رحلة عذاب تكللت بالنجاح قد لا يحلو للكثيرات الاستماع إلى تعليقات الطبيب
المحذرة لهن من أنهن ما لم يتخلصن من الوزن الزائد فضلا عن الإقلاع عن التدخين،
فإنهن سيواجهن أجلهن المحتوم. خلال لقائها مع طبيبها الشهر الماضي أبلغ الطبيب نوال
التي لم تتجاوز الحادية والثلاثين من عمرها أنها لن تبلغ العقد الرابع بل ستواجه
مصيرها حتما ما لم تخفف وزنها وتتخلص من عادة التدخين.
تلك الكلمات ندت عن الطبيب في وقت مبكر من عمرها، وفي أعقاب ذلك لجأت لبرامج حمية
عدة ولكن لم تكن تصمد. فكانت تتوقف عن النهم ومن ثم تعاود كسر كل القيود والنظم
وترجع دائما إلى فوضى الطعام، وكانت تعي دوما أن تأرجحها بين النهم ووجبات الحمية
سيدفع بها يوما إلى حافة الهاوية المرضية.
وتقول نوال حول تجربتها «كل ما كنت بحاجة إليه هو البداية الناجحة وشيء ما يمنحني
الحافز وأن أبدأ بالتخلص من الكيلوغرامات الواحد تلو الآخر. لقد سمعت بتدبيس المعدة
وبإجراءات أخرى مثل عمليات التجميل. وشعرت بالثقة في أنني سأحافظ على رشاقة جسمي،
بعد انتهاء العملية.
وتضمنت العملية إدخال أنبوب عبر الحنجرة وتغليف بطانة المعدة وقص الفائض وإخراج
الأنبوب بعد ذلك، وبعد انتهاء العملية باتت معدتي صغيرة وذات شكل أنبوبي.وشعرت في
ذلك الوقت بغضب شديد لأنني وضعت تحت رحمة مشرط الجراح. لكنني في المقابل كنت أشعر
بغضب من حالة البدانة التي كنت أعاني منها. وكنت أشعر بيأس كبير.
ونقلت إلى المستشفى في اليوم السابق للعملية وفي تلك الأمسية سألت ما إذا كان
باستطاعتي اصطحاب أسرتي إلى أحد المطاعم لتناول ما أشاء من الطعام. ولكن الطبيب طلب
مني ألا أتناول أي شيء بعد انتصاف الليلة. وتناولت في تلك الليل مع أفراد أسرتي
قاورما الدجاج المتبل بالبهارات وخاصة الكاري واللبن.
لدى عودتي إلى المستشفى اصطدمت بما قالته الممرضة التي أوضحت لي أن الطبيب الجراح
طلب منها أن تعرف مني ما إذا كنت تناولت أي طعام. وقالت آمل ألا تكوني تناولت أي
شيء!!» فأجابت على الفور «لقد سمح لي بتناول أي شيء، أبلغني أن باستطاعتي تناول أي
شيء قبل منتصف الليل. فقالت «اعتقدت أنك كنت ستجلسين مع أفراد أسرتك وتشاهدينهم وهم
يتناولون الطعام دون أن تطال يداك في أي شيء.
حاولت الممرضة قبيل العملية إخراج الطعام من معدتي فأعطتني دواء ملينا شديد
الفعالية. مزجته بلتر من الماء، وكان طعمه كريها للغاية. والحقيقة فإن معدتي كانت
مترعة للغاية وشعرت أنها تكاد تنفجر. ومن ثم قامت بتحضير لتر آخر، وبعدها لتر ثالث
له نفس الطعم والمكونات. وشعرت بعد كل ذلك بالسقم وبأنني بت عليلة فعلا.
