معجزاته صلى الله عليه و سلم في أنواع الجمادات
حنين الجذع شوقاً إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وشفقاً من فراقه
عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما- إن النبي صلى الله عليه و سلم كان
يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة, فقالت امرأة من الأنصار- أو رجل- يا
رسول الله, ألا نجعل لك منبراً ؟
قال: إن شئتم
فجعلوا له منبراً فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر, فصاحت النخلة صياح
الصبي, ثم نزل النبي صلى الله عليه و سلم فضمه إليه, يئن أنين الصبي الذي
يسكن قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها - رواه البخاري
وفي رواية أخرى عن جابر رضي الله عنه قال: كان المسجد مسقوفاً على جذوع من
نخل, فكان النبي إذا خطب يقوم إلى جذع منها, فلما صنع له المنبر فكان عليه
فسمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار (جمع عشراء, وهى الناقة التي أتى
عليها عشرة أشهر من حملها), حتى جاء النبي فوضع يده عليها, فسكنت رواه
البخاري
وفى رواية من حديث ابن عباس- رضي الله عنهما- قال صلى الله عليه و سلم :
ولو لم أحتضنه لحنَ إلى يوم القيامة - رواه الإمام أحمد في مسنده, وابن
ماجه
وكان الحسن البصري رحمه الله إذا حدث بحديث حنين الجذع يقول يا معشر المسلمين الخشبة
تحن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شوقاً إلى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه
عذق النخلة ينزل منها ويمشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
جاء إعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بما أعرف أنك رسول الله؟
قال: أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله؟
قال: نعم
قال: فدعا العذق فجعل العذق ينزل من النخلة حتى سقط في الأرض، فجعل ينقز
حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له: ارجع، فرجع حتى عاد إلى
مكانه
فقال: أشهد أنك رسول الله، وآمن - صحيح، رواه البيهقي في الدلائل، والحاكم في المستدرك.
انقياد الشجر لرسول الله صلى الله عليه و سلم
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه
و سلم حتى نزلنا واديًا أفيح (أي واسعًا) فذهب رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم
فلم ير شيئًا يستتر به فإذا شجرتان بشاطئ الوادي (أي جانبه) فانطلق رسول
الله صلى الله عليه و سلم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادي
علي بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش (هو الذي يجعل في أنفه خشاش
وهو عود يجعل في أنف البعير إذا كان صعبًا ويشد فيه حبل ليذل وينقاد وقد
يتمانع لصعوبته فإذا اشتد عليه وآلمه انقاد شيئًا) الذي يصانع قائده حتى
أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادي علي بإذن الله
فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف (هو نصف المسافة) مما بينهما لأم
بينهما (يعني جمعهما) فقال: التئما علي بإذن الله فالتأمتا قال جابر:
فخرجت أحضر (أي أعدو وأسعى سعيًا شديدًا) مخافة أن يحس رسول الله صلى الله
عليه و سلم بقربي فيبتعد فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفتة فإذا أنا برسول
الله صلى الله عليه و سلم مقبلاً وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة
منهما على ساق فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وقف وقفة فقال برأسه
هكذا؟ وأشار أبو إسماعيل برأسه يمينًا وشمالاً ثم أقبل فلما انتهى إلي
قال: يا جابر هل رأيت مقامي؟ قلت: نعم يا رسول الله قال: فانطلق إلى
الشجرتين فاقطع من كل واحدة منهما غصنًا فأقبل بهما حتى إذا قمت مقامي
فأرسل غصنًا عن يمينك وغصنًا عن يسارك قال جابر: فقمت فأخذت حجرًا فكسرته
وحسرته (أي أحددته بحيث صار مما يمكن قطع الأغصان به) فانذلق لي (أي صار
حادًا) فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنًا ثم أقبلت أجرهما حتى
قمت مقام رسول الله صلى الله عليه و سلم أرسلت غصنًا عن يميني وغصنًا عن
يساري ثم لحقته فقلت: قد فعلت يا رسول الله فعم ذاك؟ قال: إني مررت بقبرين
يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما (أي يخفف) ما دام الغصنان رطبين -
رواه مسلم
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و
سلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله صلى الله عليه و
سلم: أين تريد؟
قال: إلى أهلي
قال: هل لك في خير؟
قال: وما هو؟
قال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله
قال: ومن يشهد على ما تقول؟
قال: هذه السلمة (شجرة من أشجار البادية)
فدعاها رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد (تشق)
الأرض خدًا حتى قامت بين يديه فأشهدها ثلاثًا فشهدت ثلاثًا أنه كما قال ثم
رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه وقال: إن اتبعوني آتك بهم وإلا
رجعت فكنت معك رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى والبزار ورجال الطبراني
رجال الصحيح الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أجمعين
تسليم الحجر عليه صلى الله عليه و سلم
عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن رواه أحمد
ومسلم والترمذي
قال الإمام النووي معلقًا على هذا الحديث: فيه معجزة له صلى الله عليه و
سلم وفي هذا إثبات التمييز في بعض الجمادات وهو موافق لقوله تعالى في
الحجارة وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ - سورة
البقرة آية 74 وقوله تعالى وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ
- سورة الإسراء آية 44
تسبيح الطعام بحضرته صلى الله عليه و سلم
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نعد الآيات بركة وأنتم
تعدونها تخويفًا كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فقال الماء
فقال: اطلبوا فضلة من ماء فجاءوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الإناء
ثم قال: حي على الطهور المبارك والبركة من الله فلقد رأيت الماء ينبع من
بين أصابع رسول الله ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل أخرجه البخاري
في صحيحه
الشجرة تنتقل من مكانها ثم ترجع
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذات يوم وهو جالس حزين قد خضب بالدماء (أي ملأت الدماء رأسه) من ضربة
بعض أهل مكة فقال له: ما لك؟
قال: فعل بي هؤلاء وفعلوا
فقال له جبريل: أتحب أن أريك آية؟
فقال: نعم
قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال: ادع تلك الشجرة، فدعاها
قال: فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه
فقال: مرها فلترجع، فأمرها، فرجعت إلى مكانها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبي (أي يكفيني اطمئنانًا) - صحيح، أخرجه أحمد في مسنده، ورواه ابن ماجة في سننه.
الأربعون نخلة تثمر في عام زرعها
عن بريدة رضي الله عنه قال: جاء سلمان الفارسي إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب، فوضعها بين يدي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: يا سلمان، ما هذا؟
فقال: صدقة عليك وعلى أصحابك،
فقال: ارفعها؛ فإنا لا نأكل الصدقة،
قال: فرفعها، فجاء الغد بمثله، فوضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: ما هذا يا سلمان؟
فقال: هدية لك،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ابسطوا (يعني ابسطوا أيديكم وكلوا)
ثم نظر إلى الخاتم على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به، وكان
لليهود، فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا درهمًا على أن
يغرس نخلاً فيعمل سلمان فيه حتى تُطعِم، فغرس رسول الله صلى الله عليه
وسلم النخيل إلا نخلة واحدة غرسها عمر، فحملت النخل من عامها ولم تحمل
النخلة التي زرعها عمر،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شأن هذه النخلة؟
فقال عمر: يا رسول الله، أنا غرستها،
فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرسها، فحملت من عامها - حسن، أخرجه أحمد، والترمذي في الشمائل، وابن حبان، والحاكم.
