تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
[size=12][size=21]الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
نبينا وحبيبنا سيدنا
محمد صلى الله عليه واله وسلم[/size][/size]
[/size][/size]
[size=12][size=21]الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
نبينا وحبيبنا سيدنا
محمد صلى الله عليه واله وسلم[/size][/size]
أما بعد:
[size=21]نتناول في هذه السلسلة
إن شاء الله تعالى
الأحاديث الصحيحة للإمام الألباني
وهى كما وردت فى مجلدات
سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
. والله الموفق إلى صالح الأعمال.
[size=21][/size][/size]
[size=21]تابعوناااااا ..
[/size]
[size=21]سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث
محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 1
" لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى ,
فقالت عائشة : يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله
*( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )*
أن ذلك تاماً , قال : إنه سيكون من ذلك ما شاء الله" .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 6 :
المستقبل للإسلام :
قال الله عز وجل :
*( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )* .
تبشرنا
هذه الآية الكريمة بأن المستقبل للإسلام بسيطرته وظهوره وحكمه على الأديان
كلها , وقد يظن بعض الناس أن ذلك قد تحقق في عهده صلى الله عليه وسلم وعهد
الخلفاء الراشدين والملوك الصالحين , وليس كذلك , فالذي تحقق إنما هو جزء
من هذا الوعد الصادق ,
كما أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
" لا
يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى , فقالت " عائشة " : يا رسول
الله إن كنت لأظن حين أنزل الله *( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )* أن ذلك تاما , قال : إنه سيكون
من ذلك ما شاء الله " .
رواه مسلم وغيره , وقد خرجته في " تحذير
الساجد من اتخاذ القبور مساجد " ( ص 122 ) . وقد وردت أحاديث أخرى توضح
مبلغ ظهور الإسلام ومدى انتشاره , بحيث لا يدع مجالاً للشك في أن المستقبل
للإسلام بإذن الله وتوفيقه .
وها أنا أسوق ما تيسر من هذه الأحاديث عسى أن تكون سببا لشحذ همم العاملين للإسلام , وحجة على اليائسين المتواكلين . [/size]
[size=16][size=21]
[/size][/size]
[size=21][size=21]نتناول في هذه السلسلة
إن شاء الله تعالى
الأحاديث الصحيحة للإمام الألباني
وهى كما وردت فى مجلدات
سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
. والله الموفق إلى صالح الأعمال.
[size=21][/size][/size]
[size=21]تابعوناااااا ..
[/size]
[size=21]سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث
محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 1
" لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى ,
فقالت عائشة : يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله
*( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )*
أن ذلك تاماً , قال : إنه سيكون من ذلك ما شاء الله" .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 6 :
المستقبل للإسلام :
قال الله عز وجل :
*( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )* .
تبشرنا
هذه الآية الكريمة بأن المستقبل للإسلام بسيطرته وظهوره وحكمه على الأديان
كلها , وقد يظن بعض الناس أن ذلك قد تحقق في عهده صلى الله عليه وسلم وعهد
الخلفاء الراشدين والملوك الصالحين , وليس كذلك , فالذي تحقق إنما هو جزء
من هذا الوعد الصادق ,
كما أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
" لا
يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى , فقالت " عائشة " : يا رسول
الله إن كنت لأظن حين أنزل الله *( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )* أن ذلك تاما , قال : إنه سيكون
من ذلك ما شاء الله " .
رواه مسلم وغيره , وقد خرجته في " تحذير
الساجد من اتخاذ القبور مساجد " ( ص 122 ) . وقد وردت أحاديث أخرى توضح
مبلغ ظهور الإسلام ومدى انتشاره , بحيث لا يدع مجالاً للشك في أن المستقبل
للإسلام بإذن الله وتوفيقه .
وها أنا أسوق ما تيسر من هذه الأحاديث عسى أن تكون سببا لشحذ همم العاملين للإسلام , وحجة على اليائسين المتواكلين . [/size]
[size=16][size=21]
[/size][/size]
[size=21]الحديث رقم 2
" إن الله زوى ( أي جمع وضم ) لي الأرض , فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 7:
رواه
مسلم ( 8 / 171 ) وأبو داود ( 4252 ) والترمذي ( 2 / 27 ) وصححه . وابن
ماجه ( رقم 2952 ) وأحمد ( 5 / 278 و 284 ) من حديث " ثوبان " وأحمد أيضا (
4 / 123 ) من حديث شداد بن أوس إن كان محفوظاً .
