هيستيريا جديدة باتت تهدد البشر اسمها لوثة الانترنت التي أصبحت مصدر رعب
جديد يهدد ملايين الأسر في جميع أنحاء العالم ، حيث تحولت غرف الدردشة أو الـ Chat مصيدة للصغار والمراهقين نحو ما يسمى بإدمان الانترنت Internet Addiction .. وفاقت أخطاره حدود التصور لتصل إلي حد الانتحار أو الموت نتيجة لمواصلة المستخدم جلوسه أمام شبكة الإنترنت لفترات طويلة ، بحيث تحول إدمان الجلوس لفترات طويلة أمام الشبكة العنكبوتية لأداة جديدة للقتل الصامت؟؟؟
كانت تساؤلات عديدة قد برزت علي السطح بعدما أكدت وسائل إعلام صينية أن شاباً صينياً بديناً في السادسة والعشرين من عمره توفي في شمال شرق الصين بعد أن ظل يمارس ألعاب الكمبيوتر على الانترنت لنحو سبعة أيام متصلة في عطلة السنة القمرية الجديدة .
وأكد والدا الشاب الذي كان يزن نحو 150 كيلوجراماً أنه توفي بعد أن قضى أيام العطلة السبعة كلها تقريبا يلعب على الانترنت في منزل الأسرة في جينجو بإقليم لياونينح .
يشار إلي أن الحياة المملة أثناء العطلة جعلت كثيرين يلجأون إلى ألعاب الكمبيوتر بحثاً عن تسلية ، فهناك خيارين فقط هما التلفزيون والكمبيوتر، وبالتالي ماذا يستطيع أن يفعل أي صيني للتسلية سوى ذلك أثناء العطلة والأسواق والكافيتريات مغلقة ؟
ماهية إدمان الإنترنت
يختلف العلماء في تعريف كلمة " إدمان " ففي حين لا يعتبرها البعض منطق إلا على مواد قد يتناولها الإنسان ، ثم لا يقدر على الاستغناء عنها ، إلا أن البعض الآخر يعتبر هذا المفهوم ضيقاً حيث يرون أن الإدمان هو عدم قدرة الإنسان على الاستغناء عن شيء ما ، بصرف النظر عن هذا الشيء طالما استوفى بقية شروط الإدمان من حاجة إلى المزيد من هذا الشيء بشكل مستمر حتى يشبع حاجته حين يحرم منه .
يمكن تعريف إدمان الإنترنت بأنه حالة من الاستخدام المرضي وغير التوافقي للانترنت يؤدي إلى اضطرابات في السلوك ويستدل عليها بعدة ظواهر منها زيادة عدد الساعات أمام الكومبيوتر بشكل مطرد تتجاوز الفترات التي حددها الفرد لنفسه في البداية، ومواصلة الجلوس أمام الشبكة على الرغم من وجود بعض المشكلات مثل السهر، الأرق، التأخر في العمل، إهمال الواجبات الأسرية والزوجية وما يعقبه من خلافات ومشاكل، هذا بالإضافة إلى التوتر والقلق الشديدين في حالة وجود أي عائق للاتصال بالشبكة قد تصل إلى حد الاكتئاب إذا ما طالت فترة ابتعاده عن الدخول على الانترنت .
وبصرف النظر عن ماهية التعريف واختلاف العلماء في التسمية فإنه لا خلاف على أن هناك عدداً كبيراً من مستخدمي الإنترنت يسرفون في استخدام الإنترنت حتى يؤثر بشكل كبير على حياتهم الشخصية ، فما الذي يجعل الإنترنت سبباً للإدمان لبعض الناس ؟
أعراض إدمان الإنترنت
يحس مدمن الإنترنت بأنه في حالة قلق وتوتر حين يفصل الكمبيوتر عن الإنترنت في حين يحس بسعادة بالغة وراحة نفسية حين يرجع إلى استخدامه، كما أنه في حالة ترقب دائم لفترة استخداماته القادمة للإنترنت، ولا يحس المدمن بالوقت حين يكون على الإنترنت، ويتسبب إدمانه في مشاكل اجتماعية واقتصادية وعملية.
ويحتاج مدمن الإنترنت إلى فترات أطول وأطول من الاستخدام؛ ليشبع رغبته كما أن جميع محاولاته للإقلاع عن الإدمان تبوء بالفشل، وكثيرًا ما يستخدم مدمن الإنترنت هذه الوسيلة؛ ليتهرب من مشاكله الخاصة.
ما الذي يجعل الإنترنت سبباً للإدمان ؟
لاحظ جون جرهول أستاذ علم النفس الأمريكي أن إدمان الإنترنت عملية مرحلية ، حيث أن المستخدمين الجدد عادة هم الأكثر استخداماً وإسرافاً لإستخدام الإنترنت بسبب انبهارهم بتلك الوسيلة ، ثم بعد فترة يحدث للمستخدم عملية خيبة أمل من الإنترنت فيقلل إلى حد كبير من استخدامه له ، ويلي ذلك عملية توازن الشخص لإستعماله الإنترنت .
بيد أن بعض الناس تطول معهم المرحلة فيسرفون في استخدامه ولا يتمكنون من الإستغناء عنه .. ويرى البعض أو حسب بعض الدراسات التي تمت في هذا المجال أن أكثر الناس قابلية للإدمان هم أصحاب الإكتئاب والشخصيات القلقة والذين يعانون من الملل كربات البيوت ويرى آخرون بأن الناس الذين تكون لديهم قدرة خاصة على التفكير المجرد هم أيضاً عرضة للإدمان بسبب انجذابهم الشديد للإثارة العقلية التي يوفرها لهم الكم الهائل من المعلومات الموجودة على الإنترنت ولا يحس المدمن بالوقت ويتسبب إدمانه في مشاكل إجتماعية واقتصادية وعملية .
آثــار الإدمــان السلبية
أولا : المشاكل الصحية :
1- المضار الجسمانية : ومنها الأضرار التي تصيب الأيدي من الاستخدام المفرط للفأرة ، أضرار تصيب العين نتيجة للإشعاع التي تبثه شاشات الكمبيوتر ، أضرار تصيب العمود الفقري والرجلين نتيجة نوع الجلسة والمدة الزمنية لها مقابل أجهزة الحاسب ، وأضرار تصيب الأذنين لمستخدمي مكبرات الصوت ، ثم الأضرار المترافقة مثل البدانة وماتسببه من أمراض مرافقة.
2- المضار النفسية : يتحدث العلماء النفسيون عن عالم وهمي بديل تقدمة شبكة الإنترنت وتطبيقات الكمبيوتر مما قد يسبب آثار نفسية هائلة خصوصاً على الفئات العمرية الصغيرة حيث يختلط الواقع بالوهم وتختلق علاقات وارتباطات غير موجودة في العالم الواقعي قد تؤدي إلى تقليل مقدرة الفرد على أن يخلق شخصية نفسية سوية قادرة على التفاعل مع المجتمع والواقع المعاش.
ثانيا : المشاكل الاجتماعية :
أكد باحثون متخصصون أن إدمان الانترنت أدى بالبعض لفقدان علاقات اجتماعية أو زوجية وتأخر وظيفي، كما أدى بالبعض للانطواء والعزوف عن المجتمع.
ثالثا : المشاكل الأسرية:
يتسبب انغماس المدمن في استخدام الإنترنت وقضائه أوقات أطول ، في اضطراب حياته الأسرية حيث يقضي المدمن أوقاتا أقل مع أسرته، كما يهمل المدمن واجباته الأسرية والمنزلية؛ مما يؤدي إلى إثارة أفراد الأسرة عليه.
رابعا : المشاكل الأكاديمية:
بيّن الاستطلاع الذي نشره أ.بربر عام 1997 في مجلة USA Today تحت عنوان: "تساؤلات حول القيمة التعليمية للإنترنت" أن 86% من المدرسين المشتركين في الاستطلاع يرون أن استخدام الأطفال للإنترنت لا يحسن أداءهم؛ وذلك بسبب انعدام النظام في المعلومات على الإنترنت، بالإضافة إلى عدم وجود علاقة مباشرة بين معلومات الإنترنت ومناهج المدارس.
وقد كشفت دراسة كيمبرلي يونج أن 58% من طلاب المدارس المستخدمين للإنترنت اعترفوا بانخفاض مستوى درجاتهم وغيابهم عن حصصهم المقررة بالمدرسة، ومع أن الإنترنت يعتبر وسيلة بحث مثالية فإن الكثير من طلاب المدارس يستخدمونه لأسباب أخرى كالبحث في مواقع لا تمت لدراستهم بصلة أو كالثرثرة في حجرات الحوارات الحية أو كاستخدام ألعاب الإنترنت.
خامسا : مشاكل في العمل
بسبب وجود الإنترنت في مكان عمل الكثير من الناس يحدث في بعض الأحيان أن يضيع العامل بعض وقت عمله في اللعب على الإنترنت، أو استخدامه في غير موطن تخصصه، ويشكل ذلك مشكلة أكبر إذا كان العامل مدمنًا للإنترنت، كما أن سهر مدمن الإنترنت طيلة ساعات الليل يؤدي إلى انخفاض مستوى أدائه لعمله. ولحل تلك المشكلة يقوم بعض رؤساء الأعمال بتركيب أجهزة مراقبة على شبكات الكمبيوتر في محل عملهم؛ للتأكد من استخدام الإنترنت فقط في مجال العمل .
مدمنو الإنترنت .. أشكال وألوان
ومدمنو الإنترنت أنفسهم أشكال وألوان، وهناك خمسة أنواع موصوفة من إدمان الإنترنت حتى الآن :
1ـ الإدمان الجنسي: وهو ولع مستخدم الإنترنت بالمواقع الإباحية وغرف المحادثة الرومانسية، وقد يرتبط هذا بعدم الإشباع العاطفي لدى الشخص أو بمعاناته من حالة نفسية معينة .
2ـ إدمان الدردشة: وفيه يستغني مستخدم الإنترنت بعلاقاته الإلكترونية عن علاقاته الواقعية.
3ـ الإدمان المالي: وهو ولع الشخص بالصرف المالي على الشبكة في ما ليس له حاجة فيه، كالقمار والدخول في المزادات وأسواق المال لأجل المتعة لا التجارة الحقيقية .
4ـ الإدمان المعرفي: وهو انبهار الشخص بحجم المعلومات المتوفرة على الشبكة لدرجة انصرافه عن واجبات حياته الأساسية.
5ـ إدمان الألعاب: وهو الولع بالألعاب المتوفرة على الشبكة بحيث تؤثر على الوظائف الأساسية في الواقع الحياتي كالدراسة والعمل والواجبات المنزلية.
طريقة تكشف إدمانك للإنترنت
دعنا نساعدك في الكشف عن مدي إدمانك للإنترنت من عدمه ، قم بقراءة هذه الأسئلة ، والاجابة يجب ان تكون فقط بنعم او لا :
1- هل ضيعت من وقت عملك او دراستك بسبب الانترنت ؟
2- هل تأخذ الانترنت كثيراً من الوقت الذي تقضيه بالعادة مع اسرتك و اصدقائك ؟
3- هل اثر استعمال الانترنت الزائد على حياتك الاسرية بشكل سيء و كان سبباً لخلاف ؟
4- هل لجأت للكذب على اصدقائك او اهلك بسبب استخدامك الزائد للانترنت ؟
5- عندما تكون على الانترنت هل تجد صعوبة بالتوقف عن استخدامها حتى لو اصابك التعب او النعاس ؟
6- عندما تغلق الانترنت هل تجد رغبة قوية بالعودة ؟
7- هل تفكر بالانترنت و انت تعمل او تدرس او تقضي وقتاً مع اهلك ؟
8- هل تشعر بانك تلاقي على الانترنت اهتماماً او احتراماً اكثر مما تحصل عليه ممن حولك في حياتك ؟
9- هل اثر استخدام الانترنت على نومك او طعامك؟
10- هل دخول الانترنت هو اول شيء تفكر بعمله عندما تستيقظ من النوم او تعود للمنزل ؟
11- هل اثرت الانترنت بشكل سلبي على تحصيلك المادي او الدراسي ؟
12- هل تشعر بالندم بعد قضاء وقت طويل على الانترنت ؟
13- هل الخلافات و المشاكل او المضايقات في حياتك الشخصية تجعلك تفكر بالدخول الى الانترنت و نسيان همومك ؟
14- هل ترى المناسبات السعيدة سبباً لدخول الانترنت و الاحتفال بها هناك؟
15- هل تكذب احياناً على الانترنت لتظهر بشخصية اخرى غير شخصيتك ؟
16- هل تبرر لنفسك او للاخرين استعمالك المفرط للانترنت على انه شكل من اشكال المعرفة او النشاط الاجتماعي المفيد؟
17- هل ترى نفسك دائما تقضي على الانترنت وقتاً اكثر مما كنت قد قررت مسبقاً ؟
18- عندما تكون مع اهلك و اصدقائك هل تميل باستمرار للحديث عن الانترنت او عن مغامراتك و صداقاتك فيها ؟
19- هل تنفق او تخسر مالاً اكثر مما يجب بسبب استعمالك الزائد للانترنت ؟
20- هل تشعر احياناً انك تقوم بتدمير الذات من خلال استعمالك المفرط للانترنت؟
اذا اجبت بنعم على سبعة او اكثر من هذه الاسئلة فانت تعاني من مشكلة الادمان على الانترنت ... وتحتاج للعلاج الفوري .....
المهم التنفيذ
حسب آراء المتخصصين ، هناك عدة طرق لعلاج إدمان الإنترنت، أول ثلاث منها تتمثل في إدارة الوقت، ولكنه عادة في حالة الإدمان الشديد لا تكفي إدارة الوقت ، بل يلزم من المريض استخدام وسائل أكثر هجومية، منها :
1- عمل العكس : فإذا اعتاد المريض استخدام الإنترنت طيلة أيام الأسبوع نطلب منه الانتظار حتى يستخدمه في يوم الإجازة الأسبوعية، وإذا كان يفتح البريد الإلكتروني أول شيء حين يستيقظ من النوم نطلب منه أن ينتظر حتى يفطر، ويشاهد أخبار الصباح، وإذا كان المريض يستخدم الكمبيوتر في حجرة النوم نطلب منه أن يضعه في حجرة المعيشة… وهكذا.
2- إيجاد موانع خارجية : نطلب من المريض ضبط منبه قبل بداية دخوله الإنترنت بحيث ينوي الدخول على الإنترنت ساعة واحدة قبل نزوله للعمل مثلاً حتى لا يندمج في الإنترنت بحيث يتناسى موعد نزوله للعمل.
3- تحديد وقت الاستخدام : يطلب من المريض تقليل وتنظيم ساعات استخدامه بحيث إذا كان -مثلاً- يدخل على الإنترنت لمدة 40 ساعة أسبوعيًّا نطلب منه التقليل إلى 20 ساعة أسبوعيًّا، وتنظيم تلك الساعات بتوزيعها على أيام الأسبوع في ساعات محددة من اليوم بحيث لا يتعدى الجدول المحدد.