وفي هذا الحديث أربعون معجزة؛ لأن كل نخلة تثمر في عامها معجزة وحدها؛ فالنخلة لا تثمر إلا بعد سبع سنوات على الأقل.
تسبيح الحصى
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت رجلاً ألتمس خلوات النبي الله صلى الله
عليه وسلم لأسمع منه أو لآخذ عنه، فهجرت يومًا من الأيام، فإذا النبي صلى
الله عليه وسلم قد خرج من بيته، فسألت عنه الخادم فأخبرني أنه في بيت،
فأتيته وهو جالس ليس عنده أحد من الناس، وكأني حينئذ أرى أنه في وحي،
فسلمت عليه، فرد علي السلام ثم قال: ما جاء بك؟ فقلت: جاء بي الله ورسوله،
فأمرني أن أجلس، فجلست إلى جنبه لا أسأله عن شيء لا يذكره لي، فمكثت غير
كثير فجاء أبو بكر يمشي مسرعًا فسلم عليه فرد السلام ثم قال: ما جاء بك؟
قال: جاء بي الله ورسوله
فأشار بيده أن أجلس فجلس إلى ربوة مقابل النبي صلى الله عليه وسلم بينه
وبينها الطريق، حتى إذا استوى أبو بكر جالسًا، فأشار بيده، فجلس إلى جنبي
عن يميني، ثم جاء عمر ففعل مثل ذلك، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
مثل ذلك، وجلس إلى جنب أبي بكر على تلك الربوة، ثم جاء عثمان فسلم فرد
السلام وقال: ما جاء بك؟ قال: جاء بي الله ورسوله، فأشار إليه بيده، فقعد
إلى الربوة، ثم أشار بيده فقعد إلى جنب عمر،
فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لم أفقه أولها غير أنه قال: قليل ما
يبقين، ثم قبض على حصيات سبع أو تسع أو قريب من ذلك، فسبحن في يده حتى سمع
لهن حنين كحنين النخل في كف النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ناولهن أبا بكر
وجاوزني فسبحن في كف أبي بكر، ثم أخذهن منه فوضعهن في الأرض فخرسن فصرن
حصى، ثم ناولهن عمر فسبحن في كفه كما سبحن في كف أبي بكر، ثم أخذهن فوضعهن
في الأرض فخرسن، ثم ناولهن عثمان فسبحن في كفه نحو ما سبحن في كف أبي بكر
وعمر، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن.
حسن: أخرجه البيهقي في الدلائل، ورواه السيوطي في الخصائص الكبرى، وعزاه للبزار والطبراني في الأوسط وأبي نعيم.
****************************** ****************************** *******************
بركة النبي صلى الله عليه وسلم
أفاق جابر برش الوضوء النبوي عليه
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: عادني رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وأبو بكر رضي الله عنه في بني سلمة، فوجدني لا أعقل، فدعا بماء
فتوضأ فرش منه علي، فأفقت، فقلت: كيف أصنع في مالي يا رسول الله؟ فنزلت: {
يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ
الأُنثَيَيْنِ} – سورة النساء: من الآية 11 - أخرجه البخاري ومسلم
بصق في عين علي رضي الله عنه فبرأت
في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين
هذه الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله و يحبه الله ورسوله، يفتح الله على
يديه، فبات الناس يدركون أيهم يُعطاها، فلما أصبح الناس، غدوا على رسول
الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يُعطاها، فقال: أين علي بن أبي
طالب؟ فقالوا: يا رسول الله، هو يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فأُتي
به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كان لم
يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال: يا رسول الله! أقاتلهم، حتى يكونوا
مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام،
وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً
واحدًا خير من أن يكون لك حمر النعم. صحيح، أخرجه البخاري ومسلم.
بول الرسول صلى الله عليه وسلم صحة وعافية
عن أم أيمن رضي الله عنها قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الليل إلى فَخَّارة في جانب البيت، فبال فيها، فقمت من الليل وأنا عطشانة
فشربت ما فيها وأنا لا أشعر، فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا
أم ايمن قومي فأهريقي ما في تلك الفَخَّارة،
فقلت: قد والله شربت ما فيها.
قالت: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قال: أما
والله لا يجيعن بطنك أبدًا - صحيح، رواه الحاكم والدارقطني والطبراني وأبو
نعيم، وقال الدارقطني: حديث حسن صحيح.
بركة مسحه صلى الله عليه وسلم على رأس حنظلة بن خديم
قال والد حنظلة بن خديم لرسول الله صلى الله عليه وسلم: بأبي وأمي، أنا
رجل ذو سن، وهذا ابني حنظلة فسَمِّت عليه (أي ادع الله له)، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: يا غلام، فأخذ بيده فمسح رأسه، وقال له: بورك فيه، أو
قال: بارك الله فيك، ورأيت حنظلة يؤتى بالشاة الوارم ضرعها والبعير
والإنسان به الورم، فيتفل في يده ويمسح بصلعته ويقول: بسم الله على أثر يد
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيمسحه، فيذهب عنه. أخرجه أحمد والبخاري
وابن سعد والطبراني والبيهقي، وغيرهم.
الأثر النبوي سبب في عدم نسيان أبي هريرة رضي الله عنه
قال أبو هريرة رضي الله عنه: إنكم تقولون: أكثر أبو هريرة عن النبي صلى
الله عليه وسلم والله الموعد، وإنكم تقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا
يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الأحاديث؟ وإن أصحابي من
المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم في الأسواق، وإن أصحابي من الأنصار كانت
تشغلهم أرضهم والقيام عليها، وإني كنت امرأ مسكينًا، وكنت أكثر مجالسة
رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أحضر إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وإن النبي
صلى الله عليه وسلم حدثنا يومًا فقال: من يبسط ثيابه حتى أفرغ من حديثي ثم
يقبضه إليه، فإنه لا ينسى شيئًا سمعه مني أبدًا،
قال: فبسطت ثوبي أو قال: نمرتي، ثم حدثنا فقبضته إلي، فوالله ما نسيت
شيئًا سمعته منه، وأيم الله، لولا أنه في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدًا،
ثم تلا { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ
وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ
أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } – سورة
البقرة: الآية 159. صحيح، أخرجه مسلم، والبيهقي في الدلائل.
