الثراء !
قـالوا: السعادة فـي الغنـى فأخو الثـراء هو السعيـد
الأصـفـر الـرنـان في كفـيـه يلـوي كل جـيـد
يرمـي به شـركـاً يصيـد من الرغائـب ما يصيـد
وبـه يـديـن له الـعصي وقد يـليـن لـه الحـديـد
فـإذا أراد… فـكـل مـا في هـذه الـدنيـا يـريـد
وإذا تـمنـى الشـيء جاء كما تـمنـى… أو يـزيـد
والنـاس خلـف ركابـه يـمشون فـي حضـر وبيـد
يـعنـو لــه رب القنـا وتـهـيـم ربــات القدود
قلت: الغنـى في النـفس وهو لعمرك العيـش الرغيـد
كـم عائـل راض، وكـم مثـر على بـؤس قـعـيـد
فيـقيـم في هم الطريـف وفي الحـفـاظ على التليـد
ويـذوب فـي أطمـاعـه هـي نـاره وهـو الوقـود
فهـو الشقــي بوهمـه وبـحرصه العانـي الكـدود
وهـو الفقيـر وإن بـدا فـي مـال قـارون العـديـد
يعـدو هـنا وهـناك فـي شـغل، كطـواف البـريـد
يبـغي المئـات، فأن وفت يبـغ الألـوف من النقـود
جـشـع به كـجـهـنـم يـشكو: ألا هل من مزيـد؟
أمـا الألـى حول الركـاب فهـم لشهـوتهـم عبـيـد
تـخـذوه صيـدا، والغبـي يظـن أنهـم المـصـيـد
ويــل لـه ويــل إذا عثـرت بـه قـدم الـجـدود
ستـراه كالقبـر الكئـيـب وكـان كالصـرح المشيـد
قـد عـافـه الخـل الـودود كـأنــه نـتـن ودود
أمسـى نذيـر الشـؤم وهو الأمس كان بشيـر عيـد
أمسـى ينقـر كالعـويـل وكـان يطـرب كالنـشيـد
أفبـعـد ذاك تـظـن أن أخـاء الثراء هو السـعيـد؟