لماذا ترَكَنَا الله عز وجل؟
القرآن يجيب:
فكرت كثيراً عن مصدر يجيب عن سؤالي، فقفزت إلى خاطري فكرة البحث عن الإجابة في القرآن ... أليس القرآن هو كلام الله؟! أليس القرآن هو دستور الأمة؟!
أقبلت
على القرآن باحثاً عن بُغيتي، ففوجئت بأن الإجابة فيه واضحة تمام الوضوح،
ليس فيها لبس ولا غموض، فالله عز وجل قادر مقتدر"وإذا أراد الله بقوم سوءاً
فلا مرد له" [الرعد:11] .. يستطيع أن يغير ما حاق بنا في لمح البصر"إنما
أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون" [يس:82]
ومع
ذلك فقد أخبرنا القرآن بأن الله عز وجل لن يفعل ذلك إلا إذا قام المسلمون
أولاً بتغيير ما بأنفسهم من اعوجاج، والتزموا منهجه، واستقاموا على أمره"إن
الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" [الرعد:11]
فالأمر
واضح وجلي .. إن أردنا استجلاب النصر الإلهي فلا بديل عن تنفيذ أوامر الله
ونصرته سبحانه على أنفسنا"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" [محمد:7]
وفي
المقابل فإن ما يحدث لنا ما هو إلا عقوبة من الله عز وجل ونتيجة طبيعية لما
فعلناه"أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنَّى هذا قل هو من عند
أنفسكم" [آل عمران: 165]
فالمعاصي التي نرتكبها، والأوامر التي نخالفها ... كل هذا أدى إلى غضب الله علينا، ومن ثمَّ استدعاء العقوبة"وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله" [النحل: 94]
إذن
فما نذوقه من سوء وذل وهوان ما هو إلا نتيجة ما فعلناه، ولا ينبغي لمن
ارتكب المخالفة أن يستغرب العقوبة، فإن كنت في شك من هذا فانظر إلى شوارعنا
وما فيها من مظاهر للتفسخ الأخلاقي، وانظر إلى الفضائيات وما تبثه من دعوة
للفحش والفجور، وتأمل حجم المعاملات الربوية التي تتعامل بها بنوكنا.
أليست الغش والكذب والرشوة منتشرة في ربوع بلادنا؟!
أليس موالاة الكافرين والتقاعس عن نصرة المستضعفين من المسلمين أمر واقع بيننا؟!
فلماذا إذن نستغرب العقوبة؟
لماذا نستغرب عدم إجابة الله لدعائنا ونصرته لنا؟!
الكتاب: القرآن وعودة المجد
المؤلف: مجدي الهلالي