وأوضح منه وأعم الحديث :
"
ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار , و لا يترك الله بيت مدر ولا وبر
إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل , عزا يعز الله به الإسلام
وذلا يذل به الكفر " .
[size=21]
[/size]" إن الله زوى ( أي جمع وضم ) لي الأرض , فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 7:
رواه
مسلم ( 8 / 171 ) وأبو داود ( 4252 ) والترمذي ( 2 / 27 ) وصححه . وابن
ماجه ( رقم 2952 ) وأحمد ( 5 / 278 و 284 ) من حديث " ثوبان " وأحمد أيضا (
4 / 123 ) من حديث شداد بن أوس إن كان محفوظاً .
وأوضح منه وأعم الحديث :
"
ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار , و لا يترك الله بيت مدر ولا وبر
إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل , عزا يعز الله به الإسلام
وذلا يذل به الكفر " .
[size=21]
[/size][/size]
الحديث رقم 3
" ليبلغن
هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله
الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام و ذلا يذل به
الكفر " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 7:
رواه جماعة ذكرتهم في " تحذير الساجد " ( ص 121 ) .
ورواه ابن حبان في " صحيحه " ( 1631 و 1632 ) .
وأبو عروبة في " المنتقى من الطبقات " ( 2 / 10 / 1 ) .
ومما لا شك فيه أن تحقيق هذا الانتشار يستلزم أن يعود
المسلمون أقوياء في معنوياتهم ومادياتهم وسلاحهم حتى
يستطيعوا أن يتغلبوا على قوى الكفر والطغيان ,
وهذا ما يبشرنا به الحديث :
"
عن أبي قبيل قال : كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاصي وسئل أي المدينتين
تفتح أولا القسطنطينية أو رومية ? فدعا عبد الله بصندوق له حلق , قال :
فأخرج منه كتابا قال : فقال عبد الله : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أو رومية ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مدينة هرقل تفتح أولا . يعني قسطنطينية " .
[size=21]الحديث رقم 4
" عن
أبى قبيل قال : كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاصي و سئل أي المدينتين
تفتح أولا القسطنطينية أو رومية ? فدعا عبد الله بصندوق له حلق , قال :
فأخرج منه كتاباً قال : فقال عبد الله : بينما نحن حول رسول الله صلى الله
عليه وسلم نكتب , إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي المدينتين تفتح
أولا أقسطنطينية أو رومية ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مدينة
هرقل تفتح أولا . يعني قسطنطينية " . " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 8 :
( عن " أبي قبيل " ) . رواه أحمد ( 2 / 176 )
والدارمي ( 1 / 126 ) وابن أبي شيبة في " المصنف "
(
47 / 153 / 2 ) وأبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " ( 116 / 2
) والحاكم ( 3 / 422 و 4 / 508 ) وعبد الغني المقدسي في " كتاب العلم " ( 2
/ 30 / 1 ) , وقال : " حديث حسن الإسناد " . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي
وهو كما قالا . و( رومية ) هي روما كما في " معجم البلدان " وهي عاصمة
إيطاليا اليوم . وقد تحقق الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني كما هو
معروف , وذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم
بالفتح , وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولابد , ولتعلمن نبأه بعد
حين . ولا شك أيضاً أن تحقيق الفتح الثاني يستدعي أن تعود الخلافة الراشدة
إلى الأمة المسلمة , وهذا مما يبشرنا به صلى الله عليه وسلم بقوله في
الحديث :
" تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها الله إذا
شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة , فتكون ما شاء الله أن
تكون , ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها , ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله
أن تكون , ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها , ثم تكون ملكا جبريا فتكون
ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها , ثم تكون خلافة على
منهاج النبوة , ثم سكت "
[size=21]
[/size][/size][size=21][size=21]الحديث رقم 5
" تكون
النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم
تكون خلافة على منهاج النبوة , فتكون ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها إذا
شاء أن يرفعها , ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها
إذا شاء الله أن يرفعها , ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ,
ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها , ثم تكون خلافة على منهاج النبوة . ثم سكت . " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 8 :
رواه
أحمد ( 4 / 273 ) حدثنا سليمان بن داود الطيالسي حدثنا داود بن إبراهيم
الواسطي حدثنا حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال : كنا قعوداً في المسجد
, وكان بشير رجلاً يكف حديثه , فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال : يا بشير بن
سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الأمراء ? فقال " حذيفة " : أنا أحفظ خطبته , فجلس أبو ثعلبة , فقال
حذيفة : فذكره مرفوعاً . قال حبيب : فلما قام عمر بن عبد العزيز وكان يزيد
بن النعمان بن بشير في صحابته فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه , فقلت له
: إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين - يعني عمر - بعد الملك العاض والجبرية ,
فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فسر به وأعجبه . ومن طريق أحمد رواه
الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( 17 / 2 ) وقال : " هذا
حديث صحيح , وإبراهيم بن داود الواسطي وثقه أبو داود الطيالسي وابن حبان ,
وباقي رجاله محتج بهم في الصحيح " . يعني " صحيح مسلم " , لكن حبيبا هذا
قال البخاري : فيه نظر .
