كتبه/ وديع أحمد فتحي "الشماس السابق"
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، وأؤمن أن المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- هو عبد الله ورسوله، خلقه الله بكلمة: كُنْ؛ فكان، وبروح منه مثلما خلق آدم -عليه السلام-، سبحان الله وتعالى عما يقولون علوًا كبيرًا، ومريم أم المسيح عيسى هي صدِّيقة، وكانا يأكلان الطعام؛ لئلا يهلكا، وأؤمن أن الجنة حق، وأن النار حق، وأؤمن بالقدر كله خيره وشره، أما بعد؛
تعلمون أنني كنت نصرانيًا حتى هداني الله للإسلام وعمري 40 سنة، وكان من أسباب هدايتي إلى الإسلام حديث جرى بيني وبين صديقي "أحمد الدمرداش" -وكنتُ يومئذ نصرانيًا-، وكان ذهني مشحونًا بصورة مشوهة عن الإسلام؛ بسبب ما تعلمته في الكنيسة في "مدارس الأحد"، وشاء الله أن أسمع مِن أحمد لأول مرة في حياتي عن العدل في الإسلام وشريعة القرآن.
فقلت له: أين العدل، وقد أجبَر الإسلامُ كل المسيحيين واليهود على دفع الجزية؟!
فقال لي: إن المسلم يدفع في الزكاة أضعاف ما كان المسيحي يدفع في الجزية، وإن قوانين الدنيا كانت فيها الجزية مِن قبل المسيح -عليه السلام-، حتى إن المسيح -عليه السلام- دفع الجزية للرومان! أما المسلم فيدفع زكاة المال، وزكاة الزرع، وزكاة الأنعام، وغيرها.. وغير المسلم مُعفى من كل ذلك، ومن أي ضرائب تحت حكم الإسلام إلا مِن الجزية فقط، في مقابل حقوق كاملة وحماية داخلية وخارجية، وإعانة من بيت مال المسلمين –أيضًا- إذا أصابه عجز أو شيخوخة!
فقلت: وما بال المسلم يتزوج المسيحية، والمسيحي لا يتزوج مِن المسلمة؟!
فقال لي: إن المسلم مأمور في الإسلام إذا تزوج الكتابية أن يتركها حرة في عبادتها بحسب عقيدتها، وتحتفظ بكتابها المقدس عنده، وتذهب إلى كنيستها، ولا يجبرها على الإسلام، ولا يقصر في أي حق من حقوقها، وإن كانت له زوجة مسلمة يعدل بينهما، أما المسيحي فلا يطيق مَن يخالفه في العقيدة ولو كان مسيحيًّا.
- وتذكرتُ أن البطريرك "شنودة الثالث" قبل حرب العاشر مِن رمضان في شهر أكتوبر سنـ1973ـة استغل حساسية الموقف السياسي ضد اليهود، وأسرع إلى الرئيس "محمد أنور السادات"، يبلغه عن طائفة مسيحية اسمها "شهود يهوه" أنهم جواسيس لليهود؛ ذلك لأنهم يؤمنون أن المسيح مخلوق، وأنه رسول الله فقط، ونصح البطريرك بطردهم مِن مصر، ومصادرة أموالهم، فأطاعه الرئيس "محمد أنور"؛ خوفًا على البلد، وطردهم، فأسرع البطريرك يطلب ضم أموالهم وممتلكاتهم إلى أملاك البطريركية؛ لأنهم قالوا: إنهم مسيحيون، فوافقه الرئيس "محمد أنور"، ولكن بعد الحرب عرف الحقيقة فسمح لهم بالعودة، ورد لهم أملاكهم.
- ثم كان سؤالي لأحمد الدمرداش: فما بال المسلمين يضطهدون المسيحيين؟!
فقال لي: لو كان المسلمون يضطهدون اليهود والمسيحيين؛ لما بقي يهودي أو نصراني في مصر وما حولها.
