دليل الإشهار العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

إذا كانت هذه أول زيارة لك في الإشهار العربي، نرجوا منك مراجعة قوانين المنتدى من خلال الضغط هنا وأيضاً يشرفنا انضمامك إلى أسرتنا الضخمة من خلال الضغط هنا.

مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد
+82
برنس الرومانسيه
!KIMO!
ahmed larini
shahd
prince sakr
واحد من الناس
قنبلة 66
pr!nce
dody99
yhya music
ABOOD
CREATIVE
alitaly
سارة بوزيان
سوبرمان حمودي
مستشار الحكومة
zakariaxh2d
cubo
mohamed alshwaily
x promise
AmEeR AlSaiDi
diyaa
walidca1
كسار الجماجم
w1x1y1
sabona
الدعمـ الفنيـ
temmar
MoHaMeD EgY
ابن الوطن
allawee
راجية رضى الله
مدونة ابداع
meelad_sd
saleh al-lakany
Mr.Jad
المستبده
S A F I R
ابو عمر 1233
ملك القراصنة 1
Mr.Micheal
tymor123456
walid2009
jubyar
امير الاشواك
bayoo466
الكااسر
فارس الدعاية
معاذ هداية
{رضوان}
الملك العاشق
عبدُالله
نداوى
x123
rim majidi
كابتن
Ashraf ELNaDY
THE M@STER
ام محمود
ahmed.s.e
yazan3
shehab3000
TMUOZ
RiYOX
منتديات شباب الجزائر
كينج ادهم
منتدى عرتوف
Goweto Bilobed
مهـ مع الأحزان ـاجر
miami
DeSiGnEr GoLd
mechoo
TawwaT
aljna
ALI ALIRAQI
The Professor
محمد كتانه
&محسن&
نور المستقبل
MarwanSoudies
ReeF
ALEXA
86 مشترك

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :


مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

السلام عليكم أخوانى و أخواتى
المسابقة يومية تختص بالقرآن الكريم و ستكون عباره عن أيه مطلوب ذكر الرقم الخاص بها و أسم السورة
أو أيه قرآنية مطلوب شرحها أو شرح لأية تبحث عنها لتكتبها لنا
لذا المسابقة متنوعة و كل يوم فكرة جديدة مما يجعلنا نتمسك بكتاب الله بين يدينا من أجل البحث و المعرفة و الإطلاع لذا فجوائز هذة المسابقة ليست فقط ال 100 إعتماد يوميا إنما هى معرفة لكتاب الله و البحث و التدقيق به و بالتأكيد لابد و سنخرج كلنا فائزين بمعلومة او كلمة طيبة من كل يوم
لذا هنيئا لنا جميعا و ألف مبروك لصاحب النصيب يوميا و سيتم الإختيار عشوائيا من أول 10 إجابات صحيحة بالموضوع
مع ملاحظه كلمة صحيحة أى الإجابة الخاطئة لن تحسب كمشاركة و بالتالى سيتم الإنتقال لصاحب المساهمة التى يليها
لذا لا تعتمدوا ان مادام 10 ردوا على الموضوع ان الفائز منهم فربما أحدهم خاطىء لا تنسوا ذلك
أنتظرونى كل يوم فى تمام العاشرة مساءا بتوقيت مصر أى الثامنة مساءا بتوقيت جرينتش لوضع السؤال اليومى للمتشاركين
إرضاءا لكل العرب فى كل البلاد العربية جدول مواعيد المسابقات اليومية على منتدى الدعاية و الإشهار


رمضان كريم عليكم و علينا
و أتقدم بخالص شكرى لفارس الدعاية عن تلك المسابقات الأكثر من رائعة
و فى إنتظار مشاركاتكم معنا


بسم الله الرحمان الرحيم
اليوم الأول 11 أغسطس
سؤال اليوم
ما الأعداد التى ذكرت فى القرآن الكريم ؟ موضحا السور و أرقام الآيات التى تم ذكر الأرقام بها

الفائز عن اليوم الأول
منتدى عرتوف


اليوم الثانى 12 أغسسطس
سؤال اليوم
ما أقسام القرآن الكريم ؟

الفائز عن اليوم الثانى
shehab3000

اليوم الثالث 13 أغسسطس
سؤال اليوم
من هم الذين ذكرت تبرئتهم فى القرآن الكريم مع ذكر الأيات و أرقامها و أسماء السور الداله على تبرئتهم
الفائز عن اليوم الثالث
أبو كيندا

اليوم الرابع : 14أغسطس
ما السور التى بدأت بحروف مقطعة ؟
الفائز عن اليوم الرابع
نور المستقبل
الاجابه هى 29 سورة و ليس 27 كما كتب البعض أرجعوا للمواقع الكبيرة و ليس أى موضوع على جوجل
مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Icon_biggrin

اليوم الخانس 15أغسطس
ما أسماء الكفار التى ذكرت فى القرآن الكريم ؟
موضحا أسماء السور و أرقام الآيات المذكور بها الأسم

الفائز عن اليوم الخامس
ام محمود

اليوم السادس 16أغسطس
ما الآيات التى ذكر فيها أركان الإسلام الخمسة - موضحا نص الآيه و رقمها و أسم السورة
الفائز عن اليوم السادس
temmar


اليوم السابع 17أغسطس
ما الأدوية التى ذكرت فى القرآن الكريم - موضحا الآيات و أرقامها و أسماء السور التى دلت على ذلك
الفائز عن اليوم السابع
لو هو السؤال الأدوية كما هو موجود بالسؤال الأساسى الفائز
ام محمود
أما لأن الأغلبية أجاب عن الأودية رغم انها مش مكتوبه بالسؤال كده
هاندى جائزة ثانية للسؤال و هى أيضا 100 اعتماد تانية للفائز
ابو عمر 1233
مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 126274

اليوم الثامن 18أغسطس
ما الآية التى اشتملت على أكبر عدد من لفظ الجلالة الله ؟
مع ذكر الايه و رقمها والسورة الواردة بها

الفائز عن اليوم الثامن
احمد مصراوي

اليوم التاسع 19أغسطس
ما أعضاء جسم الإنسان التى ذكرت فى القرآن الكريم ؟
الفائز عن اليوم التاسع
diyaa

اليوم العاشر 20 أغسطس
كم مرة ذكرت مصر فى القرآن الكريم مع ذكر الأيات و أرقامها و أسماء السور
الفائز عن اليوم العاشر
نداوى
اليوم الحادى عشر 21 أغسطس
في أي سورة من سور القراَن الكريم وردت الأحداث الآتية :
قصة المعراج ؟
قصة الإسراء ؟
أصحاب الفيل ؟
بيعة الرضوان ؟
عباد الرحمن وصفاتهم ؟
تحويل القبلة ؟
الفائز عن اليوم الحادى عشر
zakariaxh2d


اليوم الثانى عشر 22 أغسطس
ماالاتجاهات التى ذكرت فى القرآن الكريم ؟ مع ذكرالآيات و أرقامها و أسماء السور
الفائز عن اليوم الثانى عشر
allawee

اليوم الثالث عشر 23 أغسطس
ما القصص التى ذكرت فى القرآن الكريم ؟
الفائز عن اليوم الثالث عشر
yhya music

اليوم الرابع عشر 24 أغسطس
الحيوان البرئ الذى ذكر فى القرآن الكريم - الحشرة التى تكلمت فى القرآن الكريم - الحشرة التى أوحى الله إليها فى القرآن الكريم
أذكر ما أسماءهم الآيات التى ذكروا بها مع أرقامها و أسماء السور

الفائز عن اليوم الرابع عشر
temmar

اليوم الخامس عشر 25 أغسطس
ما هى اول آية نزلت فى القرآن الكريم ؟ مع ذكر الآيه و أسم السورة و شرح الآيه بالكامل و المناسبه التى نزلت فيها
الفائز عن اليوم الخامس عشر
أبو كيندا

اليوم السادس عشر 26 أغسطس
ما معنى هذه الأيه الكريمه ؟؟ وماهو سبب النزول ؟؟ ذاكرا أسم السورة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَا تُطِعْ كُلَّ
حَلَّافٍ مَّهِينٍ
(10) هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ
أَثِيمٍ
(12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)
صدق الله لبعظيم

الفائز عن اليوم السادس عشر
نداوى

اليوم السابع عشر 27 أغسطس
من الذى أغرقة الله – تعالى – ثم
نجاه ببدنه ؟
مع ذكر الآيه الكريمة و رقمها و أسم السورة و معناها
الفائز عن اليوم السابع عشر
meelad_sd

اليوم الثامن عشر 28 أغسطس
ماهي آيات الحج في القرآن الكريم ؟ مع ذكر الآيات و أرقامها و أسماء السور
الفائز عن اليوم الثامن عشر
MarwanSoudies

اليوم التاسع عشر 29 أغسطس
ما هى آية الكرسي أذكر الآية و رقمها و أسم السورة مع شرح كامل للآية
و ذكر فوائدها
الفائز عن اليوم التاسع عشر
قنبلة 66

اليوم العشرون 30 أغسطس
" يوم ترجف الراجفة ".. ما المقصود بالراجفة ؟
" تتبعها الرادفة " ما المقصود بالرادفة ؟
ما المعنى و أرقام الآية و أسم السورة و شرح الآيه
الفائز عن اليوم العشرون
temmar

اليوم الواحد و العشرون 31 أغسطس
ما الآبة التى نزلت في ذي نواس وجُنده ؟
مع ذكر الايه و رقمها و اسم السورة و شرح كامل لها و ذكر سبب النزوار و مناسبته
الفائز عن اليوم الواحد و العشرون
!KIMO!
اليوم الثانى و العشرون 1 سبتمبر
ما هما الآيتان اللتان أعطيا النبي صلى الله عليه وسلم وهما من كنوز العرش ؟
مع ذكر الآيتان و أرقامهما و أسم السورة و شرح موجز عنهما

الفائز عن اليوم اثانى و العشرون
احمد مصراوي

اليوم الثالث و العشرون 2 سبتمبر
ورد في القران الكريم هذه الأية (ياموسى انزع نعليك انك في الوادي المقدس طوى)
ما المقصود بهذه الأية و ما رقمها و أسم السورة و سبب نزول الآية مع شرح كامل لها
الفائز عن اليوم اثالث و العشرون
اعصار

اليوم الرابع و العشرون 3 سبتمبر
ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين ( 0 ) إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ( 0 ) قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين ( 0 ) قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين ( 0 ) قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين ( 0 ) قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين ( 0 ) ) .
أشرح الآيات موضحا أسم السورة و أرقام الآيات المذكورة مع توضيح لأسباب النزول
الفائز عن اليوم الرابع و العشرون

dody99

اليوم الخامس و العشرون 4 سبتمبر
ما هي السورة التي تبدأ بقوله تعالى " يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما "
مع شرح الآية الكريمة
الفائز عن اليوم الخامس و العشرون
أبو كيندا

اليوم السادس و العشرون5 سبتمبر
ما هو سر الرقم 7 فى الدين الآسلامى؟
ذكر الرفم 7 فى الكثير من الشروحات و فى القرآن و فى التفاسير لعدة أشياء بالدين الآسلامى
أذكر ما هو سر الرقم 7 مستعينا بالاىيات القرآنية التى لها علاقة بالرفم 7 مع ذكر أسماء السور و أرقام أيات و أيضا أذكر التفسيرات حول الرقم 7 من الفقه و التفاسير الآسلامية

السؤال ده يا جماعه سؤال مهم جدا و اجابته لازم تجمع من اكتر من مكان و عن علم و ليس نقل و بس
أفهموا و أقرأوا قبلالنقل للفائدة العامة

الفائز عن اليوم السادس و العشرون 5 سبتمبر
ام محمود
مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Icon_cyclops

اليوم السابع و العشرون 6 سبتمبر
كلما
ارتفع الإنسان في أجواء السماء قلت نسبة الأكسجين وشعر بصعوبة في التنفس ،
حقيقة علمية أشار إليها القرآن الكريم ، اذكر الآية و رقمها واسم السورة و شرح الآية الكريمة

الفائز عن اليوم السابع و العشرون
sabona


اليوم الثامن و العشرون
{ إنا أنزلناهُ في
ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح
فيها بإذن ربهم من كلِ
أمر
*سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }
مطلوب أسم السورة و شرحها و أسباب النزول

الفائز عن اليوم الثامن و العشرون
واحد من الناس

اليوم التاسع و العشرون 8 سبتمبر

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ


  1. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ

  2. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ
أذكر أسم السورة و شرحها الكامل

الفائز عن اليوم التاسع و العشرون 8 سبتمبر
(الأمير)

اليوم الثلاثون و الأخير 9 سبتمبر
كل عام و أنتم ببخير و أنتظرونا بمسابقة عيد الفطر من الغد
اليوم أخر أيام رمضان المبارك أحببت فعلا أن يسعى كل منكم لإيجاد الإجابة بدون نقل
أكتب الآية الكريمة التى كلما أستمعت إليها ترتاح نفسك و تطمئن مع شرحها و إظهار رقمها و أسم السورة
الفائز عن اليوم الأخير
mohyou

ملاحظه : لتوسيع فرصة المكسب الاختيار سيتم من بين أول 10 إجابات صحيحة و ليس أول 5 قثط
تنويه لكل الأعضاء المسابقات غدا سيكون مواعيدها الجديدة العاشرة بتوقيت جرينتش الثانية عشر بتوقيت مصر
حتى
يستطيع الكل أن يؤدى صلاة العشاء و التراويح و يتواجد ساعة المسابقة و قد
تم أختيار التوقيت بناءا على تصويتكم لمواعيد المسابقة اليومية


تسلم الهدايا للفائزين فى نهاية شهر رمضان المبارك
: شكر خاص للعضة إعصار على تحيته و كل عام و أنت بخير أخى
https://www.pubarab.com/montada-f25/topic-t92845.htm


عدل سابقا من قبل ALEXA في السبت 11 سبتمبر 2010 - 4:33 عدل 37 مرات

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة القدر
تفسير سورة القدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*
سورة
الْقَدْر مكية، وقد تحدثت عن بدء نزول القرآن العظيم، وعن فضل ليلة
القدر
على سائر الأيام والشهور، لما فيها من الأنوار والتجليات القدسية،
والنفحات
الربانية، التي يفيضها الباري جل وعلا على عباده المؤمنين،
تكريماً
لنزول القرآن المبين، كما تحدثت عن نزول الملائكة الأبرار حتى طلوع

الفجر، فيا لها من ليلةٍ عظيمة القدر، هي خير عند الله من ألف شهر !!



بدء
نزول القرآن، وفضائل ليلة القدر

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل
لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]

سبب النزول:
نزول الآية (1):
أخرج
ابن أبي حاتم والواحدي عن مجاهد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر
رجلاً
من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من
ذلك،
فأنزل الله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا
أَدْرَاكَ
مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ
شَهْرٍ*}
التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها في سبيل الله.

نزول الآية (3):
أخرج
ابن جرير عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم
يجاهد
العدو بالنهار حتى يمسي، فعمل ذلك ألف شهر، فأنزل الله: {لَيْلَةُ
الْقَدْرِ*
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} عملها ذلك
الرجل.

{إِنَّا
أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي نحن أنزلنا
هذا القرآن
المعجز في ليلة القدر والشرف قال المفسرون: سميت ليلة القدر
لعظمها
وقدرها وشرفها، والمرادُ بإِنزال القرآن إِنزالهُ من اللوح المحفوظ
إِلى
السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل إِلى الأرض في مدة ثلاث وعشرين سنة
كما
قال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إِلى بيت
العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة
على
رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ
الْقَدْرِ}
تعظيمٌ وتفخيمٌ لأمرها أي وما أعلمك يا محمد ما ليلةُ القدر
والشرف ؟
قال الخازن: وهذا على سبيل التعظيم لها والتشويق لخبرها كأنه قال:
أي
شيء يبلغ علمك بقدرها ومبلغ فضلها ؟! ثم ذكر فضلها من ثلاثة أوجه فقال
تعالى
{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي ليلة القدر في
الشرف
والفضل خيرٌ من ألف شهر، لما اختصت به من شرف إِنزال القرآن الكريم
فيها
قال المفسرون: العمل الصالح في ليلة القدر خيرٌ من العمل في ألف شهر
ليس
فيها ليلة القدر، وقد روي أن رجلاً لبس السلاح وجاهد في سبيل الله ألف
شهر،
فعجب رسول الله والمسلمون من ذلك، وتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأُمته فقال يا رب: جعلت أُمتي أقصر الأمم أعماراً، وأقلها أعمالاً !!
فأعطاه
الله ليلة القدر، وقال: ليلةُ القدر خيرٌ لك ولأمتك من ألف شهر،
جاهد
فيها ذلك الرجل قال مجاهد: علمها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر،
هذا
هو الوجه الأول من فضلها ثم قال تعالى {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ
وَالرُّوحُ
فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} أي تنزل
الملائكةُ
وجبريل إِلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمرٍ
قدَّره الله
وقضاه لتلك السنة إِلى السنة القابلة، وهذا هو الوجه الثاني من
فضلها،
والوجه الثالث قوله تعالى {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
أي
هي سلام من أول يومها إِلى طلوع الفجر، تسلّم فيها الملائكة على
المؤمنين،
ولا يُقدّر الله فيها إلا الخير والسلامة لبني الإِنسان.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz


تفسير سورة القدر




بسم الله الرحمن الرحيم

إنا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر* تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلّ أمر * سلام هي حتّى مطلع الفجر?



تمهيد:

سورة القدر المباركة من السور التي تتناول شأناً من شؤون الرسالة الإلهية الخاتمة التي بعث الله عزّوجلّ بها خاتم الأنبياء محمّد بن عبدالله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فهي تتناول الزمن (الليلة) التي تنزل فيها كتاب الحق والرشاد والهدى لإنقاذ العباد من ضلالتهم وبؤسهم، وبعدهم عن الخير والنور والخلاص...

كما تتحدث السورة الكريمة عما رافق هذه العملية الجليلة الكبرى "عملية الإنزال القرآني" من احتفاء الملائكة والروح الأعظم بهذه المناسبة العظيمة، حيث يشيع السلام والبركة والخير في هذا الكوكب الأرضي المحظوظ ?سلام هي حتّى مطلع الفجر?.

وتشير السورة ـ وهي تستعرض حدثاً من أعظم الأحداث في تاريخ الأرض كله ـ إلى أن هذه الليلة العظيمة بما فيها من تقدير وتدبير لشؤون الخلق، قد فاقت في عظمتها وشرفها وخيرها آلاف الليالي مما ليس فيها "ليلة القدر" بسبب ما جرى فيها من فيض ورحمة وبركات..

لقد خصصت هذه السورة على وجازتها، ما عممته سورة البقرة ?شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن* هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان..? ولقد حددت مضمون الليلة المباركة التي نزل فيها القرآن الكريم، والتي تحدثت عنها سورة الدخان في مطلعها: ?..إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منزلين، فيها يفرق كلّ أمر حكيم..? "الدخان: 3".

وسورة القدر تتحدث عن إحدى الحالتين التي نزل فيها القرآن الكريم من عند الله عزّوجلّ، فهي تتحدث عن حالة "الإنزال" للقرآن الكريم لا عن حالة "التنزيل"، إذ أن الحالة الثانية تحدثت عنها سورة الإسراء في آخرها: ?وقرآناً فرقناه، لتقرأه على الناس على مكث، ونزلناه تنزيلاً? حتّى استفاد بعض علماء الأمة الأبرار(1) من هذه السياقات التي وردت في سورة القدر وسورة الإسراء وغيرهما أن للقرآن الكريم نزولين: نزولاً كلياً لصياغة الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ باعتباره قائد

العملية التغييرية الكبرى في هذا الكوكب، وكان هذا "الإنزال" على شكل أفكار وقيم بعيدة عن المكان والزمان لصنع القائد الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ في ضوء إرادة الله عزّوجلّ.

أما النزول الثاني وهو ما حكته سورة الإسراء في الآية السادسة بعد المائة، فكان "التنزيل" التفصيلي وهو الذي امتطى صهوة الأحداث التي مرت بها تجربة الدعوة والدولة والأمة عبر قرابة قرن من الزمان.

إن هذه الحقائق قد غفل عنها كثير من الأقدمين، ولذا عبروا عن حالة "الإنزال" بطريقة لا تخلو من غموض، فقد تحدث الصحابي الجليل عبدالله بن عباس (رض) حول ذلك بما يلي: "انزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في الليلة القدر، ثم كان ينزله جبريل ـ عليه السلام ـ على محمّد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ نجوماً..." (2).

وفسر الشعبي هذا الإنزال الذي جرى في ليلة القدر بقوله: "أنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر..." (3).

وفسره مقاتل بقوله: "أنزله من اللوح المحفوظ إلى السفرة وهم الكتبة من الملائكة في السماء الدنيا"(4).

بيد أن عدداً من العلماء يرون ـ كما أشرنا ـ أن القرآن نزل مرتين، مرة على الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ كمعارف إلهية وإسرار كبرى، ثم نزل مرة أخرى من أجل الأمة على سبيل التفصيل بألفاظه المحددة المعروفة.

والعملية الأولى كانت لأعداد النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ لحمل الأمانة الإلهية الكبرى، والعملية الثانية لأعداد الأمة (5) وفتح قلوبها على حقائق الرسالة الإلهية الخاتمة..

وقد استفاد هؤلاء العلماء إضافة إلى استفادتهم من مداليل آيات سورة الدخان وسورة القدر والبقرة وسورة الإسراء... استفادوا من المدلول الدقيق الموحي الذي يحمله قوله تعالى:

?كتاب أحكمت آياته، ثم فصلت من لدن حكيم خبير?."هود:1".

إذ الآية تشير إلى مرحلتين من وجود القرآن الكريم: مرحلة الأحكام، وهي المرحلة الأولى، ثم تلتها المرحلة الثانية، وهي مرحلة التفصيل التي يعبر عنها المفسرون عادة بنزول القرآن الكريم نجوماً على مدى ثلاثة وعشرين عاماً..

ويبدو أن بين مرحلة "الإنزال" الأولى، ومرحلة "التنزيل" التدريجي مسافة زمنية طويلة، ولعل الإمام أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قد أشار إلى فترة الإنزال المجمل على النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ لأفكار القرآن الكريم في هذه المقاطع من خطبته المسماة بالقاصعة، حيث يقول: "ولقد قرن الله به ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره"(6).

أما مرحلة النزول التدريجي فقد بدأت بنزول مطالع سورة "العلق" وعمر النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ يومها قد بلغ الأربعين عاماً، وبين مرحلة الصبا ومرحلة الكهولة مسافة زمنية طويلة جداً!



فضل السورة ومكانتها:

لا نريد أن نتكلم عن القيمة الثقافية التي تحتلها سورة القدر المباركة، حيث تبين شيء من هذه القيمة العظيمة في ثناياً ما قدمنا من حديث حولها، على أن الأحاديث الشريفة الواردة عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وأئمة المسلمين ـ عليهم السلام ـ قد ذكرت لهذه السورة منزلة متميزة بين سور القرآن الكريم، فقد ورد عن أبي بن كعب عن

النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قوله: "من قرأها أعطي من الأجر كمن صام رمضان، وأحيا ليلة القدر"(7).

