الوالد لا يقتل بولده
س - هل يقتل الرجل إذا قتل ابنه ؟ سمعنا من بعض الفقهاء أنه لا يقتل إذا قتل ابه بل تجب عليه الدية ؟
ج- جمهور أهل العلم لا يرون أن الوالد يقتل بولده إذا قتله عمداً ، واستدلوا لذلك بدليل وتعليل . أما الدليل فالحديث المشهور " لا يقتل والد بولده " . وأما التعليل فقالوا إن الوالد هو السبب في إيجاد الولد فلا ينبغي أن يكون الولد سبباً في إعدامه .
وهذا هو الذي عليه جمهور أهل العلم أي أن الوالد لا يقتل بولده .
وذهب بعض أهل العلم إلى أن الوالد يقتل بولده إذا علمنا يقينياً أنه تعمد قتله .
وذلك لعموم الأدلة على وجوب القصاص في قتل النفس مثل قوله - تعالى - " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى " . ومثل قوله - تعالى - " وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين " . إلخ ، ومثل قول النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والمارق من الدين التارك الجماعة".
ومثل قوله ، - صلى الله عليه وسلم -، " المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم " .
قالوا فهذه العمومات تقتضي أن الوالد إذا علم أنه قصد قتل ابنه عمداً يقتل بولده ، وأما الحديث المشهور " لا يقتل والد بوالده " . فهو ضعيف عندهم . وأما التعليل فهو غير صحيح ، لأن قتل الوالد بولده ليس بسبب من الولد ، وإنما السبب من الوالد فهو الذي جنى على نفسه في الحقيقة ، لأن هو السبب في قتل نفسه حيث قتل نفساً محرمة . قالوا ولنا أن نقلب الدليل فنقول إن قتل الوالد بولده من أعظم القطيعة وأنكر القتلة إذ أنه لا يجرؤ والد على قتل ولده حتى البهائم العجم ترفع البهيمة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه . فكيف يكون جزاء هذا الرجل الذي قطع رحمه بقتل ولده أن نرفع عنه القتل ؟ وعلى كل حال فهذه المسألة ترجع إلى المحاكم الشرعية ليحكم الحاكم بما يرى أنه أقرب إلى الصواب من أقوال أهل العلم وليرجع الإنسان إلى ربه - عز وجل - عند تعارض الأدلة أو الآراء يبنغي الهداية إلى الصراط المستقيم وليقل اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحمل بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما أختلف فيه من الحق بإذنك فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، وليستغفر الله - عز وجل - من ذنوبه فإن الذنوب تحول بين الإنسان وبين الوصول إلى الصواب ، وقد استنبط بعض العلماء ذلك من قوله - تعالى - " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماً . واستغفر الله إن الله كان غفوراً رحيما " .
الشيخ ابن عثيمين
* * *
س - هل يقتل الرجل إذا قتل ابنه ؟ سمعنا من بعض الفقهاء أنه لا يقتل إذا قتل ابه بل تجب عليه الدية ؟
ج- جمهور أهل العلم لا يرون أن الوالد يقتل بولده إذا قتله عمداً ، واستدلوا لذلك بدليل وتعليل . أما الدليل فالحديث المشهور " لا يقتل والد بولده " . وأما التعليل فقالوا إن الوالد هو السبب في إيجاد الولد فلا ينبغي أن يكون الولد سبباً في إعدامه .
وهذا هو الذي عليه جمهور أهل العلم أي أن الوالد لا يقتل بولده .
وذهب بعض أهل العلم إلى أن الوالد يقتل بولده إذا علمنا يقينياً أنه تعمد قتله .
وذلك لعموم الأدلة على وجوب القصاص في قتل النفس مثل قوله - تعالى - " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى " . ومثل قوله - تعالى - " وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين " . إلخ ، ومثل قول النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والمارق من الدين التارك الجماعة".
ومثل قوله ، - صلى الله عليه وسلم -، " المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم " .
قالوا فهذه العمومات تقتضي أن الوالد إذا علم أنه قصد قتل ابنه عمداً يقتل بولده ، وأما الحديث المشهور " لا يقتل والد بوالده " . فهو ضعيف عندهم . وأما التعليل فهو غير صحيح ، لأن قتل الوالد بولده ليس بسبب من الولد ، وإنما السبب من الوالد فهو الذي جنى على نفسه في الحقيقة ، لأن هو السبب في قتل نفسه حيث قتل نفساً محرمة . قالوا ولنا أن نقلب الدليل فنقول إن قتل الوالد بولده من أعظم القطيعة وأنكر القتلة إذ أنه لا يجرؤ والد على قتل ولده حتى البهائم العجم ترفع البهيمة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه . فكيف يكون جزاء هذا الرجل الذي قطع رحمه بقتل ولده أن نرفع عنه القتل ؟ وعلى كل حال فهذه المسألة ترجع إلى المحاكم الشرعية ليحكم الحاكم بما يرى أنه أقرب إلى الصواب من أقوال أهل العلم وليرجع الإنسان إلى ربه - عز وجل - عند تعارض الأدلة أو الآراء يبنغي الهداية إلى الصراط المستقيم وليقل اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحمل بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما أختلف فيه من الحق بإذنك فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، وليستغفر الله - عز وجل - من ذنوبه فإن الذنوب تحول بين الإنسان وبين الوصول إلى الصواب ، وقد استنبط بعض العلماء ذلك من قوله - تعالى - " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماً . واستغفر الله إن الله كان غفوراً رحيما " .
الشيخ ابن عثيمين
* * *