بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد
لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ،
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما
ينفعنا و انفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ،
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون
أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين وبعد
الكذب
للإجابة على هذا السؤال لا بُدَّ و أن نتعرف أولاً على المعنى اللغوي و الشرعي للكَذِب .
قال اللغويون : الْكَذِبُ هُوَ الْإِخْبَارُ عَنْ الشَّيْءِ بِخِلَافِ مَا هُوَ فيه ، و أمّا الصِّدقُ فَهُوَ مُطابَقَةُ القَوْلُ الضَميرَ و المُخْبَرُ عَنْهُ مَعاً .
فالكَذِبُ ضِدُّ الصِّدق ، و كُلّ إخبارٍ بخِلاف الواقع يُعَدُّ كَذِبَاً
قال تعالى (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب))(غافر: 28(
وقال تعالى: ((ويل لكل أفاك أثيم))(الجاثية:7)
وقال تعالى: ((إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله، وأولئك هم الكاذبون ))(النحل: 105)
أعظم أنواع الكذب
يعتبر أعظم أنواع الكذب في الإسلام هو الكذب على الله وعلى رسوله، ويكون الكذب على الله بتحليل حرام وتحريم حلال، فقول القران الكريم (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) [ سورة الزمر ]، ويقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام (ومن كذب على متعمدآ فليتبوء مقعده من النار)
وفي
الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة،
وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم
والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال
الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً".
كما جاء في صحيح مسلم : " آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ."
هناك اسباب كثيرة تدفع الناس الى الكذب و التمادي فيه ومنها ما يلي:
\1قلة الخوف من الله و عدم مراقبته في السراء و الضراء.
\2مسايرة المجالس و لفت الانظار بروايات كاذبه .
\3المباهات بالكذب على انه من سرعة البديهة و الفطنة.
\4عدم الثقة بالنفس و تحمل المسؤولية
\5التعود على الكذب منذ الصغر.
\6الهروب من الواقع و الخوف من مواجهة الحقيقة.
فاعلم
أن الكذب محرم تحريماً شديداً وهو ينافي الصدق الذي هو أساس الإيمان،
ولذلك لا يطبع عليه مؤمن حقاً، ففي الموطأ أنه قيل لرسول الله صلى الله
عليه وسلم: أيكون المؤمن جباناً؟ فقال: "نعم". فقيل له أ يكون المؤمن
بخيلا؟ً فقال: "نعم". فقيل له: أيكون المؤمن كذاباً؟ فقال:" لا".
ويتعين
على العبد أن يجاهد نفسه في التخلص منه، كما يتعين على ذويه السعي الجاد
في إبعاده عنه، ومن وسائل ذلك تذكيره بما فيه من الوعيد والحث على مطالعة
كتب الرقائق والترغيب والترهيب المرغبة في الصدق والمرهبة من الكذب.
ومن وسائله أيضا استحضار مراقبة الله وأهمية حفظ اللسان وتذكر أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.
ويضاف
إلى ذلك تذكيره أن الكذب يؤدي إلى فقد ثقة الناس بالكذاب واحتقارهم له،
والكذب يسخط الله تعالى، ومن ابتغى رضا الناس واحترامهم بما يسخط الله
تعالى فقد خسر خسرانا مبينا.
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له ويل له. رواه الترمذي، وقال هذا حديث حسن.
وقد
أجمع العلماء على حرمة الكذب من حيث الأصل، وإنما قلنا من حيث الأصل لأن
الكذب تعتريه الأحكام الشرعية الخمسة، فقد يكون واجباً وهو ما كان لانقاذ
نفس معصومة، وقد يكون مندوبا ومباحا.... إلخ باختلاف المقاصد والمصالح.
إلا أن إضحاك
الناس بالكذب وإن كان يعتبره البعض مصلحة لكنها مصلحة ملغاة شرعاً، للحديث
المتقدم، والحقيقة أن المصلحة التي ألغاها الشارع ليست مصلحة وإن توهمت
كذلك، هذا كله في الكذب لإضحاك الناس،
ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس. رواه الترمذي وغيره.
اسمع اخي بارك الله فيك فإن مما يعينك على التخلص من رذيلة الكذب أشياء، منها:
أولاً: معرفتك أنه من كبائر الذنوب، وأن عاقبته وخيمة، وأن الله لا يحب الكاذبين،
ثانياً: مراقبة الله واستشعار نظره إليك وقربه منك.
ثالثاً: الحياء من ملائكة الرحمة الموكلين بكتب ما ينطق به ابن آدم، فتستحي منهم أن يكتبوا في صحائفهم افتراءك للكذب.
رابعاً: سؤال الله كثيراً بذل وإلحاح أن يجعلك صادق اللهجة، وأن يبغض إليك الكذب ويصرفه عنك.
خامساً:
طلب العلم النافع، فإنه يقرب إلى الله تعالى، ويقضي على أسباب الكذب والتي
منها: عدم إقدار الله حق قدره بالجهل بأسمائه وصفاته وأفعاله، ومنها:
الخوف من غير الله خوفاً لا يكون إلا لله، ومنها: عدم التوكل على الله،
وغير ذلك من الأسباب.
سادساً:
صحبة الصالحين، فإن صحبتهم تغري بالصلاح، والصاحب ساحب، والطباع سراقة،
ففتش عن الشباب المؤمن المستقيم، وانخرط في سلكهم، وتعاون معهم على الخير،
فستنفعك صحبتهم وستتغير طباعك وأخلاقك الذميمة إن شاء الله.