وقال
ابن عدي : ليس في متون أحاديثه حديث منكر , بل قد اضطرب في أسانيد ما يروي
عنه , إلا أن أبا حاتم وأبا داود وابن حبان وثقوه , فحديثه حسن على أقل
الأحوال إن شاء الله تعالى , وقد قال فيه الحافظ : " لا بأس به " . والحديث
في " مسند الطيالسي " ( رقم 438 ) : حدثنا داود الواسطي - وكان ثقة - قال :
سمعت حبيب بن سالم به , لكن وقع في متنه سقط فيستدرك من " مسند أحمد " .
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 189 ) : " رواه أحمد والبزار أتم منه
والطبراني ببعضه في ( الأوسط ) , ورجاله ثقات " . ومن البعيد عندي حمل
الحديث على عمر بن عبد العزيز , لأن خلافته كانت قريبة العهد بالخلافة
الراشدة ولم تكن بعد ملكين : ملك عاض وملك جبرية , والله أعلم . هذا وإن من
المبشرات بعودة القوة إلى المسلمين واستثمارهم الأرض استثماراً يساعدهم
على تحقيق الغرض , وتنبىء عن أن لهم مستقبلاً باهراً حتى من الناحية
الاقتصادية والزراعية قوله صلى الله عليه وسلم :" لا تقوم الساعة حتى تعود
أرض العرب مروجاً وأنهاراً " .
[size=21][/size][/size][/size]
[size=21][size=21]الحديث رقم 6
" لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 10 :
رواه مسلم ( 3 / 84 ) وأحمد ( 2 / 703 و 417 ) والحاكم ( 4 / 477 ) من حديث " أبي هريرة " .
وقد
بدأت تباشير هذا الحديث تتحقق في بعض الجهات من جزيرة العرب بما أفاض الله
عليها من خيرات وبركات وآلات ناضحات تستنبط الماء الغزير من بطن أرض
الصحراء وهناك فكرة بجر نهر الفرات إلى الجزيرة كنا قرأناها في بعض الجرائد
المحلية فلعلها تخرج إلى حيز الوجود , وإن غدا لناظره قريب . هذا ومما يجب
أن يعلم بهذه المناسبة أن قوله صلى الله عليه وسلم :
" لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم
" . رواه البخاري في " الفتن " من حديث أنس مرفوعا . فهذا الحديث ينبغي أن
يفهم على ضوء الأحاديث المتقدمة وغيرها مثل أحاديث المهدي ونزول عيسى عليه
السلام فإنها تدل على أن هذا الحديث ليس على عمومه بل هو من العام المخصوص
, فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه فيقعوا في اليأس الذي لا يصح أن
يتصف به المؤمن
( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )
أسأل الله أن يجعلنا مؤمنين به حقاً .
[/size][/size]
[size=21][size=21]الحديث رقم 7
[/size][/size]
[size=21][size=21]عن أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم : [/size][/size]
[size=21]
[size=21]" ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة " .[/size][/size]
[size=21]
[size=21]قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 11 :[/size][/size]
[size=21]
[size=21]( عن " أنس " ) : رواه البخاري ( 2 / 67 طبع أوربا ) ومسلم ( 5 / 28 ) وأحمد ( 3 / 147 ) .[/size][/size]
[size=21]
[/size]
[size=21][size=21]الحديث رقم 8
عن جابر مرفوعا :
"
ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة
وما أكل السبع منه فهو له صدقة وما أكلت الطير فهو له صدقة ولا يرزؤه ( أي
ينقصه ويأخذ منه ) أحد إلا كان له صدقة ( إلى يوم القيامة ) " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 11 :
(
عن " جابر " ) : رواه مسلم عنه . ثم رواه هو وأحمد ( 3 / 391 ) من طرق
أخرى عنه بشيء من الاختصار , وله شاهد من حديث أم مبشر عند مسلم وأحمد ( 6 /
362 و 240 ) , وله شواهد أخرى ذكرها المنذري في " الترغيب " ( 3 / 224 و
245 ) .
