الخــــــــــــــــداع
أحد المهارات التي يكتسبها الانسان منذ الصغر قد تبدأ معه كوسيلة لحماية
نفسه من اللوم والعقاب أو كوسيلة لجذب الانتباه وتحقيق مكاسب كنيل المزيد
من الرعاية والحماية من الأهل والمحيطين ، وكلما تقدمت به العمر كلما أصبح
أكثر احترافية وتنظيما في ممارسة فنون الخداع ، وأصبح يستخدم تقنيات أكثر
تعقيدا ويصعب اكتشافها من قبل الأخرين لتحقيق أغراضه ، قد يمارس الانسان
الخداع لتحقيق ترقية في جو تحتدم فيه المنافسة فينال ما ليس له ، وقد
يستخدم الخداع للهروب من جرائمه والتغطية عليها ولا عزاء لضحاياه فالقانون
لا يحمي المغفلين والعدالة عمياء يقودها أصحاب النفوذ ، و قد تستخدمه
الحكومات في السلم والحرب لتأمين البلاد ووقايتها من الأعداء والذين لا
يدخرون هم أيضا وسعا في أستخدام كافة أساليب الخداع في منافسات لا تنتهي
على النفوذ والموارد .
وفي
عصرنا هذا وصلت أساليب الخداع والتضليل ذروتها فأنت معرض على مدار اليوم
لكافة صنوف الخداع ، من إعلام موجه مدفوع من العديد من الجهات تزين لك
الباطل فتجعله حقيقة لا تقبل الجدل ، وتجعل من الضحايا جناة ومن القتلة
أبرياء يدافعون عن أنفسهم ومن الجبناء والعملاء أبطال صناديد يحملون قضايا
الوطن .
في العمل أنت معرض للخداع وقد تقع ضحية منافسين غير شرفاء ، واذا أردت أن
تشتري بضاعة ستجدها مختومة بعدة أختام تضمن جودتها ولا يمنع ذلك من
احتوائها على مسرطنات ومواد ضارة جدا بصحتك .
والمؤلم
حقا أن يتم خداعك من أقرب الناس لديك أو ممن أوليتهم ثقتك وسلمت لهم أمرك
وتوسمت فيهم الرفعة والشرف فيبتسمون في وجهك وبينما أنت ترفعهم على
الأعناق وتهتف باسمهم من أعماقك تتلقى منهم رصاصات غادرة أو صعقات ترديك
وتفقدك القدرة على الحركة وتتركك خائر القوى محطم النفس تتخبط بين ألم
الجسد وألم طعنة الغدر التي أصابت كرامتك في مقتل !
وبالرغم
من قسوة خداع المقربين على النفس إلا أن خداع النفس أقسى وأفدح ، وقد
يكون هو سبب بلائنا فالمخادع يعرف كيف يختار ضحاياه ولا يجب أن نعفي
أنفسنا من المسؤولية إذا سمحنا للمخادعين بالإيقاع بنا مهما كانت أسلحتهم
ومهما تعددت وسائلهم وتكاثرت جنودهم وأنعدمت ضمائرهم وفقدوا الحس
الانساني.
اعرف عدوك وحدد هدفك ، لا تدخل في حروب جانبية ومشكلات فرعية ، لا تتصارع على الفتات وتترك المخادعين يسرقون حياتك ومقدراتك.
ولا تستسلم يوما للمخادع وخداعه،،،،
لكم ودى وتقديرى
مــ نــ قـــ ول