بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ,
أما قبل !
فالحمد لله الذي تكفل بحفظ دينه ولم يكلف به أحد , وصلى الله وسلم على من ترك لنا ما إن تمسكنا به لن نضل بعده أبدا , كتاب الله الذي يقول الله عنه "مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ " وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التى قال الله عنها " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ".
فالحمد لله الذي لم يجعلنا كاليهود والنصارى نعبد علمائَنا ومشايخنا , الحمد لله الذى جعل فى أمتنا كلمة "الحق لا يُعرف بالرجال , اعرف الحق تعرف أهله " .
ثم أما بعدُ ,
فقد قال ابن تيمية فى منهاج السنة النبوية " فإن الله تعالى بعث رسوله صلى الله عليه و سلم بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها فإذا تولى خليفة من الخلفاء كيزيد وعبد الملك والمنصور وغيرهم فإما أن يقال يجب منعه من الولاية وقتاله حتى يولى غيره كما يفعله من يرى السيف فهذا رأى فاسد فإن مفسدة هذا أعظم من مصلحته وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق وكابن المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان وكأبي مسلم صاحب الدعوة الذي خرد عليهم بخراسان أيضا وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة وأمثال هؤلاء
وغاية هؤلاء إما أن يغلبوا وإما أن يغلبوا ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة "
ثم قال رحمه الله
" وقد قيل للشعبي في فتنة ابن الأشعث أين كنت يا عامر قال كنت حيث يقول الشاعر
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ... وصوت إنسان فكدت أطير
أصابتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء "
وهذا هو منهج المسلمين منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم إلى الآن ومن خالف فهو بين ثلاث رجال لا رابع لهم , فإما أن يكون جاهلاً فهو معذور بجهله وإما أن يكون متبعاً لهواه فهو يعلم أنه ليس سبيلا للإصلاح ولكن بسبب ضعف يقينه ظن بمنهجه ظن السوء و أراد تجربة مايفعله الناس , وإما أن يكون مبتدعاً منحرفاً عن نهج النبوة .
هذا الكلام أقوله الآن لأن الطريق قد تاه فيه جموع وأنحرف عنه كثير من المتمسكين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم , بسبب قلة أهل العلم وكثرة الذين يجتهدون بغير علم ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ومعلوم أنه لا يتكلم فى النوازال إلا الراسخون فى العلم , فالله المستعان
ونقول بفضل الله ومنه وكرمه
إننا تربينا على منهج النبي صلى الله عليه وسلم فى الإصلاح وهو التربية والتصفية , وقد علمنا - نحن السلفيون - أنه ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة فاعتقدنا أنه ما ظهر فى الارض من فساد فإنما هو بما كسبت أيدينا ويعفو جل وعلا عن كثير .
وأيقنا أننا لن نرفع عقاب الله بالسيف ولا بالهتاف ولا بأي حيله , فسبيل رفع البلاء مسدود من كل الجهات إلا من جهة التوبة والرجوع إلى النهج الأول نهج النبوة والقرون الثلاثة الأُول .
ومن المعلوم أن الله جل وعلا لا يحابي أحداً ولا يجامل مخلوق , ولو كان ثمة مجاملة لما قال الله لأشرف الخلق " لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ "
فسُنن الله لا تتغير , ومن أكثر السُنن وضوحاً فى الكتاب والسنة أنه لا مخرج لنا ولا سبيل للعزة إلا فى الرجوع إلى الدين , فمهما تغافل الناس عن هذه الحقيقة فلن تتغير.
وإن اغتر الناس بسخونة الأحداث وظهور بعض العلامات التى قد تـُلبس على الناس أنهم انتصروا وأن التمكين قادم بلا عمل ولا توبة , فيظن الناس أن هناك طريقاً آخر للنصر فهذا بسبب قلة العلم وضعف الفهم .
فيجب أن نعلم أن المعاصي هى سبب النقم وأن الذنوب هى سبب ذوال النعم وأن البُعد عن تحكيم شرع الله سبب التناحر والاختلاف .
فأى مظاهرة وأي ثورة يُشارك العالم فيها بدين الله وهو يعلم أن قائده فى هذه الثورة لا يريد شرع الله بل يريدها دولة مدنية بلا دين ؟ !!!
وأى ثمرة ينتظرها الدعاة بعد هذا الخوف من شريعة الله وبعد ظهور الرعب فى وجوه العوام عندما يستمعون رجلاً يقول نريد تحكيم شرع الله !! .
أي خير وأي ثمره وأي منهج يسير الواحد منا عليه وهو يزعم أن ثورات الشعوب مباركة ؟!
ثورات شعارها " نريدها دولة مدنية لا إسلامية " ثورات مباركة ؟!!!
أي بركة وقد ظهر فى الناس قول الله تعالى "وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) " سورة النور
والدعاة إلى الله بلا علم يفرحون ويستبشرون , بل يسيرون مع عوام الناس مؤيدين ومحسوبين من تعداد الذين يقولون مدنية لا إسلامية !!
بل وقد نرى أحزاباً يدخل فيها سلفيون - زعماً - , وقد نرى انتخابات لمجلس الشعب يترشح فيها متسلفييون ولا حول ولا قوة إلا بالله
أما قبل !