- وأخذ يحدثني عن عدل المسلم مع جاره المسيحي واليهودي، وأن المسلم مأمور في دينه ألا يظلم جاره، ولا يؤذيه، ولا يتطاول عليه في البنيان؛ لئلا يسد عنه الشمس والهواء، وأن حق الجار المسيحي واليهودي على المسلم أن يزوره إذا مرض، ولا يترك ولده يضايق ولد جاره.
وكل هذا بأمر الله في القرآن، وبأمر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي كان هو القدوة للمسلمين؛ إذ كان يعدل مع اليهود والنصارى، ولم يمنعهم عن عبادتهم وهو متسلط عليهم، ولا هدم معابدهم، ولا أمر بهدمها وهو قادر عليهم، ولم يُسفِّه دينهم، ولم يهاجم عقيدتهم، بل دعاهم إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له؛ حتى أنه أنصف اليهودي حين اتهمه الأنصاريُّ المسلمُ ظلمًا، ونزل فيه قرآن ينصفه أيضًا (1).
- وبالمثل سار الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم- على العدل، وساووا بيْن الجميع في الحقوق والواجبات حتى إن عمر بن العزيز -رضي الله عنه- بعد ما زوَّج شباب المسلمين مِن بيت مال المسلمين، زوَّج شباب اليهود والنصارى أيضًا.
- فقلتُ له: وماذا عن الحروب، وأخذ البلاد المسيحية بالسيف؟!(2)
قال: إنها كانت حرب ضد الروم والفرس الذين احتلوا تلك البلاد، وقهروا أهلها بالضرائب وأجبروهم على تغيير دينهم وألا يقعوا تحت الاضطهاد والتعذيب، حتى هرب بطريرك مصر وأعوانه واختفوا في الصحارى سنوات، حتى إن المسيحيين في الشام أرسلوا إلى جيوش المسلمين التي فتحت بلاد العراق يطلبون منهم أن يأتوا؛ لتحريرهم مِن بطش الرومان المسيحيين، فلما دخل المسلمون إلى تلك البلاد؛ لم يستولوا على كنيسة ولا بيتًا مِن بيوت المسيحيين، بل أقاموا في الخيام خارج المدن.
- وتذكرتُ ما قرأته في كتاب المؤرخ المسيحي المعاصر "أرنولد ميللر" واسمه "مختصر تاريخ الكنيسة" عن الحملات الصليبية التي كانت كلما مرت بمدينة في أوروبا؛ قتلت اليهود، وعذبت المسيحيين المخالفين في العقيدة، حتى وصلت "بيت المقدس" فذبحوا 20 ألف يهودي في معابدهم، وذبحوا 30 ألف مسلم في المسجد الأقصى، وطردوا كل المسيحيين الشرقيين، ومع ذلك لم يقم المسلمون باضطهاد المسيحيين في مصر والشام لمقابلة ما فعله الصليبيون الغربيون بالمسلمين، فقام اليهود والمسيحيون، ووقفوا مع المسلمين ضد الصليبيين عدوهم المشترك.
- وتروي –أيضًا- المؤرخة المسيحية المعاصرة "إيريس حبيب المصري" في كتابها: "قصة الكنيسة القبطية" عن غزو الفرنسيين لمصر، وقيام بعض المسيحيين المصريين برئاسة "المعلم يعقوب" بتكوين جيش اسمه "الفيلق القبطي"؛ لمساعدة "نابليون" في غزو مصر، ودلُّوا على عورات البلاد؛ فأفلح، وكان عدد المصريين المسيحيين ألفي رجل (2000)، فلما انهزم نابليون، وانسحب الجيش الفرنسي عائدًا إلى بلاده خرج معهم المعلم "يعقوب" وجيشه إلى فرنسا، فجاءت نساؤهم وأطفالهم يستعطفون الحاكم المسلم، قائلين: "نحن لا ذنب لنا فيما فعله رجالنا". فأمر بتأمينهم، وعدم المساس بهم، وبالفعل نسي المسلمون ما كان، وعاشوا في مصر بأمان.
