(يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك")
بسم الله الرحــمــن الــرحــيم
الحــمـــدلله رب العــالمين,والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آلـــه وصــحــبه أجمعين
أمابعد..
فقدأخرج
الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه من كتاب الإيمان حديث دعاء النبي
صلى الله عليه وسلم لأمته وبكائه شفقة عليهم ..فقال:حدّثني يونس بن عبد
الأعلى الصدَفي,أخبرنا ابن وهب,قال :أخبرني عمرو بن الحارث ,أن بكر بن
سوادة,حدثه عن عبد الرحمن بن جبير,عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهما:
(أن النبي صلّى الله عليه وسلّم
تلا قول الله تعالى في إبراهيم صلى الله عليه وسلم:"ربّ إنهن أضللن كثيرا
من الناس فمن تبعني فإنه مني....الآية",وقال عيسى صلى الله عليه وسلم:"إن
تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم"
فرفع يديه وقال :الـــلــهم أمّــتي, أمّـــتي,وبكى...
فقال الله عزّ وجل :"يا جبريل اذهب إلى محمد - وربّك أعلم – فسله ما يبكيك ؟
فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال - وهو أعلم -
فقال الله تعالى:"يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك")
من معاني الحديث / شرح الإمام النووي رحمه الله تعالى:
·
قوله(عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهماأن النبي صلى الله عليه
وسلم تلا قول الله تعالى في إبراهيم صلى الله عليه وسلم(رب إنهن أضللن
كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم)وقال عيسى صلى الله عليه وسلم:(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم))
في
معنى "قال عيسى": قال القاضي عياض رحمه الله تعالى :قال بعضهم قوله "قال"
هو اسم للقول لا فعل,يقال قال قولاوقالا وقيلا ,كأنه قال: وتلا قول عيسى.
· وهذا الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد منها:
- بيان كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته واعتنائه بمصالحهم واهتمامه بأمرهم.
- استحباب رفع اليدين في الدعاء كما فعل النبي صلى اللهعليه وسلم .
-
ومنها البشارة العظيمة لهذه الأمة - زادها الله تعالى شرفا- بما وعده الله
تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بقوله:"إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك"وهذا
من أرجى الأحاديث لهذه الأمة أو أرجاها .
- ومنها بيان عظيم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عندالله تعالى وعظيم لطفه سبحانه وتعالى به - صلى الله عليه وسلم –
· الحكمة في إرسال جبريل عليه السلام لسؤاله صلى الله عليه وسلم :
إظهار
شرف النبي صلى الله عليه وسلم وأنه بالمحل الأعلى عند ربه جل وعلا
فيُسترضى ويكرم بما يرضيه ويكون ذلك بشهادة الملأ الأعلى إذ يبلغه بذلك
جبريل عليه السلام.والله اعلم.
· وهذا الحديث موافق لقول الله عز وجل :"ولسوف يعطيك ربك فترضى".
·
وأما قوله تعالى :"ولا نسوؤك" فقال صاحب التحرير:هو تأكيد للمعنى أي لا
نحزنك فيهم ,لأن الإرضاء قد يحصل في حق البعض بالعفو عنهم ويدخل الباقي
النار,فقال "إنا سنرضيك"أي بالعفو عن أمتك ولا ندخل عليك حزنا من جهة أمتك
فننجي الجميع من النار.والله أعلم
فصلى الله وسلم على نبينا
محمد كم تدمع العين حين التأمل فيهذا الحديث ,يبكي صلى الله عليه وسلم
!!أعظم رجل في البشرية يبكي! ولماذا لأجل امته, ما أشفقه وما أرحمه صلى
الله عليه وسلم ..كم قصرنا في حقه ونسيناه,كم فرطنافي سنته ولا حول ولا
قوة إلا بالله,ثم نرجو ان نكون ممن يشفع فيهم أو ممن يُحشرمعه أو يلتقي
به!!
و لوسب أحد آباءنا أو أمهاتنا أو انتقصهم او انتقصنالرددنا عليه
وألجمنا فاه وألقمناه الحجر..لكن ياحسرةً ضعف الإيمان فضعفت الغيرة
والولاية لله ورسوله..غرّتنا الدنيا ونسينا أننا نعمل في الدنيا
طلبالمرضاة الله تعالى التي لا تُنال الا باتباع هدي نبيه صلى الله عليه
وسلم وبات أحدنا يستكثر من العمل وهو غافل عن المقصود الأعظم من هذه
العبادة وهذاالاتباع..فإن كنا من القائمين بالصلاة والصيام والدعاء
والذكروأنواع العبادات التي بلّغنا إياها رسولنا صلى الله عليه وسلم عن
ربنا تبارك وتعالى ,و لكنّ قَدْر رسولنا صلى الله عليه وسلم في قلوبنا ليس
بذاك ..فيا حسرةً أين الوفاء ورد الجميل ؟ أين الإيمان الصادق بالله
ورسوله صلى الله عليه وسلم!!
وإذا كان قدر نبينا عند الله تعالى
ظاهرمن خلال إرسال جبريل عليه السلام إليه مع أن الله جل وعلا اعلم بسبب
بكائه ولكن الله تعالى أراد إظهار شرف قدره في الملأ الأعلى ..فما بالنا
ما قدرنا رسولناصلى الله عليه وسلم ولا وقّرناه ؟؟الله جل وعلا سيرضيه في
أمته,فهل أمته سترضيه وترفع رأسه وتفرحه ؟؟أقول نعم هذا هو المتأمل من هذه
الأمة المباركة وسيظهر ذلك جليا في أيام وأعوام قادمة بإذن الله تعالى
نسأل الله جل وعلا ان يقرّأعيننا بنصرةكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وأن يرفع راية دينه ويعيد العزة للمسلمين وأن يجعلنا منهم وأن لا يسلبنا
الإسلام بعد إذ وهبنا إياه إنه كان بنا رحيما..آمين
اللهم
اجز عنا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل ما جزيت نبيا عن
قومه..ورسولا عن أمته..واجعلنا يا رب من المتبعين لشريعته المتمسكين بهديه
وسنته ,واحشرنا في زمرةالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك
رفيقا ..والحمد لله رب العالمين"آمــــين".
الحــمـــدلله رب العــالمين,والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آلـــه وصــحــبه أجمعين
أمابعد..
فقدأخرج
الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه من كتاب الإيمان حديث دعاء النبي
صلى الله عليه وسلم لأمته وبكائه شفقة عليهم ..فقال:حدّثني يونس بن عبد
الأعلى الصدَفي,أخبرنا ابن وهب,قال :أخبرني عمرو بن الحارث ,أن بكر بن
سوادة,حدثه عن عبد الرحمن بن جبير,عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهما:
(أن النبي صلّى الله عليه وسلّم
تلا قول الله تعالى في إبراهيم صلى الله عليه وسلم:"ربّ إنهن أضللن كثيرا
من الناس فمن تبعني فإنه مني....الآية",وقال عيسى صلى الله عليه وسلم:"إن
تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم"
فرفع يديه وقال :الـــلــهم أمّــتي, أمّـــتي,وبكى...
فقال الله عزّ وجل :"يا جبريل اذهب إلى محمد - وربّك أعلم – فسله ما يبكيك ؟
فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال - وهو أعلم -
فقال الله تعالى:"يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك")
من معاني الحديث / شرح الإمام النووي رحمه الله تعالى:
·
قوله(عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهماأن النبي صلى الله عليه
وسلم تلا قول الله تعالى في إبراهيم صلى الله عليه وسلم(رب إنهن أضللن
كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم)وقال عيسى صلى الله عليه وسلم:(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم))
في
معنى "قال عيسى": قال القاضي عياض رحمه الله تعالى :قال بعضهم قوله "قال"
هو اسم للقول لا فعل,يقال قال قولاوقالا وقيلا ,كأنه قال: وتلا قول عيسى.
· وهذا الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد منها:
- بيان كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته واعتنائه بمصالحهم واهتمامه بأمرهم.
- استحباب رفع اليدين في الدعاء كما فعل النبي صلى اللهعليه وسلم .
