ماذا لو لم يكن لدى الإنسان دموع في عينيه؟ ومافائدة هذه الدموع؟ وهل هي مجرد وسيلة للبكاء؟ هذا سؤال قد يخطر ببال من يتأمل خلقالله تعالى القائل: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَاتُبْصِرُونَ) [الذاريات: 21].
لقد زود الله عيوننا بجفون ترمش كل عدة ثوانوتحرك السائل في العين لترطب العين وتحميها من الجفاف، وعندما تقل كمية السائلالمفرز يشعر الإنسان بجفاف في عينيه وآلام شديدة لا تُحتمل! كذلك يقوم هذا السائل(الدموع) بغسل العين ووقايتها من الجراثيم وتعقيمها!
أما البكاء فقد ذكره الله كصفة جيدة للمؤمنينفقال: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِتَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّيَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [المائدة:83]. وهنا نتأمل هذه العبارة (تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ)فقد ثبُت علمياً أن في العين غدد خاصة مسؤولة عن إفراز الدمع ترتبط مع الدماغ وهيتشبه مجاري الماء التي تفيض عندما يتدفق الماء بغزارة!!
وقد مدح الله أولئكالذين يخشعون أثناء استماعهم للقرآن، يقول تعالى: (وَيَخِرُّونَلِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) [الإسراء: 109]. وأقول ياأحبتي إن البكاء من خشية الله تعالى ينتج أفضل أنواع الدموع على عكس الأنواعالأخرى الناتجة عن الخوف أو الحزن أو الاكتئاب. فالبكاء نعمة حقيقية والدموع نعمةلا نشعر بفوائدها إلا عندما تصاب أعيننا بالجفاف أو نفقد هذه النعمة، فالحمد للهرب العالمين
أسرار الإعجاز