وضع قاس
في الساعة العاشرة أصبت بإسهال شديد، وبدا الوضع بالنسبة لي مؤلما للغاية وشعرت
وكأنني أخرج مادة حمضية، وفي النهاية أعطيت المورفين، وهي مادة مخدرة شديدة
الفعالية. ولا شك أنها عملية متعبة، وشعرت بصعوبة في التنفس. ولما حاولت إبلاغ
الممرضة بأن معدتي لم تنظف بالكامل وأنه لا تزال هناك فضلات داخل المعدة، كنت قد
نقلت على كرسي متحرك إلى غرفة العمليات.
وبلغ الألم أوجه لدى استيقاظي من المخدر. لقد كان الألم أشد من ألم الولادة ولم أكن
قادرة على التنفس بحرية.
وبعد العملية التي كان من المفترض أن تستغرق 3 ساعات، وأبلغت أن معدتي انفجرت وأنا
على طاولة العمليات وأن العملية استغرقت ست ساعات وتناثرت محتويات معدتي على صدري
وبطني. واضطروا لتنظيف الطعام الذي خرج من معدتي، ولا حظ الجراح من محتويات المعدة
أنني لم أكن أمضغ قطع الدجاج بصورة جيدة بل أبتلعها كما هي قطعة، قطعة.
وبعد أيام قلائل على خروجي من المستشفى، نقلت إليه مرة أخرى بسبب التهاب حاد ومتاعب
شديدة في الرئتين وبت أتقيأ نحو ثلاثة أرباع محتويات معدتي من الطعام والشراب.
حافة الانهيار
كل ما كنت استطيع تناوله هو ربع سندويش وكوبين من السوائل يوميا، وكان ينبغي علي
تناول الفيتامينات والأملاح المعدنية البديلة. وكنت أقوم بسحقها لتناولها على دفعات
ضئيلة جدا. وسرعان ما أصبح جسمي مرتعا لحالة المجاعة وبدأت أصاب بفشل كلوي. وكنت
خلال ذلك أعمل في شركة لبطاقات الأعراس لكنني اضطررت إلى ترك عملي لأنني لم أكن
أتحمل آلام المرض والعمل في آن واحد.
فقدت طاقة جسمي وأخذت أخلد إلى النوم طوال النهار وتدهورت حالتي الصحية، ومن حين
لآخر أخذت أشعر أنني على وشك الانتحار. وخلال كل تلك التقلبات والمعاناة كان زوجي
يكرس للسهر على راحتي. فقد كان يأخذ الإجازة تلو الأخرى من عمله للوقوف إلى جانبي.
بعد مرور عام فقدت ما لا يقل عن خمسين كيلوغراما، ولكن العذاب المرير الذي ذقته
خلال تلك الفترة لن أتمناه لأحد قط. وكنت أخضع كل بضعة أسابيع لعملية توسيع للمريء
لإدخال الطعام بالقوة إلى جوفي.. ومضى عامان قبل أن أتمكن من استعادة قدرتي على
تناول الطعام. وخلال تلك الفترة تراجع وزني تراجعا كثيراً وبدا بطني مترهلا وبشعا.
وبات من المستحيل التخلص من الكتل الدهنية المترهلة في بطني مهما كانت التدريبات
الرياضية قاسية، وعلى الرغم من تجربتي المريرة مع العمليات الجراحية فقد قررت إجراء
عملية شفط للدهون المتراكمة على بطني وعلى الفخذين واستقر الأمر على إجراء عمليات
الشفط على الجزء العلوي من البطن والفخذين والوركين.
وعلى الرغم من قلق زوجي، إلا أنني قررت التخلص من الشحوم المتدلية من بطني. بعد
العملية راقني جدا أن أنظر إلى بطني الذي أصبح مسطحا وقد اختفت الكتل المتدلية
المترهلة. وقد أزال الأطباء نحو أربعة كيلوغرامات من الشحوم من بطني. لقد أصبحت
اليوم أرتدي ما أشاء من الألبسة دون أن أشعر بالخجل من جسمي المنتفخ. والفضل يعود
لتلك العملية الجراحية التي أجريتها لتدبيس المعدة والأخرى للتخلص من الترهلات
الدهنية الخارجية على البطن.
