تسارعت تطورات الاحداث داخل وخارج أرجاء الفيفا بشكل دراماتيكي ، عجز الكثيرون عن ملاحقته ، حتي كاتب هذه السطور لظروف خارجة عن إرادتي ، ولم يتح لي الوقت الكافي لاستمتع بالمحصلة التي خرجت بها من مقالي السابق وهي تساؤلي (لماذا لاتؤجل انتخابات الفيفا حتي تنتهي التحقيقات وتتضح الحقائق ؟).. وكان هذا عنوان مقالي المنشور يوم الخميس الماضي ، والذي طالبت فيه محمد بن همام غريم بلاتر ان لايضعف تحت الضغوط الهائلة لبلاتر ، وأن لايتراجع او ينسحب من سباق المنافسة علي رئاسة الفيفا، بل طالبته ان يتقدم لاجتماع اللجنة التنفيذية او لاجتماع الكونجرس رقم 61 للفيفا ، بطلب بتأجيل الانتخابات ،ولكن للاسف ، لم يأخذ بن همام بنصحيتي ، ولم يشأ أن يصمد حتي النهاية ، بل للاسف ، أضعف موقفه وانسحب قبل ساعات من الوقوف امام محقق لجنة الاخلاق بالفيفا ، ليتخذ هذا الاخير قرارا بمعاقبته ومعه التريندادي جاك وارنر رئيس اتحاد الكونكاف ، بالايقاف المؤقت لمدة شهر لكل منهما عن ممارسة أي نشاط كروي ، لحين استكمال التحقيق ، وليعلن نفس هذا القاضي ، تبرئة بلاتر من الاتهامات وبالتالي اعلان فوزه بالتزكية كمرشح وحيد للرئاسة ، وكم كان غريبا ان يعاقب القاضي المتهم قبل استكمال التحقيق ، في واقعة قانونية شديدة الغرابة والسذاجة في آن ، لان مثل هذا النوع من العقوبات الاحترازية لا يتخذ ، إلا بحق المجرمين المسجلين شديدي الاجرام، وليس الشخصيات العامة التي ترأس اتحادات كروية قارية علي غرار بن همام ووارنر مع تحفظي علي الاخير !
ولم يعط بن همام نفسه الفرصة ليستمع لنصيحة موقع" كووورة "، ممثلة في كلمتي له بالمطالبة بتأجيل الانتخابات لحين انتهاء التحقيقات واتضاح الحقائق ، ولكن لحسن الحظ ، حدث توارد للخواطر بيننا وبين عدة هيئات محترمة طالبت بالتأجيل ، وأولها المنظمة الدولية لمكافحة الفساد والشفافية، وبعدها بساعات الاتحاد الانجليزي لكرة القدم ممثل انجلترا مهد كرة القدم في العالم ، وتلاه الاتحاد الاسكتلندي .. وحتي الساعات القليلة القادمة قبل انعقاد الجلسة الرسمية للكونجرس ، اعتقد ان العديد من الاتحادات ستنضم إلي انجلترا واسكتلندا ، وانا انتظر بالذات مواقف بعض الاتحادات لغرض في نفس ابن يعقوب واولها الاتحادات الخليجية والعربية والآسيوية !!
وما أخشاه ان بلاتر الخبير المحنك ، سيكون قادرا حتي في حالة اتساع كتلة المطالبين بالتأجيل ، أن يتحرك للحصول علي عدد اكبر من ثلث الاصوات ، حتي تمضي عملية الانتخابات الشكلية او اجراءات اعلان فوزه بالتزكية !
