ما هي الغاية من وجود الحيوانات والنباتات على الأرض ؟
الحمد لله
ينبغي أن يعلم أن الله تعالى خلق الإنسان لعبادته ، كما قال عز وجل : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ
) الذاريات / 56 .
وخلق الله تعالى للإنسان وسخر له ما في السموات وما في
الأرض لينتفع ويتمتع به ، وتقوم به مصالحه ، ويستعين به على عبادة الله
تعالى .
قال الله تعالى : ( هُوَ الَّذِي
خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ) البقرة / 29 .
وقال : ( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ
لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ
نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) لقمان/20 .
وقال : ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ) الجاثية /13.
وقال : ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) إبراهيم /33
.
وهذه بعض الحكم والغايات من وجود الحيوانات
والنباتات على الأرض :
فالنباتات طعام للإنسان والحيوان ، قال
تعالى : ( إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ
مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ ) يونس /24 . وقال : ( فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا
صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا (26)
فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا
وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31)
مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ) عبس /24-32 .
والنباتات تذكر الناس بزوال الدنيا
قال عز وجل : (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ
نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا
أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ
قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً
فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ
الآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) يونس /24.
وضرب الله تعالى المثل للناس على إحياء الموتى
وإخراجهم من قبورهم بما يشاهدونه من إحياء الأرض بعد موتها .
قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى
الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ
وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) فصلت /39 .
والنباتات يستخلص الإنسان منها الأدوية .
وأعظم ذلك الحبة السوداء التي قال فيها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إنها شفاء من كل داء إلا السام وهو الموت . رواه البخاري (5687) .
والعسل –وأصله من رحيق الأزهار- قال الله تعالى فيه : (فِيهِ شِفَاءٌ
لِلنَّاسِ) . النحل/69 .
والحيوانات طعام للإنسان .
قال الله تعالى : ( وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا
لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) النحل /5
. وقال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ
الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ
حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا
مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) النحل /14 .
والحيوانات وسيلة انتقال وزينة .
قال الله تعالى : ( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ
وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ )
النحل /8 .
ومن الحيوانات يعمل الإنسان الخيام التي يسكنها
والثياب التي يلبسها . قال الله تعالى : (
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ
جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ
وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا
أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ ) النحل /80 .
والخيل آلة الجهاد إلى قيام الساعة ، عليها يجاهد
المسلمون ، فينتصرون ويغنمون ويثابون .
قال الله تعالى : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا
اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ
عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا
تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ) الأنفال /60.
وروى البخاري (2852) ومسلم (1873) عن عُرْوَةُ الْبَارِقِيُّ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (
الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
الأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ ) .
هذه بعض منافع الحيوانات والنباتات ، وفيها من الحكم والمنافع ما لا يعلمه
إلا الله تعالى .
والله تعالى أعلم .
==================
ما الحكمة من خلق الله حيوانات مثل الأفاعي والعقارب
والفئران وما إلى ذلك إذا كنا لا نأكلها؟
الجواب:
الحمد لله
الإجابة على هذا السؤال من جانبين عام وخاصّ :
أمّا العام : فإنّ المسلم يؤمن
بأنّ الله حكيم عليم لا يخلق شيئا عبثا وكلّ أفعاله صادرة عن حكمة ، فإذا
خفيت الحكمة من فعل من أفعاله تعالى على المؤمن فإنّه يلوذ بهذا الأصل ولا
يُسيء الظنّ بربّه .
- وأما الخاص : فإنّ من الحكم في خلق مثل هذه المخلوقات ظهور إتقان صنعة الله في خلقه وتدبيره عزّ وجلّ في مخلوقاته
فعلى كثرتها فإنّه يرزقها جميعا وكذلك فإنّه سبحانه يبتلي بها ويأجر من
أصيب بها وتظهر شجاعة من قتلها وكذلك يبتلي بخلقها عباده من جهة إيمانهم
ويقينهم فأمّا المؤمن فيرضى ويسلّم وأمّا المرتاب فيقول ماذا أراد الله
بهذا الخلق !! وكذلك يظهر ضعف الإنسان وعجزه في تألمه ومرضه بسبب مخلوق هو
أدنى منه في الخلقة بكثير ، وقد سئل بعض العلماء عن الحكمة من خلق الذباب
فقال : ليذلّ الله به أنوف الجبابرة ، وبوجود المخلوقات الضارة تظهر عظم
المنّة من خلق الأشياء النافعة كما قيل : وبضدّها تتبيّن الأشياء . ثمّ قد
ظهر بالطبّ والتجربة أنّ عددا من العقاقير النافعة تُستخرج من سمّ الأفاعي
وما شاكلها ، فسبحان من جعل في الأمور التي ظاهرها الضرر أمورا نافعة ، ثمّ
إنّ كثيرا من هذه الحيوانات الضارّة تكون طعاما لغيرها من الدوابّ النافعة
مما يشكّل حلقة في التوازن الموجود في الطبيعة والبيئة التي أحكم الله
خلقها .