[/size][/size]
[size=21][size=21]الحديث رقم 9
عن أنس رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة ,
فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 11 :
(
عن " أنس " ) رواه الإمام أحمد ( 3 / 183 , 184 , 191 ) وكذا الطيالسي (
رقم 2068 ) والبخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 479 ) وابن الأعرابي في "
معجمه " ( ق 21 / 1 ) عن هشام بن زيد عنه . وهذا سند صحيح على شرط مسلم ,
وتابعه يحيى بن سعيد عن أنس . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 316 / 1 ) .
وأورده الهيثمي في " المجمع " ( 63 / 4 ) مختصراً وقال : " رواه البزار
ورجاله أثبات ثقات " . وفاته أنه في " مسند أحمد " بأتم منه كما ذكرناه . (
الفسيلة ) هي النخلة الصغيرة وهي ( الودية ) . ولا أدل على الحض على
الاستثمار من هذه الأحاديث الكريمة , لاسيما الحديث الأخير منها فإن فيه
ترغيبا عظيما على اغتنام آخر فرصة من الحياة في سبيل زرع ما ينتفع به الناس
بعد موته فيجري له أجره وتكتب له صدقته إلى يوم القيامة . وقد ترجم الإمام
البخاري لهذا الحديث بقوله " باب اصطناع المال " ثم روى عن الحارث بن لقيط
قال : كان الرجل منا تنتج فرسه فينحرها فيقول : أنا أعيش حتى أركب هذه ?
فجاءنا كتاب عمر : أن أصلحوا ما رزقكم الله , فإن في الأمر تنفسا . وسنده
صحيح . وروى أيضا بسند صحيح عن داود قال : قال لي عبد الله بن سلام : إن
سمعت بالدجال قد خرج وأنت على ودية تغرسها , فلا تعجل أن تصلحه , فإن للناس
بعد ذلك عيشا . وداود هذا هو ابن أبي داود الأنصاري قال الحافظ فيه : "
مقبول " . وروى ابن جرير عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : سمعت عمر بن
الخطاب يقول لأبي : ما يمنعك أن تغرس أرضك ? فقال له أبي : أنا شيخ كبير
أموت غدا , فقال له عمر : أعزم عليك لتغرسنها ? فلقد رأيت عمر بن الخطاب
يغرسها بيده مع أبي . كذا في " الجامع الكبير " للسيوطي ( 3 / 337 / 2 ) .
ولذلك اعتبر بعض الصحابة الرجل يعمل في إصلاح أرضه عاملا من عمال الله عز
وجل فروى البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 448 ) عن نافع بن عاصم أنه سمع
عبد الله بن عمرو قال لابن أخ له خرج من ( الوهط ) : أيعمل عمالك ? قال :
لا أدري , قال : أما لو كنت ثقفيا لعلمت ما يعمل عمالك , ثم التفت إلينا
فقال : إن الرجل إذا عمل مع عماله في داره ( وقال الراوي مرة : في ماله )
كان عاملا من عمال الله عز و جل . وسنده حسن إن شاء الله تعالى . و( الوهط )
في اللغة هو البستان وهي أرض عظيمة كانت لعمرو بن العاص على ثلاثة أميال
من ( وج ) يبدو أنه خلفها لأولاده , وقد روى ابن عساكر في " تاريخه " ( 13 /
264 / 2 ) بسند صحيح عن عمرو بن دينار قال : دخل عمرو بن العاص في حائط له
بالطائف يقال له : ( الوهط ) ( فيه ) ألف ألف خشبة , اشترى كل خشبة بدرهم !
يعني يقيم بها الأعناب . هذه بعض ما أثمرته تلك الأحاديث في جملتها من
السلف الصالح رضي الله عنهم . وقد ترجم البخاري في " صحيحه " للحديثين
الأولين بقوله : " باب فضل الزرع إذا أكل منه " . قال ابن المنير : " أشار
البخاري إلى إباحة الزرع , وأن من نهى عنه كما ورد عن عمر فمحله ما إذا شغل
الحرث عن الحرب ونحوه من الأمور المطلوبة , وعلى ذلك يحمل حديث أبي أمامة
المذكور في الباب الذي بعده " . قلت : سيأتي الكلام على الحديث المشار إليه
في المقال الآتي إن شاء الله تعالى .
