تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
رحمته صلى الله عليه وسلم بالخدم
مها الجريس
كانت الرحمة جزءاً لا يتجزأ من نفسه صلى الله عليه وسلم ولا عجب أن يسعد بها كل من حوله وأن يكون أوفرهم نصيباً منها هم أقرب الناس إليه من أهله وأزواجه وجيرانه وخدمه وإمائه صلى الله عليه وسلم. ويكفي في هذا شهادة أنس بن مالك رضي الله عنه حين قال: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فوالله ما قال أف قط، وما قال لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله لم لم تفعله؟)[1]. وقال رضي الله عنه: خدمتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عشرَ سنين ، فما سبَّني سبَّةً قط ، ولا ضربني ضربةً، ولا انتهرني، ولا عبَس في وجهي، ولا أمرني بأمر فتوانيتُ فيه فعاتبني عليه، فإن عاتبني أحدٌ من أهله قال: (دَعُوه ، فَلَوْ قُدِّرَ شَيءٌ كَانَ)[2]. وقد كان صلى الله عليه وسلم يرحم فيه صغر سنه ويعامله كأبنائه حتى كان أشبه الناس بمشيته وحركته وصلاته رضي الله عنه. وقد أوصى بالخدم رحمةً بهم، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم)[3]. وأمر بمؤاكلتهم أو إعطائهم من الطعام الذي يقدمونه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا صنع لأحدكم خادمُه طعامَه ثم جاء به وقد وَليَ حرَّهُ ودُخانه فليُقعِده معه فليأكل فإن كان الطعام قليلا فليَضَع في يده منه أكلةً أو أكلتين) أي لقمة أو لقمتين[4].
وأوصى وهو في فراش الموت بمِلْكِ اليمين وهم الخدم الأرقاء المملوكين فقال: (الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم). عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت: الصلاة وما ملكت أيمانكم حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يغرغر بها صدره وما يكاد يفيض بها لسانه)[5]. ودعا إلى المسارعة بعتقهم وأخبر بأن من كانت تحته مملوكة فأراد أن يتزوجها فيعتقها فله بذلك أجران. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أيما رجل كانت له جارية فأدبها فأحسن تأديبها وأعتقها وتزوجها فله أجران وأيما عبد أدى حق الله وحق مواليه فله أجران)[6]. وقال لأبي مسعود عندما رآه يضرب مملوكاً له: (إعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام) فانتهى عن ضربه وأعتقه حتى لا يمسه الله بعذاب[7]. وقد أخذ عنه أصحابه رضي الله عنهم هذا الخلق وطبقوه فهذا هو أحدهم يُرى وقد ألبس خادمه مثل ثوبه الذي عليه وحين سئل قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم)[8].
إن رحمته صلى الله عليه وسلم بالخدم لا يوازيها قانون دولي ولا نظام اجتماعي ولا اتفاقيات دنيوية، إنه قانون الرحمة السماوية التي سكنت قلب هذا الرجل العظيم وألبسته رداءً من الكمال البشري لا يكون لسواه. الرحمة التي جعلته يؤدب أصحابه حتى في ألفاظهم مع الخدم والمملوكين مراعاة لمشاعرهم فنهى عن تعييرهم وعن قول عبدي وأمتي إكراماً لهم ولأن الله تعالى وحده هو السيد والخلق كلهم عبيد لله، وأرشدهم إلى قول: فتاي وفتاتي بدلاً عن ألفاظ العبودية التي لا تليق إلا بالله وحده ولئلا يذل مخلوقٌ لمخلوق كما يذل لربه تبارك وتعالى . عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك أسق ربك وليقل سيدي مولاي ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي)[9].
وقد جعل العتق للمملوك كفارة الخطأ عليه، عن بن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه)[10]. لقد امتثل أصحابه هذا الأمر النبوي الكريم وتعاملوا مع العبيد والخدم بأرقى تعامل إنساني، بل كان البعض منهم يطلب القصاص منهم أو العفو. عن معاوية بن سويد قال: لطمت مولى لنا فهربتُ ثم جئت قبيل الظهر فصليت خلف أبي فدعاه ودعاني ثم قال: امتثل منه، فعفا، ثم قال: كنا بني مقرن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا إلا خادم واحدة فلطمها أحدنا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أعتقوها). قالوا: ليس لهم خادم غيرها قال: (فليستخدموها فإذا استغنوا عنها فليخلوا سبيلها)[11].
وأمر بالعفو عنهم عند الخطأ وتكرار هذا العفو. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام، فصمت، فلما كان في الثالثة قال: (اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة)[12].
وكان يتلمس حاجاتهم ويقضيها لهم تماماً كما يكون مع أهل بيته صلى الله عليه وسلم. عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم عن خادم للنبي صلى الله عليه وسلم رجل أو امرأة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يقول للخادم: (ألك حاجة؟). قال: حتى كان ذات يوم فقال يا رسول الله حاجتي، قال: (وما حاجتك؟). قال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة، قال: (ومن دلّك على هذا؟). قال: ربي. قال: (إما لا فأعني بكثرة السجود)[13].