فالحمد لله الذي تكفل بحفظ دينه ولم يكلف به أحد , وصلى الله وسلم على من ترك لنا ما إن تمسكنا به لن نضل بعده أبدا , كتاب الله الذي يقول الله عنه "مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ " وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التى قال الله عنها " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ".
فالحمد لله الذي لم يجعلنا كاليهود والنصارى نعبد علمائَنا ومشايخنا , الحمد لله الذى جعل فى أمتنا كلمة "الحق لا يُعرف بالرجال , اعرف الحق تعرف أهله " .
ثم أما بعدُ ,
فقد قال ابن تيمية فى منهاج السنة النبوية " فإن الله تعالى بعث رسوله صلى الله عليه و سلم بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها فإذا تولى خليفة من الخلفاء كيزيد وعبد الملك والمنصور وغيرهم فإما أن يقال يجب منعه من الولاية وقتاله حتى يولى غيره كما يفعله من يرى السيف فهذا رأى فاسد فإن مفسدة هذا أعظم من مصلحته وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق وكابن المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان وكأبي مسلم صاحب الدعوة الذي خرد عليهم بخراسان أيضا وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة وأمثال هؤلاء
وغاية هؤلاء إما أن يغلبوا وإما أن يغلبوا ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة "
ثم قال رحمه الله
" وقد قيل للشعبي في فتنة ابن الأشعث أين كنت يا عامر قال كنت حيث يقول الشاعر
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ... وصوت إنسان فكدت أطير
أصابتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء "
وهذا هو منهج المسلمين منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم إلى الآن ومن خالف فهو بين ثلاث رجال لا رابع لهم , فإما أن يكون جاهلاً فهو معذور بجهله وإما أن يكون متبعاً لهواه فهو يعلم أنه ليس سبيلا للإصلاح ولكن بسبب ضعف يقينه ظن بمنهجه ظن السوء و أراد تجربة مايفعله الناس , وإما أن يكون مبتدعاً منحرفاً عن نهج النبوة .
هذا الكلام أقوله الآن لأن الطريق قد تاه فيه جموع وأنحرف عنه كثير من المتمسكين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم , بسبب قلة أهل العلم وكثرة الذين يجتهدون بغير علم ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ومعلوم أنه لا يتكلم فى النوازال إلا الراسخون فى العلم , فالله المستعان
ونقول بفضل الله ومنه وكرمه
إننا تربينا على منهج النبي صلى الله عليه وسلم فى الإصلاح وهو التربية والتصفية , وقد علمنا - نحن السلفيون - أنه ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة فاعتقدنا أنه ما ظهر فى الارض من فساد فإنما هو بما كسبت أيدينا ويعفو جل وعلا عن كثير .
وأيقنا أننا لن نرفع عقاب الله بالسيف ولا بالهتاف ولا بأي حيله , فسبيل رفع البلاء مسدود من كل الجهات إلا من جهة التوبة والرجوع إلى النهج الأول نهج النبوة والقرون الثلاثة الأُول .
ومن المعلوم أن الله جل وعلا لا يحابي أحداً ولا يجامل مخلوق , ولو كان ثمة مجاملة لما قال الله لأشرف الخلق " لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ "
فسُنن الله لا تتغير , ومن أكثر السُنن وضوحاً فى الكتاب والسنة أنه لا مخرج لنا ولا سبيل للعزة إلا فى الرجوع إلى الدين , فمهما تغافل الناس عن هذه الحقيقة فلن تتغير.
وإن اغتر الناس بسخونة الأحداث وظهور بعض العلامات التى قد تـُلبس على الناس أنهم انتصروا وأن التمكين قادم بلا عمل ولا توبة , فيظن الناس أن هناك طريقاً آخر للنصر فهذا بسبب قلة العلم وضعف الفهم .
فيجب أن نعلم أن المعاصي هى سبب النقم وأن الذنوب هى سبب ذوال النعم وأن البُعد عن تحكيم شرع الله سبب التناحر والاختلاف .
فأى مظاهرة وأي ثورة يُشارك العالم فيها بدين الله وهو يعلم أن قائده فى هذه الثورة لا يريد شرع الله بل يريدها دولة مدنية بلا دين ؟ !!!
وأى ثمرة ينتظرها الدعاة بعد هذا الخوف من شريعة الله وبعد ظهور الرعب فى وجوه العوام عندما يستمعون رجلاً يقول نريد تحكيم شرع الله !! .
أي خير وأي ثمره وأي منهج يسير الواحد منا عليه وهو يزعم أن ثورات الشعوب مباركة ؟!
ثورات شعارها " نريدها دولة مدنية لا إسلامية " ثورات مباركة ؟!!!
أي بركة وقد ظهر فى الناس قول الله تعالى "وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) " سورة النور
والدعاة إلى الله بلا علم يفرحون ويستبشرون , بل يسيرون مع عوام الناس مؤيدين ومحسوبين من تعداد الذين يقولون مدنية لا إسلامية !!
بل وقد نرى أحزاباً يدخل فيها سلفيون - زعماً - , وقد نرى انتخابات لمجلس الشعب يترشح فيها متسلفييون ولا حول ولا قوة إلا بالله