من سليم بوخذير: تغير المشهد الإعلامي في تونس بنسبة 180 درجة في الساعات التي أعقبت فرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.. فقد فتح التلفزيون الحكومي برامجه لبعض المعارضين الذين كانوا ممنوعين من الظهور سابقا منذ اليوم الأول، وكذلك فعلت اذاعات وصحف.
وأطلق تلفزيون 'حنعل' الفضائي المملوك لأحد المقربين من الحكومة السابقة منذ اليوم الأول برامجه لأصوات الشارع ولعدد من المعارضين، وانسحب الأمر على تلفزيون 'نسمة' الخاص وعلى الإذاعات العمومية والخاصة، فتحوّل بن علي، بين عشية وضحاها، من 'سيادة الرئيس' الى الرئيس المخلوع. ووصل الامر بالتلفزيون الحكومي إلى حد تغطية عودة الدكتور منصف المرزوقي إلى تونس وتقديمه على الشاشة بصفته رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي هو أصلا كان محظورا في الزمن السابق. كما غطى التلفزيون والراديو الرسميين عودة عدد من المهجرين بينهم الأستاذ كمال الجندوبي رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان. وأجرت معه قناة 'نسمة' الخاصة مقابلة وكذلك سُمح بمقابلات مع معارضين كثيرين. واضطرت إذاعات عديدة خاصة كان يمتلكها أصهار الرئيس التونسي المخلوع ومقربون منه إلى تغيير خطابها ودعمها لإرادة الشعب وفتح أثيرها لأصوات المخالفين بعد رحيل الرئيس السابق.
أما الصحف فأغلبها لم تنجح في الصدور في الأيام الثلاثة الأولى التي أعقبت رحيل بن علي، لكنها سرعان ما عادت للصدور ولأول مرة صار التونسيون يقرأون بالصحف المحلية خطابا يصف بن علي بـ'الدكتاتور' وبـ'المخلوع' ومقابلات تنشر مع عدد أسماء كانت محرّمة ومحظورة في العهد السابق. وكان صحافيو صحيفة 'الشروق' اليومية التي عُرفت بقربها من النظام السابق قد أعلنوا عن تأسيس مجلس تحرير وإقالة رؤساء التحرير السابقين. أما صحيفة
'الصباح' المملوكة لصخر الماطري، صهر الرئيس المخلوع، فقد أصدر صحافيوها قرارا بطرد رئيس التحرير السابق فيصل البعطوط بينما ظل اسم صخر الماطري موجودا بهوية الصحيفة باعتباره مديرا لها حتى بعد الثورة بيومين. وقد حذف اسمه واسم البعطوط منذ العدد الصادر الخميس. وقال مصدر إعلامي لـ'القدس العربي' إن صحافيي 'الصباح' صاروا يسيّرون صحيفتهم بأنفسهم منذ ثلاثة أيام.
وبالنسبة للأسبوعيات من الصحف المحلية، سجلت عودة صحيفة 'الحدث' و'كل الناس'، وهما أشهر صحيفتين كانتا في العهد السابق محسوبتين على وزارة الداخلية وعلى البوليس السياسي تحديدا، إلى الصدور إبتداء من الخميس. وقد غيرت الصحيفتان خطابهما كليا: فبعد أن اشتهرتا بشتم المعارضين صارتا تتحدثان عن 'الثورة التونسية' وتنقل أخبار 'ليلة سقوط الحرس الرئاسي' وتجري المقابلات مع
أهالي شهداء الثورة التونسية وأشهرهم محمد البوعزيزي.
لكن لوحظ غياب إسم مدير الصحيفة عبد العزيز الجريدي الذي اشتهر بأنه كان أكثر من كتب مساندا لبن علي في الزمن السابق. من جهته طالب عادل السمعلي القيادي بالنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين في تصريح لـ'القدس العربي' بتأميم كل المؤسسات الإعلامية التي كانت مملوكة إما للحزب الحاكم أو لأصهار الرئيس، واسناد مقاليدها إلى الصحافيين العاملين فيها.
وقال إن 'هذه المؤسسات موّلت بمال الشعب التونسي المسروق ويجب ان تعود إليه' . أما صحافيو صحيفتي 'الحرية' و'لونوروفو' (التجديد) الناطقتين بإسم الحزب الحاكم، فقد أقاموا اعتصاما للمطالبة بحقوقهم المادية المتأخرة، علما أنه لم يصدر إلى الآن أي عدد من الصحيفتين منذ رحيل بن علي.
