قوله تعالى { وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى } وقوله { وجاء رجل من أقصا المدينة } .
س - ما هو تفسير هذه الآية بقول الله تعالى في الآية (20) من سورة يس { وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين } وفي الآية (20) أيضا من سورة القصص { وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج أني لك من الناصحين } السؤال من الرجلان وما تفسير هاتين الآيتين ؟
ج- قبل الإجابة على السؤال ينبغي أن نعلم أنه إذا جاء المسمى مبهما في القرآن وفي السنة فإن الواجب إبقاؤه على إبهامه وألا تتكلف في البحث عن تعيينه لأن المهم هو القصة ، والأمر الذي صيغ من أجله الكلام للاعتبار والاتعاظ وكونه فلانا أو فلانا لا يهم، المهم الأمر الذي صيغ من أجله الكلام للاعتبار والاتعاظ وكونه فلانا أو فلانا لا يهم ، المهم الأمر الواقع فالقرآن الكريم لم يبين الله تعالى فيه هذا الرجل في الآيتين الكريمتين بل قال في سورة القصص { وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى } وفي سورة يس قال { وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى } فقدم الرجل في سورة القصص وآخره في سورة يس. ولم يبين ذلك ومحاولة الوصول إلى تعيينه ليس وراءهما فائدة تذكر وعلى هذا فلا ينبغي أن يشغل الإنسان نفسه بتعين مثل هذه المسميات بل تبقى الآيات والأحاديث على إبهامها ويوجه المخاطب إلى أن المقصود الاعتبار بما في القصة من أحكام ومواعظ .
أما تفسير الآيتين ففي سورة القصص قيض الله لموسى رجلا ناصحا جاء من أقصى المدينة يخبر موسى عليه الصلاة والسلام بأن الملأ وهم الأشراف والأكابر في المدينة يتشاورون ماذا يصعنون به .. وموسى عليه السلام الذي قتل أحدهم - أي أحد الأقباط - وكان هذا من تيسير الله - عز وجل - لموسى ولهذا أرشده الرجل إلى أن يخرج { فاخرج أني لك من الناصحين } فخرج منها خائفاً يترقب وذكر الله تمام القصة .. أما في سورة يس فإن الله تعالى أرسل إلى أهل القرية رسولين فكذبوهما وانكروا رسالتهما فأرسل الله تعالى رسولاً ثالثاً وعززهما به أي يقويهما به ولكن مع ذلك أصروا على الإنكار وجرى بينهم وبين أهل هذه القرية ما جرى فجاء من أقصى المدينة وهنا قدم الأقصا - أقصا المدينة للاهتمام بهذا الأمر فمع بعده جاء إلى قومه { قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون } سورة يس الآيات 20-22 إلى تمام القصة فكان هذا ناصحاً لقومه مرشداً لهم وكان عاقبته أن قيل له { قبل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين } سورة يس الآيتان 26-27 .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
س - ما هو تفسير هذه الآية بقول الله تعالى في الآية (20) من سورة يس { وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين } وفي الآية (20) أيضا من سورة القصص { وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج أني لك من الناصحين } السؤال من الرجلان وما تفسير هاتين الآيتين ؟
ج- قبل الإجابة على السؤال ينبغي أن نعلم أنه إذا جاء المسمى مبهما في القرآن وفي السنة فإن الواجب إبقاؤه على إبهامه وألا تتكلف في البحث عن تعيينه لأن المهم هو القصة ، والأمر الذي صيغ من أجله الكلام للاعتبار والاتعاظ وكونه فلانا أو فلانا لا يهم، المهم الأمر الذي صيغ من أجله الكلام للاعتبار والاتعاظ وكونه فلانا أو فلانا لا يهم ، المهم الأمر الواقع فالقرآن الكريم لم يبين الله تعالى فيه هذا الرجل في الآيتين الكريمتين بل قال في سورة القصص { وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى } وفي سورة يس قال { وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى } فقدم الرجل في سورة القصص وآخره في سورة يس. ولم يبين ذلك ومحاولة الوصول إلى تعيينه ليس وراءهما فائدة تذكر وعلى هذا فلا ينبغي أن يشغل الإنسان نفسه بتعين مثل هذه المسميات بل تبقى الآيات والأحاديث على إبهامها ويوجه المخاطب إلى أن المقصود الاعتبار بما في القصة من أحكام ومواعظ .
أما تفسير الآيتين ففي سورة القصص قيض الله لموسى رجلا ناصحا جاء من أقصى المدينة يخبر موسى عليه الصلاة والسلام بأن الملأ وهم الأشراف والأكابر في المدينة يتشاورون ماذا يصعنون به .. وموسى عليه السلام الذي قتل أحدهم - أي أحد الأقباط - وكان هذا من تيسير الله - عز وجل - لموسى ولهذا أرشده الرجل إلى أن يخرج { فاخرج أني لك من الناصحين } فخرج منها خائفاً يترقب وذكر الله تمام القصة .. أما في سورة يس فإن الله تعالى أرسل إلى أهل القرية رسولين فكذبوهما وانكروا رسالتهما فأرسل الله تعالى رسولاً ثالثاً وعززهما به أي يقويهما به ولكن مع ذلك أصروا على الإنكار وجرى بينهم وبين أهل هذه القرية ما جرى فجاء من أقصى المدينة وهنا قدم الأقصا - أقصا المدينة للاهتمام بهذا الأمر فمع بعده جاء إلى قومه { قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون } سورة يس الآيات 20-22 إلى تمام القصة فكان هذا ناصحاً لقومه مرشداً لهم وكان عاقبته أن قيل له { قبل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين } سورة يس الآيتان 26-27 .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *