أهم متطلبات طلب العلم
ولكنيعرف مع ذلك العبد يعرف أن هذا العلم الذي يتعلمه لا يحصل في وقت قصير، بللا بد من الممارسة، ولا بد من الصبر على المشقة والصعوبات التي قد تلاقيه،والخسران والنفقات المالية، ونحو ذلك؛ حتى يحصل على جانب من العلم فيهكفايته وفائدته، فقد روي عن بعض الشعراء، أنه قال:
فهذه الستة إذا اجتمعت في الإنسان رجي أن يكون موفقا لتحصيل العلم النافع.
فأما أولها وهو: الذكاء، فإنه يخرج البليد، الذي يكون غافلا أو مغفلا غير عاقل ولا متعقل لما يقول.
ولا حافظ ولم يرزق حفظا، فإنه يتعب ويتعب نفسه ولا يحصل على فائدة، بل كلما حصل على شيء ذهب من ذاكرته ونسيه أو تغافل عنه.
وأما الثاني وهو: الحرص، فإنه يدل على أن طالب العلم عليه أن يحرص، والحرصلا شك أنه يبعث على مواصلة الطلب في الليل والنهار وفي الأيام كلها، ولايخص ذلك بوقت دون وقت.
وكذلك الاجتهاد الذي هو بذل الجهد بالنفسوالمال، الجهد هو غاية المستطاع، يبذل جهده وهو غاية مستطاعه، فينفق منماله، ويسافر بلدا، ويقطع المراحل، ويسهر الليالي، وما أشبه ذلك، مما يدلعلى أنه مجتهد، وصادق الرغبة.
وأما البلغة التي هي الزاد الذييقتاته فإن هذا من ضروريات الحياة، فالذي يتعلم ولكن ليس عنده ما يقتات بهوما يأكله وما يقوت به نفسه هذا لا تهنأ حياته ولا تقر، فهو بحاجة إلى أنيكون له كسب أو دخل، إما أن يكون له أبوان قد قاما بكفايته والنفقة عليه،أو له غلة ودخل، أو له حرفة يحترف بها في وقت من الأوقات يكون كسبه منهامسببا لأن يستغل غلة تقوم بكفايته والنفقة عليه في وقت الطلب؛ حتى يواصلسيره ويتعلم إلى أن يحصل على جانب من العلم.
وأما صحبة المدرسوالمعلم فهذه أيضا من الضروريات، فالذي يتعلم على نفسه، أو يتعلم على منهو دونه مثلا، أو يقرأ من الكتب وهو لا يفقه ما تتضمنه، قد يقع في أخطاء،وقد يمل ويتكاسل فلا يحصل على المطلوب، وأما طول الزمان فإنه يدل على أنالإنسان لا يمل، ولا ينبغي له أن يمل ولو طال الزمان ولو بقي عشراتالسنين.
هكذا كان العلماء -رحمهم الله- يواصلون سيرهم ولو بلغوا مابلغوا، فإن الإنسان كلما حصل على علم ازدادت المعرفة عنده، وازدادت حرارةالعلم، وتوسعت المعارف أمامه، ولا شك أيضا أن العلوم تتراكم وتتكاثر عليه،ولذلك يقول بعض العلماء: إن العلم كثير، وإن العمر قصير، فينبغي للإنسانأن يبدأ بالأهم فالأهم، ولا شك أن الأهم هو ما يفيدك في حياتك وفيعباداتك، وتقتصر من بقية العلوم على ما أنت بحاجة إليه فقط.
فالتوسعفي العلوم الأخرى قد يسأل الإنسان عن ما هو أهم منه، حتى قال بعض العلماءفي علم النحو: إن النحو في الكلام كالملح في الطعام، بمعنى: أنه لا حاجةإلى الإكثار منه، فلا تتوغل فيه وتكثر منه فيذهب وقتك ويزهق عمرك وحياتكدون أن تحصل على شيء مفيد غاية الفائدة، ولا تتركه فتقع في الأخطاء وفياللحن وفي الأغلاط، بل تقتصر منه على ما يصلح حالتك.
كما أن الملحفي الطعام لا يزاد منه ولا يقلل منه، فإن زيد منه أفسد الطعام وإن قلل منهفالطعام سامج لا يستساغ أكله، بل يقتصر على قدر الحاجة، إذا كان هذا فيعلم النحو الذي مدحه بعضهم بقوله:
فكيف ببقية العلوم التي فائدتها قليلة، أو قد تكون مضرتها محققة؟! ولا نطيل في البحث في هذا.
ولكنيعرف مع ذلك العبد يعرف أن هذا العلم الذي يتعلمه لا يحصل في وقت قصير، بللا بد من الممارسة، ولا بد من الصبر على المشقة والصعوبات التي قد تلاقيه،والخسران والنفقات المالية، ونحو ذلك؛ حتى يحصل على جانب من العلم فيهكفايته وفائدته، فقد روي عن بعض الشعراء، أنه قال:
أخي لن تنـال العــلم إلا بستـة | سـأنبيك عـن تفصيلهـا ببيـان |
ذكـاء وحـرص واجتهـاد وفطنة | وصحبـة أسـتاذ وطـول زمـان |
فهذه الستة إذا اجتمعت في الإنسان رجي أن يكون موفقا لتحصيل العلم النافع.
فأما أولها وهو: الذكاء، فإنه يخرج البليد، الذي يكون غافلا أو مغفلا غير عاقل ولا متعقل لما يقول.
ولا حافظ ولم يرزق حفظا، فإنه يتعب ويتعب نفسه ولا يحصل على فائدة، بل كلما حصل على شيء ذهب من ذاكرته ونسيه أو تغافل عنه.
وأما الثاني وهو: الحرص، فإنه يدل على أن طالب العلم عليه أن يحرص، والحرصلا شك أنه يبعث على مواصلة الطلب في الليل والنهار وفي الأيام كلها، ولايخص ذلك بوقت دون وقت.
وكذلك الاجتهاد الذي هو بذل الجهد بالنفسوالمال، الجهد هو غاية المستطاع، يبذل جهده وهو غاية مستطاعه، فينفق منماله، ويسافر بلدا، ويقطع المراحل، ويسهر الليالي، وما أشبه ذلك، مما يدلعلى أنه مجتهد، وصادق الرغبة.
وأما البلغة التي هي الزاد الذييقتاته فإن هذا من ضروريات الحياة، فالذي يتعلم ولكن ليس عنده ما يقتات بهوما يأكله وما يقوت به نفسه هذا لا تهنأ حياته ولا تقر، فهو بحاجة إلى أنيكون له كسب أو دخل، إما أن يكون له أبوان قد قاما بكفايته والنفقة عليه،أو له غلة ودخل، أو له حرفة يحترف بها في وقت من الأوقات يكون كسبه منهامسببا لأن يستغل غلة تقوم بكفايته والنفقة عليه في وقت الطلب؛ حتى يواصلسيره ويتعلم إلى أن يحصل على جانب من العلم.
وأما صحبة المدرسوالمعلم فهذه أيضا من الضروريات، فالذي يتعلم على نفسه، أو يتعلم على منهو دونه مثلا، أو يقرأ من الكتب وهو لا يفقه ما تتضمنه، قد يقع في أخطاء،وقد يمل ويتكاسل فلا يحصل على المطلوب، وأما طول الزمان فإنه يدل على أنالإنسان لا يمل، ولا ينبغي له أن يمل ولو طال الزمان ولو بقي عشراتالسنين.
هكذا كان العلماء -رحمهم الله- يواصلون سيرهم ولو بلغوا مابلغوا، فإن الإنسان كلما حصل على علم ازدادت المعرفة عنده، وازدادت حرارةالعلم، وتوسعت المعارف أمامه، ولا شك أيضا أن العلوم تتراكم وتتكاثر عليه،ولذلك يقول بعض العلماء: إن العلم كثير، وإن العمر قصير، فينبغي للإنسانأن يبدأ بالأهم فالأهم، ولا شك أن الأهم هو ما يفيدك في حياتك وفيعباداتك، وتقتصر من بقية العلوم على ما أنت بحاجة إليه فقط.
فالتوسعفي العلوم الأخرى قد يسأل الإنسان عن ما هو أهم منه، حتى قال بعض العلماءفي علم النحو: إن النحو في الكلام كالملح في الطعام، بمعنى: أنه لا حاجةإلى الإكثار منه، فلا تتوغل فيه وتكثر منه فيذهب وقتك ويزهق عمرك وحياتكدون أن تحصل على شيء مفيد غاية الفائدة، ولا تتركه فتقع في الأخطاء وفياللحن وفي الأغلاط، بل تقتصر منه على ما يصلح حالتك.
كما أن الملحفي الطعام لا يزاد منه ولا يقلل منه، فإن زيد منه أفسد الطعام وإن قلل منهفالطعام سامج لا يستساغ أكله، بل يقتصر على قدر الحاجة، إذا كان هذا فيعلم النحو الذي مدحه بعضهم بقوله:
وإذا طلبت من العلوم أهمهـا | فأهمها منها مقيـم الألسـن |
فكيف ببقية العلوم التي فائدتها قليلة، أو قد تكون مضرتها محققة؟! ولا نطيل في البحث في هذا.