[/size][/size]
[size=21]
[size=21]الحديث رقم 10
عن أبي أمامة الباهلي قال
ورأى سكة وشيئا من آلة الحرث فقال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 14 :
التكالب
على الدنيا يورث الذل : ذكرت في المقال السابق بعض الأحاديث الواردة في
الحض على استثمار الأرض , مما لا يدع مجالا للشك في أن الإسلام شرع ذلك
للمسلمين ورغبهم فيه أيما ترغيب . واليوم نورد بعض الأحاديث التي قد يتبادر
لبعض الأذهان الضعيفة أو القلوب المريضة أنها معارضة للأحاديث المتقدمة ,
وهي في الحقيقة غير منافية له , إذا ما أحسن فهمها , وخلت النفس من اتباع
هواها ! الأول : عن " أبي أمامة الباهلي " قال - ورأى سكة و شيئا من آلة
الحرث فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل " .
أخرجه
البخاري في " صحيحه " ( 5 / 4 بشرح " الفتح " ) , ورواه الطبراني في "
الكبير " من طريق أخرى عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ : " ما من أهل بيت يغدو
عليهم فدان إلا ذلوا " . ذكره في " وقد وفق العلماء بين هذا الحديث و
الأحاديث المتقدمة في المقال المشار إليه بوجهين اثنين :
أ
- أن المراد بالذل ما يلزمهم من حقوق الأرض التي تطالبهم بها الولاة من
خراج أو عشر , فمن أدخل نفسه في ذلك فقد عرضها للذل . قال المناوي في "
الفيض " : " وليس هذا ذما للزراعة فإنها محمودة مثاب عليها لكثرة أكل
العوافي منها , إذ لا تلازم بين ذل الدنيا وحرمان ثواب البعض " . ولهذا قال
ابن التين : " هذا من أخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات , لأن المشاهد الآن أن أكثر الظلم إنما هو على أهل الحرث " .
ب
- أنه محمول على من شغله الحرث و الزرع عن القيام بالواجبات كالحرب ونحوه ,
وإلى هذا ذهب البخاري حيث ترجم للحديث بقوله : " باب ما يحذر من عواقب
الاشتغال بآلة الزرع , أو مجاوزة الحد الذي أمر به " . فإن من المعلوم أن
الغلو في السعي وراء الكسب يلهي صاحبه عن الواجب و يحمله على التكالب على
الدنيا والإخلاد إلى الأرض والإعراض عن الجهاد , كما هو مشاهد من الكثيرين
من الأغنياء . ويؤيد هذا الوجه قوله صلى الله عليه وسلم :
" إذا تبايعتم بالعينة , وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " .
[/size][/size]
[size=21]يتبع[/size]
[size=21]
[size=21] [/size][/size]
[size=21][size=21]الحديث التالي إن شاء الله تعالى[/size][/size]
" ليبلغن
هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله
الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام و ذلا يذل به
الكفر " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 7:
رواه جماعة ذكرتهم في " تحذير الساجد " ( ص 121 ) .
ورواه ابن حبان في " صحيحه " ( 1631 و 1632 ) .
وأبو عروبة في " المنتقى من الطبقات " ( 2 / 10 / 1 ) .
ومما لا شك فيه أن تحقيق هذا الانتشار يستلزم أن يعود
المسلمون أقوياء في معنوياتهم ومادياتهم وسلاحهم حتى
يستطيعوا أن يتغلبوا على قوى الكفر والطغيان ,
وهذا ما يبشرنا به الحديث :
"
عن أبي قبيل قال : كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاصي وسئل أي المدينتين
تفتح أولا القسطنطينية أو رومية ? فدعا عبد الله بصندوق له حلق , قال :
فأخرج منه كتابا قال : فقال عبد الله : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أو رومية ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مدينة هرقل تفتح أولا . يعني قسطنطينية " .