ظهور آثار النبوة في عمرو بن أخطب
عن أبي زيد عمرو بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ادن مني، قال: فمسح بيده على رأسي ولحيتي ثم قال: اللهم
جمله، وأدم جماله. قال: فبلغ بضعًا ومائة سنة، وما في لحيته بياض إلا نبذ
يسير، ولقد كان منبسط الوجه ولم يتقبَّض وجهه حتى مات. حسن، أخرجه الإمام
أحمد، والترمذي، وحسنه البيهقي وقال: هذا إسناد صحيح موصول.
برأ الصبي المصروع بمسح النبي صلى الله عليه وسلم صدره
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن به لممًا، وإنه يأخذه عند طعامنا فيفسد
علينا طعامنا، قال: فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له فثعَّ
ثعَّة (تقيأ قيئًا) فخرج منه مثل الجرو الأسود يسعى. حسن، أخرجه أحمد.
تفل النبي صلى الله عليه وسلم في يد الصحابي فاجتمعت وبرأت
عن خبيب بن أساف رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا
ورجل من قومي في بعض مغازيه فقلنا: إنا نشتهي أن نشهد معك مشهدًا، قال:
أسلمتم؟ قلنا: لا، قال: فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين، قال:
فأسلمنا، وشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابتني ضربة على عاتقي
فجافتني، فتعلقت يدي، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتفل فيها
وألزقها، فالتأمت وبرأت، وقتلت الذي ضربني، ثم تزوجت ابنة الذي قتلته
وضربني، فكانت تقول : لا عدمت رجلاً وشَّحك هذا الوشاح، فأقول: لا عدمت
رجلاً أعجل أباك إلى النار. حسن، أخرجه البيهقي في الدلائل، ورواه الإمام
أحمد.
رُزقا عشرة أولاد ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
لما تزوجت أم سليم أبا طلحة الأنصاري رُوقت بمولود محبوب، كان أبوه يحبه
حبًا شديدًا، فمرض الطفل، فمات وكان أبوه في عمله، فلما رجع سأل عن ولده،
فقالت له زوجته: هو أسكن ما كان، ووضعت العشاء، ثم تطيبت ولبست له خير
لباس لها، فقضى حاجته
فلما كان آخر الليل قالت له: أبا طلحة، أرأيت لو أن قومًا أعاروا قومًا عارية (أمانة ووديعة) فسألوهم إياها أكان لهم أن يمنعوهم؟
قال: لا
قالت: فإن الله عز وجل كان أعارك ابنك عارية، ثم قبضه إليه، فاحتسب واصبر....
فاسترجع (قال: إنا لله وإنا إليه راجعون)، وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صباحًا فأخبره
فقال: بارك الله لكما في غابر ليلتكما (سالف ليلتكما)، فحملت، ثم جئ
بالمولود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم
بعض التمر فمضغهن ثم جمع بزاقه ثم فغر فاه وأوجره إليه، فجعل يحنك الصبي،
وجعل الصبي يتلمَّظ
قالت: يا رسول الله سمِّه، فسماه عبد الله، فما كان في المدينة شاب أفضل
منه، وخرج منه رجل (جمع راجل ضد الفارس، أي يجاهدون في سبيل الله على
أرجلهم) كثير، واستشهد عبد الله بفارس. وفي رواية: رزق أبو طلحة بعشرة
أولاد كلهم يحفظون القرآن. صحيح، رواه مطولاً أبو داود الطيالسي، ورواه
البخاري، ومسلم، وأحمدن وابن حبان، والبيهقي.
برأ ببصاق النبي صلى الله عليه وسلم
عن يزيد بن أبي عبيد قال: رأيت أثر ضربة في ساق سلمة بن الأكوع فقلت: ما
هذه الضربة؟ قال: ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفث فيها ثلاث نفثات، فما اشتكيت منها حتى
الساعة. صحيح، أخرجه البخاري.
برأ بمسح النبي صلى الله عليه وسلم رجله
عن البراء رضي الله عنه أن عبد الله بن عتيك لما قتل أبا رافع ونزل من درجة بيته سقط إلى الأرض فانكسر ساقه
قال: فحدثت النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: ابسط رجلك
فبسطتها، فمسحها فكأنما لم أشكها قط. صحيح، أخرجه البخاري.
****************************** ****************************** *******
الأخرس نطق
عن أم جندب قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم اتبعته امرأة من خثعم
ومعها صبي لها به بلاء، فقالت: يا رسول الله، إن صبيي هذا وبقية أهلي به
بلاء لا يتكلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتوني بشيء من الماء، فأُتي بماء
فغسل يديه ثم مضمض فاه ثم أعطاها، فقال: اسقيه منه وصبي عليه منه واستشفي
الله له
قال: فلقيت المرأة من الحول فسألتها عن الغلام
فقالت: برأ وعقل عقلاً ليس كعقول الناس.
أخرجه أبو نعيم.
غمز البعير البطيء فسبق جميع الركاب
عن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة
وأنا على بعير لي قطوف (القطوف: المتقارب الخطى البطيء)، فمر بي النبي صلى
الله عليه وسلم فغمز بعيري بعصا في يده، فإذا هو في أول الركاب يسبق
الجميع و لا يسبقه بعير آخر - أخرجه أبو نعيم وذلك بمس رسول الله صلى الله
عليه وسلم إياه، فيا لها من بركة لا مثيل لها.
أثر بركة النبي صلى الله عليه وسلم في رمي أصحابه
عن محمد بن إياس بن سلمة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مر على ناس من أسلم ينفتلون فقال: حسن هذا اللهو، مرتين أو ثلاثًا، ارموا
وأنا مع ابن الأذرع، فأمسك القوم بأيديهم
فقالوا: لا والله لا نرمي معه وأنت معه يا رسول الله؛ إذًا يفضلنا
فقال: ارموا وأنا معكم جميعًا
فقال: لقد رموا عامة يومهم ذلك ثم تفرقوا على السواء ما فضل بعضهم بعضًا.
أخرجه البيهقي في الدلائل، وفي السنن الكبرى.
سداد دين والد جابر ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن جابر رضي الله عنه أن أباه استشهد يوم أحد وترك ست بنات، وترك عليه
دينًا ثلاثين وسقًا (تساوي 31 إردبًا) فاشتد الغرماء في حقوقهم، فلما حضره
جداد النخل، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، قد
علمت أن والدي استشهد يوم أحد ونرك عليه دينًا كثيرًا، وإني أحب أن يراك
الغرماء.