-
ومنها البشارة العظيمة لهذه الأمة - زادها الله تعالى شرفا- بما وعده الله
تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بقوله:"إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك"وهذا
من أرجى الأحاديث لهذه الأمة أو أرجاها .
- ومنها بيان عظيم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عندالله تعالى وعظيم لطفه سبحانه وتعالى به - صلى الله عليه وسلم –
· الحكمة في إرسال جبريل عليه السلام لسؤاله صلى الله عليه وسلم :
إظهار
شرف النبي صلى الله عليه وسلم وأنه بالمحل الأعلى عند ربه جل وعلا
فيُسترضى ويكرم بما يرضيه ويكون ذلك بشهادة الملأ الأعلى إذ يبلغه بذلك
جبريل عليه السلام.والله اعلم.
· وهذا الحديث موافق لقول الله عز وجل :"ولسوف يعطيك ربك فترضى".
·
وأما قوله تعالى :"ولا نسوؤك" فقال صاحب التحرير:هو تأكيد للمعنى أي لا
نحزنك فيهم ,لأن الإرضاء قد يحصل في حق البعض بالعفو عنهم ويدخل الباقي
النار,فقال "إنا سنرضيك"أي بالعفو عن أمتك ولا ندخل عليك حزنا من جهة أمتك
فننجي الجميع من النار.والله أعلم
فصلى الله وسلم على نبينا
محمد كم تدمع العين حين التأمل فيهذا الحديث ,يبكي صلى الله عليه وسلم
!!أعظم رجل في البشرية يبكي! ولماذا لأجل امته, ما أشفقه وما أرحمه صلى
الله عليه وسلم ..كم قصرنا في حقه ونسيناه,كم فرطنافي سنته ولا حول ولا
قوة إلا بالله,ثم نرجو ان نكون ممن يشفع فيهم أو ممن يُحشرمعه أو يلتقي
به!!
و لوسب أحد آباءنا أو أمهاتنا أو انتقصهم او انتقصنالرددنا عليه
وألجمنا فاه وألقمناه الحجر..لكن ياحسرةً ضعف الإيمان فضعفت الغيرة
والولاية لله ورسوله..غرّتنا الدنيا ونسينا أننا نعمل في الدنيا
طلبالمرضاة الله تعالى التي لا تُنال الا باتباع هدي نبيه صلى الله عليه
وسلم وبات أحدنا يستكثر من العمل وهو غافل عن المقصود الأعظم من هذه
العبادة وهذاالاتباع..فإن كنا من القائمين بالصلاة والصيام والدعاء
والذكروأنواع العبادات التي بلّغنا إياها رسولنا صلى الله عليه وسلم عن
ربنا تبارك وتعالى ,و لكنّ قَدْر رسولنا صلى الله عليه وسلم في قلوبنا ليس
بذاك ..فيا حسرةً أين الوفاء ورد الجميل ؟ أين الإيمان الصادق بالله
ورسوله صلى الله عليه وسلم!!
وإذا كان قدر نبينا عند الله تعالى
ظاهرمن خلال إرسال جبريل عليه السلام إليه مع أن الله جل وعلا اعلم بسبب
بكائه ولكن الله تعالى أراد إظهار شرف قدره في الملأ الأعلى ..فما بالنا
ما قدرنا رسولناصلى الله عليه وسلم ولا وقّرناه ؟؟الله جل وعلا سيرضيه في
أمته,فهل أمته سترضيه وترفع رأسه وتفرحه ؟؟أقول نعم هذا هو المتأمل من هذه
الأمة المباركة وسيظهر ذلك جليا في أيام وأعوام قادمة بإذن الله تعالى
نسأل الله جل وعلا ان يقرّأعيننا بنصرةكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وأن يرفع راية دينه ويعيد العزة للمسلمين وأن يجعلنا منهم وأن لا يسلبنا
الإسلام بعد إذ وهبنا إياه إنه كان بنا رحيما..آمين
اللهم
اجز عنا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل ما جزيت نبيا عن
قومه..ورسولا عن أمته..واجعلنا يا رب من المتبعين لشريعته المتمسكين بهديه
وسنته ,واحشرنا في زمرةالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك
رفيقا ..والحمد لله رب العالمين"آمــــين".