السلام عليكم
تروى قصة القصيدة المشهورة بهذا الشكل : لما حج / هشام بن عبدالملك بن مروان طاف بالبيت وجهد أن يصل الى الحجر الأسود ليستلمه فلم يقدر على ذلك لكثرة الزحام فنصب له كرسي وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه جماعة من أعيان أهل الشام فبينما هو كذلك إذ أقبل الإمام السجاد زين العابدين / علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين فطاف بالبيت فلما انتهى إلى الحجر تنحى له الناس حتى استلم الحجر فقال : رجل من أهل الشام لهشام من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة فقال : هشام لا أعرفه مخافه أن يرغب فيه أهل الشام وكان الفرزدق التميمي حاضرا فقال : أنا أعرفه ثم اندفع فأنشد هذه القصيدة التي أغضبت هشاماً عليه . ولقد اختلف في صحة القصة وفي نسبة القصيدة للفرزدق على أقوال : أولا / قيل : أن هذه القصيدة ليست للفرزق بل هي ( للحزين الكناني ) واسمه / عمرو بن عبيد بن وهب بن مالك أحد بنى مناة بن كنانة ويكنى أبا الحكم من شعراء الدولة الأموية حجازي مطبوع ولم يكن من فحول طبقته وكان هجاء يتكسب بالشعر توفي الحزين سنة تسعين 90هـ أي أنه كان معاصرا للفرزق الذي توفي سنة ### هـ وقد أورد أبو تمام أصل القصيدة ونسبها للحزين كما في ديوان الحماسة . ثانيا / قيل : أن هذه القصيدة قيلت ردا على / عبدالله بن عبدالملك بن مروان وهو أمير أموي ولم تُقل ردا على / هشام بن عبد الملك بن مروان الخليفة بل قيل أن هشاما لم يلق الإمام الزاهد الورع / علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين . ثالثا / مصدر الخطأ كان من وضع هذه القصيدة على يد الشريف / الرضي حيث جعل الفرزدق من جملة من مدح آل البيت نصرة لمذهبه ولم يكن يعلم بديوان الحماسة وما ذكره وأكده أبو تمام أو أنه علم وتعامى عصبية فقد فعل أكثر من ذلك في كتابه نهج البلاغة ووضع على لسان / علي بن أبي طالب رضي الله عنه أشياء غير صحيحة والذي يلاحظ أن البيت الأول ( هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ) قد أخذ ونسجت عليه بقية القصيدة . ونسبت للفرزدق لأنه مشهور وعملت من سبعة وعشرين بيتا ونسج حولها أن هشام قد غضب على الفرزدق وحبسه بين مكة والمدينة ووضع بيتين يهجو بهما / هشام بن عبدالملك امعاناً في إثبات صحة هذا الإختلاق وجعل القصة على هشام الذي أصبح خليفة فيما بعد حتى يكون لهذه القصة وقع وأثر نفسي ولا يخفى ما في القصيدة من غلو وهو مذهب الشيعة ومنهم الشريف / الرضي الذى كان رافضيا يسب الشيخين هذا ما أحببت إيضاحة عن الإختلاف وقد تلقفت القصة الكثير من كتب الأدب دون تمحيص ثقة في الشريف / الرضي ومهما اختلفت الأقوال في قائل القصيدة فهي قصيدة جميلة وأدب رفيع يستحق الإعجاب ومدح فيمن يستحق المدح حتى ولو اختلف لمن هي . قال الشاعر :
هــذا الــذي تـعـرف الـبـطحاء وطـأته
والــبـيـت يـعـرِفُـه والــحـلُ والــحـرمُ
هـــذا ابـــن خــيـر عِــبـاد الله كـلـهـم
هــذا الـتـقي الـنـقي الـطـاهر الـعلمُ
هــذا ابــن فـاطـمةٌ إن كـنـت جـاهله
بـــجــدّه أنــبــيـاء الله قـــــد خــتــمـوا
ولــيـس قـولـك مــن هــذا بـضـائره
الـعُـرب تـعـرف مــن أنـكرت والـعجم
كــلـتـا يــديـه غــيـاث عـــم نـفـعـهما
يـسـتـوكـفـان ولا يــعـروهـمـا عــــدم
ســهـل الـخـليقةِ لا تـخـشى بــوادره
يـزيـنه إثـنان : حسن الـخلق والـشيم
حــمّـال أثــقـال أقـــوام إذا افـتـدحـوا
حــلـو الـشـمـائل تـحـلو عـنـده نـعـم
مــا قــال : لا قــطٌ إلا فـــــي تــشــهـدهُ
لــــولا الـتـشـهـد كــانــت لاؤه نــعــم