قال: اذهب فبيدر (أي قسم التمر) كل تمر على حدة
ففعلت، ثم دعوت، فغدا علينا حين أصبح، فلما نظروا إليه أغروا بي تلك
الساعة، فلما رأى ما يصنعون أطاف حول أعظمها بيدرًا ثلاثًا، ودعا في ثمرها
بالبركة ثم جلس عليه، ثم قال: ادع أصحابك، فما زال يكيل لهم، حتى أدى الله
أمانة والدي، وأنا والله راضٍ أن يؤدي الله أمانة والدي ولا أرجع إلى
أخواتي بتمرة، فسلمت والله البيادر كلها حتى أني أنظر إلى البيدر الذي
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه لم ينقص تمرة واحدة، فوافيت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له فضحك، فقال: ائت أبا بكر
وعمر، فأخبرهما، فقالا: لقد علمنا إذ صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
صنع أن ذلك سيكون.
صحيح: أخرجه البخاري، وأبو داود، والنسائي.
ألف و اربعمائه يشربون من بئر لا ماء فيها
قال البراء بن عازب رضي الله عنه: كنا يوم الحديبية أربع عشر مائة (1400)،
والحديبية بئر فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة، فجلس رسول الله صلى الله
عليه وسلم على شفير البئر، فدعا بماء فمضمض ومج في البئر، فمكثنا غير بعيد
ثم استقينا حتى روينا وروت أو صدرت ركابنا.
صحيح: رواه البخاري.
شاة أم مَعْبَد التي لا تدر لبن درَّت
عن أبي معبد الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة هاجر من مكة
إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن
أريقط، ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره ذلك حتى مر بخيمتي أم
معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة، ثم تطعم وتسقي
من مر بها، فسألاها: هل عندك شيء؟
فقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القِرى.، والشاء عازب(بعيدة المرعى)، وكانت سنة شهباء،
فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كِسْر الخيمة(جانبها)، فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟
قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم،
فقال: هل بها من لبن؟
قالت: هي أجهد من ذلك،
فقال: أتأذنين لي أن أحلبها؟
قالت: نعم بأبي وأمي، إن رأيت بها حلبًا فاحلبها،
فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ضرعها، وسمَّى الله، ودعا
فتفاجت(فرجت ما بين رجليها) عليه، ودرَّت، فدعا بإناء لها يُربض
الرهط(يرويهم ويثقلهم ويمتدوا على الأرض)، فحلب فيه حتى علته الرغوة،
فسقاها فشربت حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب، وحلب فيه ثانيًا
حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها، فارتحلوا،
فقلما لبث أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزًا عجافًا(هزالاً)، يتساوكن
(يتمايلن من شدة ضعفهن) هزالاً لا نِقى بهن(النقى: مخ العظم أي لا قوة
فيهن)، فلما رأى اللبن عجب فقال: من أين لك هذا؟ والشاة عازب، ولا حلوبة
في البيت؟
فقالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت، ومن حاله كذا وكذا.
قال: والله إني لأراه صاحب قريش الذي تطلبه، صفيه لي يا أم معبد.
قالت: ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه(مشرقه)، حسن الخَلْق، لم تعبه ثجلة(ضخامة
البطن)، ولم تزر به صُعلة(صغر الرأس)، وسيم(حسن) قسيم(جميل) في عينيه
دَعَج(سواد العين)، وفي أشفاره وطف(في شعر أجفانه طول)، وفي صوته صحل، وفي
عنقه سطع، أحور، أكحل، أزج، أقرن، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار،
وإن تكلم علاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنه وأحلاه من
قريب، حلو المنطق، فصل، لا نزر، ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن،
ربعة، لا تقحمه عين من قِصر، ولا تشنؤه من طول، غصن بين غصنين، فهو أنضر
الثلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا
لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود(الذي يخدمه أصحابه ويعظمونه
ويسرعون في طاعته) محشود(هو الذي يجتمع إليه الناس)، لا عابس ولا
مُفْنِد(الذي يكثر لومه)،
فقال أبو معبد: والله هذا صاحب قريش الذي ذكروا من أمره ما ذكروا، لقد
هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً وأصبح صوت بمكة عاليًا
يسمعونه، ولا يرون القائل:
رفيقين حلاَّ خيمتي أم معبد جزى الله رب العرش جزائه
وأفلح من أمسى رفيق محمد هما نزلا بالبر وارتحلا
به لا من فعال لا يُجارى وسؤدد فيا لقُصي ما زوى الله عنكم
ومقعدها للمؤمنين بمرصد ليهن بني كعب مكان فتاتهم
فإنك إن تسألوا الشاء تشهد سلوا أختكم عن شاتها وإنائها
حسن: أخرجه الحاكم، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ونسبه للطبراني، وابن سعد في الطبقات.
دلو الماء ينقلب نهراً يجري
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و
سلم في سفر فأتينا ركي ذمة (الركي: جنس للركية وهي البئر، والذمة
القليلة الماء. لسان العرب 14/333. ب) قال : فنزل فيها ستة أناس أنا
سادسهم ماحة (الماحة الذين يقدحون الماء ) فأدليت لنا دلوا قال: و رسول
الله صلى الله عليه و سلم على شفتي الركي فجعلنا فيها نصفها - أو قال:
قراب ثلثيها فرفعت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال البراء: فكدت
بإنائي هل أجد شيئاً أجعله في حلقي؟ فما وجدت فرفعت الدلو إلى رسول الله
صلى الله عليه و سلم فغمس يده فيها فقال ما شاء الله أن يقول، وأعيدت لنا
الدلو بما فيها قال : فقد رأيت أحدنا أخرج بثوب خشية الغرق، قال : ثم ساحت
يعني جرت نهراً
قال ابن كثير في البداية (6/103,104) تفرد به أحمد و إسناده قوي و الظاهر أنها قصة أخرى غير يوم الحديبية
بيضة ذهب أثقل من جبل أحد
في حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه لما أسلم و أراد أن يكون حراً فكاتب
مولاه اليهودي على أربعين نخلة و على أربعين أوقية من الذهب فقال النبي
صلى الله عليه و سلم: أعينوا أخاكم فأعانوني بخمس و العشر حتى اجتمع لي
فقال لي : "فقر لها (أي أحفر لها موضعاً تغرس فيه) و لا تضع منها شيئاً
حتى أضعه بيدي" ففعلت فأعانني أصحابي حتى فرغت فأتيته فكنت آتيه بالنخلة
فيضعها و يسوي عليها تراباً فانصرف و الذي بعثه بالحق فما ماتت منها واحدة
و أنتجت كلها في عام واحد و بقي الذهب فبينما هو قاعد إذ أتاه رجل من
أصحابه بمثل البيضة من الذهب أصابه من بعض المعادن
فقال : ادع سليمان المسكين الفارسي المكاتب فقال أدِ هذه
فقلت : يا رسول الله و أين تقع هذه مما علي
قال سلمان : فأدت عني و قال : أعانني رسول الله صلى الله عليه و سلم ببيضة من ذهب فلو وزنت بأحد لكانت أثقل منه
حسن : أخرجه أحمد في المسند (5/444) و انظر أسد الغابة (2/417-421) رقم (2149) و انظر ابن هشام (1/214) و ما بعدها
منقول
حنين الجذع شوقاً إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وشفقاً من فراقه
عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما- إن النبي صلى الله عليه و سلم كان
يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة, فقالت امرأة من الأنصار- أو رجل- يا
رسول الله, ألا نجعل لك منبراً ؟
قال: إن شئتم
فجعلوا له منبراً فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر, فصاحت النخلة صياح
الصبي, ثم نزل النبي صلى الله عليه و سلم فضمه إليه, يئن أنين الصبي الذي
يسكن قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها - رواه البخاري
وفي رواية أخرى عن جابر رضي الله عنه قال: كان المسجد مسقوفاً على جذوع من
نخل, فكان النبي إذا خطب يقوم إلى جذع منها, فلما صنع له المنبر فكان عليه
فسمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار (جمع عشراء, وهى الناقة التي أتى
عليها عشرة أشهر من حملها), حتى جاء النبي فوضع يده عليها, فسكنت رواه
البخاري
وفى رواية من حديث ابن عباس- رضي الله عنهما- قال صلى الله عليه و سلم :
ولو لم أحتضنه لحنَ إلى يوم القيامة - رواه الإمام أحمد في مسنده, وابن
ماجه
وكان الحسن البصري رحمه الله إذا حدث بحديث حنين الجذع يقول يا معشر المسلمين الخشبة
تحن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شوقاً إلى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه
عذق النخلة ينزل منها ويمشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
جاء إعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بما أعرف أنك رسول الله؟
قال: أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله؟
قال: نعم
قال: فدعا العذق فجعل العذق ينزل من النخلة حتى سقط في الأرض، فجعل ينقز
حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له: ارجع، فرجع حتى عاد إلى
مكانه
فقال: أشهد أنك رسول الله، وآمن - صحيح، رواه البيهقي في الدلائل، والحاكم في المستدرك.
