تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
-معنى «الإيثار»: أن تفضل أخاك على نفسك، شيء من حظوظ الدنيا تتركه لأخيك فيستمتع هو به وتفقده أنت. عندما نقول «فلان آثر فلاناً»، أي قدمه على نفسه، أي فضّله على نفسه في حظوظ الدنيا رغبة «في حظوظ الآخرة».
نماذج في «الإيثار»
في ليلة من ليالي الشتاء الباردة في المدينة، والنبي يشعر ببرد قارس جاءته امرأة من أنصار المدينة وقد نسجت له بردة من القطيفة ففرح بها النبي ولبسها، فخرج بها صلى الله عليه وسلم (في أول لبسة) (مثلما تشتري بذلة جديدة وتخرج بها لأول مرة) فنظر إليه أحد الصحابة من الأنصار وقال له: «ما أحلى هذه العباءة! ألبسِنها يا رسول الله».
إذا كنت مكان النبي ماذا تفعل؟ قال له النبي: «نعم»، وخلعها له في الحال. أرأيتم الإيثار؟
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن فُتحت مكة وخبير وكثرت الغنائم، وقد كان ذلك بعد 23 عاماً هي فترة بعثة النبي، وكان النبي والصحابة في حالة شدة وفقر. فقد كان صلى الله عليه وسلم يربط حجرين على بطنه من شدة الجوع. فبعد أن مَنَّ الله عليهم بكل هذه الفتوحات، كان نصيب النبي من الغنائم، عدد أغنام «ما بين جبلين»، تخيل هذه الكمية تُصبح مع فقير عاش كثيراً في الفقر، ولكن النبي كان يريد الآخرة.
- جاءه أعرابي ونظر إلى هذه الغنائم فقال له النبي : أتعجبك؟ قال: نعم. قال له النبي: هي لك، فقال له: يا محمد، أتَصدقني القول؟ قال: نعم، خذها إن شئت.
هل تتخيل مدى الإيثار؟
فقام الرجل وجرى إلى الغنم وهو يتلفَّت حوله، وأخذها كلها وعاد بها إلى قومه وقال لهم: «أسلِموا، فقد جئتكم من عند خير الناس، إن محمد يعطي عطاء من لا يخشى الفقر أبداً».
يقول الراوي: ما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً شيئاً يملكه، أي لم يمنع الرسول عن أحد أي شيء يطلبه من النبي.
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا نبي الله إني مجتهد (أي ليس معي ما آكل) فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض زوجاته: «هل عندكم من شيء؟». فكلما بعث إلى واحدة، أرسلت إليه قائلة: «لا والذي بعثك بالحق ما عندنا إلا الماء». فقام النبي ونادى في أصحابه: «من يضيف هذا الرجل؟». فقام رجل من الأنصار وقال: «أنا يا رسول الله»، وأخذه وأسرع إلى زوجته سألها: «هل عندك طعام؟». فقالت:«لا، إلا قوت صبياني»، أي بقايا أكل لا تكفي إلا أولادهم. فقال لها: (علليهم بشيء)، أي أنسيهم الأكل، وإذا أرادوا العشاء أنيميهم، حتى يأتي الضيف، فضعي الطعام وأطفئي السراج حتى يشعروا بأننا نأكل فيأكل هو».
لابد أن يكون شعارنا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
هذا هو شعار الإيثار: لا يكتمل إيمانك حتى تحب لأخيك ما تحب لنفسك.
قال لي أحد الأصدقاء وهو يمازحني: لقد تحدثت عن إيثار النبي(ص)، فأين نحن من النبي عليه الصلاة والسلام؟
صديقي هذا يتحدث بلسان كثيرين يقولون ويتحججون بأنهم بشر عاديون وبسطاء، وليسوا أنبياء. وتلك مصيبة، أنظن أن تعاليم النبي(ص) وأقواله وأفعاله هي من خصائص النبي وحده؟
المولى عزّ وجلّ يعلمنا: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا). كما أنه عزّ وجلّ يؤكد لنا: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر).
إذن، فحاول أن تراقب النبي، واسأل نفسك: ماذا كان سيفعل رسول الله(ص) في هذا الموقف أو ذاك؟ وكيف كان سيتصرف؟ ثم حاول أن تقتدي به وتفعل مثله.
