِ تيمُرَا |
فشَبّهتُهُم في الآل لمّا تَكَمّشُوا | حدائق دوم أو سفيناً مقيرا |
أوِ المُكْرَاعاتِ من نَخيلِ ابنِ يامِنٍ | دوينَ الصفا اللائي يلينَ المشقرا |
سوامقَ جبار أثيثٍ فروعه | وعالين قنواناً من البسر أحمرا |
حمتهُ بنوا الربداء من آل يامن | بأسيافهم حتى أقر وأوقرا |
وأرضى بني الربداءِ واعتمَّ زهوهُ | وأكمامُهُ حتى إذا ما تهصرا |
أطَافَتْ بهِ جَيْلانُ عِنْدَ قِطَاعِهِ | تَرَدّدُ فيهِ العَينُ حَتى تَحَيّرَا |
كأن دمى شغف على ظهر مرمر | كسا مزبد الساجوم وشياً مصورا |
غَرَائِرُ في كِنٍّ وَصَوْنٍ وَنِعْمَة ٍ | يحلينَ يا قوتاً وشذراً مفقرا |
وريح سناً في حقه حميرية | تُخَصّ بمَفرُوكٍ منَ المِسكِ أذْفَرَا |
وباناً وألوياً من الهند داكياً | وَرَنْداً وَلُبْنى وَالكِبَاءَ المُقَتَّرَا |
غلقن برهن من حبيب به ادعت | سليمى فأمسى حبلها قد تبترا |
وَكانَ لهَا في سَالِفِ الدّهرِ خُلّة ٌ | يُسَارِقُ بالطَّرْفِ الخِبَاءَ المُسَتَّرَا |
إذا نَالَ مِنْها نَظَرَة ً رِيعَ قَلْبُهُ | كما ذرعت كأس الصبوح المخمر |
نِيافاً تَزِلُّ الطَّيْرُ قَذَفاته | تراشي الفؤاد الرخص ألا تخترا |
أأسماءُ أمسى ودُها قد تغيرا | سَنُبدِلُ إنْ أبدَلتِ بالوُدِّ آخَرَا |
تَذَكّرْتُ أهْلي الصّالحينَ وَقد أتَتْ | على خملى خوصُ الركابِ وأوجرا |
فَلَمّا بَدَتْ حَوْرَانُ في الآلِ دونها | نظرتَ فلم تنظر بعي*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-* منظرا |
تقطع أسبابُ اللبانة ِ والهوى | عَشِيّة َ جَاوَزْنَا حَمَاة ً وَشَيْزَرَا |
بسير يضجّ العودُ منه يمنه | أخوا لجهدِ لا يلوى على من تعذّرا |
ولَم يُنْسِني ما قَدْ لَقِيتُ ظَعَائِناً | وخملا لها كالقرّ يوماً مخدراً |
كأثل من الأعراض من دون بيشة | وَدونِ الغُمَيرِ عامِدَاتٍ لِغَضْوَرَا |
فدَعْ ذا وَسَلِّ الهمِّ عنكَ بجَسْرَة ٍ | ذَمُولٍ إذا صَامَ النَّهارُ وَهَجّرَا |
تُقَطَّعُ غِيطَاناً كَأنّ مُتُونَهَا | إذا أظهرت تُكسي ملاءً منشرا |
بَعِيدَة ُ بَينَ المَنْكِبَينِ كَأنّمَا | ترى عند مجرى الظفر هراً مشجراً |
تُطاير ظرَّانَ الحصى بمناسم | صِلابِ العُجى مَلثومُها غيرُ أمعَرَا |
كأنّ الحَصَى مِنْ خَلفِهَا وَأمامِهَا | إذا نجَلَته رِحلُها حَذْفُ أعسَرَا |
كَأنّ صَلِيلَ المَرْوِ حِينَ تُشِذُّهُ | صليل زيوفٍ ينقدنَ بعبقرا |
عليها فتى لم تحملِ الأرضُ مثله | أبر بميثاق وأوفى وأصيرا |
هُوَ المُنْزِلُ الآلافَ من جَوّ ناعِطٍ | بَني أسَدٍ حَزْناً من الأرضِ أوْعرَا |
وَلوْ شاءَ كانَ الغزْوُ من أرض حِميَرٍ | ولكنه عمداً إلى الروم أنفرا |
بَكى صَاحِبي لمّا رأى الدَّرْبَ دُونه | وأيقنَ أنا لاحقانِ بقصيرا |
فَقُلتُ لَهُ: لا تَبْكِ عَيْنُكَ إنّمَا | نحاوِلُ مُلْكاً أوْ نُموتَ فَنُعْذَرَا |
وإني زعيمٌ إن رجعتُ مملكاً | بسيرٍ ترى منه الفرانقَ أزورا |
على لاحبٍ لا يهتدي بمنارهِ | إذا سافه العودُ النباطي جرجرا |
على كل مقصوص الذنابي معاوِد | بريد السرى بالليل من خيلِ بربرا |
أقَبَّ كسِرْحان الغَضَا مُتَمَطِّرٍ | ترى الماءَ من أعطافهِ قد تحدرا |
إذا زُعته من جانبيه كليهما | مشي الهيدبى في دفه ثم فرفرا |
إذا قُلْتُ رَوِّحْنَا أرَنّ فُرَانِقٌ | على جعلدٍ واهي الاباجل أبترا |
لقد أنكرتني بعلبك وأهلها | وجَوّاً فَرَوَّى نَخْلَ قيْسِ بْن شَمَّرَا |
نَشيمُ بُرُوقَ المُزْنِ أينَ مَصَابُهُ | ولا شيء يشفي منك يا ابنة َ عفزرا |
من القاصراتِ الطرف لو دب محولٍ | وَلا مِثْلَ يَوْمٍ في قَذَارَانَ ظَلْتُهُ |
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم | قريبٌ ولا البسباسة ُ ابنة يشكرا |
أرى أمّ عمرو دمعها قد تحدرا | بُكَاءً على عَمرٍو وَمَا كان أصْبَرَا |
إذا نحن سرنا خمسَ عشرة ليلة | وراء الحساءِ من مدافع قيصرا |
إِذا قُلتُ هَذا صاحِبٌ قَد رَضيتُهُ | وَقَرَّت بِهِ العَينانِ بُدِّلتُ آخَرا |
كَذَلِكَ جَدّي ما أُصاحِبُ صاحِباً | مِنَ الناسِ إِلّا خانَني وَتَغَيَّرا |
وَكُنّا أُناساً قَبلَ غَزوَةِ قُرمُلٍ | وَرَثنا الغِنى وَالمَجدَ أَكبَرَ أَكبَرا |
وما جبنت خيلي ولكن تذكرتْ | مرابطها في بربعيصَ وميسرا |
ألا ربّ يوم صالح قد شهدتهُ | بتَاذِفَ ذاتِ التَّلِّ من فَوْق طَرْطرَا |
ولا مثلَ يوم فق قُدار ان ظللتهُ | كأني وأصحابي على قرنِ أعفرا |
ونشرُب حتى نحسب الخيل حولنا | نِقَاداً وَحتى نحسِبَ الجَونَ أشقَرَا |
--------------------