وعن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عن آبائه ـ عليهم السلام ـ قال: "من قرأ أنا أنزلناه في ليلة القدر، فجهر بها صوته كان كالشاهر سيفه في سبيل الله عزّوجلّ، ومن قرأها سراً كان كالمتشحط بدمه في سبيل الله، ومن قرأها عشر مرات محى الله عنه ألف ذنب من ذنوبه"(Cool؟

وفي سنة المعصوم ـ عليه السلام ـ الكثير من الأحاديث التي تؤكد على أهمية هذه السورة المباركة وفضلها، وموقعها المعنوي السامي بين سائر سور الكتاب العزيز.



وقفة مع أسباب النزول:

تتحدث سورة القدر المباركة عن جملة من المفاهيم والأفكار المرتبطة بالرسالة الإسلاميّة الخاتمة، وتطورات مسيرتها، وأهمية القرآن الكريم، وجلالته، ومكانة الليلة التي تنزل فيها كتاب الله العزيز..

وهذه السورة رغم أن أسلوب أدائها، وجرس آياتها تنسجم مع حالة السور المكية، إلاّ أن عدداً من الآثار الصحيحة تفيد أن السورة نزلت في "المدينة" المنورة لحادثة يذكرها المفسرون، وأصحاب أسباب النزول.

ويلاحظ أن أغلب المفسرين يذكرون في مؤلفاتهم أن السورة "مكية أو مدنية" كما يلاحظ ذلك عند الإمام الزمخشري (ت 528 هـ) في كشافه والإمام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي "من علماء القرن السادس الهجري" في مجمع البيان، وتفسير الجلالين وتفسير الميزان للسيد محمّد حسين الطباطبائي وغيرهم من علماء التفسير وخبراء التنزيل المبارك..

وإذا كان المرجحون لنزول سورة القدر في مكة يعتمدون على طريقة أدائها المألوفة في السور المكية من حيث جزالة الألفاظ وقصر الآيات وما إلى ذلك، فأن القائلين بنزولها في المدينة المنورة يستندون إلى نصوص نبوية صريحة كالحديث الذي أخرجه الترمذي والحاكم في مستدرك الصحيحين وابن جرير وغيرهم عن الحسن بن علي بن أبي طالب سبط النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ عن جده رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ رأى بني أمية على منبره فساءه ذلك، فنزلت "إنا أعطيناك الكوثر"، ونزلت ?إنا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر? تملكها بعدك بنو أمية، قال القاسم الحراني: فعددنا، وإذا هي ألف شهر لا تزيد، ولا تنقص..." (9). كما يستندون إلى الأحاديث التي وردت شبيهة بذلك في الدر المنثور للعلامة السيوطي برواية الخطيب البغدادي عن سعيد بن المسيب عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : "أريت بني أمية يصعدون منبري، فشق ذلك علي، فأنزل الله: (إنا أنزلناه في ليلة القدر).

هذا، وقد روى مثل ذلك الخطيب في تاريخه عن ابن عباس (رض)، كما أورد مثله الطبراني والترمذي وابن جرير وابن مردويه والبيهقي، وأئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ... هذا، وليس مستبعداً أن تكون السورة قد نزلت مرتين: مرة في مكة المكرمة، ومرة في المدينة المنورة، فأن مثل هذه الحالة مألوفة في بعض سور القرآن الكريم، حيث تتعدد المقاصد التي تحملها بعض السور، حتّى أن بعض العلماء ذهبوا إلى أن من أسباب تسمية سورة الفاتحة بالمثاني لنزولها مرتين: مرة في مكة ومرة في المدينة.



المقاصد والأهداف العليا:

رغم قصر هذه السورة المباركة (خمس آيات فحسب) إلاّ أن ألفاظها تكاد تنوء بما حملت من مبادئ وأفكار ومعلومات تتعلق كلها بتاريخ الرسالة

وحيثياتها، ومجريات الأمور في هذا الكون عند نزول القرآن الكريم على المصطفى المختار ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، لتبدأ انعطافه جديدة في تاريخ الإنسان وتاريخ هذا الكوكب.

فما هي الحقائق العظمى التي أشرقت بها هذه السورة المباركة ؟

ولنأخذ السورة قطعة قطعة أو آية آية لنتدبر فيها ونتملى آثارها العظيمة الممتدة في الزمان حتّى قيام الساعة:

"إنا أنزلناه": الهاء في "أنزلناه" تشير إلى القرآن الكريم وأن لم يجر له ذكر في السورة، حيث لم يشك أحد أبداً من خلال مضمون خطاب السورة الكريمة إلى أن المقصود من النازل هو القرآن الكريم.

وقد قطع بعض من العلماء في أن المراد هنا هو جملة القرآن الكريم لا جزء منه اعتماداً على أن لفظ "الإنزال" يفيد الدفعة الواحدة خلافا للتنزيل الذي يفيد التدرج (10). والتتابع في النزول، إضافة إلى استفادة هذا الفريق من بعض الآثار الصحيحة ـ كما أشرنا في مقدمة الحديث ـ وأصحاب هذه الوجهة ـ كما قدمنا ـ يستعينون بالآيات الكريمة الواردة حول نزول القرآن الكريم في كلّ من سورة البقرة والدخان والإسراء والقدر ليميزوا بين مرحلتين من نزول القرآن المجيد، مرة على الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ على شكل أسرار ومفاهيم كبرى، ومرة من أجل صناعة الأمة على عين الحق من خلال التنزيل التدريجي الذي يمتطي المناسبات والأسباب ـ كما قدمنا ـ.

"في ليلة القدر": والمقصود بليلة القدر هي الليلة المعلومة المشهودة التي نزل فيها القرآن الكريم، في واحدة من أشرف وأجل ليالي هذا الشهر الفضيل: شهر رمضان المبارك.

وقد سماها المولى جل وعلا بليلة القدر لأنها ليلة التقدير والتدبير والمقام والرفعة والسمو والجلالة، فهي ليلة جرى فيها أعظم حدث شهده هذا الكوكب

الأرضي منذ خلقه الله عزّوجلّ حيث نزول أعظم رسالة إلهية لهذا الإنسان الذي كرمه الله تعالى وأعظم كتاب من كتب الله النازلة على الإطلاق وهو القرآن المجيد.

ثم هي ليلة يقدر الله تعالى فيها حوادث الوجود على مدار عام إلى السنة القادمة من حياة وموت ورزق وسعادة وشقاء وخير ونكد وما إلى ذلك، كما تشير إلى ذلك سورة الدخان بقوله تعالى:?فيها يفرق كلّ أمر حكيم أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك...?.

والقدر ليست ليلة واحدة في الزمان، وإنّما هي ليلة متكررة بتكرر السنين كما يفيد الفعل المضارع "فيها يفرق..".

عن أبي ذر الغفاري أنّه قال: "قلت يا رسول الله ليلة القدر هي شيء تكون على عهد الأنبياء ينزل فيها، فإذا قبضوا رفعت قال: لا بل هي إلى يوم القيامة"(11).

والإجماع على أن ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وقد روى أصحاب السنن أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ إذا دخل العشر الأواخر من شهر رمضان شد المئزر ـ إشارة للاجتهاد في العبادة ـ واجتنب النساء وأحيا الليل، وتفرغ للعبادة.

وقد وقع خلاف بين العلماء حول الليلة بذاتها، فقيل: هي ليلة إحدى وعشرين كما هو مذهب الصحابي أبي سعيد الخدري، واختاره الشافعي 2.

وقيل: هي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، وهو ما اختاره الخليفة عمر وولده عبدالله.

عن عبدالله بن عمر قال: "جاء رجل إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فقال يا رسول الله إني رأيت في النوم كأن ليلة القدر هي ليلة سابعة تبقى فقال ـ صلى الله عليه وآله ـ أرى رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين فمن كان منكم يريد أن يقوم من الشهر شيئاً فليقم ليلة ثلاث وعشرين قال معمر كان أيوب يغتسل ليلة ثلاث وعشرين ويمس طيباً

وسأل عمر بن الخطاب أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فقال قد علمتم أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال في ليلة القدر، اطلبوها في العشر الأواخر وتراً ففي أي الوتر ترون فأكثر القوم في الوتر قال ابن عباس فقال لي مالك لا تتكلم يا ابن عباس فقلت رأيت الله أكثر من ذكر لسبع في القرآن فذكر السماوات سبعاً و الأرضين سبعاً والطواف سبعاً والجمار سبعاً وما شاء الله من ذلك خلق الإنسان من سبعة وجعل رزقه في سبعة فقال كلّ ما ذكرت عرفت فما قولك خلق الإنسان من سبعة وجعل رزقه في سبعة فقلت خلق الإنسان من سلالة من طين إلى قوله خلقاً آخر ثم قرأت أنا صببنا الماء صبا إلى قوله وفاكهة وأبا فما أراها إلاّ ليلة ثلاث وعشرين لسبع بقين فقال عمر عجزتم أن تأتوا بما جاء به هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه قال: وقال عمر وافق رأيي رأيك ثم ضرب منكبي"(13).

وهو ما يراه الإمام أبو عبدالله جعفر بن محمّد الصادق ـ عليه السلام ـ كما يورده عنه الشيخ الصدوق (رض):

"عن علي بن حمزة قال كنت عند أبي عبدالله ـ عليه السلام ـ فقال له أبو بصير جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها ما يجرى أي ليلة هي، فقال: هي ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين قال فأن لم أقو على كلتيهما فقال ما أيسر ليلتين فيما تطلب"(14).

وذهب آخرون إلى أنها ليلة سبع وعشرين كما هو رأي أبي بن كعب وعائشة أم المؤمنين، وكما رووا عن ابن عمر وابن عباس عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قوله: "تحروها ليلة سبع وعشرين"(15).

وقد أخفيت "القدر" في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ليزداد الناس خيراً وتقرباً إلى الله تعالى بالعبادة والتماس الثواب.

"وما أدراك ما ليلة القدر": وما أدراك ـ يا رسول الله ـ ما جلالة قدر هذه الليلة ومكانتها، وهي الليلة التي وضعت فيها قيم الحق، ونصبت موازين الخير

والعدل، وأقدار الحقائق والأوضاع والقلوب..

ولذا، فهي في مقاييس القرب إلى الله تعالى، والتعبد له، والتذلل والتخشع والاستكانة خير من عبادة ألف شهر ليس فيها مثل هذه الليلة إنها قمة سامقة لم يوفق لإعطائها حقها إلاّ السعداء، وأصحاب الحظوظ العظيمة حقاً من البشر.

"تنزل الملائكة والروح فيها..": أن جلالة هذه الليلة ومقامها العظيم لكونها وعاء لأعظم الأحداث وأجلها تشهد حالة من نزول أفواج الملائكة والروح بأذن الله عزّوجلّ، احتفاء وتكريماً وأداء للأمور الكبيرة الكبيرة الموكلة إليها من الخالق الجليل في هذه الليلة الجليلة باعتبار الملائكة وسائط للخير، والحق، والبركة والسلام وتقدير مسيرة الوجود بما فيه ومن فيه

ولذا، فأن هذه الليلة يعمها السلام والخير العميم على الأرض ومن فيها، بعيداً عن كلّ سوء وبلية وآفات وشياطين "سلام هي حتّى مطلع الفجر" والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمّد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.



___________________

1 ـ مثل العلامة المرحوم السيد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان ج 20 "تفسير سورة القدر" والإمام الشهيد السيد محمّد باقر الصدر في حديث ألقي عنه نيابة على طلبة كلية الاقتصاد في جامعة بغداد عام 1967 م وهو نفس الرأي الذي تبناه سماحة آية الله السيد محمّد باقر الحكيم في بحثه القيم (علوم القرآن) ص 34.

2 ـ مجمع البيان في تفسر القرآن: للشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ج 5 (تفسير سورة القدر).

3 ـ نفس المصدر والكشاف للإمام الزمخشري ج 4 تفسير سورة القدر.

4 ـ نفس المصدر والكشاف للإمام الزمخشري ج 4 تفسير سورة القدر.

5 ـ لاحظ علوم القرآن: لسماحة السيد محمّد باقر الحكيم ص 34.

6 ـ نهج البلاغة: للإمام علي عليه السلام بتبويب الدكتور صبحي الصالح ط 1 عام 1967 ص 300.

7 ـ مجمع البيان في تفسير القرآن: ج 5 ص 516 (تفسير سورة القدر) وتفسير نور الثقلين للمرحوم الحويزي ج 5 ص 612.

8 ـ تفسير نور الثقلين: المحدث الشيخ عبد علي الحويزي العروسي ج 5 ص 612 (تفسير سورة القدر).

9 ـ راجع (الباب النقول في أسباب النزول) للسيوطي بهامش تفسير الجلالين ط بيروت 1989 ص 809.

10 ـ لاحظ الميزان في تفسير القرآن: للمرحوم السيد محمّد حسين الطباطبائي في تفسير سورة القدر.

11 ـ مجمع البيان: للطبرسي ج 9 ـ 10 ص 518.

12 ـ نفس المصدر السابق ـ ص 518.

13 ـ مجمع البيان: للطبرسي ج 9 ـ 10 ص 519.

14 ـ نفس المصدر السابق ص 519.

15 ـ نفس المصدر، ص 520.

أسباب نزول آيات سورة ( القدر )

{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ * لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }



قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ * لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} .

أخبرنا أبو بكر التميميُّ، أخبرنا عبد الله بن حِبانَ، حدَّثنا أبو يحيى الرازيّ،
حدَّثنا سهل العسكريُّ، حدَّثنا يحيى بن زائدة، عن مسلم، عن ابن أبي نَجِيح،


عن مجاهد، قال:
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم - رجلاً من بني إسرائيلَ لبس السلاح في سبيل الله ألفَ شهر، فتعجب المسلمون من ذلك. فأنزل الله تعالى

: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ * لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}

. قال: خيرٌ من التي لبس فيها السلاحَ ذلك الرجلُ .

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة القدر
تفسير سورة القدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*
سورة
الْقَدْر مكية، وقد تحدثت عن بدء نزول القرآن العظيم، وعن فضل ليلة
القدر
على سائر الأيام والشهور، لما فيها من الأنوار والتجليات القدسية،
والنفحات
الربانية، التي يفيضها الباري جل وعلا على عباده المؤمنين،
تكريماً
لنزول القرآن المبين، كما تحدثت عن نزول الملائكة الأبرار حتى طلوع

الفجر، فيا لها من ليلةٍ عظيمة القدر، هي خير عند الله من ألف شهر !!



بدء
نزول القرآن، وفضائل ليلة القدر

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل
لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]

سبب النزول:
نزول الآية (1):
أخرج
ابن أبي حاتم والواحدي عن مجاهد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر
رجلاً
من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من
ذلك،
فأنزل الله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا
أَدْرَاكَ
مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ
شَهْرٍ*}
التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها في سبيل الله.

نزول الآية (3):
أخرج
ابن جرير عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم
يجاهد
العدو بالنهار حتى يمسي، فعمل ذلك ألف شهر، فأنزل الله: {لَيْلَةُ
الْقَدْرِ*
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} عملها ذلك
الرجل.

{إِنَّا
أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي نحن أنزلنا
هذا القرآن
المعجز في ليلة القدر والشرف قال المفسرون: سميت ليلة القدر
لعظمها
وقدرها وشرفها، والمرادُ بإِنزال القرآن إِنزالهُ من اللوح المحفوظ
إِلى
السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل إِلى الأرض في مدة ثلاث وعشرين سنة
كما
قال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إِلى بيت
العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة
على
رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ
الْقَدْرِ}
تعظيمٌ وتفخيمٌ لأمرها أي وما أعلمك يا محمد ما ليلةُ القدر
والشرف ؟
قال الخازن: وهذا على سبيل التعظيم لها والتشويق لخبرها كأنه قال:
أي
شيء يبلغ علمك بقدرها ومبلغ فضلها ؟! ثم ذكر فضلها من ثلاثة أوجه فقال
تعالى
{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي ليلة القدر في
الشرف
والفضل خيرٌ من ألف شهر، لما اختصت به من شرف إِنزال القرآن الكريم
فيها
قال المفسرون: العمل الصالح في ليلة القدر خيرٌ من العمل في ألف شهر
ليس
فيها ليلة القدر، وقد روي أن رجلاً لبس السلاح وجاهد في سبيل الله ألف
شهر،
فعجب رسول الله والمسلمون من ذلك، وتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأُمته فقال يا رب: جعلت أُمتي أقصر الأمم أعماراً، وأقلها أعمالاً !!
فأعطاه
الله ليلة القدر، وقال: ليلةُ القدر خيرٌ لك ولأمتك من ألف شهر،
جاهد
فيها ذلك الرجل قال مجاهد: علمها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر،
هذا
هو الوجه الأول من فضلها ثم قال تعالى {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ
وَالرُّوحُ
فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} أي تنزل
الملائكةُ
وجبريل إِلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمرٍ
قدَّره الله
وقضاه لتلك السنة إِلى السنة القابلة، وهذا هو الوجه الثاني من
فضلها،
والوجه الثالث قوله تعالى {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
أي
هي سلام من أول يومها إِلى طلوع الفجر، تسلّم فيها الملائكة على
المؤمنين،
ولا يُقدّر الله فيها إلا الخير والسلامة لبني الإِنسان.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
{ إنا أنزلناهُ في
ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروحفيها بإذن ربهم من كلِ
أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }
مطلوب أسم السورة و شرحها و أسباب النزول

------------------

الاجابة :

اسم السورة القدر
الميزان في تفسير القرآن
سورة القدر


إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا
لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)
تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ
أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)

بيان

تذكر السورة إنزال القرآن في ليلة القدر و تعظم الليلة بتفضيلها على ألف
شهر و تنزل الملائكة و الروح فيها، و السورة تحتمل المكية و المدنية و لا
يخلو بعض ما روي في سبب نزولها عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) و غيرهم
من تأييد لكونها مدنية.

قوله تعالى: «إنا أنزلناه في ليلة القدر» ضمير «أنزلناه» للقرآن و ظاهره
جملة الكتاب العزيز لا بعض آياته و يؤيده التعبير بالإنزال الظاهر في
اعتبار الدفعة دون التنزيل الظاهر في التدريج.

و في معنى الآية قوله تعالى: «و الكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة
مباركة»: الدخان: 3 و ظاهره الإقسام بجملة الكتاب المبين ثم الإخبار عن
إنزال ما أقسم به جملة.

فمدلول الآيات أن للقرآن نزولا جمليا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
غير نزوله التدريجي الذي تم في مدة ثلاث و عشرين سنة كما يشير إليه قوله:
«و قرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا»: إسراء: 106 و
قوله: «و قال الذين كفروا لو لا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به
فؤادك و رتلناه ترتيلا»: الفرقان: 32.

فلا يعبأ بما قيل: إن معنى قوله: «أنزلناه» ابتدأنا بإنزاله و المراد إنزال بعض القرآن.

و ليس في كلامه تعالى ما يبين أن الليلة أية ليلة هي غير ما في قوله تعالى:
«شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن»: البقرة: 185 فإن الآية بانضمامها إلى
آية القدر تدل على أن الليلة من ليالي شهر رمضان.

و أما تعيينها أزيد من ذلك فمستفاد من الأخبار و سيجيء بعض ما يتعلق به في البحث الروائي التالي إن شاء الله.

و قد سماها الله تعالى ليلة القدر، و الظاهر أن المراد بالقدر التقدير فهي
ليلة التقدير يقدر الله فيها حوادث السنة من الليلة إلى مثلها من قابل من
حياة و موت و رزق و سعادة و شقاء و غير ذلك كما يدل عليه قوله في سورة
الدخان في صفة الليلة: «فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا
مرسلين رحمة من ربك»: الدخان: 6 فليس فرق الأمر الحكيم إلا أحكام الحادثة
الواقعة بخصوصياتها بالتقدير.

و يستفاد من ذلك أن الليلة متكررة بتكرر السنين ففي شهر رمضان من كل سنة
قمرية ليلة تقدر فيها أمور السنة من الليلة إلى مثلها من قابل إذ لا معنى
لفرض ليلة واحدة بعينها أو ليال معدودة في طول الزمان تقدر فيها الحوادث
الواقعة التي قبلها و التي بعدها و إن صح فرض واحدة من ليالي القدر
المتكررة ينزل فيها القرآن جملة واحدة.

على أن قوله: «يفرق» - و هو فعل مضارع - ظاهر في الاستمرار، و قوله: «خير من ألف شهر» و «تنزل الملائكة» إلخ يؤيد ذلك.

فلا وجه لما قيل: إنها كانت ليلة واحدة بعينها نزل فيها القرآن من غير أن
يتكرر، و كذا ما قيل: إنها كانت تتكرر بتكرر السنين في زمن النبي (صلى الله
عليه وآله وسلم) ثم رفعها الله، و كذا ما قيل: إنها واحدة بعينها في جميع
السنة و كذا ما قيل: إنها في جميع السنة غير أنها تتبدل بتكرر السنين فسنة
في شهر رمضان و سنة في شعبان و سنة في غيرهما.

و قيل: القدر بمعنى المنزلة و إنما سميت ليلة القدر للاهتمام بمنزلتها أو
منزلة المتعبدين فيها، و قيل: القدر بمعنى الضيق و سميت ليلة القدر لضيق
الأرض فيها بنزول الملائكة.

و الوجهان كما ترى.

فمحصل الآيات - كما ترى - أنها ليلة بعينها من شهر رمضان من كل سنة فيها
أحكام الأمور بحسب التقدير، و لا ينافي ذلك وقوع التغير فيها بحسب التحقق
في ظرف السنة فإن التغير في كيفية تحقق المقدر أمر و التغير في التقدير أمر
آخر كما أن إمكان التغير في الحوادث الكونية بحسب المشية الإلهية لا ينافي
تعينها في اللوح المحفوظ قال تعالى: «و عنده أم الكتاب»: الرعد: 39.

على أن لاستحكام الأمور بحسب تحققها مراتب من حيث حضور أسبابها و شرائطها
تامة و ناقصة و من المحتمل أن تقع في ليلة القدر بعض مراتب الأحكام و يتأخر
تمام الأحكام إلى وقت آخر لكن الروايات كما ستأتي لا تلائم هذا الوجه.

قوله تعالى: «و ما أدراك ما ليلة القدر» كناية عن جلالة قدر الليلة و عظم
منزلتها و يؤكد ذلك إظهار الاسم مرة بعد مرة حيث قيل: «ما ليلة القدر ليلة
القدر خير» و لم يقل: و ما أدراك ما هي هي خير.

قوله تعالى: «ليلة القدر خير من ألف شهر» بيان إجمالي لما أشير إليه بقوله: «و ما أدراك ما ليلة القدر» من فخامة أمر الليلة.

و المراد بكونها خيرا من ألف شهر خيريتها منها من حيث فضيلة العبادة على ما
فسره المفسرون و هو المناسب لغرض القرآن و عنايته بتقريب الناس إلى الله
فإحياؤها بالعبادة خير من عبادة ألف شهر، و يمكن أن يستفاد ذلك من المباركة
المذكورة في سورة الدخان في قوله: «إنا أنزلناه في ليلة مباركة» و هناك
معنى آخر سيأتي في البحث الروائي التالي إن شاء الله.

قوله تعالى: «تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر» تنزل أصله
تتنزل، و الظاهر من الروح هو الروح الذي من الأمر قال تعالى: «قل الروح من
أمر ربي»: إسراء: 85 و الإذن في الشيء الرخصة فيه و هو إعلام عدم المانع
منه.