المشكلة الحقيقية الآن، أنك حينما تخبر بعض المتراجعين عن أخلاق النبي، وتنصحهم بها، يظنون أن من المستحيل وجود هذه الأخلاق الآن، وأننا في ضلال من بعد النبي، رغم أن رسول الله(ص) نفسه يقول: " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً.. كتاب الله وسنتي".
لذلك، أصبحنا الآن نرى أناساً، للأسف الشديد، ما إن تطلب منهم أن يسامحوا فلاناً، اقتداء بتسامح النبي، تجدهم يردون: "لقد كان نبياً، ونحن لسنا بأنبياء"، وحين تنصحهم بالمعاملة الحسنة، أسوة بالرسول، يقولون: "وهل نحن رسل؟". أن يرددون: "وأين نحن من رسول الله؟".
يا جماعة، هذا الدين ليس ديناً نظرياً، وسنة النبي ما كانت لتكتب في الكتب وكفى، وإنما المهم التطبيق الحقيقي والواعي لها.
تعالوا لنرجع إلى الإيثار: هل كان الصحابة يؤثرون أم لا؟ وهل كانوا يقولون: لسنا أنبياء" أو يرددون "وأين نحن من رسول الله"؟ أم أنهم كانوا قدوة في اتباع أوامر النبي؟
دائماً نسمع عن الإيثار بأن يقوم به فرد، لكن أن يقوم به بلد بأكمله فهذا ما لم نسمع به، وقد كانت المدينة هي هذا البلد، وكانوا هم الأنصار. لقد كان إيثارهم شيئاً خيالياً لا يصدق. عندما خرج المهاجرون من مكة، لا يملكون شيئاً، كل واحد بما يلبسه فقط، وقد كانوا أغنياء، وكانوا تجاراً، أما أهل المدينة فهم زراع، وكان المهاجرون لا يستطيعون العمل بالزراعة، وأتى المهاجرون، ومنهم من أتى على قدمه. لكن ما حصل كان فوق الخيال. يقول الصحابة إن ما من مهاجر دخل المدينة إلّا بالقرعة، من كثرة إقبال الأنصار على من يأتي من المهاجرين. كل منهم يريد أن يضيفه هو، فكانوا يدخلون بالقرعة.
ونحن الآن، تكون الأم قد كبرت في السن، وتريد من يرعاها، ويكون هناك زوجة الابن، وزوج الابنة، وبناتها، وكل منهم لا يريد أن يُضيِّفها، ويرسلها إلى الآخر. انظر إلى الأنصار، وكانوا ضعفاء وفقراء، ونحن بيوتنا على أكمل وجه، وزوجة الابن لا تتحمل والدة زوجها.
إن الإيثار يجعل البركة تعم، ويجعل رضا الله يوسع من رزقك. لكن، ما دمت لديك الأثرة، وهي عكس الإيثار، أن تؤثر نفسك في الغير، لن تشعر بالبركة. افتحي خزانة ملابسك وانظري إليها ستجدين فيها ملابس منذ 3 سنوات، وملابس لا ترتدينها. لماذا لا تخرجينها؟ وأنا لا أقول لكِ الجديد. فما بالك بالنبي الذي يتصدق بالجديد؟ مثل صعب، أليس كذلك؟
أن النبي (ص)، عندما هاجر وصحابته إلى المدينة، ذهب إلى الأنصار وقال لهم عن المهاجرين: إخوانكم تركوا الأموال والأولاد وجاؤوكم. لا يعرفون الزراعة، فهلا قاسمتموهم؟ فقالوا: نعم يا رسول الله. نقسم الأموال بيننا وبينهم بالسوية. والرسول كان يقصد مساعدتهم فقط. فقال لهم النبي: أو غير ذلك؟ فقالوا له: وماذا بعد يا رسول الله؟ قال تقاسمونهم الثمر، لأنهم لن يستطيعوا التصرف بالأموال أو الخروج من المدينة لأنها محاصرة. فقالوا: نعم يا رسول الله. بمَ يا رسول الله؟ فقال: بأن لكم الجنة.
