يا له من دين لو كان له رجال
بسم الله الرحمن الرحيم
أي والله يا له من دين لو كان له رجال.. ياله من دين.. كيف لا وهو
الدين الموافق للفطرة.. كيف لا وهو الدين العظيم الذي يدفع صاحبه إلى
التضحية والفداء..
هو الدين الذي تطمئن له القلوب السليمة
والعقول الصحيحة، هو الدين الذي ارتضاه الله لعباده فلا يقبل سواه، هو
الدين الذي نشر العدل بين البشرية، هو الدين الذي أخرج العباد من عبادة
العباد إلى عبادة رب العباد..
إنه الدين الذي لا يُفرِّق بين أسود وأبيض..
لا يُفرِّق بين غنيٍ وفقير، فالميزان هو التقوى.. فميزان الخلق هو طاعة
الخالق، هو الدين الذي أوصى برحمة الناس بل برحمة الجن بل برحمة الحيوانات
والبهائم..
بل هو الدين الذي أهتم حتى بحيوانات ودواب الجن..
فياله من دين رعى حقوق الإنسان والحيوان بحقٍ لا بزيف.. إنه الدين الذي
أشرق على البشرية وهم يعيشون في تيه وظلامٍ وظلال فأخرجهم إلى فطرتهم
الحقيقية.
إنه الدين الذي دخل الناس فيه أفواجاً أفواجا.. إنه الدين الذي يولد عليه كل مولود.. إنه الدين الذي حفظ على الناس أموالهم ودمائهم وأعراضهم.. إنه الدين الذي أعطى كل ذي حق حقه.
إنه الدين الذي رفع وشرَّف المرأة بعد ذل الجاهلية وعبودية الشهوات
الحيوانية.. إنه الدين الذي من تركه ضلّ ومن حاد عنه زَلّ ومن استغنى عنه
ذَلّ.. إنه الدين الذي لا يناقض بعضه بعضاً أبدا.. (فسألوا أهل الذكر إن
كنتم لا تعلمون )...
إنه دين الله تعالى:
(إن الدين عند الله الإسلام ).. إنه الدين العالميّ (وما أرسلناك إلا رحمة
للعالمين ).. إنه الدين الذي لمَّ الشمل وصفَّى القلوب.. ونبذ الفرقة وداس
كل ضلالات الجاهلية.
إنه دين الإنصاف والعدل حتى مع الأعداء:
(ولا يجرمنكم شنئان قومٍ على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )... إنه
الدين الذي لا يعرف الأنانية والاستبداد والتفرد بالرأي بل: (أمرهم شورى
بينهم ).
إنه الدين الذي لا تطمئن القلوب إلا باعتناقه.. إنه النور الذي وعد الله أن يتمه ولو كره الكافرون.. إنه دين عظيم والله،،