انقياد الشجر لرسول الله صلى الله عليه و سلم
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه
و سلم حتى نزلنا واديًا أفيح (أي واسعًا) فذهب رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم
فلم ير شيئًا يستتر به فإذا شجرتان بشاطئ الوادي (أي جانبه) فانطلق رسول
الله صلى الله عليه و سلم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادي
علي بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش (هو الذي يجعل في أنفه خشاش
وهو عود يجعل في أنف البعير إذا كان صعبًا ويشد فيه حبل ليذل وينقاد وقد
يتمانع لصعوبته فإذا اشتد عليه وآلمه انقاد شيئًا) الذي يصانع قائده حتى
أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادي علي بإذن الله
فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف (هو نصف المسافة) مما بينهما لأم
بينهما (يعني جمعهما) فقال: التئما علي بإذن الله فالتأمتا قال جابر:
فخرجت أحضر (أي أعدو وأسعى سعيًا شديدًا) مخافة أن يحس رسول الله صلى الله
عليه و سلم بقربي فيبتعد فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفتة فإذا أنا برسول
الله صلى الله عليه و سلم مقبلاً وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة
منهما على ساق فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وقف وقفة فقال برأسه
هكذا؟ وأشار أبو إسماعيل برأسه يمينًا وشمالاً ثم أقبل فلما انتهى إلي
قال: يا جابر هل رأيت مقامي؟ قلت: نعم يا رسول الله قال: فانطلق إلى
الشجرتين فاقطع من كل واحدة منهما غصنًا فأقبل بهما حتى إذا قمت مقامي
فأرسل غصنًا عن يمينك وغصنًا عن يسارك قال جابر: فقمت فأخذت حجرًا فكسرته
وحسرته (أي أحددته بحيث صار مما يمكن قطع الأغصان به) فانذلق لي (أي صار
حادًا) فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنًا ثم أقبلت أجرهما حتى
قمت مقام رسول الله صلى الله عليه و سلم أرسلت غصنًا عن يميني وغصنًا عن
يساري ثم لحقته فقلت: قد فعلت يا رسول الله فعم ذاك؟ قال: إني مررت بقبرين
يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما (أي يخفف) ما دام الغصنان رطبين -
رواه مسلم
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و
سلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله صلى الله عليه و
سلم: أين تريد؟
قال: إلى أهلي
قال: هل لك في خير؟
قال: وما هو؟
قال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله
قال: ومن يشهد على ما تقول؟
قال: هذه السلمة (شجرة من أشجار البادية)
فدعاها رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد (تشق)
الأرض خدًا حتى قامت بين يديه فأشهدها ثلاثًا فشهدت ثلاثًا أنه كما قال ثم
رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه وقال: إن اتبعوني آتك بهم وإلا
رجعت فكنت معك رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى والبزار ورجال الطبراني
رجال الصحيح الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أجمعين
تسليم الحجر عليه صلى الله عليه و سلم
عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن رواه أحمد
ومسلم والترمذي
قال الإمام النووي معلقًا على هذا الحديث: فيه معجزة له صلى الله عليه و
سلم وفي هذا إثبات التمييز في بعض الجمادات وهو موافق لقوله تعالى في
الحجارة وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ - سورة
البقرة آية 74 وقوله تعالى وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ
- سورة الإسراء آية 44
تسبيح الطعام بحضرته صلى الله عليه و سلم
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نعد الآيات بركة وأنتم
تعدونها تخويفًا كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فقال الماء
فقال: اطلبوا فضلة من ماء فجاءوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الإناء
ثم قال: حي على الطهور المبارك والبركة من الله فلقد رأيت الماء ينبع من
بين أصابع رسول الله ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل أخرجه البخاري
في صحيحه
الشجرة تنتقل من مكانها ثم ترجع
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذات يوم وهو جالس حزين قد خضب بالدماء (أي ملأت الدماء رأسه) من ضربة
بعض أهل مكة فقال له: ما لك؟
قال: فعل بي هؤلاء وفعلوا
فقال له جبريل: أتحب أن أريك آية؟
فقال: نعم
قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال: ادع تلك الشجرة، فدعاها
قال: فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه
فقال: مرها فلترجع، فأمرها، فرجعت إلى مكانها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبي (أي يكفيني اطمئنانًا) - صحيح، أخرجه أحمد في مسنده، ورواه ابن ماجة في سننه.
الأربعون نخلة تثمر في عام زرعها
عن بريدة رضي الله عنه قال: جاء سلمان الفارسي إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب، فوضعها بين يدي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: يا سلمان، ما هذا؟
فقال: صدقة عليك وعلى أصحابك،
فقال: ارفعها؛ فإنا لا نأكل الصدقة،
قال: فرفعها، فجاء الغد بمثله، فوضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: ما هذا يا سلمان؟
فقال: هدية لك،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ابسطوا (يعني ابسطوا أيديكم وكلوا)
ثم نظر إلى الخاتم على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به، وكان
لليهود، فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا درهمًا على أن
يغرس نخلاً فيعمل سلمان فيه حتى تُطعِم، فغرس رسول الله صلى الله عليه
وسلم النخيل إلا نخلة واحدة غرسها عمر، فحملت النخل من عامها ولم تحمل
النخلة التي زرعها عمر،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شأن هذه النخلة؟
فقال عمر: يا رسول الله، أنا غرستها،
فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرسها، فحملت من عامها - حسن، أخرجه أحمد، والترمذي في الشمائل، وابن حبان، والحاكم.
وفي هذا الحديث أربعون معجزة؛ لأن كل نخلة تثمر في عامها معجزة وحدها؛ فالنخلة لا تثمر إلا بعد سبع سنوات على الأقل.
تسبيح الحصى
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت رجلاً ألتمس خلوات النبي الله صلى الله
عليه وسلم لأسمع منه أو لآخذ عنه، فهجرت يومًا من الأيام، فإذا النبي صلى
الله عليه وسلم قد خرج من بيته، فسألت عنه الخادم فأخبرني أنه في بيت،
فأتيته وهو جالس ليس عنده أحد من الناس، وكأني حينئذ أرى أنه في وحي،
فسلمت عليه، فرد علي السلام ثم قال: ما جاء بك؟ فقلت: جاء بي الله ورسوله،
فأمرني أن أجلس، فجلست إلى جنبه لا أسأله عن شيء لا يذكره لي، فمكثت غير
كثير فجاء أبو بكر يمشي مسرعًا فسلم عليه فرد السلام ثم قال: ما جاء بك؟
قال: جاء بي الله ورسوله
فأشار بيده أن أجلس فجلس إلى ربوة مقابل النبي صلى الله عليه وسلم بينه
وبينها الطريق، حتى إذا استوى أبو بكر جالسًا، فأشار بيده، فجلس إلى جنبي
عن يميني، ثم جاء عمر ففعل مثل ذلك، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
مثل ذلك، وجلس إلى جنب أبي بكر على تلك الربوة، ثم جاء عثمان فسلم فرد
السلام وقال: ما جاء بك؟ قال: جاء بي الله ورسوله، فأشار إليه بيده، فقعد
إلى الربوة، ثم أشار بيده فقعد إلى جنب عمر،
فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لم أفقه أولها غير أنه قال: قليل ما
يبقين، ثم قبض على حصيات سبع أو تسع أو قريب من ذلك، فسبحن في يده حتى سمع
لهن حنين كحنين النخل في كف النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ناولهن أبا بكر
وجاوزني فسبحن في كف أبي بكر، ثم أخذهن منه فوضعهن في الأرض فخرسن فصرن
حصى، ثم ناولهن عمر فسبحن في كفه كما سبحن في كف أبي بكر، ثم أخذهن فوضعهن
في الأرض فخرسن، ثم ناولهن عثمان فسبحن في كفه نحو ما سبحن في كف أبي بكر
وعمر، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن.
حسن: أخرجه البيهقي في الدلائل، ورواه السيوطي في الخصائص الكبرى، وعزاه للبزار والطبراني في الأوسط وأبي نعيم.
****************************** ****************************** *******************
بركة النبي صلى الله عليه وسلم
أفاق جابر برش الوضوء النبوي عليه
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: عادني رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وأبو بكر رضي الله عنه في بني سلمة، فوجدني لا أعقل، فدعا بماء
فتوضأ فرش منه علي، فأفقت، فقلت: كيف أصنع في مالي يا رسول الله؟ فنزلت: {
يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ
الأُنثَيَيْنِ} – سورة النساء: من الآية 11 - أخرجه البخاري ومسلم
بصق في عين علي رضي الله عنه فبرأت
في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين
هذه الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله و يحبه الله ورسوله، يفتح الله على
يديه، فبات الناس يدركون أيهم يُعطاها، فلما أصبح الناس، غدوا على رسول
الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يُعطاها، فقال: أين علي بن أبي
طالب؟ فقالوا: يا رسول الله، هو يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فأُتي
به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كان لم
يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال: يا رسول الله! أقاتلهم، حتى يكونوا
مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام،
وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً
واحدًا خير من أن يكون لك حمر النعم. صحيح، أخرجه البخاري ومسلم.
بول الرسول صلى الله عليه وسلم صحة وعافية
عن أم أيمن رضي الله عنها قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الليل إلى فَخَّارة في جانب البيت، فبال فيها، فقمت من الليل وأنا عطشانة
فشربت ما فيها وأنا لا أشعر، فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا
أم ايمن قومي فأهريقي ما في تلك الفَخَّارة،
فقلت: قد والله شربت ما فيها.
قالت: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قال: أما
والله لا يجيعن بطنك أبدًا - صحيح، رواه الحاكم والدارقطني والطبراني وأبو
نعيم، وقال الدارقطني: حديث حسن صحيح.
بركة مسحه صلى الله عليه وسلم على رأس حنظلة بن خديم
قال والد حنظلة بن خديم لرسول الله صلى الله عليه وسلم: بأبي وأمي، أنا
رجل ذو سن، وهذا ابني حنظلة فسَمِّت عليه (أي ادع الله له)، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: يا غلام، فأخذ بيده فمسح رأسه، وقال له: بورك فيه، أو
قال: بارك الله فيك، ورأيت حنظلة يؤتى بالشاة الوارم ضرعها والبعير
والإنسان به الورم، فيتفل في يده ويمسح بصلعته ويقول: بسم الله على أثر يد
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيمسحه، فيذهب عنه. أخرجه أحمد والبخاري
وابن سعد والطبراني والبيهقي، وغيرهم.
الأثر النبوي سبب في عدم نسيان أبي هريرة رضي الله عنه
قال أبو هريرة رضي الله عنه: إنكم تقولون: أكثر أبو هريرة عن النبي صلى
الله عليه وسلم والله الموعد، وإنكم تقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا
يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الأحاديث؟ وإن أصحابي من
المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم في الأسواق، وإن أصحابي من الأنصار كانت
تشغلهم أرضهم والقيام عليها، وإني كنت امرأ مسكينًا، وكنت أكثر مجالسة
رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أحضر إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وإن النبي
صلى الله عليه وسلم حدثنا يومًا فقال: من يبسط ثيابه حتى أفرغ من حديثي ثم
يقبضه إليه، فإنه لا ينسى شيئًا سمعه مني أبدًا،
قال: فبسطت ثوبي أو قال: نمرتي، ثم حدثنا فقبضته إلي، فوالله ما نسيت
شيئًا سمعته منه، وأيم الله، لولا أنه في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدًا،
ثم تلا { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ
وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ
أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } – سورة
البقرة: الآية 159. صحيح، أخرجه مسلم، والبيهقي في الدلائل.