فهذا هو الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم وهذه هي تعاليمه الرحيمة.لم يكن هناك فرق في التعامل بين الحر والعبد والخادم والسيد سوى أن يقوم أحدهما بعمل لا يقوم به الآخر دون أن يترتب على ذلك العمل منقصة في القدر أو التعامل. ولهذا لم أتعجب كثيراً حين قرأت أن أم سليم بنت ملحان والدة أنس بن مالك هي التي جاءت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبته أن يقبله خادماً لديه. إنها تريده أن يتربى في مدرسة النبوة التي جعلت من هذا الخادم عَلَمَاً من أعلام الصحابة وأكثرهم شبهاً بأخلاق النبي العظيم، بل إن كتب السيرة ذكرت أن ريحانة بنت زيد القرظية خَيَّرَها صلى الله عليه وسلم بين أن يعتقها ويتزوجها وبين أن تبقى له ملك يمين فاختارت أن تبقى مملوكة. ولهذا عَدَّها بعضهم في سراريه صلى الله عليه وسلم وليس في زوجاته. قال ابن إسحاق في الكبرى: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في نفسه فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال: هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة، فبشره وعرض عليها أن يعتقها، ويتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول الله بل تتركني في ملكك، فهو أخف علي وعليك فتركها .
وماتت قبل وفاة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بسنة عشر، وقيل لما رجع من حجة الوداع. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على عمق المساواة بين الخادم والمخدوم والمالك والمملوك في ذلك الزمن. لقد كان الرحمة المهداة هو من أسس هذه الرحمة التي تحققت بها هذه المساواة بعد أن كان الظلم والطغيان والاستهتار بالأرقاء وفوضى التعامل معهم هي سمة أهل الجاهلية.
[1] صحيح البخاري 5578
[2] مسند الإمام أحمد 12938
[3] صحيح مسلم 3139
[4] صحيح مسلم 3142
[5] مسند الإمام أحمد 11725 وصححه الألباني في الإرواء (7/238)
[6] صحيح البخاري 2361
[7] صحيح مسلم 3136
[8] صحيح مسلم 3139
[9] صحيح البخاري 2366
[10] صحيح مسلم 3130
[11] صحيح مسلم 3132
[12] سنن أبي داود 4496 وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود (11/164)
[13] مسند الإمام أحمد 15496 وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (5/101). ومعنى قوله (إمّا لا) أي إن أَبَيْتَ إلا هذه الحاجة دون سواها.
******
رحمته صلى الله عليه وسلم بالخدم
مها الجريس
كانت الرحمة جزءاً لا يتجزأ من نفسه صلى الله عليه وسلم ولا عجب أن يسعد بها كل من حوله وأن يكون أوفرهم نصيباً منها هم أقرب الناس إليه من أهله وأزواجه وجيرانه وخدمه وإمائه صلى الله عليه وسلم. ويكفي في هذا شهادة أنس بن مالك رضي الله عنه حين قال: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فوالله ما قال أف قط، وما قال لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله لم لم تفعله؟)[1]. وقال رضي الله عنه: خدمتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عشرَ سنين ، فما سبَّني سبَّةً قط ، ولا ضربني ضربةً، ولا انتهرني، ولا عبَس في وجهي، ولا أمرني بأمر فتوانيتُ فيه فعاتبني عليه، فإن عاتبني أحدٌ من أهله قال: (دَعُوه ، فَلَوْ قُدِّرَ شَيءٌ كَانَ)[2]. وقد كان صلى الله عليه وسلم يرحم فيه صغر سنه ويعامله كأبنائه حتى كان أشبه الناس بمشيته وحركته وصلاته رضي الله عنه. وقد أوصى بالخدم رحمةً بهم، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم)[3]. وأمر بمؤاكلتهم أو إعطائهم من الطعام الذي يقدمونه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا صنع لأحدكم خادمُه طعامَه ثم جاء به وقد وَليَ حرَّهُ ودُخانه فليُقعِده معه فليأكل فإن كان الطعام قليلا فليَضَع في يده منه أكلةً أو أكلتين) أي لقمة أو لقمتين[4].
وأوصى وهو في فراش الموت بمِلْكِ اليمين وهم الخدم الأرقاء المملوكين فقال: (الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم). عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت: الصلاة وما ملكت أيمانكم حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يغرغر بها صدره وما يكاد يفيض بها لسانه)[5]. ودعا إلى المسارعة بعتقهم وأخبر بأن من كانت تحته مملوكة فأراد أن يتزوجها فيعتقها فله بذلك أجران. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أيما رجل كانت له جارية فأدبها فأحسن تأديبها وأعتقها وتزوجها فله أجران وأيما عبد أدى حق الله وحق مواليه فله أجران)[6]. وقال لأبي مسعود عندما رآه يضرب مملوكاً له: (إعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام) فانتهى عن ضربه وأعتقه حتى لا يمسه الله بعذاب[7]. وقد أخذ عنه أصحابه رضي الله عنهم هذا الخلق وطبقوه فهذا هو أحدهم يُرى وقد ألبس خادمه مثل ثوبه الذي عليه وحين سئل قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم)[8].