و «من» في قوله: «من كل أمر» قيل: بمعنى الباء و قيل: لابتداء الغاية و
تفيد السببية أي بسبب كل أمر إلهي، و قيل: للتعليل بالغاية أي لأجل تدبير
كل أمر من الأمور و الحق أن المراد بالأمر إن كان هو الأمر الإلهي المفسر
بقوله «إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن»: يس: 82 فمن للابتلاء و
تفيد السببية و المعنى تتنزل الملائكة و الروح في ليلة القدر بإذن ربهم
مبتدأ تنزلهم و صادرا من كل أمر إلهي.

و إن كان هو الأمر من الأمور الكونية و الحوادث الواقعة فمن بمعنى اللام
التعليلية و المعنى تتنزل الملائكة و الروح في الليلة بإذن ربهم لأجل تدبير
كل أمر من الأمور الكونية.

قوله تعالى: «سلام هي حتى مطلع الفجر» قال في المفردات،: السلام و السلامة
التعري من الآفات الظاهرة و الباطنة انتهى فيكون قوله: «سلام هي» إشارة إلى
العناية الإلهية بشمول الرحمة لعباده المقبلين إليه و سد باب نقمة جديدة
تختص بالليلة و يلزمه بالطبع وهن كيد الشياطين كما أشير إليه في بعض
الروايات.

و قيل: المراد به أن الملائكة يسلمون على من مروا به من المؤمنين المتعبدين و مرجعه إلى ما تقدم.

و الآيتان أعني قوله: «تنزل الملائكة» إلى آخر السورة في معنى التفسير لقوله: «ليلة القدر خير من ألف شهر».

بحث روائي

في تفسير البرهان، عن الشيخ الطوسي عن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله القدر
شيء يكون على عهد الأنبياء ينزل عليهم فيها الأمر فإذا مضوا رفعت؟ قال: لا
بل هي إلى يوم القيامة.

أقول: و في معناه غير واحد من الروايات من طرق أهل السنة.


و في المجمع، و عن حماد بن عثمان عن حسان بن أبي علي قال: سألت أبا عبد
الله (عليه السلام) عن ليلة القدر قال: اطلبها في تسع عشرة و إحدى و عشرين و
ثلاث و عشرين.

أقول: و في معناه غيرها، و في بعض الأخبار الترديد بين ليلتين الإحدى و
العشرين و الثلاث و العشرين كرواية العياشي عن عبد الواحد عن الباقر (عليه
السلام) و يستفاد من روايات أنها ليلة ثلاث و عشرين و إنما لم يعين تعظيما
لأمرها أن لا يستهان بها بارتكاب المعاصي.

و فيه، أيضا في رواية عبد الله بن بكير عن زرارة عن أحدهما (عليهما السلام)
قال: ليلة ثلاث و عشرين هي ليلة الجهني، و حديثه أنه قال لرسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم). إن منزلي نائي عن المدينة فمرني بليلة أدخل فيها
فأمره بليلة ثلاث و عشرين.

أقول: و حديث الجهني و اسمه عبد الله بن أنيس الأنصاري مروي من طرق أهل السنة أيضا أورده في الدر المنثور، عن مالك و البيهقي.

و في الكافي، بإسناده عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
التقدير في تسع عشرة، و الإبرام في ليلة إحدى و عشرين، و الإمضاء في ليلة
ثلاث و عشرين.

أقول: و في معناها روايات أخر.

فقد اتفقت أخبار أهل البيت (عليهم السلام) أنها باقية متكررة كل سنة، و أنها ليلة من ليالي شهر رمضان و أنها إحدى الليالي الثلاث.

و أما من طرق أهل السنة فقد اختلفت الروايات اختلافا عجيبا يكاد لا يضبط و
المعروف عندهم أنها ليلة سبع و عشرون فيها نزل القرآن، و من أراد الحصول
عليها فليراجع الدر المنثور و سائر الجوامع.

و في الدر المنثور، أخرج الخطيب عن ابن المسيب قال: قال رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم): رأيت بني أمية يصعدون منبري فشق ذلك علي فأنزل الله
إنا أنزلناه في ليلة القدر:. أقول: و روي أيضا مثله عن الخطيب في تاريخه،
عن ابن عباس، و أيضا ما في معناه عن الترمذي و ابن جرير و الطبراني و ابن
مردويه و البيهقي عن الحسن بن علي و هناك روايات كثيرة في هذا المعنى من
طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) و فيها أن الله تعالى سلى
نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بإعطاء ليلة القدر و جعلها خيرا من ألف شهر
و هي مدة ملك بني أمية.

و في الكافي، بإسناده عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال له بعض أصحابنا و لا أعلمه إلا سعيد السمان: كيف تكون ليلة
القدر خيرا من ألف شهر؟ قال: العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها
ليلة القدر.

و فيه، بإسناده عن الفضيل و زرارة و محمد بن مسلم عن حمران أنه سأل أبا
جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: «إنا أنزلناه في ليلة مباركة»
قال: نعم ليلة القدر و هي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر فلم
ينزل القرآن إلا في ليلة القدر قال الله عز و جل: «فيها يفرق كل أمر حكيم».
قال: يقدر في ليلة القدر كل شيء يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل: خير
و شر طاعة و معصية و مولود و أجل أو رزق فما قدر في تلك الليلة و قضي فهو
المحتوم و لله عز و جل فيه المشية. قال: قلت: «ليلة القدر خير من ألف شهر»
أي شيء عنى بذلك؟ فقال: و العمل الصالح فيها من الصلاة و الزكاة و أنواع
الخير خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، و لو لا ما يضاعف الله
تبارك و تعالى للمؤمنين ما بلغوا و لكن الله يضاعف لهم الحسنات.

أقول: و قوله: و لله فيه المشية يريد به إطلاق قدرته تعالى فله أن يشاء ما
يشاء و إن حتم فإن إيجابه الأمر لا يفيد القدرة المطلقة فله أن ينقض القضاء
المحتوم و إن كان لا يشاء ذلك أبدا.

و في المجمع، روى ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
إذا كان ليلة القدر تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى و منهم
جبرائيل فينزل جبرائيل و معه ألوية ينصب لواء منها على قبري و لواء على بيت
المقدس و لواء في المسجد الحرام و لواء على طور سيناء و لا يدع فيها مؤمنا
و لا مؤمنة إلا سلم عليه إلا مدمن خمر و آكل لحم الخنزير و المتضمخ
بالزعفران.

و في تفسير البرهان، عن سعد بن عبد الله بإسناده عن أبي بصير قال: كنت مع
أبي عبد الله (عليه السلام) فذكر شيئا من أمر الإمام إذا ولد فقال: استوجب
زيادة الروح في ليلة القدر فقلت: جعلت فداك أ ليس الروح هو جبرئيل؟ فقال:
جبرئيل من الملائكة و الروح أعظم من الملائكة أ ليس أن الله عز و جل يقول:
«تنزل الملائكة و الروح».

أقول: و الروايات في ليلة القدر و فضلها كثيرة جدا، و قد ذكرت في بعضها لها
علامات ليست بدائمة و لا أكثرية كطلوع الشمس صبيحتها و لا شعاع لها و
اعتدال الهواء فيها أغمضنا عنها.

سميت ليلة القدر
لعظمها
وقدرها وشرفها، والمرادُ بإِنزال القرآن إِنزالهُ من اللوح المحفوظ
إِلى
السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل إِلى الأرض في مدة ثلاث وعشرين سنة
كما
قال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إِلى بيت
العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة
على
رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ
الْقَدْرِ}
تعظيمٌ وتفخيمٌ لأمرها أي وما أعلمك يا محمد ما ليلةُ القدر
والشرف ؟
قال الخازن: وهذا على سبيل التعظيم لها والتشويق لخبرها كأنه قال:
أي
شيء يبلغ علمك بقدرها ومبلغ فضلها ؟! ثم ذكر فضلها من ثلاثة أوجه فقال
تعالى
{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي ليلة القدر في
الشرف
والفضل خيرٌ من ألف شهر، لما اختصت به من شرف إِنزال القرآن الكريم
فيها
قال المفسرون: العمل الصالح في ليلة القدر خيرٌ من العمل في ألف شهر
ليس
فيها ليلة القدر، وقد روي أن رجلاً لبس السلاح وجاهد في سبيل الله ألف
شهر،
فعجب رسول الله والمسلمون من ذلك، وتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأُمته فقال يا رب: جعلت أُمتي أقصر الأمم أعماراً، وأقلها أعمالاً !!
فأعطاه
الله ليلة القدر، وقال: ليلةُ القدر خيرٌ لك ولأمتك من ألف شهر،
جاهد
فيها ذلك الرجل قال مجاهد: علمها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر،
هذا
هو الوجه الأول من فضلها ثم قال تعالى {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ
وَالرُّوحُ
فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} أي تنزل
الملائكةُ
وجبريل إِلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمرٍ
قدَّره الله
وقضاه لتلك السنة إِلى السنة القابلة، وهذا هو الوجه الثاني من
فضلها،
والوجه الثالث قوله تعالى {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
أي
هي سلام من أول يومها إِلى طلوع الفجر، تسلّم فيها الملائكة على
المؤمنين،
ولا يُقدّر الله فيها إلا الخير والسلامة لبني الإِنسان.




-----
اتمنى افوز قبل انتهاء رمضان مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 82783
ولو لمرة واحدة ~

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة القدر
سبب النزول:

أخرج ابن أبي حاتم والواحدي عن مجاهد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من ذلك، فأنزل الله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ*} التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها في سبيل الله.

نزول الآية (3):
أخرج ابن جرير عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي، فعمل ذلك ألف شهر، فأنزل الله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} عملها ذلك الرجل.
تفسير اﻵيات :
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي نحن أنزلنا هذا القرآن المعجز في ليلة القدر والشرف قال المفسرون: سميت ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها، والمرادُ بإِنزال القرآن إِنزالهُ من اللوح المحفوظ إِلى السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل إِلى الأرض في مدة ثلاث وعشرين سنة كما قال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إِلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} تعظيمٌ وتفخيمٌ لأمرها أي وما أعلمك يا محمد ما ليلةُ القدر والشرف ؟ قال الخازن: وهذا على سبيل التعظيم لها والتشويق لخبرها كأنه قال: أي شيء يبلغ علمك بقدرها ومبلغ فضلها ؟! ثم ذكر فضلها من ثلاثة أوجه فقال تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي ليلة القدر في الشرف والفضل خيرٌ من ألف شهر، لما اختصت به من شرف إِنزال القرآن الكريم فيها قال المفسرون: العمل الصالح في ليلة القدر خيرٌ من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وقد روي أن رجلاً لبس السلاح وجاهد في سبيل الله ألف شهر، فعجب رسول الله والمسلمون من ذلك، وتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأُمته فقال يا رب: جعلت أُمتي أقصر الأمم أعماراً، وأقلها أعمالاً !! فأعطاه الله ليلة القدر، وقال: ليلةُ القدر خيرٌ لك ولأمتك من ألف شهر، جاهد فيها ذلك الرجل قال مجاهد: علمها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر، هذا هو الوجه الأول من فضلها ثم قال تعالى {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} أي تنزل الملائكةُ وجبريل إِلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمرٍ قدَّره الله وقضاه لتلك السنة إِلى السنة القابلة، وهذا هو الوجه الثاني من فضلها، والوجه الثالث قوله تعالى {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} أي هي سلام من أول يومها إِلى طلوع الفجر، تسلّم فيها الملائكة على المؤمنين، ولا يُقدّر الله فيها إلا الخير والسلامة لبني الإِنسان.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
اليوم الثامن و العشرون
{ إنا أنزلناهُ في
ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروحفيها بإذن ربهم من كلِ
أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }
مطلوب أسم السورة و شرحها و أسباب النزول

الاجابة


سورة القدر : سورة مكية ، آياتها 5

اسباب النزول
بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: ( إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) الآية 1-3.

أخبرنا أبو بكر التميمي، أخبرنا عبد الله بن حبان، أخبرنا أبو يحيى الرازي، أخبرنا سهل العسكري، أخبرنا يحيى بن أبي زائدة، عن مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: ذكر النبيّ صلى الله عليه وسلم رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فتعجب المسلمون من ذلك، فأنـزل الله تعالى: ( إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) قال: خير من التي لبس فيها السلاح ذلك الرجل.
شرح الايات



ربنا سبحانه وتعالى يقول :

(سورة القدر)


إنا أساسها إن و نا ؛ النا ضمير جمع الله سبحانه وتعالى أسماؤه فيقول إنا ، وفي سورة طه يقول :

إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري
(سورة طه : آية 14)


لماذا يقول الله عزوجل مرة إنني أنا الله ومرة يقول إنا أنزلناه في ليلة القدر .

إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير
(سورة ق: آية 43)


إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا
(سورة الإنسان : آية 3)


إنا أعطيناك الكوثر
(سورة الكوثر : آية 1)


قال العلماء حيثما تكلم الله عزوجل عن ذاته ليبرز وحدانيته فيستخدم ضمير المفرد ؛ وإذا تكلم الله سبحانه وتعالى عن أفعاله يستخدم ضمير الجمع لأن أفعاله يدخل فيها كل أسمائه الحسنى ؛ أي فعل من أفعاله فيه رحمة وفيه قدرة وفيه لطف وفيه حكمة وفيه عدل ؛ أسماؤه الحسنى كلها في أفعاله لذلك الله عزوجل قال إنا أنزلناه الهاء تعود على كتاب الله لأن الله سبحانه وتعالى يتحدث عنه فكأنه معروف عند كل قارئ ؛ إنا أنزلنا القرآن ؛ أنزلناه من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا دفعةً واحدة ، كان هذا في ليلة القدر هنا في نقطة دقيقة جداً ؛ ليلة القدر في رمضان ورمضان شهر قمري والشهر القمري يتداخل مع الشهر الشمسي ، فرمضان يأتي في كانون الثاني ويأتي في شباط وفي آذار وفي نيسان وفي مايس وفي حزيران وفي تموز وآب وأيلول وتشرين وتشرين وكانون يعني شهر رمضان على مدار ستة وثلاثين سنة يأتي في كل أشهر السنة وعلى مدار الزمان كله ليلة القدر تأتي في كل يوم ؛ فهل القدسية في زمانها أم في مضمونها ؛ إذا قلنا في زمانها ليلة القدر جاءت في كل يوم من أيام العام فقدسيتها لا في الزمن ولكن في المضمون ماذا حصل بها هذا الذي يريده الله سبحانه وتعالى .

السؤال الثاني لماذا قال الله سبحانه وتعالى ليلة القدر و لم يقل نهار القدر ؟

لأن الليل وقت مناسب للصادقين ؛ للمخلصين ؛ للمحبين ؛ للعاشقين ؛ المنافق يصلي في النهار ولكنه لن يقوم الليل ؛ لا يقوم الليل إلا المحب ؛ إلا من أحب الله ؛ إلا من قام ليناجيه ؛ إلا من قام ليقف بين يديه ؛ إلا من قام ليتذلل على أعتابه ؛ إلا من قام ليمرغ وجهه في الأرض حباً لله سبحانه وتعالى ، الليل هو الوقت المناسب للطائعين ؛ للمحبين ؛ للعاشقين؟

في الليل يحدث هذا الاتصال وفي هذا الاتصال يحدث هذا التقدير ؛ قال تعالى :

وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون
(سورة الزمر : آية 67)


الله عزوجل يمتحن الناس يفتنهم بمعنى يبتليهم ؛ فهم ينقسمون إلى قسمين قسم عرف الله وقسم لا يزال به جاهلاً .

أن تعصي الله عزوجل فأنت لا تعرفه ؛ أن تؤثر مخلوقاً عليه فأنت لا تعرفه ؛ أن تؤثر مبلغاً من المال على رضاه فأنت لا تعرفه ؛ أن تستهين بأمر من أوامره فأنت لا تعرفه ، فالقدر أن تعرفه حق المعرفة لذلك الله عزوجل قال :

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
(سورة آل عمران : آية 102)


وجاهدوا في الله حق جهاده
(سورة الحج : آية 78)


(سورة القدر)


ليلة القدر ؛ كلمة ليل تعني لمن أراد أن يتذكر أو أراد شكورا ؛ والقدر يعني معرفة الله عزوجل .

أعيد عليكم حديثاً طالما ذكرته لكم :

يا رسول الله جئتك لتعلمني من غرائب العلم فقال : وماذا فعلت في أصل العلم قال : وما أصل العلم ؛ قال : وهل عرفت الرب ؟

مثلاً هل عرفت ما عنده إذا أطعته ؟

هل عرفت عقابه إذا عصيته ؟

إذا الإنسان مشى في الطريق ورأى امرأة سافرة ؛ إذا نظر إليها ماذا تعني هذه النظرة ؟

تعني أشياء كثيرة ؛ تعني أنه يستهين بعقاب الله عزوجل ، من ملأ عينيه من الحرام ملأهما الله من جمر جهنم ؛ فإذا غض عن محارم الله، ماذا يعني هذه الغض ؛ يعني أنك تعرف ما أعد الله لك من ثواب ومن سعادة ومن أجر ومن نعيم مقيم إذا أنت غضضت عن النساء طرفك .

هذا غض البصر فقط ؛ إذا ترفعت عن المال الحرام ماذا يعني ذلك؟ يعني أنك تعرفه أما إذا أخذت المال ولم تبالِ أكان حلالاً أم حراماً ؛ لكان هدفك أن تأكل المال ؛ هذا و أن تأخذ كسب الآخرين ؛ و أن تضع لهم عراقيل الأمور في معاملاتهم ؛ و تخيفهم حتى تبتز أمواله؛ إن فعلت ذلك فأنت لا تعرف الله عزوجل إطلاقاً .

الناس يحسبون من صام وصلى كان مؤمناً ؛ مع أن الصوم والصلاة شيء لا يقدم ولا يؤخر و لا قيمة له إذا كان الإنسان عاصياً .

دعوة هذه السورة إلى أن تعرف الله إلى أن تقدره قال : لك يا عبدي إذا عبدتني ألف شهر وعبدتني ثمانين عاماً ولم تعرفني ما أفادتك عبادتي؛ ولا رقت بك ولا سعدت بها فإذا عرفتني لليلة واحدة لساعة واحدة كانت هذه المعرفة خير لك من كل العمر الذي أمضيته في هذه العبادة الجوفاء .

(سورة القدر)


في القرآن الكريم لفظتان وما أدراك ؛ وما يدريك ؛ إن قال الله وما أدراك أي أن الله سوف يدريك ، وإن قال الله وما يدريك لا أحد يدريك ، لأن هذا من علم الله عزوجل ؛ قال الله عزوجل :

وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا
(سورة الأحزاب : آية 63)


هذه بعلم الله لا أحد يعرفها ولا الأنبياء ؛ لكن قول الله عزوجل :

الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة
(سورة الحاقة : آية 1ـ3)


سوف يدريك الله عز وجل عن الحاقة ، فهنا يقول الله عزوجل إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ، مقاييس الناس مادية إنسان عنده أرض وفتح أمامها شارع وكان اشترى المتر بمائة ليرة وصار المتر بمائة ألف ؛ يقولون بيته في الجنة ؛ غني وما دري ؛ سعدت ذريته ؛ هكذا يقولون ؛ الناس يقدرون الدنيا ؛ يقدرون المال ؛ يقدرون الجاه ؛ والمنصب ؛ يقدرون البيت الفخم ؛ و البستان الجميل ؛ و السيارة الفارهة ؛ لكنهم لو عرفوا الله عزوجل لعرفوا أن معرفة الله عزوجل تسعدهم إلى الأبد وأن الدنيا سوف تنقطع إلى حين .

عش ماشئت فإنك ميت وأحبب ما شئت فإنك مفارق واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، أتمنى على المؤمن أن يشمر ليعرف الله فإذا شمر إلى معرفة الله كفاه الله أمر دنياه ؛ تأتيه دنياه وهي راغمة ، كأن الله عزوجل يقول يا عبدي دنياك علي لا تهتم لها ؛ ما دمت تهتم لتعرفني فدنياك علي ؛ ستأتيك الدنيا وهي راغمة .

كن لي كما أريد ولا تعلمني بما يصلحك ؛ أكن لك كما تريد ؛ إذا سلمتني في ما تريد كفيتك ما تريد ؛ وإن لم تسلم لي فيما تريد أتعبتك فيما تريد ثم لايكون إلا ما أريد .

الله عز وجل يقول وما أدراك ما ليلة القدر ؛ يعني لا أحد يعرف قيمتها وسوف تعرف قيمتها يا محمد .
(سورة القدر)


حياة الإنسان حافلة ؛ فتح محلاً تجارياً ، كبَّره ؛ غير نوع عمله ، جاء ببضاعة حملها وشحنها ؛ اشترى ؛ باع ؛ حاسب الناس ؛ حتى في الآخر اشترى بيتاً صغيراً ؛ بعد أن سكنه بشهر ونصف جاء الأجل ومن ثم غادر إلى غير رجعة .

ماذا استفاد بربكم ؟

قال النبي الكريم :

بادروا بالأعمال الصالحة فماذا ينتظر أحدكم من الدنيا ؟

طبعاً المؤمن ينتظر كل خير ، أما النبي الكريم يخاطب أهل الدنيا ؛ الذين أعرضوا عن الله عزوجل ؛ ماذا ينتظر أحدكم من الدنيا ؟ هل تنتظرون إلا فقراً منسياً أو غنىً مطغياً أو مرضاً مفسداً أو هرماً مفنداً أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر .

يأتي ملك الموت عندئذ يعض الظالم على يديه ، قال عز وجل :

وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا
(سورة الفرقان : آية 23)


إنسان اشترى أرضاً و وفَّى ثمنها في خمس سنوات ؛ و حصل على رخصة بناء في سنتين ؛ و علا البنيان في سنة ثم بدأ بإكساء البناء في سنة بعد ما انتهى البناء و صار جاهزاً للسكن جاءت آلة ركسته و هدمته .

يصاب بإحباط منقطع النظير ، سبع سنوات حتى رآها قائمة ثم تهدم أمام عينيه قال تعالى :

وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا
(سورة الفرقان : آية 23)


لأن الموت ينهي هذه الحياة ومكاسب الحياة ، لكنك إذا عرفت الله عزوجل تبدأ مكاسبك بعد الموت ؛ تبدأ في أثناء الحياة ولكنها تتصاعد إلى ما بعد الموت وتسعد بها .
(سورة القدر)


لماذا هي خير ؟

لأن الإنسان يسعد بها ، ما الذي يشقي الإنسان ؟

الخوف ؛ الخوف يشقيه ، إذا قال الخائف : حسبنا الله ونعم الوكيل قال: الله عزوجل :

فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم
(سورة آل عمران : آية 174)


إذا قال الإنسان الذي أصابه غم : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين قال تعالى :

فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين
(سورة الأنبياء : آية 88)


إذا قال العبد وقد شعر أن مؤامرة تحاك ضده وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ؛ فقال الله عزوجل :

فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب
(سورة غافر : آية 45)


إذا الإنسان خاف من المكر وفوض أمره إلى الله عزوجل يقيه الله سيئات الماكرين ، وإذا أصابه غم فقال : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين .

وإذا قال الإنسان وقد أصابه خوف : حسبي الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله .

فإذا عرفت الله تعرف كيف تدعوه و تعرف كيف تفوض أمرك له وتعرف كيف تتوكل عليه وتعرف كيف تستسلم له وتعرف كيف تطيعه وتعرف كيف تناجيه ؛ لذلك ليلة القدر خير من ألف شهر .

أنت إذا عرفت الله صرت أقوى المخلوقات ؛ وإذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله .

هذا معنى قوله تعالى ليلة القدر خير من ألف شهر ؛ يصيبك الخير العميم وتسعد في الدنيا والآخرة لماذا ؟

قال تعالى :

(سورة القدر)


إذا قدرت الله اتصلت به ؛ فإذا اتصلت به جاءتك الملائكة بتجليات الله عزوجل على قلبك ؛ جاءتك الملائكة بتجليات الله فأسعدتك ؛ وجاءتك الملائكة بتوجيهات الله فسددتك ؛ لا ترتكب خطيئة لا تقع في حماقة لا تقع في غضب مفاجئ من غير مبرر ؛ لا تركن إلى إنسان غير موثوق فيه ؛ في ملائكة تسدد عملك .
(سورة القدر)


إنسان مقدم على صفقة ؛ هذه الصفقة غير رابحة يقول لك تضايقت ، مقدم على شيء فيه خير يقول انشرح صدري .
(سورة القدر)


عرفت الله وقدرته حق قدره أمدك الله بالملائكة فسددوك وأسعدوك ووجهوك وحذروك وأمروك ونهوك .

إذا أحب الله عبداً جعل له واعظاً من قلبه ؛ إذا أحب الله عبداً عاتبه في منامه ؛ إذا أحب الله عبداً عجل له في العقوبة ، هذا معنى تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر إلى أن تصبح حياتك سلاماً في سلام ، لا قلق لا هم لا حزن لا خوف لا توقع مصيبة لا مرض لا خوف لا يأس لا قنوط .

قال العلماء : إن أشد الأمراض فتكاً في النفس هو الخوف ؛ وعندما الإنسان يكفر بالله عزوجل أول عقاب يناله من الله أن الله سبحانه وتعالى يقذف في نفسه الرعب ؛ خائف من سرطان ؛ خائف من حادث يقول لك أريد أن أؤمن ، يحدث معه حادث ويصاب بتمزق بالنخاع الشوكي و يصاب بالشلل ؛ يذهب إلى التأمين ويأخذ مائة ألف ليرة ؛ ماأمن ولكن الشلل هذا كيف يؤمن عليه ؟

لذلك الله عز وجل قال :

إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين
(سورة المعارج : آية 19ـ22)


اعرفه واتصل به وعندئذ قد تقول كأني إنسان آخر غير هؤلاء البشر إني لا أخاف مما يخافون ولا أخشى ما يخشون ولا أقلق لما يقلقون ؛ هكذا ربنا عز وجل قال :
إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلي

(سورة المعارج : آية 19ـ22)



(سورة القدر)


هذه من كل أمر ؛ إن كنت تاجراً يوفقك تختار أحسن الصفقات وأربح الصفقات والله عز وجل يصرف عنك الصفقات الخاسرة وإن كنت مزارعاً الله عز وجل يصرف عنك الصقيع .

يصرفه عمن يشاء ويوصله لمن يشاء ؛ إن كنت موظفاً الله عزوجل يلهمك الرشاد والسداد تنتزع إعجاب رؤسائك ولك سمعة طيبة وفي خدمة الناس ويبارك الله لك في دخلك على قلته ، ما دام الله معك لا تخف أحداً ، حياتك سلام والسلام اسم من أسماء الله عزوجل ؛ إذا الله عزوجل تجلى عليك باسم السلام يصبح عندك طمأنينة .

والله الذي لا إله إلا هو لو وزعت على ستة آلاف مليون إنسان لاطمأنوا وما خافوا .

كل بلد في هذا العصر وكل مجتمع في أشياء مقلقة له ؛ يقول لك في بعض البلاد الأجنبية الخوف من مرض جنسي اسمه ادز أصاب الناس بالذعر وهم في ذعر مستمر ؛ الخوف من تشمع الكبد ؛ من السرطان ؛ من أمراض القلب جعلهم أشقياء ، أما الله عزوجل قال : سلام هي ؛ حياة هذا الإنسان في سلام ؛ سلام في سلام ؛ ينام مطمئناً المؤمن لا يحتاج إلى حبوب منومة ، أهل الدنيا يأخذون هذه الحبوب بكميات كبيرة يدمنون عليها لأن القلق يأكل قلوبهم .
(سورة القدر)


كأن يوم القيامة فجر جديد يظهر الحق جلياً واضحاً فإذا عرفت الله عزوجل وقدرته حق قدره فأنت في سلام وفي بحبوحة وفي يسر وفي أمن وطمأنينة .

إذا ذهبت إلى قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام لماذا تحس بالسعادة؟

تفسير علمي لأن أسعد نفس على وجه الأرض منذ الأزل حتى قيام الساعة هو سيدنا رسول الله ؛ فإذا اقتربت منه أو ذكرت اسمه أو ناجيته أو خاطبته أو اقتربت من المدينة المنورة تحس بسرور هذا نوع من تجلي الله عزوجل ، إذا كنت مع الله أسعدك الله وسعد من كان معك ومن حادثك ومن احتك بك ومن عاملك ومن سافر معك ومن جلس معك.

وما أقبل عبد على الله إلا جعل قلوب المؤمنين تنساق إليه بالمودة والرحمة وكان الله له بكل خير أسرع .

هذه السور القصيرة شأنها خطير كأن الله سبحانه وتعالى يدعوك إلى أن تكون أسعد الناس ؛ يجب أن تقول هذه الكلمة التي طالما أقولها إنني أسعد الناس إلا أن يكون أحد أتقى مني فهو أسعد مني ؛ ويجب أن ترى أهل الدنيا أشقياء خاسرين ؛ ضائعين ؛ شاردين ؛ تائهين؛ ضالين ويجب أن ترى نفسك مهما تكن من أصحاب الدخل المحدود من أصحاب الدخل غير المحدود ؛ من الأزواج الناجحين من الأزواج غير الناجحين مهما تكن حياتك الدنيا يجب أن تقول أنا أسعد الناس لأنك عرفت الله عزوجل .
(سورة القدر)


الطبيب إذا كان مع الله عز وجل الله يلهمه التشخيص الصحيح والدواء الصحيح وكل حرفة من الحرف إن كان صاحبها مع الله عزوجل تنزلت الملائكة وألهمته الصواب والرشاد والسداد فيا أيها الإخوة الأكارم :

نحن الآن مقبلون على العشر الأخير والنبي عليه الصلاة والسلام كان إذا أقبل العشر الأخير شد المئزر وأيقظ أهله واجتهد في العبادة ما لا يجتهد في غير رمضان ؛ النبي الكريم رقي المنبر فقال :

أمين ثم رقي الدرجة الثانية فقال أمين ثم رقي الثالثة فقال أمين فقالوا يا رسول الله علام أمنت قال جاءني جبريل فقال لي خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له إن لم يغفر له فمتى .

نحن في رمضان ونحن في العشر الأخير ؛ يعني دقق في سلوكك راقب هل في بيتك مخالفة ؛ هل هناك معصية ؟ هل تسمع الغناء ؟ هل تشاهد مالا يرضي الله عزوجل من البرامج ؟ هل تنظر إلى الحرام ؟ هل تغتاب أحداً ؟ هل تكذب في البيع والشراء ؟ هل تغش مسلماً ؟ هل تأكل حراماً ؟ دقق إذا تقصيت الحلال في كل شيء تجلى الله على قلبك .

يقول العبد يارب يارب ومأكله حرام ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له .

نحن في مناسبة لا تعود إلى العام القادم ونحن على أبواب العشر الأخير نريد صيام الخصوص ؛ صيام الجوارح ؛ بل في العشر الأخير صيام خصوص الخصوص ؛ ترك ما سوى الله عز وجل ، معنا كتاب الله عز وجل فيه نبأ من كان قبلنا ونبأ من كان بعدنا ، في القرآن آيات لما تؤوَّل بعد فيه قوانين الحياة فيه مفتاح السعادة فيه مفتاح الطمأنينة فيه مفتاح الإقبال على الله عزوجل فلذلك هذه السورة على صغرها وعلى إيجازها ثلاثة أسطر لكن يجب أن تعرفها إذا عرفتها نقلت من العبادة إلى العلم ؛ إن صرت عالماً عندئذ كما قال الإمام علي كرم الله وجهه : العلم خير من المال لأن العلم يحرسك وأنت تحرس المال والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق .

يا خميل مات خزان المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة .

إذا انتهى رمضان يجب أن تعاهد ربك على برنامج ديني مكثف كل المعاصي التي أكرمك الله بتركها في رمضان يجب أن تستمر طوال العام

إذا أكرمك الله بصلاة الفجر في وقته الصحيح يجب أن تستمر به طوال العام ؛ إذا أكرمك الله بجلسة علم صباحية يجب أن تستمر بها ، إذا أكرمك الله بحضور مجلس علم في رمضان يجب أن تستمر بعد رمضان لأن المؤمن عامه كله رمضان ؛ لا يفطر إلا فمه بعد العيد وصوم جوارحه هو هو طوال العام .

أيها الإخوة الأكارم :

كما قال عليه الصلاة والسلام مخاطباً بعض صحابته قال له النبي الكريم : يا ربيعة سلني حاجت فقال : أمهلني يا رسول الله ، سؤال كبير فرصة ذهبية لا تعوض ، أبحث عن شيء ثمين أسألك إياه ، بعد يومين قال له : يا ربيعة ماذا حصل معك قال له : يا رسول الله ادعو الله لي أن أكون رفيقك في الجنة ؛ قال : من علمك هذا قال : والله ما أحد ولكنني نظرت إلى الدنيا فرأيتها فانية وإلى الآخرة فرأيتها باقية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كلمة إذاً أعني على نفسك بكثرة السجود .

ملك قال : لابنه اطلب وتمنى فقال : له أريد أن أكون مدير الجامعة ؛ فقال له : هذا طلب ليس في يدي ؛ هذا يحتاج إلى دكتوراه ؛ أعني على أن أعطيك هذا المنصب بالدراسة.

اطلب من الله أن تكون مع النبي الكريم ؛ الطلب سهل ؛ أيستطيع جندي مجند أن يجلس مع هيئة أركان حرب ؟

لو سمحوا له يستحي بنفسه لا يستطيع .

هل يتمكن ممرض أن يجلس مع رؤساء أطباء القلب ؟

لا يقدر .

هل يستطيع موظف آلة كاتبة أن يجلس مع رئاسة مجلس الوزراء ؟ لا يقدر .

الحياة مستويات ، وأنت أيها المؤمن لو قلت يا رب اجعلني رفيق النبي بالجنة ولم تكن على خطه وعلى طريقه فهذا الدعاء لا يقبل ؛ أعني على نفسك بكثرة السجود .

لاشك أن الله عزوجل لو وفقني فبسببكم ولكنكم لو بقيتم تحضرون الدروس وتبدون التأثر ولا تطبقون هذه الدروس لابد من أن يأتي يوم تقولون هذا الكلام سمعناه كثيراً ؛ أعينوني بكثرة تطبيق كلام الله عزوجل ؛ بإتقان الصلاة بذكر الله بالعبادة الصحيحة حتى تزدادوا تعلقاً بهذه المجالس تزدادوا تأثراً بها حتى يقول الإنسان والله في كل درس أرقى إلى درجة ما كنت أحلم بها من قبل .

أثناء الامتحان ادخل إلى قاعة الامتحان ترى مائة وخمسين طالباً ؛ أمام كل طالب طاولة ويكتب ، المظهر واحد لكن المخبأ مختلف ، هذا يكتب غلطاً راسب وهذا يكتب جواباً لا علاقة له وهذا يخلط الأجوبة ، من كل خمسة طلاب طالب يكتب كتابة صحيحة ؛ هذه الكتابة الصحيحة وراءها عام بكامله من الدراسة ؛ من شهر أيلول لم يضع ساعة ؛ لم يسهر مع أهله مرة دراسة كاملة خلال مدة تجسدت كتابة في ساعتين بشكل جيد .

حضور مجلس علم شيء سهل عندما يكون أثناء الأسبوع مشغول بقراءة القرآن مطبق يغض بصره معامل زوجته بالإحسان بار بوالديه ؛ ما كذب أثناء الأسبوع كله ما غش مسلماً، ما خان أحداً عندما يأتي إلى الدرس يصبح هذا الدرس روضة من رياض الجنة ؛ يقول : والله حصل سرور يساوي ملايين ؛ التعب خلال أسبوع تمثل بتجليات من الله على قلب المستمع .

وإذا شغل أثناء الأسبوع بالحياة و لم يطبق شيئاً و حضر مجلس علم يقول لك الدرس حلو تكلم الأستاذ عدداً من النكت الجميلة وضحكنا والحمد لله ؛ ثم يمل و لا يحضر .

تقول أنا مشغول عندي موعد ؛ عندنا ضيوف ؛ تعبان ؛ معنى هذا لم تعرف ما عند الله عز وجل لو لك مع واحد مئتا ألف وقال لك تعال خذها قبل الآذان بنصف ساعة وأنت صائم ماذا تفعل تشعر بنشاط منقطع النظير تأخذ سيارة أجرة ؛ وأنت تعد المال هل تنام ؟

لو أنك ترى ما عند الله من خير وتخشى ما عنده من عقبات لما فرطت بمجلس علم واحد .

يقول لك حضرت مجالس منذ ثلاثين عاماً ولم أتغيب عن واحد ؛ دليل اهتمام وصدق لذلك هذه سورة القدر هذه سورة عظيمة وأرجو الله أن تكون في قلوبكم لأن فهمها سهل .

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
اليوم الثامن و العشرون
{ إنا أنزلناهُ في
ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروحفيها بإذن ربهم من كلِ
أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }
أسم السورة :
سورة القدر

و شرحها:

بسم الله الرحمن الرحيم
«إنا أنزلناه» أي القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا «في ليلة القدر» أي الشرف العظيم. (١) «وما أدراك» أعلمك يا محمد «ما ليلة القدر» تعظيم لشانها وتعجيب منه. (٢) «ليلة القدر خير من ألف شهر» ليس فيها ليلة القدر فالعمل الصالح فيها خير منه في ألف شهر ليست فيها. (٣) «تنزَّل الملائكة» بحذف إحدى التاءين من الأصل «والروح» أي جبريل «فيها» في الليلة «بإذن ربهم» بأمره «من كل أمر» قضاه الله فيها لتلك السنة إلى قابل ومن سببيه بمعنى الباء. (٤) «سلام هي» خبر مقدم ومبتدأ «حتى مطلع الفجر» بفتح اللام وكسرها إلى وقت طلوعه، جُعلت سلاما لكثرة السلام فيها من الملائكة لا تمر بمؤمن ولا مؤمنة إلا سلمت عليه. (٥)

أسباب النزول:
-اسباب النزول رقم 1 :
بسم الله الرحمن الرحيم

وقوله تعالى: ( إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) الآية 1-3.

أخبرنا أبو بكر التميمي، أخبرنا عبد الله بن حبان، أخبرنا أبو يحيى الرازي، أخبرنا سهل العسكري، أخبرنا يحيى بن أبي زائدة، عن مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: ذكر النبيّ صلى الله عليه وسلم رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فتعجب المسلمون من ذلك، فأنـزل الله تعالى: ( إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) قال: خير من التي لبس فيها السلاح ذلك الرجل.

-اسباب النزول رقم 2 :

تتحدث سورة القدر المباركة عن جملة من المفاهيم والأفكار المرتبطة بالرسالة الإسلاميّة الخاتمة، وتطورات مسيرتها، وأهمية القرآن الكريم، وجلالته، ومكانة الليلة التي تنزل فيها كتاب الله العزيز..

وهذه السورة رغم أن أسلوب أدائها، وجرس آياتها تنسجم مع حالة السور المكية، إلاّ أن عدداً من الآثار الصحيحة تفيد أن السورة نزلت في "المدينة" المنورة لحادثة يذكرها المفسرون، وأصحاب أسباب النزول.

ويلاحظ أن أغلب المفسرين يذكرون في مؤلفاتهم أن السورة "مكية أو مدنية" كما يلاحظ ذلك عند الإمام الزمخشري (ت 528 هـ) في كشافه والإمام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي "من علماء القرن السادس الهجري" في مجمع البيان، وتفسير الجلالين وتفسير الميزان للسيد محمّد حسين الطباطبائي وغيرهم من علماء التفسير وخبراء التنزيل المبارك..

وإذا كان المرجحون لنزول سورة القدر في مكة يعتمدون على طريقة أدائها المألوفة في السور المكية من حيث جزالة الألفاظ وقصر الآيات وما إلى ذلك، فأن القائلين بنزولها في المدينة المنورة يستندون إلى نصوص نبوية صريحة كالحديث الذي أخرجه الترمذي والحاكم في مستدرك الصحيحين وابن جرير وغيرهم عن الحسن بن علي بن أبي طالب سبط النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ عن جده رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ رأى بني أمية على منبره فساءه ذلك، فنزلت "إنا أعطيناك الكوثر"، ونزلت ?إنا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر? تملكها بعدك بنو أمية، قال القاسم الحراني: فعددنا، وإذا هي ألف شهر لا تزيد، ولا تنقص..." (9). كما يستندون إلى الأحاديث التي وردت شبيهة بذلك في الدر المنثور للعلامة السيوطي برواية الخطيب البغدادي عن سعيد بن المسيب عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : "أريت بني أمية يصعدون منبري، فشق ذلك علي، فأنزل الله: (إنا أنزلناه في ليلة القدر).

هذا، وقد روى مثل ذلك الخطيب في تاريخه عن ابن عباس (رض)، كما أورد مثله الطبراني والترمذي وابن جرير وابن مردويه والبيهقي، وأئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ... هذا، وليس مستبعداً أن تكون السورة قد نزلت مرتين: مرة في مكة المكرمة، ومرة في المدينة المنورة، فأن مثل هذه الحالة مألوفة في بعض سور القرآن الكريم، حيث تتعدد المقاصد التي تحملها بعض السور، حتّى أن بعض العلماء ذهبوا إلى أن من أسباب تسمية سورة الفاتحة بالمثاني لنزولها مرتين: مرة في مكة ومرة في المدينة.

هذا شرح وافي و طويل للفهم

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
اليوم الثامن و العشرون
{ إنا أنزلناهُ في
ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروحفيها بإذن ربهم من كلِ
أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }
أسم السورة :
سورة القدر

و شرحها:

بسم الله الرحمن الرحيم
«إنا أنزلناه» أي القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا «في ليلة القدر» أي الشرف العظيم. (١) «وما أدراك» أعلمك يا محمد «ما ليلة القدر» تعظيم لشانها وتعجيب منه. (٢) «ليلة القدر خير من ألف شهر» ليس فيها ليلة القدر فالعمل الصالح فيها خير منه في ألف شهر ليست فيها. (٣) «تنزَّل الملائكة» بحذف إحدى التاءين من الأصل «والروح» أي جبريل «فيها» في الليلة «بإذن ربهم» بأمره «من كل أمر» قضاه الله فيها لتلك السنة إلى قابل ومن سببيه بمعنى الباء. (٤) «سلام هي» خبر مقدم ومبتدأ «حتى مطلع الفجر» بفتح اللام وكسرها إلى وقت طلوعه، جُعلت سلاما لكثرة السلام فيها من الملائكة لا تمر بمؤمن ولا مؤمنة إلا سلمت عليه. (٥)

أسباب النزول:
-اسباب النزول رقم 1 :
بسم الله الرحمن الرحيم

وقوله تعالى: ( إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) الآية 1-3.

أخبرنا أبو بكر التميمي، أخبرنا عبد الله بن حبان، أخبرنا أبو يحيى الرازي، أخبرنا سهل العسكري، أخبرنا يحيى بن أبي زائدة، عن مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: ذكر النبيّ صلى الله عليه وسلم رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فتعجب المسلمون من ذلك، فأنـزل الله تعالى: ( إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) قال: خير من التي لبس فيها السلاح ذلك الرجل.

-اسباب النزول رقم 2 :

تتحدث سورة القدر المباركة عن جملة من المفاهيم والأفكار المرتبطة بالرسالة الإسلاميّة الخاتمة، وتطورات مسيرتها، وأهمية القرآن الكريم، وجلالته، ومكانة الليلة التي تنزل فيها كتاب الله العزيز..

وهذه السورة رغم أن أسلوب أدائها، وجرس آياتها تنسجم مع حالة السور المكية، إلاّ أن عدداً من الآثار الصحيحة تفيد أن السورة نزلت في "المدينة" المنورة لحادثة يذكرها المفسرون، وأصحاب أسباب النزول.

ويلاحظ أن أغلب المفسرين يذكرون في مؤلفاتهم أن السورة "مكية أو مدنية" كما يلاحظ ذلك عند الإمام الزمخشري (ت 528 هـ) في كشافه والإمام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي "من علماء القرن السادس الهجري" في مجمع البيان، وتفسير الجلالين وتفسير الميزان للسيد محمّد حسين الطباطبائي وغيرهم من علماء التفسير وخبراء التنزيل المبارك..

وإذا كان المرجحون لنزول سورة القدر في مكة يعتمدون على طريقة أدائها المألوفة في السور المكية من حيث جزالة الألفاظ وقصر الآيات وما إلى ذلك، فأن القائلين بنزولها في المدينة المنورة يستندون إلى نصوص نبوية صريحة كالحديث الذي أخرجه الترمذي والحاكم في مستدرك الصحيحين وابن جرير وغيرهم عن الحسن بن علي بن أبي طالب سبط النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ عن جده رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ رأى بني أمية على منبره فساءه ذلك، فنزلت "إنا أعطيناك الكوثر"، ونزلت ?إنا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر? تملكها بعدك بنو أمية، قال القاسم الحراني: فعددنا، وإذا هي ألف شهر لا تزيد، ولا تنقص..." (9). كما يستندون إلى الأحاديث التي وردت شبيهة بذلك في الدر المنثور للعلامة السيوطي برواية الخطيب البغدادي عن سعيد بن المسيب عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : "أريت بني أمية يصعدون منبري، فشق ذلك علي، فأنزل الله: (إنا أنزلناه في ليلة القدر).

هذا، وقد روى مثل ذلك الخطيب في تاريخه عن ابن عباس (رض)، كما أورد مثله الطبراني والترمذي وابن جرير وابن مردويه والبيهقي، وأئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ... هذا، وليس مستبعداً أن تكون السورة قد نزلت مرتين: مرة في مكة المكرمة، ومرة في المدينة المنورة، فأن مثل هذه الحالة مألوفة في بعض سور القرآن الكريم، حيث تتعدد المقاصد التي تحملها بعض السور، حتّى أن بعض العلماء ذهبوا إلى أن من أسباب تسمية سورة الفاتحة بالمثاني لنزولها مرتين: مرة في مكة ومرة في المدينة.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
قاضل 3دقائق

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
تمت الاضافة

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الكوثر
-------
وتفسر السورة بأن أحد المشركين شتم الرسول بأنه أبتر. فرد الله عليه بأن أعطى رسوله نهرا بالجنة يدعى الكوثر، وأن المشرك هو الابتر كما صرح الله في الآيه. { إنا أعطيناك الكوثر }، بهذه الآية الكريمة، افتتح الله سورة الكوثر، مذكرا نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمة عظيمة، ومنة كريمة، وموعود أخروي، جعله الله عز وجل كرامة لنبيه، وبشارة له ولأمته من بعده، ثم رتب على ذلك الوعد العظيم، الأمر بالصلاة والعبادة، والوعد بالنصر والتأييد { فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } ويقال أن الكوثر هي السيدة فاطمة الزهراء وأنه أحد ألقابها **** ولا يوجد دليل علي صحة القول بأن الكوثر مقصود به السيدة فاطمة الزهراء في كتب التفاسير ومنها بن كثير - القرطبي - الجلالين - والطبراني ****.

