وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه يقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون متفق عليه .
الشرح
هذا الحديث يحكي الرسول صلى الله عليه وسلم فيه شيئاً مما جرى للأنبياء عليهم الصلاة والسلام والأنبياء كلفهم الله بالرسالة لأنهم أهل لها كما قال الله تعالى الله أعلم حيث يجعل رسالته فهم أهل لها في التحمل والتبليغ والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على ذلك . وكان الرسل عليهم الصلاة والسلام يؤذون بالقول والفعل وربما بلغ الأمر إلى قتلهم وقد بين الله ذلك في كتابه حيث قال لنبيه ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى آتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتأتيهم بآية أي إن استطعت أن تفعل ذلك فافعل ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ولكن لحكمة اقتضت أن يكذبوك حتى يتبين الحق من الباطل بعد المصارعة والمجادلة فلا تكونن من الجاهلين حكى نبينا صلى الله عليه وسلم عن نبي من الأنبياء أن قومه ضربوه ولم يضربوه إلا حيث كذبوه حتى أدموا وجهه فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون . هذا غاية ما يكون من الصبر لأن الإنسان لو ضرب على شيء من الدنيا لاستشاط غضباً وانتقم ممن ضربه وهذا يدعوا إلى الله ولا يتخذ على دعوته أجراً مع هذا يضربونه حتى يدموا وجهه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون . وهذا الذي حدثنا به الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدثنا به عبثا أو لأجل أن يقطع الوقت علينا بالحديث وإنما حدثنا بذلك من أجل أن نتخذ به عبرة نسير عليها كما قال سبحانه لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب العبرة من هذا أن نصبر على ما نؤذي به من قول أو فعل في سبيل الدعوة إلى الله وأن نقول متمثلين % هل أنت إلا إصبع دميت % % وفي سبيل الله ما لقيت % وأن نصبر على ما يصيبنا مما نسمعه أو ينقل إلينا مما يقال فينا بسبب الدعوة إلى الله وأن نرى أن هذا رفعة لدرجاتنا وتكفير لسيئاتنا فعسى أن يكون في دعوتنا خلل من نقص في الإخلاص أو من كيفية الدعوة وطريقها فيكون هذا الأذى الذي نسمع يكون كفارة لما وقع منا لأن الإنسان مهما عمل فهو ناقص لا يمكن أن يكمل عمله أبداً إلا أن يشاء الله فإذا أصيب وأوذي في سبيل الدعوة إلى الله فإن هذا من باب تكميل دعوته ورفعة درجته وليحتسب ولا ينكص على عقبيه لا يقول لست بملزم أنا أصابني الأذى أنا تعبت بل الواجب الصبر الدنيا ليست طويلة أيام ثم تزول فاصبر حتى يأتي الله بأمره وفي قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحكي لنا فيه دليل على أن المحدث أو المخبر يخبر بما يؤيد ضبطه للخبر والحديث وهو أمر شائع عند جميع الناس يقول كأني أنظر إلى فلان وهو يقول كذا وكذا أي إني ضبطت القصة فإذا استعمل الإنسان مثل هذا الأسلوب لتثبيت ما يحدث به فله في ذلك أسوة من السلف الصالح رضي الله عنه والله الموفق
الشرح
هذا الحديث يحكي الرسول صلى الله عليه وسلم فيه شيئاً مما جرى للأنبياء عليهم الصلاة والسلام والأنبياء كلفهم الله بالرسالة لأنهم أهل لها كما قال الله تعالى الله أعلم حيث يجعل رسالته فهم أهل لها في التحمل والتبليغ والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على ذلك . وكان الرسل عليهم الصلاة والسلام يؤذون بالقول والفعل وربما بلغ الأمر إلى قتلهم وقد بين الله ذلك في كتابه حيث قال لنبيه ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى آتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتأتيهم بآية أي إن استطعت أن تفعل ذلك فافعل ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ولكن لحكمة اقتضت أن يكذبوك حتى يتبين الحق من الباطل بعد المصارعة والمجادلة فلا تكونن من الجاهلين حكى نبينا صلى الله عليه وسلم عن نبي من الأنبياء أن قومه ضربوه ولم يضربوه إلا حيث كذبوه حتى أدموا وجهه فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون . هذا غاية ما يكون من الصبر لأن الإنسان لو ضرب على شيء من الدنيا لاستشاط غضباً وانتقم ممن ضربه وهذا يدعوا إلى الله ولا يتخذ على دعوته أجراً مع هذا يضربونه حتى يدموا وجهه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون . وهذا الذي حدثنا به الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدثنا به عبثا أو لأجل أن يقطع الوقت علينا بالحديث وإنما حدثنا بذلك من أجل أن نتخذ به عبرة نسير عليها كما قال سبحانه لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب العبرة من هذا أن نصبر على ما نؤذي به من قول أو فعل في سبيل الدعوة إلى الله وأن نقول متمثلين % هل أنت إلا إصبع دميت % % وفي سبيل الله ما لقيت % وأن نصبر على ما يصيبنا مما نسمعه أو ينقل إلينا مما يقال فينا بسبب الدعوة إلى الله وأن نرى أن هذا رفعة لدرجاتنا وتكفير لسيئاتنا فعسى أن يكون في دعوتنا خلل من نقص في الإخلاص أو من كيفية الدعوة وطريقها فيكون هذا الأذى الذي نسمع يكون كفارة لما وقع منا لأن الإنسان مهما عمل فهو ناقص لا يمكن أن يكمل عمله أبداً إلا أن يشاء الله فإذا أصيب وأوذي في سبيل الدعوة إلى الله فإن هذا من باب تكميل دعوته ورفعة درجته وليحتسب ولا ينكص على عقبيه لا يقول لست بملزم أنا أصابني الأذى أنا تعبت بل الواجب الصبر الدنيا ليست طويلة أيام ثم تزول فاصبر حتى يأتي الله بأمره وفي قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحكي لنا فيه دليل على أن المحدث أو المخبر يخبر بما يؤيد ضبطه للخبر والحديث وهو أمر شائع عند جميع الناس يقول كأني أنظر إلى فلان وهو يقول كذا وكذا أي إني ضبطت القصة فإذا استعمل الإنسان مثل هذا الأسلوب لتثبيت ما يحدث به فله في ذلك أسوة من السلف الصالح رضي الله عنه والله الموفق