بعد أن خسر الأهلي أمام انبي بهدف دون رد في دور الستة عشر من مسابقة
كأس مصر لكرة القدم مساء الأربعاء الماضي،هاجمت جماهير الأهلي التي شاهدت
اللقاء من ملعب القاهرة الدولي لاعبي الفريق وجهازهم الفني و الإداري
ورشقتهم بالزجاجات الفارغة في سابقة فريدة من نوعها للعملاق القاهري
الكبير.
ولمن لا يعرف العلاقة بين جماهير "القلعة الحمراء" والمدرب البرتغالي
مانويل جوزيه عليه أن يعرف أنه من بين أكثر من 40 مدير فني وطني و أجنبي
تعاقبوا على تدريب الأهلي الذي بدأ نشاط كرة القدم فيه من أكثر من 100
عاماً (1911) لم يحظ أي منهم بالشعبية و الحب و الاحترام الذي وجده لاعب
بنفيكا في الستينات الذي ولد في التاسع من إبريل عام 1946.
فمنذ أن وطأت قدماه أرض القاهرة صيف 2001 لقيادة الفريق خلفاً للمدرب
الألماني هانز ديكسي دخل هذا الرجل قلوب جماهير الأهلي من الباب الكبير بعد
أن قاد الفريق للفوز على العملاق ريال مدريد في الرابع من أغسطس عام 2001
في أول لقاء له مع الفريق في مصر، قبل أن يتغلغل هذا الحب في قلوبهم أكثر و
أكثر عندما أعاد لقب دوري أبطال إفريقيا لخزائن الأهلي بعد غياب أربعة عشر
عاماً بعد فوز كبير وكاسح على صن دونز الجنوب إفريقي في النهائي بثلاثية
خالد بيبو ثم أحرز الفريق معه لقب كأس السوبر الإفريقي لأول مرة في تاريخه
بفوز كبير أيضا علي كايزر تشيفز الجنوب إفريقي برباعية مقابل هدف في الخامس
عشر من مارس عام 2002.
ورغم أن الأهلي خسر مع جوزيه لقب الدوري المصري لمصلحة الإسماعيلي وودع
منافسات كأس مصر أمام غزل السويس الصاعد وقتها إلا أن جماهير الأهلي ظلت
تذكر الرجل بكل خير بعد رحيله نهاية موسم 2001/2002 بعد أن قاد الفريق لفوز
ساحق على غريمة الزمالك بسداسية مقابل هدف في الجولة 22 للدوري ثم قدم معه
واحد من أفضل اللقاءات المحلية في تاريخ الكرة المصرية ضد الإسماعيلي في
الأسبوع التالي (4 - 4).
ولاية جوزيه الثانية
بعد موسم ونصف قضاها جوزيه في البرتغال مدرباً لفريق بيلينينسيس في الدوري
البرتغالي عاني خلالها "زعيم" مصر الأول الأمرين مع الهولندي جو بونفرير
موسم 2002/2003 و البرتغالي توني أوليفيرا في النصف الأول من موسم
2003/2004 قبل أن يعود مجدداً للأهلي ويكمل معه هذا الموسم دون بطولة بعد
أن فاز الزمالك بالدوري وذهب الكأس للمقاولون ،ثم بدأ حصاد غير مسبوق
للبطولات بداية من موسم 2004/2005 و حتى موسم 2008/2009 الذي غادر في
نهايته جوزيه صوب الجنوب لتولي مسئولية المنتخب الانجولي ثم إلي الشرق
لتدريب إتحاد جدة السعودي وظل طول موسم و نصف أيضا الحاضر الغائب في أحاديث
الأهلاوية رغم أن الفريق حقق لقب الدوري و لقب السوبر مع مدربه الوطني
حسام البدري موسم 2009/2010.
