معنى قوله تعالى { وإذا رأوا تجارة أو لهو إنفضوا إليها .. }
س - ما معنى قوله تعالى { وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً ، قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين } ؟
ج- الآية الكريمة نزلت في حالة خاصة وقعت للصحابة رضي الله عنهم عندما أصابهم ضيق في الحال وشطف في العيش لعدم كثرة الطعام عندهم ولقلته بين أيديهم وفي ذات يوم والنبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، قائم يخطب بهم في صلاة الجمعة أقبلت عير من الشام وكان من عادة صاحب هذه العير أن يضرب بين يديها بالدف لينتبه الناس فيأتوا إليها ويشتروا منها.
ولما سمع الصحابة رضي الله عنهم صوت الدفوف خرجو من المسجد لأنهم في ضيق وحاجة ماسة إلى الطعام ليشتروا من هذا الطعام كفايتهم وللاتجار به ، وتركوا النبي ، ، قائماً يخطب ولم يبق منهم سوى إثنى عشر رجلاً فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عهما فأنزل الله هذه الآية { وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو والتجارة والله خير الرازقين } .
أى ما عند الله - عز وجل - من الرزق وما عنده من الثواب بالآخرة خير من اللهو ومن التجارة ، والمراد باللهو هو هذه الدفوف التي تضرب بين يدي القادمين بالتجارة ، وفي قوله تعالى { إنفضوا إليها } أي إلى التجارة فقط ولم يقل { أنضوا إليهما } أي إلى اللهو والتجارة وهذا دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم ما خرجوا من أجل اللهو بهذه الدفوف ، وإنما خروجوا للغاية المباحة وهي التجارتة ، وقوله " والله خير الرازقين " .
يعني أنه أخيرهم - عز وجل - لكثرة ما يرزق وكثرة من يرزق ، قال الله تعالى { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } .
وقال الله - تعالى - { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين } .
ولكنه جل وعلا يعطي لحكمه ويمنع لحكمة ، فهو تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ، فمن الناس من يبسط له في الرزق ويوسع عليه ليبلوه أيشكر أم يكفر ؟ والله - عز وجل - له الحكمة فيما أعطى وفيما منع وقد قيل إن خطبة الجمعة كانت حين نزول الآية بعد الصلاة وليست قبلها والله أعلم .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
س - ما معنى قوله تعالى { وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً ، قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين } ؟
ج- الآية الكريمة نزلت في حالة خاصة وقعت للصحابة رضي الله عنهم عندما أصابهم ضيق في الحال وشطف في العيش لعدم كثرة الطعام عندهم ولقلته بين أيديهم وفي ذات يوم والنبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، قائم يخطب بهم في صلاة الجمعة أقبلت عير من الشام وكان من عادة صاحب هذه العير أن يضرب بين يديها بالدف لينتبه الناس فيأتوا إليها ويشتروا منها.
ولما سمع الصحابة رضي الله عنهم صوت الدفوف خرجو من المسجد لأنهم في ضيق وحاجة ماسة إلى الطعام ليشتروا من هذا الطعام كفايتهم وللاتجار به ، وتركوا النبي ، ، قائماً يخطب ولم يبق منهم سوى إثنى عشر رجلاً فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عهما فأنزل الله هذه الآية { وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو والتجارة والله خير الرازقين } .
أى ما عند الله - عز وجل - من الرزق وما عنده من الثواب بالآخرة خير من اللهو ومن التجارة ، والمراد باللهو هو هذه الدفوف التي تضرب بين يدي القادمين بالتجارة ، وفي قوله تعالى { إنفضوا إليها } أي إلى التجارة فقط ولم يقل { أنضوا إليهما } أي إلى اللهو والتجارة وهذا دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم ما خرجوا من أجل اللهو بهذه الدفوف ، وإنما خروجوا للغاية المباحة وهي التجارتة ، وقوله " والله خير الرازقين " .
يعني أنه أخيرهم - عز وجل - لكثرة ما يرزق وكثرة من يرزق ، قال الله تعالى { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } .
وقال الله - تعالى - { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين } .
ولكنه جل وعلا يعطي لحكمه ويمنع لحكمة ، فهو تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ، فمن الناس من يبسط له في الرزق ويوسع عليه ليبلوه أيشكر أم يكفر ؟ والله - عز وجل - له الحكمة فيما أعطى وفيما منع وقد قيل إن خطبة الجمعة كانت حين نزول الآية بعد الصلاة وليست قبلها والله أعلم .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *