السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
وصحبه أجمعين
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
وصحبه أجمعين
الرد على الوهابية بتكفيرهم لمن يقصد قبور الصالحين
للتبركِ من أهلِ هذا العصرِ:
[center]إذا كانَ وضعُ الوجهِ على القبرِ من أبي أيّوب لم يستنكرهُ
أحدٌ من الصحابَةِ فماذا يقولُ أتباعُ ابن تيمية الذين يعتبرونَ قصدَ
القبرِ للتبركِ شركًا؟ هل يكفّرون أبا أيوب أم ماذا يفعلونَ؟ فتكفيرُ
الوهابيةِ لمن يقصدُ قبورَ الصالحينَ للتبركِ من أهلِ هذا العصرِ ينعطفُ
على مَن قبل هذا العصر إلى الصحابةِ فيكونونَ كفّروا السلفَ والخلفَ.
ثم ماذا يَفعلُ هؤلاءِ بنصّ الإمامِ أحمدَ الذي نقلَهُ عنهُ
ابنهُ عبدُ الله في كتابهِ العلل ومعرفة الرجال قال: سألته ـ يعني سألَ
أباه الإمامَ أحمدَ ـ عن الرّجُل يَمَسُّ منبرَ النبيّ ويتبرَّكُ بمسّهِ
ويقبّلهُ ويفعلُ بالقبْرِ مثلَ ذلكَ أو نحو هذا، يريدُ بذلكَ التقرُّبَ إلى
الله جلَّ وعزَّ فقال: "لا بأسَ بذلكَ" اهـ.
وهذه النسخة نسخة معتمدة طبعت في اسطنبول على نسخةٍ خطيةٍ
عليها خط أبي عليّ الصواف وقوبلت على نسخةِ عبدِ الله ابن الإمام أحمد.
وقالَ ابنُ تيميةَ في كتابهِ اقتضاء الصراط المستقيم فقد
رخَّصَ أحمدُ وغيرُه في التمسحِ بالمنبرِ والرمانةِ التي هي موضع مقعد
النبي ويده اهـ.
وفي كتاب سؤالات عبد الله بن أحمد بن حنبل لأحمد (أنظر
كشاف القناع 2|150)
قال: "سألت أبي عن مسّ الرجل رمّانة المنبر يقصد التبرّك،
وكذلك عن مسّ القبر"، فقال: "لا بأس بذلك".
وفي كتاب العلل ومعرفة الرجال -لأحمد بن حنبل (2|492) - ما
نصّه: "سألته عن الرجل يمسّ منبر النبي صلى الله
عليه وسلم ويتبرّك بمسّه ويقبّله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد
بذلك التقرّب إلى الله جلّ وعزّ فقال: لا بأس بذلك".
وروى ابن الجوزي في مناقب أحمد - (ص186-187) - بالإسناد
المتصل إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:
"رأيت أبي - يعني أحمد بن حنبل - يأخذ شعرة من شعر النبي
صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه ويقبّلها، وأحسب أني رأيته يضعها على
عينيه، ويغمسها في الماء ثم يشربه يستشفي به، ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى
الله عليه وسلم فغسلها في جبّ الماء ثم شرب فيها...". ا.هـ.
قال البهوتيُّ الحنبليُّ في كشّافِ القِنَاعِ ردًّا
على ابن تيمية الذي افتَرَى على السلفِ والأئمةِ في دعوى الإجماعِ على
تحريمِ قصدِ قبورِ الأنبياءِ والأولياءِ رجاء قبول الدعاء عندهم فقالَ ـ أي
ابن تيمية ـ: اتفقَ السلفُ والأئمةُ على أن من سَلَّمَ على النّبي أو
غيرِهِ من الأنبياءِ والصالحينَ فإنهُ لا يتمسّحُ بالقبرِ ولا يقبّلهُ ما
نصُّهُ: "بل قالَ إبراهيمُ الحربيُّ: يُستَحَبُّ
تقبيلُ حجرةِ النبيّ" اهـ.
وذكر منصور البهوتي الحنبلي في كشاف القناع أن الإمامَ أحمدَ
قال للمَرْوَزِي يتوسل يعني المستسقي بالنبيّ في دعائه، ونص عبارةِ كشاف القناع قال أحمدُ في مَنْسَكِه الذي
كتبه للمَرْوَزيّ إنه يتوسل بالنبي في دعائه وجَزَمَ به في المستوعَب وغيره
يعني في الاستسقاء.
واعلموا أحبابنا ،
أن مسجد الرسول
صلى الله عليه وسلم كان ملاصقًا لحجرة السيدة عائشة ولما مات عليه الصلاة
والسلام فيها دفن فيها فإذا دخلت مسجده تزور قبره وتقبل حجرته كما ورد
بإسناد جيد عن سيدنا بلال الحبشي رضي الله وفي هذا قالَ السُّمهوديُّ في
وَفاءِ الوَفا ما نصُّه:
"لما
قَدِمَ بلالٌ رضي الله عنه من الشامِ لزيارةِ النبيّ أتى القبرَ فجعلَ يبكي
عندَهُ ويمرّغُ وجهَهُ عليه"، وإسنادُهُ جيّدٌ كما سَبَقَ.
وفي تحفةِ ابن عساكر عن عليّ رضي الله عنه قال: "لما رُمِسَ
رسولُ الله جاءت فاطمةُ رضي الله تعالى عنها فوقَفَت على قبرِهِ وأخذت
قبضةً من ترابِ القبرِ ووضَعَت على عينها وبَكَت، وأنشأت تقولُ:
ماذا على مَن شمَّ تُربةَ أحْمَدٍ أن~~~ لا يَشَمَّ مدَى
الزَّمانِ غَوالِيا
صُبَّت عليَّ مصَائبٌ لو أنَّها ~~~ صُبَّت على الأيّامِ
عُدْنَ لَيَالِيا
ثم أحدُ
الحنابلةِ يقالُ له الحافظُ عبدُ الغني بن سعيد كانت خَرَجَت لهُ دمَّلةٌ
تَدَاوَى منها فأعياهُ علاجُهَا ما كانَ يتعافَى، فَذَهَب إلى قبرِ الإمامِ
أحمدَ بن حنبلٍ مَسَحَهَا فتعافَى.
فبهذا يُعلَمُ
أنَّ ابنَ تيميةَ وأتباعَهُ شاذونَ عن الأمةِ سلفِهَا وخلفِهَا
والله ولي
التوفيق
[center]إذا كانَ وضعُ الوجهِ على القبرِ من أبي أيّوب لم يستنكرهُ
أحدٌ من الصحابَةِ فماذا يقولُ أتباعُ ابن تيمية الذين يعتبرونَ قصدَ
القبرِ للتبركِ شركًا؟ هل يكفّرون أبا أيوب أم ماذا يفعلونَ؟ فتكفيرُ
الوهابيةِ لمن يقصدُ قبورَ الصالحينَ للتبركِ من أهلِ هذا العصرِ ينعطفُ
على مَن قبل هذا العصر إلى الصحابةِ فيكونونَ كفّروا السلفَ والخلفَ.
ثم ماذا يَفعلُ هؤلاءِ بنصّ الإمامِ أحمدَ الذي نقلَهُ عنهُ
ابنهُ عبدُ الله في كتابهِ العلل ومعرفة الرجال قال: سألته ـ يعني سألَ
أباه الإمامَ أحمدَ ـ عن الرّجُل يَمَسُّ منبرَ النبيّ ويتبرَّكُ بمسّهِ
ويقبّلهُ ويفعلُ بالقبْرِ مثلَ ذلكَ أو نحو هذا، يريدُ بذلكَ التقرُّبَ إلى
الله جلَّ وعزَّ فقال: "لا بأسَ بذلكَ" اهـ.
وهذه النسخة نسخة معتمدة طبعت في اسطنبول على نسخةٍ خطيةٍ
عليها خط أبي عليّ الصواف وقوبلت على نسخةِ عبدِ الله ابن الإمام أحمد.
وقالَ ابنُ تيميةَ في كتابهِ اقتضاء الصراط المستقيم فقد
رخَّصَ أحمدُ وغيرُه في التمسحِ بالمنبرِ والرمانةِ التي هي موضع مقعد
النبي ويده اهـ.
وفي كتاب سؤالات عبد الله بن أحمد بن حنبل لأحمد (أنظر
كشاف القناع 2|150)
قال: "سألت أبي عن مسّ الرجل رمّانة المنبر يقصد التبرّك،
وكذلك عن مسّ القبر"، فقال: "لا بأس بذلك".
وفي كتاب العلل ومعرفة الرجال -لأحمد بن حنبل (2|492) - ما
نصّه: "سألته عن الرجل يمسّ منبر النبي صلى الله
عليه وسلم ويتبرّك بمسّه ويقبّله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد
بذلك التقرّب إلى الله جلّ وعزّ فقال: لا بأس بذلك".
وروى ابن الجوزي في مناقب أحمد - (ص186-187) - بالإسناد
المتصل إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:
"رأيت أبي - يعني أحمد بن حنبل - يأخذ شعرة من شعر النبي
صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه ويقبّلها، وأحسب أني رأيته يضعها على
عينيه، ويغمسها في الماء ثم يشربه يستشفي به، ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى
الله عليه وسلم فغسلها في جبّ الماء ثم شرب فيها...". ا.هـ.
قال البهوتيُّ الحنبليُّ في كشّافِ القِنَاعِ ردًّا
على ابن تيمية الذي افتَرَى على السلفِ والأئمةِ في دعوى الإجماعِ على
تحريمِ قصدِ قبورِ الأنبياءِ والأولياءِ رجاء قبول الدعاء عندهم فقالَ ـ أي
ابن تيمية ـ: اتفقَ السلفُ والأئمةُ على أن من سَلَّمَ على النّبي أو
غيرِهِ من الأنبياءِ والصالحينَ فإنهُ لا يتمسّحُ بالقبرِ ولا يقبّلهُ ما
نصُّهُ: "بل قالَ إبراهيمُ الحربيُّ: يُستَحَبُّ
تقبيلُ حجرةِ النبيّ" اهـ.
وذكر منصور البهوتي الحنبلي في كشاف القناع أن الإمامَ أحمدَ
قال للمَرْوَزِي يتوسل يعني المستسقي بالنبيّ في دعائه، ونص عبارةِ كشاف القناع قال أحمدُ في مَنْسَكِه الذي
كتبه للمَرْوَزيّ إنه يتوسل بالنبي في دعائه وجَزَمَ به في المستوعَب وغيره
يعني في الاستسقاء.
واعلموا أحبابنا ،
أن مسجد الرسول
صلى الله عليه وسلم كان ملاصقًا لحجرة السيدة عائشة ولما مات عليه الصلاة
والسلام فيها دفن فيها فإذا دخلت مسجده تزور قبره وتقبل حجرته كما ورد
بإسناد جيد عن سيدنا بلال الحبشي رضي الله وفي هذا قالَ السُّمهوديُّ في
وَفاءِ الوَفا ما نصُّه:
"لما
قَدِمَ بلالٌ رضي الله عنه من الشامِ لزيارةِ النبيّ أتى القبرَ فجعلَ يبكي
عندَهُ ويمرّغُ وجهَهُ عليه"، وإسنادُهُ جيّدٌ كما سَبَقَ.
وفي تحفةِ ابن عساكر عن عليّ رضي الله عنه قال: "لما رُمِسَ
رسولُ الله جاءت فاطمةُ رضي الله تعالى عنها فوقَفَت على قبرِهِ وأخذت
قبضةً من ترابِ القبرِ ووضَعَت على عينها وبَكَت، وأنشأت تقولُ:
ماذا على مَن شمَّ تُربةَ أحْمَدٍ أن~~~ لا يَشَمَّ مدَى
الزَّمانِ غَوالِيا
صُبَّت عليَّ مصَائبٌ لو أنَّها ~~~ صُبَّت على الأيّامِ
عُدْنَ لَيَالِيا
ثم أحدُ
الحنابلةِ يقالُ له الحافظُ عبدُ الغني بن سعيد كانت خَرَجَت لهُ دمَّلةٌ
تَدَاوَى منها فأعياهُ علاجُهَا ما كانَ يتعافَى، فَذَهَب إلى قبرِ الإمامِ
أحمدَ بن حنبلٍ مَسَحَهَا فتعافَى.
فبهذا يُعلَمُ
أنَّ ابنَ تيميةَ وأتباعَهُ شاذونَ عن الأمةِ سلفِهَا وخلفِهَا
والله ولي
التوفيق
[/center]