الصدق وانواعه و فضله |
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على مولانا رسول الله و على آله و صحبه اجمعين
اما بعد
فالصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع. وقد أمر الله -تعالى- بالصدق، فقال:
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} [التوبة: 119].
[b]و عليه سيكون موضوعنا بعون الله يتضمن محتويات التالية :
1 صدق الله تعالى
2 صدق الأنبياءو الرسل صلوات الله عليهم
3 أنواع الصدق
4 فضل الصدق
************************************************************
صدق الله جل جلاله:
يقول الله تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا} [النساء: 122]، فلا أحد أصدق منه قولا، وأصدق الحديث كتاب الله -تعالى-.كما هو معروف حيث قال سبحانه عز وجل:
{هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله} [الأحزاب: 22].
صدق الأنبياء :
أثنى الله على كثير من أنبيائه بالصدق، فقال القرآن عن نبي الله إبراهيم:
{واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقًا نبيًا} [مريم: 41].
وقال الله تعالى عن إسماعيل:
{واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيًا} [مريم: 54].
وقال الله تعالى عن يوسف: {يوسف أيها الصديق} [يوسف: 46].
وقال القرآن عن إدريس: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقًا نبيًا} [مريم: 56].
وكان الصدق صفة لازمة
للرسول صلى الله عليه وسلم، وكان قومه ينادونه بالصادق الأمين، ولقد قالت
له السيدة خديجة -ا- عند نزول الوحي عليه: إنك لَتَصْدُقُ الحديث..
انواع الصدق :
المسلم يكون صادقًا مع الله وصادقًا مع الناس وصادقًا مع نفسه.
الصدق مع الله: وذلك بإخلاص الأعمال كلها
لله، فلا يكون فيها رياءٌ ولا سمعةٌ، فمن عمل عملا لم يخلص فيه النية لله
لم يتقبل الله منه عمله، والمسلم يخلص في جميع الطاعات بإعطائها حقها
وأدائها على الوجه المطلوب منه.
الصدق مع الناس: فلا يكذب المسلم في حديثه مع الآخرين، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ) [البخاري].
الصدق مع النفس:
فالمسلم الصادق لا يخدع نفسه، ويعترف بعيوبه وأخطائه ويصححها، فهو يعلم أن الصدق طريق النجاة، قال صلى الله عليه وسلم:
(دع ما يُرِيبُك إلى ما لا يُرِيبُك، فإن الكذب ريبة والصدق طمأنينة) [أحمد والترمذي والنسائي].
فضل الصدق :
أثنى الله على الصادقين بأنهم هم المتقون أصحاب الجنة، جزاء لهم على صدقهم، فقال القرآن: {أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} [البقرة: 177].
وقال سبحانه وتعالى: {قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم} [المائدة: 119].
والصدق طمأنينة، ومنجاة في الدنيا والآخرة، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(إن الصدق
يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليَصْدُقُ؛ حتى
يُكْتَبَ عند الله صِدِّيقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي
إلى النار، وإن الرجل لَيَكْذِبُ، حتى يكْتَبَ عند الله كذابًا) [متفق عليه]. أن الصادق تنزل عليه الملائكة ، والكاذب تنزل عليه الشياطين كما قال تعالى : (هَلْ
أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ، تَنَزَّلُ عَلَى
كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ، يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ)
(الشعراء:221 ، 222، 223) يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في
وصف أهل هذه الطبقة : ( الطبقة الرابعة ورثة الرسل وخلفاؤهم في أممهم، وهم
القائمون بما بعثوا به علماً وعملاً ودعوة للخلق إلى الله على طريقهم
ومنهاجهم ، وهذه أفضل مراتب الخلق بعد الرسالة والنبوة ، وهي مرتبة
الصديقية ، ولهذا قرنهم الله في كتابه بالأنبياء فقال تعالى : (( وَمَنْ
يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً)) (النساء:69)
فأحرى بكل مسلم وأجدر به أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في صدقه، وأن يجعل الصدق صفة دائمة له،[/b]
أسأل
الله أن يجنبنا وجميع إخواننا المسلمين الظلم ، وأن يوفقنا للعدل والإنصاف
، في الشدة والرخاء ، والرضا والغضب ، وأن يصلح الرعاة والرعية ، وأن يؤمن
المسلمين في أوطانهم ، وأن لا يسلط عليهم عدواً من غير أنفسهم ، وأن يقيهم
شر أنفسهم ، و صلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً
كثيراً ؛ ودمتم سالمين في عالم يسوده طاعة الله والمحبة بالله والالفة
والخير والطمئنينة ان شاءالله وان يسود عالمنا الاسلامي السلام والأمان
اللهم آمين والسلام.
منقول للافادة لي و لكم اخواني المسلمين
المصدر : قسم اسلاميات بمنتدى الشام
هذا و الله اعلم
"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك