كي تكون الصورة واضحة فقد استخدم الإنسان القديم النباتات
لعلاج الأمراض التي يعاني منها، وفي حال كان العلاج موفقاً كانت الخبرة
تنتقل إلى الأجيال التالية وفي حال كان العلاج فاشلاً كان المريض يموت على
الأغلب وتنتهي القصة .
وعلى مر العصور استخدم الصينيون
والهنود والعرب ومن بعدهم الأوربيون الكثير من النباتات لعلاج الأمراض،
وكانت القاعدة المستخدمة هي تعديل التوازن بين مكونات الجسم البشري، فقد
كانت نظرية الخلائط الأربعة :"ماء -نار - تراب - هواء " هي قاعدة العلاج
للحالة المرضية، حيث أن الإنسان مكون من هذه العناصر ويجب أن تكون
متوازنة. فإن أصابت الحمى مثلاً شخصاً ما يرتفع تركيز النار في جسمه لذا
يجب استخدام الماء لإطفائها، ويكون العلاج من قبيل استخدام الخس أو الخيار
الذين يحتويان الكثير من الماء "نظرياً" .
كان التعديل على استخدام هذه النظرية البحث
عن أساس المشكلة وحله. وكان الأطباء المشاكسون وحدهم من تجرأ وتحدى أسس
الطب القديم، ولا أستطيع أن أنكر فضل الأطباء العرب وخاصة ابن سينا "
المشاكس الأكبر"، في هذا المجال رغم أنه لم يرفض نظرية الخلائط الأربعة
بشكل واضح .
كانت التجربة متناقلة شفهياً أولاً ثم أصبحت
تنتقل مكتوبة في كتب مرجعية، وقد تسربت هذه الكتب إلى أوروبة وقامت على
أساسها نهضة الطب الحديث هناك، وبقي استخدام الأودية النباتية هو الأساس
حتى تدخلت الصناعة ورؤوس الأموال في هذا ليصبح هدف الطب هو الكسب المادي
بدلاً من مساعدة المرضى "لوجه الله".
أولى الأدوية التي تم تصنيعها كيميائياً هو
الأسبرين فقد اكتشف شخص ما أن علاجاً شعبياً مشهوراً للصداع كان يستخدم في
بلاده وهو غلي قشور شجرة الصفصاف ثم شربها، وقد بحث هذا الشخص عن هذا
التأثير العجيب ليكتشف أنها مادة موجودة في قشور الصفصاف سماها الأسبرين،
وباستخدام تقنيات الكيمياء الجديدة وقتها استطاع أن يحصل عليها نقية بلون
أبيض على شكل مسحوق، وكانت أفضل بكثير من المحلول البني العكر والمر الذي
تستخدمه عامة الشعب، وأصبح يبيع هذه المادة كدواء ليصبح أول دواء كيميائي
في التاريخ.
المدهش في الموضوع أن الناس يظنون
الأدوية الكيميائية هي أشياء من الفضاء الخارجي، وليس لها أي علاقة بأي شيء
في الطبيعة وهذا خطأ كبير لأن أغلب الأدوية الموجودة في السوق هي أدوية
طبيعية، ولكنها نقية من الشوائب ، مثلا : البنسلين يتم الحصول عليه من
الفطور، وأدوية القلب " الديجتال" من نبات الدفلة. لكننا ككائنات بشرية
متواضعة لا نستطيع أن نبتلع ملعقتين من الفطور التي تنمو على الثمار لكي
نعالج التهاب اللوزتين لأن هاتين الملعقتين تحوي كميات هائلة من السموم
القاتلة للبشر بالإضافة للبنسلين . كما أن علك خمسة أوراق من نبات الكينا
يؤدي إلى وفاة الشخص مباشرة بدل أن يعالج حالة ضعف القلب .
إن أغلب النباتات لها تأثير على
الإنسان بطريقة أو بأخرى وذلك بسبب وجود مواد فعالة فيها وهذه المواد
الفعالة تختلف بكمياتها في النباتات، فلا يوجد نباتان متشابهان تماماً،
لأن النباتات تختلف بكمية الماء التي ترويها والشمس التي تتعرض لها
والتربة التي تعيش فيها وحرارة الطقس التي تنمو فيه والهواء الذي تتعرض
له، فكما أن هناك أنواع من التفاح ذكية الطعم والرائحة، توجد أنواع أخرى
بدون طعم أو رائحة، كذلك توجد نباتات غنية بالمكونات الفعالة وأخرى فقيرة
بها، وما تفعله الشركات الدوائية الكبرى هو استخلاص المواد الفعالة بشكل
نقي ثم تعديلها قليلاً عند الحاجة وتعليبها كحبوب وشرابات وغيرها.