والكوثر أيضاً هو النهر الذي وعده الله نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة، ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التي ينعم الله بها على نبيه صلى الله وسلم في الدنيا والآخرة.

ولنهر الكوثر - الذي في الجنة - ميزابان، يصبان في حوض، وهو الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم القيامة، فنهر الكوثر في الجنة، والحوض في أرض المحشر، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض، ولهذا يطلق على كل من النهر والحوض (كوثر)، باعتبار أن ماءهما واحد، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة.

وقد ورد في الأحاديث جملة من صفات نهر الكوثر، تجعل المؤمن في شوق إلى ورود ذلك النهر، والارتواء منه، والاضطلاع من معينه، فنهر الكوثر يجري من غير شق بقدرة الله، وحافاتاه قباب الدر المجوف، وترابه المسك، وحصباؤه اللؤلؤ، فما ظنك بجمال ذلك النهر وجلاله، وما ظنك بالنعيم الذي حبى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من أمته.

ولا تقل صفات ماء نهر الكوثر جمالا وجلالا عن النهر نفسه، فقد ثبت في أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم أن ماء نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن، وأحلى مذاقا من العسل، وأطيب ريحا من المسك، حتى إن عمر بن الخطاب لما استمع إلى تلك الأوصاف، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنها لناعمة يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (آكلوها أنعم منها)، في إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أن تلك الصفات العظمية، وتلك النعم الجليلة، ما هي إلا جزء يسير مما يمن الله به على أهل دار كرامته، ومستقر رحمته.

وجاء الوصف النبوي لماء نهر الكوثر أيضا، بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا، ولم يسود وجهه أبدا، فكيف لك أن تتخيل جنة الخلد، إذا كان نهرها وماؤها كذلك !!

أما الحوض الذي يكون في أرض المحشر، فطوله مسيرة شهر، وعرضه كذلك، ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء)، أي أن أطرافه متساوية، وجاء في وصف الحوض أيضا أن آنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها.

أما ماء الحوض فهو مستمد من نهر الكوثر كما سبق، فصفات الماء واحدة، كرامة من الله لنبيه والمؤمنين من أمته، حيث يتمتعون بشيء من نعيم الجنة قبل دخولها، وهم في أرض المحشر، وعرصات القيامة، في مقام عصيب، وحر شديد، وكرب عظيم.

والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر في الجنة، وبين حوض النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر، لا يقلان شأنا عن النهر والحوض، فالميزابان أحدهما من فضة والآخر من ذهب، فالماء من أطيب ما يكون، ومقره من أرق ما يكون، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون.

وقد جاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من الأنبياء حوضا في أرض المحشر وعرصات القيامة، فقد ثبت عن سمرة ابن جندب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :(إن لكل نبي حوضا ترده أمته، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة)، فرحمة الله في ذلك الموقف قد شملت المؤمنين من كل الأمم، فلكل نبي حوض، يرده المؤمنون من أمته، إلا أن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم يتميز بثلاثة أمور :

الأول : أن ماءه مستمد من نهر الكوثر، فماؤه أطيب المياه، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.

الثاني : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكبر الأحواض.

الثالث : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكثر الأحواض واردة، أي يرد عليه من المؤمنين من أمته، أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنين من أمتهم.

ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم من أمته فقراء المهاجرين، فعن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (أول الناس ورودا على الحوض فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون المنعَّمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد)، والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين، فكما أنهم كانوا أفقر الناس في الدنيا، وأقلهم منصبا، وأدناهم شأنا، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين، وصدق الإيمان، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله، فقد نالوا كرامتهم في أرض المحشر، بورودهم أول الناس على حوض النبي صلى الله عليه وسلم.

ولقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عظيم منة الله عليه في نزول سورة الكوثر، وعظيم نعمته في تكريمه بنهر الكوثر، فعن أنس بن مالك قال : (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر }، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة، عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض الناس -، فأقول رب إنه من أمتي، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك) رواه مسلم.

فهنيئا للمتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الواردين حوضه، فهم الفائزون يوم يخسر الخاسرون، وهم المقربون يوم يبعد المبدلون والمحدثون

هذه السورة خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – كسورة الضحى، وسورة الشرح.يسري عنه ربه فيها، ويعده باأخير، ويوعد أعداءه بالبتر، ويوجهه إلى طريق الشكر. كذلك تمثل حقيقة الهدى والخير والإيمان. وحقيقة الظلال والشر والكفران..الأولى كثرة وفيض وامتداد. والثانية قلة وانحسار وانبتار.


في الآية الأولى قرر أنه ليس أبتر بل هو صاحب كوثر (وقد وردت روايات كثيرة أن الكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم -). وفي هذه الآية يرد الكيد على كائديه ،ويؤكد- الله – أن الأبتر ليس هو محمد، إنما هم ِشانئوه وكارهوه.

إن الدعوة إلى الله والحق والخير لايمكن أن تكون بتراء ولا أن يكون صاحبها أبتر، وكيف وهي موصولة بالله الحي الباقي الأزلي الخالد ؟إنما يبتر الكفر والباطل والشر ويبتر أهله، مهما بدا في لحظة من اللحظات أنه طويل الأجل ممتد الجدور.

وصدق الله العظيم. وكذب الكائدون الماكرون.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الكوثر
-------
وتفسر السورة بأن أحد المشركين شتم الرسول بأنه أبتر. فرد الله عليه بأن أعطى رسوله نهرا بالجنة يدعى الكوثر، وأن المشرك هو الابتر كما صرح الله في الآيه. { إنا أعطيناك الكوثر }، بهذه الآية الكريمة، افتتح الله سورة الكوثر، مذكرا نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمة عظيمة، ومنة كريمة، وموعود أخروي، جعله الله عز وجل كرامة لنبيه، وبشارة له ولأمته من بعده، ثم رتب على ذلك الوعد العظيم، الأمر بالصلاة والعبادة، والوعد بالنصر والتأييد { فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } ويقال أن الكوثر هي السيدة فاطمة الزهراء وأنه أحد ألقابها **** ولا يوجد دليل علي صحة القول بأن الكوثر مقصود به السيدة فاطمة الزهراء في كتب التفاسير ومنها بن كثير - القرطبي - الجلالين - والطبراني ****.

والكوثر أيضاً هو النهر الذي وعده الله نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة، ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التي ينعم الله بها على نبيه صلى الله وسلم في الدنيا والآخرة.

ولنهر الكوثر - الذي في الجنة - ميزابان، يصبان في حوض، وهو الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم القيامة، فنهر الكوثر في الجنة، والحوض في أرض المحشر، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض، ولهذا يطلق على كل من النهر والحوض (كوثر)، باعتبار أن ماءهما واحد، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة.

وقد ورد في الأحاديث جملة من صفات نهر الكوثر، تجعل المؤمن في شوق إلى ورود ذلك النهر، والارتواء منه، والاضطلاع من معينه، فنهر الكوثر يجري من غير شق بقدرة الله، وحافاتاه قباب الدر المجوف، وترابه المسك، وحصباؤه اللؤلؤ، فما ظنك بجمال ذلك النهر وجلاله، وما ظنك بالنعيم الذي حبى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من أمته.

ولا تقل صفات ماء نهر الكوثر جمالا وجلالا عن النهر نفسه، فقد ثبت في أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم أن ماء نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن، وأحلى مذاقا من العسل، وأطيب ريحا من المسك، حتى إن عمر بن الخطاب لما استمع إلى تلك الأوصاف، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنها لناعمة يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (آكلوها أنعم منها)، في إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أن تلك الصفات العظمية، وتلك النعم الجليلة، ما هي إلا جزء يسير مما يمن الله به على أهل دار كرامته، ومستقر رحمته.

وجاء الوصف النبوي لماء نهر الكوثر أيضا، بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا، ولم يسود وجهه أبدا، فكيف لك أن تتخيل جنة الخلد، إذا كان نهرها وماؤها كذلك !!

أما الحوض الذي يكون في أرض المحشر، فطوله مسيرة شهر، وعرضه كذلك، ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء)، أي أن أطرافه متساوية، وجاء في وصف الحوض أيضا أن آنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها.

أما ماء الحوض فهو مستمد من نهر الكوثر كما سبق، فصفات الماء واحدة، كرامة من الله لنبيه والمؤمنين من أمته، حيث يتمتعون بشيء من نعيم الجنة قبل دخولها، وهم في أرض المحشر، وعرصات القيامة، في مقام عصيب، وحر شديد، وكرب عظيم.

والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر في الجنة، وبين حوض النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر، لا يقلان شأنا عن النهر والحوض، فالميزابان أحدهما من فضة والآخر من ذهب، فالماء من أطيب ما يكون، ومقره من أرق ما يكون، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون.

وقد جاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من الأنبياء حوضا في أرض المحشر وعرصات القيامة، فقد ثبت عن سمرة ابن جندب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن لكل نبي حوضا ترده أمته، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة)، فرحمة الله في ذلك الموقف قد شملت المؤمنين من كل الأمم، فلكل نبي حوض، يرده المؤمنون من أمته، إلا أن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم يتميز بثلاثة أمور :

الأول : أن ماءه مستمد من نهر الكوثر، فماؤه أطيب المياه، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.

الثاني : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكبر الأحواض.

الثالث : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكثر الأحواض واردة، أي يرد عليه من المؤمنين من أمته، أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنين من أمتهم.

ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم من أمته فقراء المهاجرين، فعن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (أول الناس ورودا على الحوض فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون المنعَّمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد)، والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين، فكما أنهم كانوا أفقر الناس في الدنيا، وأقلهم منصبا، وأدناهم شأنا، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين، وصدق الإيمان، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله، فقد نالوا كرامتهم في أرض المحشر، بورودهم أول الناس على حوض النبي صلى الله عليه وسلم.

ولقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عظيم منة الله عليه في نزول سورة الكوثر، وعظيم نعمته في تكريمه بنهر الكوثر، فعن أنس بن مالك قال : (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر }، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة، عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض الناس -، فأقول رب إنه من أمتي، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك) رواه مسلم.

فهنيئا للمتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الواردين حوضه، فهم الفائزون يوم يخسر الخاسرون، وهم المقربون يوم يبعد المبدلون والمحدثون

هذه السورة خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – كسورة الضحى، وسورة الشرح.يسري عنه ربه فيها، ويعده باأخير، ويوعد أعداءه بالبتر، ويوجهه إلى طريق الشكر. كذلك تمثل حقيقة الهدى والخير والإيمان. وحقيقة الظلال والشر والكفران..الأولى كثرة وفيض وامتداد. والثانية قلة وانحسار وانبتار.


في الآية الأولى قرر أنه ليس أبتر بل هو صاحب كوثر (وقد وردت روايات كثيرة أن الكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم -). وفي هذه الآية يرد الكيد على كائديه ،ويؤكد- الله – أن الأبتر ليس هو محمد، إنما هم ِشانئوه وكارهوه.

إن الدعوة إلى الله والحق والخير لايمكن أن تكون بتراء ولا أن يكون صاحبها أبتر، وكيف وهي موصولة بالله الحي الباقي الأزلي الخالد ؟إنما يبتر الكفر والباطل والشر ويبتر أهله، مهما بدا في لحظة من اللحظات أنه طويل الأجل ممتد الجدور.

وصدق الله العظيم. وكذب الكائدون الماكرون.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الكوثر

وتفسر السورة بأن أحد المشركين شتم الرسول بأنه أبتر. فرد الله عليهبأن أعطى رسوله نهرا بالجنة يدعى الكوثر، وأن المشرك هو الابتر كما صرحالله في الآيه. { إنا أعطيناك الكوثر }، بهذه الآية الكريمة، افتتح الله سورة الكوثر،مذكرا نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمة عظيمة، ومنة كريمة، وموعود أخروي،جعله الله عز وجل كرامة لنبيه، وبشارة له ولأمته من بعده، ثم رتب على ذلكالوعد العظيم، الأمر بالصلاة والعبادة، والوعد بالنصر والتأييد { فصل لربكوانحر إن شانئك هو الأبتر } ويقال أن الكوثر هي السيدة فاطمة الزهراء وأنهأحد ألقابها **** ولا يوجد دليل علي صحة القول بأن الكوثر مقصود به السيدةفاطمة الزهراء في كتب التفاسير ومنها بن كثير - القرطبي - الجلالين -والطبراني ****.والكوثر أيضاً هو النهر الذي وعده الله نبيه صلى الله عليه وسلم فيالجنة، وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة، ففيه إشارة إلى كمالالخيرات التي ينعم الله بها على نبيه صلى الله وسلم في الدنيا والآخرة.ولنهر الكوثر - الذي في الجنة - ميزابان، يصبان في حوض، وهو الحوض الذييكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم القيامة، فنهر الكوثرفي الجنة، والحوض في أرض المحشر، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض، ولهذايطلق على كل من النهر والحوض (كوثر)، باعتبار أن ماءهما واحد، وإن كانالأصل هو النهر الذي في الجنة.وقد ورد في الأحاديث جملة من صفات نهر الكوثر، تجعل المؤمن في شوق إلىورود ذلك النهر، والارتواء منه، والاضطلاع من معينه، فنهر الكوثر يجري منغير شق بقدرة الله، وحافاتاه قباب الدر المجوف، وترابه المسك، وحصباؤهاللؤلؤ، فما ظنك بجمال ذلك النهر وجلاله، وما ظنك بالنعيم الذي حبى اللهبه نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من أمته.ولا تقل صفات ماء نهر الكوثر جمالا وجلالا عن النهر نفسه، فقد ثبت فيأحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم أن ماء نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن،وأحلى مذاقا من العسل، وأطيب ريحا من المسك، حتى إن عمر بن الخطاب لمااستمع إلى تلك الأوصاف، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنها لناعمة يارسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (آكلوها أنعم منها)، في إشارةمنه صلى الله عليه وسلم إلى أن تلك الصفات العظمية، وتلك النعم الجليلة،ما هي إلا جزء يسير مما يمن الله به على أهل دار كرامته، ومستقر رحمته.وجاء الوصف النبوي لماء نهر الكوثر أيضا، بأن من شرب منه لم يظمأ بعدهاأبدا، ولم يسود وجهه أبدا، فكيف لك أن تتخيل جنة الخلد، إذا كان نهرهاوماؤها كذلك !!أما الحوض الذي يكون في أرض المحشر، فطوله مسيرة شهر، وعرضه كذلك،ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حوضي مسيرة شهر،وزواياه سواء)، أي أن أطرافه متساوية، وجاء في وصف الحوض أيضا أن آنيتهأكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها.أما ماء الحوض فهو مستمد من نهر الكوثر كما سبق، فصفات الماء واحدة،كرامة من الله لنبيه والمؤمنين من أمته، حيث يتمتعون بشيء من نعيم الجنةقبل دخولها، وهم في أرض المحشر، وعرصات القيامة، في مقام عصيب، وحر شديد،وكرب عظيم.والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر في الجنة، وبين حوض النبي صلىالله عليه وسلم في أرض المحشر، لا يقلان شأنا عن النهر والحوض، فالميزابانأحدهما من فضة والآخر من ذهب، فالماء من أطيب ما يكون، ومقره من أرق مايكون، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون.وقد جاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من الأنبياء حوضا في أرضالمحشر وعرصات القيامة، فقد ثبت عن سمرة ابن جندب أن النبي - صلى اللهعليه وسلم - قال :(إن لكل نبي حوضا ترده أمته، وإنهم ليتباهون أيهم أكثرواردة، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة)، فرحمة الله في ذلك الموقف قدشملت المؤمنين من كل الأمم، فلكل نبي حوض، يرده المؤمنون من أمته، إلا أنحوض نبينا صلى الله عليه وسلم يتميز بثلاثة أمور :الأول : أن ماءه مستمد من نهر الكوثر، فماؤه أطيب المياه، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.الثاني : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكبر الأحواض.الثالث : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكثر الأحواض واردة، أي يرد عليهمن المؤمنين من أمته، أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنينمن أمتهم.ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم من أمته فقراءالمهاجرين، فعن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :(أول الناس ورودا على الحوض فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا،الذين لا ينكحون المنعَّمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد)، والسدد هي القصورالخاصة بالمترفين، فكما أنهم كانوا أفقر الناس في الدنيا، وأقلهم منصبا،وأدناهم شأنا، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين، وصدق الإيمان، وعظيم البذلوالتضحية في سبيل الله، فقد نالوا كرامتهم في أرض المحشر، بورودهم أولالناس على حوض النبي صلى الله عليه وسلم.ولقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عظيم منة الله عليه في نزول سورةالكوثر، وعظيم نعمته في تكريمه بنهر الكوثر، فعن أنس بن مالك قال : (بينمارسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفعرأسه متبسما، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورةفقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إنشانئك هو الأبتر }، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم،قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة، عليه حوض ترد عليه أمتي يومالقيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض الناس-، فأقول رب إنه من أمتي، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك) رواه مسلم.فهنيئا للمتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الواردين حوضه، فهمالفائزون يوم يخسر الخاسرون، وهم المقربون يوم يبعد المبدلون والمحدثونهذه السورة خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – كسورة الضحى،وسورة الشرح.يسري عنه ربه فيها، ويعده باأخير، ويوعد أعداءه بالبتر،ويوجهه إلى طريق الشكر. كذلك تمثل حقيقة الهدى والخير والإيمان. وحقيقةالظلال والشر والكفران..الأولى كثرة وفيض وامتداد. والثانية قلة وانحساروانبتار.(إن شانئك هو الأبتر)
في الآية الأولى قرر أنه ليس أبتر بل هو صاحب كوثر (وقد وردت رواياتكثيرة أن الكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم -).وفي هذه الآية يرد الكيد على كائديه ،ويؤكد- الله – أن الأبتر ليس هومحمد، إنما هم ِشانئوه وكارهوه.إن الدعوة إلى الله والحق والخير لايمكن أن تكون بتراء ولا أن يكونصاحبها أبتر، وكيف وهي موصولة بالله الحي الباقي الأزلي الخالد ؟إنما يبترالكفر والباطل والشر ويبتر أهله، مهما بدا في لحظة من اللحظات أنه طويلالأجل ممتد الجدور.وصدق الله العظيم. وكذب الكائدون الماكرون.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الكوثر .......وتفسر السورة بأن أحد المشركين شتم الرسول بأنه أبتر. فرد الله عليه بأن أعطى رسوله نهرا بالجنة يدعى الكوثر، وأن المشرك هو الابتر كما صرح الله في الآيه. { إنا أعطيناك الكوثر }، بهذه الآية الكريمة، افتتح الله سورة الكوثر، مذكرا نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمة عظيمة، ومنة كريمة، وموعود أخروي، جعله الله عز وجل كرامة لنبيه، وبشارة له ولأمته من بعده، ثم رتب على ذلك الوعد العظيم، الأمر بالصلاة والعبادة، والوعد بالنصر والتأييد { فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } ويقال أن الكوثر هي السيدة فاطمة الزهراء وأنه أحد ألقابها **** ولا يوجد دليل علي صحة القول بأن الكوثر مقصود به السيدة فاطمة الزهراء في كتب التفاسير ومنها بن كثير - القرطبي - الجلالين - والطبراني ****.

والكوثر أيضاً هو النهر الذي وعده الله نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة، ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التي ينعم الله بها على نبيه صلى الله وسلم في الدنيا والآخرة.

ولنهر الكوثر - الذي في الجنة - ميزابان، يصبان في حوض، وهو الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم القيامة، فنهر الكوثر في الجنة، والحوض في أرض المحشر، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض، ولهذا يطلق على كل من النهر والحوض (كوثر)، باعتبار أن ماءهما واحد، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة.

وقد ورد في الأحاديث جملة من صفات نهر الكوثر، تجعل المؤمن في شوق إلى ورود ذلك النهر، والارتواء منه، والاضطلاع من معينه، فنهر الكوثر يجري من غير شق بقدرة الله، وحافاتاه قباب الدر المجوف، وترابه المسك، وحصباؤه اللؤلؤ، فما ظنك بجمال ذلك النهر وجلاله، وما ظنك بالنعيم الذي حبى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من أمته.

ولا تقل صفات ماء نهر الكوثر جمالا وجلالا عن النهر نفسه، فقد ثبت في أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم أن ماء نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن، وأحلى مذاقا من العسل، وأطيب ريحا من المسك، حتى إن عمر بن الخطاب لما استمع إلى تلك الأوصاف، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنها لناعمة يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (آكلوها أنعم منها)، في إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أن تلك الصفات العظمية، وتلك النعم الجليلة، ما هي إلا جزء يسير مما يمن الله به على أهل دار كرامته، ومستقر رحمته.

وجاء الوصف النبوي لماء نهر الكوثر أيضا، بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا، ولم يسود وجهه أبدا، فكيف لك أن تتخيل جنة الخلد، إذا كان نهرها وماؤها كذلك !!

أما الحوض الذي يكون في أرض المحشر، فطوله مسيرة شهر، وعرضه كذلك، ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء)، أي أن أطرافه متساوية، وجاء في وصف الحوض أيضا أن آنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها.

أما ماء الحوض فهو مستمد من نهر الكوثر كما سبق، فصفات الماء واحدة، كرامة من الله لنبيه والمؤمنين من أمته، حيث يتمتعون بشيء من نعيم الجنة قبل دخولها، وهم في أرض المحشر، وعرصات القيامة، في مقام عصيب، وحر شديد، وكرب عظيم.

والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر في الجنة، وبين حوض النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر، لا يقلان شأنا عن النهر والحوض، فالميزابان أحدهما من فضة والآخر من ذهب، فالماء من أطيب ما يكون، ومقره من أرق ما يكون، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون.

وقد جاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من الأنبياء حوضا في أرض المحشر وعرصات القيامة، فقد ثبت عن سمرة ابن جندب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن لكل نبي حوضا ترده أمته، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة)، فرحمة الله في ذلك الموقف قد شملت المؤمنين من كل الأمم، فلكل نبي حوض، يرده المؤمنون من أمته، إلا أن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم يتميز بثلاثة أمور :

الأول : أن ماءه مستمد من نهر الكوثر، فماؤه أطيب المياه، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.

الثاني : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكبر الأحواض.

الثالث : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكثر الأحواض واردة، أي يرد عليه من المؤمنين من أمته، أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنين من أمتهم.

ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم من أمته فقراء المهاجرين، فعن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (أول الناس ورودا على الحوض فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون المنعَّمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد)، والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين، فكما أنهم كانوا أفقر الناس في الدنيا، وأقلهم منصبا، وأدناهم شأنا، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين، وصدق الإيمان، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله، فقد نالوا كرامتهم في أرض المحشر، بورودهم أول الناس على حوض النبي صلى الله عليه وسلم.

ولقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عظيم منة الله عليه في نزول سورة الكوثر، وعظيم نعمته في تكريمه بنهر الكوثر، فعن أنس بن مالك قال : (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر }، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة، عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض الناس -، فأقول رب إنه من أمتي، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك) رواه مسلم.

فهنيئا للمتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الواردين حوضه، فهم الفائزون يوم يخسر الخاسرون، وهم المقربون يوم يبعد المبدلون والمحدثون

هذه السورة خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – كسورة الضحى، وسورة الشرح.يسري عنه ربه فيها، ويعده باأخير، ويوعد أعداءه بالبتر، ويوجهه إلى طريق الشكر. كذلك تمثل حقيقة الهدى والخير والإيمان. وحقيقة الظلال والشر والكفران..الأولى كثرة وفيض وامتداد. والثانية قلة وانحسار وانبتار.