[size=21]الحديث رقم 4
" عن
أبى قبيل قال : كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاصي و سئل أي المدينتين
تفتح أولا القسطنطينية أو رومية ? فدعا عبد الله بصندوق له حلق , قال :
فأخرج منه كتاباً قال : فقال عبد الله : بينما نحن حول رسول الله صلى الله
عليه وسلم نكتب , إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي المدينتين تفتح
أولا أقسطنطينية أو رومية ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مدينة
هرقل تفتح أولا . يعني قسطنطينية " . " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 8 :
( عن " أبي قبيل " ) . رواه أحمد ( 2 / 176 )
والدارمي ( 1 / 126 ) وابن أبي شيبة في " المصنف "
(
47 / 153 / 2 ) وأبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " ( 116 / 2
) والحاكم ( 3 / 422 و 4 / 508 ) وعبد الغني المقدسي في " كتاب العلم " ( 2
/ 30 / 1 ) , وقال : " حديث حسن الإسناد " . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي
وهو كما قالا . و( رومية ) هي روما كما في " معجم البلدان " وهي عاصمة
إيطاليا اليوم . وقد تحقق الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني كما هو
معروف , وذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم
بالفتح , وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولابد , ولتعلمن نبأه بعد
حين . ولا شك أيضاً أن تحقيق الفتح الثاني يستدعي أن تعود الخلافة الراشدة
إلى الأمة المسلمة , وهذا مما يبشرنا به صلى الله عليه وسلم بقوله في
الحديث :
" تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها الله إذا
شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة , فتكون ما شاء الله أن
تكون , ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها , ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله
أن تكون , ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها , ثم تكون ملكا جبريا فتكون
ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها , ثم تكون خلافة على
منهاج النبوة , ثم سكت "
[size=21]
[/size][/size][size=21][size=21]الحديث رقم 5
" تكون
النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم
تكون خلافة على منهاج النبوة , فتكون ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها إذا
شاء أن يرفعها , ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها
إذا شاء الله أن يرفعها , ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ,
ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها , ثم تكون خلافة على منهاج النبوة . ثم سكت . " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 8 :
رواه
أحمد ( 4 / 273 ) حدثنا سليمان بن داود الطيالسي حدثنا داود بن إبراهيم
الواسطي حدثنا حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال : كنا قعوداً في المسجد
, وكان بشير رجلاً يكف حديثه , فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال : يا بشير بن
سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الأمراء ? فقال " حذيفة " : أنا أحفظ خطبته , فجلس أبو ثعلبة , فقال
حذيفة : فذكره مرفوعاً . قال حبيب : فلما قام عمر بن عبد العزيز وكان يزيد
بن النعمان بن بشير في صحابته فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه , فقلت له
: إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين - يعني عمر - بعد الملك العاض والجبرية ,
فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فسر به وأعجبه . ومن طريق أحمد رواه
الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( 17 / 2 ) وقال : " هذا
حديث صحيح , وإبراهيم بن داود الواسطي وثقه أبو داود الطيالسي وابن حبان ,
وباقي رجاله محتج بهم في الصحيح " . يعني " صحيح مسلم " , لكن حبيبا هذا
قال البخاري : فيه نظر .
وقال
ابن عدي : ليس في متون أحاديثه حديث منكر , بل قد اضطرب في أسانيد ما يروي
عنه , إلا أن أبا حاتم وأبا داود وابن حبان وثقوه , فحديثه حسن على أقل
الأحوال إن شاء الله تعالى , وقد قال فيه الحافظ : " لا بأس به " . والحديث
في " مسند الطيالسي " ( رقم 438 ) : حدثنا داود الواسطي - وكان ثقة - قال :
سمعت حبيب بن سالم به , لكن وقع في متنه سقط فيستدرك من " مسند أحمد " .
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 189 ) : " رواه أحمد والبزار أتم منه
والطبراني ببعضه في ( الأوسط ) , ورجاله ثقات " . ومن البعيد عندي حمل
الحديث على عمر بن عبد العزيز , لأن خلافته كانت قريبة العهد بالخلافة
الراشدة ولم تكن بعد ملكين : ملك عاض وملك جبرية , والله أعلم . هذا وإن من
المبشرات بعودة القوة إلى المسلمين واستثمارهم الأرض استثماراً يساعدهم
على تحقيق الغرض , وتنبىء عن أن لهم مستقبلاً باهراً حتى من الناحية
الاقتصادية والزراعية قوله صلى الله عليه وسلم :" لا تقوم الساعة حتى تعود
أرض العرب مروجاً وأنهاراً " .
[size=21][/size][/size][/size]
[size=21][size=21]الحديث رقم 6
" لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 10 :
رواه مسلم ( 3 / 84 ) وأحمد ( 2 / 703 و 417 ) والحاكم ( 4 / 477 ) من حديث " أبي هريرة " .
