العقل بدل العصا
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض الناس حينما يختلف مع شخص أو تواجهه مشكلة ما تجده
يسارع إلى حل تلك المشكلة بالعصا بدل أن يحلها بالتعقل والحكمة , بل قد
تجد هذا التصرف يحدث من بعض الناس ليس بشكل فردي فقط بل بشكل جماعي ؛ فتجد
بعض القبائل أو بعض العائلات لا تحل مشاكلها إلا عن طريق القوة , وكما
حدثت من مصائب وجرائم قتل بسبب هذا الغشم وعدم التروى واستعمال الحكمة
والأناة , ولقد علمنا الإسلام الحكيم كيف ندفع بالتي هي أحسن مع من
يعادينا , فقال عز من قائل : " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا
السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ
وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا
إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
(35) سورة فصلت .
فالإسلام دين جاء ليعلي من أخلاق الإنسان ويسمو بتفكيره عن السفاسف
والترهات , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم: إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ. أخرجه أحمد
2/381(8939) و"البُخاري" في "الأدب المفرد" 273.
لذا فإنه قد جاء ليهذب أخلاق الجاهلية ويقومها , فبدل أن كان الإنسان ينصر
عشيرته بالحق والباطل , ويجهل على من جهل عليه ويظلم من ظلمه , كما قال
الشاعر العربي قديما :
ألاَ لاَ يَجْهَلْنَ أَحَدٌ عَلَيْنا * * * فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينا
ونَشْرَبُ إنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً* * * ويَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وطِينا
وكما قال شاعر جاهلي آخر :
ومن لا يَذُدْ عن حوضـه بسـلاحـهِ * * * يُهدَّمْ ومن لا يظلِم الناسَ يُـظْـلَمِ
جاء الدين القويم ليعدل من هذا السلوك المعوج فعلمهم كيف
ينصر الأخ أخاه ظالماً كان أو مظلوما , عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا ، أَوْ
مَظْلُومًا ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنْصُرُهُ إِذَا
كَانَ مَظْلُومًا ، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا ، كَيْفَ
أَنْصُرُهُ ؟ قَالَ : تَحْجُزُهُ ، أَوْ تَمْنَعُهُ ، مِنَ الظُّلْمِ ،
فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ. أخرجه أحمد 3/99(11971) . والبُخَارِي
9/28(6952).
من هنا فقد عد الإسلام العصبية للآل والعشيرة في الحق والباطل على السواء
من دعاوى الجاهلية ومن بقاياها ,ونهى عنها نهياً قاطعاً , نْ جُبَيْرِ
بْنِ مُطْعِمٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَيْسَ
مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ
عَلَى عَصَبِيَّةٍ ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ. أخرجه
أبو داود (5121).
وعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ
اللهِ يَقُولُ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ ، فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ : يَا
لَلأَنْصَارِ ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ : يَا لَلْمُهَاجِرِينَ ،
فَسَمَّعَهَا اللهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : مَا هَذَا ؟
فَقَالُوا : كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ
، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ : يَا لَلأَنْصَارِ ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ :
يَالَلْمُهَاجِرِينَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : دَعُوهَا
، فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ .
- وفي رواية : غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَقَدْ
ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ ، حَتَّى كَثُرُوا ، وَكَانَ
مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ ، فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا ،
فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا ، حَتَّى تَدَاعَوْا ، وَقَالَ
الأَنْصَارِيُّ : يَا لَلأَنْصَارِ ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ : يَا
لَلْمُهَاجِرِينَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ :
مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ؟ ثُمَّ قَالَ : مَا شَأْنُهُمْ
؟ فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ الْمُهَاجِرِيِّ الأَنْصَارِيَّ ، قَالَ :
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : دَعُوهَا ، فَإِنَّهَا
خَبِيثَةٌ. أخرجه "أحمد" 3/338(14686) و"البُخَارِي" 3518 و"مسلم"
8/19(6675) والتِّرْمِذِيّ" 3315.
ورفض الإسلام مبدأ معالجة المشكلات بين المسلم وأخيه المسلم بالقوة , فكما
اعتبر ذلك من بقايا الجاهلية نفى الإسلام عمن يحمل السلاح على المسلمين
بأي حجة أو تبرير , عنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا.
أَخْرَجَهُ "البُخَاريّ" 9/5(6874) و"مسلم" 1/69(193).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا ، وَمَنْ غَشَّنَا
فَلَيْسَ مِنَّا. أخرجه "أحمد" 2/417(9385) و"البُخاري" في "الأدب
المفرد" 1280 و"مسلم" 196.