في الآية الأولى قرر أنه ليس أبتر بل هو صاحب كوثر (وقد وردت روايات كثيرة أن الكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم -). وفي هذه الآية يرد الكيد على كائديه ،ويؤكد- الله – أن الأبتر ليس هو محمد، إنما هم ِشانئوه وكارهوه.

إن الدعوة إلى الله والحق والخير لايمكن أن تكون بتراء ولا أن يكون صاحبها أبتر، وكيف وهي موصولة بالله الحي الباقي الأزلي الخالد ؟إنما يبتر الكفر والباطل والشر ويبتر أهله، مهما بدا في لحظة من اللحظات أنه طويل الأجل ممتد الجدور.

وصدق الله العظيم. وكذب الكائدون الماكرون.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الكوثر
-------
وتفسر السورة بأن أحد المشركين شتم الرسول بأنه أبتر. فرد الله عليه بأن أعطى رسوله نهرا بالجنة يدعى الكوثر، وأن المشرك هو الابتر كما صرح الله في الآيه. { إنا أعطيناك الكوثر }، بهذه الآية الكريمة، افتتح الله سورة الكوثر، مذكرا نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمة عظيمة، ومنة كريمة، وموعود أخروي، جعله الله عز وجل كرامة لنبيه، وبشارة له ولأمته من بعده، ثم رتب على ذلك الوعد العظيم، الأمر بالصلاة والعبادة، والوعد بالنصر والتأييد { فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } ويقال أن الكوثر هي السيدة فاطمة الزهراء وأنه أحد ألقابها **** ولا يوجد دليل علي صحة القول بأن الكوثر مقصود به السيدة فاطمة الزهراء في كتب التفاسير ومنها بن كثير - القرطبي - الجلالين - والطبراني ****.

والكوثر أيضاً هو النهر الذي وعده الله نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة، ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التي ينعم الله بها على نبيه صلى الله وسلم في الدنيا والآخرة.

ولنهر الكوثر - الذي في الجنة - ميزابان، يصبان في حوض، وهو الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم القيامة، فنهر الكوثر في الجنة، والحوض في أرض المحشر، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض، ولهذا يطلق على كل من النهر والحوض (كوثر)، باعتبار أن ماءهما واحد، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة.

وقد ورد في الأحاديث جملة من صفات نهر الكوثر، تجعل المؤمن في شوق إلى ورود ذلك النهر، والارتواء منه، والاضطلاع من معينه، فنهر الكوثر يجري من غير شق بقدرة الله، وحافاتاه قباب الدر المجوف، وترابه المسك، وحصباؤه اللؤلؤ، فما ظنك بجمال ذلك النهر وجلاله، وما ظنك بالنعيم الذي حبى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من أمته.

ولا تقل صفات ماء نهر الكوثر جمالا وجلالا عن النهر نفسه، فقد ثبت في أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم أن ماء نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن، وأحلى مذاقا من العسل، وأطيب ريحا من المسك، حتى إن عمر بن الخطاب لما استمع إلى تلك الأوصاف، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنها لناعمة يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (آكلوها أنعم منها)، في إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أن تلك الصفات العظمية، وتلك النعم الجليلة، ما هي إلا جزء يسير مما يمن الله به على أهل دار كرامته، ومستقر رحمته.

وجاء الوصف النبوي لماء نهر الكوثر أيضا، بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا، ولم يسود وجهه أبدا، فكيف لك أن تتخيل جنة الخلد، إذا كان نهرها وماؤها كذلك !!

أما الحوض الذي يكون في أرض المحشر، فطوله مسيرة شهر، وعرضه كذلك، ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء)، أي أن أطرافه متساوية، وجاء في وصف الحوض أيضا أن آنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها.

أما ماء الحوض فهو مستمد من نهر الكوثر كما سبق، فصفات الماء واحدة، كرامة من الله لنبيه والمؤمنين من أمته، حيث يتمتعون بشيء من نعيم الجنة قبل دخولها، وهم في أرض المحشر، وعرصات القيامة، في مقام عصيب، وحر شديد، وكرب عظيم.

والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر في الجنة، وبين حوض النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر، لا يقلان شأنا عن النهر والحوض، فالميزابان أحدهما من فضة والآخر من ذهب، فالماء من أطيب ما يكون، ومقره من أرق ما يكون، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون.

وقد جاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من الأنبياء حوضا في أرض المحشر وعرصات القيامة، فقد ثبت عن سمرة ابن جندب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :(إن لكل نبي حوضا ترده أمته، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة)، فرحمة الله في ذلك الموقف قد شملت المؤمنين من كل الأمم، فلكل نبي حوض، يرده المؤمنون من أمته، إلا أن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم يتميز بثلاثة أمور :

الأول : أن ماءه مستمد من نهر الكوثر، فماؤه أطيب المياه، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.

الثاني : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكبر الأحواض.

الثالث : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكثر الأحواض واردة، أي يرد عليه من المؤمنين من أمته، أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنين من أمتهم.

ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم من أمته فقراء المهاجرين، فعن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (أول الناس ورودا على الحوض فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون المنعَّمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد)، والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين، فكما أنهم كانوا أفقر الناس في الدنيا، وأقلهم منصبا، وأدناهم شأنا، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين، وصدق الإيمان، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله، فقد نالوا كرامتهم في أرض المحشر، بورودهم أول الناس على حوض النبي صلى الله عليه وسلم.

ولقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عظيم منة الله عليه في نزول سورة الكوثر، وعظيم نعمته في تكريمه بنهر الكوثر، فعن أنس بن مالك قال : (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر }، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة، عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض الناس -، فأقول رب إنه من أمتي، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك) رواه مسلم.

فهنيئا للمتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الواردين حوضه، فهم الفائزون يوم يخسر الخاسرون، وهم المقربون يوم يبعد المبدلون والمحدثون

هذه السورة خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – كسورة الضحى، وسورة الشرح.يسري عنه ربه فيها، ويعده باأخير، ويوعد أعداءه بالبتر، ويوجهه إلى طريق الشكر. كذلك تمثل حقيقة الهدى والخير والإيمان. وحقيقة الظلال والشر والكفران..الأولى كثرة وفيض وامتداد. والثانية قلة وانحسار وانبتار.


في الآية الأولى قرر أنه ليس أبتر بل هو صاحب كوثر (وقد وردت روايات كثيرة أن الكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم -). وفي هذه الآية يرد الكيد على كائديه ،ويؤكد- الله – أن الأبتر ليس هو محمد، إنما هم ِشانئوه وكارهوه.

إن الدعوة إلى الله والحق والخير لايمكن أن تكون بتراء ولا أن يكون صاحبها أبتر، وكيف وهي موصولة بالله الحي الباقي الأزلي الخالد ؟إنما يبتر الكفر والباطل والشر ويبتر أهله، مهما بدا في لحظة من اللحظات أنه طويل الأجل ممتد الجدور.

وصدق الله العظيم. وكذب الكائدون الماكرون.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الكوثر
-------
وتفسر السورة بأن أحد المشركين شتم الرسول بأنهأبتر. فرد الله عليه بأن أعطى رسوله نهرا بالجنة يدعى الكوثر، وأن المشركهو الابتر كما صرح الله في الآيه. { إنا أعطيناك الكوثر }، بهذه الآيةالكريمة، افتتح الله سورة الكوثر، مذكرا نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمةعظيمة، ومنة كريمة، وموعود أخروي، جعله الله عز وجل كرامة لنبيه، وبشارةله ولأمته من بعده، ثم رتب على ذلك الوعد العظيم، الأمر بالصلاة والعبادة،والوعد بالنصر والتأييد { فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } ويقال أنالكوثر هي السيدة فاطمة الزهراء وأنه أحد ألقابها **** ولا يوجد دليل عليصحة القول بأن الكوثر مقصود به السيدة فاطمة الزهراء في كتب التفاسيرومنها بن كثير - القرطبي - الجلالين - والطبراني ****.

والكوثرأيضاً هو النهر الذي وعده الله نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأصلكلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة، ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التيينعم الله بها على نبيه صلى الله وسلم في الدنيا والآخرة.

ولنهرالكوثر - الذي في الجنة - ميزابان، يصبان في حوض، وهو الحوض الذي يكونلنبينا صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم القيامة، فنهر الكوثر فيالجنة، والحوض في أرض المحشر، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض، ولهذايطلق على كل من النهر والحوض (كوثر)، باعتبار أن ماءهما واحد، وإن كانالأصل هو النهر الذي في الجنة.

وقد ورد في الأحاديث جملة من صفاتنهر الكوثر، تجعل المؤمن في شوق إلى ورود ذلك النهر، والارتواء منه،والاضطلاع من معينه، فنهر الكوثر يجري من غير شق بقدرة الله، وحافاتاهقباب الدر المجوف، وترابه المسك، وحصباؤه اللؤلؤ، فما ظنك بجمال ذلك النهروجلاله، وما ظنك بالنعيم الذي حبى الله به نبيه صلى الله عليه وسلموالمؤمنين من أمته.

ولا تقل صفات ماء نهر الكوثر جمالا وجلالا عنالنهر نفسه، فقد ثبت في أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم أن ماء نهرالكوثر أشد بياضا من اللبن، وأحلى مذاقا من العسل، وأطيب ريحا من المسك،حتى إن عمر بن الخطاب لما استمع إلى تلك الأوصاف، قال للنبي صلى الله عليهوسلم : إنها لناعمة يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (آكلوهاأنعم منها)، في إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أن تلك الصفات العظمية،وتلك النعم الجليلة، ما هي إلا جزء يسير مما يمن الله به على أهل داركرامته، ومستقر رحمته.

وجاء الوصف النبوي لماء نهر الكوثر أيضا،بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا، ولم يسود وجهه أبدا، فكيف لك أن تتخيلجنة الخلد، إذا كان نهرها وماؤها كذلك !!

أما الحوض الذي يكون فيأرض المحشر، فطوله مسيرة شهر، وعرضه كذلك، ولهذا جاء في الحديث أن النبيصلى الله عليه وسلم قال (حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء)، أي أن أطرافهمتساوية، وجاء في وصف الحوض أيضا أن آنيته أكثر من عدد نجوم السماءوكواكبها.

أما ماء الحوض فهو مستمد من نهر الكوثر كما سبق، فصفاتالماء واحدة، كرامة من الله لنبيه والمؤمنين من أمته، حيث يتمتعون بشيء مننعيم الجنة قبل دخولها، وهم في أرض المحشر، وعرصات القيامة، في مقام عصيب،وحر شديد، وكرب عظيم.

والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر فيالجنة، وبين حوض النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر، لا يقلان شأناعن النهر والحوض، فالميزابان أحدهما من فضة والآخر من ذهب، فالماء من أطيبما يكون، ومقره من أرق ما يكون، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون.

وقدجاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من الأنبياء حوضا في أرض المحشروعرصات القيامة، فقد ثبت عن سمرة ابن جندب أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال :(إنلكل نبي حوضا ترده أمته، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة، وإني لأرجو أنأكون أكثرهم واردة)، فرحمة الله في ذلك الموقف قد شملت المؤمنين من كلالأمم، فلكل نبي حوض، يرده المؤمنون من أمته، إلا أن حوض نبينا صلى اللهعليه وسلم يتميز بثلاثة أمور :

الأول : أن ماءه مستمد من نهر الكوثر، فماؤه أطيب المياه، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.

الثاني : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكبر الأحواض.

الثالث: أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكثر الأحواض واردة، أي يرد عليه منالمؤمنين من أمته، أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنين منأمتهم.

ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم منأمته فقراء المهاجرين، فعن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أنه قال : (أول الناس ورودا على الحوض فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا،الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون المنعَّمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد)،والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين، فكما أنهم كانوا أفقر الناس فيالدنيا، وأقلهم منصبا، وأدناهم شأنا، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين،وصدق الإيمان، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله، فقد نالوا كرامتهم فيأرض المحشر، بورودهم أول الناس على حوض النبي صلى الله عليه وسلم.

ولقدأدرك النبي صلى الله عليه وسلم عظيم منة الله عليه في نزول سورة الكوثر،وعظيم نعمته في تكريمه بنهر الكوثر، فعن أنس بن مالك قال : (بينما رسولالله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسهمتبسما، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هوالأبتر }، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم، قال :فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة، عليه حوض ترد عليه أمتي يومالقيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض الناس-، فأقول رب إنه من أمتي، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك) رواه مسلم.

فهنيئاللمتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الواردين حوضه، فهم الفائزون يوميخسر الخاسرون، وهم المقربون يوم يبعد المبدلون والمحدثون

هذهالسورة خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – كسورة الضحى، وسورةالشرح.يسري عنه ربه فيها، ويعده باأخير، ويوعد أعداءه بالبتر، ويوجهه إلىطريق الشكر. كذلك تمثل حقيقة الهدى والخير والإيمان. وحقيقة الظلال والشروالكفران..الأولى كثرة وفيض وامتداد. والثانية قلة وانحسار وانبتار.


فيالآية الأولى قرر أنه ليس أبتر بل هو صاحب كوثر (وقد وردت روايات كثيرة أنالكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم -). وفي هذهالآية يرد الكيد على كائديه ،ويؤكد- الله – أن الأبتر ليس هو محمد، إنماهم ِشانئوه وكارهوه.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
اسمها الكوثر
الشرح

بسم الله الرحمن الرحيم
(إنا أعطيناك الكوثر* فصل لربك وانحر* إنّ شانئك هو الأبتر)

تمهيد:
ذهب جماعة من العلماء إلى، أن سورة الكوثر كان نزولها على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في مكة المكرمة، كما هو رأي عبدالله بن عباس (، والكلبي. وذهب غيرهم إلى، أنها نزلت في المدينة المنورة، كما هو رأي الضحاك وعكرمة (1) غير أن بعضاً من العلماء اعتقد بنزولها مرتين: مرة في مكة
وأخرى في المدينة، جمعاً بين الروايات (2). والصحيح ما ذهب إليه القائلون بنزولها في مكة، لوجود مؤيدات كثيرة يضعها في عداد السور المكية منها: جزالة الألفاظ وطبيعة الإيقاع، والتجانس الصوتي، والرد على المشركين وتسفيه أحلامهم (3)، إضافة إلى أن الحملات الإعلامية على النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ و دعوته بما فيها من إيذاء وسخرية واتهام وتصد مباشر بالاعتداء على النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كانت من خصائص المجتمع المكي، وأساليب سفهاء قريش المبكرة. وقد فارقهم النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وفارق مواقفهم الرخيصة تلك منذ هجرته المباركة إلى المدينة المنورة وقيام دولته التي تحققت فيها للإسلام شوكة وسلطان.
أما سبب نزول هذه السورة المباركة، فقد نزلت من أجل أن تمسح على قلب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بالروح والندى، وتقرر حقيقة الخير الباقي الممتد الذي اختاره له ربه، وحقيقة الانقطاع والبتر المقدر لأعدائه (4).
ففي خضم عمليات الكيد والمكر برسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ورسالته من قبل سفهاء قريش من أجل صرف الناس عن الاستماع لصوت الهدى الرباني المنبعث من دعوة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أثارت مجموعة من أولئك المعاندين للحق إشاعة مفادها، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أبتر.
وهذه الإشاعة لها صداها ووقعها الشديد في المجتمع العربي البدوي الذي بتكاثر بالذرية، والذكور منها على وجه الخصوص.
وهي وخزة تؤذي النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ لعلمه بمقصودها الدنيء الذي يرمي إليه سفهاء الجاهلية.
أورد جلال الدين السيوطي في دره المنثور ما يلي: "أخرج ابن سعد وابن
عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان أكبر ولد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، القاسم ثم زينب ثم عبدالله ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية، فمات القاسم وهو أول ميت من ولده بمكة ثم مات عبدالله، فقال العاص بن وائل السهمي، قد انقطع نسله، فهو أبتر، فأنزل الله (إنّ شانئك هو الأبتر((5).
وعنه أخرج الزبير بن بكار وابن عساكر عن جعفر بن محمّد عن أبيه قال: توفي القاسم ابن رسول الله بمكة، فمر رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وهو آت من جنازته على العاص بن وائل وابنه عمرو فقال حين رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : إني لأشنؤه فقال العاص بن وائل: لا جرم لقد أصبح أبتر فأنزل الله (إنّ شانئك هو الأبتر( (6).
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: كانت قريش تقول: إذا مات ذكور الرجل: بتر فلان، فلما مات ولد النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال العاص بن وائل: بتر محمّد، فنزلت(7).
وأخرج البيهقي في الدلائل مثله عن محمّد بن علي، وسمى الولد القاسم، وأخرج عن مجاهد قال: نزلت في العاص بن وائل وذلك أنّه قال: أنا شانئ محمّد (Cool.
وهكذا يكون السفهاء الّذين كادوا النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بكيدهم اللئيم الصغير كما ذكرت الروايات هم: العاص بن وائل السهمي وابنه عمرو وعقبة بن أبي معيط، وأبو لهب وأبو جهل والوليد بن المغيرة وغيرهم، إلاّ أن المتحدثين كانا العاص وابنه.

مداليل السورة:
هذه السورة المباركة على قلة آياتها، و وجازتها تعكس صورة عن مسيرة الدعوة الإلهية الخاتمة من حيث المعاناة والمتاعب، وآفاق المستقبل وهي تشرح نماذج من الكيد والتآمر والأذى الذي صبته قريش على الرسول الأعظم محمّد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، كما هي تعكس صور الرعاية الربانية لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، ودعوته وفيض الإمداد الإلهي المستمر عليه وعلى دعوته، كما تشير السورة المباركة إلى ما حباه الله تعالى به من نعم شتى تشكل أبلغ مظاهر الفيض والإمداد والنمو والعطاء، على خلاف ما يناله أعداؤه عبر التاريخ من وهن وبتر وانحسار.
والسورة المذكورة تمثل شأنا من شؤون الرسول الداعية خاصة كسورة الأضحى، وسورة الانشراح وأمثالهما وتكشف حجم العطاء الكثير الكثير الذي وهبه الله عز وجل له رغم ما يصفه به الشانئون الغافلون عن شمس الحقيقة الّذين أظلمت نفوسهم بسبب الكفر والضلال، الأمر الذي يتطلب أن يقابله النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بالشكر والصلاة والبذل من أجل الله عز وجل.
وإذا دخلنا في تفصيل مداليل الكلمات التي كونت الكيان الواقعي للسورة، لوجدنا المفسرين يتبنون معاني مختلفة، كلّ معنى ربما يتناول جانباً مما أعطي النبي الخاتم صلى الله عليه واله وسلم. فبخصوص مدلول "الكوثر" ورد ما يلي:
والكوثر صيغة من الكثرة، وهو مطلق غير محدود، يشير إلى عكس المعنى الذي أطلقه هؤلاء السفهاء إنا أعطيناك ما هو كثير فائض غزير، غير ممنوع، ولا مبتور، فإذا أراد أحد أن يتتبع هذا الكوثر الذي أعطاه الله لنبيه، فهو واجده حيثما نظر أو تصور..".
"إنه الكوثر الذي لانهاية لفيضه، ولا إحصاء لعوارفه، ولاحد لمدلوله ومن ثم تركه النص بلا تحديد ليشمل كلّ ما يكثر من الخير ويزيد".
وقد وردت روايات من طرق كثيرة، أن الكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ولكن ابن عباس ( أجاب بأن هذا النهر وهو من بين الخير الكثير الذي أوتيه رسول الله ـ فهو كوثر من الكوثر(9).
لقد أحسن الشهيد سيد قطب حين ذكر أن النهر الذي في الجنة الذي أعطيه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ هو كوثر من الكوثر اعتماداً على قول الصحابي الجليل عبدالله بن العباس (، الذي تبناه.
ومن أجل ذلك، فإن اختلاف المفسرين فيما هو الكوثر إنّما يكون من باب تعداد المصاديق، وليس من باب ذكر المفهوم الوحيد للكوثر على الأرجح.
وهانحن أولاء نذكر طرفاً مما ذكره المفسرون: 2.
فالكوثر: نهر في الجنة كما هو رأي عائشة وعبد الله بن عمر وابن عباس والإمام جعفر بن محمّد الصادق ـ عليه السلام ـ .
والكوثر: حوض النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ الذي يرده الناس يوم القيامة كما ورد عن عطاء وأنس بن مالك.
والكوثر: الخير الكثير كما ورد عن ابن عباس وسعيد ابن جبير ومجاهد.
والكوثر: النبوة كما ورد عن عكرمة.
والكوثر: هو القرآن كما ورد عن الحسن البصري.
والكوثر: كثرة الأصحاب والأشياع كما ورد عن أبي بكر بن عياش.
والكوثر: شفاعة الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ لأمته كما هو عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق ـ عليه السلام ـ .
والكوثر: كثرة النسل والذرية عن جمع من العلماء والمفسرين.
ولقد أنهى بعضهم معاني الكوثر إلى ستة وعشرين معنى (11) بيد أن الراجح أن تكون كثرة الذرية وامتدادها عبر التاريخ البشري التي اختص الله تعالى بها النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ من ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام هو المدلول الحقيقي للكوثر، وذلك بدلالة سبب النزول المعروف، وبدلالة أن الأبتر في لغة العرب تطلق أساساً على من لا عقب له من الناس كما يتضح من قواميس اللغة العربية وكما أورد الراغب الاصبهاني في المفردات قال: البتر يستعمل في قطع الذنب ثم أجري قطع العقب مجراه، فقيل فلان أبتر إذا لم يكن له عقب يخلفه.. وقوله: "إنّ شانئك هو الأبتر" أي مقطوع الذكر، وذلك أنهم زعموا أن محمداً ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ينقطع ذكره إذا انقطع عمره لفقدان نسله.."(12).
أما المعاني الأخرى التي ذكرت دون ذلك فهي من المصاديق أو من باب الجري والانطباق وهي من الخير الكثير الذي أعطي لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ...
هذا، ومن الجدير ذكره، أن بعض المداليل التي ذكرت كمصاديق للكوثر دون غيرها قد وردت فيها أحاديث صحيحة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، وأما الكثرة الكاثرة من المداليل، فهي تصورات تصورها بعض المفسرين على أنها الخير الكثير الذي أعطي النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ دون سواه.
(فصّل لربك وانحر(: وحول هذه الآية الكريمة اختلف المفسرون والعلماء حول مدلولها:
فمن قائل: إنّ الله عز وجل أمره بالشكر على تلك النعمة العظيمة التي وهبت له، وتصوروا أن الصلاة هي صلاة عيد الأضحى بدلالة (وانحر( فالنحر عند هذا الفريق هو نحر الهدي والأضحية، وهذا الرأي رآه عكرمة، وعطاء وقتادة.
وقال بعضهم: كان النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ينحر قبل الصلاة فأمره الله بالنحر بعد الصلاة، وهو يروى عن أنس بن مالك.
وقال آخرون: إنّ المراد صل الغداة في جمع (المزدلفة)، وانحر هديك في منى، وهو قول سعيد بن جبير ومجاهد.
وقال الإمام الصادق جعفر بن محمّد ـ عليه السلام ـ : النحر في هذه الآية هو رفع اليدين حذاء نحرك، وورد عن مقاتل بن حيان عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ قال:لما نزلت هذه السورة قال النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ لجبريل ـ عليه السلام ـ : ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي.. قال: ليست بنحيرة، ولكنه يأمرك إذا تحرمت إلى الصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع وإذا سجدت فانه صلاتنا وصلاة الملائكة في السماوات السبع فان لكل شيء زينة وإن زينة الصلاة رفع الأيدي عند كلّ تكبيرة وقال النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : رفع الأيدي من الاستكانة قلت: وما الاستكانة، قال: ألا تقرأ هذه الآية: فما استكانوا لربهم وما يتضرعون. أورده الثعلبي والواحدي في تفسيريهما..(13).
ومن استقراء للآراء التي وردت حول مدلول الآية المذكورة، وربطها بتاريخ نزول الأحكام والفرائض الإلهية، ينقدح في الذهن، أن الحج في مرحلة نزول سورة الكوثر لم يكن مشرعاً بعد، كذلك الحال بالنسبة للأضحية، وربما صلاة العيد كذلك..
فالأوجه أن يكون الموضوع كله يدور حول الصلاة وما يتعلق بها من مظاهر الاستكانة والخشوع والطاعة، لذا، فأن تفسير النحر برفع اليدين حذاء النحر، هو الأنسب للمقام، إذا أخذنا بنظر الاعتبار تاريخ نزول السورة المباركة، فضلاً عما ورد من أحاديث شريفة بهذا الشأن...
(إنّ شانئك هو الأبتر(: الشانئ في اللغة هو العدو البغيض، لذا، فأن الله عز وجل قضى أن يكون شانئ النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وهو العاص وإضرابه هو المنقطع عن النسل ومن كلّ خير، وقيل: معناه، أن العاص لا ولد له على الحقيقة، وإن من ينسب
إليه ليس بولد له.
قال مجاهد: الأبتر الذي لا عقب له، وهو جواب لقول قريش: إنّ محمداً لا عقب له يموت فنستريح منه ويدرس دينه.(14).
وهكذا يقدر الرب جل وعلا ويقضي أن الأبتر ليس محمداً ـ صلى الله عليه وآله ـ، وإنّما شانئوه وكارهوه.
ولقد صدق فيهم وعيد الله، فقد انقطع ذكرهم وانطوى، بينما امتد ذكر محمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ وعلا (15).
وهكذا امتدت شجرة الذرية المحمدية في الأرض ونشرت الخير والهدى في الناس بفضل الله ورحمته رغم التآمر وكيد الأعداء عبر التاريخ.. ولله عاقبة الأمور.