والمتابع عن كثب ، قد يصل مثلي إلي استنتاج ان بلاتر الذي شعر بالخطر من منافسة بن همام له علي الرئاسة ، وفشل في الضغوط الكبيرة التي مارسها عليه وعلي بلاده – قطر – لاجباره على الانسحاب ، لجأ لخطة شيطانية بأن دس على بن همام ، صديق بلاتر الصدوق - الثعلب الداهية الاسمر جاك وارنر ،رئيس اتحاد الكونكاكاف المعروف بسوء سمعته، والمشهور عنه خروجه مثل "الشعرة من العجين " من اتهامات عديدة بالرشوة والفساد والتربح خلال عمله في الفيفا ، دون ان يتعرض لاي عقوبة او يشعر بالخوف من افتضاح أمره ، فيقوم بتحسين سلوكه والنأي بنفسه عن الشبهات ، ولكن هذا الثعلب التريندادي ، استطاع خداع بن همام ، وأقنعه بترتيب لقاء كبير له مع عدد من مسؤولي اتحادات الكاريبي ، ليعرض عليهم برنامجه ويحاول استمالتهم لتأييد برنامجه ، وكان ذلك مقابل ان يدفع بن همام مبالغ تمويل تذاكرسفر واقامة هؤلاء فندقيا – حسب رواية بن همام – وهي المبالغ التي أبلغ عنها الامريكي تشاك بليزر، سكرتير عام اتحاد الكونكاكاف ، موجها الاتهام إلى بن همام ، بأن بن همام دفع هذه المبالغ ، لرشوة هؤلاء الاعضاء مقابل منحهم أصواتهم له في الانتخابات ضد بلاتر ، والامر الذي فات بن همام الذي كان يتعرض لغش واحتيال ، ان جميع اعضاء الكونكاكاف بمن فيهم اعضاء اتحادات الكاريبي ، سبق ان اعلنوا موقفهم في جمعيتهم العمومية برئاسة جاك وارنر بالوقوف صفا واحدا مع بلاتر ضد بن همام !!..فكيف صدق بن همام ان هؤلاء الذي وعدوا بلاتر بأصواتهم ، سيتراجعون مقابل رحلة وثيرة علي متن طائرات فخمة او اقامة لليلة اوليلتين في فندق خمس نجوم ، وماذا كان إذن المقابل الذي حصل عليه رئيسهم وارنر الصديق المقرب جدا و"المحمي "من بلاتر !
وللاسف ورغم تساهلي في قبول التفسير البريء لهذا التصرف الذي يتكرر في ظل الاجواء الانتخابية للفيفا ، فإنني اعتقد ان حدثا مماثلا له أقيم في جوهانسبرج بواسطة موليفي اوليفانت رئيس اتحاد جنوب افريقيا الذي لا نتصور ان يمول من جيبه الخاص نفقات سفر وإقامة 36 من رؤساء او ممثلي الاتحادات الافريقية في اجتماع غير رسمي لتأييد بلاتر وبحضوره، ورغم ذلك كان علي بن همام أن لا يأمن مكر وارنر صديق بلاتر ، ومن ثم متابعتنا للمسرحية الساذجة من بلاغ بليزر عن الواقعة ، وتشكيك بلاتر في صديق عمره ، وطلب فالكه سكرتير عام الفيفا وأحد صبيان بلاتر ، تحويل الامر الي تحقيقات لجنة الاخلاق بالفيفا ، لتعاقب بن همام ووارنر بعقوبة الايقاف التحفظي قبل انتهاء التحقيق ، وتبريء بلاتر ، الذي كان قد أعلن ودفع علانية رشاوي علنية لجميع اتحادات الكونكاف بمعدل مليون دولار لكل اتحاد ، وليس 40 ألف دولار فقط كما قدم "الفقير" بن همام مقابل السفر والاقامة !!
وزيادة في ارهاب بن همام وإزعاج القطريين بهذه المسرحية للضغط عليهم لاجبار ابنهم علي الانسحاب ، أشعل وارنر الدراما بكشف مراسلاته بالايميل مع فالكه سكرتير عام الفييفا ، حيث كانا يتشاوران معا حول ضرورة انسحاب بن همام من السباق ، ووقع فالكة في المحظور عندما ذكر خلال احد الايميلات، ان بن همام يريد شراء مقعد رئيس الفيفا، كما استطاعت بلده – قطر ان تشتري تنظيم كأس العالم 2022 ، وكان لابد من تفعيل هذه المسرحية للمزيد من الضغط علي بن همام ، حتي ينسحب وقد انسحب بكل أسف ، ولكنه ورغم مطالبته باستئناف عقوبة ايقافه وتشكيكه في لجنة التحقيق ، لم يطلب حتي الان تأجيل الانتخابات ، اما العجوز الخبيث جاك وارنر فقد فضح أسرار مسرحيته مع بلاتر وفالكه ، عندما أصدر خطابا رسميا إلي أعضاء اتحاد الكونكاف قبل ساعات من موعد انعقاد الكونجرس ، يطالبهم فيه بشيئين اولهما منح أصواتهم لبلاتر حسب الاتفاق السابق ابرامه ، وثانيهما عدم المطالبة برفع الايقاف عنه او الاعتراض علي عقوبته وطريقة التحقيق معه!!
أخي بن همام : هل وصلت اليك الحكاية والحبكة الدرامية الي سقاها لك سحرة سيرك الفيفا العواجيز الذين دخلت بينهم ردحا من الزمن ، ولكني ازكيك بالتأكيد عن أن تكون مثلهم !
