قال تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح/ 5-6).
قال ابن رجب:
ومن لطائف اقتران
الفرج بالكرب، واليسر بالعسر، أنّ الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى، وحصل للعبد
اليأس من كشفه من جهة المخلوقين، تعلّق قلبه بالله وحده، وهذا هو حقيقة
التوكُّل على الله، وهو من أكبر الأسباب التي تطلب بها الحوائج، فإن الله
يكفى من توكُّل عليه، كما قال تعالى: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ
فَهُوَ حَسْبُهُ) (الطلاق/ 3).
قال الفضيل:
والله لن يئست من الخلق حتى لا تريد منهم شيئاً لأعطاك مولاك كلّ ما تريد.
وقال وهب بن منبه:
تَعبَّد
رجلٌ زماناً، ثمّ بدت له إلى الله حاجة، فصام سبعين سبتاً، يأكل في كل
سبتٍ إحدى عشرة تمرة، ثمّ سأل الله حاجته فلم يُعْطَها، فرجع إلى نفسه
فقال: منكِ أُتيت، لو كان فيكِ خير أُعطيتِ حاجتك، فنزل إليه عند ذلك ملك
فقال له: يا إبن آدم ساعتك هذه خير عبادتك التي مضت، وقد قضى الله حاجتك.
بشِّر
الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال، ومسارب الأودية، بشِّر المهموم
بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء، ولمح البصر، بشِّر المنكوب بلطف خفى وكفٍّ
حانية وادعة.
إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد، فاعلم أن وراءها رياضاً خضراء وارفة الظلال.
إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد، فاعلم أنّه سوف ينقطع.
مع الدمعة بسمة، ومع الخوف أمنٌ، ومع الفزع سكينة،
النار لا تحرق إبراهيم التوحيد، لأن الرعاية الربّانية فتحت نافذة (بَرْداً وَسَلاماً) (الأنبياء/ 69).
البحر لا يُغرق كليم الرحمن، لأن الصوت القوى الصادق نطق بـ (كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء/ 62).
المعصوم في الغار بشَّر صاحبه بأنّه وحده معنا فنزل الأمن والفتح والسكينة.
إذاً
فلا تضق ذرعاً فمن المحال دوام الحال، وأفضل العبادة انتظار الفرج، الأيام
دول، والدهر قُلَّب، والليالي حُبالى، والغيب مستور، والحكيم كل يوم هو في
شأن، ولعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً، وإن مع العُسر يُسراً.
تلخيص الموضوع:-
*ان مع العسر يسرا.
*فكم لله من لطف خفى
يتيه خفاه عن فهم الذكى
وكم امرا تساء به صباحا
فتاتيك المسرة فى العشى
اذا ضاقت بك الاحوال يوما
فثق بالواحد الاحد العلى