وأطلق تلفزيون 'حنعل' الفضائي المملوك لأحد المقربين من الحكومة السابقة منذ اليوم الأول برامجه لأصوات الشارع ولعدد من المعارضين، وانسحب الأمر على تلفزيون 'نسمة' الخاص وعلى الإذاعات العمومية والخاصة، فتحوّل بن علي، بين عشية وضحاها، من 'سيادة الرئيس' الى الرئيس المخلوع. ووصل الامر بالتلفزيون الحكومي إلى حد تغطية عودة الدكتور منصف المرزوقي إلى تونس وتقديمه على الشاشة بصفته رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي هو أصلا كان محظورا في الزمن السابق. كما غطى التلفزيون والراديو الرسميين عودة عدد من المهجرين بينهم الأستاذ كمال الجندوبي رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان. وأجرت معه قناة 'نسمة' الخاصة مقابلة وكذلك سُمح بمقابلات مع معارضين كثيرين. واضطرت إذاعات عديدة خاصة كان يمتلكها أصهار الرئيس التونسي المخلوع ومقربون منه إلى تغيير خطابها ودعمها لإرادة الشعب وفتح أثيرها لأصوات المخالفين بعد رحيل الرئيس السابق.
أما الصحف فأغلبها لم تنجح في الصدور في الأيام الثلاثة الأولى التي أعقبت رحيل بن علي، لكنها سرعان ما عادت للصدور ولأول مرة صار التونسيون يقرأون بالصحف المحلية خطابا يصف بن علي بـ'الدكتاتور' وبـ'المخلوع' ومقابلات تنشر مع عدد أسماء كانت محرّمة ومحظورة في العهد السابق. وكان صحافيو صحيفة 'الشروق' اليومية التي عُرفت بقربها من النظام السابق قد أعلنوا عن تأسيس مجلس تحرير وإقالة رؤساء التحرير السابقين. أما صحيفة
'الصباح' المملوكة لصخر الماطري، صهر الرئيس المخلوع، فقد أصدر صحافيوها قرارا بطرد رئيس التحرير السابق فيصل البعطوط بينما ظل اسم صخر الماطري موجودا بهوية الصحيفة باعتباره مديرا لها حتى بعد الثورة بيومين. وقد حذف اسمه واسم البعطوط منذ العدد الصادر الخميس. وقال مصدر إعلامي لـ'القدس العربي' إن صحافيي 'الصباح' صاروا يسيّرون صحيفتهم بأنفسهم منذ ثلاثة أيام.
وبالنسبة للأسبوعيات من الصحف المحلية، سجلت عودة صحيفة 'الحدث' و'كل الناس'، وهما أشهر صحيفتين كانتا في العهد السابق محسوبتين على وزارة الداخلية وعلى البوليس السياسي تحديدا، إلى الصدور إبتداء من الخميس. وقد غيرت الصحيفتان خطابهما كليا: فبعد أن اشتهرتا بشتم المعارضين صارتا تتحدثان عن 'الثورة التونسية' وتنقل أخبار 'ليلة سقوط الحرس الرئاسي' وتجري المقابلات مع
أهالي شهداء الثورة التونسية وأشهرهم محمد البوعزيزي.
لكن لوحظ غياب إسم مدير الصحيفة عبد العزيز الجريدي الذي اشتهر بأنه كان أكثر من كتب مساندا لبن علي في الزمن السابق. من جهته طالب عادل السمعلي القيادي بالنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين في تصريح لـ'القدس العربي' بتأميم كل المؤسسات الإعلامية التي كانت مملوكة إما للحزب الحاكم أو لأصهار الرئيس، واسناد مقاليدها إلى الصحافيين العاملين فيها.
وقال إن 'هذه المؤسسات موّلت بمال الشعب التونسي المسروق ويجب ان تعود إليه' . أما صحافيو صحيفتي 'الحرية' و'لونوروفو' (التجديد) الناطقتين بإسم الحزب الحاكم، فقد أقاموا اعتصاما للمطالبة بحقوقهم المادية المتأخرة، علما أنه لم يصدر إلى الآن أي عدد من الصحيفتين منذ رحيل بن علي.