هذا هو عدل الإسلام في مقابلة غدر غيرهم.. لذلك أقول لكل مسلم: أعلموا النصارى بدينكم؛ فهذه دعوة.
- لهذا كله، ولغيره –أيضًا-؛ أدركتُ أن مَن جاء بهذه الشريعة التي كلها عدل ورحمة، لا يمكن أن يكون إنسانًا عاديًّا، بل هو نبي من عند الله.
فسألتُ البطريرك "شنودة الثالث" ذات يوم: لماذا لا نؤمن بمحمد -صلى الله عليه وسلم- أنه نبي ونظل مسيحيين؟
فأرسلني إلى دير "مينا" القريب من "كنج مريوط"، وكانت الوصاية عليّ أن يرهقوني في العمل والعبادة؛ لأنسى أفكاري!
وهناك رأيت الراهب الذي يعيش مسلمًا في السر!، ولما رجعت رأيتُ القسيس صديق والدي بعد فترة مِن رسامته، يعتنق الإسلام، ويهرب مِن مصر.
وسألت والدي: لماذا هرب؟!
فقال لي: لو أدركوه؛ لقتلوه.
فسألته: لماذا؟ ألا يقولون لنا: إن المسلمين يقتلون مَن يرتد منهم عن دينه؟!
فقال لي: بل نحن مِن قبلهم نقتل مَن يترك المسيح.
أقول الآن: فلا تسألوا عن "وفاء قسطنطين"، ولا "كاميليا"، ولا غيرهما، وادعوا لهن..
- إن صديقي المسلم لم يقل لي -وأنا مسيحي-: "تعال أدعوك للإسلام"(3)، ولكنه علمني الإسلام بكل أدب واحترام، فاحترمت الإسلام وأحببته مِن قبل أن أفكر أنني سأكون مسلمًا في يوم من الأيام.
لذلك أنصح الجميع أن يتبعوا الأسلوب الرباني في الدعوة، بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجادلون بالتي هي أحسن، ولا يسبوا الذين يدعون من دون الله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، وأؤمن أن المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- هو عبد الله ورسوله، خلقه الله بكلمة: كُنْ؛ فكان، وبروح منه مثلما خلق آدم -عليه السلام-، سبحان الله وتعالى عما يقولون علوًا كبيرًا، ومريم أم المسيح عيسى هي صدِّيقة، وكانا يأكلان الطعام؛ لئلا يهلكا، وأؤمن أن الجنة حق، وأن النار حق، وأؤمن بالقدر كله خيره وشره، أما بعد؛
تعلمون أنني كنت نصرانيًا حتى هداني الله للإسلام وعمري 40 سنة، وكان من أسباب هدايتي إلى الإسلام حديث جرى بيني وبين صديقي "أحمد الدمرداش" -وكنتُ يومئذ نصرانيًا-، وكان ذهني مشحونًا بصورة مشوهة عن الإسلام؛ بسبب ما تعلمته في الكنيسة في "مدارس الأحد"، وشاء الله أن أسمع مِن أحمد لأول مرة في حياتي عن العدل في الإسلام وشريعة القرآن.
فقلت له: أين العدل، وقد أجبَر الإسلامُ كل المسيحيين واليهود على دفع الجزية؟!
فقال لي: إن المسلم يدفع في الزكاة أضعاف ما كان المسيحي يدفع في الجزية، وإن قوانين الدنيا كانت فيها الجزية مِن قبل المسيح -عليه السلام-، حتى إن المسيح -عليه السلام- دفع الجزية للرومان! أما المسلم فيدفع زكاة المال، وزكاة الزرع، وزكاة الأنعام، وغيرها.. وغير المسلم مُعفى من كل ذلك، ومن أي ضرائب تحت حكم الإسلام إلا مِن الجزية فقط، في مقابل حقوق كاملة وحماية داخلية وخارجية، وإعانة من بيت مال المسلمين –أيضًا- إذا أصابه عجز أو شيخوخة!