إن رحمته صلى الله عليه وسلم بالخدم لا يوازيها قانون دولي ولا نظام اجتماعي ولا اتفاقيات دنيوية، إنه قانون الرحمة السماوية التي سكنت قلب هذا الرجل العظيم وألبسته رداءً من الكمال البشري لا يكون لسواه. الرحمة التي جعلته يؤدب أصحابه حتى في ألفاظهم مع الخدم والمملوكين مراعاة لمشاعرهم فنهى عن تعييرهم وعن قول عبدي وأمتي إكراماً لهم ولأن الله تعالى وحده هو السيد والخلق كلهم عبيد لله، وأرشدهم إلى قول: فتاي وفتاتي بدلاً عن ألفاظ العبودية التي لا تليق إلا بالله وحده ولئلا يذل مخلوقٌ لمخلوق كما يذل لربه تبارك وتعالى . عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك أسق ربك وليقل سيدي مولاي ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي)[9].
وقد جعل العتق للمملوك كفارة الخطأ عليه، عن بن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه)[10]. لقد امتثل أصحابه هذا الأمر النبوي الكريم وتعاملوا مع العبيد والخدم بأرقى تعامل إنساني، بل كان البعض منهم يطلب القصاص منهم أو العفو. عن معاوية بن سويد قال: لطمت مولى لنا فهربتُ ثم جئت قبيل الظهر فصليت خلف أبي فدعاه ودعاني ثم قال: امتثل منه، فعفا، ثم قال: كنا بني مقرن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا إلا خادم واحدة فلطمها أحدنا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أعتقوها). قالوا: ليس لهم خادم غيرها قال: (فليستخدموها فإذا استغنوا عنها فليخلوا سبيلها)[11].
وأمر بالعفو عنهم عند الخطأ وتكرار هذا العفو. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام، فصمت، فلما كان في الثالثة قال: (اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة)[12].
وكان يتلمس حاجاتهم ويقضيها لهم تماماً كما يكون مع أهل بيته صلى الله عليه وسلم. عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم عن خادم للنبي صلى الله عليه وسلم رجل أو امرأة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يقول للخادم: (ألك حاجة؟). قال: حتى كان ذات يوم فقال يا رسول الله حاجتي، قال: (وما حاجتك؟). قال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة، قال: (ومن دلّك على هذا؟). قال: ربي. قال: (إما لا فأعني بكثرة السجود)[13].
فهذا هو الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم وهذه هي تعاليمه الرحيمة.لم يكن هناك فرق في التعامل بين الحر والعبد والخادم والسيد سوى أن يقوم أحدهما بعمل لا يقوم به الآخر دون أن يترتب على ذلك العمل منقصة في القدر أو التعامل. ولهذا لم أتعجب كثيراً حين قرأت أن أم سليم بنت ملحان والدة أنس بن مالك هي التي جاءت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبته أن يقبله خادماً لديه. إنها تريده أن يتربى في مدرسة النبوة التي جعلت من هذا الخادم عَلَمَاً من أعلام الصحابة وأكثرهم شبهاً بأخلاق النبي العظيم، بل إن كتب السيرة ذكرت أن ريحانة بنت زيد القرظية خَيَّرَها صلى الله عليه وسلم بين أن يعتقها ويتزوجها وبين أن تبقى له ملك يمين فاختارت أن تبقى مملوكة. ولهذا عَدَّها بعضهم في سراريه صلى الله عليه وسلم وليس في زوجاته. قال ابن إسحاق في الكبرى: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في نفسه فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال: هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة، فبشره وعرض عليها أن يعتقها، ويتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول الله بل تتركني في ملكك، فهو أخف علي وعليك فتركها .
وماتت قبل وفاة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بسنة عشر، وقيل لما رجع من حجة الوداع. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على عمق المساواة بين الخادم والمخدوم والمالك والمملوك في ذلك الزمن. لقد كان الرحمة المهداة هو من أسس هذه الرحمة التي تحققت بها هذه المساواة بعد أن كان الظلم والطغيان والاستهتار بالأرقاء وفوضى التعامل معهم هي سمة أهل الجاهلية.
[1] صحيح البخاري 5578
[2] مسند الإمام أحمد 12938
[3] صحيح مسلم 3139
[4] صحيح مسلم 3142
[5] مسند الإمام أحمد 11725 وصححه الألباني في الإرواء (7/238)
[6] صحيح البخاري 2361
[7] صحيح مسلم 3136
[8] صحيح مسلم 3139
[9] صحيح البخاري 2366
[10] صحيح مسلم 3130
[11] صحيح مسلم 3132
[12] سنن أبي داود 4496 وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود (11/164)
[13] مسند الإمام أحمد 15496 وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (5/101). ومعنى قوله (إمّا لا) أي إن أَبَيْتَ إلا هذه الحاجة دون سواها.
******