قد يحدث لك أمرا ً فتظن أنه قد اجتمع فيه الشر كله وإذا به يكون هو عين الخير لك .
ألف ابن الأثير كُتبه الرائعة ، كــ : ( جامع الأصول ) ، و( النهاية ) بسبب أنه مُقعد ..
وألف السرخسى كتابه الشهير ( المبسوط ) خمسة عشر مجلدا ً ، لأنه محبوس فى الجُب ..!!
وكتب ابن القيم ( زاد المعاد ) وهو مسافر .
وشرح القرطبى ( صحيح مسلم ) وهو على ظهر السفينة !
وكُلَ فتاوى ابن تيمية كتبها وهو محبوس !
وجمع المحدّثون مئات الآلاف من الأحاديث ، لأنهم فقراء غرباء .
وأملى أبو العلاء المعرى دواويينه وكُتُبه وهو أعمى !
ذكر أهل السَّير : أن رجلا ً أصابه الشلل ، فأقعد فى بيته ، ومرت عليه سنوات طوال من الملل واليأس والإحباط ، وعجز الأطباء عن علاجه ، وبلغوا أهله وأبناءه ، وفى ذات يوم نزلت عليه عقرب من سقف منزله ، ولم يستطيع أن يتحرك من مكانه ، فأتت إلى رأسه وضربته برأسها ضربات ، ولدغته لدغات ، فاهتز جسمه من أخمص قدميه إلى مشاش رأسه ، وإذا بالحياة تدُب فى أعضائه ، وإذا بالبُرء والشفاء يسير فى أنحاء جسمه ، وينتفض الرجل ويعود نشيطا ً ثم يقف على قدميه ، ثم يمشى فى غرفته ، ثم يفتح بابه ، ويأتى أهله وأطفاله ، فإذا بالرجل واقفاً ، فما كانوا يصدقون ، وكادوا من الذهول يُصعقون ، فأخبرهم الخبر .
فسبحان الذى جعل علاج هذا الرجل فى هذا !!
حكى الحافظ أبو ذر الهروى أنه : كان ببغداد يقرأ على أبى حفصٍ ابن شاهين فى دكان عطار ، وأنه شاهد رجلا ً جاء إلى العطار ، فدفع اليه عشرة دراهم وأخذ منه حوائج ، وجعلها فى طبق ووضعه على رأسه ، فزلق ووقع طبقه ، وتفرقت حوائجه ، فبكى واشتد بكاءه فقال : لقد ضاع منى فى قافلة كذا وكذا ، صندوق فيه أربعة آلاف دينار ، ومعها فصص قيمتُها مثل ذلك ، فما جزعت لضياعها ، ولكن وُلد لىَّ الليلة ولد ، فاحتجنا فى البيت إلى ما تحتاج إليه النفساء ، ولم يكن عندى غير هذه العشرة دراهم ، فلما قدر الله ما قدر جزعت ، وقلت : لا أنا عندى ما أرجع به اليوم إلى أهلى ، ولا ما أكتيب لهم غدا ً ، ولم يبق لى حيلة إلا الفرار منهم ، وتركهم على هذه الحال فيهلكون بعدى ، فلم أملك نفسى أن جزعت هذا الجزع ،،
قال أبو ذر : ورجل ُ ُ من شيوخ الجند جالس على باب داره ، فسمع هذا كله ، فسأل الجندى أبا حفص أن يدخل هو وأصحابه والرجل المصاب معه إلى بيته ففعل ، وطلب من الرجل المصاب إعادة الحكاية فى الصُندوق ، فأعاد ذلك عليه .
وسأله عمن كان فى تلك القافلة ، وعن المكان الذى ضاع فيه الصُندوق ، فأخبره , ثم سأله عن صفة الصُندوق وعلامته ، فأخبره بذلك .
فقال : لو رأيته كنت تعرفه ؟ قال : نعم . قال : فأخرجه اليه . فلما رآه قال : هذا الصُندوق الذى سقط منى ، وفيه من الأحجار ما صفته كذا وكذا .
ففتح الصُندوق فوجد الأحجار على ما وصف ، فدفعه إليه وخرج من عنده ، وقد صار من الأغنيااء .
فلما خرج بكى الشيخ الجندى بكاءً شديداً ، فسُئل عن سبب بكائه فقال : إنه لم يكن بقى لىِ فى الدنيا أملُ ُ ولا أُمنية أتمناها إلا أن يأتىَّ اللهُ بصاحب هذا المال فيأخذه ، فلما قضى الله بذلك بفضلهِ ، ولم يبق لى أمل ُ ُ علمت أنه قد حان أجلى ..
