سارت في جنح الليل على عجل
لاتدري كم غزت في السير
لم تنظر أبداً حوليها ولم تأبه
لأحداث في الحي تجري
ولا تهتم لأقوال رجال بالجهر
ولاهمس نساء واه في السر
اختارت عملاً يناسبها من حيث
الإمكان على الظفر
قد ينقصها التأهيل في زمن
الأنثى كانت ليست كالذكر
لاتخرج بالمرة من بيت الزوج إلا
للتطبيب ومواراة للجسد في القبر
تحمل أدوات طعام للسوق
لتباع للناس بأقل السعر
فقد ترك موت الزوج عنها أبناء
في سن التعليم المبتدر
تطمح بأن يترقوا بدرجات عليا
في أكبر مضمار معتبر
و محتاجون لغذاء ودواء
من مرض في الجسم يستشري
بمصروف اليوم الواحد تأتي
لاتأبه بما يحويه غدها من غدر
تفكر كيف يكون الوضع إن مرضت
كالجمر الحار المستعر
سرحت بخيال خصب خطر
لو حلت في الحين قاصمة الظهر
فأتت عربة الوالي مسرعة
لاتدري في جنح الليل من يسري
فدهستها وأوانيها ملقاة في الشارع
ودماها سالت كالسيل المنحدر
فمضت راضية النفس من كدر
تاركة أطفالاً للغد القاس المنتظر
فهل يدرك كل ولاة الأرض
أن قرارات الحكم قد تقتل بالخطأ
قواداً من خير البشر
م/ن