فقلت: وما بال المسلم يتزوج المسيحية، والمسيحي لا يتزوج مِن المسلمة؟!
فقال لي: إن المسلم مأمور في الإسلام إذا تزوج الكتابية أن يتركها حرة في عبادتها بحسب عقيدتها، وتحتفظ بكتابها المقدس عنده، وتذهب إلى كنيستها، ولا يجبرها على الإسلام، ولا يقصر في أي حق من حقوقها، وإن كانت له زوجة مسلمة يعدل بينهما، أما المسيحي فلا يطيق مَن يخالفه في العقيدة ولو كان مسيحيًّا.
- وتذكرتُ أن البطريرك "شنودة الثالث" قبل حرب العاشر مِن رمضان في شهر أكتوبر سنـ1973ـة استغل حساسية الموقف السياسي ضد اليهود، وأسرع إلى الرئيس "محمد أنور السادات"، يبلغه عن طائفة مسيحية اسمها "شهود يهوه" أنهم جواسيس لليهود؛ ذلك لأنهم يؤمنون أن المسيح مخلوق، وأنه رسول الله فقط، ونصح البطريرك بطردهم مِن مصر، ومصادرة أموالهم، فأطاعه الرئيس "محمد أنور"؛ خوفًا على البلد، وطردهم، فأسرع البطريرك يطلب ضم أموالهم وممتلكاتهم إلى أملاك البطريركية؛ لأنهم قالوا: إنهم مسيحيون، فوافقه الرئيس "محمد أنور"، ولكن بعد الحرب عرف الحقيقة فسمح لهم بالعودة، ورد لهم أملاكهم.
- ثم كان سؤالي لأحمد الدمرداش: فما بال المسلمين يضطهدون المسيحيين؟!
فقال لي: لو كان المسلمون يضطهدون اليهود والمسيحيين؛ لما بقي يهودي أو نصراني في مصر وما حولها.
- وأخذ يحدثني عن عدل المسلم مع جاره المسيحي واليهودي، وأن المسلم مأمور في دينه ألا يظلم جاره، ولا يؤذيه، ولا يتطاول عليه في البنيان؛ لئلا يسد عنه الشمس والهواء، وأن حق الجار المسيحي واليهودي على المسلم أن يزوره إذا مرض، ولا يترك ولده يضايق ولد جاره.
وكل هذا بأمر الله في القرآن، وبأمر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي كان هو القدوة للمسلمين؛ إذ كان يعدل مع اليهود والنصارى، ولم يمنعهم عن عبادتهم وهو متسلط عليهم، ولا هدم معابدهم، ولا أمر بهدمها وهو قادر عليهم، ولم يُسفِّه دينهم، ولم يهاجم عقيدتهم، بل دعاهم إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له؛ حتى أنه أنصف اليهودي حين اتهمه الأنصاريُّ المسلمُ ظلمًا، ونزل فيه قرآن ينصفه أيضًا (1).
- وبالمثل سار الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم- على العدل، وساووا بيْن الجميع في الحقوق والواجبات حتى إن عمر بن العزيز -رضي الله عنه- بعد ما زوَّج شباب المسلمين مِن بيت مال المسلمين، زوَّج شباب اليهود والنصارى أيضًا.
- فقلتُ له: وماذا عن الحروب، وأخذ البلاد المسيحية بالسيف؟!(2)
قال: إنها كانت حرب ضد الروم والفرس الذين احتلوا تلك البلاد، وقهروا أهلها بالضرائب وأجبروهم على تغيير دينهم وألا يقعوا تحت الاضطهاد والتعذيب، حتى هرب بطريرك مصر وأعوانه واختفوا في الصحارى سنوات، حتى إن المسيحيين في الشام أرسلوا إلى جيوش المسلمين التي فتحت بلاد العراق يطلبون منهم أن يأتوا؛ لتحريرهم مِن بطش الرومان المسيحيين، فلما دخل المسلمون إلى تلك البلاد؛ لم يستولوا على كنيسة ولا بيتًا مِن بيوت المسيحيين، بل أقاموا في الخيام خارج المدن.