-معنى «الإيثار»: أن تفضل أخاك على نفسك، شيء من حظوظ الدنيا تتركه لأخيك فيستمتع هو به وتفقده أنت. عندما نقول «فلان آثر فلاناً»، أي قدمه على نفسه، أي فضّله على نفسه في حظوظ الدنيا رغبة «في حظوظ الآخرة».
نماذج في «الإيثار»
في ليلة من ليالي الشتاء الباردة في المدينة، والنبي يشعر ببرد قارس جاءته امرأة من أنصار المدينة وقد نسجت له بردة من القطيفة ففرح بها النبي ولبسها، فخرج بها صلى الله عليه وسلم (في أول لبسة) (مثلما تشتري بذلة جديدة وتخرج بها لأول مرة) فنظر إليه أحد الصحابة من الأنصار وقال له: «ما أحلى هذه العباءة! ألبسِنها يا رسول الله».
إذا كنت مكان النبي ماذا تفعل؟ قال له النبي: «نعم»، وخلعها له في الحال. أرأيتم الإيثار؟
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن فُتحت مكة وخبير وكثرت الغنائم، وقد كان ذلك بعد 23 عاماً هي فترة بعثة النبي، وكان النبي والصحابة في حالة شدة وفقر. فقد كان صلى الله عليه وسلم يربط حجرين على بطنه من شدة الجوع. فبعد أن مَنَّ الله عليهم بكل هذه الفتوحات، كان نصيب النبي من الغنائم، عدد أغنام «ما بين جبلين»، تخيل هذه الكمية تُصبح مع فقير عاش كثيراً في الفقر، ولكن النبي كان يريد الآخرة.
- جاءه أعرابي ونظر إلى هذه الغنائم فقال له النبي : أتعجبك؟ قال: نعم. قال له النبي: هي لك، فقال له: يا محمد، أتَصدقني القول؟ قال: نعم، خذها إن شئت.
هل تتخيل مدى الإيثار؟
فقام الرجل وجرى إلى الغنم وهو يتلفَّت حوله، وأخذها كلها وعاد بها إلى قومه وقال لهم: «أسلِموا، فقد جئتكم من عند خير الناس، إن محمد يعطي عطاء من لا يخشى الفقر أبداً».
يقول الراوي: ما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً شيئاً يملكه، أي لم يمنع الرسول عن أحد أي شيء يطلبه من النبي.
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا نبي الله إني مجتهد (أي ليس معي ما آكل) فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض زوجاته: «هل عندكم من شيء؟». فكلما بعث إلى واحدة، أرسلت إليه قائلة: «لا والذي بعثك بالحق ما عندنا إلا الماء». فقام النبي ونادى في أصحابه: «من يضيف هذا الرجل؟». فقام رجل من الأنصار وقال: «أنا يا رسول الله»، وأخذه وأسرع إلى زوجته سألها: «هل عندك طعام؟». فقالت:«لا، إلا قوت صبياني»، أي بقايا أكل لا تكفي إلا أولادهم. فقال لها: (علليهم بشيء)، أي أنسيهم الأكل، وإذا أرادوا العشاء أنيميهم، حتى يأتي الضيف، فضعي الطعام وأطفئي السراج حتى يشعروا بأننا نأكل فيأكل هو».
لابد أن يكون شعارنا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
هذا هو شعار الإيثار: لا يكتمل إيمانك حتى تحب لأخيك ما تحب لنفسك.
قال لي أحد الأصدقاء وهو يمازحني: لقد تحدثت عن إيثار النبي(ص)، فأين نحن من النبي عليه الصلاة والسلام؟
صديقي هذا يتحدث بلسان كثيرين يقولون ويتحججون بأنهم بشر عاديون وبسطاء، وليسوا أنبياء. وتلك مصيبة، أنظن أن تعاليم النبي(ص) وأقواله وأفعاله هي من خصائص النبي وحده؟
المولى عزّ وجلّ يعلمنا: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا). كما أنه عزّ وجلّ يؤكد لنا: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر).
إذن، فحاول أن تراقب النبي، واسأل نفسك: ماذا كان سيفعل رسول الله(ص) في هذا الموقف أو ذاك؟ وكيف كان سيتصرف؟ ثم حاول أن تقتدي به وتفعل مثله.
