هناك الكثير من الأمراض والمشكلات التي نحاول معالجتها بأنفسنا من دون
اللجوء إلى الطبيب فنشتري الأدوية من الصيدلية ونتناولها لوحدنا في انتظار
تحسن المشكلة. ينجح الأمر أحياناً ويخفق أحياناً أخرى، لكن المداواة
الذاتية محفوفة بعدد من المخاطر التي لا يستهان بها. إليك لمحة عن إيجابيات
وسلبيات هذه الطريقة في معالجة الأمراض.
توجد "صيدلية" صغيرة في كل منزل. إنها عبارة عن خزانة مليئة بشتى أنواع
الأدوية التي نستعملها لمداواة الصداع والزكام، والحروق الخفيفة، والإسهال،
وأوجاع المعدة...
لكن هل نستخدم هذه الأدوية بالجرعات الصحيحة وفي الأوقات المناسبة أم أننا
نرتكب أخطاء جسمية قد تفضي إلى أمراض أكثر خطورة وتهدد ربما حياتنا؟
علت الأصوات في أوروبا في الآونة الأخيرة لزيادة عدد الأدوية المسموح
ببيعها في المخازن الكبرى من دون وصفة طبية. فمن شأن ذلك الحؤول دون احتكار
الصيدليات للأدوية وتخفيض سعر المبيع بنسبة 25 في المئة تقريباً. هكذا،
يصبح باستطاعة أي شخص أن يختار الأدوية التي يريدها ويضعها في سلته ثم
يتوجه لدفع ثمنها...
إلا أن هذا الاقتراح لقي معارضة شديدة من بعض الأطباء والشركات، إذ قال
الفريق المعارض إننا نتحدث عن أدوية وليس عن ألعاب، ونعرض بالتالي الصحة
للكثير من الأخطار.
[size=21]تأثيرات جانبية عدة
كشفت الدراسات الميدانية أن 80 في المئة تقريباً من الأشخاص يعالجون
بأنفسهم الصداع والزكام والإمساك. لا حاجة لزيارة الطبيب إذ يمكن شراء
الدواء من الصيدلية وتناوله من دون أية وصفة طبية. إلا أن الإحصاءات تشير
لسوء الحظ أن 6 إلى 10 في المئة من حالات الطوارئ في المستشفيات ناجمة عن
التأثيرات الجانبية للأدوية. قد يكون السبب الدواء نفسه، أو تناوله بجرعة
غير ملائمة، أو تناوله لمعالجة المشكلة الخاطئة. والمؤسف أن نسبة الأضرار
الناجمة عن المداواة الذاتية ترتفع شيئاً فشيئاً، مما قد يؤثر في الصحة
العامة في المستقبل القريب.
يؤكد الأطباء أن تناول الأدوية هو خطر محتمل بحد ذاته. فالدواء يحتوي على
مكونات نشطة تؤثر في الجسم، وقد يؤدي تناوله إلى "مخاطر صغيرة"، مثل تأخير
تشخيص المرض أو تفاعل الأدوية مع بعضها أو تناول جرعات مفرطة. فالجزيئات
الموجودة في الأدوية قد تتصادم مع بعضها. لا يمكن مثلاً تناول دواءين يشتمل
كل منهما على الباراسيتامول، وإلا يتعرض لجرعة مفرطة.
في أية حال، تبقى القراءة المفصلة للائحة المكونات ضرورية، ويستحسن عدم
شراء الأدوية عبر الانترنت لأن أسماء هذه الأدوية تكون مغلوطة في أغلب
الأحيان، أو يتم حفظها بطريقة غير مستوفية للشروط في المستودعات قبل
إرسالها إلى الزبائن.