17 لقبا في خمسة مواسم و نصف خلال ولاية دا سيلفا الثانية مع "ديناصور
الجزيرة" الذي سيطر على الألقاب القارية و المحلية بصورة منقطعة النظير
محرزاً 5 بطولات متتالية للدوري و لقبين لكأس مصر و 4 ألقاب للسوبر المحلي و
6 بطولات إفريقية بواقع 3 لدوري الأبطال و مثلها في السوبر الإفريقي
،ناهيك عن فوز الفريق بالمركز الثالث في كأس العالم للأندية باليابان في
ديسمبر 2006 بعد عروض رائعة أنهاها بفوز مثير على كلوب أمريكا المكسيكي
بهدفين لهدف على الملعب الأولمبي بطوكيو.
هذا الفترة الذهبية في عمر الأهلي التي صاحبها تفوق و صل لدرجة الاكتساح
للغريم التقليدي الزمالك مع هذا الرجل في كل البطولات، زادت شعبية جوزيه
عند جماهير الأهلي خصوصاً بعد أن تواكبت عودته لقيادة الفريق للمرة الثالثة
في النصف الثاني من الموسم الماضي ، مع تحقيق الفريق للقب ظن الجميع أنه
مستحيلاً في مسابقة الدوري المصري بعد أن انهى الزمالك بقيادة حسام حسن
الدور الأول متقدماً بست نقاط عن الأهلي الذي تولي تدريبه الثنائي حسام
البدري ثم زيزو في 14 لقاء في النصف الأول خسر الفريق خلالها الفريق 18
نقطة.
ثم جاء جوزيه وقلب كل المعطيات بعد أن قاد الفريق في 16 لقاء لم يعرف
خلالها الفريق طعم الخسارة وحقق 10 انتصارات و ست تعادلات قادت الأهلي
للتتويج بلقبه رقم 36 في مسابقة الدوري بفارق خمس نقاط عن الزمالك ،ورفعت
غلة بطولات "الساحر البرتغالي" معه إلي 20 بطولة و هو رقم من الصعب تحقيقه
لا في مصر و إفريقيا والوطن العربي فحسب بل في العالم أجمع خلال 7 مواسم لا
أكثر ولا أقل.
بداية سنوات الضياع أم كبوة جواد؟
بعد هذا التاريخ الأسطوري لهذا المدرب الكبير هل نسي أنصار الأهلي أو
تناسوا إنجازات هذا المدرب الكبير و بدأت العلاقة تتوتر لمجرد خروج الفريق
من دوري المجموعات في دوري أبطال إفريقيا بفارق المواجهات المباشرة فقط مع
الوداد البيضاوي بعد التعادل - بخطأ تحكيمي واضح من الدولي السوداني خالد
عبد الرحمن و مساعده محمد حسب الرسول - مع فريق في قيمة وقامة الترجي
التونسي؟
في سياق متصل يتساءل جانب أخر من أنصار الأهلي، هل بدأ انهيار الفريق الأول
مبكراً وصار منحني أداء الفريق في تراجع مستمر بسبب إجهاد نجوم الفريق من
ناحية و ارتفاع معدل الأعمار من ناحية أخري؟ أم أنها مجرد كبوة لجواد أحمر
جامح سرعان ما سيعود لحصد الأخضر و اليابس في الفترة المقبلة بعد أن أبرم
تعاقدات من العيار الثقيل مع أبرز المواهب المصرية كوليد سليمان و عبد الله
السعيد؟
هذه التساؤلات من الجمهور الأكبر للنادي الأكثر نجاحاً في مصر و إفريقيا و
الوطن العربي قد يجد عشاق الأهلي و غيرهم إجابات شافية عليها في الأشهر
القليلة المقبلة عندما ينطلق الموسم رقم 55 لمسابقة الدوري المصري التي
يسعي الفريق خلالها إلى الحفاظ على اللقب الذي حققه في المواسم السبع
الماضية محاولاً الوصول إلي الرقم القياسي المسجل باسم نجوم الأربعينات و
الخمسينات الذين حققوا اللقب تسع مرات متتالية.