ظهور آثار النبوة في عمرو بن أخطب
عن أبي زيد عمرو بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ادن مني، قال: فمسح بيده على رأسي ولحيتي ثم قال: اللهم
جمله، وأدم جماله. قال: فبلغ بضعًا ومائة سنة، وما في لحيته بياض إلا نبذ
يسير، ولقد كان منبسط الوجه ولم يتقبَّض وجهه حتى مات. حسن، أخرجه الإمام
أحمد، والترمذي، وحسنه البيهقي وقال: هذا إسناد صحيح موصول.
برأ الصبي المصروع بمسح النبي صلى الله عليه وسلم صدره
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن به لممًا، وإنه يأخذه عند طعامنا فيفسد
علينا طعامنا، قال: فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له فثعَّ
ثعَّة (تقيأ قيئًا) فخرج منه مثل الجرو الأسود يسعى. حسن، أخرجه أحمد.
تفل النبي صلى الله عليه وسلم في يد الصحابي فاجتمعت وبرأت
عن خبيب بن أساف رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا
ورجل من قومي في بعض مغازيه فقلنا: إنا نشتهي أن نشهد معك مشهدًا، قال:
أسلمتم؟ قلنا: لا، قال: فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين، قال:
فأسلمنا، وشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابتني ضربة على عاتقي
فجافتني، فتعلقت يدي، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتفل فيها
وألزقها، فالتأمت وبرأت، وقتلت الذي ضربني، ثم تزوجت ابنة الذي قتلته
وضربني، فكانت تقول : لا عدمت رجلاً وشَّحك هذا الوشاح، فأقول: لا عدمت
رجلاً أعجل أباك إلى النار. حسن، أخرجه البيهقي في الدلائل، ورواه الإمام
أحمد.
رُزقا عشرة أولاد ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
لما تزوجت أم سليم أبا طلحة الأنصاري رُوقت بمولود محبوب، كان أبوه يحبه
حبًا شديدًا، فمرض الطفل، فمات وكان أبوه في عمله، فلما رجع سأل عن ولده،
فقالت له زوجته: هو أسكن ما كان، ووضعت العشاء، ثم تطيبت ولبست له خير
لباس لها، فقضى حاجته
فلما كان آخر الليل قالت له: أبا طلحة، أرأيت لو أن قومًا أعاروا قومًا عارية (أمانة ووديعة) فسألوهم إياها أكان لهم أن يمنعوهم؟
قال: لا
قالت: فإن الله عز وجل كان أعارك ابنك عارية، ثم قبضه إليه، فاحتسب واصبر....
فاسترجع (قال: إنا لله وإنا إليه راجعون)، وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صباحًا فأخبره
فقال: بارك الله لكما في غابر ليلتكما (سالف ليلتكما)، فحملت، ثم جئ
بالمولود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم
بعض التمر فمضغهن ثم جمع بزاقه ثم فغر فاه وأوجره إليه، فجعل يحنك الصبي،
وجعل الصبي يتلمَّظ
قالت: يا رسول الله سمِّه، فسماه عبد الله، فما كان في المدينة شاب أفضل
منه، وخرج منه رجل (جمع راجل ضد الفارس، أي يجاهدون في سبيل الله على
أرجلهم) كثير، واستشهد عبد الله بفارس. وفي رواية: رزق أبو طلحة بعشرة
أولاد كلهم يحفظون القرآن. صحيح، رواه مطولاً أبو داود الطيالسي، ورواه
البخاري، ومسلم، وأحمدن وابن حبان، والبيهقي.
برأ ببصاق النبي صلى الله عليه وسلم
عن يزيد بن أبي عبيد قال: رأيت أثر ضربة في ساق سلمة بن الأكوع فقلت: ما
هذه الضربة؟ قال: ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفث فيها ثلاث نفثات، فما اشتكيت منها حتى
الساعة. صحيح، أخرجه البخاري.
برأ بمسح النبي صلى الله عليه وسلم رجله
عن البراء رضي الله عنه أن عبد الله بن عتيك لما قتل أبا رافع ونزل من درجة بيته سقط إلى الأرض فانكسر ساقه
قال: فحدثت النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: ابسط رجلك
فبسطتها، فمسحها فكأنما لم أشكها قط. صحيح، أخرجه البخاري.
****************************** ****************************** *******
الأخرس نطق
عن أم جندب قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم اتبعته امرأة من خثعم
ومعها صبي لها به بلاء، فقالت: يا رسول الله، إن صبيي هذا وبقية أهلي به
بلاء لا يتكلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتوني بشيء من الماء، فأُتي بماء
فغسل يديه ثم مضمض فاه ثم أعطاها، فقال: اسقيه منه وصبي عليه منه واستشفي
الله له
قال: فلقيت المرأة من الحول فسألتها عن الغلام
فقالت: برأ وعقل عقلاً ليس كعقول الناس.
أخرجه أبو نعيم.
غمز البعير البطيء فسبق جميع الركاب
عن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة
وأنا على بعير لي قطوف (القطوف: المتقارب الخطى البطيء)، فمر بي النبي صلى
الله عليه وسلم فغمز بعيري بعصا في يده، فإذا هو في أول الركاب يسبق
الجميع و لا يسبقه بعير آخر - أخرجه أبو نعيم وذلك بمس رسول الله صلى الله
عليه وسلم إياه، فيا لها من بركة لا مثيل لها.
أثر بركة النبي صلى الله عليه وسلم في رمي أصحابه
عن محمد بن إياس بن سلمة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مر على ناس من أسلم ينفتلون فقال: حسن هذا اللهو، مرتين أو ثلاثًا، ارموا
وأنا مع ابن الأذرع، فأمسك القوم بأيديهم
فقالوا: لا والله لا نرمي معه وأنت معه يا رسول الله؛ إذًا يفضلنا
فقال: ارموا وأنا معكم جميعًا
فقال: لقد رموا عامة يومهم ذلك ثم تفرقوا على السواء ما فضل بعضهم بعضًا.
أخرجه البيهقي في الدلائل، وفي السنن الكبرى.
سداد دين والد جابر ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن جابر رضي الله عنه أن أباه استشهد يوم أحد وترك ست بنات، وترك عليه
دينًا ثلاثين وسقًا (تساوي 31 إردبًا) فاشتد الغرماء في حقوقهم، فلما حضره
جداد النخل، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، قد
علمت أن والدي استشهد يوم أحد ونرك عليه دينًا كثيرًا، وإني أحب أن يراك
الغرماء.
قال: اذهب فبيدر (أي قسم التمر) كل تمر على حدة
ففعلت، ثم دعوت، فغدا علينا حين أصبح، فلما نظروا إليه أغروا بي تلك
الساعة، فلما رأى ما يصنعون أطاف حول أعظمها بيدرًا ثلاثًا، ودعا في ثمرها
بالبركة ثم جلس عليه، ثم قال: ادع أصحابك، فما زال يكيل لهم، حتى أدى الله
أمانة والدي، وأنا والله راضٍ أن يؤدي الله أمانة والدي ولا أرجع إلى
أخواتي بتمرة، فسلمت والله البيادر كلها حتى أني أنظر إلى البيدر الذي
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه لم ينقص تمرة واحدة، فوافيت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له فضحك، فقال: ائت أبا بكر
وعمر، فأخبرهما، فقالا: لقد علمنا إذ صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
صنع أن ذلك سيكون.