هذا ويجب أن يعتقد المسلم أنّ كلّ أفعاله تعالى خير وليس
في مخلوقاته شرّ محض بل لابدّ أن يكون فيها خير من وجه آخر وإن خفي على
بعضنا كخلق إبليس وهو رأس الشرّ . فإنّ خلقه فيه حكم ومصالح منها أن
الله يبتلي به خلقه ليتبيّن أهل الطاعة من أهل المعصية وأهل المجاهدة من
أهل التفريط فيتميّز أهل الجنة من أهل النار .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا قوة الإيمان والبصيرة في الدّين وصلى
الله وسلّم على نبينا محمد .
================
المصدر : الإسلام سؤال وجواب
ملاحظة :
قال ابن تيمية :
وعلى هذا فكل ما فعله علمْنا أن له فيه حكمة ،
وهذا يكفينا من حيث الجملة ، وإن لم نعرف التفصيل ، وعدم علْمنا بتفصيل
حكمته بمنزلة عدم علمنا بكيفية ذاته ، وكما أن ثبوت صفات الكمال له معلوم
لنا وأما كنه ـ أي حقيقة ـ ذاته فغير معلومة لنا : فلا نكذب بما علمناه ـ
أي من كماله ـ ما لم نعلمه ـ أي من تفاصيل هذا الكمال ـ ، وكذلك نحن نعلم
أنه حكيم فيما يفعله ويأمر به ، وعدم علْمنا بالحكمة فى بعض الجزئيات لا
يقدح فيما علمناه من أصل حكمته ، فلا نكذب بما علمناه من حكمته ما لم نعلمه
من تفصيلها .
ونحن نعلم أن مَن علم حذق أهل الحساب والطب والنحو ولم يكن متصفاً بصفاتهم
التى استحقوا بها أن يكونوا من أهل الحساب والطب والنحو : لم يمكنه أن يقدح
فيما قالوه لعدم علمه بتوجيهه ، والعباد أبعد عن معرفة الله وحكمته فى
خلقه من معرفة عوامهم بالحساب والطب والنحو ، فاعتراضهم على حكمته أعظم
جهلاً وتكلفاً للقول بلا علم من العامي المحض إذا قدح فى الحساب والطب
والنحو بغير علمٍ بشىءٍ من ذلك . " مجموع الفتاوى
الحمد لله
ينبغي أن يعلم أن الله تعالى خلق الإنسان لعبادته ، كما قال عز وجل : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ
) الذاريات / 56 .
وخلق الله تعالى للإنسان وسخر له ما في السموات وما في
الأرض لينتفع ويتمتع به ، وتقوم به مصالحه ، ويستعين به على عبادة الله
تعالى .
قال الله تعالى : ( هُوَ الَّذِي
خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ) البقرة / 29 .
وقال : ( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ
لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ
نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) لقمان/20 .
وقال : ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ) الجاثية /13.
وقال : ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) إبراهيم /33
.
وهذه بعض الحكم والغايات من وجود الحيوانات
والنباتات على الأرض :
فالنباتات طعام للإنسان والحيوان ، قال
تعالى : ( إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ
مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ ) يونس /24 . وقال : ( فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا
صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا (26)
فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا
وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31)
مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ) عبس /24-32 .
والنباتات تذكر الناس بزوال الدنيا
قال عز وجل : (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ
نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا
أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ
قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً
فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ
الآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) يونس /24.
وضرب الله تعالى المثل للناس على إحياء الموتى
وإخراجهم من قبورهم بما يشاهدونه من إحياء الأرض بعد موتها .
قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى
الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ
وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) فصلت /39 .
والنباتات يستخلص الإنسان منها الأدوية .
وأعظم ذلك الحبة السوداء التي قال فيها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إنها شفاء من كل داء إلا السام وهو الموت . رواه البخاري (5687) .
والعسل –وأصله من رحيق الأزهار- قال الله تعالى فيه : (فِيهِ شِفَاءٌ
لِلنَّاسِ) . النحل/69 .
والحيوانات طعام للإنسان .
قال الله تعالى : ( وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا
لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) النحل /5
. وقال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ
الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ
حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا
مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) النحل /14 .
والحيوانات وسيلة انتقال وزينة .
قال الله تعالى : ( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ
وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ )
النحل /8 .
ومن الحيوانات يعمل الإنسان الخيام التي يسكنها
والثياب التي يلبسها . قال الله تعالى : (
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ
جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ
وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا
أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ ) النحل /80 .
والخيل آلة الجهاد إلى قيام الساعة ، عليها يجاهد
المسلمون ، فينتصرون ويغنمون ويثابون .
قال الله تعالى : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا
اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ
عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا
تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ) الأنفال /60.