- وتذكرتُ ما قرأته في كتاب المؤرخ المسيحي المعاصر "أرنولد ميللر" واسمه "مختصر تاريخ الكنيسة" عن الحملات الصليبية التي كانت كلما مرت بمدينة في أوروبا؛ قتلت اليهود، وعذبت المسيحيين المخالفين في العقيدة، حتى وصلت "بيت المقدس" فذبحوا 20 ألف يهودي في معابدهم، وذبحوا 30 ألف مسلم في المسجد الأقصى، وطردوا كل المسيحيين الشرقيين، ومع ذلك لم يقم المسلمون باضطهاد المسيحيين في مصر والشام لمقابلة ما فعله الصليبيون الغربيون بالمسلمين، فقام اليهود والمسيحيون، ووقفوا مع المسلمين ضد الصليبيين عدوهم المشترك.
- وتروي –أيضًا- المؤرخة المسيحية المعاصرة "إيريس حبيب المصري" في كتابها: "قصة الكنيسة القبطية" عن غزو الفرنسيين لمصر، وقيام بعض المسيحيين المصريين برئاسة "المعلم يعقوب" بتكوين جيش اسمه "الفيلق القبطي"؛ لمساعدة "نابليون" في غزو مصر، ودلُّوا على عورات البلاد؛ فأفلح، وكان عدد المصريين المسيحيين ألفي رجل (2000)، فلما انهزم نابليون، وانسحب الجيش الفرنسي عائدًا إلى بلاده خرج معهم المعلم "يعقوب" وجيشه إلى فرنسا، فجاءت نساؤهم وأطفالهم يستعطفون الحاكم المسلم، قائلين: "نحن لا ذنب لنا فيما فعله رجالنا". فأمر بتأمينهم، وعدم المساس بهم، وبالفعل نسي المسلمون ما كان، وعاشوا في مصر بأمان.
هذا هو عدل الإسلام في مقابلة غدر غيرهم.. لذلك أقول لكل مسلم: أعلموا النصارى بدينكم؛ فهذه دعوة.
- لهذا كله، ولغيره –أيضًا-؛ أدركتُ أن مَن جاء بهذه الشريعة التي كلها عدل ورحمة، لا يمكن أن يكون إنسانًا عاديًّا، بل هو نبي من عند الله.
فسألتُ البطريرك "شنودة الثالث" ذات يوم: لماذا لا نؤمن بمحمد -صلى الله عليه وسلم- أنه نبي ونظل مسيحيين؟
فأرسلني إلى دير "مينا" القريب من "كنج مريوط"، وكانت الوصاية عليّ أن يرهقوني في العمل والعبادة؛ لأنسى أفكاري!
وهناك رأيت الراهب الذي يعيش مسلمًا في السر!، ولما رجعت رأيتُ القسيس صديق والدي بعد فترة مِن رسامته، يعتنق الإسلام، ويهرب مِن مصر.
وسألت والدي: لماذا هرب؟!
فقال لي: لو أدركوه؛ لقتلوه.
فسألته: لماذا؟ ألا يقولون لنا: إن المسلمين يقتلون مَن يرتد منهم عن دينه؟!
فقال لي: بل نحن مِن قبلهم نقتل مَن يترك المسيح.
أقول الآن: فلا تسألوا عن "وفاء قسطنطين"، ولا "كاميليا"، ولا غيرهما، وادعوا لهن..
- إن صديقي المسلم لم يقل لي -وأنا مسيحي-: "تعال أدعوك للإسلام"(3)، ولكنه علمني الإسلام بكل أدب واحترام، فاحترمت الإسلام وأحببته مِن قبل أن أفكر أنني سأكون مسلمًا في يوم من الأيام.
لذلك أنصح الجميع أن يتبعوا الأسلوب الرباني في الدعوة، بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجادلون بالتي هي أحسن، ولا يسبوا الذين يدعون من دون الله.