المحذرة لهن من أنهن ما لم يتخلصن من الوزن الزائد فضلا عن الإقلاع عن التدخين،
فإنهن سيواجهن أجلهن المحتوم. خلال لقائها مع طبيبها الشهر الماضي أبلغ الطبيب نوال
التي لم تتجاوز الحادية والثلاثين من عمرها أنها لن تبلغ العقد الرابع بل ستواجه
مصيرها حتما ما لم تخفف وزنها وتتخلص من عادة التدخين.
تلك الكلمات ندت عن الطبيب في وقت مبكر من عمرها، وفي أعقاب ذلك لجأت لبرامج حمية
عدة ولكن لم تكن تصمد. فكانت تتوقف عن النهم ومن ثم تعاود كسر كل القيود والنظم
وترجع دائما إلى فوضى الطعام، وكانت تعي دوما أن تأرجحها بين النهم ووجبات الحمية
سيدفع بها يوما إلى حافة الهاوية المرضية.
وتقول نوال حول تجربتها «كل ما كنت بحاجة إليه هو البداية الناجحة وشيء ما يمنحني
الحافز وأن أبدأ بالتخلص من الكيلوغرامات الواحد تلو الآخر. لقد سمعت بتدبيس المعدة
وبإجراءات أخرى مثل عمليات التجميل. وشعرت بالثقة في أنني سأحافظ على رشاقة جسمي،
بعد انتهاء العملية.
وتضمنت العملية إدخال أنبوب عبر الحنجرة وتغليف بطانة المعدة وقص الفائض وإخراج
الأنبوب بعد ذلك، وبعد انتهاء العملية باتت معدتي صغيرة وذات شكل أنبوبي.وشعرت في
ذلك الوقت بغضب شديد لأنني وضعت تحت رحمة مشرط الجراح. لكنني في المقابل كنت أشعر
بغضب من حالة البدانة التي كنت أعاني منها. وكنت أشعر بيأس كبير.
ونقلت إلى المستشفى في اليوم السابق للعملية وفي تلك الأمسية سألت ما إذا كان
باستطاعتي اصطحاب أسرتي إلى أحد المطاعم لتناول ما أشاء من الطعام. ولكن الطبيب طلب
مني ألا أتناول أي شيء بعد انتصاف الليلة. وتناولت في تلك الليل مع أفراد أسرتي
قاورما الدجاج المتبل بالبهارات وخاصة الكاري واللبن.
لدى عودتي إلى المستشفى اصطدمت بما قالته الممرضة التي أوضحت لي أن الطبيب الجراح
طلب منها أن تعرف مني ما إذا كنت تناولت أي طعام. وقالت آمل ألا تكوني تناولت أي
شيء!!» فأجابت على الفور «لقد سمح لي بتناول أي شيء، أبلغني أن باستطاعتي تناول أي
شيء قبل منتصف الليل. فقالت «اعتقدت أنك كنت ستجلسين مع أفراد أسرتك وتشاهدينهم وهم
يتناولون الطعام دون أن تطال يداك في أي شيء.
حاولت الممرضة قبيل العملية إخراج الطعام من معدتي فأعطتني دواء ملينا شديد
الفعالية. مزجته بلتر من الماء، وكان طعمه كريها للغاية. والحقيقة فإن معدتي كانت
مترعة للغاية وشعرت أنها تكاد تنفجر. ومن ثم قامت بتحضير لتر آخر، وبعدها لتر ثالث
له نفس الطعم والمكونات. وشعرت بعد كل ذلك بالسقم وبأنني بت عليلة فعلا.
وضع قاس
في الساعة العاشرة أصبت بإسهال شديد، وبدا الوضع بالنسبة لي مؤلما للغاية وشعرت
وكأنني أخرج مادة حمضية، وفي النهاية أعطيت المورفين، وهي مادة مخدرة شديدة
الفعالية. ولا شك أنها عملية متعبة، وشعرت بصعوبة في التنفس. ولما حاولت إبلاغ
الممرضة بأن معدتي لم تنظف بالكامل وأنه لا تزال هناك فضلات داخل المعدة، كنت قد
نقلت على كرسي متحرك إلى غرفة العمليات.
وبلغ الألم أوجه لدى استيقاظي من المخدر. لقد كان الألم أشد من ألم الولادة ولم أكن
قادرة على التنفس بحرية.
وبعد العملية التي كان من المفترض أن تستغرق 3 ساعات، وأبلغت أن معدتي انفجرت وأنا
على طاولة العمليات وأن العملية استغرقت ست ساعات وتناثرت محتويات معدتي على صدري
وبطني. واضطروا لتنظيف الطعام الذي خرج من معدتي، ولا حظ الجراح من محتويات المعدة
أنني لم أكن أمضغ قطع الدجاج بصورة جيدة بل أبتلعها كما هي قطعة، قطعة.
وبعد أيام قلائل على خروجي من المستشفى، نقلت إليه مرة أخرى بسبب التهاب حاد ومتاعب
شديدة في الرئتين وبت أتقيأ نحو ثلاثة أرباع محتويات معدتي من الطعام والشراب.
حافة الانهيار
كل ما كنت استطيع تناوله هو ربع سندويش وكوبين من السوائل يوميا، وكان ينبغي علي
تناول الفيتامينات والأملاح المعدنية البديلة. وكنت أقوم بسحقها لتناولها على دفعات
ضئيلة جدا. وسرعان ما أصبح جسمي مرتعا لحالة المجاعة وبدأت أصاب بفشل كلوي. وكنت
خلال ذلك أعمل في شركة لبطاقات الأعراس لكنني اضطررت إلى ترك عملي لأنني لم أكن
أتحمل آلام المرض والعمل في آن واحد.
فقدت طاقة جسمي وأخذت أخلد إلى النوم طوال النهار وتدهورت حالتي الصحية، ومن حين
لآخر أخذت أشعر أنني على وشك الانتحار. وخلال كل تلك التقلبات والمعاناة كان زوجي
يكرس للسهر على راحتي. فقد كان يأخذ الإجازة تلو الأخرى من عمله للوقوف إلى جانبي.
بعد مرور عام فقدت ما لا يقل عن خمسين كيلوغراما، ولكن العذاب المرير الذي ذقته
خلال تلك الفترة لن أتمناه لأحد قط. وكنت أخضع كل بضعة أسابيع لعملية توسيع للمريء
لإدخال الطعام بالقوة إلى جوفي.. ومضى عامان قبل أن أتمكن من استعادة قدرتي على
تناول الطعام. وخلال تلك الفترة تراجع وزني تراجعا كثيراً وبدا بطني مترهلا وبشعا.
وبات من المستحيل التخلص من الكتل الدهنية المترهلة في بطني مهما كانت التدريبات
الرياضية قاسية، وعلى الرغم من تجربتي المريرة مع العمليات الجراحية فقد قررت إجراء
عملية شفط للدهون المتراكمة على بطني وعلى الفخذين واستقر الأمر على إجراء عمليات
الشفط على الجزء العلوي من البطن والفخذين والوركين.
وعلى الرغم من قلق زوجي، إلا أنني قررت التخلص من الشحوم المتدلية من بطني. بعد
العملية راقني جدا أن أنظر إلى بطني الذي أصبح مسطحا وقد اختفت الكتل المتدلية
المترهلة. وقد أزال الأطباء نحو أربعة كيلوغرامات من الشحوم من بطني. لقد أصبحت
اليوم أرتدي ما أشاء من الألبسة دون أن أشعر بالخجل من جسمي المنتفخ. والفضل يعود
لتلك العملية الجراحية التي أجريتها لتدبيس المعدة والأخرى للتخلص من الترهلات
الدهنية الخارجية على البطن.