وقد
بدأت تباشير هذا الحديث تتحقق في بعض الجهات من جزيرة العرب بما أفاض الله
عليها من خيرات وبركات وآلات ناضحات تستنبط الماء الغزير من بطن أرض
الصحراء وهناك فكرة بجر نهر الفرات إلى الجزيرة كنا قرأناها في بعض الجرائد
المحلية فلعلها تخرج إلى حيز الوجود , وإن غدا لناظره قريب . هذا ومما يجب
أن يعلم بهذه المناسبة أن قوله صلى الله عليه وسلم :
" لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم
" . رواه البخاري في " الفتن " من حديث أنس مرفوعا . فهذا الحديث ينبغي أن
يفهم على ضوء الأحاديث المتقدمة وغيرها مثل أحاديث المهدي ونزول عيسى عليه
السلام فإنها تدل على أن هذا الحديث ليس على عمومه بل هو من العام المخصوص
, فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه فيقعوا في اليأس الذي لا يصح أن
يتصف به المؤمن
( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )
أسأل الله أن يجعلنا مؤمنين به حقاً .
[/size][/size]
[size=21][size=21]الحديث رقم 7
[/size][/size]
[size=21][size=21]عن أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم : [/size][/size]
[size=21]
[size=21]" ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة " .[/size][/size]
[size=21]
[size=21]قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 11 :[/size][/size]
[size=21]
[size=21]( عن " أنس " ) : رواه البخاري ( 2 / 67 طبع أوربا ) ومسلم ( 5 / 28 ) وأحمد ( 3 / 147 ) .[/size][/size]
[size=21]
[/size]
[size=21][size=21]الحديث رقم 8
عن جابر مرفوعا :
"
ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة
وما أكل السبع منه فهو له صدقة وما أكلت الطير فهو له صدقة ولا يرزؤه ( أي
ينقصه ويأخذ منه ) أحد إلا كان له صدقة ( إلى يوم القيامة ) " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 11 :
(
عن " جابر " ) : رواه مسلم عنه . ثم رواه هو وأحمد ( 3 / 391 ) من طرق
أخرى عنه بشيء من الاختصار , وله شاهد من حديث أم مبشر عند مسلم وأحمد ( 6 /
362 و 240 ) , وله شواهد أخرى ذكرها المنذري في " الترغيب " ( 3 / 224 و
245 ) .
[/size][/size]
[size=21][size=21]الحديث رقم 9
عن أنس رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة ,
فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 11 :
(
عن " أنس " ) رواه الإمام أحمد ( 3 / 183 , 184 , 191 ) وكذا الطيالسي (
رقم 2068 ) والبخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 479 ) وابن الأعرابي في "
معجمه " ( ق 21 / 1 ) عن هشام بن زيد عنه . وهذا سند صحيح على شرط مسلم ,
وتابعه يحيى بن سعيد عن أنس . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 316 / 1 ) .
وأورده الهيثمي في " المجمع " ( 63 / 4 ) مختصراً وقال : " رواه البزار
ورجاله أثبات ثقات " . وفاته أنه في " مسند أحمد " بأتم منه كما ذكرناه . (
الفسيلة ) هي النخلة الصغيرة وهي ( الودية ) . ولا أدل على الحض على
الاستثمار من هذه الأحاديث الكريمة , لاسيما الحديث الأخير منها فإن فيه
ترغيبا عظيما على اغتنام آخر فرصة من الحياة في سبيل زرع ما ينتفع به الناس
بعد موته فيجري له أجره وتكتب له صدقته إلى يوم القيامة . وقد ترجم الإمام
البخاري لهذا الحديث بقوله " باب اصطناع المال " ثم روى عن الحارث بن لقيط
قال : كان الرجل منا تنتج فرسه فينحرها فيقول : أنا أعيش حتى أركب هذه ?
فجاءنا كتاب عمر : أن أصلحوا ما رزقكم الله , فإن في الأمر تنفسا . وسنده
صحيح . وروى أيضا بسند صحيح عن داود قال : قال لي عبد الله بن سلام : إن
سمعت بالدجال قد خرج وأنت على ودية تغرسها , فلا تعجل أن تصلحه , فإن للناس
بعد ذلك عيشا . وداود هذا هو ابن أبي داود الأنصاري قال الحافظ فيه : "
مقبول " . وروى ابن جرير عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : سمعت عمر بن
الخطاب يقول لأبي : ما يمنعك أن تغرس أرضك ? فقال له أبي : أنا شيخ كبير
أموت غدا , فقال له عمر : أعزم عليك لتغرسنها ? فلقد رأيت عمر بن الخطاب
يغرسها بيده مع أبي . كذا في " الجامع الكبير " للسيوطي ( 3 / 337 / 2 ) .