** الامل الاخير قبل ساعات من انعقاد الكونجرس ان يجد اقتراح" كووورة" بالتأجيل ، وأن تجد اصوات الاتحادات الانجليزية والساسة ووسائل الاعلام في انجلترا وربما القطريين وبعض الخليجيين والعرب، آذانا صاغية في قاعة الكونجرس ، ومن يدري فربما يحسم بلاتر الامر لصالحه في هذه القاعة اليوم الاربعاء في زيوريخ ، ولكنه بالتأكيد لن يحسم لصالحه،- في المستقبل القريب - معركة كشف الفساد التي نشبت داخل جدران الفيفا وخارجه ونتصور أن هذه المعركة ، لن تنتهي الا بإزالة الركام وفضح المستور في هذه المؤسسة التي يرأسها بلاتر الذي يتبنى شعار اللعب النظيف ، ولكنه أبعد ما يكون عن هذا الشعار .. وإن غدا لناظريه قريب .
ولم يعط بن همام نفسه الفرصة ليستمع لنصيحة موقع" كووورة "، ممثلة في كلمتي له بالمطالبة بتأجيل الانتخابات لحين انتهاء التحقيقات واتضاح الحقائق ، ولكن لحسن الحظ ، حدث توارد للخواطر بيننا وبين عدة هيئات محترمة طالبت بالتأجيل ، وأولها المنظمة الدولية لمكافحة الفساد والشفافية، وبعدها بساعات الاتحاد الانجليزي لكرة القدم ممثل انجلترا مهد كرة القدم في العالم ، وتلاه الاتحاد الاسكتلندي .. وحتي الساعات القليلة القادمة قبل انعقاد الجلسة الرسمية للكونجرس ، اعتقد ان العديد من الاتحادات ستنضم إلي انجلترا واسكتلندا ، وانا انتظر بالذات مواقف بعض الاتحادات لغرض في نفس ابن يعقوب واولها الاتحادات الخليجية والعربية والآسيوية !!
وما أخشاه ان بلاتر الخبير المحنك ، سيكون قادرا حتي في حالة اتساع كتلة المطالبين بالتأجيل ، أن يتحرك للحصول علي عدد اكبر من ثلث الاصوات ، حتي تمضي عملية الانتخابات الشكلية او اجراءات اعلان فوزه بالتزكية !
والمتابع عن كثب ، قد يصل مثلي إلي استنتاج ان بلاتر الذي شعر بالخطر من منافسة بن همام له علي الرئاسة ، وفشل في الضغوط الكبيرة التي مارسها عليه وعلي بلاده – قطر – لاجباره على الانسحاب ، لجأ لخطة شيطانية بأن دس على بن همام ، صديق بلاتر الصدوق - الثعلب الداهية الاسمر جاك وارنر ،رئيس اتحاد الكونكاكاف المعروف بسوء سمعته، والمشهور عنه خروجه مثل "الشعرة من العجين " من اتهامات عديدة بالرشوة والفساد والتربح خلال عمله في الفيفا ، دون ان يتعرض لاي عقوبة او يشعر بالخوف من افتضاح أمره ، فيقوم بتحسين سلوكه والنأي بنفسه عن الشبهات ، ولكن هذا الثعلب التريندادي ، استطاع خداع بن همام ، وأقنعه بترتيب لقاء كبير له مع عدد من مسؤولي اتحادات الكاريبي ، ليعرض عليهم برنامجه ويحاول استمالتهم لتأييد برنامجه ، وكان ذلك مقابل ان يدفع بن همام مبالغ تمويل تذاكرسفر واقامة هؤلاء فندقيا – حسب رواية بن همام – وهي المبالغ التي أبلغ عنها الامريكي تشاك بليزر، سكرتير عام اتحاد الكونكاكاف ، موجها الاتهام إلى بن همام ، بأن بن همام دفع هذه المبالغ ، لرشوة هؤلاء الاعضاء مقابل منحهم أصواتهم له في الانتخابات ضد بلاتر ، والامر الذي فات بن همام الذي كان يتعرض لغش واحتيال ، ان جميع اعضاء الكونكاكاف بمن فيهم اعضاء اتحادات الكاريبي ، سبق ان اعلنوا موقفهم في جمعيتهم العمومية برئاسة جاك وارنر بالوقوف صفا واحدا مع بلاتر ضد بن همام !!..فكيف صدق بن همام ان هؤلاء الذي وعدوا بلاتر بأصواتهم ، سيتراجعون مقابل رحلة وثيرة علي متن طائرات فخمة او اقامة لليلة اوليلتين في فندق خمس نجوم ، وماذا كان إذن المقابل الذي حصل عليه رئيسهم وارنر الصديق المقرب جدا و"المحمي "من بلاتر !
وللاسف ورغم تساهلي في قبول التفسير البريء لهذا التصرف الذي يتكرر في ظل الاجواء الانتخابية للفيفا ، فإنني اعتقد ان حدثا مماثلا له أقيم في جوهانسبرج بواسطة موليفي اوليفانت رئيس اتحاد جنوب افريقيا الذي لا نتصور ان يمول من جيبه الخاص نفقات سفر وإقامة 36 من رؤساء او ممثلي الاتحادات الافريقية في اجتماع غير رسمي لتأييد بلاتر وبحضوره، ورغم ذلك كان علي بن همام أن لا يأمن مكر وارنر صديق بلاتر ، ومن ثم متابعتنا للمسرحية الساذجة من بلاغ بليزر عن الواقعة ، وتشكيك بلاتر في صديق عمره ، وطلب فالكه سكرتير عام الفيفا وأحد صبيان بلاتر ، تحويل الامر الي تحقيقات لجنة الاخلاق بالفيفا ، لتعاقب بن همام ووارنر بعقوبة الايقاف التحفظي قبل انتهاء التحقيق ، وتبريء بلاتر ، الذي كان قد أعلن ودفع علانية رشاوي علنية لجميع اتحادات الكونكاف بمعدل مليون دولار لكل اتحاد ، وليس 40 ألف دولار فقط كما قدم "الفقير" بن همام مقابل السفر والاقامة !!
وزيادة في ارهاب بن همام وإزعاج القطريين بهذه المسرحية للضغط عليهم لاجبار ابنهم علي الانسحاب ، أشعل وارنر الدراما بكشف مراسلاته بالايميل مع فالكه سكرتير عام الفييفا ، حيث كانا يتشاوران معا حول ضرورة انسحاب بن همام من السباق ، ووقع فالكة في المحظور عندما ذكر خلال احد الايميلات، ان بن همام يريد شراء مقعد رئيس الفيفا، كما استطاعت بلده – قطر ان تشتري تنظيم كأس العالم 2022 ، وكان لابد من تفعيل هذه المسرحية للمزيد من الضغط علي بن همام ، حتي ينسحب وقد انسحب بكل أسف ، ولكنه ورغم مطالبته باستئناف عقوبة ايقافه وتشكيكه في لجنة التحقيق ، لم يطلب حتي الان تأجيل الانتخابات ، اما العجوز الخبيث جاك وارنر فقد فضح أسرار مسرحيته مع بلاتر وفالكه ، عندما أصدر خطابا رسميا إلي أعضاء اتحاد الكونكاف قبل ساعات من موعد انعقاد الكونجرس ، يطالبهم فيه بشيئين اولهما منح أصواتهم لبلاتر حسب الاتفاق السابق ابرامه ، وثانيهما عدم المطالبة برفع الايقاف عنه او الاعتراض علي عقوبته وطريقة التحقيق معه!!
أخي بن همام : هل وصلت اليك الحكاية والحبكة الدرامية الي سقاها لك سحرة سيرك الفيفا العواجيز الذين دخلت بينهم ردحا من الزمن ، ولكني ازكيك بالتأكيد عن أن تكون مثلهم !
** الامل الاخير قبل ساعات من انعقاد الكونجرس ان يجد اقتراح" كووورة" بالتأجيل ، وأن تجد اصوات الاتحادات الانجليزية والساسة ووسائل الاعلام في انجلترا وربما القطريين وبعض الخليجيين والعرب، آذانا صاغية في قاعة الكونجرس ، ومن يدري فربما يحسم بلاتر الامر لصالحه في هذه القاعة اليوم الاربعاء في زيوريخ ، ولكنه بالتأكيد لن يحسم لصالحه،- في المستقبل القريب - معركة كشف الفساد التي نشبت داخل جدران الفيفا وخارجه ونتصور أن هذه المعركة ، لن تنتهي الا بإزالة الركام وفضح المستور في هذه المؤسسة التي يرأسها بلاتر الذي يتبنى شعار اللعب النظيف ، ولكنه أبعد ما يكون عن هذا الشعار .. وإن غدا لناظريه قريب .