بل وعد استخدام القوة في وجه المسلم وقتاله نوعاً من الكفر , عَن مُحَمدِ
بن سعد ، عَن سعد ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
سِبَابُ اَلُْمسلِمِ فُسُوق ، وَقِتَالُهُ كُفر. أخرجه أحمد 1/178(1537)
و"البخاري) في (الأدب المفرد) 429.
ولا عجب إذ نجد النبي صلى الله عليه وسلم ينهي رجلا على إخراج النبل من
نصالها وهو يبيعها خشية أن تجرح مسلماً عن غير عمد فتسيل دمه , عَنْ
جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؛ أَنَّهُ أَمَرَ
رَجُلاً كَانَ يَتَصَدَّقُ بِالنَّبْلِ فِي الْمَسْجِدِ ، أَنْ لاَ
يَمُرَّ بِهَا إِلاَّ وَهُوَ آخِذٌ بِنُصُولِهَا. أخرجه أحمد 3/350(14841)
و"مسلم" 8/33(6756).
فلا يجوز للمسلم أن يستخدم العصا بدل العقل والحكمة , فالسلاح أياً كان نوعه لا يشهر إلا في وجه العدو المغتصب , قال المتنبي :
وَوَضْعُ النَّدَى في مَوْضِع السَّيْفِ بالعُلَى *** مُضِر كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَى وحرمة
دم المسلم أشد عند الله تعالى من حرمة الكعبة المشرفة , بل من الدنيا كلها
, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِى قَيْسٍ النَّصْرِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا
أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ
لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ
وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْرًا. أَخْرَجَهُ ابن ماجة (3932).
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ . قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَتْلُ
مُؤْمِنٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ ، مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا. أخرجه النسائي
7/82 ، صحيح الجامع ( 4361 ) .
فعلام يشهر المسلم السلاح في وجه أخيه ؟ وعلام يستحل دمه ؟ فلكم من أناس
يموتون أو تسبب لهم عاهات بسبب مشاجرات تافه وخلافات يحلها أهل الحكمة
بالعقل بدل العصا .
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض الناس حينما يختلف مع شخص أو تواجهه مشكلة ما تجده
يسارع إلى حل تلك المشكلة بالعصا بدل أن يحلها بالتعقل والحكمة , بل قد
تجد هذا التصرف يحدث من بعض الناس ليس بشكل فردي فقط بل بشكل جماعي ؛ فتجد
بعض القبائل أو بعض العائلات لا تحل مشاكلها إلا عن طريق القوة , وكما
حدثت من مصائب وجرائم قتل بسبب هذا الغشم وعدم التروى واستعمال الحكمة
والأناة , ولقد علمنا الإسلام الحكيم كيف ندفع بالتي هي أحسن مع من
يعادينا , فقال عز من قائل : " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا
السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ
وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا
إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
(35) سورة فصلت .
فالإسلام دين جاء ليعلي من أخلاق الإنسان ويسمو بتفكيره عن السفاسف
والترهات , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم: إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ. أخرجه أحمد
2/381(8939) و"البُخاري" في "الأدب المفرد" 273.
لذا فإنه قد جاء ليهذب أخلاق الجاهلية ويقومها , فبدل أن كان الإنسان ينصر
عشيرته بالحق والباطل , ويجهل على من جهل عليه ويظلم من ظلمه , كما قال
الشاعر العربي قديما :
ألاَ لاَ يَجْهَلْنَ أَحَدٌ عَلَيْنا * * * فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينا
ونَشْرَبُ إنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً* * * ويَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وطِينا
وكما قال شاعر جاهلي آخر :
ومن لا يَذُدْ عن حوضـه بسـلاحـهِ * * * يُهدَّمْ ومن لا يظلِم الناسَ يُـظْـلَمِ
جاء الدين القويم ليعدل من هذا السلوك المعوج فعلمهم كيف
ينصر الأخ أخاه ظالماً كان أو مظلوما , عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا ، أَوْ
مَظْلُومًا ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنْصُرُهُ إِذَا
كَانَ مَظْلُومًا ، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا ، كَيْفَ
أَنْصُرُهُ ؟ قَالَ : تَحْجُزُهُ ، أَوْ تَمْنَعُهُ ، مِنَ الظُّلْمِ ،
فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ. أخرجه أحمد 3/99(11971) . والبُخَارِي
9/28(6952).