(الأمير)
إن شاء الله افووز يارب

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الكوثر
وهذا التفسير

التفسير..
(إنا اعطيناك الكوثر) الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم تكريما لمقامه الرفيع وتشريفا
اي نحن اعطيناك يامحمد الخير الكثير الدائم في الدنيا والاخره ومن هذا الخبر ((نهر الكوثر))وهو كما ثبت في الصحيح (نهر في الجنه حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج من شرب منه لم يظمأ ابداً )
عن أنس قال : (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاة ثم رفع راه متبسماً فقلنا : مااضحكك يارسول الله ؟
قال أنزلت علي انفاً سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم
(انا اعطيناك الكوثر)السوره ثم قال أتدرون ماالكوثر؟قلنا :الله ورسوله اعلم :قال نهر وعدنيه ربي عزوجل فيه خير كثير هو حوض ترد عليه امتي يوم القيامه أنيته عدد النجوم فيختلج العبد ..اي ينتزع ويقتطع منهمفاقول : غنه من أمتي ! فيقال إنك لاتدري مااحدث بعدك )قال ابو حيان وذكر في الكوثر ستة وعشرون قولاً والصحيح هو مافسر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (هو نهر في الجنه حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه احلى من العسل
وعن ابن عباس :الكوثر الخير الكثير
(فصل لربك وانحر) اي فصل لربك الذي افاض مافاض عليك من الخير والكرامات قال في التسهيل :كان المشركون يصلون مكاءً وتصديه وينحرون للاصنام فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم :صل لربك وحده وانحر لوجهه لا لغيره فيكون ذلك أمراً بالتوحيد والإخلاص
(إن شانئك هو الابتر) اي إن مبغضك يامحمد هو المنقطع عن كل خير قال المفسرون :لما مات القاسم ابنالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قال العاص بن وائل :دعوة فأنه رجل ابتر لاعقب له -اي لا نسل له
فاذا اهلك انقطع ذكره فانزل الله تعالى هذه السوره واخبر تعالى أن هذا الكافر هو الابتر وان كان له اولاد لانه مبيتور من رحمة الله -اي مقطوع عنها ولانه لايذكر الا ذكر باللعنه بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم فان ذكره خالد الى اخر الدهر مرفوع على المآذن والمنابر مقرون بذكر الله تعالى والمؤمنون من زمانه إلى يوم القيامه أتباعه فهو كالوالد لهم صلوات الله وسلامه علي

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الكوثر
وهذا التفسير

التفسير..
(إنا اعطيناك الكوثر) الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم تكريما لمقامه الرفيع وتشريفا
اي نحن اعطيناك يامحمد الخير الكثير الدائم في الدنيا والاخره ومن هذا الخبر ((نهر الكوثر))وهو كما ثبت في الصحيح (نهر في الجنه حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج من شرب منه لم يظمأ ابداً )
عن أنس قال : (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاة ثم رفع راه متبسماً فقلنا : مااضحكك يارسول الله ؟
قال أنزلت علي انفاً سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم
(انا اعطيناك الكوثر)السوره ثم قال أتدرون ماالكوثر؟قلنا :الله ورسوله اعلم :قال نهر وعدنيه ربي عزوجل فيه خير كثير هو حوض ترد عليه امتي يوم القيامه أنيته عدد النجوم فيختلج العبد ..اي ينتزع ويقتطع منهمفاقول : غنه من أمتي ! فيقال إنك لاتدري مااحدث بعدك )قال ابو حيان وذكر في الكوثر ستة وعشرون قولاً والصحيح هو مافسر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (هو نهر في الجنه حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه احلى من العسل
وعن ابن عباس :الكوثر الخير الكثير
(فصل لربك وانحر) اي فصل لربك الذي افاض مافاض عليك من الخير والكرامات قال في التسهيل :كان المشركون يصلون مكاءً وتصديه وينحرون للاصنام فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم :صل لربك وحده وانحر لوجهه لا لغيره فيكون ذلك أمراً بالتوحيد والإخلاص
(إن شانئك هو الابتر) اي إن مبغضك يامحمد هو المنقطع عن كل خير قال المفسرون :لما مات القاسم ابنالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قال العاص بن وائل :دعوة فأنه رجل ابتر لاعقب له -اي لا نسل له
فاذا اهلك انقطع ذكره فانزل الله تعالى هذه السوره واخبر تعالى أن هذا الكافر هو الابتر وان كان له اولاد لانه مبيتور من رحمة الله -اي مقطوع عنها ولانه لايذكر الا ذكر باللعنه بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم فان ذكره خالد الى اخر الدهر مرفوع على المآذن والمنابر مقرون بذكر الله تعالى والمؤمنون من زمانه إلى يوم القيامه أتباعه فهو كالوالد لهم صلوات الله وسلامه علي

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الكوثر
-------
وتفسر السورة بأن أحد المشركين شتم الرسول بأنه أبتر. فرد الله عليه بأن أعطى رسوله نهرا بالجنة يدعى الكوثر، وأن المشرك هو الابتر كما صرح الله في الآيه. { إنا أعطيناك الكوثر }، بهذه الآية الكريمة، افتتح الله سورة الكوثر، مذكرا نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمة عظيمة، ومنة كريمة، وموعود أخروي، جعله الله عز وجل كرامة لنبيه، وبشارة له ولأمته من بعده، ثم رتب على ذلك الوعد العظيم، الأمر بالصلاة والعبادة، والوعد بالنصر والتأييد { فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } ويقال أن الكوثر هي السيدة فاطمة الزهراء وأنه أحد ألقابها **** ولا يوجد دليل علي صحة القول بأن الكوثر مقصود به السيدة فاطمة الزهراء في كتب التفاسير ومنها بن كثير - القرطبي - الجلالين - والطبراني ****.

والكوثر أيضاً هو النهر الذي وعده الله نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة، ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التي ينعم الله بها على نبيه صلى الله وسلم في الدنيا والآخرة.

ولنهر الكوثر - الذي في الجنة - ميزابان، يصبان في حوض، وهو الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم القيامة، فنهر الكوثر في الجنة، والحوض في أرض المحشر، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض، ولهذا يطلق على كل من النهر والحوض (كوثر)، باعتبار أن ماءهما واحد، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة.

وقد ورد في الأحاديث جملة من صفات نهر الكوثر، تجعل المؤمن في شوق إلى ورود ذلك النهر، والارتواء منه، والاضطلاع من معينه، فنهر الكوثر يجري من غير شق بقدرة الله، وحافاتاه قباب الدر المجوف، وترابه المسك، وحصباؤه اللؤلؤ، فما ظنك بجمال ذلك النهر وجلاله، وما ظنك بالنعيم الذي حبى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من أمته.

ولا تقل صفات ماء نهر الكوثر جمالا وجلالا عن النهر نفسه، فقد ثبت في أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم أن ماء نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن، وأحلى مذاقا من العسل، وأطيب ريحا من المسك، حتى إن عمر بن الخطاب لما استمع إلى تلك الأوصاف، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنها لناعمة يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (آكلوها أنعم منها)، في إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أن تلك الصفات العظمية، وتلك النعم الجليلة، ما هي إلا جزء يسير مما يمن الله به على أهل دار كرامته، ومستقر رحمته.

وجاء الوصف النبوي لماء نهر الكوثر أيضا، بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا، ولم يسود وجهه أبدا، فكيف لك أن تتخيل جنة الخلد، إذا كان نهرها وماؤها كذلك !!

أما الحوض الذي يكون في أرض المحشر، فطوله مسيرة شهر، وعرضه كذلك، ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء)، أي أن أطرافه متساوية، وجاء في وصف الحوض أيضا أن آنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها.

أما ماء الحوض فهو مستمد من نهر الكوثر كما سبق، فصفات الماء واحدة، كرامة من الله لنبيه والمؤمنين من أمته، حيث يتمتعون بشيء من نعيم الجنة قبل دخولها، وهم في أرض المحشر، وعرصات القيامة، في مقام عصيب، وحر شديد، وكرب عظيم.

والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر في الجنة، وبين حوض النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر، لا يقلان شأنا عن النهر والحوض، فالميزابان أحدهما من فضة والآخر من ذهب، فالماء من أطيب ما يكون، ومقره من أرق ما يكون، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون.

وقد جاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من الأنبياء حوضا في أرض المحشر وعرصات القيامة، فقد ثبت عن سمرة ابن جندب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :(إن لكل نبي حوضا ترده أمته، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة)، فرحمة الله في ذلك الموقف قد شملت المؤمنين من كل الأمم، فلكل نبي حوض، يرده المؤمنون من أمته، إلا أن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم يتميز بثلاثة أمور :

الأول : أن ماءه مستمد من نهر الكوثر، فماؤه أطيب المياه، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.

الثاني : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكبر الأحواض.

الثالث : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكثر الأحواض واردة، أي يرد عليه من المؤمنين من أمته، أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنين من أمتهم.

ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم من أمته فقراء المهاجرين، فعن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (أول الناس ورودا على الحوض فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون المنعَّمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد)، والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين، فكما أنهم كانوا أفقر الناس في الدنيا، وأقلهم منصبا، وأدناهم شأنا، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين، وصدق الإيمان، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله، فقد نالوا كرامتهم في أرض المحشر، بورودهم أول الناس على حوض النبي صلى الله عليه وسلم.

ولقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عظيم منة الله عليه في نزول سورة الكوثر، وعظيم نعمته في تكريمه بنهر الكوثر، فعن أنس بن مالك قال : (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر }، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة، عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض الناس -، فأقول رب إنه من أمتي، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك) رواه مسلم.

فهنيئا للمتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الواردين حوضه، فهم الفائزون يوم يخسر الخاسرون، وهم المقربون يوم يبعد المبدلون والمحدثون

هذه السورة خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – كسورة الضحى، وسورة الشرح.يسري عنه ربه فيها، ويعده باأخير، ويوعد أعداءه بالبتر، ويوجهه إلى طريق الشكر. كذلك تمثل حقيقة الهدى والخير والإيمان. وحقيقة الظلال والشر والكفران..الأولى كثرة وفيض وامتداد. والثانية قلة وانحسار وانبتار.


في الآية الأولى قرر أنه ليس أبتر بل هو صاحب كوثر (وقد وردت روايات كثيرة أن الكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم -). وفي هذه الآية يرد الكيد على كائديه ،ويؤكد- الله – أن الأبتر ليس هو محمد، إنما هم ِشانئوه وكارهوه.

إن الدعوة إلى الله والحق والخير لايمكن أن تكون بتراء ولا أن يكون صاحبها أبتر، وكيف وهي موصولة بالله الحي الباقي الأزلي الخالد ؟إنما يبتر الكفر والباطل والشر ويبتر أهله، مهما بدا في لحظة من اللحظات أنه طويل الأجل ممتد الجدور.

وصدق الله العظيم. وكذب الكائدون الماكرون.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الكوثر
-------
وتفسر السورة بأن أحد المشركين شتم الرسول بأنه أبتر. فرد الله عليه بأن أعطى رسوله نهرا بالجنة يدعى الكوثر، وأن المشرك هو الابتر كما صرح الله في الآيه. { إنا أعطيناك الكوثر }، بهذه الآية الكريمة، افتتح الله سورة الكوثر، مذكرا نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمة عظيمة، ومنة كريمة، وموعود أخروي، جعله الله عز وجل كرامة لنبيه، وبشارة له ولأمته من بعده، ثم رتب على ذلك الوعد العظيم، الأمر بالصلاة والعبادة، والوعد بالنصر والتأييد { فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } ويقال أن الكوثر هي السيدة فاطمة الزهراء وأنه أحد ألقابها **** ولا يوجد دليل علي صحة القول بأن الكوثر مقصود به السيدة فاطمة الزهراء في كتب التفاسير ومنها بن كثير - القرطبي - الجلالين - والطبراني ****.

والكوثر أيضاً هو النهر الذي وعده الله نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة، ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التي ينعم الله بها على نبيه صلى الله وسلم في الدنيا والآخرة.

ولنهر الكوثر - الذي في الجنة - ميزابان، يصبان في حوض، وهو الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم القيامة، فنهر الكوثر في الجنة، والحوض في أرض المحشر، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض، ولهذا يطلق على كل من النهر والحوض (كوثر)، باعتبار أن ماءهما واحد، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة.

وقد ورد في الأحاديث جملة من صفات نهر الكوثر، تجعل المؤمن في شوق إلى ورود ذلك النهر، والارتواء منه، والاضطلاع من معينه، فنهر الكوثر يجري من غير شق بقدرة الله، وحافاتاه قباب الدر المجوف، وترابه المسك، وحصباؤه اللؤلؤ، فما ظنك بجمال ذلك النهر وجلاله، وما ظنك بالنعيم الذي حبى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من أمته.

ولا تقل صفات ماء نهر الكوثر جمالا وجلالا عن النهر نفسه، فقد ثبت في أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم أن ماء نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن، وأحلى مذاقا من العسل، وأطيب ريحا من المسك، حتى إن عمر بن الخطاب لما استمع إلى تلك الأوصاف، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنها لناعمة يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (آكلوها أنعم منها)، في إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أن تلك الصفات العظمية، وتلك النعم الجليلة، ما هي إلا جزء يسير مما يمن الله به على أهل دار كرامته، ومستقر رحمته.

وجاء الوصف النبوي لماء نهر الكوثر أيضا، بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا، ولم يسود وجهه أبدا، فكيف لك أن تتخيل جنة الخلد، إذا كان نهرها وماؤها كذلك !!

أما الحوض الذي يكون في أرض المحشر، فطوله مسيرة شهر، وعرضه كذلك، ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء)، أي أن أطرافه متساوية، وجاء في وصف الحوض أيضا أن آنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها.

أما ماء الحوض فهو مستمد من نهر الكوثر كما سبق، فصفات الماء واحدة، كرامة من الله لنبيه والمؤمنين من أمته، حيث يتمتعون بشيء من نعيم الجنة قبل دخولها، وهم في أرض المحشر، وعرصات القيامة، في مقام عصيب، وحر شديد، وكرب عظيم.

والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر في الجنة، وبين حوض النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر، لا يقلان شأنا عن النهر والحوض، فالميزابان أحدهما من فضة والآخر من ذهب، فالماء من أطيب ما يكون، ومقره من أرق ما يكون، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون.

وقد جاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من الأنبياء حوضا في أرض المحشر وعرصات القيامة، فقد ثبت عن سمرة ابن جندب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن لكل نبي حوضا ترده أمته، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة)، فرحمة الله في ذلك الموقف قد شملت المؤمنين من كل الأمم، فلكل نبي حوض، يرده المؤمنون من أمته، إلا أن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم يتميز بثلاثة أمور :

الأول : أن ماءه مستمد من نهر الكوثر، فماؤه أطيب المياه، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.

الثاني : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكبر الأحواض.

الثالث : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكثر الأحواض واردة، أي يرد عليه من المؤمنين من أمته، أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنين من أمتهم.

ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم من أمته فقراء المهاجرين، فعن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (أول الناس ورودا على الحوض فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون المنعَّمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد)، والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين، فكما أنهم كانوا أفقر الناس في الدنيا، وأقلهم منصبا، وأدناهم شأنا، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين، وصدق الإيمان، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله، فقد نالوا كرامتهم في أرض المحشر، بورودهم أول الناس على حوض النبي صلى الله عليه وسلم.

ولقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عظيم منة الله عليه في نزول سورة الكوثر، وعظيم نعمته في تكريمه بنهر الكوثر، فعن أنس بن مالك قال : (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر }، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة، عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض الناس -، فأقول رب إنه من أمتي، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك) رواه مسلم.

فهنيئا للمتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الواردين حوضه، فهم الفائزون يوم يخسر الخاسرون، وهم المقربون يوم يبعد المبدلون والمحدثون

هذه السورة خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – كسورة الضحى، وسورة الشرح.يسري عنه ربه فيها، ويعده باأخير، ويوعد أعداءه بالبتر، ويوجهه إلى طريق الشكر. كذلك تمثل حقيقة الهدى والخير والإيمان. وحقيقة الظلال والشر والكفران..الأولى كثرة وفيض وامتداد. والثانية قلة وانحسار وانبتار.


في الآية الأولى قرر أنه ليس أبتر بل هو صاحب كوثر (وقد وردت روايات كثيرة أن الكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم -). وفي هذه الآية يرد الكيد على كائديه ،ويؤكد- الله – أن الأبتر ليس هو محمد، إنما هم ِشانئوه وكارهوه.

إن الدعوة إلى الله والحق والخير لايمكن أن تكون بتراء ولا أن يكون صاحبها أبتر، وكيف وهي موصولة بالله الحي الباقي الأزلي الخالد ؟إنما يبتر الكفر والباطل والشر ويبتر أهله، مهما بدا في لحظة من اللحظات أنه طويل الأجل ممتد الجدور.

وصدق الله العظيم. وكذب الكائدون الماكرون.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الكوثر

الشرح

سورة الكوثر

{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}
ـــــــــــــــــــ
* بين يدي السورة:

مكية / مدنية: مكية
الترتيب في المصحف: 108
الترتيب في النزول:15
عدد آياتها:3
عدد كلماتها:10
عدد حروفها:42
ــــــــــــــــــ
* سبب النزول:
قيل: نزلت في عقبة بن أبي مُعَيط . وقيل: في العاص بن وائل كما ذكر محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان قال: كان العاص بن وائل إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: دعوه فإنه رجل أبتر لا عقب له، فإذا هلك انقطع ذكره. فأنزل الله هذه السورة.
وقال ابن عباس وعكرمة: نزلت في كعب بن الأشرف وجماعة من كفار قريش.وهذا هو الصحيح فقد روى الإمام أحمد والبزار - بسند صحيح - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت قريش: ألا ترى هذا الصنبور المنبتر من قومه؟ يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج، وأهل السدانة، وأهل السقاية! قال: أنتم خير. قال فنزلت : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ } [الكوثر:3] ونزل: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ } إلى { نَصِيرًا }.
ـــــــــــــــــ
* التفسير:
{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) }
الكوثر : هو الخير الكثير, وهو فوعل من الكثرة وصف به للمبالغة في الكثرة ، والعرب تسمي كل شيء كثير في العدد ، والقدر ، والخطر " كوثرًا " ، قال الشاعر :
وأنا كثير يا ابن مروان طيب... وكان أبوك ابن العقائل كوثرَا

ومعنى الآية:إنا أعطيناك -أيها النبي- الخير الكثير في الدنيا والآخرة كالنبوة والقرآن والحكمة وكثرة الأتباع والشفاعة ونحوها ، ومن ذلك الخير نهر الكوثر في الجنة الذي حافتاه خيام اللؤلؤ المجوَّف، وطينه المسك. فقد أخرج البخاري بسنده عن أبي بشر عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس أنه قال في (الكوثر): هو الخير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: قلت لسعيد بن جبير: فإن ناسًا يَزْعُمون أنه نهر في الجنة؟ فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه".وروى أحمد والترمذي وصححه ، وابن ماجه وغيرهم عن عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ:قَالَ لِي مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ مَا سَمِعْتَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَذْكُرُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْكَوْثَرِ فَقُلْتُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذَا الْخَيْرُ الْكَثِيرُ. فَقَالَ مُحَارِبٌ:سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَقَلَّ مَا يَسْقُطُ لِابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلٌ ,سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمَّا أُنْزِلَتْ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "هُوَ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ حَافَتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ يَجْرِي عَلَى جَنَادِلِ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ, شَرَابُهُ أَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ, وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ ,وَأَبْرَدُ مِنْ الثَّلْجِ, وَأَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ"
قَالَ: صَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ, هَذَا وَاللَّهِ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ".
وروى البخاري ومسلم عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "
لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى نَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفًا, فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَال:َ هَذَا الْكَوْثَرُ " وروى البخاري عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَ:سَأَلْتُهَا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } قَالَتْ: نَهَرٌ أُعْطِيَهُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاطِئَاهُ عَلَيْهِ دُرٌّ مُجَوَّفٌ آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ ".
وقد ورد في صفة الحوض المورود- حوض النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه في أرض المحشر يوم القيامة, وماءه من الجنة من نهر الكوثر إذ يصب منه ميزابان في هذا الحوض , وهو حوض عظيم طوله شهر وعرضه شهر, وآنيته عدد نجوم السماء , يَرِد عليه أهلُ الإيمان من أمة النبي - صلى الله عليه وسلم – ويُطرد عنه من نكص على عقبيه , ومَن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً".نسأل الله تعالى أن نشرب منه شربة لا نظمأ بعدها أبداً بفضله وكرمه.
.......................................
{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) }
والنحر : الذبح .فالإبل تُنحر، و البقر والغنم تُذبح.
ومعنى الآية: فأخلص لربك صلاتك كلها، واذبح ذبيحتك تقربًا له وحده وعلى اسمه وحده.إذ العبادة بكل صورها لا تُصرف إلاّ لله وحده كما قال تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [الأنعام: 162 ، 163]
وقيل المراد بالآية: صلاة العيد ، ونحر الأضحية. قاله قتادة وعطاء وعكرمة.
وقيل المراد بالنحر في الآية: أن يرفع يديه في الصلاة عند التكبيرة إلى حذاء نحره.