لاتنسونا من صالح دعائكم
المصدر اسلام ويب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد
لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ،
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما
ينفعنا و انفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ،
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون
أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين وبعد
الكذب
للإجابة على هذا السؤال لا بُدَّ و أن نتعرف أولاً على المعنى اللغوي و الشرعي للكَذِب .
قال اللغويون : الْكَذِبُ هُوَ الْإِخْبَارُ عَنْ الشَّيْءِ بِخِلَافِ مَا هُوَ فيه ، و أمّا الصِّدقُ فَهُوَ مُطابَقَةُ القَوْلُ الضَميرَ و المُخْبَرُ عَنْهُ مَعاً .
فالكَذِبُ ضِدُّ الصِّدق ، و كُلّ إخبارٍ بخِلاف الواقع يُعَدُّ كَذِبَاً
قال تعالى (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب))(غافر: 28(
وقال تعالى: ((ويل لكل أفاك أثيم))(الجاثية:7)
وقال تعالى: ((إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله، وأولئك هم الكاذبون ))(النحل: 105)
أعظم أنواع الكذب
يعتبر أعظم أنواع الكذب في الإسلام هو الكذب على الله وعلى رسوله، ويكون الكذب على الله بتحليل حرام وتحريم حلال، فقول القران الكريم (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) [ سورة الزمر ]، ويقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام (ومن كذب على متعمدآ فليتبوء مقعده من النار)
وفي
الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة،
وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم
والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال
الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً".
كما جاء في صحيح مسلم : " آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ."
هناك اسباب كثيرة تدفع الناس الى الكذب و التمادي فيه ومنها ما يلي:
\1قلة الخوف من الله و عدم مراقبته في السراء و الضراء.
\2مسايرة المجالس و لفت الانظار بروايات كاذبه .
\3المباهات بالكذب على انه من سرعة البديهة و الفطنة.
\4عدم الثقة بالنفس و تحمل المسؤولية
\5التعود على الكذب منذ الصغر.
\6الهروب من الواقع و الخوف من مواجهة الحقيقة.
فاعلم
أن الكذب محرم تحريماً شديداً وهو ينافي الصدق الذي هو أساس الإيمان،
ولذلك لا يطبع عليه مؤمن حقاً، ففي الموطأ أنه قيل لرسول الله صلى الله
عليه وسلم: أيكون المؤمن جباناً؟ فقال: "نعم". فقيل له أ يكون المؤمن
بخيلا؟ً فقال: "نعم". فقيل له: أيكون المؤمن كذاباً؟ فقال:" لا".
ويتعين
على العبد أن يجاهد نفسه في التخلص منه، كما يتعين على ذويه السعي الجاد
في إبعاده عنه، ومن وسائل ذلك تذكيره بما فيه من الوعيد والحث على مطالعة
كتب الرقائق والترغيب والترهيب المرغبة في الصدق والمرهبة من الكذب.
ومن وسائله أيضا استحضار مراقبة الله وأهمية حفظ اللسان وتذكر أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.
ويضاف
إلى ذلك تذكيره أن الكذب يؤدي إلى فقد ثقة الناس بالكذاب واحتقارهم له،
والكذب يسخط الله تعالى، ومن ابتغى رضا الناس واحترامهم بما يسخط الله
تعالى فقد خسر خسرانا مبينا.
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له ويل له. رواه الترمذي، وقال هذا حديث حسن.
وقد
أجمع العلماء على حرمة الكذب من حيث الأصل، وإنما قلنا من حيث الأصل لأن
الكذب تعتريه الأحكام الشرعية الخمسة، فقد يكون واجباً وهو ما كان لانقاذ
نفس معصومة، وقد يكون مندوبا ومباحا.... إلخ باختلاف المقاصد والمصالح.
إلا أن إضحاك
الناس بالكذب وإن كان يعتبره البعض مصلحة لكنها مصلحة ملغاة شرعاً، للحديث
المتقدم، والحقيقة أن المصلحة التي ألغاها الشارع ليست مصلحة وإن توهمت
كذلك، هذا كله في الكذب لإضحاك الناس،
ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس. رواه الترمذي وغيره.
اسمع اخي بارك الله فيك فإن مما يعينك على التخلص من رذيلة الكذب أشياء، منها:
أولاً: معرفتك أنه من كبائر الذنوب، وأن عاقبته وخيمة، وأن الله لا يحب الكاذبين،
ثانياً: مراقبة الله واستشعار نظره إليك وقربه منك.
ثالثاً: الحياء من ملائكة الرحمة الموكلين بكتب ما ينطق به ابن آدم، فتستحي منهم أن يكتبوا في صحائفهم افتراءك للكذب.
رابعاً: سؤال الله كثيراً بذل وإلحاح أن يجعلك صادق اللهجة، وأن يبغض إليك الكذب ويصرفه عنك.
خامساً:
طلب العلم النافع، فإنه يقرب إلى الله تعالى، ويقضي على أسباب الكذب والتي
منها: عدم إقدار الله حق قدره بالجهل بأسمائه وصفاته وأفعاله، ومنها:
الخوف من غير الله خوفاً لا يكون إلا لله، ومنها: عدم التوكل على الله،
وغير ذلك من الأسباب.
سادساً:
صحبة الصالحين، فإن صحبتهم تغري بالصلاح، والصاحب ساحب، والطباع سراقة،
ففتش عن الشباب المؤمن المستقيم، وانخرط في سلكهم، وتعاون معهم على الخير،
فستنفعك صحبتهم وستتغير طباعك وأخلاقك الذميمة إن شاء الله.
لاتنسونا من صالح دعائكم
المصدر اسلام ويب