من هنا فقد عد الإسلام العصبية للآل والعشيرة في الحق والباطل على السواء
من دعاوى الجاهلية ومن بقاياها ,ونهى عنها نهياً قاطعاً , نْ جُبَيْرِ
بْنِ مُطْعِمٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَيْسَ
مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ
عَلَى عَصَبِيَّةٍ ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ. أخرجه
أبو داود (5121).
وعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ
اللهِ يَقُولُ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ ، فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ : يَا
لَلأَنْصَارِ ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ : يَا لَلْمُهَاجِرِينَ ،
فَسَمَّعَهَا اللهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : مَا هَذَا ؟
فَقَالُوا : كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ
، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ : يَا لَلأَنْصَارِ ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ :
يَالَلْمُهَاجِرِينَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : دَعُوهَا
، فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ .
- وفي رواية : غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَقَدْ
ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ ، حَتَّى كَثُرُوا ، وَكَانَ
مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ ، فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا ،
فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا ، حَتَّى تَدَاعَوْا ، وَقَالَ
الأَنْصَارِيُّ : يَا لَلأَنْصَارِ ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ : يَا
لَلْمُهَاجِرِينَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ :
مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ؟ ثُمَّ قَالَ : مَا شَأْنُهُمْ
؟ فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ الْمُهَاجِرِيِّ الأَنْصَارِيَّ ، قَالَ :
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : دَعُوهَا ، فَإِنَّهَا
خَبِيثَةٌ. أخرجه "أحمد" 3/338(14686) و"البُخَارِي" 3518 و"مسلم"
8/19(6675) والتِّرْمِذِيّ" 3315.
ورفض الإسلام مبدأ معالجة المشكلات بين المسلم وأخيه المسلم بالقوة , فكما
اعتبر ذلك من بقايا الجاهلية نفى الإسلام عمن يحمل السلاح على المسلمين
بأي حجة أو تبرير , عنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا.
أَخْرَجَهُ "البُخَاريّ" 9/5(6874) و"مسلم" 1/69(193).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا ، وَمَنْ غَشَّنَا
فَلَيْسَ مِنَّا. أخرجه "أحمد" 2/417(9385) و"البُخاري" في "الأدب
المفرد" 1280 و"مسلم" 196.
بل وعد استخدام القوة في وجه المسلم وقتاله نوعاً من الكفر , عَن مُحَمدِ
بن سعد ، عَن سعد ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
سِبَابُ اَلُْمسلِمِ فُسُوق ، وَقِتَالُهُ كُفر. أخرجه أحمد 1/178(1537)
و"البخاري) في (الأدب المفرد) 429.
ولا عجب إذ نجد النبي صلى الله عليه وسلم ينهي رجلا على إخراج النبل من
نصالها وهو يبيعها خشية أن تجرح مسلماً عن غير عمد فتسيل دمه , عَنْ
جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؛ أَنَّهُ أَمَرَ
رَجُلاً كَانَ يَتَصَدَّقُ بِالنَّبْلِ فِي الْمَسْجِدِ ، أَنْ لاَ
يَمُرَّ بِهَا إِلاَّ وَهُوَ آخِذٌ بِنُصُولِهَا. أخرجه أحمد 3/350(14841)
و"مسلم" 8/33(6756).
فلا يجوز للمسلم أن يستخدم العصا بدل العقل والحكمة , فالسلاح أياً كان نوعه لا يشهر إلا في وجه العدو المغتصب , قال المتنبي :
وَوَضْعُ النَّدَى في مَوْضِع السَّيْفِ بالعُلَى *** مُضِر كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَى وحرمة
دم المسلم أشد عند الله تعالى من حرمة الكعبة المشرفة , بل من الدنيا كلها
, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِى قَيْسٍ النَّصْرِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا
أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ
لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ
وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْرًا. أَخْرَجَهُ ابن ماجة (3932).
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ . قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَتْلُ
مُؤْمِنٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ ، مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا. أخرجه النسائي
7/82 ، صحيح الجامع ( 4361 ) .
فعلام يشهر المسلم السلاح في وجه أخيه ؟ وعلام يستحل دمه ؟ فلكم من أناس
يموتون أو تسبب لهم عاهات بسبب مشاجرات تافه وخلافات يحلها أهل الحكمة
بالعقل بدل العصا .