{ ..وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى
أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}(21)يوسف
************************************************** ****
قال الحكماء في هذه الآية: " والله
غالب على أمره " حيث :
* أمره يعقوب ألا يقصّ رؤياه على إخوته فغلب أمرُ
الله حتى قصّ ..!
* ثم أراد إخوتُه قتلَه فغلبَ أمرُ الله حتى
صار ملكاً وسجدوا بين يديه ..!
* ثم أراد الإخوةُ أن يخلو لهم وجهُ أبيهم فغلبَ أمرُ
الله حتى ضاق عليهم قلبُ أبيهم, وافتكره بعد سبعين سنة أو ثمانين
سنة, فقال: { يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ } [
يوسف: ٨٤ ]..!
* ثم تدبّروا أن يكونوا من بعده قوماً صالحين, أي تائبين, فغلب أمرُ الله حتى نسوا الذنبَِ وأصرّوا عليه حتى
أقرّوا بين يدي يوسف في آخر الأمر بعد سبعين سنة, وقالوا لأبيهم: { إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ}[ يوسف: 97 ]..!
* ثم أرادوا أنْ يخدعوا أباهم بالبكاءِ والقميص, فغلب
أمر الله فلم ينخدع, وقال: { بَلْ سَوَّلَتْ
لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ}[ يوسف: 18 ]..!
* ثم احتالوا في أن تزول محبتُه من قلْبِ أبيهم فغلبَ
أمرُ الله فازدادت المحبةُ والشوقُ في قلبه..!
* ثم دبّرت امرأةُ العزيز أنها إن ابتدرته بالكلام غلبتْه، فغلبَ أمرُ الله حتى قال العزيز: { وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}[
يوسف: 29 ]..!
* ثم دبّر يوسف أن يتخلّص من السجن بذِكْرِ الساقي فغلبَ
أمرُ الله فنسي الساقي, ولبثَ يوسف في السجن بضع سنين..!
المصدر: الجامع لأحكام القرآن (11/303)