قال أبو ذر : فما انقضى شهر حتى توفى وصلينا عليه ....
ألف ابن الأثير كُتبه الرائعة ، كــ : ( جامع الأصول ) ، و( النهاية ) بسبب أنه مُقعد ..
وألف السرخسى كتابه الشهير ( المبسوط ) خمسة عشر مجلدا ً ، لأنه محبوس فى الجُب ..!!
وكتب ابن القيم ( زاد المعاد ) وهو مسافر .
وشرح القرطبى ( صحيح مسلم ) وهو على ظهر السفينة !
وكُلَ فتاوى ابن تيمية كتبها وهو محبوس !
وجمع المحدّثون مئات الآلاف من الأحاديث ، لأنهم فقراء غرباء .
وأملى أبو العلاء المعرى دواويينه وكُتُبه وهو أعمى !
ذكر أهل السَّير : أن رجلا ً أصابه الشلل ، فأقعد فى بيته ، ومرت عليه سنوات طوال من الملل واليأس والإحباط ، وعجز الأطباء عن علاجه ، وبلغوا أهله وأبناءه ، وفى ذات يوم نزلت عليه عقرب من سقف منزله ، ولم يستطيع أن يتحرك من مكانه ، فأتت إلى رأسه وضربته برأسها ضربات ، ولدغته لدغات ، فاهتز جسمه من أخمص قدميه إلى مشاش رأسه ، وإذا بالحياة تدُب فى أعضائه ، وإذا بالبُرء والشفاء يسير فى أنحاء جسمه ، وينتفض الرجل ويعود نشيطا ً ثم يقف على قدميه ، ثم يمشى فى غرفته ، ثم يفتح بابه ، ويأتى أهله وأطفاله ، فإذا بالرجل واقفاً ، فما كانوا يصدقون ، وكادوا من الذهول يُصعقون ، فأخبرهم الخبر .
فسبحان الذى جعل علاج هذا الرجل فى هذا !!
حكى الحافظ أبو ذر الهروى أنه : كان ببغداد يقرأ على أبى حفصٍ ابن شاهين فى دكان عطار ، وأنه شاهد رجلا ً جاء إلى العطار ، فدفع اليه عشرة دراهم وأخذ منه حوائج ، وجعلها فى طبق ووضعه على رأسه ، فزلق ووقع طبقه ، وتفرقت حوائجه ، فبكى واشتد بكاءه فقال : لقد ضاع منى فى قافلة كذا وكذا ، صندوق فيه أربعة آلاف دينار ، ومعها فصص قيمتُها مثل ذلك ، فما جزعت لضياعها ، ولكن وُلد لىَّ الليلة ولد ، فاحتجنا فى البيت إلى ما تحتاج إليه النفساء ، ولم يكن عندى غير هذه العشرة دراهم ، فلما قدر الله ما قدر جزعت ، وقلت : لا أنا عندى ما أرجع به اليوم إلى أهلى ، ولا ما أكتيب لهم غدا ً ، ولم يبق لى حيلة إلا الفرار منهم ، وتركهم على هذه الحال فيهلكون بعدى ، فلم أملك نفسى أن جزعت هذا الجزع ،،
قال أبو ذر : ورجل ُ ُ من شيوخ الجند جالس على باب داره ، فسمع هذا كله ، فسأل الجندى أبا حفص أن يدخل هو وأصحابه والرجل المصاب معه إلى بيته ففعل ، وطلب من الرجل المصاب إعادة الحكاية فى الصُندوق ، فأعاد ذلك عليه .
وسأله عمن كان فى تلك القافلة ، وعن المكان الذى ضاع فيه الصُندوق ، فأخبره , ثم سأله عن صفة الصُندوق وعلامته ، فأخبره بذلك .
فقال : لو رأيته كنت تعرفه ؟ قال : نعم . قال : فأخرجه اليه . فلما رآه قال : هذا الصُندوق الذى سقط منى ، وفيه من الأحجار ما صفته كذا وكذا .
ففتح الصُندوق فوجد الأحجار على ما وصف ، فدفعه إليه وخرج من عنده ، وقد صار من الأغنيااء .
فلما خرج بكى الشيخ الجندى بكاءً شديداً ، فسُئل عن سبب بكائه فقال : إنه لم يكن بقى لىِ فى الدنيا أملُ ُ ولا أُمنية أتمناها إلا أن يأتىَّ اللهُ بصاحب هذا المال فيأخذه ، فلما قضى الله بذلك بفضلهِ ، ولم يبق لى أمل ُ ُ علمت أنه قد حان أجلى ..
قال أبو ذر : فما انقضى شهر حتى توفى وصلينا عليه ....