وروى البخاري (2852) ومسلم (1873) عن عُرْوَةُ الْبَارِقِيُّ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (
الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
الأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ ) .
هذه بعض منافع الحيوانات والنباتات ، وفيها من الحكم والمنافع ما لا يعلمه
إلا الله تعالى .
والله تعالى أعلم .
==================
ما الحكمة من خلق الله حيوانات مثل الأفاعي والعقارب
والفئران وما إلى ذلك إذا كنا لا نأكلها؟
الجواب:
الحمد لله
الإجابة على هذا السؤال من جانبين عام وخاصّ :
أمّا العام : فإنّ المسلم يؤمن
بأنّ الله حكيم عليم لا يخلق شيئا عبثا وكلّ أفعاله صادرة عن حكمة ، فإذا
خفيت الحكمة من فعل من أفعاله تعالى على المؤمن فإنّه يلوذ بهذا الأصل ولا
يُسيء الظنّ بربّه .
- وأما الخاص : فإنّ من الحكم في خلق مثل هذه المخلوقات ظهور إتقان صنعة الله في خلقه وتدبيره عزّ وجلّ في مخلوقاته
فعلى كثرتها فإنّه يرزقها جميعا وكذلك فإنّه سبحانه يبتلي بها ويأجر من
أصيب بها وتظهر شجاعة من قتلها وكذلك يبتلي بخلقها عباده من جهة إيمانهم
ويقينهم فأمّا المؤمن فيرضى ويسلّم وأمّا المرتاب فيقول ماذا أراد الله
بهذا الخلق !! وكذلك يظهر ضعف الإنسان وعجزه في تألمه ومرضه بسبب مخلوق هو
أدنى منه في الخلقة بكثير ، وقد سئل بعض العلماء عن الحكمة من خلق الذباب
فقال : ليذلّ الله به أنوف الجبابرة ، وبوجود المخلوقات الضارة تظهر عظم
المنّة من خلق الأشياء النافعة كما قيل : وبضدّها تتبيّن الأشياء . ثمّ قد
ظهر بالطبّ والتجربة أنّ عددا من العقاقير النافعة تُستخرج من سمّ الأفاعي
وما شاكلها ، فسبحان من جعل في الأمور التي ظاهرها الضرر أمورا نافعة ، ثمّ
إنّ كثيرا من هذه الحيوانات الضارّة تكون طعاما لغيرها من الدوابّ النافعة
مما يشكّل حلقة في التوازن الموجود في الطبيعة والبيئة التي أحكم الله
خلقها .
هذا ويجب أن يعتقد المسلم أنّ كلّ أفعاله تعالى خير وليس
في مخلوقاته شرّ محض بل لابدّ أن يكون فيها خير من وجه آخر وإن خفي على
بعضنا كخلق إبليس وهو رأس الشرّ . فإنّ خلقه فيه حكم ومصالح منها أن
الله يبتلي به خلقه ليتبيّن أهل الطاعة من أهل المعصية وأهل المجاهدة من
أهل التفريط فيتميّز أهل الجنة من أهل النار .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا قوة الإيمان والبصيرة في الدّين وصلى
الله وسلّم على نبينا محمد .
================
المصدر : الإسلام سؤال وجواب
ملاحظة :
قال ابن تيمية :
وعلى هذا فكل ما فعله علمْنا أن له فيه حكمة ،
وهذا يكفينا من حيث الجملة ، وإن لم نعرف التفصيل ، وعدم علْمنا بتفصيل
حكمته بمنزلة عدم علمنا بكيفية ذاته ، وكما أن ثبوت صفات الكمال له معلوم
لنا وأما كنه ـ أي حقيقة ـ ذاته فغير معلومة لنا : فلا نكذب بما علمناه ـ
أي من كماله ـ ما لم نعلمه ـ أي من تفاصيل هذا الكمال ـ ، وكذلك نحن نعلم
أنه حكيم فيما يفعله ويأمر به ، وعدم علْمنا بالحكمة فى بعض الجزئيات لا
يقدح فيما علمناه من أصل حكمته ، فلا نكذب بما علمناه من حكمته ما لم نعلمه
من تفصيلها .
ونحن نعلم أن مَن علم حذق أهل الحساب والطب والنحو ولم يكن متصفاً بصفاتهم
التى استحقوا بها أن يكونوا من أهل الحساب والطب والنحو : لم يمكنه أن يقدح
فيما قالوه لعدم علمه بتوجيهه ، والعباد أبعد عن معرفة الله وحكمته فى
خلقه من معرفة عوامهم بالحساب والطب والنحو ، فاعتراضهم على حكمته أعظم
جهلاً وتكلفاً للقول بلا علم من العامي المحض إذا قدح فى الحساب والطب
والنحو بغير علمٍ بشىءٍ من ذلك . " مجموع الفتاوى