تستمر الحرب الشرسة بين "شيرين" و"تامر حسني" مع طرح الألبوم الجديد لشيرين، لتأخذ هذه الحرب شكل الدعاية للألبومات الجديدة، سواء كانت لشيرين أو لتامر حسني، أو حتى لعمرو دياب وأنغام اللذين أصدروا ألبومات جديدة في أوقات متقاربة.
ولكن كانت حملة شيرين ضد تامر حسني هي الأكثر ظهورا وانتشارا على الساحة الغنائية؛ نظرا لكونهما ظهرا سويا على الساحة الغنائية في عدة دويتوهات صنعت شهرتهما، قبل أن ينفصل كل منهما بأغانيه المستقلة وألبوماته المنفردة.
الحرب هذه المرة تديرها شيرين بمهارة، وتستخدم فيها جميع الأسلحة المتاحة بما في ذلك العداء الخفي أحيانا، والمعلن أحيانا أخرى، بين تامر حسني وباقي نجوم الغناء في مصر.
ففي تصريحاتها التي وصفت فيها أغاني تامر حسني بالمُشينة، وخصوصا أغنية "خليها تاكلك" التي لقي بسببها هجوما شرسا من عديد من المطربين والموسيقيين والجمهور على السواء. إذ اعتبروها تحمل إسفافا، وتهبط بمستوى الأغاني وذوق الجماهير، صدّقت على ما تردد حول تامر من أنه يؤجر المعجبات ليرتمين تحت قدميه ويصرخن أثناء حفلاته.
وإلى جانب ذلك أعادت اتهامات وجهها إليها تامر نفسه بأنها وعمرو دياب وراء دخوله السجن، وأنها هي تحديدا التي طلبت منه تزوير الشهادات التي تم سجنه بسببها، وهو ما نفته شيرين تماما، وأكدت مساندتها له وقت سجنه، كما وصفت جمهور تامر بأنه تافه ورفضت المقارنة بينه وبين عمرو دياب.
بهذه الطريقة نجحت شيرين في وضع اسمها في خندق واحد مع نجم له باع طويل في دنيا الغناء هو عمرو دياب الذي يسبقها هي وتامر بحوالي عشرين عاما، ونجحت أيضا في كسب تعاطف ومحبة جمهور هذا النجم، ومن ثم ستحتمي به من جمهور تامر حسني الذي هاجمها على رابطته، وطالب بمقاطعة ألبومها الجديد.
وربما دون قصد انضم جمهور أو محبو المطربة أنغام إلى تلك الحرب لمساندة شيرين، قد يكون الأمر ليس محبة في شيرين بقدر ما يكون كراهية لتامر حسني، خصوصا بعد أن أطلقت شيرين تصريحات إيجابية تعطي أنغام حقها بوصفها أحد الأصوات القليلة المميزة على الساحة الغنائية، ومن ثم كان لزاما على محبي أنغام أن يتضامنوا مع شيرين ضد هجمة رابطة تامر حسني ضدها.
تمكنت شيرين بهذه الطريقة من أن تحصّن نفسها، وتضمن نجاح ألبومها بحرب الدعاية السلبية التي أطلقتها أو انساقت إليها، كما نجحت في إزكاء النار المشتعلة بالفعل بين تامر حسني وعمرو دياب، والظاهرة بشكل أوضح بين جمهوريهما وعلى موقعي رابطتهما، لتستعدي جمهور الثاني على الأول؛ وبذلك تضمن تأييدا أكبر، نظرا لتاريخ دياب الطويل وحجم جمهوره الذي يعتبره النجم الأوحد، ويصب جام غضبه على تامر حسني.
إذا كانت شيرين تسعى الى إنجاح ألبوم، أو اكتساب تأييد جمهور نجم على حساب جمهور نجم آخر منافس، فأين جمهورها هي؟ وما الذي يضمن أنها ليست منافسة لعمرو دياب، وأن هناك مشروعَ معركةٍ مؤجلة بين جمهوريهما؟
بالطبع لم تغفل شيرين هذه النقطة، وأظهرت حجم جمهورها وقوته ونوعيته عبر رابطتها التي أطلقت ردودا قاسية على هجوم رابطة تامر حسني عليها، لتفند اتهاماته وترد على الشائعات التي تطلقها رابطته، وتواجه الصفعة بالصفعة.
وخرجت من مأزق تعارُض المصالح بينها وبين عمرو دياب، إلى اختلاف لون الأغنية الذي يقدمه كل منهما، والأمر نفسه بالنسبة لأنغام. ولذلك تصبح المصالح واحدة ولا تعارُض في نوعية الجمهور، فكل مستقل بجمهوره.
لا شك أن شيرين أدارت هذه الحرب بكفاءة، ما يجعلها تحقق أهدافها منها سواء الترويج لألبومها أو اكتساب نوع آخر من الجمهور، وتحديدا الجمهور الذي يكره تامر حسني.
ولكن ألا يمكن أن تتعرض لخسائر من جراء هذه الحرب؟ وهل يمكن أن تمتد هذه الحرب لتشمل عناصر أخرى؟ علما بأن تصريحات شيرين الأخيرة التي تداولتها الصحف، تعمدت فيها أن تستشهد بمطربين كبار من جيل الوسط مثل هاني شاكر، للتدليل على بعض آرائها في أغاني تامر حسني، وما تتضمنه من إسفاف.
المعركة ليست هينة، والتلاسن والتراشق بين روابط المطربين الجدد، أصبح سمة عامة غالبة عليها، وأمرا مقبولا في إطار الدعاية. ولكنه يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية، تؤثر سلبا على المشوار الفني.
فهذه الحرب على سبيل المثال، يمكن أن تُضعف من موقف شيرين، وكأنها توحي للجمهور بأنها ضعيفة وبلا جمهور وتستجدي جمهور الآخرين. وفي الوقت نفسه يمكنها أن تحوّل الوسط الغنائي كله إلى جبهتين متحاربتين، إحداهما تضم المتضامنين معها والثانية تضم تامر حسني منفردا.
وهو بالطبع ما يمكن أن يصب في صالح تامر حسني، ويظهره في موقع المضطهد الذي يحاربه الجميع، ومن ثم يحصل على مكاسب أكبر بالتعاطف معه.