جريتُ كثيراً وراى السـراب = فأنّا يكـونُ السـراب عِبـاب
وكنتُ اضنّي سكنتُ القُصـور = فألفيتُ نفسي بأرض الخـراب
ألا ايُها القلـب مـاذا دهـاك = أما كان منكَ حريِ الصـواب
فـردَ الفُـؤادُ عَلـيَ شامتـاً = وقال أسئل العقل تلقى الجواب
قأدركتُ أني صريـع الهـواء = فـأي حبيـب واي عِـقـاب
مرِضـتُ ويالتـةُ زارنــي = واعلمتهُ الحال . زاد الغيـاب
وواللهُ أنـي بكيـت الـنـوى = بدمعٍ غزيرٍ كقطـر السحـاب
تنَـام قريـر وخـل ضريـر = بقلبٍ كسير وهـول مُصـاب
إلى الوصل ماعُدت القى سبيل = وحول الديار يلـف الضبـاب
فإمـا نعيـم وضـل ضليـل = وإمـا فراقـا بهـذا الكتـاب
فلا ثبـت الله حُـب البخيـل = ففي القلب حرب وطعن حِراب
تمنيت لُقيـاء بـوادٍ خصيـب = فطارت هباءً وصارت يبـاب
امات الحبيب ومات القريـب = ومات الطبيبُ وخير الصحاب
فلا حُب ارجوه بعد الحبيـب = فيا رب عفواٌ وحسـن مـآب