صحيح: أخرجه البخاري، وأبو داود، والنسائي.
ألف و اربعمائه يشربون من بئر لا ماء فيها
قال البراء بن عازب رضي الله عنه: كنا يوم الحديبية أربع عشر مائة (1400)،
والحديبية بئر فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة، فجلس رسول الله صلى الله
عليه وسلم على شفير البئر، فدعا بماء فمضمض ومج في البئر، فمكثنا غير بعيد
ثم استقينا حتى روينا وروت أو صدرت ركابنا.
صحيح: رواه البخاري.
شاة أم مَعْبَد التي لا تدر لبن درَّت
عن أبي معبد الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة هاجر من مكة
إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن
أريقط، ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره ذلك حتى مر بخيمتي أم
معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة، ثم تطعم وتسقي
من مر بها، فسألاها: هل عندك شيء؟
فقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القِرى.، والشاء عازب(بعيدة المرعى)، وكانت سنة شهباء،
فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كِسْر الخيمة(جانبها)، فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟
قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم،
فقال: هل بها من لبن؟
قالت: هي أجهد من ذلك،
فقال: أتأذنين لي أن أحلبها؟
قالت: نعم بأبي وأمي، إن رأيت بها حلبًا فاحلبها،
فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ضرعها، وسمَّى الله، ودعا
فتفاجت(فرجت ما بين رجليها) عليه، ودرَّت، فدعا بإناء لها يُربض
الرهط(يرويهم ويثقلهم ويمتدوا على الأرض)، فحلب فيه حتى علته الرغوة،
فسقاها فشربت حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب، وحلب فيه ثانيًا
حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها، فارتحلوا،
فقلما لبث أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزًا عجافًا(هزالاً)، يتساوكن
(يتمايلن من شدة ضعفهن) هزالاً لا نِقى بهن(النقى: مخ العظم أي لا قوة
فيهن)، فلما رأى اللبن عجب فقال: من أين لك هذا؟ والشاة عازب، ولا حلوبة
في البيت؟
فقالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت، ومن حاله كذا وكذا.
قال: والله إني لأراه صاحب قريش الذي تطلبه، صفيه لي يا أم معبد.
قالت: ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه(مشرقه)، حسن الخَلْق، لم تعبه ثجلة(ضخامة
البطن)، ولم تزر به صُعلة(صغر الرأس)، وسيم(حسن) قسيم(جميل) في عينيه
دَعَج(سواد العين)، وفي أشفاره وطف(في شعر أجفانه طول)، وفي صوته صحل، وفي
عنقه سطع، أحور، أكحل، أزج، أقرن، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار،
وإن تكلم علاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنه وأحلاه من
قريب، حلو المنطق، فصل، لا نزر، ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن،
ربعة، لا تقحمه عين من قِصر، ولا تشنؤه من طول، غصن بين غصنين، فهو أنضر
الثلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا
لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود(الذي يخدمه أصحابه ويعظمونه
ويسرعون في طاعته) محشود(هو الذي يجتمع إليه الناس)، لا عابس ولا
مُفْنِد(الذي يكثر لومه)،
فقال أبو معبد: والله هذا صاحب قريش الذي ذكروا من أمره ما ذكروا، لقد
هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً وأصبح صوت بمكة عاليًا
يسمعونه، ولا يرون القائل:
رفيقين حلاَّ خيمتي أم معبد جزى الله رب العرش جزائه
وأفلح من أمسى رفيق محمد هما نزلا بالبر وارتحلا
به لا من فعال لا يُجارى وسؤدد فيا لقُصي ما زوى الله عنكم
ومقعدها للمؤمنين بمرصد ليهن بني كعب مكان فتاتهم
فإنك إن تسألوا الشاء تشهد سلوا أختكم عن شاتها وإنائها
حسن: أخرجه الحاكم، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ونسبه للطبراني، وابن سعد في الطبقات.
دلو الماء ينقلب نهراً يجري
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و
سلم في سفر فأتينا ركي ذمة (الركي: جنس للركية وهي البئر، والذمة
القليلة الماء. لسان العرب 14/333. ب) قال : فنزل فيها ستة أناس أنا
سادسهم ماحة (الماحة الذين يقدحون الماء ) فأدليت لنا دلوا قال: و رسول
الله صلى الله عليه و سلم على شفتي الركي فجعلنا فيها نصفها - أو قال:
قراب ثلثيها فرفعت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال البراء: فكدت
بإنائي هل أجد شيئاً أجعله في حلقي؟ فما وجدت فرفعت الدلو إلى رسول الله
صلى الله عليه و سلم فغمس يده فيها فقال ما شاء الله أن يقول، وأعيدت لنا
الدلو بما فيها قال : فقد رأيت أحدنا أخرج بثوب خشية الغرق، قال : ثم ساحت
يعني جرت نهراً
قال ابن كثير في البداية (6/103,104) تفرد به أحمد و إسناده قوي و الظاهر أنها قصة أخرى غير يوم الحديبية
بيضة ذهب أثقل من جبل أحد
في حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه لما أسلم و أراد أن يكون حراً فكاتب
مولاه اليهودي على أربعين نخلة و على أربعين أوقية من الذهب فقال النبي
صلى الله عليه و سلم: أعينوا أخاكم فأعانوني بخمس و العشر حتى اجتمع لي
فقال لي : "فقر لها (أي أحفر لها موضعاً تغرس فيه) و لا تضع منها شيئاً
حتى أضعه بيدي" ففعلت فأعانني أصحابي حتى فرغت فأتيته فكنت آتيه بالنخلة
فيضعها و يسوي عليها تراباً فانصرف و الذي بعثه بالحق فما ماتت منها واحدة
و أنتجت كلها في عام واحد و بقي الذهب فبينما هو قاعد إذ أتاه رجل من
أصحابه بمثل البيضة من الذهب أصابه من بعض المعادن
فقال : ادع سليمان المسكين الفارسي المكاتب فقال أدِ هذه
فقلت : يا رسول الله و أين تقع هذه مما علي
قال سلمان : فأدت عني و قال : أعانني رسول الله صلى الله عليه و سلم ببيضة من ذهب فلو وزنت بأحد لكانت أثقل منه
حسن : أخرجه أحمد في المسند (5/444) و انظر أسد الغابة (2/417-421) رقم (2149) و انظر ابن هشام (1/214) و ما بعدها
منقول