......................................
{ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (3) }
ومعنى الشأنيء: المبغض , من الشنآن بمعنى العداوة والبغض ، ومنه قوله تعالى : [ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ }[المائدة2] أي بغضهم.

و[ الأبتر ] المنقطع عن كل خير ، من البتر وهو القطع يقال : بترت الشيء يعني قطعته ، والسيف الباتر : القاطع ، ويقال للذي لا نسل له: أبتر لأنه انقطع نسبه.
ومعنى الآية : إن مٌبغِضَك - يا محمد- ومٌبْغِض ما جئتَ به من الهدى والحق والنور المبين، هو الأبتر الأقل المنقطع ذكْرُه. المقطوع من كل خير.
ـــــــــــــــ

* البلاغة : تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نوجزها فيما يلي :
1- صيغة الجمع الدالة على التعظيم [ إنَّا أعطيناك ] ولم يقل : أنا أعطيتك.
2- تصدير الجملة بحرف التأكيد الجاري مجرى القسم [ إنَّا ] أي نحن.
3- صيغة الماضي المفيدة للوقوع [ أعطيناك ] ولم يقل سنعطيك لأن الوعد لما كان محققا عبر عنه بالماضي مبالغة ، كأنه حدث ووقع.
4-المبالغة في لفظة [الكوثر].
5- الإضافة للتكريم والتشريف [ فصل لربك ] . والفاء تفيد السرعة.
6- إفادة الحصر [ إن شانئك هو الأبتر ] .
7- المطابقة بين أول السورة وآخرها بين [ الكوثر والأبتر ] فالكوثر الخير الكثير ، والأبتر المنقطع عن كل خير.
ــــــــــــــــ
تنبيه: روى مسلم وغيره عن أنس رضي الله عنه قال: "
بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً, ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا ,فَقُلْنَا :مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ }.
ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَر؟ُ فَقُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, قَالَ: فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ, عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ , هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ , فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ :رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي, فَيَقُولُ: مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ ". وقد استدل بهذا الحديث كثير من القراء على أن هذه السورة مدنية، وكثير من الفقهاء على أن البسملة من السورة، وأنها منزلة معها.وأما الجمهور فعلى خلاف ذلك.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الكوثر
وهذا التفسير

التفسير..
(إنا اعطيناك الكوثر) الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم تكريما لمقامه الرفيع وتشريفا
اي نحن اعطيناك يامحمد الخير الكثير الدائم في الدنيا والاخره ومن هذا الخبر ((نهر الكوثر))وهو كما ثبت في الصحيح (نهر في الجنه حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج من شرب منه لم يظمأ ابداً )
عن أنس قال : (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاة ثم رفع راه متبسماً فقلنا : مااضحكك يارسول الله ؟
قال أنزلت علي انفاً سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم
(انا اعطيناك الكوثر)السوره ثم قال أتدرون ماالكوثر؟قلنا :الله ورسوله اعلم :قال نهر وعدنيه ربي عزوجل فيه خير كثير هو حوض ترد عليه امتي يوم القيامه أنيته عدد النجوم فيختلج العبد ..اي ينتزع ويقتطع منهمفاقول : غنه من أمتي ! فيقال إنك لاتدري مااحدث بعدك )قال ابو حيان وذكر في الكوثر ستة وعشرون قولاً والصحيح هو مافسر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (هو نهر في الجنه حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه احلى من العسل
وعن ابن عباس :الكوثر الخير الكثير
(فصل لربك وانحر) اي فصل لربك الذي افاض مافاض عليك من الخير والكرامات قال في التسهيل :كان المشركون يصلون مكاءً وتصديه وينحرون للاصنام فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم :صل لربك وحده وانحر لوجهه لا لغيره فيكون ذلك أمراً بالتوحيد والإخلاص
(إن شانئك هو الابتر) اي إن مبغضك يامحمد هو المنقطع عن كل خير قال المفسرون :لما مات القاسم ابنالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قال العاص بن وائل :دعوة فأنه رجل ابتر لاعقب له -اي لا نسل له
فاذا اهلك انقطع ذكره فانزل الله تعالى هذه السوره واخبر تعالى أن هذا الكافر هو الابتر وان كان له اولاد لانه مبيتور من رحمة الله -اي مقطوع عنها ولانه لايذكر الا ذكر باللعنه بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم فان ذكره خالد الى اخر الدهر مرفوع على المآذن والمنابر مقرون بذكر الله تعالى والمؤمنون من زمانه إلى يوم القيامه أتباعه فهو كالوالد لهم صلوات الله وسلامه علي

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الكوثر
-------
وتفسر السورة بأن أحد المشركين شتم الرسول بأنه أبتر. فرد الله عليه بأن أعطى رسوله نهرا بالجنة يدعى الكوثر، وأن المشرك هو الابتر كما صرح الله في الآيه. { إنا أعطيناك الكوثر }، بهذه الآية الكريمة، افتتح الله سورة الكوثر، مذكرا نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمة عظيمة، ومنة كريمة، وموعود أخروي، جعله الله عز وجل كرامة لنبيه، وبشارة له ولأمته من بعده، ثم رتب على ذلك الوعد العظيم، الأمر بالصلاة والعبادة، والوعد بالنصر والتأييد { فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } ويقال أن الكوثر هي السيدة فاطمة الزهراء وأنه أحد ألقابها **** ولا يوجد دليل علي صحة القول بأن الكوثر مقصود به السيدة فاطمة الزهراء في كتب التفاسير ومنها بن كثير - القرطبي - الجلالين - والطبراني ****.

والكوثر أيضاً هو النهر الذي وعده الله نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة، ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التي ينعم الله بها على نبيه صلى الله وسلم في الدنيا والآخرة.

ولنهر الكوثر - الذي في الجنة - ميزابان، يصبان في حوض، وهو الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم القيامة، فنهر الكوثر في الجنة، والحوض في أرض المحشر، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض، ولهذا يطلق على كل من النهر والحوض (كوثر)، باعتبار أن ماءهما واحد، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة.

وقد ورد في الأحاديث جملة من صفات نهر الكوثر، تجعل المؤمن في شوق إلى ورود ذلك النهر، والارتواء منه، والاضطلاع من معينه، فنهر الكوثر يجري من غير شق بقدرة الله، وحافاتاه قباب الدر المجوف، وترابه المسك، وحصباؤه اللؤلؤ، فما ظنك بجمال ذلك النهر وجلاله، وما ظنك بالنعيم الذي حبى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من أمته.

ولا تقل صفات ماء نهر الكوثر جمالا وجلالا عن النهر نفسه، فقد ثبت في أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم أن ماء نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن، وأحلى مذاقا من العسل، وأطيب ريحا من المسك، حتى إن عمر بن الخطاب لما استمع إلى تلك الأوصاف، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنها لناعمة يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (آكلوها أنعم منها)، في إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أن تلك الصفات العظمية، وتلك النعم الجليلة، ما هي إلا جزء يسير مما يمن الله به على أهل دار كرامته، ومستقر رحمته.

وجاء الوصف النبوي لماء نهر الكوثر أيضا، بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا، ولم يسود وجهه أبدا، فكيف لك أن تتخيل جنة الخلد، إذا كان نهرها وماؤها كذلك !!

أما الحوض الذي يكون في أرض المحشر، فطوله مسيرة شهر، وعرضه كذلك، ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء)، أي أن أطرافه متساوية، وجاء في وصف الحوض أيضا أن آنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها.

أما ماء الحوض فهو مستمد من نهر الكوثر كما سبق، فصفات الماء واحدة، كرامة من الله لنبيه والمؤمنين من أمته، حيث يتمتعون بشيء من نعيم الجنة قبل دخولها، وهم في أرض المحشر، وعرصات القيامة، في مقام عصيب، وحر شديد، وكرب عظيم.

والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر في الجنة، وبين حوض النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر، لا يقلان شأنا عن النهر والحوض، فالميزابان أحدهما من فضة والآخر من ذهب، فالماء من أطيب ما يكون، ومقره من أرق ما يكون، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون.

وقد جاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من الأنبياء حوضا في أرض المحشر وعرصات القيامة، فقد ثبت عن سمرة ابن جندب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :(إن لكل نبي حوضا ترده أمته، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة)، فرحمة الله في ذلك الموقف قد شملت المؤمنين من كل الأمم، فلكل نبي حوض، يرده المؤمنون من أمته، إلا أن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم يتميز بثلاثة أمور :

الأول : أن ماءه مستمد من نهر الكوثر، فماؤه أطيب المياه، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.

الثاني : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكبر الأحواض.

الثالث : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكثر الأحواض واردة، أي يرد عليه من المؤمنين من أمته، أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنين من أمتهم.

ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم من أمته فقراء المهاجرين، فعن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (أول الناس ورودا على الحوض فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون المنعَّمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد)، والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين، فكما أنهم كانوا أفقر الناس في الدنيا، وأقلهم منصبا، وأدناهم شأنا، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين، وصدق الإيمان، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله، فقد نالوا كرامتهم في أرض المحشر، بورودهم أول الناس على حوض النبي صلى الله عليه وسلم.

ولقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عظيم منة الله عليه في نزول سورة الكوثر، وعظيم نعمته في تكريمه بنهر الكوثر، فعن أنس بن مالك قال : (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر }، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة، عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض الناس -، فأقول رب إنه من أمتي، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك) رواه مسلم.

فهنيئا للمتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الواردين حوضه، فهم الفائزون يوم يخسر الخاسرون، وهم المقربون يوم يبعد المبدلون والمحدثون

هذه السورة خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – كسورة الضحى، وسورة الشرح.يسري عنه ربه فيها، ويعده باأخير، ويوعد أعداءه بالبتر، ويوجهه إلى طريق الشكر. كذلك تمثل حقيقة الهدى والخير والإيمان. وحقيقة الظلال والشر والكفران..الأولى كثرة وفيض وامتداد. والثانية قلة وانحسار وانبتار.


في الآية الأولى قرر أنه ليس أبتر بل هو صاحب كوثر (وقد وردت روايات كثيرة أن الكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم -). وفي هذه الآية يرد الكيد على كائديه ،ويؤكد- الله – أن الأبتر ليس هو محمد، إنما هم ِشانئوه وكارهوه.

إن الدعوة إلى الله والحق والخير لايمكن أن تكون بتراء ولا أن يكون صاحبها أبتر، وكيف وهي موصولة بالله الحي الباقي الأزلي الخالد ؟إنما يبتر الكفر والباطل والشر ويبتر أهله، مهما بدا في لحظة من اللحظات أنه طويل الأجل ممتد الجدور.

وصدق الله العظيم. وكذب الكائدون الماكرون.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
اليوم التاسع و العشرون 8 سبتمبر

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ

فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ

إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ

أذكر أسم السورة و شرحها الكامل
تفسير سورة الكوثر من تفسير الشيخ ابن عثيمين

{إِنَّآ أَعْطَيْنَـكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الاَْبْتَرُ}. .

هذه السورة قيل إنها مكية، وقيل: إنها مدنية. والمكي هو الذي نزل قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة سواء نزل في مكة، أو في المدينة، أو في الطريق في السفر، فكل ما نزل بعد الهجرة فهو مدني، وما نزل قبلها فهو مكي، هذا هو القول الراجح من أقوال العلماء، يقول الله عز وجل مخاطباً النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {إنا أعطيناك الكوثر} الكوثر: في اللغة العربية هو الخير الكثير. وهكذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أعطاه الله تعالى خيراً كثيراً في الدنيا والاخرة. فمن ذلك النهر العظيم الذي في الجنة والذي يصبّ منه ميزابان على حوضه المورود صلى الله عليه وسلّم، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى مذاقاً من العسل، (وأطيب رائحة من المسك)، وهذا الحوض في القيامة في عرصات القيامة يرده المؤمنون من أمة النبي صلى الله عليه وسلّم. وآنيته كنجوم السماء كثرة وحسناً، فمن كان وارداً على شريعته في الدنيا كان وارداً على حوضه في الاخرة، ومن لم يكن وارداً على شريعته فإنه محروم منه في الاخرة. ومن الخيرات الكثيرة التي أعطيها النبي صلى الله عليه وسلّم في الدنيا ما ثبت في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (أعطيت خمساً لم يُعطهن أحداً من الأنبياء قبلي: نُصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجلاً من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأعطيت الشفاعة، وأحلت لي المغانم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس عامة)». هذا من الخير الكثير، لأن بعثه إلى الناس عامة يستلزم أن يكون أكثر الأنبياء اتباعاً وهو كذلك فهو أكثرهم أتباعاً عليه الصلاة والسلام، ومن المعلوم أن الدال على الخير كفاعل الخير، والذي دل هذه الأمة العظيمة التي فاقت الأمم كثرة هو محمد صلى الله عليه وسلّم، وعلى هذا فيكون للرسول عليه الصلاة والسلام من أجر كل واحد من أمته نصيب. ومن يحصي الأمة إلا الله عز وجل، ومن الخير الذي أعطيه في الاخرة المقام المحمود، ومنه الشفاعة العظمى، فإن الناس في يوم القيامة يلحقهم من الكرب والغم ما لا يطيقون، فيطلبون الشفاعة، فيأتون إلى آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى عليه الصلاة والسلام حتى تصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيقوم ويشفع، ويقضي الله تعالى بين العباد بشفاعته، وهذا مقام يحمده عليه الأولون والاخرون وداخل في قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} [الإسراء: 79]. إذاً الكوثر يعني الخير الكثير، ومنه النهر الذي في الجنة، فالنهر الذي في الجنة هو الكوثر لا شك، ويسمى كوثراً لكنه ليس هو فقط الذي أعطاه الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الخير، ولما ذكر منته عليه بهذا الخير الكثير قال: {فصل لربك وانحر} شكراً لله على هذه النعمة العظيمة، أن تصلي وتنحر لله، والمراد بالصلاة هنا جميع الصلوات، وأول ما يدخل فيها الصلاة المقرونة بالنحر وهي صلاة عيد الأضحى لكن الاية شاملة عامة {فصل لربك} الصلوات المفروضة والنوافل. صلوات العيد والجمعة {وانحر} أي: تقرب إليه بالنحر، والنحر يختص بالإبل، والذبح للبقر والغنم، لكنه ذكر النحر، لأن الإبل أنفع من غيرها بالنسبة للمساكين، ولهذا أهدى النبي صلى الله عليه وسلّم في حجة الوداع مائة بعير، ونحر منها ثلاثة وستين بيده، وأعطى علي بن أبي طالب رضي الله عنه الباقي فنحرها. وتصدق بجميع أجزائها إلا بضعة واحدة من كل ناقة، فأخذها وجعلت في قدر، فطبخها فأكل من لحمها، وشرب من مرقها، وأمر بالصدقة حتى بجلالها وجلودها عليه الصلاة والسلام، والأمر في الاية أمر له وللأمة، فعلينا أن نخلص الصلاة لله، وأن نخلص النحر لله كما أُمر بذلك نبينا صلى الله عليه وسلّم ثم قال {إن شانئك هو الأبتر} هذا في مقابل إعطاء الكوثر قال: {إن شانئك هو الأبتر} {شانئك} أي مبغضك، والشنئان هو البغض، ومنه قوله تعالى: {ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا} [المائدة: 2]. أي: لا يحملنكم بغضهم أن تعتدوا. {ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا} [المائدة: 8]. أي: لا يحملنكم بغضهم على ترك العدل {اعدلوا هو أقرب للتقوى} فشانئك في قوله: {إن شانئك} يعني مبغضك {هو الأبتر} الأبتر: اسم تفضيل من بتر بمعنى قطع، يعني هو الأقطع. المنقطع من كل خير، وذلك أن كفار قريش يقولون: محمد أبتر، لا خير فيه ولا بركة فيه ولا في اتباعه، أبتر لما مات ابنه القاسم رضي الله عنه قالوا: محمد أبتر، لا يولد له، ولو ولد له فهو مقطوع النسل، فبين الله عز وجل أن الأبتر هو مبغض الرسول عليه الصلاة والسلام فهو الأبتر المقطوع عن كل خير. الذي ليس فيه بركة، وحياته ندامة عليه، وإذا كان هذا في مبغضه فهو أيضاً في مبغض شرعه. فمن أبغض شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام، أو أبغض شعيرة من شعائر الإسلام، أو أبغض أي طاعة مما يتعبد به الناس في دين الإسلام فإنه كافر، خارج عن الدين لقول الله تعالى: {ذالك بأنهم كرهوا ما انزل الله فأحبط اعمالهم } [محمد: 9]. ولا حبوط للعمل إلا بالكفر، فمن كره فرض الصلوات فهو كافر ولو صلى، ومن كره فرض الزكاة فهو كافر ولو صلى، لكن من استثقلها مع عدم الكراهة فهذا فيه خصلة من خصال النفاق لكنه لا يكفر. وفرق بين من استثقل الشيء ومن كره الشيء.

إذاً هذه السورة تضمنت بيان نعمة الله على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإعطائه الخير الكثير، ثم الأمر بالإخلاص لله عز وجل في الصلوات والنحر، وكذلك في سائر العبادات، ثم بيان أن من أبغض الرسول عليه الصلاة والسلام، أو أبغض شيئاً من شريعته فإنه هو الأقطع الذي لا خير فيه ولا بركة فيه، نسأل الله العافية والسلامة...وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 37 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الكوثر
-------
وتفسر السورة بأن أحد المشركين شتم الرسول بأنه أبتر. فرد الله عليه بأن أعطى رسوله نهرا بالجنة يدعى الكوثر، وأن المشرك هو الابتر كما صرح الله في الآيه. { إنا أعطيناك الكوثر }، بهذه الآية الكريمة، افتتح الله سورة الكوثر، مذكرا نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمة عظيمة، ومنة كريمة، وموعود أخروي، جعله الله عز وجل كرامة لنبيه، وبشارة له ولأمته من بعده، ثم رتب على ذلك الوعد العظيم، الأمر بالصلاة والعبادة، والوعد بالنصر والتأييد { فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } ويقال أن الكوثر هي السيدة فاطمة الزهراء وأنه أحد ألقابها **** ولا يوجد دليل علي صحة القول بأن الكوثر مقصود به السيدة فاطمة الزهراء في كتب التفاسير ومنها بن كثير - القرطبي - الجلالين - والطبراني ****.

والكوثر أيضاً هو النهر الذي وعده الله نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة، ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التي ينعم الله بها على نبيه صلى الله وسلم في الدنيا والآخرة.

ولنهر الكوثر - الذي في الجنة - ميزابان، يصبان في حوض، وهو الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم القيامة، فنهر الكوثر في الجنة، والحوض في أرض المحشر، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض، ولهذا يطلق على كل من النهر والحوض (كوثر)، باعتبار أن ماءهما واحد، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة.

وقد ورد في الأحاديث جملة من صفات نهر الكوثر، تجعل المؤمن في شوق إلى ورود ذلك النهر، والارتواء منه، والاضطلاع من معينه، فنهر الكوثر يجري من غير شق بقدرة الله، وحافاتاه قباب الدر المجوف، وترابه المسك، وحصباؤه اللؤلؤ، فما ظنك بجمال ذلك النهر وجلاله، وما ظنك بالنعيم الذي حبى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من أمته.

ولا تقل صفات ماء نهر الكوثر جمالا وجلالا عن النهر نفسه، فقد ثبت في أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم أن ماء نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن، وأحلى مذاقا من العسل، وأطيب ريحا من المسك، حتى إن عمر بن الخطاب لما استمع إلى تلك الأوصاف، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنها لناعمة يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (آكلوها أنعم منها)، في إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أن تلك الصفات العظمية، وتلك النعم الجليلة، ما هي إلا جزء يسير مما يمن الله به على أهل دار كرامته، ومستقر رحمته.

وجاء الوصف النبوي لماء نهر الكوثر أيضا، بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا، ولم يسود وجهه أبدا، فكيف لك أن تتخيل جنة الخلد، إذا كان نهرها وماؤها كذلك !!

أما الحوض الذي يكون في أرض المحشر، فطوله مسيرة شهر، وعرضه كذلك، ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء)، أي أن أطرافه متساوية، وجاء في وصف الحوض أيضا أن آنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها.

أما ماء الحوض فهو مستمد من نهر الكوثر كما سبق، فصفات الماء واحدة، كرامة من الله لنبيه والمؤمنين من أمته، حيث يتمتعون بشيء من نعيم الجنة قبل دخولها، وهم في أرض المحشر، وعرصات القيامة، في مقام عصيب، وحر شديد، وكرب عظيم.

والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر في الجنة، وبين حوض النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر، لا يقلان شأنا عن النهر والحوض، فالميزابان أحدهما من فضة والآخر من ذهب، فالماء من أطيب ما يكون، ومقره من أرق ما يكون، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون.

وقد جاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من الأنبياء حوضا في أرض المحشر وعرصات القيامة، فقد ثبت عن سمرة ابن جندب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن لكل نبي حوضا ترده أمته، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة)، فرحمة الله في ذلك الموقف قد شملت المؤمنين من كل الأمم، فلكل نبي حوض، يرده المؤمنون من أمته، إلا أن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم يتميز بثلاثة أمور :

الأول : أن ماءه مستمد من نهر الكوثر، فماؤه أطيب المياه، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.

الثاني : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكبر الأحواض.

الثالث : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكثر الأحواض واردة، أي يرد عليه من المؤمنين من أمته، أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنين من أمتهم.

ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم من أمته فقراء المهاجرين، فعن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (أول الناس ورودا على الحوض فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون المنعَّمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد)، والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين، فكما أنهم كانوا أفقر الناس في الدنيا، وأقلهم منصبا، وأدناهم شأنا، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين، وصدق الإيمان، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله، فقد نالوا كرامتهم في أرض المحشر، بورودهم أول الناس على حوض النبي صلى الله عليه وسلم.

ولقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عظيم منة الله عليه في نزول سورة الكوثر، وعظيم نعمته في تكريمه بنهر الكوثر، فعن أنس بن مالك قال : (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر }، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة، عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض الناس -، فأقول رب إنه من أمتي، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك) رواه مسلم.

فهنيئا للمتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الواردين حوضه، فهم الفائزون يوم يخسر الخاسرون، وهم المقربون يوم يبعد المبدلون والمحدثون

هذه السورة خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – كسورة الضحى، وسورة الشرح.يسري عنه ربه فيها، ويعده باأخير، ويوعد أعداءه بالبتر، ويوجهه إلى طريق الشكر. كذلك تمثل حقيقة الهدى والخير والإيمان. وحقيقة الظلال والشر والكفران..الأولى كثرة وفيض وامتداد. والثانية قلة وانحسار وانبتار.


في الآية الأولى قرر أنه ليس أبتر بل هو صاحب كوثر (وقد وردت روايات كثيرة أن الكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم -). وفي هذه الآية يرد الكيد على كائديه ،ويؤكد- الله – أن الأبتر ليس هو محمد، إنما هم ِشانئوه وكارهوه.

إن الدعوة إلى الله والحق والخير لايمكن أن تكون بتراء ولا أن يكون صاحبها أبتر، وكيف وهي موصولة بالله الحي الباقي الأزلي الخالد ؟إنما يبتر الكفر والباطل والشر ويبتر أهله، مهما بدا في لحظة من اللحظات أنه طويل الأجل ممتد الجدور.

وصدق الله العظيم. وكذب الكائدون الماكرون.



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي