· لذة الافتـقار إلى اللـه تعالى ما هو الفقر الحقيقي؟: علامات الافتقار إلى اللـه:
قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللـه واللـه هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ).
قال الشوكاني: أي : المحتاجون إليه في
جميع أمور الدين والدنيا ، فهم الفقراء إليه على الإطلاق.
· ما هو الفقر الحقيقي؟:
قال ابن القيم
: الفقر الحقيقي: دوام الافتقار إلى اللـه
في كل حال وأن يشهد العبد
في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة
فاقة تامة إلى اللـه تعالى من كل وجه.
· حال أكثر الناس:
- جميع الخلق مفتقرون إلى اللـه في كل شئونهم وأحوالهم،
وفي كل كبيرة وصغيرة،
وفي هذا العصر تعلق الناس بالناس،
وشكا الناس إلى الناس،
ولا بأس أن يستعان بالناس فيما يقدرون عليه،
لكن أن يكون المعتمد عليهم والسؤال إليهم
والتعلق بهم فهذا هو الهلاك بعينه،
فإن من تعلق بشيء وُكِل إليه.
- نعتمد على أنفسنا وذكائنا بكل غرور وعجب!،
أما أن نسأل اللـه العون والتوفيق،
ونلح عليه بالدعاء، ونحرص على دوام الصلة باللـه
في كل الأشياء وفي الشدة والرخاء،
فهذا آخر ما يفكر به بعض الناس.
· لـذة الافتقار إلى اللـه:
- إن في الانكسار بين يدي الرب ومناداته
ودعائه لذة لا توصف .
- قال بعض العارفين:
إنه لتكون لي حاجة إلى اللـه ،
فأسأله إياها ،
فيفتح علي من مناجاته ومعرفته ، والتذلل له ،
والتملق بين يديه :
ما أحب أن يؤخر عني قضاءها وتدوم لي تلك الحال.
· أقرب الطرق إلى اللـه:
قال سهل التستري: ليس بين العبد وبين
ربه طريق أقرب إليه من الافتقار.
· متى تُفتح أبواب الرحمة:
قال شيح الإسلام: وإذا توجه إلى اللـه بصدق الافتقار إليه
واستغاث به مخلصا له الدين أجاب دعاءه وأزال ضرره
وفتح له أبواب الرحمة فمثل هذا
قد ذاق من حقيقة التوكل والدعاء للـه ما لم يذقه غيره.
· أحسن ما يُتوسل به إلى اللـه:
قال أبو حفص: أحسن ما يتوسل به العبد إلى اللـه :
دوام الافتقار إليه على جميع الأحوال وملازمة
السنة في جميع الأفعال وطلب القوت من وجه حلال.
· كيف تظفر بحاجتك؟:
- قال ابن القيم:
وما أتي من أتي إلا من قبل إضاعة الشكر
وإهمال الافتقار والدعاء ولا ظفر من ظفر بمشيئة
اللـه وعونه إلا بقيامة بالشكر وصدق الافتقار والدعاء.
- مثال واقعي:
قال ابن القيم: وشهدت شيخ الإسلام
إذا أعيته المسائل واستصعبت عليه فر منها إلى التوبة
والاستغفار والاستغاثة باللـه
واللجوء إليه واستنزال الصواب
من عنده والاستفتاح من خزائن
رحمته فقلما يلبث المدد الإلهي
أن يتتابع عليه مدا وتزدلف
الفتوحات الإلهية إليه بأيتهن يبدأ.
· الاستعاذة متضمنة للافتقار:
الاستعاذة باللـه تعالى وهي
المتضمنة لكمال الافتقار إليه والاعتصام به
واعتقاد كفايته وتمام حمايته من
كل شيء حاضر أو مستقبل ، صغير أو كبير،
بشر أو غير بشر
ودليلها قوله تعالى: ( قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ) إلى آخر السورة
وقوله تعالى : ( قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس ) إلى آخر السورة.
· وجوب الجزم في الدعاء وعدم تعليقه بالمشيئة:
لأن ذلك يشعر بعدم اهتمامه بالمطلوب
وضعف الافتقار إلى اللـه.