عــمّ الـبـرية بـالإحـسان فـانـقشعت
عـنـهـا الـغـيـاهب والإمــلاق والـعـدم
إذا رأتـــــه قـــريــش قــــال قـائـلـهـا
إلـــى مــكـارم هـــذا يـنـتهي الـكـرم
يـغـضي حـيـاءً ويـغضى مـن مـهابتهِ
فـــــلا يُــكّــلَـمُ الإ حـــيــن يــبـتـسـم
بــكــفّـه خـــيــزران ريــحـهـا عــبــق
مــن كــف أرع فــي عـرنيـنه شـمـم
يــكــاد يـمـسِـكـه عــرفــان راحــتــهِ
ركـــن الـحـطـيم إذا مــا جـاء يـسـتلمُ
الله شــــرفـــه قِـــدمـــاً وعــظــمــهُ
جــرى بــذَاكَ لــه فــي لـوحـة الـقلم
أي الـخـلائـق لـيـست فــي رقـابِـهُم
لأوّلــــيّـــة هـــــــذا أولــــــه نـــعـــم
مــــن يـشـكـر الله يـشـكـر أوّلــيّـة ذا
فـالـدين مــن بـيـت هــذا نـالهُ الأُمـم
يـنمي إلـى ذروة الـدين التي قصُرت
عـنـها الأكــفّ وعــن إدراكـهـا الـقـدم
مـــن جـــدّه دان فــضـل الأنـبـيـاء لــه
وفــضــل أمــتـهِ دانـــت لـــهُ الأمـــم
مـشـتـقّةٌ مـــن رســـول الله نـبـعـته
طــابـت مـغـارِسه والـخـيم والـشـيَمُ
يـنشق ثـوب الـدجى عـن نـور غـرّته
كالشمس تنجاب عن إشراقها الظُلم
مــن مـعـشرٍ حـبـهم ديــن ٌوبـغضهم
كــفــر وقـربـهـم مـنـجـى ومـعـتـصمُ
مـــقــدمٌ بــعــد ذكــــر الله ذكــرهــم
فــي كــل بــدء ومـخـتوم بــه الـكـلمُ
إن عــد أهــل الـتـقى كـانـوا أئـمـتهم
أو قـيل مـن خير أهل الأرض قيل همُ
لا يـسـتـطيع جـــوادٌ بــعـد جــودهـم
ولا يــدانــيـهـم قـــــومٌ وان كـــرمــوا
هـــم الـغـيـوث إذا مــا أزمــةٌ أزمــت
والُسد أُسد الشرى ، والبأس محتدمُ
لا يـنـقص الـعسر بـسطاً مـن أكـفهم
سـيّـان ذلــك : إن أثــروا وإن عـدمـوا
يُـسـتـدفعُ الــشـر والـبـلـوى بـحـبهم
ويـسـتـربُّ بـــه الأحــسـان والـنـعـم
تروى قصة القصيدة المشهورة بهذا الشكل : لما حج / هشام بن عبدالملك بن مروان طاف بالبيت وجهد أن يصل الى الحجر الأسود ليستلمه فلم يقدر على ذلك لكثرة الزحام فنصب له كرسي وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه جماعة من أعيان أهل الشام فبينما هو كذلك إذ أقبل الإمام السجاد زين العابدين / علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين فطاف بالبيت فلما انتهى إلى الحجر تنحى له الناس حتى استلم الحجر فقال : رجل من أهل الشام لهشام من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة فقال : هشام لا أعرفه مخافه أن يرغب فيه أهل الشام وكان الفرزدق التميمي حاضرا فقال : أنا أعرفه ثم اندفع فأنشد هذه القصيدة التي أغضبت هشاماً عليه . ولقد اختلف في صحة القصة وفي نسبة القصيدة للفرزدق على أقوال : أولا / قيل : أن هذه القصيدة ليست للفرزق بل هي ( للحزين الكناني ) واسمه / عمرو بن عبيد بن وهب بن مالك أحد بنى مناة بن كنانة ويكنى أبا الحكم من شعراء الدولة الأموية حجازي مطبوع ولم يكن من فحول طبقته وكان هجاء يتكسب بالشعر توفي الحزين سنة تسعين 90هـ أي أنه كان معاصرا للفرزق الذي توفي سنة ### هـ وقد أورد أبو تمام أصل القصيدة ونسبها للحزين كما في ديوان الحماسة . ثانيا / قيل : أن هذه القصيدة قيلت ردا على / عبدالله بن عبدالملك بن مروان وهو أمير أموي ولم تُقل ردا على / هشام بن عبد الملك بن مروان الخليفة بل قيل أن هشاما لم يلق الإمام الزاهد الورع / علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين . ثالثا / مصدر الخطأ كان من وضع هذه القصيدة على يد الشريف / الرضي حيث جعل الفرزدق من جملة من مدح آل البيت نصرة لمذهبه ولم يكن يعلم بديوان الحماسة وما ذكره وأكده أبو تمام أو أنه علم وتعامى عصبية فقد فعل أكثر من ذلك في كتابه نهج البلاغة ووضع على لسان / علي بن أبي طالب رضي الله عنه أشياء غير صحيحة والذي يلاحظ أن البيت الأول ( هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ) قد أخذ ونسجت عليه بقية القصيدة . ونسبت للفرزدق لأنه مشهور وعملت من سبعة وعشرين بيتا ونسج حولها أن هشام قد غضب على الفرزدق وحبسه بين مكة والمدينة ووضع بيتين يهجو بهما / هشام بن عبدالملك امعاناً في إثبات صحة هذا الإختلاق وجعل القصة على هشام الذي أصبح خليفة فيما بعد حتى يكون لهذه القصة وقع وأثر نفسي ولا يخفى ما في القصيدة من غلو وهو مذهب الشيعة ومنهم الشريف / الرضي الذى كان رافضيا يسب الشيخين هذا ما أحببت إيضاحة عن الإختلاف وقد تلقفت القصة الكثير من كتب الأدب دون تمحيص ثقة في الشريف / الرضي ومهما اختلفت الأقوال في قائل القصيدة فهي قصيدة جميلة وأدب رفيع يستحق الإعجاب ومدح فيمن يستحق المدح حتى ولو اختلف لمن هي . قال الشاعر :
هــذا الــذي تـعـرف الـبـطحاء وطـأته
والــبـيـت يـعـرِفُـه والــحـلُ والــحـرمُ
هـــذا ابـــن خــيـر عِــبـاد الله كـلـهـم
هــذا الـتـقي الـنـقي الـطـاهر الـعلمُ
هــذا ابــن فـاطـمةٌ إن كـنـت جـاهله
بـــجــدّه أنــبــيـاء الله قـــــد خــتــمـوا
ولــيـس قـولـك مــن هــذا بـضـائره
الـعُـرب تـعـرف مــن أنـكرت والـعجم
كــلـتـا يــديـه غــيـاث عـــم نـفـعـهما
يـسـتـوكـفـان ولا يــعـروهـمـا عــــدم
ســهـل الـخـليقةِ لا تـخـشى بــوادره
يـزيـنه إثـنان : حسن الـخلق والـشيم
حــمّـال أثــقـال أقـــوام إذا افـتـدحـوا
حــلـو الـشـمـائل تـحـلو عـنـده نـعـم
مــا قــال : لا قــطٌ إلا فـــــي تــشــهـدهُ
لــــولا الـتـشـهـد كــانــت لاؤه نــعــم
عــمّ الـبـرية بـالإحـسان فـانـقشعت
عـنـهـا الـغـيـاهب والإمــلاق والـعـدم
إذا رأتـــــه قـــريــش قــــال قـائـلـهـا
إلـــى مــكـارم هـــذا يـنـتهي الـكـرم
يـغـضي حـيـاءً ويـغضى مـن مـهابتهِ
فـــــلا يُــكّــلَـمُ الإ حـــيــن يــبـتـسـم
بــكــفّـه خـــيــزران ريــحـهـا عــبــق
مــن كــف أرع فــي عـرنيـنه شـمـم
يــكــاد يـمـسِـكـه عــرفــان راحــتــهِ
ركـــن الـحـطـيم إذا مــا جـاء يـسـتلمُ
الله شــــرفـــه قِـــدمـــاً وعــظــمــهُ
جــرى بــذَاكَ لــه فــي لـوحـة الـقلم
أي الـخـلائـق لـيـست فــي رقـابِـهُم
لأوّلــــيّـــة هـــــــذا أولــــــه نـــعـــم
مــــن يـشـكـر الله يـشـكـر أوّلــيّـة ذا
فـالـدين مــن بـيـت هــذا نـالهُ الأُمـم
يـنمي إلـى ذروة الـدين التي قصُرت
عـنـها الأكــفّ وعــن إدراكـهـا الـقـدم
مـــن جـــدّه دان فــضـل الأنـبـيـاء لــه
وفــضــل أمــتـهِ دانـــت لـــهُ الأمـــم
مـشـتـقّةٌ مـــن رســـول الله نـبـعـته
طــابـت مـغـارِسه والـخـيم والـشـيَمُ
يـنشق ثـوب الـدجى عـن نـور غـرّته
كالشمس تنجاب عن إشراقها الظُلم
مــن مـعـشرٍ حـبـهم ديــن ٌوبـغضهم
كــفــر وقـربـهـم مـنـجـى ومـعـتـصمُ
مـــقــدمٌ بــعــد ذكــــر الله ذكــرهــم
فــي كــل بــدء ومـخـتوم بــه الـكـلمُ
إن عــد أهــل الـتـقى كـانـوا أئـمـتهم
أو قـيل مـن خير أهل الأرض قيل همُ
لا يـسـتـطيع جـــوادٌ بــعـد جــودهـم
ولا يــدانــيـهـم قـــــومٌ وان كـــرمــوا
هـــم الـغـيـوث إذا مــا أزمــةٌ أزمــت
والُسد أُسد الشرى ، والبأس محتدمُ
لا يـنـقص الـعسر بـسطاً مـن أكـفهم
سـيّـان ذلــك : إن أثــروا وإن عـدمـوا
يُـسـتـدفعُ الــشـر والـبـلـوى بـحـبهم
ويـسـتـربُّ بـــه الأحــسـان والـنـعـم