ولذلك اعتبر بعض الصحابة الرجل يعمل في إصلاح أرضه عاملا من عمال الله عز
وجل فروى البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 448 ) عن نافع بن عاصم أنه سمع
عبد الله بن عمرو قال لابن أخ له خرج من ( الوهط ) : أيعمل عمالك ? قال :
لا أدري , قال : أما لو كنت ثقفيا لعلمت ما يعمل عمالك , ثم التفت إلينا
فقال : إن الرجل إذا عمل مع عماله في داره ( وقال الراوي مرة : في ماله )
كان عاملا من عمال الله عز و جل . وسنده حسن إن شاء الله تعالى . و( الوهط )
في اللغة هو البستان وهي أرض عظيمة كانت لعمرو بن العاص على ثلاثة أميال
من ( وج ) يبدو أنه خلفها لأولاده , وقد روى ابن عساكر في " تاريخه " ( 13 /
264 / 2 ) بسند صحيح عن عمرو بن دينار قال : دخل عمرو بن العاص في حائط له
بالطائف يقال له : ( الوهط ) ( فيه ) ألف ألف خشبة , اشترى كل خشبة بدرهم !
يعني يقيم بها الأعناب . هذه بعض ما أثمرته تلك الأحاديث في جملتها من
السلف الصالح رضي الله عنهم . وقد ترجم البخاري في " صحيحه " للحديثين
الأولين بقوله : " باب فضل الزرع إذا أكل منه " . قال ابن المنير : " أشار
البخاري إلى إباحة الزرع , وأن من نهى عنه كما ورد عن عمر فمحله ما إذا شغل
الحرث عن الحرب ونحوه من الأمور المطلوبة , وعلى ذلك يحمل حديث أبي أمامة
المذكور في الباب الذي بعده " . قلت : سيأتي الكلام على الحديث المشار إليه
في المقال الآتي إن شاء الله تعالى .
[/size][/size]
[size=21]
[size=21]الحديث رقم 10
عن أبي أمامة الباهلي قال
ورأى سكة وشيئا من آلة الحرث فقال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 14 :
التكالب
على الدنيا يورث الذل : ذكرت في المقال السابق بعض الأحاديث الواردة في
الحض على استثمار الأرض , مما لا يدع مجالا للشك في أن الإسلام شرع ذلك
للمسلمين ورغبهم فيه أيما ترغيب . واليوم نورد بعض الأحاديث التي قد يتبادر
لبعض الأذهان الضعيفة أو القلوب المريضة أنها معارضة للأحاديث المتقدمة ,
وهي في الحقيقة غير منافية له , إذا ما أحسن فهمها , وخلت النفس من اتباع
هواها ! الأول : عن " أبي أمامة الباهلي " قال - ورأى سكة و شيئا من آلة
الحرث فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل " .
أخرجه
البخاري في " صحيحه " ( 5 / 4 بشرح " الفتح " ) , ورواه الطبراني في "
الكبير " من طريق أخرى عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ : " ما من أهل بيت يغدو
عليهم فدان إلا ذلوا " . ذكره في " وقد وفق العلماء بين هذا الحديث و
الأحاديث المتقدمة في المقال المشار إليه بوجهين اثنين :
أ
- أن المراد بالذل ما يلزمهم من حقوق الأرض التي تطالبهم بها الولاة من
خراج أو عشر , فمن أدخل نفسه في ذلك فقد عرضها للذل . قال المناوي في "
الفيض " : " وليس هذا ذما للزراعة فإنها محمودة مثاب عليها لكثرة أكل
العوافي منها , إذ لا تلازم بين ذل الدنيا وحرمان ثواب البعض " . ولهذا قال
ابن التين : " هذا من أخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات , لأن المشاهد الآن أن أكثر الظلم إنما هو على أهل الحرث " .
ب
- أنه محمول على من شغله الحرث و الزرع عن القيام بالواجبات كالحرب ونحوه ,
وإلى هذا ذهب البخاري حيث ترجم للحديث بقوله : " باب ما يحذر من عواقب
الاشتغال بآلة الزرع , أو مجاوزة الحد الذي أمر به " . فإن من المعلوم أن
الغلو في السعي وراء الكسب يلهي صاحبه عن الواجب و يحمله على التكالب على
الدنيا والإخلاد إلى الأرض والإعراض عن الجهاد , كما هو مشاهد من الكثيرين
من الأغنياء . ويؤيد هذا الوجه قوله صلى الله عليه وسلم :
" إذا تبايعتم بالعينة , وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " .
[/size][/size]
[size=21]يتبع[/size]
[size=21]
[size=21] [/size][/size]
[size=21][size=21]الحديث التالي إن شاء الله تعالى[/size][/size]