ما يزعج الكثيرين أن الشركات
الدوائية الكبرى تتقاضى مبالغ هذه العملية لا يمكن وصفها بالمبالغ
الطائلة، لأنها "هائلة الطؤولية". لذلك وجدت حركات عديدة تهاجم هذه
الشركات التي تحتكر صناعة تعتبر ثالث أضخم صناعة في العالم بعد المخدرات
والطاقة "النفط والغاز" لذلك وجدت جهات عديدة معادية لهذه الاحتكارات
وتدعو إلى استخدام بدائل لها.
قفز إلى قطار المعترضين عدد من
الانتهازيين الذين رغبوا بجمع الثروات على حساب صحة الناس ، مبررين موقفهم
بأن شركات الأدوية تكسب النقود من وراء مصائب الآخرين : " فلم لا نستفيد
نحن أيضاً؟" . المشكلة الكبيرة في الأشخاص الذين يعملون في صناعة الأدوية
النباتية هي جهلهم التام بكيفية عمل الجسم البشري، وسبب حدوث الأمراض وعمل
آلية العلاج. لذا نجد نسبة كبيرة من الفشل في علاج الأمراض بهذه الطريقة.
ونجد أن أغلبية الأطباء متخوفين ومتشككين من استخدامها .
نصائح لاختيار العلاج العشبي :
لعلاج الأمراض التي يعاني منها، وفي حال كان العلاج موفقاً كانت الخبرة
تنتقل إلى الأجيال التالية وفي حال كان العلاج فاشلاً كان المريض يموت على
الأغلب وتنتهي القصة .
وعلى مر العصور استخدم الصينيون
والهنود والعرب ومن بعدهم الأوربيون الكثير من النباتات لعلاج الأمراض،
وكانت القاعدة المستخدمة هي تعديل التوازن بين مكونات الجسم البشري، فقد
كانت نظرية الخلائط الأربعة :"ماء -نار - تراب - هواء " هي قاعدة العلاج
للحالة المرضية، حيث أن الإنسان مكون من هذه العناصر ويجب أن تكون
متوازنة. فإن أصابت الحمى مثلاً شخصاً ما يرتفع تركيز النار في جسمه لذا
يجب استخدام الماء لإطفائها، ويكون العلاج من قبيل استخدام الخس أو الخيار
الذين يحتويان الكثير من الماء "نظرياً" .
كان التعديل على استخدام هذه النظرية البحث
عن أساس المشكلة وحله. وكان الأطباء المشاكسون وحدهم من تجرأ وتحدى أسس
الطب القديم، ولا أستطيع أن أنكر فضل الأطباء العرب وخاصة ابن سينا "
المشاكس الأكبر"، في هذا المجال رغم أنه لم يرفض نظرية الخلائط الأربعة
بشكل واضح .
كانت التجربة متناقلة شفهياً أولاً ثم أصبحت
تنتقل مكتوبة في كتب مرجعية، وقد تسربت هذه الكتب إلى أوروبة وقامت على
أساسها نهضة الطب الحديث هناك، وبقي استخدام الأودية النباتية هو الأساس
حتى تدخلت الصناعة ورؤوس الأموال في هذا ليصبح هدف الطب هو الكسب المادي
بدلاً من مساعدة المرضى "لوجه الله".
أولى الأدوية التي تم تصنيعها كيميائياً هو
الأسبرين فقد اكتشف شخص ما أن علاجاً شعبياً مشهوراً للصداع كان يستخدم في
بلاده وهو غلي قشور شجرة الصفصاف ثم شربها، وقد بحث هذا الشخص عن هذا
التأثير العجيب ليكتشف أنها مادة موجودة في قشور الصفصاف سماها الأسبرين،
وباستخدام تقنيات الكيمياء الجديدة وقتها استطاع أن يحصل عليها نقية بلون
أبيض على شكل مسحوق، وكانت أفضل بكثير من المحلول البني العكر والمر الذي
تستخدمه عامة الشعب، وأصبح يبيع هذه المادة كدواء ليصبح أول دواء كيميائي
في التاريخ.
المدهش في الموضوع أن الناس يظنون
الأدوية الكيميائية هي أشياء من الفضاء الخارجي، وليس لها أي علاقة بأي شيء
في الطبيعة وهذا خطأ كبير لأن أغلب الأدوية الموجودة في السوق هي أدوية
طبيعية، ولكنها نقية من الشوائب ، مثلا : البنسلين يتم الحصول عليه من
الفطور، وأدوية القلب " الديجتال" من نبات الدفلة. لكننا ككائنات بشرية
متواضعة لا نستطيع أن نبتلع ملعقتين من الفطور التي تنمو على الثمار لكي
نعالج التهاب اللوزتين لأن هاتين الملعقتين تحوي كميات هائلة من السموم
القاتلة للبشر بالإضافة للبنسلين . كما أن علك خمسة أوراق من نبات الكينا
يؤدي إلى وفاة الشخص مباشرة بدل أن يعالج حالة ضعف القلب .
إن أغلب النباتات لها تأثير على
الإنسان بطريقة أو بأخرى وذلك بسبب وجود مواد فعالة فيها وهذه المواد
الفعالة تختلف بكمياتها في النباتات، فلا يوجد نباتان متشابهان تماماً،
لأن النباتات تختلف بكمية الماء التي ترويها والشمس التي تتعرض لها
والتربة التي تعيش فيها وحرارة الطقس التي تنمو فيه والهواء الذي تتعرض
له، فكما أن هناك أنواع من التفاح ذكية الطعم والرائحة، توجد أنواع أخرى
بدون طعم أو رائحة، كذلك توجد نباتات غنية بالمكونات الفعالة وأخرى فقيرة
بها، وما تفعله الشركات الدوائية الكبرى هو استخلاص المواد الفعالة بشكل
نقي ثم تعديلها قليلاً عند الحاجة وتعليبها كحبوب وشرابات وغيرها.
ما يزعج الكثيرين أن الشركات
الدوائية الكبرى تتقاضى مبالغ هذه العملية لا يمكن وصفها بالمبالغ
الطائلة، لأنها "هائلة الطؤولية". لذلك وجدت حركات عديدة تهاجم هذه
الشركات التي تحتكر صناعة تعتبر ثالث أضخم صناعة في العالم بعد المخدرات
والطاقة "النفط والغاز" لذلك وجدت جهات عديدة معادية لهذه الاحتكارات
وتدعو إلى استخدام بدائل لها.
قفز إلى قطار المعترضين عدد من
الانتهازيين الذين رغبوا بجمع الثروات على حساب صحة الناس ، مبررين موقفهم
بأن شركات الأدوية تكسب النقود من وراء مصائب الآخرين : " فلم لا نستفيد
نحن أيضاً؟" . المشكلة الكبيرة في الأشخاص الذين يعملون في صناعة الأدوية
النباتية هي جهلهم التام بكيفية عمل الجسم البشري، وسبب حدوث الأمراض وعمل
آلية العلاج. لذا نجد نسبة كبيرة من الفشل في علاج الأمراض بهذه الطريقة.
ونجد أن أغلبية الأطباء متخوفين ومتشككين من استخدامها .
نصائح لاختيار العلاج العشبي :
- كقاعدة أساسية : "لا تستبدل العلاج بالعقاقير النباتية الدواء العادي ". يعاني
العديد من الأشخاص من آثار ضارة تصل أحياناً إلى الوفاة بسبب إيقاف
استخدام العلاج الأساسي، واختيار علاج بديل عشبي يكون أقل تأثيراً، مما
يؤدي إلى تدهور حالتهم إلى درجات قد تصل إلى الخطر. لذا يجب الانتباه إلى
أن القاعدة الذهبية لأي علاج نباتي هو أنه علاج داعم فقط وليس أساسي. وأن
استخدامه كعلاج أساسي وحيد هو خطأ كبير، وأي مخالفة لهذه القاعدة هو خطأ
طبي يمكن رفع دعوى ضدها " نظرياً على الأقل". - اعرف ما تستخدم:
ينص العلاج الحديث على معرفة الحد الأدنى من طريقة العلاج، وبالتالي يجب
معرفة ماذا يحتوي دوائك وكيف يعمل. إن وجود العديد من الأدوية والخلطات
السرية هي عملية نصب في غالب الأحيان، والدواء في أغلب الأحيان مضر ومخلوط
بمواد كيميائية تعطي تأثيراً قوياً ولكنه ضار بالجسم بشكل خطير. مثل
خلطات منحفة مشهورة مخلوطة بأدوية ممنوعة عالمياً لأنها تسبب وفاة
الإنسان، ولكن صاحب هذه الشركة لا يهمه سوى الربح لذا نراه على التلفاز ليل
نهار. كما أن وجود دواء سحري واحد لكل مرض هو كذبة كبيرة يقدمها كاذب آخر
على التلفاز. - احترس من الأعراض الجانبية: قد تصاب بعدد من الأعراض الجانبية، لذا انتبه إن لم تكن مذكورة في النشرة الدوائية المرفقة.
- احترسي وأنت حامل أو مرضع: تعتقد العديد من النساء بأن الأدوية النباتية أكثر أماناً من الكيميائية أثناء الحمل. وهذا خطأ قد تدفع ثمنه غالياً.
- انتبه إلى جودة النباتات: لا تستخدم نباتات رخيصة لأنها قد تكون مغشوشة، وبالتالي غير مفيدة أو خطيرة.