المشكلة الحقيقية الآن، أنك حينما تخبر بعض المتراجعين عن أخلاق النبي، وتنصحهم بها، يظنون أن من المستحيل وجود هذه الأخلاق الآن، وأننا في ضلال من بعد النبي، رغم أن رسول الله(ص) نفسه يقول: " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً.. كتاب الله وسنتي".
لذلك، أصبحنا الآن نرى أناساً، للأسف الشديد، ما إن تطلب منهم أن يسامحوا فلاناً، اقتداء بتسامح النبي، تجدهم يردون: "لقد كان نبياً، ونحن لسنا بأنبياء"، وحين تنصحهم بالمعاملة الحسنة، أسوة بالرسول، يقولون: "وهل نحن رسل؟". أن يرددون: "وأين نحن من رسول الله؟".
يا جماعة، هذا الدين ليس ديناً نظرياً، وسنة النبي ما كانت لتكتب في الكتب وكفى، وإنما المهم التطبيق الحقيقي والواعي لها.
تعالوا لنرجع إلى الإيثار: هل كان الصحابة يؤثرون أم لا؟ وهل كانوا يقولون: لسنا أنبياء" أو يرددون "وأين نحن من رسول الله"؟ أم أنهم كانوا قدوة في اتباع أوامر النبي؟
دائماً نسمع عن الإيثار بأن يقوم به فرد، لكن أن يقوم به بلد بأكمله فهذا ما لم نسمع به، وقد كانت المدينة هي هذا البلد، وكانوا هم الأنصار. لقد كان إيثارهم شيئاً خيالياً لا يصدق. عندما خرج المهاجرون من مكة، لا يملكون شيئاً، كل واحد بما يلبسه فقط، وقد كانوا أغنياء، وكانوا تجاراً، أما أهل المدينة فهم زراع، وكان المهاجرون لا يستطيعون العمل بالزراعة، وأتى المهاجرون، ومنهم من أتى على قدمه. لكن ما حصل كان فوق الخيال. يقول الصحابة إن ما من مهاجر دخل المدينة إلّا بالقرعة، من كثرة إقبال الأنصار على من يأتي من المهاجرين. كل منهم يريد أن يضيفه هو، فكانوا يدخلون بالقرعة.
ونحن الآن، تكون الأم قد كبرت في السن، وتريد من يرعاها، ويكون هناك زوجة الابن، وزوج الابنة، وبناتها، وكل منهم لا يريد أن يُضيِّفها، ويرسلها إلى الآخر. انظر إلى الأنصار، وكانوا ضعفاء وفقراء، ونحن بيوتنا على أكمل وجه، وزوجة الابن لا تتحمل والدة زوجها.
إن الإيثار يجعل البركة تعم، ويجعل رضا الله يوسع من رزقك. لكن، ما دمت لديك الأثرة، وهي عكس الإيثار، أن تؤثر نفسك في الغير، لن تشعر بالبركة. افتحي خزانة ملابسك وانظري إليها ستجدين فيها ملابس منذ 3 سنوات، وملابس لا ترتدينها. لماذا لا تخرجينها؟ وأنا لا أقول لكِ الجديد. فما بالك بالنبي الذي يتصدق بالجديد؟ مثل صعب، أليس كذلك؟
أن النبي (ص)، عندما هاجر وصحابته إلى المدينة، ذهب إلى الأنصار وقال لهم عن المهاجرين: إخوانكم تركوا الأموال والأولاد وجاؤوكم. لا يعرفون الزراعة، فهلا قاسمتموهم؟ فقالوا: نعم يا رسول الله. نقسم الأموال بيننا وبينهم بالسوية. والرسول كان يقصد مساعدتهم فقط. فقال لهم النبي: أو غير ذلك؟ فقالوا له: وماذا بعد يا رسول الله؟ قال تقاسمونهم الثمر، لأنهم لن يستطيعوا التصرف بالأموال أو الخروج من المدينة لأنها محاصرة. فقالوا: نعم يا رسول الله. بمَ يا رسول الله؟ فقال: بأن لكم الجنة.