مثاله: فلا تقل اللـهم وفقني إن شئت
أوتقول لغيرك جزاك اللـه خيرا إن شاء اللـه،
أو اللـه يهدينا إن شاء اللـه....،
بل تعزم في الدعاء
ولا تأتي بكلمة "إن شاء اللـه" في الدعاء.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : [لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لى إن شئت اللهم ارحمنى
إن شئت اللهم ارزقنى إن شئت
وليعزم المسألة فإنه يفعل ما يشاء لا مكره له]
رواه البخاري، ومسلم.
· الصفة الجامعة لجميع العبادات:
المتأمل في جميع أنواع العبادة القلبية
والعملية يرى أن الافتقار فيها إلى اللـه
هي الصفة الجامعة لها ،
فبقدر افتقار العبد فيها إلى اللـه يكون أثرها في قلبه ،
ونفعها له في الدنيا والآخرة ،
وحسبك أن تتأمل في الصلاة أعظم الأركان العملية ،
فالعبد المؤمن يقف بين يدي ربه في سكينة ،
خاشعاً متذللاً ،
خافضاً رأسه ، ينظر إلى موضع سجوده ،
يفتتحها بالتكبير.
· إظهارالافتقار
إلى اللـه مما يقوي الإيمان باللـه سبحانه وتعالى.
· كيف يتحقق الافتقار إلى اللـه:
الافتقار حادٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ
يحدو العبد إلى ملازمة التقوى ومداومة الطاعة .
ويتحقق ذلك بأمرين متلازمين ؛ هما :
1- إدراك عظمة الخالق وجبروته :
فكلما كان العبد أعلم باللـه تعالى وصفاته
وأسمائه كان أعظم افتقاراً إليه وتذللاً بين يديه.
فكلما كان العبد أعلم باللـه تعالى وصفاته
وأسمائه كان أعظم افتقاراً إليه وتذللاً بين يديه.
2- إدراك ضعف المخلوق وعجزه
:فمن عرف قدر نفسه ،
وأنَّه مهما بلغ في الجاه والسلطان والمال ؛
فهو عاجز ضعيف لا يملك لنفسه صرفاً ولا عدلاً ؛
تصاغرت نفسه ، وذهب كبرياؤه ،
وذلَّت جوارحه ، وعظم افتقاره لمولاه ،
والتجاؤه إليه ، وتضرعه بين يديه .
:فمن عرف قدر نفسه ،
وأنَّه مهما بلغ في الجاه والسلطان والمال ؛
فهو عاجز ضعيف لا يملك لنفسه صرفاً ولا عدلاً ؛
تصاغرت نفسه ، وذهب كبرياؤه ،
وذلَّت جوارحه ، وعظم افتقاره لمولاه ،
والتجاؤه إليه ، وتضرعه بين يديه .
· علامات الافتقار إلى اللـه:
1- غاية الذل للـه تعالى مع غاية الحب.
2- التعلّق باللـه تعالى وبمحبوباته.
3- مداومة الذكر والاستغفار في كل الأوقات و
على جميع الأحوال.
4- الخوف من عدم قبول الأعمال الصالحة.
5- خشية اللـه في السرَّ (صح : السرِّ ) والعلن.
6- تعظيم أوامر اللـه ونواهيه.
· استشعار لذة الانكسار بين يدي اللـه:
ومن الأمور التي تجدد الإيمان استشعار
لذة المناجاة والانكسار بين يدي اللـه عز وجل،
فلماذا يقول الرسول صلى اللـه عليه وسلم: ] أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ؟
لأن حال السجود فيه ذلة ليست في بقية الأحوال،
وفيه انكسار وخضوع ليست في بقية الأحوال،
ولذلك أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد،
لما ألصق جبهته بالأرض،
وهي أعلى شيء فيه لمن وضعها؟
لله، صار أقرب شيء لله.
· ما أحلى هذه الكلمات في مناجاة اللـه:
قال ابن القيم: " فللـه ما أحلى قوله هذه الحال-
أي حال الانكسار بين يدي الله والخضوع له سبحانه:
- أسألك بعزك وذلي إلا رحمتني، أسألك بقوتك وضعفي،
وبغناك عني وفقري إليك،
هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك،
عبيدك سواي كثير، وليس لي سيدٌ سواك،
لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك،
أسألك مسألة المسكين،
وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل،
وأدعوك دعاء الخائف الضريع،
سؤال من خضعت لك رقبته، ورغم لك أنفه،
وفاضت لك عيناه، وذل لك قلبه .