4- الامتناع التام: كما ذكرنا فإن إدمان بعض المرضى يتعلق بمجال محدد من مجالات استخدام الإنترنت ، فإذا كان المريض مدمنًا لحجرات الحوارات الحية نطلب منه الامتناع عن تلك الوسيلة امتناعًا تامًا في حين نترك له حرية استخدام الوسائل الأخرى الموجودة على الإنترنت.
5- إعداد بطاقات من أجل التذكير : نطلب من المريض إعداد بطاقات يكتب عليها خمسًا من أهم المشاكل الناجمة عن إسرافه في استخدام الإنترنت كإهماله لأسرته وتقصيره في أداء عمله مثلاً ويكتب عليها أيضًا خمسًا من الفوائد التي ستنتج عن إقلاعه عن إدمانه مثل إصلاحه لمشاكله الأسرية وزيادة اهتمامه بعمله، ويضع المريض تلك البطاقات في جيبه أو حقيبته حيثما يذهب بحيث إذا وجد نفسه مندمجًا في استخدام الإنترنت يخرج البطاقات ليذكّر نفسه بالمشاكل الناجمة عن ذلك الاندماج.
6- إعادة توزيع الوقت : نطلب من المريض أن يفكر في الأنشطة التي كان يقوم بها قبل إدمانه للإنترنت؛ ليعرف ماذا خسر بإدمانه مثل: قراءة القرآن، والرياضة، وقضاء الوقت بالنادي مع الأسرة، والقيام بزيارات اجتماعية وهكذا.. نطلب من المريض أن يعاود ممارسة تلك الأنشطة لعله يتذكر طعم الحياة الحقيقية وحلاوتها.
7- الانضمام إلى مجموعات التأييد: نطلب من المريض زيادة رقعة حياته الاجتماعية الحقيقية بالانضمام إلى فريق الكرة بالنادي مثلاً أو إلى درس لتعليم الخياطة أو الذهاب إلى دروس المسجد؛ ليكوّن حوله مجموعة من الأصدقاء الحقيقيين.
8- المعالجة الأسرية: في بعض الأحيان تحتاج الأسرة بأكملها إلى تلقي علاج أسري بسبب المشاكل الأسرية التي يحدثها إدمان الإنترنت بحيث يساعد الطبيب الأسرة على استعادة النقاش والحوار فيما بينها ولتقتنع الأسرة بمدى أهميتها في إعانة المريض؛ ليقلع عن إدمانه.
الصدمات الكهربائية
أما أحدث طريقة للتغلب على هذا المرض التكنولوجى، فقد لجأت إليها الصين من خلال تجربة جديدة من نوعها ، عن طريق استخدام الصدمات الكهربائية للأشخاص الذين يقضون أوقاتاً أكثر من اللازم أمام الكمبيوتر لتصفح شبكة الانترنت ويتساوي هذا العلاج مع علاج المرضي المصابين بأمراض عقلية .
وتعد احدي العيادات التي تمارس علاج مدمني الانترنت عن طريق الصدمات الكهربائية في ضاحية "داكسنج" إحدي ضواحي بكين أكبر وأقدم عيادة من هذا النوع وتوجد دخل قاعدة عسكرية للتدريب، ويتردد علي هذه العيادة حاليا 60 مريضا في الايام العادية وما يصل الي 280 مريضا في ايام الذروة اي في الايام التي تزيد فيها حالات ادمان الانترنت بين الشباب.
وكانت الصين قد شهدت في السنوات الأخيرة ارتفاعا هائلا في عدد مدمني الانترنت الشبان الذين ذكرت وسائل الإعلام الحكومية ان عددهم يصل إلى 2.6 مليون شخص أي نحو 13 بالمئة من مستخدمي الانترنت الأقل من 18 عاما من العمر والذين يبلغ عددهم الإجمالي نحو 20 مليون مستخدم.....
تحياتي لكم..